تسجيل الدخول

View Full Version : مسائل في الاعتصام بالكتاب والسنة


weld-dubai
30-07-2001, 02:00 PM
هو كتيب للشيخ محمد بن حمد الحمود النجدي، نزيل الكويت، ورئيس قسم البحوث بجمعية إحياء التراث الإسلامي، فرع صباح الناصر.

والشيخ قد تلقى عن جمع من العلماء منهم الشيخ الألباني والشيخ محمد بن عثيمين ومجموعة من إخوانه من المشايخ في الكويت، وقد برز الشيخ في العلوم الشرعية فحاز قصب السبق في تحقيق المسائل وعدم عرضها هكذا دون تمحيص، لذلك يندر أن تجد له رسالة غير ذات فائدة متحققة أو ليست ذات زيادة في موضوعها. ومن حرص على مؤلفاته فقد وفق إلى خير كثير.

ومنها: النهج الأسمى، شرح أسماء الله الحسنى.
وهو الكتاب الأول في أسماء الله تعالى بلا منازع أبداً في بابه. فقد جمع فيه (في ثلاث مجلدات) زبدة جميع الكتب التي سبقته في بابه، فكان بذلك جديراً بالاقتناء.
ولو ما ألف غير هذا لكفى والله شرفاً وعلماً. وهو الآن يمضي في شرحه في أشرطة سمعية بأسلوب شيق ومفيد لجميع الطبقات.
وللشيخ أيضاً: شرح العقيدة الطحاوية، وهو من أجود شروحها البسيطة التي لا يستغني عنها طالب العلم. ونشرت على حلقات في مجلة الفرقان الكويتية. وموجود منها عشرون أو أربعون حلقة على موقعه في الإنترنت. (www.alathry.net) وعلى الموقع أيضاً مقالات وكتيبات أخرى نافعة في شتى مجالات العلم والوعض، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

والآن مع الكتيب (وقد قدمته على تلخيص كتيب الإمام الشوكاني لأنه بنفسه مختصر ومتوفر أيضاً خلاف هذا، ومعاً إن شاء الله يتبلور الموضوع، وأيضاً تأصيل الحق خير من رد الباطل، إذ هو يتضمن ذلك)

المسألة الأولى
وجوب الاعتصام بالكتاب والسنة (في ثلاث حلقات)


الحلقة الأولى:

أ- الأدلة من الكتاب الكريم




1- قال الله تعالى موصيا عباده المؤمنين ( واعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا ) الاعتصام : افتعال من العصمة ، والمراد : امتثال قوله تعالى : ( واعتصموا ) وحبل الله تعالى : الكتاب والسنة على سبيل الاستعارة ، والجامع كونهما سببا للمقصود وهو الثواب والنجاة من العذاب ، كما أن الحبل سبب لحصول المقصود به من السقي وغيره .

والمراد بالكتاب : القرآن المتعبد بتلاوته

و بالسنة : ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من أقواله و أفعاله وتقريره وما هم بفعله . و السنه في أصل اللغة : الطريقة

قال ابن بطال : لا عصمه لأحد أي في كتاب الله أو سنة رسوله ، أو في إجماع العلماء على معنى أحدهما

2- وقال سبحانه وتعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) النساء – 59

قال الطبري : يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ربكم فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه ، وأطيعوا رسوله محمدا r ، فإن في طاعتكم إياه لربكم طاعة ، وذلك أنكم تطيعونه لأمر الله إياكم بطاعته .

وهو أمر من الله بطاعة رسوله في حياته فيما أمر ونهى ، وبعد وفاته باتباع سنته ، وذلك أن الله عم الأمر بطاعته ، لم يخصص بذلك في حال دون حال ، فهو على العموم حتى يخص ذلك ما يجب التسليم له ، وطاعة أولي الأمر – وهم العلماء والأمراء – (إنما هي تبع لاستقلال ، ولهذا قرنها بطاعته ، وافرد طاعة الرسول وأعاد العامل ، لئلا يتوهم أنه إنما يطاع كما يطاع أول الأمر تبعا ، وليس كذلك ، بل طاعته واجبة استقلالا ، سواء كان ما أمر به ونهى عنه في القرآن أو لم يكن ) .

3- وقال تعالى ( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون ) الأعراف – 3 .

أي : اتبعوا الكتاب ، ومثله السنة ، لقوله تعالى : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) ونحوها من الآيات ، وهو أمر للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته .

4- وقال عز وجل : ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ) النساء 69

قال الطبري : ( ومن يطع الله والرسول ) بالتسليم لأمرهما ، وإخلاص الرضى بحكمهما ، والانتهاء إلي أمرهما ، والانزجار عما نهيا عنه من معصية الله ، فهو مع الذين أنعم الله عليهم بهدايته ، والتوفيق لطاعته في الدنيا ، من أنبيائه ، وفي الآخرة إذا دخل الجنة ، والصديقين … انتهى المقصود منه .

5- وقال سبحانه وتعالى : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) النور- 63 .

قال ابن كثير : وقوله : ( فيحذر الذين يخالفون عن أمره ) أي : عن أمر رسول الله r وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته . فتوزن الأقوال والأعمال ، بأقواله وأعماله ، فما وافق ذلك قبل ، وما خالفه مردود على قائله وفاعله كائنا من كان كما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )

أي : فيحذر وليخش من خالف شريعة الرسول باطنا وظاهرا ( أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) أي : الدنيا بقتل أو حد أو حبس أو نحو ذلك .

6- وعن طارق بن شهاب قال : قال رجل من اليهود لعمر : يا أمير المؤمنين ، لو أن علينا نزلت هذه الآية ( اليوم أكملت لكم دينكم أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) لاتخذنا ذلك اليوم عيدا ، فقال عمر : إني لأعلم أي يوم نزلت هذه الآية ، نزلت يوم عرفة في يوم جمعة .

حرف
30-07-2001, 04:13 PM
جزاك الله خير:)

ابوثنيان
30-07-2001, 04:42 PM
ياليت قومي..........يعلمون

ليتركوا تحكيم عقولهم في نصوصٍ حسمها القران..

أسأل الله ان يجعل ماكتبت في موازين حسناتك يوم القيامة


اقولك شيء........



















واللـــــه اني احبك في الله .....

وها قد اخبرتك انفاذاً لقول الرسول......


اذا احببت شخصاً فأخبره...


وصلى الله على نبينا محمد.

weld-dubai
31-07-2001, 03:04 PM
أخي حرف، دخولك تشريف لنا. والمنة لكم.

أخي أبو ثنيان،

أحبك الله الذي أحببتنا من أجله،

وها أنذا قد اقتفيت أثر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، زيادة على حبي لك في الله.



وإليكم الحلقة الثانية:





ب- الأدلة من السنة الشريفة :


1- عن جابر صلى الله عليه وسلم قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( أما بعد ، فأحسن الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة .


2- وعن موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن مثلي ومثل ما بعثني الله به ، كمثل رجل أتى قومه فقال : يا قوم ، إني رأيت الجيش بعيني ، وإني أنا النذير العريان ، فالنجاء ، فأطاعه طائفة من قومه ، فأدلجوا فانطلقوا على مهلتهم ، وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم ، فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم ، فذلك مثل من أطاعني واتبع ما جئت به ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق ) .
فيشبه النبي صلى الله عليه وسلم نفسه بالرجل إذا أراد إنذار قومه وإعلامهم بأنه رأى عدوهم بعينه ، نزع ثوبه وأشار به إليهم إذا كان بعيدا ليخبرهم بما دهمهم ، فمن صدقه أطاعه وخرج من مكانه فنجا وسلم ، ومن كذبه عصاه وبقي في مكانه فأهلكه العدو واجتاحه .
فهذا مثل من أطاع النبي صلى الله عليه وسلم فنجا ، ومن عصاه فهلك .


3- وفي حديث العرباض بن سارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( تركتكم على البيضاء ، ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنه إلا هالك ، ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة .


4- وعن عبد الله قال : خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا وخط عن يمين الخط وعن شماله خطوطا ، ثم قال : هذا صراط الله مستقيما ، وهذه السبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ) ثم قرأ : ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) الأنعام – 153


5- وعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ) قالوا : ومن يأبى يا رسول الله ؟!قال ( من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى ) .


6- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تركت فيكم شيئين ، لن تضلوا بعدها ، كتاب الله وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض ).


