خالد الصالح
27-10-2001, 07:40 PM
* هل يقترن.. الشعر بحالة؟ أم بزمن؟ أم بكليهما؟
سؤال ربما خطر على بال الكثيرين.. حتى وصل الأمر لدرجة النسب الوصفي.. فنقول مثلاً (لحظة شاعرية) أو (جو شاعري) أو ما شاكل ذلك.. فهل للشعر زمن خاص أو حالة خاصة..؟!
الناقد العربي القديم ابن قتيبة الذي عاش في القرن الثالث الهجري يرى (.. أن هناك علاقة بين الشاعر والزمن لأن بعض الأوقات ذات تأثير خاص في المزاج الشعري كأول الليل قبل تفشي الكرى وصدر النهار قبل الغداء.
ويرى كذلك أن هناك حوافز نفسية دافعة لقول الشعر كالطمع والشوق والطرب والغضب وما يثير بعض هذه الحوافز كالمناظر الطبيعية..)
كان ذلك عند ابن قتيبة في العصر الثالث الهجري.. وفي المقابل التقيت بشاعر عربي كبير تربطني به علاقة عمل في جريدة الرياض وهو الاستاذ سعد الحميدين.. وحدثته معجباً بنص شعري عنون به إحدى مجـــموعاته الشعرية فقال:
(هذا النص جاء عن طريق مهاتفة..!! نعم عن طريق مهاتفة، كنت أتحدث هاتفياً مع شخص وهو يدوّن كلماتي.. وبعد يومين جاء بها وكان تدخلي الفني بها طفيفاً جداً وظل جلّ النص كما ورد في حواري الهاتفي..)!!
هذان رأيان بينهما تباين واضح في كل شيء.. وأنا بدوري أذكر أن لثغتي الشعرية الأولى وقعت على أذن أحد أصدقاء الوالد، وكان شاعراً فقال: جيد هذا.. لكنك لن تكتب الشعر حقيقة حتى تكبر وتتشكل لك الحياة في وجه امرأة سواء كانت حلماً أم حقيقة.. وأخاله بهذا يشير بصورة أو بأخرى إلى تلك الدوافع التي أشار إليها ابن قتيبة.. كل هذه الآراء التي تتقارب حيناً وتتباعد حيناً آخر تدور في مخيلتي حين أستمع لتلك العبارات الشائعة (جو شاعري.. أو منظر شاعري) وأتساءل حينها.. على الأقل في خارطتنا العربية هل يتفق الشعراء في أوضاع كتاباتهم؟ من حيث الحالة والزمن..؟ وإن اختلفوا ما وجه الخلاف بينهم؟ بل هل يستطيع أحدهم أن يضرب موعداً للشعر؟!!! نزار قباني أذكر أنه قال مرة.. أنا لا أكتب القصيدة إلاّ حينما تكتبني..!
لكن متى تكتبنا القصيدة؟ ولماذا؟ وما هي مواصفات اللحظة الشعرية أو المنظر الشاعري أو الجو الشاعري؟
حقيقة أشعر أنني أمام طوفان من الأسئلة التي لا أملك إزاءه قارب نجاة واحد يتمثل في إجابة واحدة على واحد من هذه الأسئلة.. لذا أجدني أبلع السؤال وأتوارى صامتاً..!!
سؤال ربما خطر على بال الكثيرين.. حتى وصل الأمر لدرجة النسب الوصفي.. فنقول مثلاً (لحظة شاعرية) أو (جو شاعري) أو ما شاكل ذلك.. فهل للشعر زمن خاص أو حالة خاصة..؟!
الناقد العربي القديم ابن قتيبة الذي عاش في القرن الثالث الهجري يرى (.. أن هناك علاقة بين الشاعر والزمن لأن بعض الأوقات ذات تأثير خاص في المزاج الشعري كأول الليل قبل تفشي الكرى وصدر النهار قبل الغداء.
ويرى كذلك أن هناك حوافز نفسية دافعة لقول الشعر كالطمع والشوق والطرب والغضب وما يثير بعض هذه الحوافز كالمناظر الطبيعية..)
كان ذلك عند ابن قتيبة في العصر الثالث الهجري.. وفي المقابل التقيت بشاعر عربي كبير تربطني به علاقة عمل في جريدة الرياض وهو الاستاذ سعد الحميدين.. وحدثته معجباً بنص شعري عنون به إحدى مجـــموعاته الشعرية فقال:
(هذا النص جاء عن طريق مهاتفة..!! نعم عن طريق مهاتفة، كنت أتحدث هاتفياً مع شخص وهو يدوّن كلماتي.. وبعد يومين جاء بها وكان تدخلي الفني بها طفيفاً جداً وظل جلّ النص كما ورد في حواري الهاتفي..)!!
هذان رأيان بينهما تباين واضح في كل شيء.. وأنا بدوري أذكر أن لثغتي الشعرية الأولى وقعت على أذن أحد أصدقاء الوالد، وكان شاعراً فقال: جيد هذا.. لكنك لن تكتب الشعر حقيقة حتى تكبر وتتشكل لك الحياة في وجه امرأة سواء كانت حلماً أم حقيقة.. وأخاله بهذا يشير بصورة أو بأخرى إلى تلك الدوافع التي أشار إليها ابن قتيبة.. كل هذه الآراء التي تتقارب حيناً وتتباعد حيناً آخر تدور في مخيلتي حين أستمع لتلك العبارات الشائعة (جو شاعري.. أو منظر شاعري) وأتساءل حينها.. على الأقل في خارطتنا العربية هل يتفق الشعراء في أوضاع كتاباتهم؟ من حيث الحالة والزمن..؟ وإن اختلفوا ما وجه الخلاف بينهم؟ بل هل يستطيع أحدهم أن يضرب موعداً للشعر؟!!! نزار قباني أذكر أنه قال مرة.. أنا لا أكتب القصيدة إلاّ حينما تكتبني..!
لكن متى تكتبنا القصيدة؟ ولماذا؟ وما هي مواصفات اللحظة الشعرية أو المنظر الشاعري أو الجو الشاعري؟
حقيقة أشعر أنني أمام طوفان من الأسئلة التي لا أملك إزاءه قارب نجاة واحد يتمثل في إجابة واحدة على واحد من هذه الأسئلة.. لذا أجدني أبلع السؤال وأتوارى صامتاً..!!