PDA

View Full Version : عندما تتساقط أوراق الشجر - أردتها ثالثة.


Albaik
29-10-2001, 10:30 AM
عندما تتساقط أوراق الشجر

بجانب غرفتي هناك دالية، جميلة ، كم أحبك أيتها الصفراء . تذكرني بي . استيقظ كل صباح ، لأشم رائحة الأرض ، باب نافذتي الصغير يبقى مفتوحاً طوال الليل ، وأدثر نفسي من البرد لألجأ وسادتي وأخبرها عن أحلامي،............. هي .

ولي أمل في كل صباح أن ألقى رائحة الأرض كما اليوم ....... ماطرة هي السماء اليوم ، وما أجمل البرد وهو يدغدغني ، أراك أيتها الشجرة ،،،، أراك ،،،،،، ما لك ترفضين أوراقك ، هل تذكرينني بسنوات عمري ؟
أم أنك تستعدين للبس ثوب جديد؟؟ ، هل من فاته قديمه فات ؟
أطلت النظر كثيراً ، نبهني إلى ذلك ، البخار الذي خرج من فمي بعد تنهد طويــــــل . أسمع صوت أمي يناديني ، وأنا أعشق صوت ُ أمي ...... يناديني ، كيف لا وهي أمي ، قم يا بني فقد حضر الإفطار .
استعد كل صباح..... لفطور أمي وليومي الذي سأجد.
لا أريد أن أغسل وجهي ، ففيه من الحلم ما عشته بالأمس.... لكن أين المهرب ؟،،،، فصوت المطر ، وصوت الورق يعلمانني بأني على عجل. وأن الوقت قد حان .
سقطت ورقة ........ انهمرت قطرة
أمي تنادي هيا تعال ...
هكذا أبدأ صباحي , لاجد أمامي من أحب . قادماً ممن أحب ذاهباً لمن أحب .
كيف لأوراق الشجر أن تتساقط أمام ناظري وأنا لا أستطيع إلا أن أتذكر نفسي ، تهوي سنة ، وتجيء سنة ، رفقاً بي أيتها الدالية، ورفقاً بي أيها المطر .
أخرج على عجل ، ذاهباً إلى العمل ، وصوت حذائي يعلمني بأنني قد نسيت إصلاحه .
أستمتع ،، أحب أن أرى مصلحي الأحذية وهم يصلحون ما عطبناه ..... قائلين في أنفسهم
كم تمشي يا ابن آدم .!!؟؟
سألت نفسي مرة هل يعرف هذا الحذًّاء كيف نسير ، هل نحن ثقيلي الخطى أم مسرعين .

مسرعين ؟؟؟ سرعة ؟؟؟ هي ........
آه كم أنت جميلة ، مسرعة ، كل يوم إلى العمل ،،، كم هي خطاك جميلة كم أنت صارمة يا صاحبة القوام الممشوق .
اليوم اكتمل صباحي .
قطرات مطر ، أمي ، وهي تمشي مسرعة .....
كل ذلك عندما تهاوت أوراق الشجر .
هل تحلم بصباح كهذا ،،، إذا اسكن بجوار الشجر ولا تنسى أن تمر ، في كل مرة يحتاج حذائك إلى إصلاح على صانع الأحذية ، فهو يعلم إن كنت مسرعاً إلى يومك الجديد أم لا
تحت قطرات المطر وبين أوراق الشجر .
حذاء به تمشي ..... إلى الأمام تسير .
سر إلى الأمام فالله وحده أعلم بالقضاء والقدر
وإلى ملتقى .....
عندما تتساقط أوراق الشجر