PDA

View Full Version : لماذا ..؟


بنت الباطن
27-12-2001, 11:38 AM
لماذ ا .. ؟

لماذا يلّون الشتاء أمور حياتنا بضبابية ألوانه .. ؟

و يترك كل ألوان الشمس و النور تتلاشى كما الهباء منثورا ..؟

لماذا حين ننتظر .. بهجة ورديّة الفرحة ..

.. تُباغتنا رمادية الحزن و الحيرة ..

.. و ننتظر الذي لا يُنتظر ..

.. و نبحث في كل الوجوه و السطور و الكلمات ..

.. عن الحلم المفقود ..

.. الذي لم يضع في الأصل و البداية..

.. و لم تمتلكه أرواحنا .. كيف أيدينا ..

.. و مع ذلك فقدناه ..

.. لماذا أيتها الروح الصديقة .. ؟ ..

.. لماذا ..

.. نلّون خرائط حياتنا بمهرجانات من ألوان براقة .. جذابة ..

.. و نطلق عليها مسميّات كثيرة ..

.. نسميها التفاؤل .. الطموح .. القمة .. الفوز .. السعادة .. الجمال .. الطمأنينة .. السكينة ..

.. و نسعى لكل هذه الألوان ..

.. و نتشبث بها كما الطيف ..

.. و عبثاً ندّعي امتلاكها ..

.. و نملكها ..

.. و لا نملكها ..

.. و نحلم بها ..

.. و تخدعنا الأحلام ..

.. و نفرح .. و نحزن ..

.. نبكي .. نسعد ..

.. و لا نعرف ما الذي بأيدينا ملكناه ..

.. و ما الذي زادت حيرتنا به ..

.. هل السعادة .. تعني مزيداً من الحيرة ..

.. و هل السكينة .. تعني طعنة في الظهر ..

.. و هل الأمان ..

.. آه .. أيتها الروح الصديقة .. إنه الأمان ..

.. نمتلك البيت .. لنشعر بالأمان ..

.. نمتلك الوطن .. لنشعر بالأمان ..

.. و نمتلك القلب .. لنشعر بالأمان ..

.. أي أمان فقدنا .. ؟ ..

.. و أي شكّ انتابنا .. ؟ ..

.. و أيّ هلوسات .. نصبح فيها و نمسي ..

.. و أي مطالب نريدها ..

.. نريد أن نلمسها بأيدينا ..

.. لنتيقين أنها حقيقة لا خيال ..

.. و ننسى أنها .. طيف ..

.. و الأفجع .. ننسى أننا لا نملكها ..

.. بالله .. و بالله ..

.. كيف نؤمن بحقيقة .. هى أكذوبة نعيش فيها ..

.. هى شئ من خيال ..

.. حولته عقولنا .. أو قلوبنا .. أو قوى خفية لا نشعر بها ..

.. إلى حقيقة ..

.. حقيقة خيال ..

.. لا ..

.. خيال حقيقة ..

.. لا أدري ..

.. و لا أعتقد أنني سأدري يوماً ..

.. اجيبوا ...

Albaik
27-12-2001, 12:56 PM
من أين أبدأ ؟؟

من الشتاء، فصل من فصول حياتنا القصيرة ؟؟
الذي يلفنا بوشاح رمادي ثقيل ، نحبه ونكرهه ، نملكه ولا نملكه .

أم من روحنا المتمردة أبداً على الأشياء التي نملكها.
المطواعة للأشياء التي نحلم بها ، والتواقة إلى التحليق في فضاء المحبة والخلود ؟؟

أم من السلام المفقود يوماً بعد يوم ، والطمأنينة المتلاشية على شطآن الوجه القبيح للإنسان ، وجه يتوسع يوماً بعد يوم فتجف معه مياه السلام ، وتثور معه عواصف بحارنا الصغيرة ، فلا مرسى ولا شاطئ إلا الشطآن الحجرية التي تنتظرنا لتغرقنا .
فنلجأ إلى مراسي قلوبنا كي نستريح قليلاً ، هذا القلب الذي تعب كثيراً من كثرة ما حمل .


أم من الفكر ؟
الفكر المسك بيقنية الوجود المؤمن بالخالق ، الرافض للقيود
وبجدلية الحياة والانسان.

لن تنتهي هذه الجدلية ، ولن تنتهي أحلام الروح ، ولن تستقر النفس البشرية أبداً إلى أن تلتقي بالخالق ، لتوقن وقتها وليزول الشك تماماً حتى من فكرة أو من ومضة .
تنتهي هذه الجدلية عند الموت فقط ، ويعرف منا ما هو معنى السلام والأمان .
هل أدركت مدى أهمية الموت ؟؟
الموت يعني الكثير الكثير ، أكثر مما نفهمه وأكثر مما نعيه ، وأكثر مما درجت العادة على معرفته .
تصوري لو أن الروح تناجينا بعد الموت ، إذا لن تموت وقتها أبداً هذه الجدلية .
لكن لله حكمة في ذلك .

