PDA

View Full Version : .. هَلِ اقتربَ الشتّاء .. ؟ ..


لمياء
05-12-2002, 09:22 PM
.. من رسائله إليها ..
.. الرسالة الثالثة ..

.
.
.. يلملم تشرّينُ ما تبقى من أيامه ليرحل .. وليأتي كانون ..
.. هل ما زلتِ تذكرين ماذا كنّا نسمي كانون يا حبيبتي ..
.. حبيبتي ..
.. تُرى .. أمازال ليّ الحق في أن أقولها .. أم أنها .. أضحت لقباً ..
.. فقد قيمته -كسائر الألقاب الرنانة - .. بتواتر الأيام ..
.. عندي ..
.. سيبقى همساً .. يحرقني كلما نطقته ..
.. و سيبقى .. أملاً .. أبتغيه و لو للحظة .. قبل فنائي ..
.. و سيبقى .. حُلُماً .. ألاحقه .. كسربِ فراشات في قاحل أيامي ..
.. أتذكرين أي لقبٍ كنّا نطلق على كانون .. ؟ ..
.. كنّا نسميه " سيد الشتاء " ..
.. هل ما زلتِ تُسمينه كذلك .. ؟
.. أم أنّكِ نسيتيه هو الآخر ..
.. هل لا زلتِ تذكرين سرّنا الصغير في كانون ..
.. كيف كنّا نتفانى في كتمانه عن المقربين و الأصدقاء ..
.. كان سرّنا .. أنتِ و أنا فقط ..
.. في الخامس من سيد الشتاء .. كانون ..
.. كنّأ نجتمع أنتِ و أنا حول المدفأة ..
.. و نمسك بأيدينا بقوة .. و نغمض أعيننا ..
.. و نردد ..
.. " يا سيد الشتاء .. يا سيد الصقيع ..
.. نقهر زمهريرك بأن نجعلك ..
.. بداية الربيع .. "
.. ثم نطيّر أكفّنا في الهواء .. و نفتح أعيننا متضاحكين ..
.. لنهنئ أنفسنا ..
.. ببداية الربيع ..
.. قهرني سيد الشتاء مذ رحلت ..
.. ما عاد لي ربيع .. و ما عادت تُجدي التعاويذ ..
..
.. يا سيد الشتاء كانون .. كيفَ كنت تنزف لنا الدفء من عمقِ الصقيع .. ؟
.. و كيف أنا الآن .. يقهرني البرد .. و ترتديني الوحشة .. طوال لحظاتي ..
.. يا سيد الشتاء .. أكنتَ من أجلها فقط .. تُدفأني ..؟
..و من أجل ضحكاتها الطفولية فقط .. تقلب جليدك إلى ربيع .. ؟ ..
.. رحلت .. و رحل الربيع يا صاحبي .. فعزيني ..
..
.. بدأ البرد يا حبيبتي .. مبكراً هذا العام ..
.. و لا أعرف ما الذي أخرّني عن الاستعداد له ..
.. أول ما فعلته .. هو تغطية شتلات زهورك في البيت الزجاجي ..
.. لأنها زهوركِ التي أحببتِ دوماً ..
.. لا زلتُ أتعهدها بالرعاية أملاً أن تعودي لها يوماً .. كما هجرتها ..
.. و هجرْتِني ..
..
.. عندما كنتُ في الباحة الخلفية ذات أمسية ..
.. استرعاني صوت الجارات في ضيافة جارتنا العجوز الثرثارة ..
.. كُنّ يتحدثن عنّا يا حبيبتي ..
.. أنتِ و أنا ..
.. يقُلنّ .. أنّك لن تعودي أبداً .. و أنني مسكين .. أصبحتُ أهذي كالمجنون .. بكِ ..
.. عندها فقط .. أحسستُ بالبرد يقرصني .. و بأن الشتاء لابدّ قد دخل منذ دهر ..
.. أصحيحٌ أنّك لن تعودي ..
.. و ما أدراهُنّ .. هنّ لا يعرفنك .. أنا الذي أعرفك ..
.. أنا الذي أدري ..
.. أدري .. أنك ستعودين .. حتماً ستفعلين ..
.. هناك فقط ما أخرّك ..
.. إنّما .. حتماً ستعودين ..
..
.. لا زالت شتلات الورد في البيت الزجاجي بحاجة لرعاية ..
.. و لا زالت القطة تموء كل صباح بحثاً عن يدك التي أَلفتها ..
.. و لا زلتُ أنا ..
.. رُغم الشيبِ في شعري .. و صلابتي و جلدي ..
.. احترق شوقاً .. لكلمةٍ منكِ ..
.
.
.
.
.
.
لمياء/ تشرين الثاني 2002

عشاق
06-12-2002, 01:32 AM
لم أقرأ لك من قبل ولكن هذه المشاركة تدل على روعة وجمال وعذوبة قلمك فلا تحرمينا منها :)

أوراق
06-12-2002, 01:19 PM
بديع ماترسمين من مشاعر

من رسائله إليها ..

أيتقن الرجل البوح والحب والوفاء أكثر من لمياء :)

متى نقراء شيء من رسائلها إليه ؟

وكل عام وقلبك بخير :)

زورو الامارات
06-12-2002, 08:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

قبل كل شي

ماشاء الله لاقوة الا بالله

روعه روعه روووووووووووعه

طرح جديد وفكر جديد مختلط بمناخ بلاد الشام

استمري في رسائله

لمياء
08-12-2002, 09:17 PM
.. هلا .. عشاق ..

.. إذاً .. كسبتُ قارئاً جديداً .. فهنيئاً لي ..

.. أسعدني توقفك هنا ..

.. أرق تحية ..

لمياء
08-12-2002, 09:56 PM
.. هلا .. أوراق ..

.. البوح ... و الحب .. و الوفاء .. يا صديقتي .. لا يملك جِنْساً و لا لغةً إلا ترانيمها الخاصة ..

.. عندما يجدها .. حتماً سنسمع منها ..

.. لكن .. أين هى الآن .. ؟ ..

.. أسعدني توقفك هنا ..

.. أرق تحية ..

لمياء
08-12-2002, 10:07 PM
.. هلا .. زورو ..

.. شكر الله لك الدعاء و أثابك مثله أخي الكريم ..

.. هذه الرسالة الثالثة له ..

.. و قد كنتُ طرحتُ هنا رسالته الثانية .. و لإستغرابي ما وجدتُ رسالته الأولى .. و ل لسوف أطرحها إن شاء الله ..

.. أسعدني توقفك هنا ..

.. أرق تحية ..

زورو الامارات
09-12-2002, 07:32 PM
السلام عليكم

شكرا يا لمياء طرحك جديد كما اخبرتك

لكن في صعوبه في الكتابة الى النصف الاخر
لاننا لانعلم كيف تفكير النصف الاخر
من انفعالات وعواطف وشده وضعف

تحياتي لكِ والى الامام تقدمي

لمياء
09-12-2002, 08:53 PM
.. و عليكم من الله السلام و رحمته و بركاته ..

.. وضعتُ نفسي مكان هذا العاشق الذي رحلت أمله الوحيد من أمامه ..

.. فأضحى كالطفل الصغير يبحث في كل الوجوه عن وجه أمه التي فقدها ..

.. حاولت أن أنطق على لسانه و أكون ترجمان قلبه و مشاعره ..

.. الفقد .. أيها الأخ الكريم .. مؤلم قاسٍ .. جارح ..

.. و الجرح .. كما الوفاء و الحب .. ينطق لغةً واحدة ..

.. بغض النظر عن أيّ النصفين نطق ..

.. أرق تحية ..

كابي
11-03-2005, 03:01 AM
المسافة الليل ..
الطقس .. الحزن
القلب .. الرماد
..
هل ابتعد الشتاء .. ؟
هل حمل عكازه ورحل
هل غير عنوانه بعد طول الم ؟
..
الشتاء المتهجم ذو العينين القاسيتين لم يترك الحمام يهدل على غصنه
الشتاء المتجهم الحاد النظرات لم يترك العشاق يكملون اغانيهم
..
الشتاء القاسي ذو المخلب الحاد سرق الليل والأقمار والفراشات
وترك قلبي دون أصدقاء ..

لمياء
06-04-2005, 11:36 PM
.. مساؤك الجمال يا كابي ..

.. ذكرتني بزمن جميل .. أحسبه مضى ..

.. و رسائله إليها قد كُثرت و لا من مجيب ..

.. و أين هو الآن .. ذلك الكهل و بيته الريفي العتيق ..

.. أتراه لا زال منتظرا .. متأملاً بزيارة .. أو رسالة .. أو كليمات ..

.. أما تراه .. طواه الزمان .. و بقيت الفراشات وحدها تعزف اللحن الحزين ..

.. ما زالت حكايتهما تشدني .. و ما زلتُ أعيش معهما الشجن .. و الفرح الحزين ..

.. كابي .. شكراً لك ..

كابي
27-04-2005, 09:26 AM
وضعتُ نفسي مكان هذا العاشق الذي رحلت أمله الوحيد من أمامه ..
فأضحى كالطفل الصغير يبحث في كل الوجوه عن وجه أمه التي فقدها ..
حاولت أن أنطق على لسانه و أكون ترجمان قلبه و مشاعره ..
الفقد .. أيها الأخ الكريم .. مؤلم قاسٍ .. جارح ..
و الجرح .. كما الوفاء و الحب .. ينطق لغةً واحدة ..
بغض النظر عن أيّ النصفين نطق ..

-----------------------------



بيني وبينك ينبتُ الكلام في مغامرته المجنونة
ليس بمقدور الحروف أن تمنح قلبي رضاً عنها
حين تهّلين ..
..
أنتِ .. عمرٌ من الحكايا والأساطير
أنتِ .. زمن ممتد في عمق الأحلام المعجونة بدموع البسطاء
قصة إنسان فاقد ..
أوقد نار التعب ليضيء ليله بخيالك
..
وانتظر صباحاتك المختلفة كما ينتظر طفل حالم ليلة العيد
التي تسكب في أمانيه البشارات
..
لم يعد الكلام معك كافياً فلذتُ بالصمت
لكنني خفت من أن يسرق الصمت فرحتي بك
فابتدعتُ لغةً جديدة علّها تحمل إليك نبض قلبي
..
لم تمنحني الليالي أثمن من إصغائك
ولم يأتني الليل بقمر يضيء سمائي كابتسامتك
ولم يكن كافياً عندي أن أوقد شموع انتظارك من بريق عينّي
التي أجدبت في بعدك كما لم يحدث لصحراء منسيّة
..
وما الذي يبقى من فلول الكلام الهارب
من إنفراجة فمي بالدهشة لحضورك المختلف ؟‍!

..

للحزن بقية ..