PDA

View Full Version : اليـــــــقيــــــن


MUSLIMAH
09-08-2002, 04:28 PM
السلام عليكم ،،،

ماذا يعني اسم الوكيل؟

هيا نوقع العقد مع الله

نماذج من قصص الانبياء في التوكل علي الله

للشباب رأي.. وللأباء تجارب في التوكل.

هل يتعارض التوكل مع الدعاء؟

حكايتهم بألسنتهم اذا أردت أن تتعلم التوكل

إلي من لم ير ربه ويعلم أنه يراه...

ويحبه علي الدوام..وجعل بيت الحوت له خلوة والنار بردا وسلاما ..والغار حفظا وامانا ..

الي من هو في معيه الله ابدا المؤمن الحق...

حتي نتكلم عن "التوكل على الله" لابد ان نتكلم أولاً عن أسم من أسماء الله الحسنى هو أسم "الوكيل"

*ماذا يعني اسم الله الوكيل؟

الوكيل : هو الذي يتصرف برحمته في شئون عباده بما يصلحهم ولا يفسدهم..

قد يبدو تعريفا اكاديميا نظريا ولكن ايها الاخوة هذا هو الحاصل فعلا في واقع البشر، وهذا هو فعل الله تبارك وتعالى بالناس، فهو يتصرف برحمته في شئون عباده ولا يضيعهم.لذلك لا يصدر عنه سبحانه شر لك ابدا، فكل أفعاله لك خير، حتي ولو كان ظاهرها مصائب...

هل رأيت احدا وكْلَ احداً وضيعه؟!!فكيف يوكله إذن؟!

فالوكيل لا يضيع عباده ابدا...وهذا اليقين لابد ان يكون راسخاً داخلنا لذلك فعندما ننظر الي النبي صلى الله عليه و سلم نجده يدعو كل ليلة ويقول:

"لبيك ربي وسعديك والخير كله اليك والشر ليس اليك" لا ياتي من عندك غير الخير ولعل هذا يفسر لنا كيف تحدث لنا مصائب كذا وكذا ثم نجد في آخرها خيرا لنا ، فمثلا قد يبتلي احد الناس بان يموت ابنه ، وهو يري ان هذا الابن لو كان عاش لاقترف من الذنوب والمعاصي ما يجعله من اهل النار ، ولكنه بموته يضاعف ابواه طاقتهما في العبادة فيرضي الله عنهما ويلحق الابن بهما في جنة الفردوس وهو راضٍ عن الاسرة كلها ..هم يظنون ان الله اراد بهما الشر لكنه والله ما اراد بهما الا خيراً..هذا مثال بسيط حتي نفهم منه ان الوكيل لا يمكن أن يضيع عباده ولا يمكن ان يؤدي بهم إلى الشر ... وحتي نفهم أيها الاخوة كيف نتوكل علي الله ،اضرب لكم مثالا ظريفا ..هل ذهبت ووكلت احداً عنك من قبل؟؟ ومن المؤكد انك قمت بعمل توكيل لأي شخص وانت تقوم بتوقيع عقد التوكيل هل شككت لحظه فيمن توكله؟ بالطبع لا والا ماكنت توكله من البداية لا بد أنك وقعت وانت في منتهي الثقة...

فلماذا لا نوقع مثل هذا العقد مع الله سبحانه وتعالي ؟ لماذا لا نوكله؟ ونقول له القينا عليك بشئوننا يا وكيل ، فانت مسؤل عن حياتنا..

*ايها الاخوة ما اغلي هذا المعني لمن يفهمه.

وتعالو بنا احكي لكم نماذج ممن توكلوا على الله سبحانه وتعالي ..وتعالوا لنرى ماذا فعل الله بهم عندما توكلوا عليه، ونرى كيف انه في احلك الظروف واصعبها يمكنك ان تتوكل على الله ...

*اما لك فلا...واما لله فنعم

فلننظر إلى شخص مثل سيدنا ابراهيم عليه السلام...السن ستة عشر عاماً وهو ماخوذ إلى المحاكمة..كل البلدة تحاكمه علي تكسير اصنامها ..ويؤخذ ابراهيم عليه السلام مقيدا حتي يلقى في النار .ولكنها ليست نارا عادية (قالو ابنو له بنيانا فالقوه في الجحيم)

أرأيتم ماذا يريدون ان يفعلو بهذا الفتى الصغير ؟وبالفعل بنو له بنيانا واخذوه اليه وهم يسبون ويشتمون. وابراهيم لا يقول سوى كلمة واحدة "حسبي الله ونعم الوكيل"

هذا هو عقد التوكيل..نعم هل وقعت العقد يا ابراهيم؟؟هل سلمت امرك للوكيل؟؟اذن لا يضيعك الوكيل أبداً!!

ويقف ابراهيم أمام النار وهنا تظهر لهم مشكلة..من الذي سيلقيه في النار..؟ خاف الجميع ان يتقدم حتي لا يحترق معه.

أرأيتم فظاعة النيران وقوتها؟!ماذا يفعلون؟؟ فأتوا بالمنجنيق وهي آله تشبه "الزنبرك" تُشد للوراء وتطلقه فيسقط في النيران..

