اليماني
10-08-2001, 10:29 PM
السير الحثيث في ركاب أهل الحديث
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه، وبعد:
زعم كل فريق من المبتدعة أنه هو المتمسك بثسريعة الإسلام، وأن الحق الذي قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يعتقده وينتحله ، غير أن الله تعالى أبى أن يكون الحق والعقيدة الصحيحة الا مع أهل الحديث والاثار, لأنهم أخذوا دينهم وعقائدهم خلفا عن سلف وقرنآ عن قرن إلى أن انتهوا إلى التابعين وأخذه التابعون عن أصحاب النبي وأخذه الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا طريق إلى معرفة ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس من الدين المستقيم والصراط القويم إلا هذا الطريق الذي سلكه أصحاب الحديث.
ومما يدل على أن أهل الحديث على الحق أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولها إلى اخرها قديمها وحديثها، وجدتها مع اختلاف بلدانهم وزمانهم وتباعد ما بينهم في الديار وسكون كل واحد منهم قطرا من الأقطار في باب الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون عنها، قلوبهم في ذلك على قلب واحد، ونقلهم لا ترى فيه اختلافا ولا تفرقا في شيء ما وإن قل ، بل لوجمعت جميع ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم، وجدته كأنه جاء عن قلب واحد وجرى على لسان واحد، وهل على الحق دليل أبين من هذا , قال الله تعالى.. (( أفلا يتدبرون القرآن ولوكان من عند غير الله لوجدوا فيه اخـتلافا كثيرا))، وقال تعالى: (( واعتصمو بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا )).
وكان السبب في اتفاق أهل الحديث أنهم أخذوا الدين من الكتاب والسنة وطريق النقل فأورثهم الاتفاق والائتلاف، وأهل البدع أخذوا الدين من عقولهم فأورثهم التفرق والاختلاف , فإن النقل والرواية من الثقات والمتقنين قلما تختلف، وإن اختلفت في لفظة أوكلمة , فذلك الاختلاف لا يضر الدين ولا يقدح فيه، وأما المعقولات والخواطر والآ راء، فقلما تتفق.
وراينا أصحاب الحديث قديما وحديثا هم الذين رحلوا في هذه الآثار وطلبوها، فأخذوها عن معادنها وحفظوها، واغتبطوا بها ودعوا إلى اتباعها، وعابوا من خالفهم، وكثرت عندهم وفي أيديهم، حتى اشتهروا بها كما يشتهرأصحاب الحرف والصناعات بصناعتهم وحرفهم، ثم رأينا قوما انسلخوا من حفظها ومعرفتها، وتنكبوا عن اتباع صحيحها وشهيرها، وغنوا عن صحبة أهلها، وطعنوا فيها وفيهم، وزهدوا الناس في حقها، وضربوا لها ولأ هلها أسوا الأمثال ، ولقبوهم أقبح الألقاب، فسموهم نواصب ومشبهة وحشوية ومجسمة، فعلمنا بهذه الدلائل الظاهرة والشواهد القائمة أن أولئك أحق بها من سائر الفرق.
مختصر الصواعق ((ص 496- 499))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه، وبعد:
زعم كل فريق من المبتدعة أنه هو المتمسك بثسريعة الإسلام، وأن الحق الذي قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يعتقده وينتحله ، غير أن الله تعالى أبى أن يكون الحق والعقيدة الصحيحة الا مع أهل الحديث والاثار, لأنهم أخذوا دينهم وعقائدهم خلفا عن سلف وقرنآ عن قرن إلى أن انتهوا إلى التابعين وأخذه التابعون عن أصحاب النبي وأخذه الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا طريق إلى معرفة ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس من الدين المستقيم والصراط القويم إلا هذا الطريق الذي سلكه أصحاب الحديث.
ومما يدل على أن أهل الحديث على الحق أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولها إلى اخرها قديمها وحديثها، وجدتها مع اختلاف بلدانهم وزمانهم وتباعد ما بينهم في الديار وسكون كل واحد منهم قطرا من الأقطار في باب الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون عنها، قلوبهم في ذلك على قلب واحد، ونقلهم لا ترى فيه اختلافا ولا تفرقا في شيء ما وإن قل ، بل لوجمعت جميع ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم، وجدته كأنه جاء عن قلب واحد وجرى على لسان واحد، وهل على الحق دليل أبين من هذا , قال الله تعالى.. (( أفلا يتدبرون القرآن ولوكان من عند غير الله لوجدوا فيه اخـتلافا كثيرا))، وقال تعالى: (( واعتصمو بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا )).
وكان السبب في اتفاق أهل الحديث أنهم أخذوا الدين من الكتاب والسنة وطريق النقل فأورثهم الاتفاق والائتلاف، وأهل البدع أخذوا الدين من عقولهم فأورثهم التفرق والاختلاف , فإن النقل والرواية من الثقات والمتقنين قلما تختلف، وإن اختلفت في لفظة أوكلمة , فذلك الاختلاف لا يضر الدين ولا يقدح فيه، وأما المعقولات والخواطر والآ راء، فقلما تتفق.
وراينا أصحاب الحديث قديما وحديثا هم الذين رحلوا في هذه الآثار وطلبوها، فأخذوها عن معادنها وحفظوها، واغتبطوا بها ودعوا إلى اتباعها، وعابوا من خالفهم، وكثرت عندهم وفي أيديهم، حتى اشتهروا بها كما يشتهرأصحاب الحرف والصناعات بصناعتهم وحرفهم، ثم رأينا قوما انسلخوا من حفظها ومعرفتها، وتنكبوا عن اتباع صحيحها وشهيرها، وغنوا عن صحبة أهلها، وطعنوا فيها وفيهم، وزهدوا الناس في حقها، وضربوا لها ولأ هلها أسوا الأمثال ، ولقبوهم أقبح الألقاب، فسموهم نواصب ومشبهة وحشوية ومجسمة، فعلمنا بهذه الدلائل الظاهرة والشواهد القائمة أن أولئك أحق بها من سائر الفرق.
مختصر الصواعق ((ص 496- 499))