View Full Version : ،، الرؤيا والحلم ،،
كلاسيك
10-09-2001, 06:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
هي نوع من الأحلام التي يراها النائم ولكنها تتميز عن غيرها بأنها تتحقق في الواقع تماماً، كما حدثت في الحلم، سواء كانت تلك الرؤيا صريحة أو مرموزة.
والأمر كذلك فإن الرؤيا مؤشر يشير إلى أحداث تقع للإنسان في مستقبله.
وتعد الرؤيا من الأمور المعترف بها عند علماء المسلمين والقليلة أيضاً التي يكشف عن طريقها غيب المستقبل للناس.
وإن كنا نقول بذلك ويقول به علماء المسلمين فإن معرفة الغيب ليست مغلقة عن الناس مادام الله ـ سبحانه وتعالى ـ قد جعل لها سبباً كالرؤيا الصادقة وهو ما يتعارض مع آراء العديد من منكري التنبؤ بالمستقبل عن أي طريق كان.
وقد ورد لنا في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من الآيات والأحاديث النبوية التي تشير إلى الرؤيا الصادقة التي تحققت في مستقبل الحالمين بها، كما ورد في سورة يوسف في قوله تعالى
(إذ قال يوسف لأبيه ياأبت إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين * قال يابني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً، إن الشيطان للإنسان عدو مبين).
صدق الله العظيم.
وهو ما تحقق بعد ذلك واعتلى يوسف عليه السلام عرش مصر وسجد له أبواه واخوته.
فهذه الرؤيا كانت إعلاماً ليوسف عن غيب مستقبله وما سوف يصل إليه في حياته.
كذلك رؤيتا صاحبي يوسف في السجن، اللتان تحققتا لهما قال الله تعالى( ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمراً، وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطيرُ منه، نبئنا بتأويله، إنَّا نراك من المحسنين). صدق الله العظيم.
وقد ذُكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث عديدة منها قوله عليه الصلاة والسلام:
(لم يبق في النبوة إلا المبشرات . قالوا: وما المبشرات ؟ قال الرؤيا الصالحة). رواه البخاري
وقوله (إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة) متفق عليه.
وهذه الآيات والأحاديث تدل بصورة قاطعة على أن الرؤيا الصادقة تشير إلى غيب المستقبل الذي لم يحدث بعد، حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماها المبشرات وعدها جزءاً من النبوة.
كلاسيك
10-09-2001, 06:08 PM
الرؤيا تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
أولاً : الرؤيا الحق ومصدرها وحي من الله.
ثانيا: حلم من الشيطان .
ثالثاً: رؤيا من حديث النفس.
كلاسيك
10-09-2001, 06:09 PM
هي إلهام من الله للعبد.. وكما ترى ـ لا خلاف بين ما يراه النائم وما يتحقق في الواقع.
كلاسيك
10-09-2001, 06:10 PM
تكون بها رموز لابد لها من تفسير.
كلاسيك
10-09-2001, 06:12 PM
لقاء روح النائم بروح أحد من الموتى هي رؤية حق أو صعودها إلى الجنة ومشاهدتها تلك رؤيا الصالحين وهي رؤيا حق. ولا يفوتني أن أقول إن الرؤيا الحق ليست قاصرة على الصالحين فقط.. لا بل تأتي لكل البشر. والدليل: ملك مصر فرعون في رؤياه في قصة سيدنا موسى "عليه السلام" لقد أفزعه حلم جمع له قومه ليفسروه له.
(رأى كأن ناراً خرجت من الشام ثم أقبلت حتى انتهت إلى مصر فأحرقت عرشه) وكان تفسير حلمه أنه سيهلك على يد ولد من أبناء يعقوب. وأمر فرعون بذبح الصبيان، ولكن الحذر لا يمنع قدر، وقد ربى هو سيدنا موسى عليه السلام وهلك على يديه.
كلاسيك
10-09-2001, 06:13 PM
والحلم الشيطاني هو حلم لا إرادي للإنسان، يرى فيه النائم جانباً آخر من الواقع غير المرئي، إذ أن الشيطان وأعوانه يتصلون بالنائم بواسطة الحلم فيراهم كما يرونه ويقولون له ما يريدون سماعه ويرونه ما يريدون أن يراه.
والحلم الشيطاني أحد وسائل الشيطان للتأثير على عباد الله الذين يتخذهم لأجل خدمة أهدافه وأغراضه ألا وهي ترويع المؤمنين ودفعهم إلى الابتعاد عن طريق الله عز وجل.
