PDA

View Full Version : حمار الخواجه " بوش " ، في عَقَبة جبال " الهندوكوش " .. !


مسلم*
11-11-2001, 07:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

ها قد أتت أمريكا ..


بقضّها و قضيضها .. جاءت جالبة معها خيلها و رجلها .. و كل ما استطاعت حشده في معركتها ضد

إرهاب " أسامة بن لادن " و الـذي افتضّ بكارة أمريكا - كما زعمت - بتدمير أكبر شريانين يغذيان اقتصاد

أمريكا .. رغم انقطاع هذا الإنسان عن العالم بأسره في كهوف جبال " الهندوكوش " .. !


ها قد أتت أمريكا ..


يحدوها خيال ساذج يقتات على أطياف ذلك البطل الأسطوري " رامبو " .. البطل الذي لا تنفد ذخيرة رشاشه

.. و لا يُـصاب برصاص و قذائف الأعداء .. فيقتحم المهالك بكل بطولة و فدائية .. لينتزع الرهينة من بين

أنياب العدو .. و ينهي مهمته بنجاح .. ثم تضج صالة العرض بتصفيق الجماهير الحارّ .. !


ها قد أتت أمريكا ..


و قد تزاحم بالمناكب أناس أسماؤهم : " أحمد " و " سعد " و " سامي " على شاشات الفضائيات .. لِـيُدْلوا

بتحليلاتٍ يقْـصُـر دونها باع المخابرات الأمريكية و وسائل الإعلام الصهيونية .. التي لم تألُ جهداً في

محاولة توريط الإسلام و المسلمين بتلك التفجيرات .. !


ها قد أتت أمريكا ..


تظلّلها فتوى شرعية بـ " وجوب " الإنضواء تحت راية أمريكا في محاربتها للإرهاب .. تفتّقت عنها ذهنية

غريبة قوامها : علم شرعي .. ممزوج بغياب تام عن واقع الإسلام و المسلمين .. !


ها قد أتت أمريكا ..


و قد تأبّطت صواريخ " كروز " .. و طائرات " الشبح " .. و الـ " بي 52 " .. و " الآباتشي " .. للقيام

بنزهة جوية تدمّر خلالها الأهداف المنشودة .. و تدكّ معاقل الإرهاب .. في عملية سهلة .. أو كما يُطلق

على سهولتها في رطانة العلوج : " Peace Of Cake " .. !


ثم ماذا بعد .. ؟


ها نحن و قد تصرّم شهر .. و نحن على أعتاب شهر آخر .. و الأهداف لم تتحقق .. و التصريحات تتناقض

.. و الأقوال تتخبّط .. بل و توّج هذه التصريحات وزير الدفاع الأمريكي " رامسفيلد " بقوله : " لقد ثبت لدينا

أن طالبان عدوّ ليس بالسهل " .. !


فأحسن بحالك لو خرست *** و أحسن بنا لو رُزقنا الصمم !


هكذا .. يصرّح " رامسفيلد " الوزير الأخرق .. و لكن .. من شابه سيده فما ظلم .. !


فإن سيده " بوش " .. ذاك المسكين الذي " يداه أوكتا و فوه نفخ " .. فطفق يهذي .. و يخبط خبط عشواء

في تصريحات لا تدل إلا على حماقته .. و رعونته السياسية .. و لكنه يُعذر .. فهو في حالة يرثى لها ..

لأنه فقد اتزانه كما فقد برجا التجارة اتزانهما قبيل الإنهيار .. و الذي هو مقدمة بإذن الله تعالى لـ " الإنهيار

الكبير " .. !


نعود إلى هذا الوزير الأخرق " رامسفيلد " الذي لو أوتي حظاً من الحنكة السياسية - و أنّى له ذلك و هذه

تصريحاته ! - لتجرّع غصص الحقيقة المرّة .. و ابتلع هذا التصريح حفظاً لماء وجهه .. و ماء وجه سيده

" بوش " .. و جيشه الأسطوري الذي لا يُقهر .. و لـَكان السكوت خير له لما في ذلك من تثبيطٍ لهمم جنده

.. و رفعٍ لمعنويات أعدائه .. و لكنها شمس الحقيقة التي تأبى أن تحجبها أكفّ أمريكا العارية :


شهد الأنام بفضله حتى العدا *** و الفضل ما شهدت به الأعداء


و لا تنقضي سخريتنا ما دمنا في سياق الطرائف المضحكة .. حينما رأينا تلك المسرحية التي أبان مخرجها

عن درجة من الحمق لا تُجارى .. فأظهر في الفيلم الذي وزّعته قناة الـ " سي أن أن " لقطات لقوات

كوماندوز أمريكية في إنزال ليلي بالقرب من مدينة " قندهار " في محاولة للهجوم على منزل الملا " محمد

عمر " .. و إذا بالجنود يَـعْـدون من بين أحراش شجر " الصنوبر " .. !


