PDA

View Full Version : اهدنا الصراط المستقيم


فتى دبي
22-12-2002, 05:37 PM
ليس هكذا صدفة تقرر تشريع قراءة سورة الفاتحة سبع عشرة مرة في كل يوم وليلة ، هو الحد الأدنى المفروض ، وربما أكثر بما يفتح الله على عبده ويعطيه القوة ليصلي السنن الرواتب أو ما شاء من صلوات.

نعم ، ليس صدفة أن تكون الفاتحة هي جزء أساسي في كل صلاة ، لا تصح بدونها . فلا صلاة لمن لم يقرا بفاتحة الكتاب ، كما في حديث عبادة بن الصامت.

لست أريد اليوم شرح أو تفسير هذه السورة ، فإنني لست من أهل التفسير ، ولكن رغبت التوقف قليلاً عند آية " إهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين " . هذه الآية العظيمة نكررها كل يوم حتى حفظناها عن ظهر قلب منذ الصغر ، وبالتالي صارت ألسنتنا تنطق بها وترددها تلقائياً وإن كانت القلوب غافلة عن تدبرها.

إننا ندعو الله كل يوم أكثر من سبع عشرة مرة ، أن يهدينا الى الطريق الحق ويجنبنا الدخول في طرق أخرى كطريق المغضوب عليهم ، وهم اليهود ، الذين عرفوا الحق جيداً وتعمدوا الابتعاد عنه علواً واستكباراً ، أو طريق الضالين ، وهم النصارى ، الذين ما زالوا يبحثون عن الحق والهدى ولم يهتدوا اليه ..

إننا بهذا نعلنها كل يوم أن الطريق الحق هو الذي أرشدنا الى سلوكه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ، وأن ما سواه هو الباطل دون شك . فلماذا بعد هذا نخالف أنفسنا وننقض ما نعلنه في كل صلاة ؟ لماذا نقول أمراً ونأتي أمراً آخر ؟ لماذا ونحن نعترف يومياً أن منهج اليهود والنصارى للوصول الى الحق غير صائب وسليم ، ثم تجدنا وقد سرنا خلفهم شبراً بشبر؟

أليس هذا تناقضاً وازدواجية شديدة في التفكير بل الشخصية ؟ أليس هذا اعترافا منا بفقدان الهوية والشخصية ؟ نتبع غيرنا ونميل اليه ونواليه ونرجو رحمته وننتظر كرمه وفيض عطائه ؟ أو ليس قد تردد أن المغضوب عليهم والضالين طلبوا منا نحن الساعين الى الصراط المستقيم ، الغاء سورة الفاتحة من حياتنا لأنها تؤجج المشاعر وتحرض على كراهية الأديان ومعاداة غير المسلمين؟ هذه الأسئلة وغيرها تنتظر إجاباتها .. فمن يجيب أولاً؟