لقد فتحت الباب على مصراعيه ، وأعلنت هبوب الرياح من هنا
فهلاّ فهمنا ما علاقة ذلك بما يختلج روحك هذه الأيام ؟؟ هل هو الحزن الذي يلف بني البشر ، أم هناك تساؤلات كثيرة بعد .
ننتظر المزيد وبرسم التحدث علنا من الجميع ، وأن يكون ذلك بداية لموضع طويل ، والجميع بلا استثناء مدعو لذلك ..


عودة موفقة كثيراً يا بنت الباطن ،،،، أهلاً

بنت الباطن
27-12-2001, 03:27 PM
هل قلت الموت ياالبيك ..؟

لقد عبرت أحدى الصديقات عن هذه الحقيقة بعبارات لطاف ثقال ..

ولكن أي موت كانت تقصد ؟؟

عـنـدمــا نمــــوت

.. نترك خلفنـا قرص الشمس ليتسلق الجدار ويهبط من فوقه وحيداً
.. ونهاجــر للظـل البـارد ، للظـل الجامد
.. ونترك فوق المائدة أطباقنا المفضلة فتبرد ، ويعبث بها الذباب
.. ونترك ملابس العيد المعطرة
.. وألبوم صور تقلبه يد راجفة تتساقط دموعها فوق صفحاته الممتلئة بصورنا
.. فهنا أطفأنا شمعة كعكعة الميلاد ، وهنا ركضنا على ساحل مهجور، وهنا رقصنا حتى الدوار

.. تغمض أعيننا جفونها على ملامح من نحب وتغفى للأبد
.. وتكف شفاهنا عن طلب الماء والتمتمة، وتسكنها زُرقة غريبة موحشة !..
.. ويعشش على زواياها زبدٌ أبيض شاحب
.. وترتخي رؤوسنا على سواعد من نحب ، وتتدلى أيدينا من فوق الأسرة
.. وتفسح حرارة الحياة الطريق لبرودة الموت كي تملأ أجسادنا، الممدة فوق الأغطية
.. ونبتاع تذكرة سفر في طائرة محلقة لا يستقبلها مدرج مطـار
.. ونحجز حجرة صغيرة على حجم أجسادنا في فندق تحت الأرض
.. ونترك همومنا وابتساماتنا و أوراقنا و أحبتنا ونسافر إلى ... الله


بقى لي تعليق شاملاً لعباراتك الثرية سأتابعها نقطة .. نقطة

إبقوا هاهنا آمنين ..!!

بنت الباطن
28-12-2001, 01:00 PM
شيء كالسؤال... لكنه أكثر ألماً، وأكثر إباحة لفواجع أفئدتنا !!

الجفري يقول حتى الأحلام.. لم نعد نقدر علي امتلاكها ولا معاشرتها.

إنها مسافات الإنسان الذي ينوء في ذاته الخفية عن الناس بملحمة من الحزن، ويصرخ برغبة في الفرح... مثلما في ذات هذا الإنسان ايضاً: إمكانات القدرة، ودواعي الضعف، وجنون الغرور، وفجائع الارتطام!

ولا بد ان إنسان هذا الواقع - في أصدق احاسيسه - لم يعد يملك المعني الذي يريد تأكيده... وذلك لسبب بسيط، وهو: أن الأحاسيس اصيبت بالقلق وبالفجيعة في نفوس البعض ممن كان يُسْكِنهم حشاشة قلبه ويحميهم بضلوعه!
صار الإنسان يحتاج في كل هذه الضغوط من التفاهات الي الدموع... لكنه يكتشف: ان الدموع هي الأخري قد تحجَّرت، أو... لعلها: صدئت !!

وفي الوجوه: جفون مشرعة علي أنباء القتل، والتصفيات الجسدية، والتدمير، والعنف، والمخدرات، والإرهاب الذي تمارسه الدول الكبري، لبذر مزيد من الهلع والخوف في صدور الأطفال/ الغد !!

إن بعض القلوب: لم يعد منتمياً الي أفعاله ووظائفه، بقدر ما أصبحت عواطف الناس مهرقة علي أرصفة المصالح والاستغراق في الأنا ... وقد فقدت هويتها وعنوانها !
و... من زمن أخذ يغذُّ في البعد: أسقطْتُ اعترافي بالشوق، وبِعْت الأشرعة التي لا تملك البحر وتهزمها الأمواج والرياح !!


من القلب تحية أعمق تحية لهذا الجمال ولهذا الفهم ياالبيك ..!

البحاري
29-12-2001, 06:42 PM
لماذا ؟؟!!

في حياتنا الكثير من الأسئلة !!

وإجابة كل سؤال سوف تنتهي أمام علامة تعجب !!

فالحياة أغرقتنا بعجيبها .. فلا غرابة من التساؤل والتعجب ..

