الحروب الصليبية .. والحقد الصليبي

[الطارق]

قامت الحملات الصليبية وبعد خطاب البابا أربان الثاني في مجمع
كلرمونت سنة 1095 م ، وبعد نداءات ملوك بيزنطة بعد هزيمتهم من السلاجقة في ملاذ كرد !
كان الدافع الظاهر لتلك الحملات كما ادعوا هو تخليص قبر المسيح عليه السلام من الكفار المسلمين ! ولكن الحافز الحقيقي لتلك الحملات هي طمع النبلاء في تأسيس الإمارات ، وطمع بعض المدن الإيطالية في توسيع نطاق تجارتها إلى الشرق ، ورغبة بعض القوميات كالنورمان في توسيع ممتلكاتهم على حساب المسلمين والبيزنطيين أيضا ! وحب المغامرة والبحث عن الفرص في مناطق أخرى من الشرق لدي عامة المشاركين في هذه الحملة ، هذا بالإضافة لدافع الديني !
وقد قسم المؤرخون تلك الحملات بتسع حملات قام بها ملوك وأمراء أوروبا ضد المسلمون ! وكان أول تلك الحملات الحملة الأولى ( 1095- 1099 ) والتي سيطر فيها الصليبيون على بيت المقدس في سنة 1099 م وقتلوا جميع من فيها دون تمييز أو كما قال أحد مؤرخيهم ( وليم رئيس أساقفة صور ) في تلك الفترة " ولقد كانت المجزرة التي اقترفت في كل المدينة مخيفة جدا ، وكان سفك الدماء رهيبا جدا لدرجة عاني فيها حتى المنتصرون من أحاسيس الرعب والاشمئزاز " و قال : " وعلم القادة الآخرون ، بعد أن كانوا قد قتلوا من واجهوا في الأجزاء المختلفة من المدينة ، أن الكثيرين قد هربوا للالتجاء إلى الأروقة المقدسة للهيكل ( المسجد الأقصى ) ولذلك اندفعوا بالإجماع إلى هناك ، ودخلت مجموعة كبيرة من الفرسان والرجالة قتلت جميع الذين كانوا قد التجأوا إلى هناك ، ولم تُظهر أية شفقة لأي واحد منهم ، وغمر المكان كله بدم الضحايا ….. وبات من المحال النظر إلى الأعداد الكبيرة للمقتولين دون هلع فقد انتشرت أشلاء الجثث البشرية في كل مكان ، وكانت الأرض ذاتها مغطاة بدم القتلى ، ولم يكن مشهد الجثث التي فصلت الرؤوس عنها والأضلاع المبتورة المتناثرة في جميع الاتجاهات هو وحده الذي أثار الرعب في كل من نظر إليها ، فقد كان الأرهب من ذلك هو النظر إلى المنتصرين أنفسهم وهم ملطخون بالدم من رؤوسهم إلى أقدامهم .
إنه منظر مشؤوم جلب الرعب لجميع من واجهوهم ، ويروى أنه هلك داخل حرم الهيكل ( المسجد الأقصى ) فقط قرابة عشرة آلاف من الكفرة ( المسلمون ) بالإضافة إلى القتلى المطروحين في كل مكان من المدينة في الشوارع والساحات حيث قدر عددهم أنه كان مساويا لعدد القتلى داخل حرم الهيكل …
وطاف بقية الجنود خلال المدينة بحثا عن التعساء الباقين على قيد الحياة ، والذين يمكن أن يكونوا مختبئين في مداخل ضيقة وطرق فرعية للنجاة من الموت ، وسحب هؤلاء على مرأى الجميع وذبحوا كالأغنام ، وتشكل البعض في زمر واقتحموا المنازل حيث قبضوا على أرباب الأسر وزوجاتهم وأطفالهم وجميع أسرهم ، وقتلت هذه الضحايا أو قذفت من مكان مرتفع حيث هلكت بشكل مأساوي ، وأدعى كل واحد من المغيرين ملكية دائمة للمنزل الذي كان قد اقتحمه … " .

وبمثل هذه الجرائم البشعة استولى الصليبين على كثير من بلاد الشام وأقاموا إماراتهم ومملكة بيت المقدس .

الحملة الصليبية الثانية : ( 1147 – 1179 م ) وكانت بسبب تحرير عماد الدين زنكي لأمارة الرها التي استولى على الصليبيين من قبل ، وقد قام ملك ألمانيا كنراد الثالث وملك فرنسا لويس السابع بهذه الحملة التي فشلت في إحراز أي نصر .

الحملة الصليبية الثالثة : ( 1189 – 1192 م ) لقد أدى انتصار وتوحيد نور الدين زنكي لجميع الجبهات الموجهة للصليبين بسيطرته على مصر ( 1171 م ) والقضاء على الفاطميين إلا ميل كفة الغلبة لصالح المسلمين ، وتمكن صلاح الدين تابع نور الدين أن يعيد من وحدة هذه الجبهات بعد وفاة نور الدين ويضم الشام إلا مصر لحكمة وينتصر على الصليبين في المعركة الحاسمة في حطين سنة 1187 م . وأن يحرر القدس في تلك السنة ..
يقول ابن كثير في كتابه البداية والنهاية بعد حصار السلمين للقدس بقيادة صلاح الدين : (فلما شاهد الفرنج ذلك الحادث الفظيع والخطب المؤلم الوجيع قصد أكابرهم السلطان وتشفعوا إليه أن يعطيهم الأمان فامتنع من ذلك وقال لا افتحها إلا عنوة كما افتتحتموها أنتم عنوة ولا أترك بها أحدا من النصارى إلا قتلته كما قتلتم أنتم من كان بها من المسلمين فطلب صاحبها بالبان بن بازران الأمان ليحضر عنده فأمنه فلما حضر ترقق للسلطان وذل ذلا عظيما وتشفع إليه بكل ما أمكنه فلم يجبه إلى الأمان لهم فقالوا إن لم تعطنا الأمان رجعنا فقتلنا كل أسير بأيدينا وكانوا قريبا من أربعة آلاف وقتلنا ذرارينا وأولادنا ونساءنا وخربنا الدور والأماكن الحسنة وأحرقنا المتاع وأتلفنا ما بأيدينا من الأموال وهدمنا قبة الصخرة وحرقنا ما نقدر عليه ولا نبقي ممكنا في إتلاف ما نقدر عليه وبعد ذلك نخرج فنقاتل قتال الموت ولا خير في حياتنا بعد ذلك فلا يقتل واحد منا حتى يقتل أعدادا منكم فماذا ترتجي بعد هذا من الخير فلما سمع السلطان ذلك أجاب إلى الصلح وأناب على أن يبذل كل رجل منهم عن نفسه عشرة دنانير وعن المرأة خمسة دنانير وعن كل صغير وصغيرة
دينارين ومن عجز عن ذلك كان أسيرا للمسلمين وأن تكون الغلات والأسلحة والدور للمسلمين وأنهم يتحولون منها إلى مأمنهم
وهي مدينة صور فكتب الصلح بذلك وأن من لم يبذل ما شرط عليه إلى أربعين يوما فهو أسير فكان جملة من أسر بهذا الشرط ستة عشر ألف أسير من رجال ونساء وولدان ودخل السلطان والمسلمون البلد يوم الجمعة قبل وقت الصلاة بقليل وذلك يوم السابع والعشرين من رجب قال العماد وهي ليلة الإسراء برسول الله ص من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى قال أبو شامة وهو أحد الأقوال في الإسراء ولم يتفق للمسلمين صلاة الجمعة يومئذ خلافا لمن زعم أنها أقيمت يومئذ وأن السلطان خطب بنفسه بالسواد والصحيح أن الجمعة لم يتمكنوا من إقامتها يومئذ لضيق الوقت وإنما اقيمت في الجمعة المقبلة وكان الخطيب محي الدين بن محمد بن علي القرشي ابن الزكي كما سيأتي قريبا ولكن نظفوا المسجد الأقصى مما كان فيه من الصلبان والرهبان والخنازير وخربت دور الداوية وكانوا قد بنوها غربي المحراب الكبير واتخذوا المحراب مشتا لعنهم الله فنظف من ذلك كله واعيد إلى ما كان عليه في الأيام الإسلامية وغسلت الصخرة بالماء الطاهر وأعيد غسلها بماء الورد والمسك الفاخر وابرزت للناظرين وقد كانت مستورة مخبوءة عن الزائرين ووضع الصليب عن قبتها وعادت إلى حرمتها وقد كان الفرنج
قلعوا منها قطعا فباعوها من أهل البحور الجوانية بزنتها ذهبا فتعذر استعادة ما قطع منها ثم قبض من الفرنج ما كانوا بذلوه عن أنفسهم من الأموال وأطلق السلطان خلقا منهم بنات الملوك بمن معهن من النساء والصبيان والرجال ووقعت المسامحة في كثير منهم وشفع في أناس كثير فعفا عنهم وفرق السلطان جميع ما قبض منهم من الذهب في العسكر ولم يأخذ منه شيئا مما يقتني ويدخر وكان رحمه الله حليما كريما مقداما شجاعا رحيما ) .

