فتى الإيمان
25-09-2002, 10:57 AM
إن الله عز وجل أنعم عليكم بنعمة البكاء لتشكروه عليها ، إذ كيف يعيش من لا يبكي كيف تتفاعل نفسه مع الأحداث والمواقف بماذا يترجم عن الحزن والأسى ، بماذا يعبر عن الخشية والخوف من الله جل وعلا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن نفس لا تشبع ومن عين لا تدمع ومن دعوة لا يستجاب لها ) .
أيها الأحبة :
البكاء قافلة ضخمة ، حطت ركائبها في سوق رحبة ، ما ابتاع الناس منها على ثلاث أضرب : فضرب من الناس اشتروا بكاء العشاق والمشغوفين ، أصحاب الهوى والتيم ، أهل الصبابة والغرام ، الذين هربوا من الرق الذي خلقوا له ، وبلوا أنفسهم برق الهوى والشيطان ، فاشترى هؤلاء القوم هذا الضرب من البكاء شراءً مفتقراً لشروط الصحة ، فابتاعوا بيعاً فاسداً ، ثم زادوا السقم علة ، والطين بلة ، حين أوقفوا هذه الدموع ، واحتسبوها ، في غير وجه شرعي فبطل الوقف ، وخسر الواقف ، وهام الموقوف عليه ، فما أعظمها شقوة ، وما أوعرها هوة .
فما في الأرض أشقى من محب وإن وجـد الهوى حلو المذاق
تـــــــراه باكيــاً في كــــل حيـــن مخــافـة فرقــة أو لاشتــياق
فتســخن عينـه عنـــد التلاقـــي وتســخن عينـه عـند الفـراق
ويبكـي إن نــــأوا شـوقـاً إليــهـم ويبكـي إن دنـوا خـوف الفراق
أعاذنا الله وإياكم من هذه الحال ، ومن حال أهل النار .
وضرب من الناس : ابتاعوا بكاء أهل الحزن على مصائبهم ورزاياهم ، وعلى هذا الضرب جبل الناس فاقتصروا على سلعة ، وافقت جبلتهم التي جبلهم الله عليها ، فأصبحوا لا لهم ولا عليهم .
وضرب ثالث : اشتروا بكاء الخشية من الله عز وجل ، تلكم البضاعة التي زهد فيها معظم القوم إلا من رحم الله . آيات تتلى ، وأحاديث تروى ، ومواعظ تلقى ، ولكن تدخل من اليمنى وتخرج من اليسرى ، لا يخشع لها قلب ولا تهتز لها نفس ، ولا يسيل على أثرها دمع ( اللهم إنا نعوذ بك من قلب لا يخشع ومن عين لا تدمع ) .
عباد الله : لقد أثنى الله جل وعلا في كتابه على البكائين من خشية الله ، وفي طاعة الله . الأتقياء ، ذوي الحساسية المرهفة ، الذين لا تسعفهم الكلمات للتعبير عما يخالج مشاعرهم ، من حب لله ن وتعظيم له ، وخشية وإجلال، فتفيض عيونهم بالدموع ، قربةً إلى الله وزلفى لديه .
( إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجداً (107) ويقولون سبحن ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً (108) ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً
أيها الأحبة :
البكاء قافلة ضخمة ، حطت ركائبها في سوق رحبة ، ما ابتاع الناس منها على ثلاث أضرب : فضرب من الناس اشتروا بكاء العشاق والمشغوفين ، أصحاب الهوى والتيم ، أهل الصبابة والغرام ، الذين هربوا من الرق الذي خلقوا له ، وبلوا أنفسهم برق الهوى والشيطان ، فاشترى هؤلاء القوم هذا الضرب من البكاء شراءً مفتقراً لشروط الصحة ، فابتاعوا بيعاً فاسداً ، ثم زادوا السقم علة ، والطين بلة ، حين أوقفوا هذه الدموع ، واحتسبوها ، في غير وجه شرعي فبطل الوقف ، وخسر الواقف ، وهام الموقوف عليه ، فما أعظمها شقوة ، وما أوعرها هوة .
فما في الأرض أشقى من محب وإن وجـد الهوى حلو المذاق
تـــــــراه باكيــاً في كــــل حيـــن مخــافـة فرقــة أو لاشتــياق
فتســخن عينـه عنـــد التلاقـــي وتســخن عينـه عـند الفـراق
ويبكـي إن نــــأوا شـوقـاً إليــهـم ويبكـي إن دنـوا خـوف الفراق
أعاذنا الله وإياكم من هذه الحال ، ومن حال أهل النار .
وضرب من الناس : ابتاعوا بكاء أهل الحزن على مصائبهم ورزاياهم ، وعلى هذا الضرب جبل الناس فاقتصروا على سلعة ، وافقت جبلتهم التي جبلهم الله عليها ، فأصبحوا لا لهم ولا عليهم .
وضرب ثالث : اشتروا بكاء الخشية من الله عز وجل ، تلكم البضاعة التي زهد فيها معظم القوم إلا من رحم الله . آيات تتلى ، وأحاديث تروى ، ومواعظ تلقى ، ولكن تدخل من اليمنى وتخرج من اليسرى ، لا يخشع لها قلب ولا تهتز لها نفس ، ولا يسيل على أثرها دمع ( اللهم إنا نعوذ بك من قلب لا يخشع ومن عين لا تدمع ) .
عباد الله : لقد أثنى الله جل وعلا في كتابه على البكائين من خشية الله ، وفي طاعة الله . الأتقياء ، ذوي الحساسية المرهفة ، الذين لا تسعفهم الكلمات للتعبير عما يخالج مشاعرهم ، من حب لله ن وتعظيم له ، وخشية وإجلال، فتفيض عيونهم بالدموع ، قربةً إلى الله وزلفى لديه .
( إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجداً (107) ويقولون سبحن ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً (108) ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً