PDA

View Full Version : نزهة مع أمى 2


زهرة الكركديه
16-02-2002, 05:10 PM
مولاى قد نامت عيون وتيقظت ايضا عيون
نامت عيون الخائنين وعين نجمك لا تخون
.كنت أترنم بهذه الاغنية بينما اتابع تجوالى مع الوالدة في البقعة الجميلة بين احضان الطبيعة الغناء وعادة عندما ابدا بالغناء انسى من حولى واغنى بسلاسة (( اناشيد دينية ))بينما امى تمشى امامى بكل ثقة وانا من خلفها انظر الى هذه الاحجار وتلك الاعشاب والشجيرات .....وأطرب للجمال الربانى الذى لم تدنسه يد الحضارة والتكنلوجيا.....

ترنو الينا وهى ساهية عن الدنيا الخئون
اتراه اذهلها جلال الله..... أم مر القرون

وهنا قالت لى امى
الله الله ماشالله شو ها الكلام الحلو....
وهنا تابعت الجملة التى احبها
ام ان من فوق الثرى لا يسمعون ولا يرون
ويح نفسى فلم تر وهى ترسف فى سجون...مولاي قد نامت عيون ..وهكذا استمريت.....وامى تنظر الى وتستمع بهدوء...وكى أغير التاثر الذى ظهر على محياها صرخت قائلة ..
انظري يا امى ما اجمل ذلك الجبل ...البس جميلا ..فضحكت امى وقالت..بلى انه جميل....هل نتابع سيرنا ....

سرت معها حتى وصلنا المزارع الخضراء ....ودخلت الوالدة من باب حديدى قديم وامسكت الباب لى حتى ولجت منه ولقد ابهرنى ما رايت ...هل تعرفون رائحة الثرى عندما يكون مبللا بالماء...شعور يوحى بالسعادة والراحة النفسية ..امى كانت معتادة على المجىء لذا فلم تشعر بما شعرت به من اندهاش وروعة....وسرت خلفها وانا اتلمس الاعشاب الندية بيدىواداعب الازهار بشقاوة طفولية ....
ورايت الافلاج ...وركضت اخوض فيها بقدمى واخلع الحذاء الذى كاد يوقعنى عدة مرات ...
بينما بقيت امى تراقبنى لفترة بعدها قالت لى ...
الا يكفى ...؟
قادتنى والدتى الى أماكن كثيرة قديمة واثيرة وذات طابع مميز...ثم قالت لى
الان ساريك مسجدا قديما كانوا يؤدى الرجال الصلاة فيه ....وحين وصلنا وجدته عبارة عن غرفة واحدة مع ( حوش صغير من جدام )
ولكنه مكان جميل ....خاصة انه يطل مباشرة على الوادى الذى نظرت اليه برعب لعمقه الكبير

وامى تحثنى على الاسراع..وحين نظرت اليها وجدها قد ابتعدت عن قاصدة حتى أحث الخطى اليها ....وحين وصلت كنت الهث ..وجدتها قد توقفت امام حوض صغير اثار اعجابى وتقدمت اتلمسه ....ورايت يدا قد طبعت على الاسمنت ...كانت يدا صغيرة ..فوضعت يدى عليها أقيسها بيدى (( طلعو متساويين ))..وانا مبهورة ..انظري يا أمى ..ثم قالت لى بأن عمى يرحمه الله قد بنى هذا الحوض ..وان هذه اليد المطبوعة يده ..فاستغربت من صغر حجمها ...لكنها قالت لى بان يده كانت صغيرة ..

بعدها خرجنا من المزارع وأنا أتحسر ...حتى وصلنا الى مسجد كبير وجميل مطلى باللون الابيض ...مررنا بجانبه ...وتوقفت انظر الى البيوت
القديمة والجميلة ...من المستحيل ان ترى انسانا يبدو المكان وكانه هجر من البشر لكنه رائع ..وهادىء ويوحى بالطمانينة ....اثار انتباهى الحجر المرصوف على الارض على شكل مستطيل ...بعيدا عن المسجد قليلا ....وكالعادة سالت امى ....ماهذا لاتفاجا بقولها وهى في شديد التاثر بانه قبر خالها ....وهى من امر بان يرص الحصى عليه هكذا كى يعرف انه قبر ....لانه مسوى تماما بالارض
شعرت بالاضطراب والخوف فها أنا ذا وجها لوجه أمام قبر....وانا في حياتى كلها لم أدنو من قبر ..سبحان الله ..
اعتقدت لوهلة بان امى ستتقدم منه لكنى وجدتها تبتعد قلت لها وانا من البعيد
الى اين يا اماه الن نسلم عليه الن نقرا على روحه الفاتحة الى اين تذهبين مبتعدة هكذا ....؟؟؟؟؟؟

لكنى عرفت انها كانت متاثرة بشدة لدرجة عدم القدرة على الاقتراب....وفى عينيها لمحت احمرارا وبعض الدموع
لم اقل كلمة بل سرت وراءها وانا مستاءة قليلا ..لكن بعد فترة عادت امى لحيويتها ....وابتسمت لى ..قائلة ..هيا بنا نعود لقد اريتك كل شى ..ولكى نختصر الطريق صنصعد من فوق هذا الجبل ..وحين نظرت ...ذهلت فالجبل متعرج ويبدو شاقا ....قالت امى اذا كنت لا تقدرين فلا باس سنعود من حيث اتينا ...قلت لها
حاشا ما أقدر ..خلينا نصعد وأمرنا لله ...
سارت امى أمامى ..وماشاءالله عليها ماشاء الله هوب أنا ؟؟؟
كانت تصعد بكل ثبات ولم يبد عليها اي تعب مع انى كما نوهت في الجزء السابق مصابة بداء السكرى ....كنت اصعد خطوة واسقط اخرى خاصة ان الحذاء لم يناسب الوضع ..وقدماى تؤلماننى بشدة وصرت اتنفس بصعوبة ولا أدرى لماذا تذكرت مسلسل الاطفال (( هايدى مع بيتر والماعز والجبال ))..وامى تسالنى وهى لا تنظر الى هل انت على ما يرام هل تقدرين على الاستمرار ..؟
واجيب بكل كذب كى لا اضايقها ..
أنا وراءك يا أمى ولا تقلقى ..( انا مسيطرة على الوضع تماما )
:D
واخيرا وليس اخرا وصلنا الى الديار ليلوح لى من بعيد اخوانى وهم يادون صلاة العصر ......انتهى ذلك اليوم المميز ....وادعوا الله لوالدى بطول العمر