فأنظر إلى الفرق الكبير بين استيلاء الصليبين وأعمال المجازر التي ارتكبوها وبين تسامح المسلمين وصلاح الدين مع هؤلاء !

وهكذا وبعد هذا الإنتصار العظيم اجتماع ملوك الكفر في أوروبا ليبدءوا حملتهم الصليبية الجديدة والتي كانت بقيادة فريدريك الأول المعروف بربروسا ملك ألمانيا وريتشرد قلب الأسد ملك انجلترا وفيليب الثاني ملك فرنسا ..
ولم تؤدي هذه الحملة إلا الاستيلاء على عكا بعد حصار دام سنتين وقتل جميع من فيها من أسرى !
والاستيلاء على بعض المدن الساحلية وبقت القدس بيد المسلمين مع عقد هدنة بين صلاح الدين وريتشارد سمح فيها للصليبيين بإن يفدوا للقدس للحج دون ان يتعرضوا للأذى ..

الحملة الرابعة ( 1202- 1204 ) واكتوى بها البيزنطيون والمجريون واقتحموا فيه مع البنادقة القسطنطينية ونهبوها واقتسموا غنائمها ! وأسسوا فيها الإمبراطورية اللاتينية !

الحملة الصليبية الخامسة : ( 1217-1221 ) ودعا إليها البابا انوسنت الثالث وكان هدفها الاستيلاء على مصر ! فستولى الصليبيون على دمياط ولكن لم يلبثوا أن أخلوها وانتهت الحملة بالفشل ..

الحملة الصليبية السادسة الإمبراطور فريدريك الثاني ملك ألمانيا وعقدت معاهدة بينة وبين الملك الكامل سلطان مصر في سنة 1229 م وكان من شروطها التخلي عن الناصرة وبيت لحم والقدس للصليبيين ومنحهم ممر بين القدس والساحل يسلكه الحجاج المسيحيون ! وذهب فريدريك إلى القدس وتوج رأسة سنة 1229م .
لكنه لم يكد يرجع إلا بلاده حتى انتصر المماليك على الصليبيين بغزة واستعادوا بيت المقدس
وكان هذا سببا في أن يدعوا البابا انوسنت لحملة صليبية جديدة .

الحملة الصليبية السابعة : ( 1248 – 1245 ) وكانت بقيادة الملك لويس التاسع ملك فرنسا .
وقد تمكن لويس من الاستيلاء على دمياط بلا قتال ! فارتد المصريون إلا المنصورة حيث حاصرهم لويس .. وكان ملك مصر الملك الصالح نجم الدين أيوب سلطان مصر قد توفي فقامت امرأته بالأمر حتى انتصر الأيوبيين بشجاعة المماليك واسر الملك لويس التاسع ولم يطلق إلا بفدية كبيرة.

الحملة الصليبية الثامنة : ( 1270 ) وقادها أيضا لويس فأغار على تونس .. ولكن وفاته حالت دون استمرارها ..

الحملة الصليبية التاسعة : ( 1271- 1272 م ) وقادها الأمير إدوارد الأول ( ملك انجلترا فيما بعد ) وكان نصيبها الفشل أيضا …
وقد تمكن المماليك من طرد الصليبيين من أخر معقل لهم وهو عكا في سنة 1291 م .. أي بعد حروب ومعارك دامت ما يقارب القرنين ، تعرض فيها عالمنا الإسلامي لهذه الغزوات الصليبية الإجرامية الحاقدة والتي أدعي أنها لم تكن إلا المرحلة الأولى من تلك الحملات !

[الطارق]

سؤال يتبادر إلا الذهن بعد ذكر كل هذه الحملات ! بل وفي وقتنا هذا بالذات !!
هل انتهت هذه الحملات الصليبية !؟

والإجابة واضحة جدا ومن التاريخ الممتد منذ انتهاء تلك الحرب وحتى زماننا هذا !

لم تكن حروب الجيوش الكاثوليك والتي تضم ملوك قشتالة وليون ونبرة وأرغون إلا حملات صليبية لطرد المسلمين من الأندلس وكان يرعها البابا نفسه مع دعم جيوش أجنبية أخرى من الغرب !

ولم تكن محاكم التفتيش التي قام بها الأسبان بعد سيطرتهم على الأندلس إلا مثال على جرائم الصليبيين وحقدهم الأسود !
فرغم العهود التي أقامها أبو عبد الله الصغير ملك غرناطة لتسليم غرناطة مع الزوجين إيزبيلا ملكة قشتالة وفرناندو ملك أرغون ، من تأمين المسلمين واعطاءهم حقوقهم الدينية إلا أن هذا لم يطبق أبدا فقد أرغم المسلمون على اعتناق الكاثوليكية كرها فإن لم يعتنق هذا المذهب فمصيره القتل حرقا .. وبدأت محاكم التفتيش لتأكد من تنصر هؤلاء .. ثم بعد ذلك بقرن وربع القرن طرد المسلمون جميعا مع أن أصول الكثير منهم يعود إلا الأندلس !!

بل أن البرتغاليين واصلوا حروبهم على العرب والمسلمين بعد اكتشافهم رأس الرجاء الصالح في القرن السادس عشر اليلادي ومعرفتهم لطريق الهند فقاموا بعدة حملات صليبية ..
فلم تكن حملات الاكتشافات التي قام بها البرتغاليين والأسبان إلا لتطويق العالم الإسلامي ومحاربة من الخلف ، وكانت جميع هذه الاكتشافات بمباركة البابا وتخطيطه ، فقدأرسل البابا نيقولا الخامس إلا ملك البرتغال مرسوما بابويا في سنة 1454م يتضمن خطة أسماها خطة الهند ، تقوم على إعداد حملة صليبية نهائية ، تشنها أوروبا الكاثوليكية للقضاء على الإسلام بعد ان تحقق كشوف البرتغاليين أهدافها ويطوقون العالم الإسلامي ..
وقد تم للغرب الصليبي النجاح في اكتشاف رأس الرجاء الصالح عن طريق رحلة فاسكودي غاما ..
وقد ألقى فاسكودي غاما القبض على سفينة غير مسلحة قادمة من مكة فقام بإحراقها بعد أن أفرغ بضائعها ومنع العرب من الخروج منها بعد الحرق !
بل وقد قال وبعد وصوله إلى كاليكوت : " الآن طوقنا رقبة الإسلام ، ولم يبقى إلا جذب الحبل فيختنق " .
وكان ألفونسو البوكرك الذي خلف دوغاما في أمارة الأسطول البرتغالي لا يقل عن سلفه كرها وحقدا على العرب والمسلمين .. فعندما سيطر على غوا قتل كل من فيها من العرب وبعث لمولاه قال أنه " حيثما أمكنه العثور على عربي كان إفلاته من يده من المحال ، وأنه كان يملأ بهم المساجد ويضرم فيهم النار " !
فعندما سيطر البرتغاليون على ملقا أقاموا حصنا برتغاليا بحجارة انتزعوها من القبور الإسلامية ثم أقدموا على إعدام دفعات متتالية من الأهالي ..

وكانت هذه سياسة البرتغاليين طوال تلك الفترة وهي محاربة العرب والمسلمين وطردهم من المناطق التي يسيطر على البرتغاليين وتدميرهم للتجارة العربية في المحيط الهندي وقد تحقق لهم ذلك بعد معركة ديو وتأكدت سيطرة الصليبيين على البحار وذلك في سنة 1509 م ..

ولكي نضرب مثلا على الحقد الصليبي البرتغالي نذكر فقط ما قام به البرتغاليين في مسقط فبعد أن دمر البرتغاليون تلك المدينة قاموا بأسر جميع سكانها ولما لم تسع سفن البرتغاليين لأسرهم قاموا بجدع أنوف أسراهم وصلموا آذانهم ! وكانت جميع هذه الأعمال بمباركة البابا !

بل بلغ الحقد الصليبي لدي البرتغاليين والإسبانيين والفرنسيين وهي الدول التي تتبع الكنيسة الكاثولوكية التحالف مع أثيوبيا المسيحية لسيطرة على عصب ومصوع في أرتيريا على أمل غزو الحجاز و محاولة هدم قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وغزو الحجاز ، وقام البرتغاليين بحملة دخلت إلى البحر الأحمر ووصلت إلا ينبع ، وتحطمت إثر عاصفة هوجاء ..
ولم تكن سياسة أسباني بأبعد من سياسة البرتغال فقد كانت أحد حملاتهم على الفلبيين برفقة القساوسة لتنصير المسلمين فيها ..
واعتبر الأسبان معاركهم من المسلمين في الفلبين أمتدادا لمعاركهم مع المسلمين في الأندلس حتى سموا مسلمي الفلبين ( الموروس ) وهو نفس الاسم الذي أطلقوه على مسلمي الأندلس

ولم تكن هذا الاعداء قاصرا على الأسبان والبرتغاليين بل كانت سياسة جميع الدول الأوربية كالهولنديين والإنجليز والفرنسيين!
الذين تنافسوا على دول شرق أسيا كالفلبيين وإندونيسيا وماليزيا والهند وغيرها ..!


وكانت الدولة الوحيدة القوية في ذلك الزمن هي الدولة العثمانية التي حاولت قدر ما تستطيع حماية العالم الإسلامي هذا مع تعرضها للكثير من الحملات في القرنين الخامس عشر والسادس عشر لتحطيم قوة الأتراك العثمانيين بمباركة البابا !

وقد استطاعت الدولة العثمانية أن تحفظ الأراضي المقدسة وبلدان العالم العربي وشمال أفريقيا من سيطرة وغلبة الدولة الصليبية لعدة فرون ..

وقد استمرت الحملات الغربية بعد ضعف العثمانيين وبرزت المؤامرات والخطط لتقسيم هذه الدولة والسيطرة على أراضيها بمشاركة معظم دول أوروبا !
وكان الدافع المهم لهذه الخطط ذلك الحقد الصليبي المستمر في عقل الفكر الأوروبي للقضاء على الدولة الإسلامية الوحيدة القوية في ذلك الوقت !

ثم بدأت الدول الغربية بعد الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر تعمل على تقسيم أجزاء هذه الدولة بينهم بدعوا الحماية وغيرها من أشكال الاستعمار والتي في حقيقة أمرها لم تكن إلا لبسط السيطرة على الدول الإسلامية ..

وبقدر ما كان الاستعمار الأوروبي عنصري في سائر أوروبا وأفريقيا كان هذا الاستعمار ذو طابع صليبي ويحمل الروح الصليبية في العالم العربي بشكل خاص ..

وهكذا بدأت موجات الزحف الاستعماري بعد الكثير من محاولات السيطرة والهيمنة في القرون السابقة للقرن التاسع عشر ..

وكانت البداية في ذلك سيطرة فرنسا على الجزائر سنة 1830 م وبعد عدة مشاريع رسمية كانت تخطط لها فرنسا لضم الجزائر واستعادتها للمسيحية ! وذلك استلهاما لحملات لويس التاسع في فترة الحروب الصليبية ..
ومن الجزائر مدت فرنسا نفوذها على تونس وكان ذلك في سنة 1881 م ،و تضم مراكش من بعد ذلك في سنة 1914 م .

وهكذا بدأت حملات السيطرة منذ ذلك الوقت فقد سيطر الاستعمار البريطاني على عدن في سنة 1839 م وأخذ الاستعمار البريطاني يزحف بانتظام واطراد من عدن على طول الساحل الجنوبي والشرقي للجزيرة العربية حتى سيطر عليها جميعا قبل نهاية القرن التاسع عشر الميلادي ! ولتسيطر من بعد ذلك على مصر سنة 1882 م .

ولم تكن إيطاليا بعيدة عن هذا الغزو الصليبي فقد انقضت على ليبيا في سنة 1911-1912 م .

وبلغت عملية الغزو والسيطرة أوجها عندما هزمت الدولة العثمانية من قبل أوروبا واقتسمت فرنسا وبريطانيا دول الهلال الخصيب في تلك الفترة ورغم الوعود والعهود التي أعطتها للعرب فاستولت فرنسا على سوريا ولبنان ، وبريطانيا على فلسطين والأردن والعراق !
وهكذا أصبح العالم الإسلامي في جميع أقطاره تحت السيطرة الصليبية المسيحية التي كانت الدافع الأساسي لهذه السيطرة ..
وخير مثال يدل على هذا مقولة اللنبي القائد الإنجليزي بعد أن دخلت قواته القدس سنة 1918 م : " الآن انتهت الحروب الصليبية " !

وهكذا أصبح العالم الإسلامي مقسما بين عدة دول أوروبية فقد استعمرت بريطانيا ماليزيا وشبه جزيرة الهند وسواحل الخليج العربي والجنوب العربي ، ومصر والسودان ، وأوغنده وأجزاء من الصومال وأرتيريا وتنزانيا ونيجيريا ، وقبرص وغانا والعراق والاردن وفلسطين
بينما استعمرت فرنسا الهند الصينية ، ومالي ، وتشاد ، والنيجر ، والسنغال ، ومدغشقر ، وموريتانيا ، والمغرب ، والجزائر وتونس ، وغينيا وجيبوتي ن وسوريا ولبنان .
واستعمرت إيطاليا ليبيا وجزء من الصومال ، وارتيريا .
واستعمرت روسيا تركستان الغربية ، والأراضي الإسلامية في آرال ، وحوض نهر الفلغة ، وشبه جزيرة القرم ، وبلاد القوقاز وامتدت بنفوذها وحتى شمال إيران .
بينما استعمرت أسبانيا الريف المراكشي ، وإقليم افنى والصحراء الغربية وإقليم المورو في الفلبين .

واستعمرت هولندا اندونيسيا والبرتغال موزمبيق ، وبلجيكا الكونغو في وسط أفريقيا .

وقد لاقت الشعوب الإسلامية الكثير من البطش الصليبي وخير مثال ما حدث في إيطاليا وفرنسا وروسي القيصرية والشيوعية من تنكيل وبطش ، بل و جميع الدول الإسلامية من فرض السيطرة واستغلال ثروات البلاد !

ولم تستغل الكثير من هذه الدول إلا بعد كفاح وجهاد طويل ، ومتغيرات عالمية أدت لتخلص من رقبة هذا الاستعمار الصليبي وكان ذلك في مرحلة التحرير في ما بعد الحرب العالمية الثانية ومنتصف القرن العشرين الميلادي ، وبعد أن استغلت هذه الدول الاستعمارية الثروات الطبيعية في هذه البلاد وفرضت مبادئ هذه الدول على الدول المستقلة !

[الطارق]

لم تكن الحركة الصهيونية إلا حركة صليبية مقنعة من أجل السيطرة على فلسطين .. ومما يدل عل ذلك ان الحركة لم تظهر إلا في أوروبا الصليبية وبدعم القوة الغربية الصليبية وفرضها بالقوة في فلسطين كما حدث من قبل للصليبين القدماء !

ولذا ليس من الغريب أن يكون معظم المسيطرين على هذه الدولة ممن يعود أصولهم لأوروبا ، وليس غريب أن يعلن هؤلاء الصليبين الجدد أنهم يمثلون مستعمرة غربية في الوطن العربي جنسيا وحضاريا ..

ولم يكن غريبا أن تتطابق دوافع هذه الحركة مع الحركة الصليبية التي ادعت أن سبب حملاتها هو تخليص قبر المسيح من المسلمين ، فكانت دعوة هذه الحركة الجديدة هو تجمع يهود الشتات في العالم للعودة إلى أرض الميعاد كما يدعون !
وليس بغريب أن تلاقي هذه الدعوة التأييد من قبل الأحزاب المسيحية في العالم الغربي !
وليس بغريب أن يتعاطف الغرب الصليبي رغم عمليات الاغتصاب التي حدثت من هؤلاء المتشردين لأراضي الفلسطينيين !


فمنذ أن بدأت هذه الحركة الصهيونية بعد دعوات اليهودي النمساوي تيودير هرتزل وعقد مؤتمر بال بسويسرا سنة 1895 م .

بدأ هرتزل بإقناع السلطان العثماني عبد الحميد الثاني بسماح لليهود بالهجرة إلا فلسطين لإقامة وطنهم عليها فرفض السلطان مشروعه ، إلا أن ثورة الاتحاديين على هذا السلطان في سنة 1908 م مكنت اليهود من الهجرة عن طريق رشوة الموظفين الأتراك !

ولم تنشب الحرب العالمية الأولى إلا وكان عدد سكان اليهود في فلسطين قد بلغ 90 ألف نسمة من مجموع عدد السكان البالغ 690ألف نسمة ، وبلغ عدد مستعمراتهم التي تلغت الدعم من جمعية أصدقاء صهيون 43 مستعمرة .

وفي سنة 1917 م صدر وعد بلفور وزير الخارجية بريطانيا الذي وعد فيها الورد اليهودي روتشيلد والذي يعد فيه بإنشاء وطن لليهود في فلسطين .

رغم أن العرب يمثلون 92 % من فلسطين ! ورغم وعود البريطانيين للعرب في ثورتهم على الأتراك العثمانيين !

وفي سنة 1920 م تم الاتفاق بين فرنسا وبريطانيا بوضع العراق والأردن وفلسطين تحت الانتداب البريطاني وسوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي ، كما تعهدت بريطانيا بان تضع تصريح بلفور موضع التنفيذ ! كما سجل تصريح بلفور في وثائق عصية الأمم فاتخذ بذلك صفة دولية !

و بدأ هذا الانتداب بتعيين هربرت صمويل اليهودي مندوبا ساميا لبريطانيا في فلسطين ! فنشط هذا الرجل في تنفيذ سياسته الصهيونية وعمل على تشجيع الهجرة اليهودية وانتزاع الأراضي من العرب !

ورغم المقاومة العربية والفلسطينية فقد قامت بريطانيا بدعم الهجرة اليهودية حتى بلغ عدد من دخلها من سنة 1920 م إلى سنة 1930 م 600, 76 مهاجر .

وقد ازداد عدد المهاجرين اليهود إلى فلسطين بعد سيطرة هتلر على ألمانيا فبلغ عددهم في سنة 1931م 700, 174 من مجموع سكان فلسطين البالغ 761, 966
وبلغ عدد اليهود بسبب الهجرة في سنة 1946 م 230, 608 من مجموع سكان فلسطين البالغ 560 ,845 , 1 .
فحدثت ثورة 1936 من قبل العرب نتيجة تشجيع البريطانيين لهذه الهجرة ولم تتوقف هذه الثورة ورغم الإعتقالات التي قامت بها بريطانيا ولم يوقف تلك الثورة إلا بعد تدخل رؤساء الدول العربية !!

