PDA

View Full Version : الأديب الكاتب ، بين الكذب والاحتراف ....وجهة نظر


Albaik
12-11-2001, 06:54 PM
هي فكرة أؤمن بها إلى أن ألمس التغير، وطالما أن الإنسان منا محدود القدرات فلن تتغير هذه الفكرة لدي ، إلا عندما يوجد بيننا أديباً وكاتباً خارقاً بكل المقاييس.
يكتبون الكثير ، صدقا ، وكذباً ، إحساساً ، وكلام ، ويلقون الاتهام هناك وهنا ، ويتخذون المواقف في وطن وعالم ازدحم بالمواقف ، وقد يحرفون التاريخ المحرف أصلاً...
ويظل الكتاب يكتبون ، بصدق ، وبرهافة الأطفال ، بتجارب واقعية نلمسها في بشاشة الكلام وعذوبته وفطرته، ويظل الجميع يحلم بأن أوصل ما يريد إلى من يريد.
وتكون التجربة هي المقياس في كل شي ، فالحب تجربة ، والضياع تجربة ، والظلم تجربة
لتكتبنا التجارب في البدء ....... فنصيراً حباً ونضيع ، ونتعرض للظلم ونبكيه أحرفاً ، ونشاهد امرأة ونكتب عنها ، ولا نكتب عن غيرها ، ويخطفنا فارس رائع فنكتب عنه ، ونعيش الماضي نفسه ونكتب عنه ، هو ما نحن فيه الآن .
إلى أن نصل القمر والنجوم ، ونحن نبقى نحن ....
ويأتي المحترف الكاتب ، ليجمع كل ذلك في إطار واحد ، إذا المحترف القادر على ذلك فقط ، هو الجدير فقط..فتلك مقدرة أيضاً تأتي بالتجربة ليس لأي أحد . فقط أولئك الخارقين .
وقد يجد الكاتب في كتابته متعة قبل كل شيء
وأنا من هذا الصف
وقد يقتات الكاتب من حرفته ، وأنا أحترم هذا الصف
وأحياناً كثيرة يكتب الكاتب للاشيء
أنا ....... لا أحفظ كتابات هذا الصف .
والأهم من ذلك كله أن يستطيع الكاتب رسمك ضمن ذلك الإطار الملموس لكتابته ، فلا تخرج عنه ، فيسجنك ضمن أقفاصه مرة تلو الأخرى فتطير في فضاء رحب بين جنبات لوحته ، فلا تخرج ولكنك تطير .........
أحب هذا الصف ، هو صف محترف بكل المقاييس .
والأمثلة هنا كثيرة ، لكل من خطت يده لوحة جميلة وتحفة فنية رائعة وغنية ، في وقتنا الحاضر الهزيل.
بدءاً من حسين العايد أستاذي في اللغة العربية وصولاً إلى مصطفى صادق الرافعي ( رأي شخصي )
مروراً بكل من مروا وتركوا بصمات جميلة من حنا مينة و أنيس منصور وغسان الشهيد، وجبران الجميل ومي وجمال الدين الأفغاني وفدوى طوقان وسعد الله ونوس ،،،،،، وكتاب كثر بصموا وتركوا أثراً كبيراً لكن للأسف لا تسعفني الذاكرة هنا..
ويبقى اسماً واحدا هو نزار قباني ، الذي يطربني احترافه ، فنه ، إتقانه ، أكثر حتى من كلماته ........( نقطة نظام) فهو الوحيد ( رأي شخصي ) الذي استطاع أن يحبسني في أقفاصه ، وكأنه هو العاشق فعلاً لكل تلك النساء، واحدة واحدة، وهو المشرد أبداً ، وهو الوطن المفقود ، وهو الأم والأب والأخ والأخت ، والسياسي والجندي،والعجوز والشاب،والفقير والغني ، و و و و
ونزار لم يكن كل ذلك أيضاً .
أي احتراف أدبي هذا ...؟؟؟
هل هو كذب جميل ، أبيض كما نسميه ، كيف لي أحب وأنا لم أحب وأن أعلم ما يدور في نفس أنثى وأنا لست كذلك ، كيف لي أن أستطيع أن أحس وأعبر عن أدق التفاصيل لاختلاجات أنثى وأنا لست كذلك ، كيف لي أن أكون مشرداً وأنا لست كذلك ، كيف لي أعرف طعم الجوع وأنا لم أذقه .هل نضبت لدينا الأحاسيس في أماكن كثيرة أم ماذا ؟؟؟
أم هو صدق الاحساس والتجربة ، ونحن نعلم أن الأحاسيس لا تجزأ بل تأتي دفعة واحدة ، وأن التجربة لا يمكن أن تكون يوماً من الأيام مجرد شعور ، هي نتاج سنوات من العمر ، فلو كان ذلك صحيحاً ، فكان على نزار قباني أن يكون عمره آلاف السنين .......
هو كذب الأدباء ، كي يتحفوك كل يوم بجديد ، كم كبيرة هي أحاسيس الإنسان ، فتعطيه عمراً بآلاف السنين،وتعوض النقص الذي يكمن في قدراته ، فتكون قدرة غير عادية ، فقط عند الأدباء الغير عاديين .
الاحتراف في الأدب ، هو كذب الأدباء.
أما الصدق فهو لنا لأننا لا نعرف سواه ....... نحن الصادقين الذين لا نعرف أن نكذب ، فنظل في قفص صغير و ضيق .


