PDA

View Full Version : لـ ـمـ ـا ذ ا هـ ـا جـ ـمـ ـو ا أ مـ ـر يـ ـكـ ـا ؟ ؟


فتى الإسلام
21-10-2001, 04:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قرأت هذا المقال الذي نقله الأخ bress one في الساحة السياسية فرأيته جديراً بالتأمل وأحببت أن تطلعوا عليه لذا قمت بدوري بنقله هنا.

كليمنت ليبوفيتر: مقال مترجم: لماذا هاجموا أمريكا

من بين العديد من الأمور التي أثارها أحداث الثلاثاء 11 سبتمبر 2001 ، أود أن أتناول قلة منها... الضحايا الأبرياء ركاب الطائرات المختطفة ضحايا أبرياء ، وكذلك الآلاف الذين لاقوا حتفهم عندما انهار برجا مركز التجارة العالمي في نيويورك، على الذين لم يجدوا الوقت الكافي لمغادرة المبنى، أو الذين تعرضوا للاحتجاز بداخله، أو الذين دخلوا إليه للتو لمساعدة وإنقاذ أكبر عدد ممكن من الضحايا .

وأما الذين لاقوا حتفهم في وزارة الدفاع (البنتاجون) بواشنطن فهم يمثلون فئة مختلفة ، وسواء كانوا أهدافا مشروعة أم لم يكونوا ، فالحقيقة هي أنهم ما كانوا سيلقون حتفهم دون أن يلقي ركاب الطائرة المختطفة حتفهم نتيجة اصطدام الطائرة بمبنى البنتاجون.

ولا يمكن للمرء أن يجد مبررا لعمل ما سواء أكان القصد من ذلك العمل أن يكون بياناً سياسياً قوياً ، أم إنذارا أم انتقاماً أم فعلاً يائساً ، ما دام هذا العمل ورط عددا كبيرا من المدنيين وتسبب في قتلهم.

لهذا السبب فأنني أدين الهجمات الإرهابية التي أدت في 11 سبتمبر إلى مصرع العديد من الضحايا الأبرياء. وبعد شجبي للهجمات الإرهابية هل ينبغي علىّ شجب الإرهابيين أيضا؟ الإرهابيون لا أحد يعرف حتى الآن هوية أولئك الإرهابيين ، والمنظمات التي ينتمون إليها ، ودوافعهم الرئيسية . وعلى أية حال ، نحن نعرف عنهم ما يلي:

1. إنهم يؤمنون إيماناً قوياً بقضيتهم.

2. وقضيتهم ترتبط بإدراكهم للمعاناة والآلام الرهيبة وغير العادلة التي تعرضت لها شعوبهم.

3. وهم مثاليون ومستعدون للتضحية بأرواحهم من أجل ما يرون أنه يخدم مصلحة شعبهم.

4. وفي هذا السياق – وهو سياق لا عقلاني ومحزن للغاية، وكنه حقيقي – فهم صفوة الصفوة في المجتمع.

وهم ينتمون لطراز من الناس يقبل من أجل مصلحة الشعب ، أن يتم حقنه بجرثومة مرض عضال ، حتى تتم تجربة أمصال مجهولة الفعالية في أجسامهم.

وهم ليسوا من النوع الأناني ، بل يمتازون بالإيثار وحبهم غير المحدود للآخرين. ومن الجائز انهم يعتبرون أنفسهم في حالة حرب مع الولايات المتحدة، ولكن حتى الحروب لها قواعدها ، ويفترض في المحاربين احترام معاهدات جنيف بعدم إيذاء المدنيين .

وعموماً ، لقد تجاهلت الولايات المتحدة وحليفاتها في كثير من الأحيان تلك القواعد . فقصفت مدينة دريسدن في فبراير 1945 ، وهو عمل وحشي ارتكبه البريطانيون . فمدينة دريسدن لم تكن لها أهمية صناعية أو عسكرية. وقد لقي أكثر من 100,000 ألماني من غير العسكريين مصرعهم خلال الغارة.

وكانت تلك الجريمة انتهاكاً صريحاً لمعاهدات جنيف، ولكن الذين ارتكبوها هم البريطانيون وهم ليسوا بإرهابيين! وهناك أيضاً القصف العشوائي في فيتنام ، واستخدام المواد الكيماوية المحظورة ، وهو عمل وحشي وانتهاك فاضح لمعاهدات جنيف ، ولكن ، ومن جديد فالأمريكيون ليسوا بإرهابيين! وهناك قصف بلجراد وتدمير الجسور والإنشاءات المدنية ، وكلها أعمال تعارضت مع معاهدات جنيف ، ولكن دول حلف شمال الأطلنطي (ناتو) ليست إرهابية!