وفي سنة 1937 م قدمت بريطانيا مشروع لتقسيم فلسطين بين العرب واليهود ، وان توضع الأماكن المقدسة – بيت المقدس وبيت لحم – تحت الانتداب البريطاني فرفض العرب هذا ..
وعرض هذا القرار على عصبة الأمم فوافق مجلس العصبة على إرسال لجنة فنية لوضع خطة مفصلة لمشروع التقسيم ! ثم سريعا ما أن انصرفت بريطانيا عن هذا المشروع ! وعقدت بريطانيا عدة مؤتمرات بين العرب والصهاينة في موائد منفصلة وباءت جميعها بالفشل !

وقد أدت الدعاية الصهيونية خلال العرب العالمية الثانية عن الاضطهادات التي يلقاها اليهود من النازي إلا زيادة الهجرات اليهودية لفلسطين .

وازداد التعاطف الغربي لليهود وخاصة في الولايات المتحدى وفي عهد الرئيس الأمريكي ترومان الذي طالب من البريطانيين بفتح أبواب فلسطين لقبول مائة ألف مهاجر دفعة واحدة كحل لمسألة اليهود المشردين في أوروبا !

ونتيجة الضغوط الأمريكية رفعت بريطانيا المشكلة للأمم المتحدى في سنة 1947 م وانتهت إلا تقسيم فلسطين إلا :

1- دولة يهودية تبلغ مساحتها 56% من مجموع مساحة فلسطين بينما كانت مساحة الأراضي التي يملكها اليهود من فلسطين جميعا لا تزيد عن 7% فقط . مع أن عدد اليهود في هذه الدولة اليهودية لا يكاد يصل إلى نصف مليون نسمة بينما كان عدد العرب فيها نحو 800 ألف نسمة !

2- دولة عربية تمثل 43% من مجموع المساحة ، وقدر عدد العرب فيها بـ 725 ألف أم تعداد اليهود فيها فلا يزيد عن عشرة الآف !

3- وقطاع دولي يشمل مدينة القدس وما يحيط بها .

وضغط أمريكا على الدول الصغيرة لكي تصوت من أجل الموافقة على هذا التقسيم فتم ذلك في مهزلة تاريخية وقضى بموجب هذا القرار أن تفرض أقلية أجنبية مهاجرة سيادتها على أكثر من نصف فلسطين وتقيم دولة عبرية أكثر من نصف سكانها عرب وجدوا أنفسهم بين يوما وليلة رعايا دولة أجنبية غازية !
وبدأت تنفيذ خطة التقسيم أثناء وجود الانتداب البريطاني بوصل الأراضي اليهودية ببعضها والاستيلاء على الأراضي العربية ! وكانت سياسة تعتمد على القتل والطرد والإرهاب وقد حدثت 17 مذبحة اقترفها اليهود أثناء الانتداب ولم تحرك بريطانيا ساكنا !

وما إن جاءت نهاية الانتداب حتى سيطرت إسرائيل على 13% من مساحة فلسطين وطردت 400,000 لاجئ من 199 قرية ! وأعلنت قيام دولتها وإن لم تضع حدودا لها !! وكان أول من اعترف بتلك الدولة الولايات المتحدى وروسيا !

وأخذت توسع من مستعمرتها فسيطرت على يافا وحيفا وطبرية وبيسان ! وقد كانت المذابح مصاحبها لذلك التوسع !

وقد أثارت هذه المذابح الدول العربية فقامت بإرسال جيوشها التي لم تبلغ ثلث تعداد الجيش الإسرائيلي المسلح فهزم العرب سنة 1948 م واحتل اليهود اللد والرملة ، وقتل اليهود من لجا إلى المساجد والكنائس وطرد الغهالي من الرملة بقوة السلاح وبترويع المذابح ، حتى خرج 60 ألف في رمضان مشيا على الأقدام إلى رام الله واليهود يتهددونهم بالقتل أن لم يتحركوا !!
وسيطروا على منطقة الخليل وكامل شمال فلسطين ، بل وتمكنوا من السيطرة على النقب الجنوبي ! وقام اليهود بعدة مذابح كان أكبرها في الخليل والتي بلغت أكثر 24 مذبحة !

واستمرت إسرائيل في غزوها حتى سيطرت على جميع فلسطين ما عدى الضفة الغربية ( غرب الأردن ) التي ضمت للأردن وقطاع غزة التي وضعت مصر لحكمها نظام خاص !

وقد خلفت هذه النكبه وراءها حوالي 900,000 لاجئ طردوا من 531 قرية ,

وكانت هذه بداية هذه الجريمة الصهيونية والتي دعمها الغرب الصليبي بكافة الطرق ، وتحالف مع هذه الدولة في ضرب مصر في سنة 1956 م والعدوان الثلاثي الذي قامت به إسرائيل وفرنسا وبريطانيا ، والدعم الحربي في سنة 1967 م والفرح الذي عم الغرب لانتصار إسرائيل ، وإمداد أمريكا لإسرائيل بالسلاح والمتطوعين في حربها في سنة 1973م
وتأييدها لغزو إسرائيل للبنان سنة 1982م ، ودفاعها عن إسرائيل في الأمم المتحدى برفع حق النقض الفيتو ، وتعهدها بأمن إسرائيل وتسليحها ودعمها بالمال والعتاد وعملها على تفوقها على جميع الدول العربية مجتمعة !

وهكذا استولى هؤلاء الصهاينة بدعم الغرب على فلسطين في جريمة تاريخية ، وأصبح 85 % من أهالي الأرض التي تسمى إسرائيل والذين طردوا من 531 مدينة وقرية في سنة 1948 م لاجئين .. ويمثل هؤلاء 70% من شعب فلسطين ووصل عددهم اليوم إلى 5,200,00 لاجئ ومن هؤلاء أقل من 4 ملايين مسجلون لدى وكالة الغوث الدولية .

ولازال الفلسطينيين يكتون بنار الحقد الصهيوني والذي تغذيه وتدعمه الصليبية الغربية ممثلة في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والغرب !

[البحاري]

ياهلا بك والله ..

عودتنا على المواضيع الجميلة والمفيدة ..

