PDA

View Full Version : مفهوم الوسطية


البراء
30-08-2001, 02:47 PM
في مفهوم الوسطيّة

بقلم فضيلة الشيخ/ سلمان بن فهد العودة

الحمد لله ، والصلاة على رسول الله ، وبعد :
الحديث عن الوسطية يستدعي الوقوف لتكوين مفهوم حول الماهية العلمية للوسطية ، باعتبارها منهجاً شرعياً بعث به سائر الرسل عليهم الصلاة والسلام أولاً.
وباعتبارها قانوناً يمثل أفضل صياغة للمعادلة بين العقل والنفس ثانياً .
ربما كان الاعتراف بصحة مفهوم الوسطية ، وتأهيله للتأسيس والصياغة في العلم والعمل ، يعد حقيقة مسلمة لا جدال حولها.
لكن هذا لا يعني الخلاص من إشكالية الصياغة التطبيقية لهذا المفهوم ، والتي يقع حولها الاختلاف بين كثير من الإسلاميين اليوم.
بل إنك إذا نظرت إلى التاريخ الإسلاميّ ، وبخاصةٍ التاريخ العلمي المعرفي ، وجدت الإشكال في صياغة المفهوم الوسطي من أكبر العقبات التي تواجه أصحاب الاهتمامات المعرفية في تاريخ الأمة.
إن الجدل حول جدوى هذا المفهوم الأصيل " الوسطية " ، لم تكن قائمة -قط- حول التسليم به من حيث المبدأ ، لكن كان مثار الجدل الخلاف حول الصياغة العلمية التأسيسية ، أو حول النموذج التطبيقي ، ومحاولة تحديد المدلول الشرعي والعقلي للوسطية في هذين الجانبين.
فمع القبول العام بمبدأ الوسطية والتسليم به ، إلا أن تحديد الرؤية الشرعية الواضحة لهذا المبدأ ظلت مثار جدل.
وربما يكون من اليسير رؤية الخلاف في التطبيق في مساحة العمل الإسلامي اليوم والذي قد يصل إلى حد التناقض في العمل والأهداف ، والذي يقوم على تسليم نظري على الأقل بالوسطية.
نعم . ليس بالضرورة أن الخلافات هي نتاج مفهومات قَبْلية مُسبقة ، فقد تكون -في كثير من الأحيان- إفرازات للمحيط الاجتماعي والنفسي و السياسي والاقتصادي .....الخ.
وعلى أي حال فإنه يمكن التأسيس لرؤية مناسبة لهذا المفهوم الشرعي الشمولي في العلم والتطبيق ، من خلال التأمل في الحديث النبوي الذي رواه البخاري في" كتاب الإيمان" من صحيحه ، حيث قال:
" باب : الدين يسرٌ ، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : أحب الدين إلى الله الحنيفيّة السَّمْحة".
ثم ساق بسنده عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : " إن هذا الدين يسرٌ ، ولن يُشاد الدينَ أحدٌ إلا غلبه ، فسدِّدوا وقاربوا وأبشروا ، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة ".
فهذا الخطاب النبوي يمثل صياغة شرعية للوسطية.
وربما كان من المهم الإدراك بأن كثيراً من الصياغات التي يُؤَسَّس بها لبناء مفهوم ثابت ، قد تتحول تحت تأثير واقع معين ، ورؤية اجتهادية خاصة ، إلى أُسس مناقضة للمفهوم الشرعي بدلاً من كونها أسسا بنائية فيه.
وهذه مشكلة ربما تواجه أي مفهوم ثبوتي آخر ، يكون من المسلمات المتفق عليها لدى جميع الأطراف ، لكن يقع الإشكال في فهمه وصياغته ، واستئثار كل طرف بتعريفه الخاص ، ونموذجه الخاص.
إن المفهوم الثبوتي لأي مُسَلَّمة أو مبدأ شرعي يحسن أن يحدّد ويؤكد من خلال معانٍ وأصول وقواعد ثابتة ، لا أن يحول إلى صياغة اجتهادية مطلقة.
لأنه حينئذ قد يتحول إلى نموذج تطبيقي لا يؤمن إلا بمفهومه الخاص .
وهنا نرى أن كثيراً من الأشكال في العمل الإسلامي اليوم لا تعترف بغير المفهوم الخاص الذي تنادي به.
وصار يتولد من كثير من المفاهيم والمسلمات الثبوتية صياغات تمثل رؤية واحدة لا تؤهل للتعامل مع أشكال العمل والدعوة.
إنه ليس من الضروري ، بل ولا من الممكن ، القدرة على صياغة رؤية شمولية مؤهلة لاستيعاب سائر الأنماط العلمية والدعوية في الأمة.