وأنا أحب كذب الأدباء ،فكذب الأدباء ، موسيقا الروح الصاخبة أبداً .....في روحي المسالمة ....

ملاحظة : هذا رأي شخصي مطروح

البحاري
12-11-2001, 08:06 PM
موضوعك جميل .. وتفصيلك أجمل

في نظري كل ما يكتب من القلب هو الجميل ذلك أنه من القلب وإلىالقلب .. وعندما يكون صادقا .. فإن نوعا من الانبهار او الاعجاب يجعلك عاجزا عن التعبير ..

أما كذب الأدباء فلا يعجبني .. فعندما أشعر أن ما قرأته غير صحيح .. لا أستطيع إكمال ما قرأت ..

ويبقى كلامك جميلا .. وإن لم نتفق

الرحيل
12-11-2001, 08:09 PM
عزيزي كلمات التقدير والعرفان لاتفيك حقك اقف اجلالا واحتراما لك ولفكرك النقي المرتقي دائما للافظل



:D شكرا لردودك دائما على مانكتب واعتذرلانقطاعي عن الرد لمشاكل واجهتني بالنسخه المعدله من المنتدى ........

بنت الباطن
13-11-2001, 08:19 AM
أكره الضعف والكذب هو الضعف !!

فالضعيف ينتهي به المطاف في ركن

بعيد .. قصي .. في ذاكرة مهملة وعلى بابها لوحة مكتوب

عليها " للرمي إلى أقصى مكان لا يصل اليه حتى طيفي " ..

..أحبّ أن أمشي

..حيث يكون الهواء نقيًّا

..و ممتلئ بالغناء

..أحبّ أن أرسل رأيي

..من جانب لآخر أرض


اقرأ لكتاب من أقصى الشرق لإقصى الغرب

..اختلاف

..في نهجهم

..في ادبهم

..في فكرهم

..حتى محبتهم !

..لكن يبهرني

..كمية الصدق

..وقدرة الكاتب على

..الوصول الى مرماك باقصر الطرق !

لاتهمني جنسية هذا الكاتب ولاعرقه ولا مذهبه ولا لونه اهتم بذات الفكرة

وهناك نقطة احبها وهي ان لايكون قلمه ضحية مدح السلطان فعندما

اجد هذاالكاتب قد وقع في هذاالفخ اعلم جيدا انه مرتزق منافق لذا

لااحترمه ابدا و لاأحترم الأدب الذي يقدمه ، هل قلت أدب ؟؟ اقصد هذا

الارتزاق الذي يشكله !!

عالم ملىء بالمتعة والأثارة هي القراءة والحديث فيها ذو شجون

تحياتي albaik

وعامكم سعيد جميعا :)

خد القمر
13-11-2001, 10:41 AM
Albaik

بداية .. أشكر لك.. الطرح!...


ثم أمر معك الآن أو أحاول المرور من حيث مررت..
مرت بي الجملة التالية!.. في احدى الروايات..
و أظنها تلتصق بما تحاول قوله..

قال البطل.. لجميلته الروائية... حين أرسلت له رواية جديدة ربما تكون بها اقفلت قصتهما معا..

" الحب هو كل ما كان...و الأدب هو كل ما لم يكن"

هكذا دأب أدباء العصر الحالي.. لكني من هنا أعرج على الأدب الخالد.. أيها الجميل..
في مقالة بمجلة العربي أظنها الشهر الماضي.. كان الكاتب يناقش.. أن الأدب الذي لم لامس الواقع ندر أن يخلد..
ساق لذلك مثالا "شكسبير" فمسرحيات شكسبير جاءت تحاول وصف الحياة الإنجليزية و بعض مشاكلها.. و خلدت!..

