وميض
02-10-2002, 01:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
يا غافل ... هل تعلم بأنك غافل ؟
سؤال غريب ، وهل يعلم الغافل بأنه غافل ؟ وهل يعلم النائم بأنه نائم ؟ والغفلة درجات والنوم درجات ، كما أن الصحوة درجات .
فمن يكون في أفق فكري معين لن يعرف طبيعة وحقيقة الأفق الذي يكون فيه ، إلا بعد الانتقال إلى الأفق الأخر المغاير ، مثل من ينتقل من الصحراء القاحلة إلى السهول الخضراء وهو لم ير في حياته تلك السهول ، وأفق الذين أنعم الله عليهم تختلف عن أفق المغضوب عليهم والضالين ، فهل تأكدت من عقلك في أي أفق هو موجود ؟ لا تستغرب من هذا السؤال ، فهناك عوالم وأفق فكرية متعددة ، فهناك عوالم الذين أنعم الله عليهم وعوالم المغضوب عليهم والضالين ، ففي أي عالم أنت وفي أي عوالم ، أما تقرأ الفاتحة في كل صلاة ؟ اقرأ وتدبر لترى وتبصر .
أطرح فكرتك لكي تعرف حقيقتك ودرجة وعيك ومعرفتك ... ففكرتك توضح درجة رؤيتك وصفاء عقيدتك وسلامة منهجك ... لا بأس ، تشجع ، لتتأكد من ذلك ، تأكد من صوتك وتأكد من فكرتك ، هل هي صدىًّ للحق أم للباطل أم هي مزيج من ذلك ؟ وهل هي نقية صافية ؟ أم تنبع من عقيدة فاسدة وأفكار مظلمة ؟ ... اعرضها لكي تفحصها وتقارنها مع أفكار الآخرين إذا ما كنت تبحث عن الحقيقة ، فكل يدعي معرفة الحقيقة ، فالناس عبرت الزمن الماضي بعقائد وبأفكار وبمفاهيم شتى ، وأنت من ضمن من تم تغذيتهم وبرمجتهم بتلك العقائد والأفكار والمفاهيم المتنوعة ، فأنت ابن هذا الزمن ، فالعقيدة والفكرة الأصيلة ، عقيدة وفكرة التوحيد أصبحت خارج هذا الزمن ، ولذلك سيقال عن من يريد تطبيق المنهج الرباني بأنه أتى من خارج الزمن ، وهذا الوصف وصف دقيق صحيح ، نعم ... صحيح ، فعقيدة التوحيد وفكرتها أصبحت خارج هذا الزمن ، والناس عبرت آخر الزمن بأفكار وبعقائد شتى أدت بالبشرية إلى الانحراف عن الصراط المستقيم والطريق القويم .
فالأفق تختلف ، وعوالم الفكر عوالم متعددة ، وهناك عالم واحد للمؤمنين ... عالم الذين أنعم الله عليهم ، وهناك عوالم كثيرة تهيم بها عقول المغضوب عليهم والضالين ، وأنا أريد منك أن تتأكد من عالم الذين أنعم الله عليهم ، هل هو موجود في هذا الزمن ، وهل هو الجو العام المشاع ، أم أصبح جو وعالم خاص لفئة محدودة أصبحت غريبة بغربة الإسلام ؟ تأكد وأبحث وتأمل ، فالبحث والتأمل عبادة .
وكل عقيدة وفكرة لها أصل ومنبع ، تأكد من منبع عقيدتك وفكرتك ، هل هو منبع نقي صاف يخرج من عقيدة وفكرة التوحيد الأصيلة ؟ فهل هي منبع العقيدة والفكرة لديك ؟ ، أم مصدرها من منابع وهوى الآخرين ؟ ، فكل فكرة ورؤية لها منبع ومصدر ، وأنقى فكرة التي تصدر من أنقى منبع ومصدر ، كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله ، كلمة التوحيد ، فهل تستمد رؤيتك وتصورك للحياة منها ؟ أم إنك نسيت عهدك وشهادتك وتبرأت منها ؟
قال تعالى ( وإذ أخذ ربك من بني ءادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين (172) ) ( الأعراف ) .