ولكن الضروري والممكن أن يطرح للاستيعاب العام لأهل الإسلام ، ولا سيما أصحاب العلم والعمل والدعوة هو المنهج العام ، وأخص أشكاله المقررة : مفهوم الوسطية ، ومدلوله الشرعي العام.
ولن يحظى الفهم العام للوسطية بالإجماع نفسه الذي يحظى به المبدأ الأصلي؛ لأن الفهم اجتهاد تفصيلي ، وثبوتية المبدأ لا تستلزم ثبوتية الاجتهاد في فهمه وتحصيل معناه.
ولذا يحسن أن نفرق بين ثلاثة مستويات هنا :
الأول : الإيمان بالمبدأ باعتباره قاعدة شرعية ضرورية.
الثاني : فهم القواعد الشرعية المتعلقة بهذه المبادئ الثبوتية.
الثالث : الفهم الخاص المبني على الاجتهاد في إمكانية معينة.
فهذا المستوى الثالث لا يحظى بالتسليمية المطلقة التي يحظى بها المبدأ الأصلي ، ويحظى بها الفهم العام المبني على القواعد الشرعية.
والرؤية الخاصة الاجتهادية لفئة أو طائفة لا تحتمل القداسة والثبوت المطلق بل هي على أحسن الأحوال: صواب يحتمل الخطأ.
وهذا التفريق ضروري لجهة معالجة الإشكالات التي تـثور اليوم في كثير من مجالات العمل والعلم والدعوة في الواقع الإسلامي ، حيث يعزى معظمها إلى فرض اجتهاد خاص ، لأنه مبني عندهم على مبدأ عام مسلّم ، وهنا يقع الخطأ في عدم التفريق بين المدلول القواعدي الكلي ، وبين المدلول الاجتهادي الخاص .
وربما يكون ذلك -أحياناً- صياغة جديدة معاصرة لأنماط التقليد والتعصب بين أهل الإسلام ، وترسيم لها بأسماء ذات قيمة مطلقة شرعية ، أو بأسماء مصادمة للتقليد في أصلها .
إن تأكيد رسم المشكلة وتحديد موضع الداء ضروري ؛ لأن عدم فهم صورة الإشكال وموضعه يترتب عليه عدم فهم إمكانية التصحيح وطريقه .
وإذا أخذنا الحديث النبوي المتقدم -يمكن بصورة تقعيدية- أن يقال :
الدين يسر ، واليسر هو الوسط ، فالدين وسط ، والأمة وسط ، كما نطق التنـزيل .
وهنا نرى النبي -صلى الله عليه وسلم- رسم قواعد الوسطية على التحقيق :
1- السداد في قوله :" فسددوا " إن السداد هو إصابة عين الشيء، وتسدد السهم إذا أصاب غرضه وهذا يعطي أن الوسطية والتيسير لا يعني تجاوز القصد الشرعي، والتحقيق لأحكام الشريعة على وفق الدليل من الكتاب والسنة ، وأن الوسطية والتيسير لا تعني التهوين من شأن حدود الشريعة وعصمها، والاتباع لما تهوى الأنفس في منهج الدعوة والقضاء والإفتاء والتعليم بل والتعامل مطلقاً.
إنّ من يفتقد الاتصال الجاد القاصد إلى أحكام الشريعة وأدلتها فهو يفتقد أحد قواعد الوسطية النبوية .
2- لما كان وضع القاعدة الأولى " السداد " قد يوحي أو يولّد عند بعض من لا يتمتع بسعة في الفقه والمعرفة بحكمة الشريعة ومقاصدها قدراً من الإلحاح في المطالبة بتطبيق الرؤية الواحدة الاجتهادية واستتمام تطبيق الأحكام الشرعية في الذات والغير ، جاء قوله : " وقاربوا " ليرسم قاعدة مكملة للقاعدة الأولى .
إن السداد لا يكون ذا إمكانية في التحصيل والتطبيق إذا لم يصاحبه إيمان بقصور النفس والعقل عن رتبة الطلب العليا مهما كان وضوح الشريعة فيها . إن الله خلق آدم خلقاً لا يتمالك كما في الصحيح عن أبي هريرة .
وهنا يعلم أن النفس الآدمية ليست نفساً تمامية إلا بنوع من العصمة والاصطفاء الإلهي ، ولهذا جاء قوله : " وقاربوا " والمقاربة ليست هي " التمام " .
بل يتحصل: إن فرض قاعدة " التمام " في المفهوم الشرعي للوسطية يعد من أخص المناقضات لهذا المفهوم الشرعي ، هذا في التمام الذي هو شرعي ثبوتي، فكيف التمام فيما هو محصل اجتهادي ؟