و أسوق أنا مثلا بعض الذين .. قرأتهم.. كتبوا ليغيروا .. ربما لم تر الواقع واضحا في أدب بعضهم لكنه كان هناك!..

الرافعي... في وحي القلم.. كان الأجمل في ملامسته للقضايا..الخالدة خصوصا.. من مثل الحب.. و الألم..!.. في أوراق الورد.. كان برومانسته العذبة.. لا يصل "للحب المودرن " و لكنه يحلق بك .. و بصدق.. ربما لا زال ملتزما بأن "الأدب هو كل ما لم يكن" .. لكنه حتى في هذه أراد أن يصل بالناس الى حب جميل.. أي كتب ليغير..

كنفاني.. آه كنفاني.. قل لي أن كنفاني. انسلخ ولو ملمترا في كل حرف كتبه عن قضيته!........

جبران الجميل.. و مي زيادة!.. و الشعلة الزرقاء.. هنا ستحس.. قلب الأديب..هو الإنسانية .. بكل صدقها..لا مكان للتزييف.. أو لألوان باهتة..
.. و تلك الشعلة الزرقاء هي ما يجعل الألأديب يعيش أعمارا لم تكتب باسمه.. .. ويزور عوالم لم يكتشفها سواه!..

.. و غيرهم الكثير..
أقتبس هنا قولا أحبه لأديب أردني ..
".. الشعر ..؟إنه ذلك الإنفجار الوردي الذي يحدث دائما في مكان ما .. بين الأصابع و القلب.. الشعر فن.. و الفن دائما محاولة لا تنقطع لتسويق الشفافية في أركان الكون..
الشاعر .. مزيج من الطين و الكلام.. و ضوء القمر..!!" مازن شديد

أما "نزار قباني" ذاك الذي تجول بين النساء حتى جمع من الألوان ما رسم به .. صورته!..

فمع كل الود لرأيك الشخصي.. فأنا لن أفهم أبدا!........ أن أجلس يوما لأقرأ له!.. حقا لن أفعل.. ما الذي حققه نزار.. ما الذي سعى لتغييره...
أي قيم إنسانية.!!..غنى لها!... أود لو أدري.. !! أجد كتاباته.. موسما! لشيء .. من حيث أجلس على خد قمري.. لا أراه!!!!!!!!!!!!

و أنهي..:
"الأديب الخالد الجميل.. هو ذلك الذي يحترف الإنسانية!.."

شكرا لك .. و اعذر اطالتي..!!

Albaik
22-11-2001, 03:15 PM
ورمضان الخير على الجميع
كل عام وأنتم سالمين ..
أشكر لك أيها البحاري ردك ، فمرورك أجمل من كلامي بكثير ،،،،، كما أنت يا رحيل...
ولعلي هنا أركز على عودة بنت الباطن صاحبة القلم المتمكن والأسلوب الركيز ، الأسلوب الذي لا يمكنه الاختباء فهو في ذلك ظاهر للعيان وإن غاب فترة ...فعودة حميدة بنت الباطن ...
يبدو يا عزيزة أن سعي الدؤوب قد أثمر ؟ أليس كذلك ؟
لكن لا تبدديه أبداً ، أنتظرك في مواضيع هنا ....أليس كذلك ؟؟

أعود يا بنت الباطن ،،،،
عزيزتي هو خيط رفيع جدا ، وقبل أن نلمس هذا الخيط علينا أن نميز ما قصدته بالكذب الأدبي ، من يقتاتون من كتابته ليسوا فقط كتاب السلاطين ، هم من يكتبون كل يوم في الجرائد والصحف والمجلات وينشرون قصة ويكتبون قصيدة ليعشوا ويعقدون الأمسيات ، أين يذهب هؤلاء ،، هل يبقون في الشارع ، عزيزتي حتى الشارع صار مكلفاً هذه الأيام .
هل تعرفين الرسامين ؟ كثيراً ما تباع وتشترى لوحاتهم ، بقيمة ما أنا اسميها قيمة العيش ، ذلك يكون سعر القماش والألوان ، كما الورق والحبر ,,,,, كي نعيش . فالإبداع الإنساني لا يباع ولا يشترى .

