فتى دبي
23-08-2001, 03:39 PM
نكتب لنتسلي أو نكتب لنسلي الناس، نفرحهم.. نحزنهم أو لنقول كلمة لها هدف ومعني أو أنه دور يجب علينا أن نلعبه لنمرح عبر الصفحات البيضاء بمداد القلم ينتهي بانتهاء الفكرة أو الخاطرة التي يفتح بها الله علينا ويكون من دواعي سرورنا أن نرزق بقاريء يتابع من أول فقرة حتي نهاية ما نقول مذيلا بالاسم الكريم الذي يظن - وبعد الظن إثم - يصم العبقرية والابداع وترك للبشرية عصارة التجارب الفكرية والوجدانية.
وأحيانا تكون الكتابة سهلة ميسورة يطاوع القلم الاصابع ويغزو بياض الورقة ويثريها وأوقاتاً أخري وهي كثيرة تحدث حالة (امساك) شديد وتستعصي العبارات ويصبح جلبها كالبحث عن الدولار في السوق السوداء!
ومنذ أيام افتقد الكاتب الكبير محمود عبدالمنعم مراد ولده الطبيب الذي يبلغ من العمر اكثر من خمسين عاماً غرقاً ولف الحزن الجليل الرجل في مصابه الأليم ورغم ذلك كان عليه أن يواصل رحلته مع الكتابة والفكر حيث له اكثر من عمود ومقالة في الصحف المصرية واستطاع ان يتغلب علي احزانه بفتح قناة مشاركة وجدانية بينه وبين القراء.
والبعض له طقوس في مسألة الكتابة كأن يستخدم القلم الرصاص أو يكتب فجراً أو في موعد محدد وعلي ضوء خافت مصحوباً بموسيقي هادئة، والبعض الآخر يكتب في أي مكان وزمان بمجرد أن تراوده الفكرة أو تأتيه الخاطرة فيكلبش فيها ويبدأ في الاسترسال.
أتذكر منذ سنوات عندماكنت أدرس في القاهرة أتجول بسيارتي من شقتنافي مدينة نصر مخترقاً أزقة وحواري الحي حتي أصل الي أكبر ميادين مصر في العتبة متصعلكاً حتي أصل الي سور الازبكية الشهير للفرجة عامة وشراء ما قد يحلو لي من كتب خاصة، ووقتها كان ثمن الكتاب زهيداً لا يتعدي جنيهات معدودة أو الثمن المحدد (على فكرة عمري حاليا لا يتجاوز 28 سنة) وفي كل الاحوال مقدور الحصول عليه ليس كأثمان هذا الزمان، وراودتني خاطرة لاحت في أفق خيالي وأردت أن أسرع بخطفها قبل أن تطير ومددت يدي لورقة ملقاة فوق الارض وبدأت في فردها مسرعاً ففوجئت بلزوجة في يدي لم تكن الا روث بني أدمين يفوح بالعفن والرائحة الكريهة أقشعر لها بدني وارتعد شعر رأسي اشمئزازاً وقرفاً، وللأمانة فليس كل الورق الذي يلتقط من الأرض يبعث علي القرف والاشمئزاز بل ان هناك أوراقاً تغير مجري حياة الانسان ويحكي صديق كان يسير بائساً يائساً من الحياة وكاد أن ينوي علي الانتحار والتقط ورقة من الارض وكانت مقالة لاحد كبار الكتاب تبعث علي حب الحياة والتفاؤل وتحمل مبدأ الزعيم مصطفي كامل انه لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة فانتعش داخله وطرد حالة اليأس واستبدلها بالتفاؤل والانشراح.. وهكذا هو فعل الكلمة في مشاعر الانسان ووجدانه عندما ترحل داخل عقله وبصيرته.
فرحة الكاتب بقاريء تعادلها فرحة حصوله علي شهادة حب وتقدير لا تعادلها أي فرحة خاصة اذا حصل علي تعليق أو رد أو مناقشة، وتزداد تعاستة اذا كتب في فضاء فارغ لا يسمع فيه غير صدى صوت كلماته.. لذلك من الضروري أن نفكر قبل أن نمد القلم علي أول السطر لنسأل: لماذا نكتب؟
وأحيانا تكون الكتابة سهلة ميسورة يطاوع القلم الاصابع ويغزو بياض الورقة ويثريها وأوقاتاً أخري وهي كثيرة تحدث حالة (امساك) شديد وتستعصي العبارات ويصبح جلبها كالبحث عن الدولار في السوق السوداء!
ومنذ أيام افتقد الكاتب الكبير محمود عبدالمنعم مراد ولده الطبيب الذي يبلغ من العمر اكثر من خمسين عاماً غرقاً ولف الحزن الجليل الرجل في مصابه الأليم ورغم ذلك كان عليه أن يواصل رحلته مع الكتابة والفكر حيث له اكثر من عمود ومقالة في الصحف المصرية واستطاع ان يتغلب علي احزانه بفتح قناة مشاركة وجدانية بينه وبين القراء.
والبعض له طقوس في مسألة الكتابة كأن يستخدم القلم الرصاص أو يكتب فجراً أو في موعد محدد وعلي ضوء خافت مصحوباً بموسيقي هادئة، والبعض الآخر يكتب في أي مكان وزمان بمجرد أن تراوده الفكرة أو تأتيه الخاطرة فيكلبش فيها ويبدأ في الاسترسال.
أتذكر منذ سنوات عندماكنت أدرس في القاهرة أتجول بسيارتي من شقتنافي مدينة نصر مخترقاً أزقة وحواري الحي حتي أصل الي أكبر ميادين مصر في العتبة متصعلكاً حتي أصل الي سور الازبكية الشهير للفرجة عامة وشراء ما قد يحلو لي من كتب خاصة، ووقتها كان ثمن الكتاب زهيداً لا يتعدي جنيهات معدودة أو الثمن المحدد (على فكرة عمري حاليا لا يتجاوز 28 سنة) وفي كل الاحوال مقدور الحصول عليه ليس كأثمان هذا الزمان، وراودتني خاطرة لاحت في أفق خيالي وأردت أن أسرع بخطفها قبل أن تطير ومددت يدي لورقة ملقاة فوق الارض وبدأت في فردها مسرعاً ففوجئت بلزوجة في يدي لم تكن الا روث بني أدمين يفوح بالعفن والرائحة الكريهة أقشعر لها بدني وارتعد شعر رأسي اشمئزازاً وقرفاً، وللأمانة فليس كل الورق الذي يلتقط من الأرض يبعث علي القرف والاشمئزاز بل ان هناك أوراقاً تغير مجري حياة الانسان ويحكي صديق كان يسير بائساً يائساً من الحياة وكاد أن ينوي علي الانتحار والتقط ورقة من الارض وكانت مقالة لاحد كبار الكتاب تبعث علي حب الحياة والتفاؤل وتحمل مبدأ الزعيم مصطفي كامل انه لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة فانتعش داخله وطرد حالة اليأس واستبدلها بالتفاؤل والانشراح.. وهكذا هو فعل الكلمة في مشاعر الانسان ووجدانه عندما ترحل داخل عقله وبصيرته.
فرحة الكاتب بقاريء تعادلها فرحة حصوله علي شهادة حب وتقدير لا تعادلها أي فرحة خاصة اذا حصل علي تعليق أو رد أو مناقشة، وتزداد تعاستة اذا كتب في فضاء فارغ لا يسمع فيه غير صدى صوت كلماته.. لذلك من الضروري أن نفكر قبل أن نمد القلم علي أول السطر لنسأل: لماذا نكتب؟