إذا تم شيءٌ بدا نقْصُهُ ******** ترقَّبْ زوالاً إذا قيل تَمْ

إنَّ الوسطية تعني -لزوماً- الاعتراف والإيمان بعدم لزوم التمامية بل عدم إمكانيتها .
3- ولما كان اعتبار الوسطية بهذين الأصلين " السداد ، والمقاربة " ، قارنهما قاعدة " البشارة ".
إن الأصلين ، الأول والثاني " السداد ، والمقاربة " هما البناء العلمي لهذا المفهوم الثبوتي " الوسطية ". ثم هذه القاعدة " البشارة " هي البناء المحصل لتجاوز الأزمة الذاتية الشخصية الولائية . إن الدين والعمل له لا يجوز أن يتحول إلى مجالات ولائية خاصة ، ومن الغلط أن يكون العمل الإسلامي استجابة ولائية ساذجة لحزب أو جماعة أو دائرة أو غير ذلك .
وبقدر ما نؤمن بعمل إخواننا في الدوائر والجماعات القائمة على اتباع الكتاب والسنة والدعوة إلى دين الله نؤكد رفع مقام دين الله عن الأثرة الولائية. فالعمل للدين هو استجابة لله ورسوله وهنا ترى أهمية قوله : " وأبشروا" . إن كثيراًَ من أشكال الخلاف والإقصاء هو نتيجة لموقف ولائي لا يمثل عند التحقيق لزوماً شرعياً . ومن هنا صار من قواعد الوسطية ربط العمل لدين الله بمقصد وجه الله سبحانه وحده.
إن ثمة فرقاً بين المطالبة بقطع الصلات الولائية ، فهذا ليس من العقل ولا من الشرع ، لكن لا يجوز أن تتحول التجمعات الإسلامية الكثيرة اليوم إلى مقاصد ولائية يصاغ المفهوم تحت تأثيرها . إنَّ المفهوم الشرعي لأيِّ قضية يفترض أن يكون متعالياً على المقدرات الولائية الخاصة بقدر الإمكان.
4- "واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة" إن من قواعد الوسطية اعتبار القدْر الممكن من العمل في ذات الشخص وفي محيطه الدَّعوي والتزام هذا القدْر .
إن الوسطية تعني: أن يعمل كل لما خلق له ، وأن يتحقق الترفع عن مقام التعاند على الأشكال الممكنة.
ومبدأ الإمكان في العمل يرشح كثيراً لمبدأ الإمكان حتى في المفهوم والتطبيق. ومن هنا كانت المحافظة على قدْر من العمل المؤسس شرعاً يستدعي لزوم الاعتراف بضرورة العمل مع إدراك محدودية الإمكان.
وهذا يحصّل فرصة جيدة للإيمان بتعددية العمل الإسلامي في شتى أشكاله ، ويجب ألا يتناول الإقصاء إلا من خرج عن أصول الشرع الثابتة المتحققة باعتبارٍ عِلمي لازم وليس بمأخذ اجتهادي خاص.
وربما كان من المشكل أن كثيراً لا يحصلون مفهوم الوسطية إلا بتجاوز إحدى هذه القواعد النبوية الأربع.
فقد ترى من يتجاوز القصد لمقام الشريعة على التحقيق والعناية لدعوى وسطية يراها ، فيسبح في مفهومات غامضةٍ لا حدود لها .
وفي مقابل ذلك ترى من يبالغ في المطالبة بالتمام مع أن الشارع قصد تحقيق المقاربة فيما هو شرعي فكيف باجتهاد خاص يصر عليه كثير من أهل الإسلام اليوم ، ويبنون عليه إقصاء من لم يحقق توافقاً مع اجتهادهم فضلا عمن يخالفهم ، وهنا يؤسِف أن الإقصاء يكون باسم أحد الثوابت المبدئية كالخروج عن الوسطية أو اتباع الكتاب والسنة أو اتباع السلف وأمثال ذلك.