لا تتلفت ، لا تحتار و لا تجعل عينك تدور ، حاول أن تتثبت من صحة عقيدتك وفكرتك ، أنا لا أحدثك عن المعلقة التي ورثتها لتعلقها في معبدك وتقرأها صباح مساء ، ولا عن ما تحويه رفوف مكتبتك ، فأنا أتحدث عن العقيدة والفكرة التي أمنت بها وحملتها في صدرك ورأسك ، أسألك عن العقيدة والفكرة التي تعمل وتتحرك بها ، أسألك عن العقيدة والفكرة التي تحركك ، فكل متحرك له محرك ، فأنا أسألك عن طبيعة المحرك الذي يحركك ، فهل هو محرك أصيل أو مزيف دخيل .
لا تسألني ، فأنا لم أقوم بفحصك ، لو فحصتك لعرفت نوع محركك وحقيقة عقيدتك وفكرتك ومنبع تصورك ، ولأعطيتك التقرير ، ففكرة الإسلام وعقيدة التوحيد أصبحت غالبا مخلوطة ومشروكه وممزوجة مع الأفكار والعقائد التي يروجها عمال الحكام والسلاطين ، فردية + ذاتية + أسرية + قبلية + وطنية + قومية + علمانية + نفعية ( برجماتية ) + الغاية تبرر الوسيلة ( ميكافيلية ) ...الخ ... نعم ... نعم ... لا تستغرب ، فهناك من له شخصية ملفقة ، فهو يجمع كل تلك العقائد ليتحرك بها بالإضافة إلى عقيدة الإسلام ، وتجده في كل مجلس وفرح ومأتم ، فتلك هي الحقيقة ، مزيج وخليط من العقائد والأفكار والمفاهيم تشكل في مجملها المحرك ، فهل تأكدت من طبيعة المحرك الذي يحركك ؟ وهل تأكدت من تركيبه عقيدتك وفكرتك التي تعبر بها الزمن ، زمنك وحياتك أنت ؟ فهذا الأمر يتطلب منك الجلوس للبحث وللتأمل ، فهو المدخل لعلوم ( الحركة والسياسة ) ، وكن صادقاً مع نفسك ولا تخدعها أو تحاول الاحتيال على ضميرك الديني ، فإذا ما كنت صادقاً مع نفسك سترى ما لا يراه غيرك بعيون فؤادك ، فهناك فرق بين المؤمن والكافر وبين المسلم الواعي والنائم ، فهم ليسوا بسواء ، وإذا ما رأيت فألزم ، وتواصل مع المؤمنين لكي تتأكد من صحة عقيدتك وفكرتك ووضوح رؤيتك .
أنا أعرف بأن الموازين والمقاييس والمناظير أصبحت مختلفة ، ومن الصعب التعرف على أصل المعتقد والعقيدة والفكرة ، وسيكون هناك خلاف واختلاف ، فكل حاكم من الحكام قام بصياغة عقيدة ونشر بين رعاياه فكره ، وهو ينشر عبر الإعلام عقيدته وفكره ، مثل ما قام بصك وتوزيع عملته ونقده ، فهل أنت تحمل عقيدته وفكرة وتؤمن بها كما تتعامل في عملته ونقده ، أم إنك تتعامل في عملته ونقده دون التعامل بعقيدته وفكره ؟ ، وهل تعرف الفرق ، نعم هناك علاقة وطيدة ، حاول أن تتأمل في المسألة لكي تعرفها ، أم لم تعد تميز بين العقيدة والفكرة والنقد والعملة ، إذا أجبت بنعم أرجو أن تعيد النظر في العقيدة والفكرة التي تحملها وتؤمن بها .
وكل حاكم وله علماء يزكون بعضهم البعض أو يزكون أنسفهم كما يزكون عقيدة وفكرة وليهم وسيدهم ، فلذلك أنا أنصحك بعدم الاعتماد عليهم في علوم ( الحركة والسياسة ) فإنهم سيحصرون فكرك وعقلك في مجال ضيق محدود وسيقومون بحرمانك من السمو والارتقاء ، وقد يكون ذلك عن جهل منهم ودون علم أو قصد ، فبعضهم لا يعلم بأنه لا يعلم فهو توارث الجهل كما توارث سادته المنصب .
