سردال
22-08-2001, 04:26 AM
لم أصدق نفسي أبداً، ها قد مضت السنوات الثلاث بسرعة، وقد كنت قبل ذلك أقول، إنهم في السنة الأخيرة، فمتى سنصل نحن إلى ما وصلوا إليه؟ لكننا وصلنا وانتهينا في سرعة لم أتخيلها أبداً، أنتهت سنوات الدراسة الثانوية الثلاث بحلوها ومرها، أنتهت وانتهت علاقتنا بمن عرفنا من طلاب ومدرسين، أنتهت أيام الدراسة الشاقة المسائية والتي كانت تستهلك ما بقي لدينا من طاقة في آخر اليوم، فكنا نتحين الفرصة لغياب مدرس لكي نرجع إلى المنزل ونرتاح.
كانت أيام جميلة، نقطع فيها كل يوم ذهاب وإياباً مسافة طويلة لكي نصل إلى المدرسة، فكنا نتفق على أن نصلي في المسجد الفلاني ثم ننطلق إلى المدرسة وفي مسافة الطريق نضع بعض أشرطة المحاظرات وأحياناً الأناشيد، ونتبادل الأحاديث المختلفة، ولم تكن تخلو هذه الأحادث في القليل من الأحيان من العصبية والشدة.
إنني أعجب كثيراً من صبر صديقي عليّ ثلاث سنين، صبر على برودي الغير طبيعي أبداً، وصبر على تغيبي وعلى استهتاري في الدراسة والحمدلله أن هذا الاستهتار لم يؤدي بنا إلى الرسوب :)، كان يأتيني كل يوم في ساعة محددة، وقد أنهكه العمل في الصباح ولم يأكل شيء في المنزل، ثم نذهب سوية إلى المدرسة، ونعود في الساعة الثامنة ليلاً وإن أكملنا الدوام المدرس نصل في الساعة التاسعة والنصف وقد خارت قوانا.
وبالطبع لم تخلو هذه الرفقة من المواقف المضحكة، لكن عاهدت نفسي ألا أذكرها لأحد وأحتفظ بها لنفسي، لسببين، الأول أنني عادة ما أكون ضحية في هذه المواقف :) والثاني أن صديقي من النوع المحافظ فأخشى أن يغضب إن نشرت الغسيل أمام الملأ :)
دارت كل هذه الخوطر في رأسي بعد آخر امتحان لنا في المدرسة، ركبنا السيارة ولازم كل من الصمت، وفتحت المذياع على إذاعة القرآن الكريم، لنستمع إلى البرامج الفقهية المعروفة، ولازمت الصمت وكذلك فعل زميلي، وبعد عشر دقائق فاجأني زميلي بصراخه: خلصنا! ما أصدق أبداً إنا خلصنا!
قلت وبكل برود: طبعاً خلصنا!
- إيه يا عبدالله، خلاص ما راح نشفوك مثل قبل
- شو نسوي يا محمد (اسم صديقي) هذه الدنيا تدور....
- معقولة عبدالله خلصنا ثلاث سنوات؟! والله مب مصدق!
- صدق! صدق يا خوي، وإن شاء الله تروح تسجل في الجامعة قريباً.
- سبحان الله...... كيف لو أني رفضت أكمل الدراسة، كيف راح يصير وضعي؟ ... لا لا! الحمدلله يوم كملت الدراسة.
وهكذا دار الحوار بيننا إلى أن وصلنا إلى باب المنزل، نزلت من السيارة، وقد اجتمعت هذه الصورة بصورة المرة الأولى التي ذهبنا فيها إلى المدرسة، الفرق كبير بلا شك، ولولا الله ثم هذا الصديق الذي بذل الكثير ولم ينتظر مني الجزاء، لكنت الآن في وضع آخر لا أحسد عليه أبداً.
قلت له: جزاك الله خيراً، ما قصرت، وجعل الله ما فعلته من أجلي في ميزان حسناتك، ثم أغلقت الباب، وانطلقة السيارة، ورحت أمشي نحو غرفتي وأنا أجر ذكرياتي الدراسية، أنلتقي بعد هذه السنوات مرة أخرى؟ ربما...
كانت أيام جميلة، نقطع فيها كل يوم ذهاب وإياباً مسافة طويلة لكي نصل إلى المدرسة، فكنا نتفق على أن نصلي في المسجد الفلاني ثم ننطلق إلى المدرسة وفي مسافة الطريق نضع بعض أشرطة المحاظرات وأحياناً الأناشيد، ونتبادل الأحاديث المختلفة، ولم تكن تخلو هذه الأحادث في القليل من الأحيان من العصبية والشدة.
إنني أعجب كثيراً من صبر صديقي عليّ ثلاث سنين، صبر على برودي الغير طبيعي أبداً، وصبر على تغيبي وعلى استهتاري في الدراسة والحمدلله أن هذا الاستهتار لم يؤدي بنا إلى الرسوب :)، كان يأتيني كل يوم في ساعة محددة، وقد أنهكه العمل في الصباح ولم يأكل شيء في المنزل، ثم نذهب سوية إلى المدرسة، ونعود في الساعة الثامنة ليلاً وإن أكملنا الدوام المدرس نصل في الساعة التاسعة والنصف وقد خارت قوانا.
وبالطبع لم تخلو هذه الرفقة من المواقف المضحكة، لكن عاهدت نفسي ألا أذكرها لأحد وأحتفظ بها لنفسي، لسببين، الأول أنني عادة ما أكون ضحية في هذه المواقف :) والثاني أن صديقي من النوع المحافظ فأخشى أن يغضب إن نشرت الغسيل أمام الملأ :)
دارت كل هذه الخوطر في رأسي بعد آخر امتحان لنا في المدرسة، ركبنا السيارة ولازم كل من الصمت، وفتحت المذياع على إذاعة القرآن الكريم، لنستمع إلى البرامج الفقهية المعروفة، ولازمت الصمت وكذلك فعل زميلي، وبعد عشر دقائق فاجأني زميلي بصراخه: خلصنا! ما أصدق أبداً إنا خلصنا!
قلت وبكل برود: طبعاً خلصنا!
- إيه يا عبدالله، خلاص ما راح نشفوك مثل قبل
- شو نسوي يا محمد (اسم صديقي) هذه الدنيا تدور....
- معقولة عبدالله خلصنا ثلاث سنوات؟! والله مب مصدق!
- صدق! صدق يا خوي، وإن شاء الله تروح تسجل في الجامعة قريباً.
- سبحان الله...... كيف لو أني رفضت أكمل الدراسة، كيف راح يصير وضعي؟ ... لا لا! الحمدلله يوم كملت الدراسة.
وهكذا دار الحوار بيننا إلى أن وصلنا إلى باب المنزل، نزلت من السيارة، وقد اجتمعت هذه الصورة بصورة المرة الأولى التي ذهبنا فيها إلى المدرسة، الفرق كبير بلا شك، ولولا الله ثم هذا الصديق الذي بذل الكثير ولم ينتظر مني الجزاء، لكنت الآن في وضع آخر لا أحسد عليه أبداً.
قلت له: جزاك الله خيراً، ما قصرت، وجعل الله ما فعلته من أجلي في ميزان حسناتك، ثم أغلقت الباب، وانطلقة السيارة، ورحت أمشي نحو غرفتي وأنا أجر ذكرياتي الدراسية، أنلتقي بعد هذه السنوات مرة أخرى؟ ربما...