ولا يحصل هنا تفريق بين لزوم المبدأ ، وعدم لزوم الفهم الخاص فيه . ويقع التنازع بين الأطراف بدعوى تحقيق المبدأ مع الغفلة عن أن المخالفة لم تقع للمبدأ وإنما وقعت لاجتهاد خاص.
إن افتقاد الكثير من أصحاب العمل الإسلامي اليوم للفهم الشرعي الصحيح للوسطية جعل كثيراً من صور العمل الإسلامي تتجه إلى الرؤى المتقابلة فصار قانون التضاد يمثل واقعاً في الأعمال الإسلامية بقدرٍ كان ينبغي ألاّ يوجد ، مع أنه بحمد الله لا زال في أهل الإسلام ودعاته خير كثير واعتدال محمود.
ربما كان من المفيد ألاّ نشعر بأن حل مشكلة عدم تحقيق الوسطية تكون بإلغاء التعددية القائمة في العمل الإسلامي اليوم.
هذا ليس ضرورياً فيما أرى ، فضلاً عن كونه ليس ذا إمكانية تطبيقية بل من المناسب محاولة جعل هذه التعددية قوة تكاملية لاستيعاب سائر الفروضات. إن الوسطية لا تعني إلغاء التعددية بل تعني تقريرها وترشيدها وربما كان هذا مفهوماً صعباً عند كثيرين ، لكنك إذا تحققتَ في أصول الشريعة وقواعدها وجدته واضحا في هدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفي هدي خلفائه، وهذا باب واسع لا يستوعب الأمة سواه ، وقد مدح الله –تعالى- من يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، والأحسن يختلف من حال إلى حال ، ومن زمان أو مكان إلى آخر ، ومن شخص إلى آخر ، وقد جعل الله للأمة مندوحة في دائرة الاختيار ، ومع التسليم بترجيح أن الحق واحد في مواطن النزاع كما اختاره جمهور الأصوليين إلا أن القول بكونه في هذا الفريق أو ذاك محل اجتهاد والعبرة بحجة الشرع وقواعده ومعاقده ، وليست بتوفر القناعة الذاتية لدى هذا أو ذاك .
نسأل الله أن يهدينا إلى سواء السبيل والحمد لله رب العالمين.



أخوكم في الله البراء
عن موقع الاسلام اليوم

علو الهمة
30-08-2001, 07:28 PM
أخي الكريم هل يعني ذلك أن قول الله تعالى في الآية الكريمة (وكذلك جعلناكم امة وسطاً...) وسطاً هنا بمفهوم الوسطية الذي ذكرته؛؛؛

البراء
31-08-2001, 01:20 AM
الأخت في الله علو الهمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

آمين وجزاكِ الله خيراً أختنا الفاضلة واقرأي كلام الشيخ جواباً لسؤالكِ حفظك الله .
{ الدين يسر ، واليسر هو الوسط ، فالدين وسط ، والأمة وسط ، كما نطق التنـزيل } .

أخوكم في الله البراء

حرف
31-08-2001, 01:33 AM
حياك الله وعليكم السلام

(مستعيل وماقريت الموضوع لكن برد لان الموضوع اثارني وايد)



السوطيه مفهوم كبييير جدا وقد حاربه الشرق والغرب بعد ان تمت القضاء علي المفهوم الواحد .