أما خد ،،،، آه من خد ..
فلدي رغبة شديدة في الشكر ، فما كتبته كان يلح علي بالرد والتوضيح ، وتأخري في ذلك يعزو إلى سبيبن ، أولهما دخول شهر رمضان المبارك وثانيهما، قلة المصادر المتوفرة بين يدي ، وكما ذكرت في أحد المواضيع .كتبتي في البيت وبيتي بعيد .

إذا سأحاول أن أتذكر شيئاً وأبحث في الشبكة أيضاً ولمن شكل هذه الصفحات هناك وهنا كل شكري ، كما لا أخفيك أنني بدأت أشك مع ردك في أنني قد دخلت موضوعاً شائكاً بمجرد وجهة نظر ، لكنني أعود لاشرح ما قلت بالصوت والصورة .
يبدأ نزار قباني في قصيدة اسمها ( تعود شَعري عليك )
تعود شعري الطويل عليكْ
تعودت أرخيه كل مساءٍ
سنابلَ قمحٍ على راحتيكْ
تعودت أتركه يا حبيبي..
كنجمة صيفٍ على كتفيكْ..
فكيفَ تمل صداقة شعري ؟
و شَعري ترعرع بين يديكْ
ثم ينهي آخر المطاف
لأني أحبُّكَ, أصبحتُ أجملْ
و بعثرت شعري على كتفيَّ..
طويلاً..طويلاًكما تتخيَّلْ..
فكيف تملّ سنابلَ شعري؟
و تتركه للخريف و ترحلْ
و كنت تريح الجبين عليه
و تغزله باليدينِ فيُغْزَلْ..
و كيف سأخبر مشطي الحزينْ ؟
إذا جائني عن حنانكَ يسألْ..
أجبني و لو مرةً يا حبيبي
إذا رُحتَ..ماذا بشعري سأفعَلْ ؟
أتساءل كيف عرف نزار هذا الحزن بامرأة تهجر .وأن سيدة تحب تصبح أجمل ؟؟ وكيف أحس بشعور المشط ، وكيف لامس شعرها الجميل وتنفسه فكان شَعر امرأة وليس تصويراً .
من قال أن نزار تجول بين النساء كما ذكر ؟؟؟هل هو شعره ؟ ، إذا هو ما أردت إيصاله .
من قال أن نزار تشرد ؟ شعره ؟ إذا هذا ما أقوله .
من قال أنه كان مضطهدا ً ولاجئاً ؟ شعره ؟؟ إذا فقط في شعره .
نزار كان ديبلوماسياً مرفهاً من الطبقة الوسطى ، ودار العالم كله . ولم يحب إلا واحدة ، هي بلقيس ، ولم يصبح لاجئاً فترة ومنبوذاً فترة إلا بشعره الذي سبق أحداثه .
في المقطع الثاني من قصيدة ( متى سيعلنون وفاة العرب ) يقول
أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
لها برلمانٌ من الياسَمينْ.
وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ.
تنامُ حمائمُها فوق رأسي.
وتبكي مآذنُها في عيوني.
أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري.
ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني.
ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني.
أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ
وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني
وفي المقطع التاسع يقول .
أحاول منذ الطفولةِ
فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ
وأسّستُ أولَ فندقِ حبٍ...بتاريخ كل العربْ...
ليستقبلَ العاشقينْ...
وألغيتُ كل الحروب القديمةِ...
بين الرجال...وبين النساءْ...
وبين الحمامِ...ومَن يذبحون الحمامْ...
وبين الرخام ومن يجرحون بياضَ الرخامْ...
ولكنهم...أغلقوا فندقي...
وقالوا بأن الهوى لايليقُ بماضي العربْ...
وطُهْرِ العربْ...
وإرثِ العربْ...
فيا لَلعجبْ!!
ويكمل في العاشر
أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ؟
أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أمي
وأسبحَ ضد مياه الزمنْ...
وأسرقَ تينا ، ولوزا ، و خوخا،
وأركضَ مثل العصافير خلف السفنْ.
أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ
وكيف سأقضي الإجازةَ بين نُهور العقيقْ...
وبين نُهور اللبنْ...
وحين أفقتُ...اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي
فلا قمرٌ في سماءِ أريحا...
ولا سمكٌ في مياهِ الفُراطْ...
ولا قهوةٌ في عَدَنْ...

