PDA

View Full Version : مختارات شعرية رمضانية


الشجاع1
24-11-2002, 10:02 AM
في رياض الصوم

موج الضياء على الـورى يتدفـــــــــــقُ ومــــــنابع الغفران أمست تُغــدقُ
قـم يا صفي نسبــح في بحـــــــــــار النور إنًّ الصـــــــــــوم فيهـــا زورقُ
أفـلا ترى قطع الدياحى أدبــــــــــــرت لمَّا اعتلى سيفُ الهلال المشــرقُ
فرَّت إلى وادي الظــلام جريحــــــــــةً سهم الضياء بظهـــــــــرهـا يتألــقُ
هيا إلــى روض الصفــاء فإنـــــــــــــهُ ضافي الظلال نسيمـــــهُ يتــرقــرقُ
هيا إلى نبع التجــلي ترتشــــــــــــفْ منـه الـرواء فإنـه متدفـــــــــــــــــقُ
هذا هو الشهر الذي يقضـي بـــــــــه أمر الحكيم على العباد ويُفـــــــرقُ
هذا ربيع الروح ترتعُ فيـه نشـــــــــوى كالفـراش طليقـة وتُحلــــــــــــــــقُ
كم جرعت صاب الضنى مذ ضمهـــــا من طينة الصلصال سجنُ ضيــــــقُ
في جوه تستاف أبخرةً من الشهـوات تزكــم ريحهـا مـن ينشــــــــــــــــقُ
وإذا قوانيـــــن التـراب تحكـمــــــــــت في الروح ينطفئ الضياءُ ويزهـــــقُ

يا أيها الحيـــــــران فـي تيـه الحيـــاة ونفســــــــــــــه مــن ريبـة تتمـزقُ
إنًّ الذي كتــــب الصيام على العبــاد هـــــــو العليـم بمـن يصوغ ويخلـقُ
وصف الصيانـــــــــــة والدواء لخلـقــه عــــن حكمةٍ وهو الرحيم المشفقُ
للروح والوجدان والــــــجسم العليــل شفـــــــــــــاؤه مستيقن مُتحقـــقُ
ما ارتاب في طب الحكيم سوى الذي أعماــــــــه جهل بالحقيقة مُطبــقُ
إن العليل إذا دعــاه طبيبــــــــــــــــه للصـــــــــوم لبَّى طائعـاً لا يحنــقُ
أيخـالف الإنسـان طبَّا راشـــــــــــداً ويطيـــــــــعُ طباً قاصراً قـد يُوبـقُ ؟
هذا هو الشطط الذي لا يمتطـــــــي صهــــــــواته إلا السفيه الأحمــق
يا أيها الشهر الـذي يُلقــى بـــــــــه عــــــــن كاهل الأرواح نيرٌ مرهـقُ
لمرارة الحرمـان فيـك حــــــــــــلاوةٌ ولـــــــــزهمة الأفواه عطرٌ يعبـــقُ
قد ذاقهـا مستروحـاً نفحاتهــــــــــا متــن أدركوا حُكم الشريعة واتقوا
ليت الذين استثقلـوك فأعرضــــــوا وردوا ينابيـــــــــع التقى وتذوقــوا
ما سرهم إذ ذاك أن ممالك الدنيــا لهــــــــــم من دون ذلـك مرفـــقُ
رمضان إن الأنفس الجرداء تزكـــــو حيــــــــــن تُوفى كالربيع وتـــورقُ
أهلاً بيومك صائمين عن الأطايـــب راغبيــــــــن إلى الرضا نتشـــوقُ
أهـلاً بليلـك قائمـين لربنــــــــــــــا وقلوبنـــــــا بالحب نشوى تخفــقُ
حسبُ الموفق فرحتان أجلٌّ مــــن هـــــــذي الحياة وإن كساها رونقُ

* شعر : محمد عبد الرحمن صان الدين



=======

اعتذار إلى الشهر المبارك

=======

جئت والجرحُ غائرٌ في فـــــــــؤادي وحـــــــــكايا بطولتــي كالرمــاد
وأنا واقــفٌ ألملـمُ أشتاتـــــــــــي وأرنو إلـــــــــــــــى وجوه العبادِ
أتقي الشمس باليدين وأحيـــــــا فـــــــــــــي زمانٍ ينوءُ بالأصفادِ
أي شئٍ لم يقتلــوه جهـــــــــــاراً أو يبيـــعوه جملةً في المزاد ؟!
حملوا جُثة الضمير إلى القبــــــــر وعـــــــادوا في خشعة الزُهَّادِ !
أخمدتني ضراوة الغزو .. حتـــــى بتُ أغـــزو من شقوتي أولادي !
وعلى وقع خطوتي نبـــــــــت إلا ثم وضجت في مخلبي أحقادي