ظهور ناس متدينه اسلاميا وتنادي بانها تستطيع من خلال الدين الاسلامي استيعاب كافت التيارات الاسلاميه وحتي الغير اسلاميه كالقوميه واليساريه والعلمانيه وهذا مفهوم حاربه بعض رواد العلم في السعوديه خاصه وهذا مثله مثل منهج فقه الواقع والذي طرحه الشيخ نفسه كذلك


بعض الاسلاميين قد حجر عقله في زايوه واحده فقط من الدين ونسي بقة الزوايا الثلاث فالدين الاسلامي يستطيع ان يستوعب كل شي ويضعها في ردائه الاسلامي .


التعامل مع الحكام الحاليين والغرب والشرق يريد منهج وسط وفقه الواقع .


حرف

علو الهمة
31-08-2001, 03:15 PM
وكذلك جعلناكم أمة وسطاً؛؛؛؛

نعم قرأت الموضوع أكثر من مرة ؟؟ سؤال آخر أخي الكريم قال أمة وسطاً ؟؟ ماالمقصود بالأمة هنا أخي الفاضل؟؟كي تتكامل الصورة؟

تعال بنا نتناقش في هذه الآية بشكل متكامل أخي الكريم لأنها تحمل في طياتها مفاهيم عدة منعاً للبس فيها ؟

وجزاكم الله خيرا على وقتكم وجهدكم .

علو الهمة
31-08-2001, 03:18 PM
أخي أتفسر فقه الواقع بأنه منهج يجب اتباع الوسطية فيه ؟؟

** ذكرت أن من حجر عقله أخذ زاوية من الزوايا الثلاث ؟ فما هي هذه الزوايا بارك الله فيك ؟؟

وجزيت خيراً؛؛؛

البراء
31-08-2001, 10:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكِ اللهخير أختنا الفاضلة على حرصكِ ومتابعتكِ للموضوع وأقول مستعيناً بالله :
الأمة الوسط المقصودة هنا في الأية الكريمة هي أمة محمد صلى الله عليه وسلم وتفسيرها كما جاء في تفسير ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ) للعلامة الشيخ عبدالرحمن الناصر السعدي رحمه الله :
{ وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً }
أي عدلاً خياراً ، وما عدا الوسط فأطراف داخلة تحت الخطر ، فجعل الله هذه الأمة وسطاً في كل أمور الدين ، وسطاً في الأنبياء بين من غلا فيهم كالنصارى ، وبين من جفاهم كاليهود ، بأن آمنوا بهم كلهم على الوجه اللائق بذلك ووسطاً في الشريعة لاتشديدات اليهود وآصارهم ولا تهاون النصارى .
وفي باب الطهارة والمطاعم لا كاليهود الذين لاتصح لهم صلاة إلا في بيعهِم وكنائسهم ، ولا كالنصارى الذين لاينجسون شيئاً ، ولا يحرمون شيئاً بل أباحوا ما دب ودرج .
بل طهارتهم أكمل طهارة وأتمها وأباح لهم الطيبات من المطاعم والمشارب والملابس والمناكح وحرم عليهم الخبائث من ذلك ، فلهذه الأمة من الدين أكمله ومن الأخلاق أجلها ومن الأعمال أفضلها .
ووهبهم الله من العلم والإحسان مالم يهبه لأمة سواهم فلذلك كانوا{ أمةً وسطاً }[ كاملين ] .
إنتهى كلامه رحمه الله .

وهذا مايدعوا له علمائنا الأجلاء حفظهم الله ورحم من مات منهم الوسطية أي لاغلو في الدين ولا تفريط به .

آمل أن أكون قد وفقت في إجابتكِ أختنا الكريمة .

نسأل اللهتعالى أن يغفر لنا ولكم إنه غفور رحيم .

أخوكم في الله البراء

البراء
31-08-2001, 11:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الفاضل اعترف لك بأني لم أفهم كلامك بالضبط ولكن أجيب حسب فهمي له .