صدق هذا الموضوع دراسنا مادة كاملة ( تخصص ) ولم أشعر بمتعة تلك المادة .. والآن شعرت بمتعة القراءة على الرغ من طول الموضوع صحيح أني لم أقرا الموضوع كامل لكن ما قرأت كانه جميل .. والباقي محفوظ عندي في الجهاز :D

تحياتي لك

[الطارق]

حياك الله أخوي البحاري :)

تسلم أخوي على هذه الكلمات ،،

بالفعل الموضوع طويل لدرجة أني مللت منه ومن كتابته :) :)
وكنت ارغب أن يكون أفضل مما هو عليه الآن ، لولا أني
كنت على عجلة في كتابته ،،

تحياتي أخوي البحاري :):)

بقى أن أذكر المصادر التي اعتمدت عليه في
هذا الموضوع وهي :

1- الموسوعة العربية الميسرة
2- دائرة معارف القرن العشرين ( محمد فريد وجدي )
3- حاضر العالم الإسلامي ( شكيب إرسلان )
4- حاضر العالم الإسلامي (جميل عبد الله المصر )
5- تاريخ الحروب الصليبية ( لـ / وليم رئيس أساقفة صور -
ترجمة سهيل زكار )
6- الخليج العربي بحر الأساطير ( قدري قلعجي )
7- استراجية الاستعمار والتحرير ( جمال حمدان )
8- العدد 498 من مجلة العربي ..
9- دراسات في تاريخ العرب الحديث ( د / أحمد عزت عبد الكريم )

[متشيم]

اسأل الله أن يبارك في علمك.

الحقيقة الكثير من هذه المعلومات جديدة بالنسبة لي ، وعلى رأسها أني درست أن عدد الحملات كان 6 حملات وليس 9 ... ولكن هنا أضفت أخي الفاضل 3 حملات.

يتضح أن أعظم الأدوار في رد الصليبيين كانت على يد الأيوبيين وتابعيهم من المماليك.

[الطارق]

حياك الله أخي الفاضل متشيم ،،

وجزاك الله خيرا على هذه الدعوات ،،

ربما يعود هذا لإختلاف المؤرخين في تعداد الحملات ، لكن المشهور
أن عدد الحملات ثمانية ..

فكانت الحملة الأولى والثانية والثالثة والسادسة لمهاجمة
فلسطين !
والخامسة والسابعة ضد مصر ، وواحدة ضد القسطنطينية مع أنها
مسيحية !
والأخيرة ضد شمال أفريقيا ( تونس )

وكانت الحملة التاسعة بقيادة الأمير أدورد الأول الذي سريعا ما عاد إلى بلادة بعد وفاة والده هنري الثالث ...

للأيوبين دور كبير في محاربة الصليبيين وخاصة صلاح الدين الأيوبي
وكذلك المماليك ..

وكذلك لعماد الدين زنكي وابنه نور الدين زنكي الذي بداو عملية استرجاع
الأراضي المحتلة من الصليبيين ..
وأخص بالذكر نور الدين زنكي الذي لو أمتد به العمر لكان محرر القدس
دون أدنى جدال ..
ولكن من فضل الله على صلاح الدين أن كان هذا الأمر على يده ..

تحياتي ،،

[كيتا]

صباح الخير أخوي طارق والله يعطيك العافية علي موضوعك
الحروب الصلبية عم نواجها بصور وطرق مختلفة ممكن تتشكل في أبسط شئ
فاالحملة الصلبية الحين مو بس من العالم المسيحي هي من كل من كان يعادي هذا الدين سواء كان من الداخل أو الخارج
ممكن بس أضيف شئ في كتاب تاريخي أسمه
أصول التاريخ الأوربي الحديث كتاب حلو للكاتب "هربرت فيشر"
والله يعطيك العافية :cool:

[متشيم]

ومنذ بداية التسعينيات جاءت الحملة الصليبية الحديثة التي تستمر في تواجدها لمدة عشر أعوام متواصلة لتبدأ الآن في توجيه أسلحتها تجاه أحبابنا في أفغانستان.

ونسأل الله أن يقيض لهذه الأمة أمر رشد يعز فيها وليه يذل فيها عدوه ويعمل فيها بشرعه وأن يأتينا الإمام العادل الذي يقود جيش من الشباب من فئة "شاب نشأ في طاعة الله ورجل قلبه معلق بالمساجد" وان يعيننا بمن ينفق نفقة يخفيها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه.

[يعسوب]

يعطيك الف عافية معلومات قيمة ومجهود تشكر عليك

طلب صغير لو سمحت ايها الطارق ..
ان تعود لتطلع على موضوعي ..
ماعلاقة هؤلاء السوالفية بيعسوب ..

شاكر ومقدر لك اخي الكريم وتحياتي

يعسووووووووب

[ديمة2020]

للعلم فقط الحملات الصليبية أكثر من تسع حملات ولكن المؤرخون


قسموها لهذا العدد وذلك بسبب نتائجها او قياداتهاالتي قادتها


أخ طارق مشكور علي الموضوع الطيب وللأجابة علي سؤالك

هل انتهت هذه الحملات الصليبية !؟

ما أعتقد فمنذ الإسلام وبدايته م يسلم من الحركات المناوئه له فنحن ننتظر

ونقول إن شاء الله يبعث لنا بقائد يوحد الأمة ويواجهه أعداء الإسلام.

[الفرزدق]

موضوع جميل وشامل ،،،

ما شاء الله تبارك الله ،،، وتشكر على هذا الطرح الجميل والموثق ،،،
وأيضاً توجد هنالك بعض الأشرطة الجميلة من حيث الأسلوب والمواضيع ،،،
مجموعة أشرطة ( التأريخ السياسي للدولة العثمانية ) للدكتور / أحمد الدعيج ،،، جداً هذه السلسة رائعة ،،،
وكذلك مجموعة ( الحروب الصليبية ) سمعتها منذ زمن ،،،لا أدري لمن؟!

وأسأل الله أن ينصر المسلمين في كل مكان على أعداء الدين ،،،
وتقبل أخي تحياتي وتقديري ،،، و أشكرك على كتاباتك المميزة والرائعة ،،،

[النابغة الطائي]

والله يجزاك خير ..
أخوك النابغة ..


*** للفرزدق ***
الأشرطة الحروب الصليبية ..
ايضاً للشيخ أحمد بن يوسف الدعيج ..

[أسير الليل]

أخوي الطارق..الله يسعد أوقاتك بكل خير..

تسلم على المعلومات المفيده....

عزيزي بقدر ما يكون الموضوع طويل..بقدر ماتكون الفائده أكثر..