أشجار الصنوبر في أفغانستان .. ؟ ما أجهلك أيها المخرج بالجغرافيا الطبيعية .. !


لعل الملا محمد عمر كان يعشق هذا النوع من الشجر .. فأراد تزيين مدينته به .. فجلب بطائرته الخاصة

شجيرات الصنوبر مع تربتها من أحراش " سياتل " في شمال أمريكا .. و لكنه لم يكن يتوقع أن يخونه هذا

الشجر و يكون ملاذاً .. يتمترس به الكوماندوز الأمريكان في قندهار .. !


أما التصريح الذي لا يقل إضحاكاً عن هذه المسرحية .. فهو الذي صدر على لسان أحد ممثلي وزارة الدفاع

الأمريكية حول الصور التي نشرتها قناة " الجزيرة " لإطارات الطائرة التي أسقطها المجاهدون .. فقال : إن

الإطارات قد سقطت بالفعل و لكن الطائرة وصلت إلى قواعدها بسلام .. ! و لم يشرح لنا كيف هذا " الوصول

بالسلام " رغم فقدان تلك الطائرة لإطاراتها :


و هبك تقول هذا الصبح ليل *** أيعمى العالمون عن الضياء !


أما " الجمرة الخبيثة " .. فلها قصة أخرى لن تخرج عن سياقنا الكوميدي .. فبعد أكثر من أسبوع من ورود

تلك الرسائل " الأنثراكسية " إلى مختلف المراكز الإعلامية .. صرحت إدارة بوش قائلة : لا نستطيع الجزم

بأن وراء هذا العمل نوايا إرهابية .. !


يا ليت شعري .. ما الإرهاب إن لم تكن تلك الرسائل المحملة بالحرب الجرثومية إرهاباً .. !


نعم .. لهم العذر .. ربما لأن تلك الرسائل الجرثومية عند تعريضها للمجهر الألكتروني لم تُظهر آيات قرآنية

.. أو أحاديث نبوية شريفة .. لأن الإرهاب لا يلتصق في مفهوم أمريكا إلا بالدين الإسلامي فقط .. !


خلاصة القول ..


إن هذه التخبّطات في التصريحات تدلّ دلالة قاطعة على ما تتعرّض إليه أمريكا من حرج بالغ في هذه الحرب

التي أعلنتها بدون إبداء أي أدلة كافية تبرّر هذا العدوان اللاإنساني على شعب أعزل لا ناقة له و لا جمل بما

حصل في نيويوك و واشنطن ، و لكن الغطرسة و الغرور و الروح الصليبية المتجذّرة في الإدارة الأمريكية و

التي ظهرت في بعض فلتات التصريحات الخرقاء لبوش ، قد أعمت أعين الإدارة الأمريكية عن تقدير قوة

خصمها العنيد .. الذي يحرص على الموت .. كما يحرص الأمريكان على الحياة . و لو أعمل بوش و

حاشيته شيئاً من التفكير المنطقي و الإستعانة بخبرات السابقين ، لما انطبق على الجيش الأمريكي في

أفغانستان الآن ، المثل العربي القائل : " حمار الشيخ في العقبة " ، فلا هو يستطيع إكمال الطريق المرتفع

.. و لا هو الذي سلم من لهيب سياط الشيخ .. !


فالواضح من المعطيات المتوفرة أن أمريكا دخلت الحرب بدون تصوّر كافٍ لعناصر المعركة ، كطبيعة

الأرض ، و المسرح العسكري ، ولا أدل على ذلك من تناقض التصريحات التي تتعلق بالحرب البرية التي

تخشاها كثيرا ، و كذلك موقفها مما يسمى بتحالف الشمال الذي يتسم بالتذبذب و عدم الوضوح ، لأن هذا

التحالف متقلّب الولاءات و لا يمكن التعويل عليه بشكل استراتيجي في الحرب ، لا سيما إذا علمنا أن

التحالف ذو هوى " روسي " ، و الصراع بين روسيا و أمريكا في هذه المنطقة لا يخفى على أحد .


و الأهم من هذا كله ، إن كانت أمريكا تحارب على جبهة صعبة للغاية في أفغانستان ، فإن التهديد الداخلي

أكثر خطورة من الحروب الخارجية ، و هو الأمر الذي سينطوي على كشف هوية الفاعل الحقيقي ، الذي ما

زال يصول و يجول في أمريكا برسائله الجرثومية ..


و حينها سينجلي الغبار ..


و يظهر فرسٌ تحت الخواجه " بوش " أم حمار .. !


اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في أفغانستان .. و دمّر أعداء دينك من اليهود و الأمريكان .. اللهم آمين

.. اللهم آمين .

بقلم/ الحمداني - الساحة العربية

جاء في تعليق للكاتب نفسه على الموضوع:

تنبيه : حصل خطأ في رطانة العلوج في كلمة : Peace و الصحيح : Piece .. !

اللهم زدنا بها جهلا .. !