موضوعك جميل لكنه صادف وقت أنوي فيه الخروج من المنتدى مؤقتا :(:(

أحببت فقط أن أسجل اسمي في موضوع متميز وجميل ..

تحياتي لك :)

بنت الباطن
29-12-2001, 08:10 PM
البحاري

أسئلة كثيرة جالت في رأسي تبحث عن ميناء..تهت معها وشردت في ذهولها وأبحرت علامات استفهامي في بحورها ؟؟؟

لكن تأكد انك ستبقى حاضراً في قلوبنا رغم غيابك المؤقت

وين على خير ..؟؟ :)

Albaik
30-12-2001, 12:57 PM
أعزائي ،،،
ما أضعف تلك الياسمينة ، أو تلك الجورية عندما لا تجد من يحميها ، وما أقواها عندما تتشبث بأمل الحياة فتعود وتنمو من جديد.
كم دهست أقدام بني آدام من نرجس ومن ياسمين وكم شوهنا في طريقنا الكثير الكثير من جمال الحياة .
كم هو جميل وخلاق ذلك الإبداع والإعجاز في حياتنا.

عندما كنا أطفالاً كنا ندخل بين الأحراش ، نبحث عن تلك الحشرة الملونة والمبقعة باللون الأسود والأحمر ، وكنا نمسك الجراد ، ونركض وراء الفراشات . ونشاهد تلك ( الخنيفسات ) كيف تطير ، نحميها ونحرسها ، ثم نراقب النمل ونحميه.من أن تدهس مسيرته المنتظمة، وكم كنت أندهش لنملة تحمل حبة قمح مثل وزنها مرات فتسقط عنها وتعود وتحملها متصوراً نفسي أني كيف لي أحمل شيئاً كبيراً أكبر مني ولم وقتها أدرك ، أن هموم الأنسان هي أثقل ما يمكن أن يحمله :)
كنا علامة متناغمة من علامات سلم الحياة الموسيقي ، كانت فطرة الإنسان الغضة
الطبيعة والأنسان .
ثم ، وكانت ،،،،((إن بعض القلوب: لم يعد منتمياً الي أفعاله ووظائفه، بقدر ما أصبحت عواطف الناس مهرقة علي أرصفة المصالح والاستغراق في الأنا ... وقد فقدت هويتها وعنوانها ))
جميلة جدا يا بنت الباطن ، تعب القلب من كثرة ما حمل
هل نترك لهذا الربان أن ينزل الشراع ، شراع الأمل ؟؟؟ ،
لا ،،،،،،، ناهية.

قلت:

لا ، لن أنزل أشرعتي أبدا
أيا ربان هيهات التقاعس والكسل .

أنثرني ضياءً على مدى
يوم جاءوا إلي متمرسي الخجل.

كينونتي ، احساسي وصدقي.
يقولون أني أعشق الظل والوجل .

أتذكر يا ربان كم أتعبتنا رياح الزمن.
يا قلب أنت رباني فخذ من همتي
ووشحني بوشاح الحب الذي ارتحل

لا تتعب ولا تيئس .
ففي الحياة الأمل .
ففي الضياء الجرح يندمل .

قالوا يوماً يا قلب أنك رباني ، فأين المفر
في ليلي بوح التائهين
على طريق من سَهرِ الفِكَرْ

يا قلب يا محاصر
بنجوم الحالمين وكوابيس البشر

لن يضعف زندي لن يهدأ مجدافي
وستبقى ربيعي المورق الأخضر

وستأتي فراشاتي يوماً على زنبقتي
وسأحضن نرجستي
أبحر أبحر وأبحر

إلى شطآن أماني
بقاربي وبقلبي ووجداني

فشراع الأمل شراعي

أيا ريح هبي علي من جديد
أيا رياح كنهي ثوري
أيا رياح جنوني دوري
فجنوني حبي وأملي وشجوني .

لن تسقط يا قلب في الوغى .
وإن استلت جموع الأنا.
فجنوني زادي ،،،
حبي وأملي وشجوني




لي أمل أن أعود مرة أخرى .
صباح الخيرات للجميع .

شاهد
30-12-2001, 03:23 PM
قد تهوى أنفسنا الدنيا
الدنيا التي تفقدها أعيننا ، الدنيا التي لم نسبح فيها
فنسعى وراءها ثم إذا تذوقناها كرهناها وتطلعنا إلى دنيا أخرى لم نتذوقها بعد
فنفعل كما فعلنا ونشعر كما شعرنا ، وعجباً نستمر !!
لماذا لا نعتبر ؟؟ لماذا نسعى وراء متاع لا يرضينا ولا يكفينا ؟
الدنيا دنيا ، والحياة ليست إلا كدح وصبر
قال تعالى " إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه "
الموت ثمرة الدنيا
والثمرة إما حلوة أو مرّة
ونحن من يزرع ونحن من سيأكل حصاد زرعه