PDA

View Full Version : توبه رجل عاص....


عاشقه الجنه
18-02-2002, 01:14 AM
كان يقطن مدينه الرياض..يعيش في ضياع ولا يعرف الله الا قليلا . منذ سنوات لم
يدخل المسجد ولم يسجد لله سجدة واحده..ويشاء الله .عزوجل.ان تكون توبته على يد
ابنته الصغيره..
يروي القصه فيقول: كنت اسهر حتى الفجر مع رفقاء السوء في لهو ولعب وضياع تاركا
زوجتي المسكينه وهي تعاني من الوحده والضيق,والالم ماالله به عليم, لقد عجزت
عني تلك الزوجه الصالحه الوفيه,فهي لم تدخر وسعا في نصحي وارشادي ولكن دون
جدوى..وفي احدى الليالي جئت من احدى سهراتي العابثة وكانت الساعه تشير الى
الثالثه صباحا فوجدت زوجتي وابنتي الصغيره وهما تغطان في سبات عميق فاتجهت الى
الغرفه المجاوره لاكمل ماتبقى من ساعات الليل في مشاهده بعض الافلام الساقطه من
خلال جهاز الفيديو.. تلك الساعات,والتى ينزل فيها ربنا عز وجل فيقول(هل من داع
فاستجيب له؟ هل من مستغفر فاغفر له ؟هل من سائل فاعطيه سؤاله؟..) وفجاه فتح باب
الغرفه فاذا هي ابنتي الصغيره التي لم تتجاوز الخامسه.نظرت الي نظره تعجب
واحتقار, وقالت(يابابا,عيب عليك,اتق الله..) رددتها ثلاث مرات,ثم اغلقت الباب
وذهبت.. اصابني ذهول شديد فاغلقت جهاز الفيديو,وجلست حائرا وكلماتها لا تزال
تتردد في مسامعي وتكاد تقتلني فخرجت في اثرها فوجدتها قد عادت الى
فراشها..اصبحت كالمجنون, لا ادري مالذي اصابني في ذلك الوقت, وما هي الا لحظات
حتى انطلق صوت المؤذن من المسجد القريب ليمزق سكون الليل الرهيب.مناديا لصلاه
الفجر توضات,وذهبت الىالمسجد ,ولم تكن لدي رغبه شديده في الصلاه ,وانما الذي
كان يشغلني ويقلق بالي ,كلمات ابنتي الصغيره واقيمت الصلاه.. وكبر الامام وقرا
ماتيسر من القران ,وما ان سجدت حتى انفجرت ببكاء شديد لا اعلم له سبب, فهذه اول
سجده اسجدها لله تعالى منذ سبع سنين..كان ذلك البكاء فاتحه خير لي, لقد خرج مع
ذلك البكاء كل مافي قلبي من كفر ونفاق وفساد واحسست بان الايمان بدا يسري
بداخلي..وبعد الصلاه جلست في المسجد قليلا ثم رجعت الى بيتي فلم اذق طعم النوم
حتى ذهبت الى العمل فلما دخلت على صاحبي استغرب حضوري مبكرا فقد كنت لااحضر الا
في ساعه متاخره بسبب السهر طوال ساعات الليل ولما سالني عن السبب فاخبرته بما
حدث لي البارحه فقال احمد الله ان سخر لك هذه البنت الصغيره التى ايقضتك من
غفلتك ولم تاتي منيتك وانت على تلك الحال ولما حان وقت صلاة الظهر كنت مرهقا
حيث لم انم منذ وقت طويل فطلبت من صاحبي ان يستلم عملي وعدت الى بيتي لانال
قسطا من الراحه وانا في شوق لرؤيه ابنتي الصغيره التي كانت سببا في هدايتي
ورجوعي الى الله دخلت البيت واستقبلتني زوجتي وهي تبكي فقلت لها مالك ياامراه
فجاء جوابها كالصاعقه لقد ماتت ابنتك لم اتمالك نفسي من هول الصدمه, وانفجرت
بالبكاء.. وبعد ان هدات نفسي تذكرت ان ماحدث لي ماهو الا ابتلاء من الله عز
وجل.. ليختبر ايماني فحمدت الله .عز وجل. ورفعت سماعه الهاتف واتصلت بصاحبي
وطلبت منه الحضور لمساعدتي.
حضر صاحبي,واخذ الطفله وغسلها وكفنها وصلينا علينا,ثم ذهبنا بها الى المقبره
فقال لى صاحبي.لا يليق ان يدخلها القبر غيرك..فحملتها والدموع تملا عيني
ووضعتها في اللحد..انا لم ادفن ابنتي وانما دفنت النور الذي اضاء لي الطريق في
هذه الحياه,فاسال الله سبحانه وتعالى. ان يجعلها سترا لي من النار,وان يجزئ
زوجتي المؤمنه الصابره خير الجزاء....