تحياتي لك

[ميس الريم]

اخي الطارق ..جزاك الله خيرا على هذا العرض الأكثر من رائع ..لموضوع الحملات الصليبة ...
كم نحن بحاجة إلى تنقيح وإعادة ترتيب المعلومات عن تلك الحملات ...وتوعية طلابنا في المدارس ..لأهميتها وخطورتها على هذه الأمة وعلى الإسلام تحديدا
الحروب الصليبية ...لم تمل من محاربة الإسلام ...واعتباره العدو الأول لها...بل نراها في كل عهد تتجدد وتزداد شراسة وهجوما ...من ذي قبل..
فارق كبير بين تلك الحملات السابقة ..والحملة الجديدة ...حيث لم تشهد ايا منها تأييدا ومباركة من الدول العربية والإسلامية كما يحدث الآن وهذا يوضح مدى نجاح تلك المخططات البعيدة المدى والقديمة جدا ...التي كانت تدبر في التآمر والسيطرة على العالم الإسلامي ..وتطويقه من كل الجهات ...
سؤال :
كم نحتاج من السنوات ومن الجهود ...والماديات والإمكانيات لوضع ((خطة تقضي على تلك الهجمات الشرسة او حتى ترد عليها؟؟؟))
بل ربما كان من الاولى ان نسال...هل عندنا من هم يحاولون التصدي ((فعليا ))لتلك الهجمات؟؟؟

تحياتي لك أخي الطارق مرة اخرى على هذا الجهد المتميز لهذا الموضوع

ميس الريم

[aziz2000]

جزاك الله خيرا أخي العزيز : الطارق
مجهود كبير من عضو كبير في منتدى سوالف
تعجز كلماتنا عن شكرك لما تثري به عقولنا من معلومات جديدة ومفيدة
والله استفدت استفادة كبرى من هذا الموضوع
أكبر مشاكل هذا الجيل أنه يبني معرفته بالتاريخ من خلال ماتبثه وسائل الإعلام المرئية والمقروءة ولم يرجعوا لأمهات كتب التأريخ التي كتبها مؤلفون نثق بهم من أشهرهم ابن كثير وكتابه البداية والنهاية

لك مني كل تحية وتقدير أخي الكريم :)

[الطارق]

حياك الله أختي كيتا ..

صدقتي أختي ما أكثر من يعادي هذا الدين
وما أكثر من يحارب الإسلام من الداخل والخارج ..

ولكن لن تجدي مثل هذه المعادة التي يحملها لنا الغرب منذ
ظهور الإسلام .. منذ الدولة البيزنطية وغيرها من دول الغرب وحتى
زماننا هذا !

عداء متأصل منذ القدم ، ولن تجدي مثل الغرب أكثر عداءنا لنا !!

تحياتي أختي ،،

.
.

حياك الله أخي متشيم ..

لن أنسى ما قاله أحد مسؤلي الغرب عندما وصف تلك الحملة على العراق بإنها أنبل حملة منذ الحروب الصليبية !!

وهكذا وكما حدث من مجازر لأهل القدس أثناء الحملة الصليبية الأولى والتي بلغ عدد من قتل فيها مقدار 70 ألف شخص ، بلغ عدد من توفي في هذه الحملة النبيلة !! والحصار الجائر مليون شخص من شعب العراق ، من بينهم أكثر من 500 ألف طفل !!

وحققت أمريكا والغرب تهديدهم بإرجاع العراق إلا عدة قرون ..

ولم يكتفوا بهذا فمنذ انهيار الإتحاد السوفيتي بل وقبل هذا كانت وسائل أعلامهم ترشح الإسلام ليكون العدو القادم للغرب !

وما حدث في زماننا هذا يؤكد أن الغرب يرى أن الإسلاتم هو العدو وخير شاهد ما حدث منذ عقد من الزمان من أحداث وهي :

ضرب العراق ، الهجوم على السودان وإفغانستان ، الدعم المطلق لإسرائيل ،الحصار على أكثر من بلد إسلامي ، ووضع الكثير من الدول الإسلامية في قائمة دول المشجعة للإرهاب ، ودعم الإقليات المسيحية في الدول الإسلامية ، وأخيرا ضرب إفغانستان ..

يدعي الغرب أنه لا يعادي الإسلام ويدعي أن هذه الحملات ليست حملات صليبية وأنما القصد منها محاربة الإرهاب !! ( ما أشبه هذا بتهمة القرصنة التي اتهم بها الغرب الدول الإسلامية في الغرن التاسع عشر ميلادي والتي كانت سببا في حملات الإستعمار والتسلط والهيمنة في تلك الفترة ) .

يودعي الغرب هذا مخادعا ويدلل بذلك بإنه قام بمساعدة المسلمين في الكويت والبوسنة وكوسوفا !!

مع أن أمريكا والغرب لم تفكر يوما بالمسلمين ، ولم يكن هذا الدعم إلا للدفاع عن مصالح أمريكا والغرب والإنتقام من أعداء محتملين !
وإلا لو كانت أمريكا صادقة في مقولتها لساعدت المسلمين في كشمير والشيشان وفلسطين ( بل ليتها وقفت على الحياد في هذه القضية ، بل ساندت إسرائيل بكل قواها ) وغيرها !!

بل أن أمريكا والغرب استغلت هذه المساعدة أبشع استغلال فدمرت العراق تدمير شديد ، وابتزت دول الخليج أبشع ابتزاز ، وقطعت السلاح عن البوسنة حتى لا يدافعوا عن أنفسهم لدفع مجازر الصرب وكل هذا لتحقق مصالحها وتواجدها في تلك المنطقة ..

وهكذا هي أمريكا وأن كانت تؤمن أن مصالحها فوق الجميع إلا أنها تحمل في سياستها حقدا صليبيا على الإسلام يذكرنا بالحقد الصليبيالقديم
وقد ظهر هذا بإعتراف قادتهم ،، أنظروا ماذا قال كلينتون لعرفات مهددا عندما رفض أن يوقع على التنازل عن المسجد الأقصى لقد قال له : نحن نعلم أن الهيكل أسفل المسجد الأقصى ، وأن لليهود حقا في هذا المكان !!

بل أن بوش أعلنها صريحة أن الحرب الدائرة على إفغانستان ما هي إلا حرب صليبية ، ومما يؤكد هذا أن من شروط عدم ضرب إفغانستان بعد تسليم بن لادن هو إطلاق المتهمين بنشر المسيحية في إفغانستان ! وكان هؤلاء هم أول من أطلقوا من افغانستان !!

وليست هذه الحرب فقط مقتصرة على أمريكا بل على الغرب جميعا ، وخير مثالا يدل على هذا القنبلة الذرية الإسرائلية التي يخوف بها الصهاينة وحلفائهم الصليبيين العرب والمسلمين ..

فقط لتعلموا أن هذه القنبلة الذرية كان لجميع دول الغرب دور في انتاجها !!

فبريطانيا سلمت الإرض في فلسطين وفرنساقامت بإنشاء المفاعل النووي ، وساهمت بعلمائها في انتاج هذا السلاح وأمريكا صنعت الطائرات والصواريخ والتقنية ، وألمانيا أهدت إسرائيل القوصات النووية !
هذا غير الدعم والتشجيع الغربي بعامة !

ولنا أن نتصور لا سمح الله أن ضربت دولة إسلامية أو عربية بإحد القنابل النووية فسيكون الصاروخ أمريكا من قواصة ألمانية نتاج مفاعل فرنسي من أراضي مهدى من بريطانيا بغير حق !!!!!

ندعوا من الله عز وجل ببركة هذا الشهر الفضيل أن ينصر الإسلام والمسلمين في كل مكان وأن يدمر اعداء الدين وعلى رأسهم هؤلاء الصليبيين ...

