dr_messo
22-11-2002, 02:08 AM
هذه الزيارة تحمل داخل ذهني ذكريات خاصة .... مازلت أشم عبقها وأتنشق عبيرها لأنها لم تكن مجرد زيارة .... بل بالأحرى نقطة تحول كبير ... جداً .
عندما حطت بنا الرحال أمام أحد الفنادق الكبرى بجوار الحرم النبوي الشريف , كان التعب قد اخذ مني كل مأخذ . فما أن خلوت بحجرتي حتى اغتسلت وتمددت طلبا للراحة .... وإذا بأذان العشاء يهتف في أذني .
في لبداية فكرت في تجاهل الذهاب إلى الصلاة .. بل عزمت على ذلك لولا طرقات على بابي تطالبني بالقيام والذهاب .. خجلت أن أكون المتخلف الوحيد فبادرت بالوضوء والنزول على مضض .
ومن هنا كانت بداية التحول .....!؟!
ما أن احتكت قدمي بشوارع مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام وأنا على تلك الحال من الطهارة حتى شعرت بشعور جديد يداخل نفسي ولم اعرفه ..!
ثم تقدمت مع الجماعة وظهر أمام أعيننا المسجد النبوي بكل جلاله .. كان متسربلا برداء من نور متزينا بحرس من الملائكة لا تراهم ولكنك تشعر بوجوده .. نعم .
كان هذا المشهد قد بعث في نفسي حمما وبراكين لا تنتهي من المشاعر المتداخلة , ولكنني شعرت بالضآلة والاحتقار لنفسي أمام هذا البنيان العظيم أدركت كم تبلغ درجة تفاهتي ... نكست رأسي خجلا .. وترددت كثيرا قبل الدخول ...!!
ليس بسبب هاتف شيطاني بل لسبب آخر ... كنت اشعر أنى لست بأهل لدخول هذا المكان ..
أنا اتفه كثيرا من أن ادنس رحابه الطاهرة بقدمي التي أدمنت المعاصي ..
شعرت أن هذا المكان لن يكون سعيدا عندما يستقبلني ولكني دخلت والذل يغلفني ..
في الداخل شعرت أن قدمي تدنس كل ارض تحتك بها شعرت أن أعمدة المسجد تكفهر في وجهي و أن السقف يدعو علي غاضبا يود لو ينقض على رأسي ... اهتزت إحدى الثريات فعلمت أنها الأخرى تدعو على .
مررت بجموع المصلين وآخرون يقرؤون القران وآخرون يستغفرون بدموع من نور .. لم استطع الاستمرار في المشي وأنا اجر كل قوافل الذنوب ورائي ... شعرت أن قدمي تتخاذل وأن صدري ينوء بحمل قلب اثقل من حجر .. ولم ادر لحظتها أنني توقفت مستقبلا للقبلة كأنها تدعوني للصلاة , وبلا إرادة وجدت نفسي اعتدل وأكبر ...
لأول مرة شعرت أنني كنت اصلي ... أول مرة عرفت فيها معاني الفاتحة بتلك الصورة .. وقرأت شيئا من رصيدي المتواضع من القران ... وبلا إرادة وجدت نفسي ابكي . كنت اشعر أني واقف على بساط الملك الديان ومن حولي الجنة والنار وخلفي ملك الموت ينتظر فراغي ..
وبللت دموعي وجهي ولم تكن تعرف له طريقا من قبل أتممت صلاتي ... وعندما فرغت شعرت أن قلبي استحال طيرا مغردا ...
شعرت أن قدمي صارت طاهرة . أسندت رأسي على عمود رخامي فشعرت انه صدر حنون يرحب بي تأملت السقف فوجدته بهيا رائع الجمال ... تأملت من حولي فشعرت أنني اعرفهم جميعا ..
تناولت مصحفا شريفا وبدأت اقرأ ورغم كون الكتابة بالحبر الأسود إلا أنني وجدتها تشع نوراً لم أرى له مثيلا .. نور أضاء قلبي وبعث النشوة في عروقي والجلال في عيني .
نور رسم الأمل على وجهي والابتسامة على شفتي ..
وعندما زرت قبر الحبيب عليه الصلاة والسلام تمنيت أن يكون واقفا أمامي ابكي على صدره الطاهر أشكو له عصياني وهمي .
وتمنيت عندما زرت أبا بكر أن يشملني شيء من دعائه و عطفه المديد تمنيت أن ينظر لي بعين الرضا .
وتمنيت وأنا واقف أمام الفاروق أن تزين درته رأسي بعلامة .. تمنيت أن تغرد كلماته الرنانة في أذني وفي قلبي ثم تلوت عليهم السلام وودعتهم جميعا ..
وعندما كنت اقف بباب المسجد خارجا شعرت أنني أكاد أطير , نظرت خلفي فلم أجد تلك القوافل السوداء التي كنت اجرها ..... كلها تلاشت وحلت محلها أفراس بيض تحمل ركائباًَ عجيبة تأملتها وأنا امسح دمعة شكر فرت من عيني ......