أخي إن جميع الإسلاميين بمختلف تياراتهم يدعون للوسطية ونبذ الغلو في الدين وعلمائنا الكيار من أول الداعين إلى نبذ الغلو امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم {حدثنا علي بن محمد حدثنا أبو أسامة عن عوف عن زياد بن الحصين عن أبي العالية عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة العقبة وهو على ناقته القط لي حصى فلقطت له سبع حصيات هن حصى الخذف فجعل ينفضهن في كفه ويقول أمثال هؤلاء فارموا ثم قال يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين} * ( صحيح ) _ الصحيحة 1283 ، الظلال 98 .
ثم أخي الكريم إن الإسلاميين لايحتوون التيارات اليساريةوالقومية أو أي تيار لايقوم على منهج الكتاب والسنة .

غفر الله لي ولكم وجمعني وإياكم في جنات المعيم . آمين آمين آمين .

أخوكم في الله البراء

حرف
31-08-2001, 11:22 PM
السلام عليكم والرحمه

اعذريني فقد كنت مستعيل ورددت بشكل سريع جدا:)



الزوايا الاربع (الثلاث) المقصود بها هي زوايا الغرفه او زوايا المربع:)

علي المسلم ان ياخذ الدين الاسلامي بشموليته كلها حيث انه منهج حياه للبشريه بمختلف اتجاهاتها فالاسلام يستوعب فيه المسلم والكافر واليهودي وغيرهم كلهم في هذا المنهج.


ولكن يغلب علي بعض المسلمين انه يتشدد في اتجاه واحد في الاسلام وينسي ان للاسلام اتجاهات اخري.

فقد استوعب الاسلام في عهد النبوه اليهود وتعاهد معهم واستوعب الكفار وتعاهد معهم وحتي بعد النصر كان من لايرضي بالاسلام يدفع الجزيه وهذا استيعاب لبقية الديانات.



اليوم نحن نريد مسلم ومسلمه تجعل عقلها الاسلامي يستوعب فيه كل التيارات المختلفه سواء كانت اسلاميه او غير اسلاميه.


حرف

حرف
31-08-2001, 11:29 PM
السلام عليكم والرحمه

اسف يمكن ماقدرت اوصل الموضوع الي في بالي:)

http://www.islamway.com/arabic/images/several/anasheed/still.ram
تصدق حتي انا مافهمت عليك اقصد ردك الاخير لكن نشالله في ردي علي الاخت علو الهمه اكون وضحت الفكره.


الاسلام قوي لانه منهج الاهي وليس منهج من البشر لذلك من معجزاتت هذا الدين او المنهج انه يستطيع ان يستوعب كافة التيارات الاسلاميه او حتي العلمانيه واليساريه.............:)


عادي اخي ممكن نختلف مع بعض في بعض الطرح وهذا طبيعي انشالله بين المتحاورين. يعني خذ راحتك اخي وياي علي الاقل يمكن هذا الموضوع يحييني مره ثانيه


حرف

علو الهمة
01-09-2001, 12:27 AM
حياك الله أخي البراء إذا أمة وسطاً هي أمة محمد صلى الله عليه وسلم أخي الفاضل ....لكن هل المقصود بها أمة بعينها أوضح أكثر السؤال هل المقصود بها الأمة العربية بالذات وليس أية أمة أخرى على الإطلاق ؟؟

وبارك الله فيكم وجزاك الله خير على جهدك معي ولكن نطلب الفائدة.

البراء
01-09-2001, 12:53 AM
السلام عليكم رحمة اللهوبركاته

من يقول أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم محصوره في العرب ؟

ثم ألسنا أنا وأنت وأخونا المسلم الهندي وأخونا المسلم الموريتاني من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ إذا أمة محمد صلى الله عليه وسلم ليست محصورة بالأمة العربية ولكن للأسف حين نستمع إلى نشرات الأخبار نجد المذيع يقول عبارة { الأمة العربية والإسلامية } ففهم كثير من الناس أن المسلمين من غير العرب أمة مختلفة عن العرب وما يدرون أن من العرب نصارى ويهود .

أخوكم في الله البراء