يا غافل ، حاول أن تخرج بعقيدتك وبكفرك وبقلبك وبعقلك لكي تكتشف الأفاق الفسيحة الأخرى ، فحاول أن تهرب وتتحرر من معتقلك الفكري الذي أعتقلت فيه ، فكل ملك وله حدود وحمى ، فما بالك بمن له ملكوت السماوات الأرض الملك الحق المبين ، فملكه ليس له حدود كما يصور لك علماء أصحاب الحدود ، وإذا ما كان علماء وعمال الحاكم يزكون بعضهم البعض ، فمن سيزكي صاحب العقيدة والفكرة الصحيحة والأصيلة ؟ أنا أعرف بأنك إذا ما بحثت ستصل إلى الإجابة ، قال تعالى ( ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا (49) ) ( النساء ) . ونعم بالله ... ونعم بالله ... ونعم بالله ، والله هو الملك الحق المبين .
وكيف يزكي الله خلقه ؟
سؤال أترك لك الجواب عليه ، فبعد ما تبحث وتتأمل ، ستعرف كيف، وسترى الأمر بعيون رأسك بعد ما تراه بعيون قلبك .
يا غافل ، أنا لا أدعوك للخروج على الحاكم خروج عملي ، بل أدعوك أن تخرج بالعقيدة والفكرة ، أي بالقلب والعقل ، فحاول أن تتحرر من الأسر والاسترقاق النفسي والاجتماعي وحاول أن تخرج من المعتقل الفكري ، وهذا يكفي ، واترك الخروج العملي لمن يستطيع الخروج ، فإن كنت لا تعرف كيف تخرج فهناك من يعرفون كيف يخرجون لكي يعينوك على الخروج من هذا الحصار السياسي ، ولا تسألني كيف ، حتى لا يقوم المخبر بنقل الخبر ليدردش به بإذن الحاكم ، فأترك المخبر وهو محتار حاله حال الفأر المحاصر المحتار ، واترك عيونه تدور في مكانها ، فكل عمال الحاكم يدردشون في أذنه ، حتى علماءه ، علماء الدروشة والدردشة ، علماء نقل الأخبار والخبايا والأسرار .
هذا وبالله التوفيق ، نصر من الله وفتح قريب .
يا غافل ... هل تعلم بأنك غافل ؟
سؤال غريب ، وهل يعلم الغافل بأنه غافل ؟ وهل يعلم النائم بأنه نائم ؟ والغفلة درجات والنوم درجات ، كما أن الصحوة درجات .
فمن يكون في أفق فكري معين لن يعرف طبيعة وحقيقة الأفق الذي يكون فيه ، إلا بعد الانتقال إلى الأفق الأخر المغاير ، مثل من ينتقل من الصحراء القاحلة إلى السهول الخضراء وهو لم ير في حياته تلك السهول ، وأفق الذين أنعم الله عليهم تختلف عن أفق المغضوب عليهم والضالين ، فهل تأكدت من عقلك في أي أفق هو موجود ؟ لا تستغرب من هذا السؤال ، فهناك عوالم وأفق فكرية متعددة ، فهناك عوالم الذين أنعم الله عليهم وعوالم المغضوب عليهم والضالين ، ففي أي عالم أنت وفي أي عوالم ، أما تقرأ الفاتحة في كل صلاة ؟ اقرأ وتدبر لترى وتبصر .
أطرح فكرتك لكي تعرف حقيقتك ودرجة وعيك ومعرفتك ... ففكرتك توضح درجة رؤيتك وصفاء عقيدتك وسلامة منهجك ... لا بأس ، تشجع ، لتتأكد من ذلك ، تأكد من صوتك وتأكد من فكرتك ، هل هي صدىًّ للحق أم للباطل أم هي مزيج من ذلك ؟ وهل هي نقية صافية ؟ أم تنبع من عقيدة فاسدة وأفكار مظلمة ؟ ... اعرضها لكي تفحصها وتقارنها مع أفكار الآخرين إذا ما كنت تبحث عن الحقيقة ، فكل يدعي معرفة الحقيقة ، فالناس عبرت الزمن الماضي بعقائد وبأفكار وبمفاهيم شتى ، وأنت من ضمن من تم تغذيتهم وبرمجتهم بتلك العقائد والأفكار والمفاهيم المتنوعة ، فأنت ابن هذا الزمن ، فالعقيدة والفكرة الأصيلة ، عقيدة وفكرة التوحيد أصبحت خارج هذا الزمن ، ولذلك سيقال عن من يريد تطبيق المنهج الرباني بأنه أتى من خارج الزمن ، وهذا الوصف وصف دقيق صحيح ، نعم ... صحيح ، فعقيدة التوحيد وفكرتها أصبحت خارج هذا الزمن ، والناس عبرت آخر الزمن بأفكار وبعقائد شتى أدت بالبشرية إلى الانحراف عن الصراط المستقيم والطريق القويم .