تحياتي ،،

[الطارق]

حياك الله أخي العزيز يعسوب ،،

الله يسلمك ويعافيك عزيزي ،،

وشكر لك عزيز على التعقيب وعلى تلك الكلمات الجميلة ،،

اطلعت على ردك :) وأنا أتمنا أن يأتي اليوم الذي تنتشر كتاباتك
في الصحف فإنت تستحق هذا ..

لا أدري والله عزيزي لكن كثيرا ما تشاهد مبدعون متميزون في المنتديات
وتتمنا ان تجد كتابة هؤلاء النور لأنه مهما يكن فإن عدد المطلعين على
كتابهم في المنتديات مهما بالغنا في عددهم فهم قلة بالنسبة لإنتشار الصحف !!

حقيقي خسارة أن لا تجد كتابة هؤلاء الشهرة والإنتشار ، وخسارة أن يصاب الكثير من المبدعين في المنتديات بالملل والضجر مما يحدث في المنتديات ! وما أكثر من مر في السوالف بهذا الأمر وافاتقدنا كتاباتهم وأبداعهم !

ما علينا أخوي ، أتمنا حقيقي لك التوفيق ، وإن أردت نصيحتي فعزم أخوي :) فأنت تستحق والله ..

تحياتي ،،،


.
.
.

أهلا أختي ديمة ،،


أشكرك أختي على إضافة هذه المعلومة ،،

واتفق معك أن الحملة الصليبية لم تنتهي حتى وقتنا هذا !! والأحداث
التي تمر بها المنطقة تدل على هذا ..

فقط أختي الفاضلة ،، اختلف معك حول ذلك القائد الذي يوحد الأمة ،،
صدقيني أختي الفاضل لا يوجد شخص قادر أن يوحد أمة ، فلم يكن صلاح الدين أمة واحدة ، بل سبقه حكام وزعماء وعلماء وجيوش ومجاهدون ، ولم يهزم صلاح الدين الصليبيين وحيدا بل هزمهم بقادته وجيوشه ودعم علماءه وتطوع الناس جميعا لحرب الصليبيين ..

لا يمكن لإي قائد أن يصلح أمة مهما ملك من قدرة وتمكن ، ما لم يجد تجوابا وصلاحا من شعبه ..

بل أن إصلاح أمة من قبل حاكم هي أصعب أضعافا مضاعفة من افساد أمة وتدميرها من حاكم ! والشاهد عصرنا هذا !!

لذا ندعوا من الله عز وجل أن يصلح هذه الامة وأن يجعل حكامها متمما لصلاح شعبها ..


تحياتي ،،

[الطارق]

هلا وغلا أخوي الفرزدق ..
حياك الله وبياك .. ومبارك عليك الشهر الكريم ..

الشكر لك عزيزي على التعقيب وعلى إضافة بعض المصادر التي
تتحدث عن الحروب الصليبية والحقد الصليبي المستمر ..

ونسأل الله أن ينصر المسلمين في كل مكان على أعداء الدين ..

تحياتي وتقديري لك عزيزي ،،

.
.

هلا وغلا أخي النابغة الطائي ،،

يسعدني أن ينال رضاك هذا الموضوع استاذي ،،
وجزاك الله خيرا أخي على هذا التشجيع ،،

تحياتي عزيزي ،،

[الطارق]

حياك الله وبياك أخي الحبيب ،،

سلمك الله أخي العزيز أسير الليل .. ودامت سعادتك

صدقت أخي بقدر ما يكون الموضوع طويل بقدر ما
تكون فائدته أكبر ..

ورغم هذا فبقدر ما يكون الموضوع طويل بقدر ما يمل القارئ !! :)
فيقل عدد قرائه فتقل الفائدة منه :)

تحياتي أخي العزيز :)

.
.
.


حياك الله أختي الفاضلة ميس الريم ..
وجزاك الله خيرا .. وبارك الله فيك ،،

أختي الفاضلة ،،

أعجب والله من هذا التأييد الغريب من الحكومات الإسلامية لتلك الحملة ضد بلد إسلامي !

ووالله أن هذا ليثير في النفس الكثير من الألم لما وصل به حالنا حتى اصبحنا نوالي الغرب أكثر من تعاطفنا مع إخواننا المسلمين ، وكل ذلك بسبب الطغيان الذي يحكمنا وتلك الفرقة العجيبة التي تسيطر علينا !

تسألين أختي :

كم نحتاج من السنوات ومن الجهود ...والماديات والإمكانيات لوضع خطة تقضي على تلك الهجمات الشرسة أو حتى ترد عليها ؟؟؟

سؤال أكبر من يجيب عليه أي شخص ، لكن رأي شخصي قد يكون رأي متشائم !

ورغم هذا فأعتقد أن ومن واقعنا العربي والإسلامي لا أرى أي شي ينبئ بأي خطة لرد هذه الهجمات ليس في السنين القادمة بل وفي العقود المقبلة ولا أبالغ أن قلت أن هذا على أقل تقدير !

فلست أرى من شيء يسيطر علينا إلا غلبة عدم الثقة بين دولنا ، ولا أرى من خطط إلا لصد أي هجوما محتمل من دولة إسلامية أو عربية ضد دولة عربية أو إسلامية ! أو سحق معارضة تطمح في التفرد بالحكم !

أما من يتصدى لتلك الحملات الصليبية فلا أرى له من مكان في عالمنا إلا مغلوبا على أمره مقموع متهم من من يسيطر على أمرنا ويحكمنا !

تحياتي أختي ميس الريم

[الطارق]

سلمك الله حبيبي عزيز ،،

أحمد الله أن ينال هذا الموضوع رضاك أيها العزيز ، وإن كان من شكر فهو لك عزيزي على تواصلك الدائم الذي أفخر به وأسعد أن أناله من شخص يملك ما تملك من علم وفضل وأدب وسمو أخلاق وقدوة ، فجزاك الله خيرا أخي الحبيب والعزيز على نفسي ..

أخي الحبيب ..

صدقت عزيزي ، والله من النادر أن تجد من أحد مطلع على مصادرنا القديمة في التاريخ مع أن فيها قصص وعبر وعظة لو أخذنا بها لوصلنا إلا بر الأمان ..

بل أعجب أن أصبحنا نهتم بتاريخ أوروبا والغرب أكثر من اهتمامنا بتاريخنا العظيم ، وتجد هذا في واضح جلي بين مثقفينا بشكل أكبر في كتاباتهم واهتماماتهم واقتباساتهم !!

بل حتى في نظرتنا لتاريخنا وعظماءنا نسعد ونحتفل ونهلل أن أنصف أحد كتاب الغرب عظماءنا وتاريخنا !! مع أن عظماءنا وتاريخنا غني عن كل هذا ! لكن هو عقدة النقص التي تسيطر علينا ، نتيجة الإفتتنان بالغالب كما يقول ابن خلدون !

تحياتي وتقدير ومعزتي لك :)