PDA

View Full Version : تحذيرات من موانع التـوبة


ماجدالمسفر
07-08-2001, 03:25 PM
تحذيرات من موانع التوبة



أولا : الإستهانة بالذنوب :

من أوائل هذه الموانع الإستهانة بالذنوب ، وإعتبارها أمراً هيناً لا يزعج ولا يقلق ولا يخيف ، وهذا مما لا شك فيه من آثر الجهل بمقام الله جل جلاله ، وفي الحديث الذي رواه البخاري عن إبن مسعود "المؤمن يري ذنبه كالجبل يخاف أن يقع عليه ، والمنافق يري ذنبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا وهكذا"

وقال رسول الله e " إياكم ومحقرات الذنوب" .



ثانيا : طول الأمل :

ومن موانع التوبة ومؤخراتها طول الأمل في الحياة ، بمعنى أن يعتبر الإنسان أن الحياة معه لا تزال ممتدة ، وأن الموت لايزال بعيداً وأن في العمر متسعاً لمزيد من اللهو والغفلة وإتباع الهوى والسير في ركاب الشيطان فلم يعلم هؤلاء أن الموت لايستأذن قبل مجئيه ويأتي بغتة ولا يفرق بين صغير وكبير وأخطر ألوانه هو موت الفجأة ، الذي يهجم على المرء دون أن يستعد ولهذا أستعاذ النبي e من شره وفي عصرنا كثرت أسباب الموت المفاجئ ، مما لم يكن مثله في العصور الماضية رغم تقدم الطب والتفوق في العلاج ، ومن هنا علمنا الرسول e أن نعيش في الدنيا بروح الغرباء ، فهي دار ممر لا دار مستقر مع عدم نسيان عمارة الأرض بالعلم والحضارة والعمل على رفع شأن الإسلام والمسلمين .



ثالثاً : الإتكال على أماني العفو الإلهي :

ومن الموانع التي تؤخر التوبة الإتكال على عفو الله تعالى وسعة رحمته كما حكى الله تعالى عن اليهود أنهم "يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا" (الأعراف : 169) وهذا لا شك من الغرور القاتل ، فمن أين يضمن أن الله تعالى سيغفر له .













-27-




إن فرق من بين المؤمن والمنافق أن المؤمن يعمل الصالحات ويقول أخشى ألا تقبل مني والمنافق يقترف السيئات ويقول أطمع أن تغفرلي . صحيح أن رحمة الله وسعت كل شيء كما أن علمه وسع كل شيء ، فجعل العذاب خاصاً ، والرحمة عامة ، ولكنه تعالى عقب على ذلك فقال عن هذه الرحمة " فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بأياتنا يؤمنون" (الاعراف 156) وقـال تعـالى " إن رحـمة الله قريب من المحسنين" (الاعراف 56)

إن الرجاء في رحمة الله يتطلب عملا يقرب المرء من هذه الرحمة مثل الإيمان والهجرة والجهاد كما قال تعالى "إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله " البقرة 218 ، فلم يقرر لهم الرجاء إلا بعد إجتياز هذه المراحل الصعبة . لا تنسى يأخي المسلم أن الله تعالى لم يسامح نبيه آدم في لقمة آكلها من الشجرة بعد أن نهاه عنها وهو الذي خلقه بيده ونفخ فيه من روحه ، فلا مجال إذن لأولئك المسرفين على أنفسهم أن يؤجلوا التوبة قائلين : إن الله غفور رحيم فهذا جهل بمقام الله تعالى .

إن الرجاء في عفو الله ومغفرته سبحانه مطلوب من كل مسلم وإن كثرت معاصيه وعظمة خطاياه ولكن لا ينبغي أن يرجو الإنسان ثمرة دون أن يغرس شجرة ويتولى سقايتها ورعايتها فإن المبالغة في الرجاء بغير عمل يقدم إو جهد يبذل يجعله نوعاً من الأمن من مكر الله تعالى وهو باب الخسران .



رابعاً : إستحكام الذنوب واليأس من المغفرة :

ومن موانع التوبة أن يعيش الفرد بعيداً عن ساحة الله ، وأن يغوص في أوحال الذنوب صغائرها وكبائرها ، مرتكباً للمحظورات تاركاً للمامورات مضيعاً للحقوق فيستعظم ذنوبه ويقنط من مغفرة الله ويغلق الباب أمام نفسه ناسياُ أن مغفرة الله تعالى أوسع من ذنوبه وإن كثرت .















-28-




خامساً : الجهل بحقيقة المعصية :

ومن موانع التوبة أن يكون المكلف على معصية من معاصي الله وهو لا يشعر بها ولا يعلم أنه على معصية ولعلها من أعظم المعاصي ضرراً وأشدها خطراً ومن بعض صور ذلك :

1- أن يكون المرء معجباً بالطاعات الظاهرة التي يؤديها ببدنه من صلاة وصيام وذكر وتسبيح وتلاوة وصدقة تعليم فتعظم رؤيته لها وإلتفاته إليها فلا ينظر إلى قرارة نفسه فربما كان غارقاً في معاصي أشد خطراً من الزنى وشرب الخمر وهو لا يدري ألا وهي معاصي القلوب التي تردي الكثيرين في مهاوي الردى وهم لايشعرون ، فربما كان حسوداً أو حقوداً أو مستكبراً أو مغروراً أو شحيحاً أو مرائياً أو محباً للدنيا أو للمال والجاه وغير ذلك من الذنوب الهائلة التي تأكل الحسنات وتلتهم الطاعات كما تلتهم النار الحطب .

2- أن يقيم المرء على بدعه من البدع المضلة التي أبطلها الله ورسوله وهو يحسب كسائر المبتدعين أنه يتقرب بها إلى الله تعالى سواء كانت بدعة عملية كالبدع في العبادات أم كانت بدعة قولية من بدع الأفكار والآراء التي إحدثتها فرق شتى فهذا الصنف محجوب عن رؤية بدعته فهو ممن قال الله تعالى فيهم "أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً " فاطر 8 .



سادسا : الإحتجاج بالقدر :

ومن موانع التوبة الإحتجاج الجاهل بالقدر فمن الذين سقطوا في شرك المعاصي وغرتهم الأماني وغرهم بالله الغرور ، من إذا دعوته إلى التوبة يقول هذا قدري ، كتبه الله علي وقدره في الأزل ، فذلك لايجوز بحال لأن المكلف لا يعرف ماذا قدر له ويجب عليه أن يدفع القدر بالقدر ويتخذ الأسباب التي تدخله الجنة فيجب دفع المعصية بالتوبة النصوح وهي من القدر .

ماجدالمسفر
07-08-2001, 03:29 PM
لا أعلم كيف طبع الحرف e

ولكن المقصود (صلى الله عليه وسلم )