وأشياء كثيرة قد لا تحتمل الصفحة ثقلها ، فنسقط وتهوي في المحظور .......
نزار لم يكن منفياً يوماً إلا بقصائده التي صور نفسه فيها كذلك ، نفي نزار في قصائده قبل أن ينفى فعلاً في إحدى الأيام . وكان أجمل منفي ، لم يذق التشرد أبداً إلا في قصائده ، ولا حتى طعم الجوع .ولم يكن يعرف كل هذا الكم من البشر ، كان كل ذلك في قصائده .
أولم يكتب خبز وحشيش وقمر ليغير شيئاً أيتها الجميلة . الأدب هو كل ما لم يكن صحيح .ولا يوجد أدب لم يلامس الواقع ، فالواقع موجود ، بدءً من أرواحنا التي تلامس النجوم في توقها وثورتها وتبني بيتاً على القمر وتأخذ من السماء غطاءً ، وصولاً ،،،،، صعوداً إلى الوطن الموجود دوماً ، مروراً بغرائزنا ، ومشاعرنا وأفراحنا وأحزاننا ، وفلسفتنا ، كلها واقع والأدب لم يخرج عنها قط. فقط هو الإتقان والإحتراف .
أما "نزار قباني " ذاك الذي تجول بين النساء حتى جمع من الألوان ما رسم به .. صورته ؟؟؟؟!!! ......
لست أدري إن قرأته أم لا ، وأنا أشك في كاتبة بمستواك أن تكون غير قارئة له ، ولو بسماع أغنية دون رغبة مع سبق الإصرار والترصد. أو حتى بمرور فضولي لأي صبية سمعت عن شاعر المرأة .
إن أي رجل يقرأ العربية ويفهمها ويقرأ نزار سيرى أنه يمس شيء منه ، رجولته ، نزقه ، غريزته ، ، حبيبته ، أهله ، وطنه ، والكثير الآخر. ولن يأتي يوماً ينكر أي رجل من هؤلاء ما قاله نزار لانه الواقع الذي لم ننفك عنه أبداً والذي نعيشه متكتمين بألم مرة وببوح صارخ مرة أخرى ، هنا يأتي الفكر ولا يستطيع أي ناقد أن يقول أن هذا لا يحصل ولن يحصل ،بدءا من خيانة العشيقة والعشيق ، وصولاً لخيانة الوطن ، مروراً بما يختلج في نفوسنا ، والله فقط يعلم ما تخفى الصدور .
كل ما قاله نزار في كل شعره يحصل ، والمفارقة أنه لم يتعرض لنصف ما قال . ( هذا رأيي ) هو الإبداع ..الشمولية .

نعم عزيزتي . لا لم ينسلخ كنفاني عن قضيته فكان جديراً بالاحترام ، جديراً بالحب ، صدقه يدميني ، لكني لا يطربني كما نزار ، فقط يبكيني ... حتى التلال التي صورها كانت خضراء حزينة ، لانها كذلك ، وحتى تلك المعاناة كانت شاحبة مظلمة ، عميقة كما هي الآن لانه أحس فيها وتكلم عنها بصدق صورته ترقص أحياناً بخجل ، كخجل الجميلات ، نعم هو بحق رائع
بعض الكتاب قد ( وأصر على هذه الكلمة ) يكذبون أدبياً فتجدين لوحة رائعة ، هل نسينا سليمان العيسى ( فلسطين داري ودرب انتصاري ) هل عاش معاناة الفلسطينين ؟، لا لكنها كانت رائعة ، مع كتب الأطفال ، محفورة هنا في الذاكرة .
و جبران الجميل الذي هاجر ، كم كان صادقاً في أجنحته المتكسرة وفي حبه لمي ولماري التي استقبلته وتبنته فصار وصافاً دقيقاً ، إنساناً .لكنه لم يكن نبياً قط فأبدع ، لم يكن من تلك العشيرة ، كان كلها .

........... و الفن دائما محاولة لا تنقطع لتسويق الشفافية في أركان الكون.. الشاعر .. مزيج من الطين و الكلام.. و ضوء القمر ، الله ما أجمل الصورة . وكما ترين يا عزيزتي لم ينسى القمر ، ليدخل بين القلم والقلب ، إذا لا بد من أن تدخل الخيالات ، كل الخيالات في هذا الفن . فيتشكل الإبداع

هو ليس دفاعاً عن نزار ، ولا عن وجهة نظري ، فنحن في الجوهر متفقان ، وأنا جد سعيد بذلك .
لكنني قد أسهبت كثيراً في الشرح لأنني مطمئن من أن كلامي سيبقى كما هو وجهة نظر ....
كما أنني أخذت كامل احتياطاتي في بداية الموضوع من أن ذلك يبقى وجهة نظر ، مع أنني مطمئن ضمناً بأن من قرأ الموضوع ورد عليه متفق معي بشيء ما في مكان ما وهذا يفرحني
لابد وأننا نلتقي في نقاط كثيرة
والاديب الخالد ، هو ذلك الذي يحترف الإنسانية.
وهذا المرة أنت من أطلب أن يعذر إطالتي
مع شكري الجزيل لك ولمن قرأني هنا .......