جئت يا شهرنا العظيم وإنـــــــــي لســــت أدري ماذا يخط مدادي
جئت بالسيف والجواد ولكــــــــن أين مـــــن أدمنوا ظهور الجياد !؟
ها هو السيف قد تكفن بالصمت توارى عـــــــــن مسرح الأمجاد
إيه يا شهرنـا العظيـم فإنــــــــي سقطت أُصبعـــــي وضاع زنادي
منذ قرن وفي فمـي أغنيـــــــات لم تحرك شرارة فـــــــــــي رماد
كم بترنا يـد الأثيــــــــــــــم وإنــا نصقلُ اليوم مدية الـــــــــــجلاد
سيداً واحداً عبدنا .. وهـــــا نحنُ نعانـــــــــــي من تُخمة الأسياد
وغدت خيمةُ الأخوة في الــــريح بلا أعمــــــــــــــــــــــدٍ ولا أوتاد
كتبتنا الأيامُ في آخر السطــــر .. روتنا من غير ما إسنــــــــــــــاد
عفو طُهر الأنفاس فيك فإنــــــي قد فقدتُ النجيب مــــــن أولادي
ملعبٌ للنجوم أنت وفوق النجــم ســــــــــــــــــارت جحافل الرواد
فيك غنت بمسمع الدهر "بـــدر" وحـــــدا موكب الرجالُ " الحادي "
وهـــــــدمنا منابر الشرك حتــى فقــــــد الشركُ ظله في بلادي
منحتنا الآيات وجــــــــــهاً فَكُنــا وانبــــــــلاج الضحى على ميعاد
إيه يا شهرنا العظيم شــموخــاً قــــــد تنسمت من عبير الوادي
ضُمًّنا ضُمَّنـــــــــــــا إليك فإنــــا لــــــــــم نزل من بنيك والأحفاد
عُد بنا للربوع تسكـــــــبُ فينــا عــــــــطر إيمانها على الأشهاد

أطلق الروح من عقال التــــوابيت وحقــــــــــــــق بنا رُؤى الأمجاد


*شعر محمود مفلح


==========
يا رمضان

=========



لما دنوت انهالت الأشــــــــــــــواق وهفا إليك الواله المـــشتاقُ
لك غُرة كالشمس في ريعانهـــــا في كل ناحية لـــــها إشراقُ
لك طلعة فيها الحياة بهيــــــــــــةُ ترنو إلى قســـماتها الأحداقُ
لك في حياة المسلمين مـــــــآثرٌ طابت وطاب لهم بهن مذاقُ
أرويتهم من وحي ربك كوثـــــــــراً لله هــــــــــذا الكوثر الدفاقُ
ومنحتهم نوراً يُضيء قلوبهــــــــم وقلوبهم من قبل ذاك محاقُ
ووهبتهم عظةً تُبدِّلُ غيهــــــــــم رشداً ويسطع نجمها الألاقُ
والدين للأدواء طــــــــــــــب بارع والدين إن غلب الهوى ترياق

فأعد " لتسعدنا " زيارتك التـــــي تربو بها الحسنات والأخلاقُ
رمضان أرشدنا .. وعظنا نتعــــــظ إن القلوب بما وعظت رقاقُ
فالآي تُتلـــى والمرتل خاشتــــعٌ والزور يدفعهم إليك لحــــاقُ
والليل تملـــؤه العبادة والتقـــــى وتزينه الدعوات والإشفــــاقُ
والصوم طُهرٌ للنــــفوس وعفـــــةٌ والصائمون إلى الهدى سُباقُ
والروحُ والريحان موعــــد أهلـــــه وجزاؤهم يوم اللقاء وفــــــاقُ
والساهرون الذاكرون الراكعـــــون الساجدون ... لربهم عُشاقُ
وبيوت ربك بالتقى معـــــمـــــورة ولصفوة المتهجديــــــن رواقُ
ولقد ينادي القدس بعض رجالـــه فهل استجاب رجاله وأفاقوا ؟
يا قدس .. هل لك من نصيرٍ منقذٍ يرعى الحمى إلا الفتى العملاقُ
جنديك المجهول يطلب ثـــــــــأره والثأر عرقٌ نابـــــــضٌ خَفَّاقُ
ستعود " إن شاء المهيمن " ظافراً وستـــــــرتوي بأذانك الآفاقُ
وسيكتوي بالغيظ كل مكابــــــــر لم يُؤوه عهــــــــــدٌ ولا ميثاقُ
ورث الغواية خالفاً عن سالــــــف فنمت على آثارهــــا الأعراقُ
رباه أمطرنا سحائب رحمـــــــــةٍ فلنا من العلم الضعيـــف وثاقُ
قصرت خُطانا واستبد بنا الهــوى واغرورقت بدموعنـــــــا الآفاقُ
ولنا إليك " على يقين " رجــــعةٌ ولنا إلى يوم الجزاء مـــــساقُ
أما من العمل الكريم فإننــــــــي خلوٌ وكل صحيفلتي إملـــــاقُ
لي في المعاصي خطة ميسورة ويحوطني من فعلهن نطـــاقُ
يا أيها الضيف الملم بساحنــــــا لك في مجال المصلحين سباقُ
يهديك شاعرك الوفي قصـــيدةً تزهو بضوء سطــــورها الأوراقُ