فالأفق تختلف ، وعوالم الفكر عوالم متعددة ، وهناك عالم واحد للمؤمنين ... عالم الذين أنعم الله عليهم ، وهناك عوالم كثيرة تهيم بها عقول المغضوب عليهم والضالين ، وأنا أريد منك أن تتأكد من عالم الذين أنعم الله عليهم ، هل هو موجود في هذا الزمن ، وهل هو الجو العام المشاع ، أم أصبح جو وعالم خاص لفئة محدودة أصبحت غريبة بغربة الإسلام ؟ تأكد وأبحث وتأمل ، فالبحث والتأمل عبادة .
وكل عقيدة وفكرة لها أصل ومنبع ، تأكد من منبع عقيدتك وفكرتك ، هل هو منبع نقي صاف يخرج من عقيدة وفكرة التوحيد الأصيلة ؟ فهل هي منبع العقيدة والفكرة لديك ؟ ، أم مصدرها من منابع وهوى الآخرين ؟ ، فكل فكرة ورؤية لها منبع ومصدر ، وأنقى فكرة التي تصدر من أنقى منبع ومصدر ، كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله ، كلمة التوحيد ، فهل تستمد رؤيتك وتصورك للحياة منها ؟ أم إنك نسيت عهدك وشهادتك وتبرأت منها ؟
قال تعالى ( وإذ أخذ ربك من بني ءادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين (172) ) ( الأعراف ) .
لا تتلفت ، لا تحتار و لا تجعل عينك تدور ، حاول أن تتثبت من صحة عقيدتك وفكرتك ، أنا لا أحدثك عن المعلقة التي ورثتها لتعلقها في معبدك وتقرأها صباح مساء ، ولا عن ما تحويه رفوف مكتبتك ، فأنا أتحدث عن العقيدة والفكرة التي أمنت بها وحملتها في صدرك ورأسك ، أسألك عن العقيدة والفكرة التي تعمل وتتحرك بها ، أسألك عن العقيدة والفكرة التي تحركك ، فكل متحرك له محرك ، فأنا أسألك عن طبيعة المحرك الذي يحركك ، فهل هو محرك أصيل أو مزيف دخيل .
لا تسألني ، فأنا لم أقوم بفحصك ، لو فحصتك لعرفت نوع محركك وحقيقة عقيدتك وفكرتك ومنبع تصورك ، ولأعطيتك التقرير ، ففكرة الإسلام وعقيدة التوحيد أصبحت غالبا مخلوطة ومشروكه وممزوجة مع الأفكار والعقائد التي يروجها عمال الحكام والسلاطين ، فردية + ذاتية + أسرية + قبلية + وطنية + قومية + علمانية + نفعية ( برجماتية ) + الغاية تبرر الوسيلة ( ميكافيلية ) ...الخ ... نعم ... نعم ... لا تستغرب ، فهناك من له شخصية ملفقة ، فهو يجمع كل تلك العقائد ليتحرك بها بالإضافة إلى عقيدة الإسلام ، وتجده في كل مجلس وفرح ومأتم ، فتلك هي الحقيقة ، مزيج وخليط من العقائد والأفكار والمفاهيم تشكل في مجملها المحرك ، فهل تأكدت من طبيعة المحرك الذي يحركك ؟ وهل تأكدت من تركيبه عقيدتك وفكرتك التي تعبر بها الزمن ، زمنك وحياتك أنت ؟ فهذا الأمر يتطلب منك الجلوس للبحث وللتأمل ، فهو المدخل لعلوم ( الحركة والسياسة ) ، وكن صادقاً مع نفسك ولا تخدعها أو تحاول الاحتيال على ضميرك الديني ، فإذا ما كنت صادقاً مع نفسك سترى ما لا يراه غيرك بعيون فؤادك ، فهناك فرق بين المؤمن والكافر وبين المسلم الواعي والنائم ، فهم ليسوا بسواء ، وإذا ما رأيت فألزم ، وتواصل مع المؤمنين لكي تتأكد من صحة عقيدتك وفكرتك ووضوح رؤيتك .
