متشيم
14-09-2001, 11:26 AM
"هؤلاء يريدون إسلام إعلامي لا يريدون إعلام إسلامي"
قالها لي شخص ، فدار في خلدي هذا المفهوم وبنيت عليه مفاهيم أخرى منها : سياسة إسلامية أم إسلام سياسي؟.
جاء الإسلام مقرا لكل مصلحة كانت ، في الجانب السياسي او الاقتصادي أو غيره ما دامت لا تتعارض مع الشرع ، فمجلس الشورى والدستور المبني على الشريعة الإسلامية ، والقانون ، والضمان الصحي والضمان الاجتماعي ، وغيرها الكثير ، ما دامت توافق الشرع وليس فيها ضرر فقد أقرها الإسلام كمصلحة.
أهل العلم يسعون لأسلمة السياسة وهذا هو الصحيح ، وأما السياسيون فإنهم يسعون لتسييس الإسلام ، ويكون دور العلماء القيام بواجب النصح والإرشاد ، وأما السياسيون فإنهم يحاولون الاستفادة من الفتوى إلى أقصى حد ، فإذا كانت الفتوى ستقف حائل ضد فسادهم السياسي وأطماعهم لم ينبروا للاستفتاء وإذا وجدوا في الدين مبتغاهم سارعوا لتصديق قراراتهم بما ورد في الشرع ، فيصدق عليهم قوله تعالى:
(( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ))
وقوله تعالى:
(( وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم إذا فريق منهم معرضون . وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين . أفي قلوبه مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون )).
فتفاجئ حينما يدخل العلماء في مجال السياسة فتكون فتواهم مسيسة ، وهم قد استفتوا من قبل السياسيين بغرض تمرير أمر معين أو أرضاء لمن يوالونهم ، بينما يسكت العلماء عن قضايا مصيرية أكبر تهم الأمة ، وأحيانا تنقل الفتاوى للعلماء بطريقة مجتزئة أو مخالفة للواقع فيفتون فتوى يصدم بها عوام الناس فتبدأ مصداقية العلماء تقل في نفوسهم ، ولا يعلم العلماء انه تم استغفالهم من بعض الساسة ، وحينما يناقشه بعض الدعاة في فتواه بعيدا عن أعين الساسة وتدخلاتهم يصدم العالم بتغير وصف الفتوى ويكتشف انه استغفل فلا يدري ماذا يقول.
وبعض العلماء يعلم حقيقة الواقع فيفتي بما يرضي الساسة عنه.
ويبقى الناس في حيرة ، ومع مرور الوقت يستطيع الناس أن يخمنوا الفتوى التي ستظهر ، برغم جهلهم في الدين إلا أنهم يفهمون في السياسة ، ولأن الفتوى شرعية ستصدر وفق الإطر السياسية وليست سياسية ستصدر وفق الأطر الشرعية يصبح الناس ذا قدرة على تواقيت الفتاوى ومضمونها ، وحينما ترد قضية حساسة من قضايا الأمة فيكون في الإفتاء فيها حرج للساسة ، لا ينتظر الناس فتوى من المفتين المعينين من قبل الساسة لأن الساسة الذين عينوا العلماء لن يسمحوا بأي حال من الأحوال بإصدار فتوى يحمل مضمونها العتب عليهم.
هل لهذه الفتوى قيمة حقيقية؟
لا ليس لها أي قيمة حقيقية ، سوى أنها تجمع الناس على أمر ، وحينما يكتشف السياسي انه استطاع ان يستغفل هذا العالم ويلف ويدور عليه فإن العالم يفقد هيبته حقيقة عند هذا السياسي فلا يحمل له أي تقدير أو احترام ، بل يجعله مطية لأفعاله ، إنما تكون قيمة الفتوى لتزيد من عدد الناس الذين يتقبلون الأمر بحجة أنه أمر سياسي مشرع وليس أمرا صدرا بشكل شرعي مسيس....