يا الله ..ليس هناك في التاريخ موته أبشع من هذة!! ويوضع ابراهيم عليه السلام في المنجنيق وهو لا يزال يردد صيغة العقد..

"حسبي الله ونعم الوكيل"

هل لديك هذه الثقة؟هل لديك هذا التوكل؟ ام انك تفزع لأي مشكلة ؟ لماذا لا تلقي على الله بمشاكلك التي لا ذنب لك فيها؟

فلان مرض بمرض كذا، وفلان حدث له كذا ..توكل على الله فماذا يمكنك ان تفعل سوى ان تقول "حسبي الله ونعم الوكيل".

نعود إلى سيدنا ابراهيم عليه السلام في المنجنيق، وفي هذه اللحظة يأتيه جبريل عليه السلام ويسأله"ألك حاجة يا ابراهيم؟" بالله عليك لو كنت مكانه بماذا تجيب؟

اما لك فلا...واما إلى الله فنعم..حسبي الله ونعم الوكيل ..

ولكن...احيانا يترك الوكيل سبحانه وتعالي الأزمة حتى تصل إلى ذروتها حتى تظهر قدرته سبحانه وتعالي ..كان من الممكن ان تطفأ النيران وتنتهي المشكلة ولكن تركهم اليه تعالى حتي يُكملوا خطتهم ويُلقى ابراهيم داخل النيران ، ويُهلل اهل البلدة ويهتفون "قضينا على ابراهيم"، وينتظرون النتيجة حتي يروه متفحما بعد ان تهدأ النيران..

وبعد ثلاثة أيام... يخرج ابراهيم من النيران..يخرج كما هو لم تفعل به النيران شيئا إلا انها فكت قيوده فخرج وهو مفكوك القيود.

عاش ابراهيم عليه السلام فوق المائة عام ،ويسأل عند موته "ما أحلى ايام عمرك؟" فيقول: "الأيام الثلاثة التي قضيتها في النار"

ايها الاخوة ان الوكيل لا يترك عباده ابداً ولكن المهم ان يكون عندك هذه الثقة في الله

*فنادى في الظلمات..

داخل جوف الحوت، وفي جوف البحر ، وفي جوف الليل، يرقد يونس عليه السلام...هل تتخيلون هذا الموقف في هذه الظلمات الثلاث..؟؟ تخيل نفسك وقد حبسك أحد داخل دولاب واغلق عليك الدولاب بالمفتاح وسمعته يلقي بالمفتاح من النافذة ثم اغلق عليك باب الحجرة ثم اغلق باب الشقة وانصرف..بعد كم ثانية ستنهار؟؟ هذا وانت في بطن الحياة...ما بالك بمن في باطن البحر ؟!

فما كان من موسي الا ان قال :"لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين" الانبياء87

فوراً..يخرج الحوت إلى شاطيء البحر ، ويلفظ يونس عليه السلام ويخرج يونس من بطن البحر ، ولكنه كان معتادا علي ظلمة البحر فلا شمس ولا اضاءة ، فيقول ربنا "وانبتنا عليه شجرة من يقطين"

الصافات 146 كي تظلل جسمه..

ما هذا العفو؟ ما هذه المقدرة ؟انه الوكيل الذي لا يضيع عباده ابدا...

*من يمنعك مني؟

وهذا رجل يأتي إلى النبي صلى الله عليه و سلم وهو نائم وقد علق سيفه على الشجرة فيأتي أعرابي كافر يريد قتل النبي صلى الله عليه و سلم فياخذ السيف من على الشجرة ويضعه علي رقبة النبي صلى الله عليه و سلم فيستيقظ النبي صلى الله عليه و سلم فيجد السيف علي رقبته ويقول له الرجل:"من يمنعك مني؟"! فيقول النبي صلى الله عليه و سلم "الله" فيسقط السيف من يد الرجل من قوة الكلمة وصدقها، فيأخذ النبي صلى الله عليه و سلم السيف ويضعه في يده ويقول له وانت من يمنعك مني؟ رواه البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله

ما أريد ان أصل إليه أيها الاخوة...هل لدينا هذه الثقة وهذا التوكل؟ هل توكلنا علي الله تعالى يمكن ان يكون بهذه الدرجة؟

**هناك صنفان من الناس ايها الاخوة..

صنف ضعيف الإيمان ...يجزع عندما يجد أسباب الدنيا قد تأخرت ونقصد بالاسباب أي الحظوظ الدنيوية المادية وغيرها من حاجات يريدها ولا يستطيع ان يصل إليها أو يعجز فى الحصول عليها ، يقل يقينه بالله تعالى...

وصنف مؤمن صادق...كلما ادبرت الدنيا كلما ازداد يقينه بالله تعالى... لماذا؟ لانه ما دامت هناك اسباب تعتمد عليها فانك تركن إلى الدنيا ولو قليلا ولكن عندما تنقطع بك الأسباب وتشعر بأنها ضاقت ولم يتسع لها حل، فلا يبقى لك سوى الله .

من بريدي :)