أنا أعرف بأن الموازين والمقاييس والمناظير أصبحت مختلفة ، ومن الصعب التعرف على أصل المعتقد والعقيدة والفكرة ، وسيكون هناك خلاف واختلاف ، فكل حاكم من الحكام قام بصياغة عقيدة ونشر بين رعاياه فكره ، وهو ينشر عبر الإعلام عقيدته وفكره ، مثل ما قام بصك وتوزيع عملته ونقده ، فهل أنت تحمل عقيدته وفكرة وتؤمن بها كما تتعامل في عملته ونقده ، أم إنك تتعامل في عملته ونقده دون التعامل بعقيدته وفكره ؟ ، وهل تعرف الفرق ، نعم هناك علاقة وطيدة ، حاول أن تتأمل في المسألة لكي تعرفها ، أم لم تعد تميز بين العقيدة والفكرة والنقد والعملة ، إذا أجبت بنعم أرجو أن تعيد النظر في العقيدة والفكرة التي تحملها وتؤمن بها .
وكل حاكم وله علماء يزكون بعضهم البعض أو يزكون أنسفهم كما يزكون عقيدة وفكرة وليهم وسيدهم ، فلذلك أنا أنصحك بعدم الاعتماد عليهم في علوم ( الحركة والسياسة ) فإنهم سيحصرون فكرك وعقلك في مجال ضيق محدود وسيقومون بحرمانك من السمو والارتقاء ، وقد يكون ذلك عن جهل منهم ودون علم أو قصد ، فبعضهم لا يعلم بأنه لا يعلم فهو توارث الجهل كما توارث سادته المنصب .
يا غافل ، حاول أن تخرج بعقيدتك وبكفرك وبقلبك وبعقلك لكي تكتشف الأفاق الفسيحة الأخرى ، فحاول أن تهرب وتتحرر من معتقلك الفكري الذي أعتقلت فيه ، فكل ملك وله حدود وحمى ، فما بالك بمن له ملكوت السماوات الأرض الملك الحق المبين ، فملكه ليس له حدود كما يصور لك علماء أصحاب الحدود ، وإذا ما كان علماء وعمال الحاكم يزكون بعضهم البعض ، فمن سيزكي صاحب العقيدة والفكرة الصحيحة والأصيلة ؟ أنا أعرف بأنك إذا ما بحثت ستصل إلى الإجابة ، قال تعالى ( ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا (49) ) ( النساء ) . ونعم بالله ... ونعم بالله ... ونعم بالله ، والله هو الملك الحق المبين .
وكيف يزكي الله خلقه ؟
سؤال أترك لك الجواب عليه ، فبعد ما تبحث وتتأمل ، ستعرف كيف، وسترى الأمر بعيون رأسك بعد ما تراه بعيون قلبك .
يا غافل ، أنا لا أدعوك للخروج على الحاكم خروج عملي ، بل أدعوك أن تخرج بالعقيدة والفكرة ، أي بالقلب والعقل ، فحاول أن تتحرر من الأسر والاسترقاق النفسي والاجتماعي وحاول أن تخرج من المعتقل الفكري ، وهذا يكفي ، واترك الخروج العملي لمن يستطيع الخروج ، فإن كنت لا تعرف كيف تخرج فهناك من يعرفون كيف يخرجون لكي يعينوك على الخروج من هذا الحصار السياسي ، ولا تسألني كيف ، حتى لا يقوم المخبر بنقل الخبر ليدردش به بإذن الحاكم ، فأترك المخبر وهو محتار حاله حال الفأر المحاصر المحتار ، واترك عيونه تدور في مكانها ، فكل عمال الحاكم يدردشون في أذنه ، حتى علماءه ، علماء الدروشة والدردشة ، علماء نقل الأخبار والخبايا والأسرار .
هذا وبالله التوفيق ، نصر من الله وفتح قريب .