فهو يظهر لهم في صور متعددة يأمرهم بالمعصية والطغيان محبباً لهم الخروج عن طاعة الله بفعل الفواحش والمنكرات أو يظهر لهم بأشكال وصور تفزعهم وترهبهم وتلهيهم عن تأدية الفرائض وإقامة الصلاة أو يكرر لهم أحلاماً تصيبهم بالأرق والقلق والتوتر أو يدخل في رؤياهم الصادقة ليخلط الحق بالباطل حتى لا يستفيد المؤمن من رؤياه في مستقبله فلا يعرف من رؤياه ما هو فيها من حق أو باطل.
كلاسيك
10-09-2001, 06:15 PM
حلم غير متكامل وغير منظم ويكون تفسيره حسب ما يتذكره النائم أو يجول بخاطره ويحدث به نفسه فالإنسان دائماً ما يشغل بأشياء يجد فيها وتظل مسيطرة عليه أثناء اليقظة والنوم، مثلاً التلامذة تكون لديهم أسئلة لم تسعفهم الذاكرة بحلها ويظل يفكر بها وأحياناً يجدون حلها وهم نائمون لأنهم يفتحون مخزن الذكريات ليجدوا فيه حل أسئلتهم الحائرة.
كلاسيك
10-09-2001, 06:16 PM
إن للقلب بابين للعلوم أحدهما للأحلام والثاني لعلم اليقظة وهو باب الظاهر إلى الخارج فإن نام أغلق باب الحواس ليفتح له باب الباطن ويكشف له الغيب من عالم الملكوت من اللوح المحفوظ. فيكون مثل الضوء وربما احتاج كشفه إلى شئ من تعبير الأحلام ويحتاج إلى أن يعرف في ضمن ذلك أن القلب مثل المرآة. واللوح المحفوظ مثل المرآة أيضاً لأن فيه صورة كل موجود.
وإذا قابلت المرآة بمرآة أخرى حلت صور ما في إحداهما في الأخرى وكذلك تظهر صور ما في اللوح المحفوظ إلى القلب إذا كان فارغاً من شهوات الدنيا. فإن كان مشغولاً بها كان عالم الملكوت محجوباً عنه. بذكر الغيب في مقولة الإمام الغزالي تطيب لي نفسي أن اشرحه يوجد غيب استأثر المولى عز وجل بعلمه هو وحده وهو ما يذكره في الآية.
بسم الله الرحمن الرحيم
{وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين}
صدق الله العظيم سورة الأنعام. الآية 59
كلاسيك
10-09-2001, 06:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
{إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير}.
صدق الله العظيم ـ سورة لقمان الآية 34
هذا الغيب استأثر الله بعلمه وهو يتضمن الزمان والمكان والكيفية.
ومثال ذلك الطائرة التي اختفت في 9/10/31 وهذا يعني الزمان أثناء رجوعها من أمريكا إلى القاهرة ووقوعها بالمحيط وهذا يعني المكان وعرف بأن كل من كانوا بها وهي أيضاً غرقت وهذا يعني الكيفية. هذا الغيب لا جدال فيه ولا يختلف عليه.
ويوجد غيب آخر سمح لنا الله بمعرفته والتوصل إليه بإذنه. والعلم والمعرفة من تجارب السنين وتعاقب الأحداث. وأشار إليه سبحانه وتعالى في الآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم {ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء} صدق الله العظيم ـ البقرة.
هذا شأن الله ومشيئته في الأرض والجهد أثمر ثمرته المرجوة وكأنما الآية تشير إلى أن هذا الإنجاز الحضاري الذي تحقق تم بأمرين هما إرادة القدر وجهود البشر . وجهود البشر ليست شيئاً يذكر ما لم تقترن بقدرة الله ودعمها بمشيئته ـ جل شأنه ـ تلك هي حكمة من حكم الجليل لاستمرار الحياة. ورغم أنه خص علم الأرحام لعلمه هو وحده إلا إنه أذن منذ عدة سنوات للعلماء في الطب ليتوصلوا إلى ما يجعلهم يعرفون إن كان ولداً أو بنتاً أو توأماً قبل مولده وهذا تأكيد على أن الله يطلع من يريد على الغيب الذي يأذن بمعرفته والاستفادة منه للنفس البشرية التي جعلها خليفة له في الأرض.
بسم الله الرحمن الرحيم{إني جاعل في الأرض خليفة} صدق الله العظيم ـ البقرة الآية30.
