PDA

View Full Version : ،، الغاية والثمرة من قراءة القرآن ،،


كلاسيك
13-11-2001, 11:04 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،



لا بد من الحضور الفاعل الحي المؤثر أثناء تلاوة القرآن وتدبره والتعامل معه ، بكافة المشاعر والأحاسيس والانفعالات ، فلا يكون هدف قارىء القرآن مجرد الأجر والثواب فقط فهذا وارد وسيحصل عليه إذا أخلص النية بإذن الله .. كما لا يكون هدفه حشو ذهنه بالعلم والثقافة وزيادة رصيده من العلوم والمعارف لأن الوقوف عند الثقافة وحدها لا يولد عملا ولا التزاماً ولا سلوكا ، كما لا يكون هدفه الرياء ولا يبتغي من تلاوته عرضا من الدنيا أو غير ذلك ..
على قارىء القرآن أن يتلقاه بجميع مشاعره وأن يكون القرآن دليلاً عملياً لحياته في يومه ونهاره .. عليه أن يتلقاه بجميع أجهزة التلقي في جسمه وأن يربط بينها ويحولها إلى برنامج يومي وسلوك عملي وحقائق معاشه ، وأن يكون قدوته في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تقول عائشة رضي الله عنه : ( كان خلقه القرآن ) وكذلك يقتدي بالصحابة رضي الله عنهم الذين يتلقون القرآن تلقيا للتنفيذ فور سماعه .

وعلى قارىء القرآن أن لا يخلط بين الوسائل والغايات ، وأن لا يجعل من الوسائل غايات لأن كل ما يستخدمه أثناء التلاوة لا يعدو أن يكون وسائل توصله إلى غاية واحدة محددة .. فالتلاوة والتدبر والنظر ، وما يحصل عليه من حقائق ومعلومات وتقريرات والاطلاع على التفاسير والحياة مع القرآن لحظات أو ساعات كل هذا لا يجوز أن تكون إلا وسائل لغاية ، فإن وقف عندها واكتفى بها فلن يحيا بالقرآن ولن يعيش معه ولن يدرك كيفية التعامل والتأثر بالقرآن ..

إن الثمار التي يريدها قارىء القرآن لن تكون إلا في تحقيق الغاية التي حددها القرآن الكريم للمؤمن المتدبر .. قال تعالى : { أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين . الله نزل أحسن الحديث كتابا مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله . ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ..} الزمر 22-23

إن الغاية المحددة هنا هي ( الهدى ) باعتبارها وردت خاتمة للآيتين اللتين تحددان كيفية التلاوة وتصفان أحوال الذين يقومون بها وتسجل مظاهر الثاثر والتغير والانفعال عليهم ، ثم تبين الثمرة لهذه التلاوة وتحدد الغاية منها وتدعو المؤمن إلى أن يلحظها ويسعى إلى تحقيقها ..

وهناك آية أخرى تقرر غاية أخرى للتلاوة وهي قوله تعالى { أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } الأنعام 122

الحياة العزيزة الكريمة التي تليق بالمؤمن وتبارك عمره وترفعه وتزكيه ... الحياة التي لا بد أن يجعلها غاية له من تلاوته وثمرة له يجنيها من رحلته فيه ونتيجة عمله يحققها من تعامله مع القرآن . هذه غاية التلاوة وثمرة التعامل مع القرآن ونتيجة التدبر وكل ما سواها وسائل لتحقيقها .

مفاهيم أساسية لمن أراد أن يتأثر بالقرآن
1) أن يحسن نظرته للقرآن وينظر له على أنه كتاب شامل ومنهج حياة متكاملة فإن الزاوية التي ينظر منها والصورة التي يرسمها للقرآن مرتبطة ارتباطاً مباشراً في كيفية التعامل مع القرآن والتأثر به .

2) الإلتفات إلى الأهداف الأساسية للقرآن وعدم الوقوف فقط عند بعض الأهداف الفرعية أو التي لا يريدها القرآن ولا يهدف لها .

والأهداف الرئيسية للقرآن تتمثل في :

أ- الهداية إلى الله تعالى وبيان التوحيد .

ب- بيان الأحكام الشرعية وما يصلح احوال الناس .

ج- إيجاد الشخصية الإسلامية المتكاملة المتوازنة .

د- إيجاد المجتمع الإسلامي القرآني الأصيل .

هـ - قيادة الأمة المسلمة في معركتها مع الجاهلية من حولها

3) الإلتفات إلى المهمة العملية للقرآن : فعندما يعرف الأهداف الأساسيـة للقرآن من خلال قراءة القـرآن فإنه حتمـا سيعرف أن مهمة هذا القرآن ورسالته عملية واقعية .