7- وعن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه النبي صلى الله عليه وسلم فغضب فقال : ( أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب ! والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها نقية ، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به ، أو بباطل فتصدقوا به ، والذي نفسي بيده لو أن موسى عليه السلام كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني ) .
فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم على عمر حينما أراد أن يضم إلى الكتاب والسنة مصدرا آخر ، ولو كان مما نزل مما عند الله تعالى سابقا لدخول التحريف والتبديل عليه ، فما الظن بغيره ؟! وأخبر أنه لو كان موسى عليه السلام موجودا في حياته لما جاز مخالفته بل لوجب عليه اتباع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

aziz2000
01-08-2001, 06:09 AM
جزاك الله خيرا أخي ولد دبي

ويعلم الله مدى فرحتي بوجود أمثالك هنا ممن يملكون العقيدة الصافية السليمة

أسأل الله أن تكون معول بناء لهذه الأمة

weld-dubai
01-08-2001, 06:29 AM
كيف لا، والأرواح جنود مجندة، ما توافق منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.



آمين، وإياك أخي الكريم.

weld-dubai
02-08-2001, 01:00 AM
الحلقة الثالثة:




ج- الآثار:


1- قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم.


2- وقال: إنا نقتدي ولا نبتدي، ونتبع ولا نبتدع، ولن نضل تمسكنا بالأثر


3- وقال: الاقتصاد في السنة، خير من الاجتهاد في البدعة.


4- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كل بدعة ضلالة، وان رآها الناس حسنة.


5- وعن هشام بن عروة أنه كان يقول: السنن السنن، فإن السنن قوام الدين.


6- وعن ابن هرمز قال: أدركت أهل المدينة وما فيها إلا الكتاب والسنة، والأمر ينزل فينظر فيه السلطان.


7- وقال الاوزاعي:عليك بآثار من السلف وإن ترفضك الناس، وإياك وآثار الرجال وإن زخرفوا القول.


8- وقال الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الاعتصام بالسنة (13/248):باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقول الله تعالى: (واجعلنا للمتقين إماما) وقال: أئمة نقتدي بمن قبلنا، ويقتدى بنا من بعدنا. وعن ابن عون: ثلاث أحبهن لنفسي ولاخواني:هذه السنة أن يتعلموها ويسألوا عنها، والقرآن أن يتفقهوا ويسألوا الناس عنه، ويدعون الناس إلا من خير.


9- كتب رجل إلى عمر بن عبد العزيز يسأله عن القدر، فكتب: إما بعد…أوصيك بتقوى الله، والاقتصاد في أمره، واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وترك ما أحدث المحدثون بعد ما جرت به سنته وكفوا مؤنتة، فعليك بلزوم السنه فإنها بإذن الله عصمة، ثم اعلم انه لم يبتدع الناس بدعه إلا قد مضى قبلها ما هو دليل عليها أو عبرة فيها: فإن السنة إنما سنها من قد علم ما في خلافها من الخطأ والزلل والحمق والتعمق، فارض لنفسك ما رضي به القوم لانفسهم: فإنهم على علم وقفوا، وببصر نافذ كفوا، وهم على كشف الأمور كانوا أقوى: وبفضل ما كانوا فيه أولى، فإن كان الهدى ما أنتم عليه لقد سبقتوهم إليه، ولئن قلتم: "" إنما حدث بعدهم "" ما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم ورغب بنفسه عنهم، فإنهم هم السابقون، فقد تكلموا فيه بما يكفي، ووصفوا منه ما يشفي، فما دونهم من مقصر وما فوقهم من محسر، وقد قصر قوم دونهم فجفوا، وطمع عنهم أقوام فغلوا، وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم، كتبت تسأل عن الإقرار بالقدر


وقال الجنيد: علمنا مضبوط بالكتاب والسنه، من لم يحفظ الكتاب، ويكتب الحديث، ولم يتفقه، لا يقتدى به.


وقال مرة: علمنا مشبك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

weld-dubai
05-08-2001, 06:02 PM
المسألة الثانية


(حلقة واحدة)


ليس من الإيمان بل من النفاق
ترك التحاكم الى الكتاب والسنه عند النزاع





والنصوص في ذلك كثيره:-

1- قال الله عز وجل: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) ""النساء:65""

قال الامام ابن القيم: فأقسم سبحانه بنفسه انا لا نؤمن حتى نحكم رسوله في جميع ما شجر بيننا وتتسع صدورنا بحكمه فلا يبقى منها حرج ونسلم لحكمه تسليما فلا نعارض بعقل ولا رأي ولا هوى ولا غيره فقد اقسم الرب سبحانه بنفسه على نفي الايمان عن هؤلاء الذين يقدمون العقل على ماجاء به الرسول وقد شهدوا هم على انفسهم بانهم غير مؤمنين بمعناه وان امنوا بلفظه.