ولله الحمد من قبل ومن بعد.
قالها لي شخص ، فدار في خلدي هذا المفهوم وبنيت عليه مفاهيم أخرى منها : سياسة إسلامية أم إسلام سياسي؟.
جاء الإسلام مقرا لكل مصلحة كانت ، في الجانب السياسي او الاقتصادي أو غيره ما دامت لا تتعارض مع الشرع ، فمجلس الشورى والدستور المبني على الشريعة الإسلامية ، والقانون ، والضمان الصحي والضمان الاجتماعي ، وغيرها الكثير ، ما دامت توافق الشرع وليس فيها ضرر فقد أقرها الإسلام كمصلحة.
أهل العلم يسعون لأسلمة السياسة وهذا هو الصحيح ، وأما السياسيون فإنهم يسعون لتسييس الإسلام ، ويكون دور العلماء القيام بواجب النصح والإرشاد ، وأما السياسيون فإنهم يحاولون الاستفادة من الفتوى إلى أقصى حد ، فإذا كانت الفتوى ستقف حائل ضد فسادهم السياسي وأطماعهم لم ينبروا للاستفتاء وإذا وجدوا في الدين مبتغاهم سارعوا لتصديق قراراتهم بما ورد في الشرع ، فيصدق عليهم قوله تعالى:
(( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ))
وقوله تعالى:
(( وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم إذا فريق منهم معرضون . وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين . أفي قلوبه مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون )).
فتفاجئ حينما يدخل العلماء في مجال السياسة فتكون فتواهم مسيسة ، وهم قد استفتوا من قبل السياسيين بغرض تمرير أمر معين أو أرضاء لمن يوالونهم ، بينما يسكت العلماء عن قضايا مصيرية أكبر تهم الأمة ، وأحيانا تنقل الفتاوى للعلماء بطريقة مجتزئة أو مخالفة للواقع فيفتون فتوى يصدم بها عوام الناس فتبدأ مصداقية العلماء تقل في نفوسهم ، ولا يعلم العلماء انه تم استغفالهم من بعض الساسة ، وحينما يناقشه بعض الدعاة في فتواه بعيدا عن أعين الساسة وتدخلاتهم يصدم العالم بتغير وصف الفتوى ويكتشف انه استغفل فلا يدري ماذا يقول.
وبعض العلماء يعلم حقيقة الواقع فيفتي بما يرضي الساسة عنه.
ويبقى الناس في حيرة ، ومع مرور الوقت يستطيع الناس أن يخمنوا الفتوى التي ستظهر ، برغم جهلهم في الدين إلا أنهم يفهمون في السياسة ، ولأن الفتوى شرعية ستصدر وفق الإطر السياسية وليست سياسية ستصدر وفق الأطر الشرعية يصبح الناس ذا قدرة على تواقيت الفتاوى ومضمونها ، وحينما ترد قضية حساسة من قضايا الأمة فيكون في الإفتاء فيها حرج للساسة ، لا ينتظر الناس فتوى من المفتين المعينين من قبل الساسة لأن الساسة الذين عينوا العلماء لن يسمحوا بأي حال من الأحوال بإصدار فتوى يحمل مضمونها العتب عليهم.
هل لهذه الفتوى قيمة حقيقية؟
لا ليس لها أي قيمة حقيقية ، سوى أنها تجمع الناس على أمر ، وحينما يكتشف السياسي انه استطاع ان يستغفل هذا العالم ويلف ويدور عليه فإن العالم يفقد هيبته حقيقة عند هذا السياسي فلا يحمل له أي تقدير أو احترام ، بل يجعله مطية لأفعاله ، إنما تكون قيمة الفتوى لتزيد من عدد الناس الذين يتقبلون الأمر بحجة أنه أمر سياسي مشرع وليس أمرا صدرا بشكل شرعي مسيس....
ولله الحمد من قبل ومن بعد.