ملاحظة ، مقاطع نزار من nizar.net

بنت الباطن
24-11-2001, 09:37 PM
Albaik

نعم ياعزيزي فسعيكم له مكانته وهاأنا أستمر !

هذه الأبيات ايقاعها مرتب قلب يتنفس ... ليست لنزار !!

ما تفعلين هنا ؟

فالشاعر المشهور ليس أنا

لكنني ...

بتوتري العصبي أشبهه

وغريزة البدويّ أشبهه

وتطرفي الفكري أشبهه

وبحزني الأزلي أشبهه

هل تسمعين صهيل أحزاني ؟

ما تبتغين لديّ سيدتي ؟

فالشاعر الأصلي ليس أنا

بل واحد ثاني

يا من تفتش في حقيبتها

عن شاعرٍ غرقت مراكبه

لن تعثري أبداً عليّ بأي عنوان

شبحٌ أنا … بالعين ليس يُرى

لغةٌ أنا من غير أَحْرُفها

ملك أنا … من غير مملكة

وطنٌ أنا

من غير أبواب وحيطان

يا غابتي الخضراء يؤسفني

أنْ جئتِ بعد رحيل نيسان

أعشاب صدري الآن يابسة

وسنابلي انكسرت ..

وأغصاني

لا نار في بيتي لأوقدها

فليرحم الرحمن نيراني

لا تحرجيني .. يا بنفسجتي

أشجار لوزك لا وصول لها

وثمار خوخك .. فوق إمكاني

لم يبق عندي ما أقدّمه

للحب

غير صهيل أحزاني

أغزالة بالباب واقفة ؟

من بعدما ودّعت غزلاني

ماذا تُرى أهدي لزائرتي ؟

شعري القديم ؟

نسيتُ قائله

ونسيتُ كاتبه

ونسيتُ نسياني

هل هذه الكلمات شغل يدي ؟

إني أشكّ بكل ما حولي

بدفاتري

بأصابعي

بنزيف ألواني

هل هذه اللوحات من عملي ؟

أم أنها لمصوّرٍ ثاني

يا طفلةً . . جاءت تُذَكِّرني

بمواسم النعناع والماءِ

ماذا سأكتبُ فوق دفترها ؟

ما عدتُ أذكرُ شكل إمضائي !!

لا تبحثي عني .. فلن تَجدِي

مني ..

سوى أجزاء أجزائي

يا قطتي القزحيّة العينين

لا أحد

في شارع الأحزان يعرفني

لا مركب في البحر يحملني

لا عطر مهما كان يسكرني

لا ركبة شقراء .. أو سمراء تدهشني

لا حبّ

يدخل مثل سكينٍ بشرياني

بالأمس .. كان الحب تسليتي

فالنهد .. أرسمه سفرجلةً

والعطر أمضغه بأسناني

بالأمس كنتُ مقاتلاً شرساً

فالأرض أحملها على كتفي

والشعر أكتبه بأجفاني

واليوم لا سيف ولا فرس

سقطت على نهديك أوسمتي

وملاحمي الكبرى وتيجاني

عن أي شيء تبحثين هنا ؟

فالشاعر المشهور ليس أنا

بل واحد ثاني

مقهى الهوى فرغت مقاعده

حولي

وما أكملتُ فنجاني

عندما لا تجيئين

أزعم أنك جئت ... ولم تجديني!

أقول:

غداً،

سأذوب بقهوتها

وأعوج على فمها

وأقول لها: سامحيني

وأبحث في النّحو عن سببٍ لأبّرر أمرين

مختلفين كأن:

لا تجيئي

وأحسب أنّك جئت .. ولم تجديني!


(( محمد الصغير أحمد )) --- تونس

Albaik
25-11-2001, 12:01 PM
أشكر فيك بنت الباطن روحك الجميلة ، فبها جعلت صباحي اليوم حلواً
يرقص ككلمات شاعرك الجميل

ملك أنا … من غير مملكة

وطنٌ أنا

من غير أبواب وحيطان

سعيد بعودتك . تشرفنا .