2- وقال عز وجل (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنو بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا الى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما انزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا فكيف إذا اصابتهم مصيبه بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا احسانا وتوفيقا أولئك الذين يعلم الله مافي قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا وما ارسلنا من رسول الا ليطاع بإذن الله ولو أنهم ظلموا أنفسهم وجاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) ""النساء 60-64""
في هذه الآيات: يعجب تعالى عباده من حالة المنافقين الذين يزعمون انهم آمنوا بما جاء به الرسول وبما قبله ومع هذا يريدون ن يتحاكموا الى الطاغوت وهو: كل من حكم بغير شرع الله والحاكم أنهم قد أمرو ا ان يكفروا به فكيف يجتمع هذا الايمان؟! فإن الايمان يقتضي الانقياد لشرع الله وتحكيمه في كل امر من الامور فمن زعم انه مؤمن واختار حكم الطاغوت على حكم الله فهو كاذب في ذلك وهذا من إضلال الشيطان اياهم ولهذا قال: (ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا) أي: عن طريق الحق فكيف يكون هؤلاء الظالين (إذا أصابتهم مصيبه بما قدمت أيديهم) من المعاصي ومنها تحكيم الطاغوت (ثم جاءوك) معتذرين لما صدر منهم (يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا) أي:ما قصدنا في ذلك إلا الإحسان الى المتخاصمين والتوفيق بينهم وهم كذبه في ذلك فإن الإحسان: تحكيم الله ورسوله ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون.

ولهذا قال: (أولئك الذين يعلم الله مافي قلوبهم) أي: من النفاق والقصد السئ (فأعرض عنهم) أي: لا تبال بهم ولا تقابلهم على ما فعلوه واقترفوه (وعظمهم) أي: بين لهم حكم الله تعالى مع الترغيب في الانقياد والترهيب من تركه (وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا) أي: انصحهم سرا بينك وبينهم: فإنه أنجح لحصول المقصود وبالغ غي زجرهم وقمعهم عما كانوا عليه.

3-وقال سبحانه وتعالى (ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين افي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله ليحكم بينهم أن يقولو ا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون) النور 47-52
قال الحافظ بن كثير في تفسيره لهذه الايات: يخبر تعالى عن صفات المنافقين الذين يظهرون خلاف مايبطنون ويقولون قولا بألسنتهم (أمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم بعد ذلك) أي: إذا طلبوا إلى اتباع الهدي فيما أنزل الله على رسوله أعرضوا عنه واستكبروا في أنفسهم من اتباعة وهذه كقوله تعالى (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك) إلى قوله (رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا) وقوله تعالى (وإن يكن لهم الحق يأتون إليك مذعنين) أي: وإذا كانت الحكومة لهم لا عليهم جاؤوا سامعين مطيعين وهو معنى قوله: (مذعنين) واذا كانت الحكومة عليه أعرض ودعا إلى غير الحق وأحب ان يتحاكم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليروج باطله لهواه ولهذا لما خالف الحق قصده عدل إلى غيره ولهذا قال تعالى (أفي قلوبهم مرض) الايه يعني: لا يخرج أمرهم عن أن يكون في القلوب مرض لازم لها او قد عرض لها شك في الدين أو يخافون أن يجور الله ورسوله عليهم في الحكم؟! وأيا ما كان فهو كفر محض والله عليم بكل منهم وما هو منطو عليه من هذذه الصفات وقوله تعالى(بل أولئك هم الظالمون) أي: بل هم الظالمون الفاجرون والله ورسوله مبرءان مما يظنون من الحيف والجور تعالى الله ورسوله عن ذلك.

قال شيخ الاسلام بن تيميه رحمه الله تعالى: ومن خالف الكتاب والسنه المستفيضه أو ما أجمع عليه سلف الأمة خلاف لا يعذر فيه فهذا يعامل بما يعامل به أهل البدع.

ورد البنفسج
05-08-2001, 09:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخي في الله ولد دبي جزاااااك الله خيرا وجعل الله عطاءك في ميزان حسناتك اللهم آآآآآمين .

weld-dubai
06-08-2001, 06:35 PM
جزى الله خيراً من أحسن فينا الظن،

نسأل الله أن يجعلنا خيراً مما يظنون وأن يغفر ما لا يعلمون وأن لا يؤاخذنا بما يقولون