*شعر : محمد السيد الداوودي



=============
أظلَّنَا رمضان

=============

رُحماك يا خالق الدنيا وما فيهـــــــا قد جئـــــــت ساحك بالأوزار أُلقيه يا من إذا وقف المضطر يجأر فـــــــي حماك تكشــــــــــفُ أهوالاً يُعانيها
أظلنا رمضان .. فانتـــــــــبهت إلـــى أني أعيش ضـــــــــياعاً مُغرقاً تيها في عالمٍ هبطت تجتـــري مزالقــــه نحو الرذائل تعليـــــــــــــها فتدنيها
فيه الإخاء غدا أسطورةً طـــــويــــت لا العقل يذكرها .. لا القلب يُحييها
حتى المودة قد جفت منابعهـــــــــا يا للنفوس غدت والليل يطــــــويها

وماجت النفس في شتى رغائبها من الدنايا . وفيها .. بئس ما فيـها
ظلمتها زمناً .. إذ كدتُ أوردهـــــــا موارد السوء تغريها فترديهـــــــــــا
فصمتُ عما نهاني الله .. مبتغيـــاً مرضاته بخصال البر آتيهـــــــــــــــا
أغلقت أبواب نفسي عن مباهجها ورحتُ افتح أبواباً تُحلـــــــــــــــيها
لا لغو فيها ولا تأثيـــــــــــم يدفعها نحو الرذائل .. لا شيطان يُغويـــــها
حتى تجوز إلى رضوان خــــــالقها والصوم يُلبسها أزهى معانيـــــــها
به تسيحُ إلى الإحسان يرفعــــها شوقٌ إلى غايةٍ جلت مجاليــــــها
رحلت بالنفس عن دنيا .. لذائذها تذيق عاشقها ناراً وتشــــــــــويها
كيما أعوِّدها كبح الجمـــــــاح إذا عادت إلى ذكر شيء من ملاهيها
غسلت نفسي من أدرانها فسرت نحو الضياء لترقى في مراقيــــــها
وبت أستشعر الإيمان يملـــــؤنــي نوراً يجل عن الدنيا وما فيـــــــــها
إلى التقى .. وسبيل المتقين لمن يطهر النفس من أدران ماضـــــيها

نجواي بالبر والتقوى .. وأسعد في همس الصلاة .. وفي حُب أؤديهــا
لعلني أجد الإسلام يرجع بــــــي إلى السماحة تحيا بين أهليـــــها
حتى يعود إخاءٌ في مدارجنـــــــا يُحيي مبادئنا علماً وتوجيــــــــــها



*شعر : شوقي محمود أبو ناجي

==============
الوافد الحبيب
==============

وافيت يا شهر المثـــوبة والفضائل والبشائـــــــــر

أهلاً بمقدمك السعيد .. ومرحبًا يا خير زائــــــــــر

يا نفحة الإيمان يا فيــــض العقيدة والمنائــــــــــر

نرنوا إليك مسائليــــــن الله تطهير السرائــــــــــر

وكتابك النور الــــــــــذي ما بعده نور لسائـــــــــر

صدئت قلوب العالمين .. وشمسه تجلو البصائـــر

طوبى لمن عرف الحقيقة واستقام على الشعائر

رمضان يا سفر البطولة و المكارم والمآثـــــــــــــر

فيك انتصار المسلمين ومنك تنداح المفاجـــــــــر

رمضان أيقظت اللواعج والأسى في قلب شاعـر

ذكرتني الأقصى السليب وأمة رهن المخاطـــــر

تجتاحها الآلام والنكبات .. ياهول المجــــــــــــازر

إن الرجولة لم تمت مهما استساغ الظلم جائــر

وعقيدة الإسلام تنبضُ بالحياة وبالبشائــــــــــــر

*شعر محمد راجح الأطرش

كهرمانة العين
25-11-2002, 01:52 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


أخي الشجاع1 شكرا لك وجزاك الله خيرا على وردك لهذه الباقة الجميلة .. من القصائد الرائعة ..وحياك الله في سوالف الشعرو الأدب




مع تحياتي:)