ولا ننسى قصف العراق ، والتدمير التام لمحطات المياه والكهرباء ... الخ، وهي جرائم تتنافى ومعاهدات جنيف ، ولكن التحالف المناوئ للعراق لم يكن إرهابياً!!

إذن ، لماذا يجب على مرتكبي الأعمال الإجرامية ضد الولايات المتحدة في 11 سبتمبر ، أن يعتبروا أنفسهم إرهابيين من طراز يفوق إرهاب الولايات المتحدة؟

وإذا كان الذين نفذوا الهجمات عراقيين ، فربما كان دافعهم لتنفيذ الهجمات الانتقام لـ 500,000 طفل عراقي قضوا نحبهم نتيجة للحصار الاقتصادي الذي فرضه الناتو على بلادهم.

وإذا كانوا جواتيماليين فربما كان دافعهم هو التدخل الإجرامي الأمريكي ، الذي نتج عنه انقلاب عسكري أطاح بالزعيم الشعبي النزيه والمتنافي أربنز، واستبداله بحاكم تتحكم الولايات المتحدة فيهم وتحركهم كما تشاء . ونتيجة لهذا ، لقي ألاف الجواتيماليين مصرعهم ، وتم إغلاق الطريق المؤدي للتقدم الاقتصادي والديمقراطي أمام بلادهم ، وتم بدلاً عنه فتح طريق الانكفاء والقمع.

وإذا كان المنفذون من بنما ، فربما كان الهاجس الذي دفعهم للقيام بما قاموا به، هو الغزو الأمريكي لبلادهم الذي أدى إلى مصرع آلاف الضحايا الأبرياء.

وإذا كان المنفذون إندونيسيين ، فربما كان دافعهم هو الانقلاب الذي دبرته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) والذي استبدل سوهارتو بالزعيم الراحل أحمد سوكارنو ، وهو الانقلاب الذي تلاه حمام دم راح ضحيته عدد يقدر بمليون شخص، كانت أسماء معظمهم على قوائم قدمتها (CIA) إلى سوهارتو ، وضمت جميع الناشطين في النقابات العمالية وأعضاء الأحزاب اليسارية.

وإذا كان منفذو الهجمات من الأكراد، فربما كان دافعهم هو حقيقة أن الشعب الكردي ظل محظوراً عليه ، ولعدة عقود، ممارسة حقوقه في تقرير المصير. وقد وقفت الولايات المتحدة – لأسباب استراتيجية – خلف تركيا والعراق عندما نفذ البلدان سياسات قمعية ضد الأكراد . ومؤخراً ، وعندما ثار الأكراد في العراق ، ساعدت الولايات المتحدة النظام العراقي على استعادة السيطرة على الوضع ، وسمحوا له بإرسال مروحيات بالتحليق عبر منطقة الحظر الجوي للقضاء على ثورة الأكراد.

وصحيح ان الولايات المتحدة تفضل التخلص من الرئيس العراقي ، ولكن ليس من خلال ثورة شعبية يمكن أن تؤدي الى ديمقراطية حقيقة ، وانما عبر انقلاب من داخل القصر يستبدل طاغية بأخر ، أكثر رغبة في الانصياع لإرادة الولايات المتحدة .

وإذا كان المنفذون تشيليين فربما كان دافعهم هو انهم تذكروا ان بلادهم عانت من نظام كريه تسبب في موت عشرات الآلاف من أفضل أبناء تشيلي، وهو نظام فرضته عليهم وكالة (CIA) لان ولايات المتحدة لم ترضى عن الرئيس الراحل سلفادور أليندي، الذي تم انتخابه ديمقراطيا في انتخابات حرة.

وإذا كانوا يوغسلافيين ، فربما كان الدافع لديهم هو انهم تذكروا أن بلادهم كانت في وقت من الأوقات موحدة تعيش فيها جميع القوميات والجماعات العرقية جنبا الى جنب في ود وسلام. وربما تذكروا أنه وعلى إثر إعلان بعض القادة القوميين استقلال بعض أجراء يوغسلافيا ، اعترفت الدول الغربية باستقلالها وزودتها بالأسلحة . وربما تذكروا أن بلجراد تعرضت للقصف. وربما أدى ذلك القصف لفقدانهم بعض الأعزاء.

وربما وجدوا المبرر للتفكير في أنه لولا التدخل الخارجي في شؤونهم الداخلية، لظلت يوغسلافيا دولة متحدة تعطي النموذج لتنوع الجماعات العرقية التي تعيش في انسجام مع بعضها البعض.

