PDA

View Full Version : ( صفر × صفر = صفر …. بديهية … ولكن !!! )


بو عبدالرحمن
26-07-2001, 11:56 AM
-
يقولون : أخبرني من تصاحب .. أقل لك من أنت ؟
لكني أقول : أخبرني ما همك الأول الذي يهمك ويشغلك .. أقل لك من أنت !
الإنسان ابن همه .. وهمه هو محركه ..
وحين يكون الهم سماوياً صرفا ، تكون الثمرات لا أحلى ولا أروع ولا أطيب منها ..
وحين يكون الهم أرضيا بحتا صرفا .. تكون الثمرات غير ناضجة ، بل ما أكثر ما تكون مرة كالعلقم ..

همك الذي يسكنك .. ويحتل شرايينك .. ويجرى في دمك ..
ويصبح ويبيت معك .. وينتصب في عينك كالشوكة ..
إن لم يكن هما لله وفي الله وبالله … فإنك على خطر عظيم ..
وعليك أن تبادر في فزع إلى مخازنك ، لجرد دفاترك .. وتقليب ملفاتك .. وإعادة تنظيم أوراقك ..
قبل حلول رسل الله فجأة ، ليتسلموا منك الأمانة ..!
فلا تملك وأنت تراهم ببصر من حديد ، إلا أن تنوح على نفسك ، وتصيح في جزع وفزع وهلع :
ربّ أرجعونِ لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ..
ولكن هيهات .. هيهات ..!!


مرارة تبلغ مستقر العظم . حين ترى جماهير غفيرة لا هم لهم إلا الركض وراء شهوات حقيرة تذوب في أيديهم كما يذوب الملح في الماء .. !
فلا هم يتحصلون عليها دائما ، ولا هم ارتاحوا من الركض المسعور وراءها !!
كما يركض الكلب وراء عظم يُرمى إليها ليس فيه إلا رائحة لحم .!
فلا هو يشبع ، ولا هو ييئس من العثور على قطعة لحم قد تبرز له !!
عناء وأي عناء .. وشقاء ما بعده شقاء ..

حين يكون الهم تافها … فقيمة الإنسان في هذه الحالة معروفة لا تحتاج إلى بيان
فحاصل ضرب الصفر في صفر تساوي صفرا ..!!
لكن هذا الإنسان الصفر نفسه .. بشحمه ودمه وأعصابه ..
حين يقرر أن ينتفض على نفسه ، ويثور على أهوائها ، ويحمل سيف المجاهدة في وجه شهواتها التي تبعده قليلا أو كثيرا عن الله سبحانه .. ليصبح همه هما أخرويا يشده إلى السماء إذا فتح عينيه ، أو أغمضهما .. إذا تكلم أو صمت ، إذا كتب أو قرأ .. إذا قام أو قعد .. الخ
هذا الإنسان الصفر ؟؟ يصبح عند ذاك رقما صعبا ، في معادلة الحياة ..
تضعه في أي خانة كانت ، فإذا جميع الخانات من حوله أصبحت ذات قيمة عظيمة لم تكن فيها من قبل ..!!

قال علماؤنا رحمهم الله :
من الهمم همم تطوف حول العرش _ عرش الرحمان _
تلك هي الهمم العالية الراقية التي يحبها الله ويرضى عنها .. ويزكيها ويرقيها
فهذه همم تطوف حول العرش .. وبالمقابل هناك همم تطوف حول الفرش !!
فرش الشهوات !! فتلك في المكان الدون حيث وضعت نفسها ..!!
ومن رضي بالدون ، فهو دون ..!! رغم أنفه المتورم …!!

قس نفسك على ضوء هذه الأشعة الضوئية من هدي السماء ..
وعلى ضوئها تستطيع أن تشخص حالتك .. ثم قرر أن تكون ذلك الرقم الصعب
وما ذلك على الله بعزيز .. استعن بالله ولا تعجز ..
واعرف كيف تأتي البيوت من أبوابها .. ف
وتذكر دائما : إن عساكر الموت ينتظرونك في كل ليلة .. ولن تفلت !!


- - -

سعاد
26-07-2001, 05:41 PM
أخي الكريم بو عبد الرحمن جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم و جعل الله كل ما تكنبه من مواضيع نافعة في ميزان حسناتك يوم القيامة.



سبحانك اللهم و بحمدك أستغفرك و أتوب إليك




---------------------------

تم الكلام و ربنا محمود ...و له المكارم و العلا و الجود
و على النبي محمد صلواته..ما ناح قمري و أورق عود

weld-dubai
27-07-2001, 08:36 AM
جزاك الله خيراً

لجين
27-07-2001, 09:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله خير موضوع جدا مهم

واحب اضيف بعض النقاط:)

طبيعي ان يكون لكل واحد منا عدة هموم ....ولكن السؤال هنا
مانوع تلك الهموم?
وماهو الهم رقم واحد بالنسبة لنا نحن المسلمين ....كيف نجعل
همنا الاول هو هم الاسلام وماهي اثاره المترتبة...
وماذا لوان جميع المسلمين همهم الاسلام.....
(هذا الموضوع تكلم فيه الشيخ ناصر العمر واسم المحاضره ماالهم الذي تحمله)

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول"من جعل الهموم هم واحد هم آخرته كفاه الله هم دنياه ومن تشعبت به الهموم في احوال الدنيا لم يبال الله في أي اوديتها هلك)رواه ابن ماجة وصححه الالباني

فعلا فعلا متى يكون همنا الاسلام همنا نصرته...... كفانا تفرقة
إن الكفاريحسبون للاسلام الف حساب لانهم يعرفون انه دين قوي وانه
الحق
ولكنهم تكبروا وتجبروا قال تعالى "وجحدوا بها واستيقنتها
أنفسهم ظلما وعلوا"
أما نحن المسلمين فلا نحس بقيمة الاسلام ولا ندركها...لماذا ياترى؟
قياسا على هذه المقولة (الصحة تاج على رؤؤس الاصحاء لا يراه الا
المرضى) يمكن نجد بعض الاجابة