4) المحافظة على جو النص القرآني وعدم الانشغال بأي شاغل أثناء التلاوة ويحرص على أن يحضر كل أجهزة وأدوات الاستجابة والتأثر والانفعال .

5) الثقة المطلقة بالنص القرآني وإخضاع الواقع المخالف له، فمثلا لو كان واقع بعض المسلمين مخالف لنصوص من القرآن أو يطبقون بعض الأمور بطريقة تخالف النص القرآني فلا نقول ان هذا من القرآن ، وإنما هو من عدم الفهم الصحيح من هؤلاء المسلمين للقرآن .

6) الاعتناء بمعاني القرآن التي عاشها الصحابة عمليا ومحاولة الاقتداء بهم .

7) الشعور بأن الآية موجهة له هو وأن الخطاب يعنيه هو شخصيا .

8) تحرير النصوص القرآنية من قيود الزمان والمكان فهو صالح لكل زمان ومكان وتوجيهاته لكل الناس إلا ما ورد فيـه استثناء أو تخصيص أو تقييد .

9) أن لا يكون هم القارىء كثرة القراءة او الانتهاء منها بأقصر وقت فقط ، فهذا يمنعه من تدبره والتامل فيه .

10) أن يصاحب من يعاونه على هذا الخير ويدله على الصدق ومكارم الأخلاق فإنه له أكبر الأثر في تعميق قراءة القرآن والتأثر به ..قال تعالى:{ وكونوا مع الصادقين}التوبة 119

كلاسيك
14-11-2001, 08:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،





دعوة حارة للمحبة .. لإنارة القلب


_---
· القرآن لمن تدبره :

هتاف حار بالمحبة الإلهية ..
دعوة صريحة إلى بذل كل طيبات الحياة في سبيل الفوز برضا الله ومحبته جل جلاله
تأمل قوله تعالى :
( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها

وتجارة تخشون كسادها ، ومساكن ترضونها :

أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله ، فتربصوا حتى يأتي الله بأمره ) ..
إنها آية صريحة في أن محبة الله هي التاج الذي ينشده المؤمن ..
آية صريحة بأن محبة الله تعالى

_ وتنطوي تحتها محبة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، _
يجب أن تسمو وترتفع في قلوب عباده حتى تتضاءل حيالها قوى المحبة الدنيوية في أعنف صورها ، واشدها لصوقاً بالقلب ..
وهل ألصق بالقلب من محبة الآباء والأبناء والأزواج والعشيرة ،

والأموال والمساكن والتجارة ..؟!
ألا وإن القرآن دعوة مستمرة إلى محبة الله سبحانه ، حتى يشغف القلب بهذه المحبة

* * *
أحبك رباه فوق الهــــــــــوى ...... وقد كنت ربـــــــــــاه والحب كان
أحب بـــــك الخلق يا خالقي ...... وحوشــاً وطيراً وأنساً وجـــــان
أحبّ بك الكـون يا فـاطري ...... سمـاءً وأرضـاً وما تحويــــــــان
**
من العجب العجاب :
كيف لا يمتلئ القلب بمحبة الله سبحانه وهذا إبداعه المذهل في كل مكان ؟
وهذا إحسانه العظيم مع كل نَفَس نتنفسه ؟
وهذا حلمه العجيب علينا وهو يرانا على ما يسخطه ثم هو لا يعاقب ؟
وهذا كرمه الهائل الذي يدير الرأس ،

ونحن نقبل عليه متلطخين فلا يتردد في قبولنا بل هو يفرح بعودتنا إليه ؟
والله ثم والله .. هذا من أعجب الأمور على الإطلاق .. ولكن أكثر الناس لا يفقهون ..
اللهم ارزقنا حبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك .. آمين




***

حين عدّد الإمام ابن القيم في كتابه القيم ( مدارج السالكين )

أسباب تحصيل محبة الله تعالى
ذكر عشرة أسباب وأورد على رأسها جميعاً :
تلاوة القرآن بالتدبر ، والعيش في رحاب آياته ، والتأمل في معانيه
فإن لهذه الجلسة الربانية مع القرآن آثارها على القلب ،
ولاسيما إذا تكررت ودوام عليها الإنسان ، وحرص في كل مرة أن يجمع قلبه ليزداد فهماً
اللهم إنا نسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت ، وإذا سئلت به أعطيت :
أن تجعل القرآن الكريم ربيع صدورنا ، ونور قلوبنا ، وجلاء أحزاننا وهمومنا ..
وأن تجعلنا من المقبلين عليه ، العاملين به ، الداعين إليه .. اللهم آمين .



من مقالات أبو عبدالرحمن