الهااااادئ
11-03-2002, 04:47 PM
منذ ايام كنت اقرأ كتابا للشيخ الراحل علي الطنطاوي ، رحمه الله ، ووقع بصري على موضوع بعنوان " مزعجات السينما " يكشف فيها بعض الاخطاء والممارسات الخارجة عن الذوق ، من بعض الناس داخل قاعات السينما ، وكأنها تصف حال دور السينما الموجودة لدينا في البلاد ( اقصد الامارات ) ،، يذكر الشيخ الطنطاوي في مقاله : قال لي أحد الاصدقاء :
- انك تكتب عن كل شيء ، وتعالج كل موضوع ، فلماذا لا تكتب عن مزعجات السينما ، عن الذي يقعد وراءك ينقر بحذائه على ظهر مقعدك ، يوقع برجله الانغام التي يسمعها بأذنه ، والذي يقرأ الترجمة جهرا ، كأنه تلميذ يهجي درسه ثم يشرحها لجاره ، والذي يأكل بذور البطيخ ويلقي قشورها عليك ، والذي ينفخ دخان سيكارته في وجهك وهو يرى اللوحات ، من كل جانب تنادي ان التدخين في القاعة ممنوع ، والذي حرمه الله الذوق والتهذيب ، وخلقه حمارا على صورة بني آدم ، فهو لا يفتأ يبزق على الأرض
والشباب الذين يظنون أن السينما لهم وحدهم فيتحدثون بالاصوات الجهيرة ، ويلقون النكات الباردة ، والألفاظ القبيحة على مسمع من النساء ، ويضحكون ضحكات كأنها ضجيج " موتورسيكل " من طراز سنة 1929 م
والعاشق الهيمان الذي تضيق به الارض ، فلا تطيب له " الخلوة الصحيحة " .. الا في السينما ، فيتأبط فتاته ,, وينتحي بها ناحية من القاعة ، فلا ينطفأ الضوء حتى ينسيا السينما وأهلها ، والدنيا وما فيها ، وينطلقان يتناجيان ، ويتناغيان ويتشاكيان ، ويتباكيان وتتضاغط الاكف و ............ ! و وتتعالى الزفرات وتتوالى الآهات ............................. ! ويكون ما لا نعرفه لا نحن ولا انتم . والام تجر ولدا ، وتحمل ولدا فيصيح هذا ويبكي هذا ويجاوبه بالبكاء طفل ثاني القاعة وثالث من شمالها ، وتعلو هذه " الاوركسترا " حتى تغطي على نغمات الفلم ، وتجعل السينما كأنها ردهة توليد ,, والذي يجيء لا ليرى الفيلم ، بل ليرى " رائيات الفلم " ، فلا يزال دائر الرأس ، زائغ البصر ، يأكل بعينيه كل جميلة يراها ، والذي يضحك في الموقف المحزن ، والذي يصرخ كالثور ، كلما ظهر على اللوحة مشهد غرام ...
لماذا لا تكتب عن هذا وأمثاله ,,, وما اكثر امثاله .. !
انتهى المقال
على فكرة هذا المقال كتب في سنة 1949م ونحن اليوم دخلنا منذ ايام قليلة 2002م فما اشبه الليلة بالبارحة
استيقظوا انتهى الفيلم ,,,
تعمدت ان انشر هذا المقال في هذا المنتدى بالذات ,,
لا تسألوني لماذا ,,
ارجو ان لا اكون جرحت احد بكلامي هذا فيرفع يده ليبحث عن البطحة التي على رأسه ,,,
.........;) ;) ;)
- انك تكتب عن كل شيء ، وتعالج كل موضوع ، فلماذا لا تكتب عن مزعجات السينما ، عن الذي يقعد وراءك ينقر بحذائه على ظهر مقعدك ، يوقع برجله الانغام التي يسمعها بأذنه ، والذي يقرأ الترجمة جهرا ، كأنه تلميذ يهجي درسه ثم يشرحها لجاره ، والذي يأكل بذور البطيخ ويلقي قشورها عليك ، والذي ينفخ دخان سيكارته في وجهك وهو يرى اللوحات ، من كل جانب تنادي ان التدخين في القاعة ممنوع ، والذي حرمه الله الذوق والتهذيب ، وخلقه حمارا على صورة بني آدم ، فهو لا يفتأ يبزق على الأرض
والشباب الذين يظنون أن السينما لهم وحدهم فيتحدثون بالاصوات الجهيرة ، ويلقون النكات الباردة ، والألفاظ القبيحة على مسمع من النساء ، ويضحكون ضحكات كأنها ضجيج " موتورسيكل " من طراز سنة 1929 م
والعاشق الهيمان الذي تضيق به الارض ، فلا تطيب له " الخلوة الصحيحة " .. الا في السينما ، فيتأبط فتاته ,, وينتحي بها ناحية من القاعة ، فلا ينطفأ الضوء حتى ينسيا السينما وأهلها ، والدنيا وما فيها ، وينطلقان يتناجيان ، ويتناغيان ويتشاكيان ، ويتباكيان وتتضاغط الاكف و ............ ! و وتتعالى الزفرات وتتوالى الآهات ............................. ! ويكون ما لا نعرفه لا نحن ولا انتم . والام تجر ولدا ، وتحمل ولدا فيصيح هذا ويبكي هذا ويجاوبه بالبكاء طفل ثاني القاعة وثالث من شمالها ، وتعلو هذه " الاوركسترا " حتى تغطي على نغمات الفلم ، وتجعل السينما كأنها ردهة توليد ,, والذي يجيء لا ليرى الفيلم ، بل ليرى " رائيات الفلم " ، فلا يزال دائر الرأس ، زائغ البصر ، يأكل بعينيه كل جميلة يراها ، والذي يضحك في الموقف المحزن ، والذي يصرخ كالثور ، كلما ظهر على اللوحة مشهد غرام ...
لماذا لا تكتب عن هذا وأمثاله ,,, وما اكثر امثاله .. !
انتهى المقال
على فكرة هذا المقال كتب في سنة 1949م ونحن اليوم دخلنا منذ ايام قليلة 2002م فما اشبه الليلة بالبارحة
استيقظوا انتهى الفيلم ,,,
تعمدت ان انشر هذا المقال في هذا المنتدى بالذات ,,
لا تسألوني لماذا ,,
ارجو ان لا اكون جرحت احد بكلامي هذا فيرفع يده ليبحث عن البطحة التي على رأسه ,,,
.........;) ;) ;)