PDA

View Full Version : الله يلوم من يلومك ..


زمردة
24-12-2001, 01:32 AM
لاتَلُمْني حين ناصرتُ الجهادَا ... أنا ما ناصرتُه إلاَّ جهادا

أنا أبصرتُ الضُّحى'، والليلُ داجٍ ... فتيممتُ الضُّحى' أبغي الرشادا

ورأيتُ الجسر ممتداً أمامي ... كلَّما لامستُه زاد امتدادا

أنا أبصرتُ رجالاً علَّمونا ... لغةً تأبى خضوعاً وانقياداً

وجدْتهم روسيا سداً منيعاً ... منعوا طوفانها أنْ يتمادى

نفروا في نصرةِ الحقِّ رجالاً ... ونساء، وجموعاً وفُرادى

فرأينا صورة تطفحُ نوراً ... ورأينا مجدنا الماضي مُعادا

حينما أشرق في "باميرَ" فجرٌ ... وعلا التكبيرُ في الكون ونادى

وغدونا لا نرى' إلا رجالاً ... في رُباها، حصدوا الباغي حصادا

وشباباً فتحوا باب المعالي ... وأحالوا لَهَبَ الباغي رمادا

ورأيناهم صفوفاً في صلاةٍ ... وعيوناً نفَضَتْ عنها الرُّقـادا

تَخِذُوا من منهج الإسلام نَبْعاً ... ومن القرآن والسنة زادا

جالدوا الطغيانَ حتى صار يخشى ... بعدما لاقى من الهَوْلِ جلادا

حينها أرسلتُ للشعر عِناناً ... وجعلتُ اللغةَ الفصحى جوادا

وامتشقْتُ الأحرفَ البيضاءَ سيفاً ... "هُندوانيّاً" وأَوْرَيتُ الزِّنادا

وَبَثَثْتُ الودَّ للأحبابِ حتَّى' ... خِلْتُ أنّي أكتب الشعرَ وِدَادا

أيُّها اللائمُ هل تنكرُ منِّي ... فرحة لمَّا رأيتُ الحقّ سادا

ورأيتُ الماردَ الروسيَّ يطوي ... ثوبَـهُ المصبوغَ بالظلم سوادا

ورأينا فكره يغدو هباء ... بعد أنْ كان به يُغوي العبادا

أيُّها اللائمُ هل تنكرُ منِّي ... أنني واجهتُ بالخير الفسادا

وبعثتُ الشعر للحقِّ سفيراً ... يعبر الكونَ ويرتاد البلادا

وبه ناصرتُ أيتاماً وأمَّاً ... بدأتْ في ظُلْمةِ الحربِ الحِدادا

وبه نافحتُ عن عرض الصَّبايا ... وعن الشيخ الذي يشكو السُّهادا

أيُّها اللائمُ مهلاً لستُ جسماً ... دونما روح، ولا كنتُ جمادا

أبصرتْ عينايَ شمساً ونهاراً ... ضاحك الثغر فسيَّلتُ المِدَادا

وبه أجريتُ أنهارَ وفاءٍ ... جعلتْ للخِصْبِ في الأرضِ احتشادا

أيُّها اللائمُ، أبراجُ القوافي ...أتعبتْ غيري صعوداً وارتيادا

أنا ليَّنتُ لها أقسى المعاني ... ولها وطَّأتُ أكنافاً شِدادا

وبها واجهتُ في غابةِ عَصري ... ماردَ الوَهْمِ الذي استشرى وزادا

هو يتلو قولَ روَّادِ الملاهي ... وأنا أتلو له "قافاً" و"صادا"

ليسَ مَنْ يُبصر أفعى تتمطَّى' ... كالذي يُبصر ظَبْياً يتهادى'

قد رفعتُ الرأسَ بالإسلام ديناً ... لا بقوميَّات مَنْ ضلَّ وحادا

وبه أعطيتُ للشعر مكاناً ... في زمانٍ يجعل الشِّعر مَزادا

وبه سهَّلْتُ صَعْبَ الشعر حتى ... صار عندي الجبلُ العالي وِهَادا

ديننا أوضحُ من شمسِ نهارٍ ... زادَها الصَّحْوُ وضوحاً واتِّقادا

أيُّها اللائمُ، مهلاً إنَّ قلبي ... يكره اللّوْمَ اعتسافاً وعنادا

لا تلمني حينما أنشدتُ شعراً ... بدعاةِ الحقِّ والخيرِ أشادا

أنا لم أكشفْ قلوبَ الناسِ حتى ... أعرف المخبوءَ فيها والمُرَادا

إنَّما يعلم ربُّ الكونِ منها ... كلَّ ما تُخفيه غيَّاً أو رشادا

كلُّ ما أعرفهُ أني محبٌّ ... للّذي انقاد إلى الدين وقادا

عندنا وَعْدٌ من الله أكيدٌ ... لم يزلْ يحمله القلبُ اعتقادا

سوف يبقى للجهاد الحقِّ دربٌ ... ورجالاتٌ يعدُّون العتادا

مَنْ يُذيع الحقَّ في الناسِ إذا لم ... يكنِ الحقُّ المنادي والمنادى'؟!

من روائع د/ عبدالرحمن العشماوي



http://www.almotmaiz.net/vb/showthread.php?s=&postid=6704&t=3751#post6704

8
24-12-2001, 05:41 PM
أنا لم أكشفْ قلوبَ الناسِ حتى ... أعرف المخبوءَ فيها والمُرَادا

زمردة
25-12-2001, 09:28 AM
ويا هلا ..