وإذا كانوا فيتناميين فربما تذكروا الحرب الجائرة والمرعية وغير المعلنة التي شنتها الولايات المتحدة على شعبهم الذي كان قد حقق استقلاله للتو أنذاك ، بعد هزيمة الجيوش الفرنسية.

وربما تذكروا الأكاذيب التي استخدمتها الولايات المتحدة لتبرير تدخلها ، وربما تذكروا استخدام مادة اورانج السامة التي ألحقت ضرراً رهيباً بالنباتات الفيتنامية ، وبصحة ملايين البشر . وربما تذكروا ان تلك الحرب الجائرة أدت إلى مقتل ملايين الفيتناميين.

وإذا كانوا كمبوديين ، فربما تذكروا الحرب السرية التي شنتها الولايات المتحدة عليهم. وإذا كانوا لاوسيين فربما اذكروا أيضاً الحرب السرية الامريكية ضد بلادهم.

وإذا كانوا كونجوليين فلا بد أنهم تذكروا أن طريق بلادهم نحو التقدم ، تم إغلاقه عندما قررت الولايات المتحدة أن الزعيم الكونجولي باتريس لوممبا يجب اغتياله. إذا كانوا أن أنجوليين فربما تذكروا كيف أشعلت الولايات المتحدة حرباً أهلية وحافظت على اشتعالها.

وإذا كانوا مواطنين أمريكيين فربما تذكروا السنوات الطويلة التي عانى خلالها السود –ومازالوا يعانون – من التمييز العنصري . ويسري هذا على مواطنين أمريكا الجنوبية وأمريكا اللاتينية. فربما تذكر هؤلاء أن الولايات المتحدة – من خلال وكالة (CIA) – كانت أكبر متعامل في المخدرات ، وانها تتحمل مسؤولية ضخمة في ما يتعلق في إدمان المخدرات في الولايات المتحدة. وربما تذكروا أن هناك الكثير من الأطفال الجوعى والمشردين في أمريكا ، على رغم من غناها الفاحش ، ... الخ ... الخ .... الخ.

وأخيرا إذا كانوا فلسطينيين ، فربما تذكروا أن ( اسرائيل ) هي الدولة الوحيدة التي لم تتعرض لعقوبة لسنوات عديدة ، وهي ترفض تنفيذ قرارات الأمم المتحدة التي تستند إلى معاهدات جنيف ، والتي تلزم (إسرائيل ) بالانسحاب من جميع الأراضي المحتلة وراء حدود عام 1967 ، وتلزمها بقبول عودة لاجئين الفلسطينيين وتفكيك المستوطنات اليهودية وراء حدود 1967.

وتستطيع (إسرائيل) تجاهل قرارات الأمم المتحدة لان الولايات المتحدة تؤيدها وتحبط أي محاولة لفرض أية عقوبة ضدها ونتيجة لهذا كله ، يعيش اللاجئون الفلسطينيون داخل مخيمات منذ عدة أجيال.

ونتيجة لهذا ، تستطيع (إسرائيل) تنفيذ سياسة قمع وحشي في الأراضي التي تحتلها بشكل غير قانوني. ونتيجة لذلك تستطيع (إسرائيل) تقسيم هذه الأراضي الى جزر معزولة دون اتصال بين جزيرة وأخرى من غير رقابة (إسرائيلية).

وتتم ممارسة هذه الرقابة بطريقة تزيد خنق الفلسطينيين اقتصاديا ، وتضاعف إذلالهم ، وتجعل من المستحيل بالنسبة للأطفال الحصول على المساعدة الطبية ، والتعليم السليم . وعلاوة على ذلك يقصف الجيش (الإسرائيلي) المباني ويدمرها ، ويستهدف الفلسطينيين لاغتيالهم ويقتل الأطفال إذا تجرأ أحدهم ورمى حجرا كفعل مقاومة ضد الاحتلال.

هناك مواطنون فرنسيون يمكنهم الشعور بالغضب الشديد إزاء الولايات المتحدة ، إذا تذكروا إن الاستخبارات السرية الأمريكية قامت – من أجل التأثير على الانتخابات الفرنسية خلال السنوات الأولى بعد الحرب – بدفع أموال للمافية الفرنسية لاغتيال القادة العماليين الفرنسيين في مرسيليا.

ويمكن لهؤلاء الفرنسيين أن يتذكروا كيف نجحت الولايات المتحدة – من خلال استخدام إغراء الأموال الطائلة في إحداث انشقاق في اتحاد النقابات العمالية (CGT) .

ومن المؤكد إن لدى بعض الطليان شكوى ضد الولايات المتحدة ، عندما يتذكرون كيف أفرج الأمريكيون عن رجال المافية من السجون الإيطالية ، في استخدامهم في حرب ضد المقاومة الإيطالية المناوئة للفاشية ، وعندما يتذكرون المتدخل الأمريكي المستمر بأموال طائلة لمساعدة الحزب الديمقراطي المسيحي للفوز في الانتخابات.