ذكرت كلامي هذا لكي أخاطب به من يهرعون هرباً إن كلمهم أحد في هذا الموضوع أجد كثيرينً يشمئزون لمجرد سماعهم لفظة غيب وينظرون إلى المتكلم في هذا الموضوع على أنه خرج عن آداب الحديث وتدخل في إرادة الله ولا ينتظر سماع ما تريد قوله وأحياناً كثيرة يحلم أناس بأشياء تطلعهم على أشياء قادمة وليست ماضية ولكنهم لا يصدقون حتى بعد تحقق أحلامهم. نراهم يخفون رؤوسهم كالنعام في أحضان ماضيهم وحاضرهم فقط.
كلاسيك
10-09-2001, 06:18 PM
يرجع تاريخ الحلم إلى تاريخ البشرية ونزول آدم عليه السلام إلى الأرض، بل يعد تاريخ الحلم من قبل ذلك ، في وقت أن خلق الله آدم نفسه. ونحن لا نعني بتاريخ الأحلام هذا المعنى فهو واضح وبديهي، بل نقصد به بداية عهد اهتمام الإنسان بدراسة الحلم والاهتمام بما فيه من رموز وأسرار والنتائج والآثار التي تترتب عليه
ومن هذا الوقت أحاطت الدراسة وانصب الاهتمام على الحلم، من جانب العلماء والمختصين والمحللين. وقد يظن البعض أن هذا التاريخ وبهذا الوصف قد يكون حديثاً نسبياً إلا أن الواقع يثبت غير ذلك ، فقد اهتم الإنسان بأحلامه وسجل تبريراته لها وأسبابها في أزمان بعيدة .. وما وصل إلينا من الحضارات القديمة والمعروفة لنا ما يثبت ذلك. وقد أسهم كثير من العلماء قديماً في هذا الشأن حتى القرن التاسع عشر إذ تبنى علماء متخصصون في علم النفس التعبير عن الأحلام وفك رموزها على أساس المنهج العلمي
وقد يظن البعض أن هذا التاريخ وبهذا الوصف قد يكون حديثاً نسبياً إلا أن الواقع يثبت غير ذلك ، فقد اهتم الإنسان بأحلامه وسجل تبريراته لها وأسبابها في أزمان بعيدة .. وما وصل إلينا من الحضارات القديمة والمعروفة لنا ما يثبت ذلك.
ولا شك أن الأديان السماوية ـ خاصة الإسلام ـ أسهمت بالغ الإسهام في وضع نظرية خاصة بالحلم وطرق تفسيره. ومن الأهمية بمكان أن نشير إلى الرمز الحلمي ودوره في مفهوم الحلم ومدى فهم الحالم لما يراه.
وهذا الرمز المعبر عن الحلم يختلف من شخص إلى آخر ، فالرمز الواحد يختلف معناه من شخص إلى آخر حسب ثقافته وبيئته وخبراته المكتسبة ووقته من حياته وتجاربه.
وليس هذا وحده الذي يؤثر على مفهوم الرمز الحلمي ، بل يؤثر فيه أيضاً عادات الشعوب وثقافاتها المتعددة عبر العصور المختلفة والراسخة في أذهان أبنائها إلى وقتنا الحاضر وهو ما سوف نقوم بتوضيحه في هذا الجانب في موضعنا عن الأحلام.. ونسأل الله أن نكون قد أسهمنا بالقدر الكافي لإيضاح هذا الأمر.
كلاسيك
10-09-2001, 06:20 PM
تفسير الأحلام ليس مبنياً على التكهنات وليس من التنجيم فى شئ، كما أنه غير محرم شرعاً.. والدليل على ذلك ما ورد فى القرآن الكريم فى سورة يوسف حيث يقول الله تعالى:{إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنى رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين. قال يا بنى لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً إن الشيطان للإنسان عدو مبين}. آية 4، 5.
وقوله تعالى:{وقال الملك إنى أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات. ياأيها الملأ أفتونى فى رؤياى إن كنتم للرؤيا تعبرون. قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين} سورة يوسف آية 43، 44.
هذه رؤيا ملك مصر (الفرعون) وقد جمع حوله أهل العلم فى زمانه ليفسروا له الرؤيا ولكنهم للأسف كانوا جاهلين بعلم التأويل (التفسير) وهكذا نجد أنه لولا تفسير الرؤيا ووجود ذلك المفسر العالم لوقعت كارثة على الشعب المصرى والشعوب القريبة منه.