ألم اقل لكم أن هذه الزيارة كانت نقطة تحول ..... تحول كبير .
هذه المشاركة داخلة في المسابقة الأدبية الرمضانية
عندما حطت بنا الرحال أمام أحد الفنادق الكبرى بجوار الحرم النبوي الشريف , كان التعب قد اخذ مني كل مأخذ . فما أن خلوت بحجرتي حتى اغتسلت وتمددت طلبا للراحة .... وإذا بأذان العشاء يهتف في أذني .
في لبداية فكرت في تجاهل الذهاب إلى الصلاة .. بل عزمت على ذلك لولا طرقات على بابي تطالبني بالقيام والذهاب .. خجلت أن أكون المتخلف الوحيد فبادرت بالوضوء والنزول على مضض .
ومن هنا كانت بداية التحول .....!؟!
ما أن احتكت قدمي بشوارع مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام وأنا على تلك الحال من الطهارة حتى شعرت بشعور جديد يداخل نفسي ولم اعرفه ..!
ثم تقدمت مع الجماعة وظهر أمام أعيننا المسجد النبوي بكل جلاله .. كان متسربلا برداء من نور متزينا بحرس من الملائكة لا تراهم ولكنك تشعر بوجوده .. نعم .
كان هذا المشهد قد بعث في نفسي حمما وبراكين لا تنتهي من المشاعر المتداخلة , ولكنني شعرت بالضآلة والاحتقار لنفسي أمام هذا البنيان العظيم أدركت كم تبلغ درجة تفاهتي ... نكست رأسي خجلا .. وترددت كثيرا قبل الدخول ...!!
ليس بسبب هاتف شيطاني بل لسبب آخر ... كنت اشعر أنى لست بأهل لدخول هذا المكان ..
أنا اتفه كثيرا من أن ادنس رحابه الطاهرة بقدمي التي أدمنت المعاصي ..
شعرت أن هذا المكان لن يكون سعيدا عندما يستقبلني ولكني دخلت والذل يغلفني ..
في الداخل شعرت أن قدمي تدنس كل ارض تحتك بها شعرت أن أعمدة المسجد تكفهر في وجهي و أن السقف يدعو علي غاضبا يود لو ينقض على رأسي ... اهتزت إحدى الثريات فعلمت أنها الأخرى تدعو على .
مررت بجموع المصلين وآخرون يقرؤون القران وآخرون يستغفرون بدموع من نور .. لم استطع الاستمرار في المشي وأنا اجر كل قوافل الذنوب ورائي ... شعرت أن قدمي تتخاذل وأن صدري ينوء بحمل قلب اثقل من حجر .. ولم ادر لحظتها أنني توقفت مستقبلا للقبلة كأنها تدعوني للصلاة , وبلا إرادة وجدت نفسي اعتدل وأكبر ...
لأول مرة شعرت أنني كنت اصلي ... أول مرة عرفت فيها معاني الفاتحة بتلك الصورة .. وقرأت شيئا من رصيدي المتواضع من القران ... وبلا إرادة وجدت نفسي ابكي . كنت اشعر أني واقف على بساط الملك الديان ومن حولي الجنة والنار وخلفي ملك الموت ينتظر فراغي ..
وبللت دموعي وجهي ولم تكن تعرف له طريقا من قبل أتممت صلاتي ... وعندما فرغت شعرت أن قلبي استحال طيرا مغردا ...
شعرت أن قدمي صارت طاهرة . أسندت رأسي على عمود رخامي فشعرت انه صدر حنون يرحب بي تأملت السقف فوجدته بهيا رائع الجمال ... تأملت من حولي فشعرت أنني اعرفهم جميعا ..
تناولت مصحفا شريفا وبدأت اقرأ ورغم كون الكتابة بالحبر الأسود إلا أنني وجدتها تشع نوراً لم أرى له مثيلا .. نور أضاء قلبي وبعث النشوة في عروقي والجلال في عيني .
نور رسم الأمل على وجهي والابتسامة على شفتي ..
وعندما زرت قبر الحبيب عليه الصلاة والسلام تمنيت أن يكون واقفا أمامي ابكي على صدره الطاهر أشكو له عصياني وهمي .
وتمنيت عندما زرت أبا بكر أن يشملني شيء من دعائه و عطفه المديد تمنيت أن ينظر لي بعين الرضا .
وتمنيت وأنا واقف أمام الفاروق أن تزين درته رأسي بعلامة .. تمنيت أن تغرد كلماته الرنانة في أذني وفي قلبي ثم تلوت عليهم السلام وودعتهم جميعا ..
وعندما كنت اقف بباب المسجد خارجا شعرت أنني أكاد أطير , نظرت خلفي فلم أجد تلك القوافل السوداء التي كنت اجرها ..... كلها تلاشت وحلت محلها أفراس بيض تحمل ركائباًَ عجيبة تأملتها وأنا امسح دمعة شكر فرت من عيني ......
ألم اقل لكم أن هذه الزيارة كانت نقطة تحول ..... تحول كبير .
هذه المشاركة داخلة في المسابقة الأدبية الرمضانية