وهناك جميع أنواع الأشخاص الذين خاطروا بحياتهم – ويفجعون على رفاقهم – في المقاومة ضد الجستابو و النازية بشكل عام ، والذين يثير سخطهم منح الولايات المتحدة حق اللجوء لكبار النازيين ، وحصول بعضهم على الجنسية الأمريكية ، وتوفير المساعدة لبعض منهم – وهم مجرمو حرب معروفون – للحصول على ملاذ في أمريكا الجنوبية. ولا شك إن الأشخاص المحبطين الذين قاتلوا ضد النازية لديهم ما يتذمرون منه إزاء الولايات المتحدة .

وإذا كان المنفذون يابانيين فلا بد إنهم تذكروا هيروشيما وناجازاكي . ولا يوجد سلاح يقتل البشر عشوائيا كما تفعل القنبلة الذرية. فهي السلاح الأكثر وحشية الذي يتعارض مع معاهدات جنيف .

وإذا كانوا صينيين فلا بد انهم تذكروا الوقت الطويل الذي ساندت خلاله الولايات المتحدة النظام الفاسد للزعيم التايواني الراحل شيانج كاي تشيك.

وأخير هؤلاء أناس في الولايات المتحدة وحول العالم يعرفون مدى ضخامة مسئولية الولايات المتحدة عن تدهور نوعية الحياة في العالم الثالث ، ومدى عظمة الدور الأمريكي في الاستغلال القاسي للفقراء ، ومدى دورها الهائل في التلويث المستمر لكوكب الأرض.

وهناك كوبيون يتذكرون كيف كانت بلادهم متخلفة في ظل حكم الديكتاتور باتيستا ، وكيف كان يحصل باتيستا على الدعم القوي من الولايات المتحدة ، ومدى التقدم الذي تحقق في كوبا في ظل ثورة فيدل كاسترو. وهم يتذكرون خليج الخنازير والحصار المفروض على بلادهم ، ولديهم لا شك الكثير من التذمر تجاه الولايات المتحدة.

من؟ لا ندري ... من الذي قام بالهجمات الإرهابية ضد الولايات المتحدة في 11 سبتمبر 2001. لا ندري. ولكننا نعرف أن كون الولايات المتحدة هي الهدف ليس بالمفاجأة‍ ‍‍‍‍ ‍! فلا توجد دولة في العالم يضمر لها الآخرون الكراهية والحقد كالولايات المتحدة. وإنني أعلن وقوفي بضد أعمال الإرهاب ، ولكنني لا أستطيع دائما شجب من يقومون بها .

فالرجل المسالم الذي يحاصره قطاع طرق ويخشى على حياته يمكن أن يصبح ضاريا. وعندما يتم اللجوء إلى العنف ، يجب أن نتذكر أن العنف الأساسي هو عنف الاحتلال . وهو عنف منع الناس من حكم أنفسهم والعنف الذي يقع كرد فعل الناس ضده هو نوع ثانوي من العنف ، نشأ وترعرع بسبب العنف الأساسي. ولو أن (الإسرائيليين) انسحبوا من الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وفككوا المستوطنات اليهودية القائمة وراء حدود 1967 ، فإن معظم العنف الدائر في فلسطين و(إسرائيل) سيتوقف.

أنا ضد الإرهاب ، ولكنني أعرف أن الظلم والاستغلال و التمييز يولد العنف سواء أكان على نحو مبرر أم لا. ولذلك ، وعندما يتعلق الأمر بالنضال ضد " الإرهاب" يجب علينا جميعا أن نتذكر إننا مهما بلغت كراهيتنا للإرهاب ، يتعين علينا أن نكره أكثر الظروف التي دفعت لوقوعه. وأمل أن يدرك مدبرو ومخططو الأعمال الإرهابية أن الأعمال التي يستطيعون تبريرها لأنفسهم هي أعمال تأتي بنتائج عكسية.وأنا لا أعرف من الذي نفذ هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة . وإنني أدين الهجمات والذين قاموا بها . ولكن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" أرييل شارون بدأ بالفعل في جني بعض الثمار.

هو يستطيع التظاهر بتشبيه الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة ، بالهجمات التي تقع ضد (إسرائيل). وبالنسبة للذين يبررون رد الفعل الأمريكي ضد الهجمات ، لن يكون صعبا على شارون تبرير عدوانه على الفلسطينيين.

انتهى النقل

مع تحيات
الإســـ فـتـى ـــلام