ويقول تعالى:{وقال الذى نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون. يوسف أيها الصديق أفتنا فى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلى أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون. قال تزرعون سبع سنين دأباً فما حصدتم فذروه فى سنبله إلا قليلاً مما تأكلون. ثم يأتى من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلاً مما تحصنون ثم يأتى من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون}. سورة يوسف الآيات (من 45 إلى 49).
وهكذا فإن وجود المفسر "يوسف عليه السلام" أنقذ مصر وشعبها من مجاعة تمتد لسبع سنين ولا عجب فى ذلك، فقد قال الله تعالى عن يوسف: {قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما. ذلكما مما علمنى ربى إنى تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون}. سورة يوسف الآية 37.
وكذلك ما كان من أمر رؤيا سيدنا إبراهيم وابنه سيدنا إسماعيل عليهما السلام وكلنا يعرفها.
وقد ورد فى صحيحى البخارى ومسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسأل الصحابة بعد صلاة الفجر: من رأى منكم الليلة رؤيا؟..
ولم نقرأ أو نسمع من قال بحرمة تفسير الأحلام اللهم إلا إذا كان الحالم كاذباً أو المفسر جاهلاً.. والقول بتحريم التفسير أمر فيه تجنٍ واعتداء على ما أحله الله.
اختلفت المذاهب والمناهج في تبرير الحلم وتفسيره وطبيعته ومصدره اختلافاً بيناً، كل حسب طريقته ومعلوماته وتقييمه الشخصي
وقد اتسع الخلاف بين كل هذه المذاهب المختلفة وتضاربت الآراء والمذاهب ولم يشبع هذا كله نهم الإنسان في المعرفة عن الحلم ولم تبرر هذه المذاهب كل الظواهر الحلمية التي تعرض للإنسان، حتى جاء الإسلام وهبط الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم فجاءت نظرية كاملة شاملة للحلم أحاطت بكل تفاصيله وجوانبه بداية من تعريفه ومصدره وطبيعته وأنواعه وبدايته ونهايته إلى تفسيره ودوره في حياة الإنسان والتعامل معه.
كلاسيك
10-09-2001, 06:21 PM
فالحلم في الإسلام نظرية قائمة على العلم الكامل غير منقوصة من مصادر موثقة لا تقبل الشك أو الإنكار وتكاد تكون النظرية الإسلامية في الحلم هي النظرية الوحيدة التي تعني بجميع جزئيات الحلم والمفسرة لكل الظواهر الحلمية التي لا تجد لها مبررا في سواها
فقد أحاطت بالرؤيا الصادقة وهي ما تبرر تحقق أحلام بعض الناس في المستقبل
وفسرت ما يراه النائم من كائنات غير معلومة لم تدركها حواسه ولم تصل إليه في يوم من الأيام.
ولم تهمل حديث النفس وما يحدث المرء به نفسه وأسندتها لاحتياجات الإنسان وخبراته والمنبهات التي تحيط به.
والقرآن الكريم كمصدر للنظرية الإسلامية في الحلم يعبر عن الصحة والصدق في المعلومة والتي تصدر عن خبير عالم بصنعته وخلقه، فهو الذي خلق الإنسان وجعل الحلم من نشاطات روحه، وهو الذي دل على أهمية الحلم في حياة الإنسان وصفات مفسره وغيرها من تفصيلات الحلم وأثره .. إنه الله العلي القدير.
وأكملت السنة النبوية جوانب النظرية وهي كمصدر لا تقل أهمية عن القرآن الكريم ، فالرسول صلى الله عليه وسلم (لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى).
فإن كان اللفظ بشريًا يكون المعنى من عند الله ـ سبحانه وتعالى ـ وما كانت السنة في النهاية إلا شرحاً وتفصيلاً لكلام الله تعالى دونما تعارض أو اختلاف.
فشتان بين تلك النظرية في تبريرها وتقسيمها للحلم وبين ما قام به علماء النفس مع اختلاف مذاهبهم من تبريرات وتحليل للحلم.
فإننا نكاد ندرك أن كل جهود هؤلاء العلماء لا تتناول سوى جزء بسيط مما تناولته النظرية الإسلامية في هذا الشأن وأن علماء النفس ركزوا اهتمامهم البالغ وكل أبحاثهم على فرع حديث النفس في الأحلام تاركين معظم الجوانب المهمة في الحلم وهو ما يبرر عدم قدرتهم وتخبطهم في تفسير الظواهر الحلمية التي تعبر عنها جوانب أخرى للحلم.