PDA

View Full Version : حقائق قادتني للهداية


معوال
24-07-2001, 01:16 AM
حقائق قادتني للهداية



الأولى: من الشاذ؟

خرجت يوماً مع أهلي إلى الصحراء وسرحت طرفي هنا وهناك: في الجبال الشاهقة، والأشجار الباسقة، والأرض التي اهتزت وربت وتزينت، حينها تذكرت قوله تعالى ((أَلَمْ تَرَ أَنّ اللّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأرْضِ وَالشّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشّجَرُ وَالدّوَآبّ وَكَثِيرٌ مّنَ النّاسِ وَكَثِيرٌ حَقّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِن مّكْرِمٍ إِنّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ)) (الحج:18).

تأملت حين تشرق الشمس كيف يتقلص الظل ويقصر، ثم ما يلبث أن يمتد مرة أخرى حتى يلف الليلُ الأرضَ بظلامه ((أَلَمْ تَرَ إِلَىَ رَبّكَ كَيْفَ مَدّ الظّلّ وَلَوْ شَآءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمّ جَعَلْنَا الشّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً. ثُمّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً))(الفرقان:45-46)

حينها تذكرت قوله تعالى((وَللّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِالْغُدُوّ وَالاَصَالِ)) (الرعد:15).

إن العالم الفسيح من حولنا بأرضه وسمائه ونجومه وأفلاكه، وكل صغير وكبير ندركه ولا ندركه، كل ذلك يسجد ويخضع لخالقه تبارك وتعالى، ويلهج بالتسبيح له عز وجل.

والظل الذي نتقي به لهيب الشمس المحرقة يتفيأ ذات الشمال واليمين ساجداً لله تبارك وتعالى.

بل هذه الشمس التي نراها كل يوم، تعلن خضوعها وسجودها لخالقها، عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس:«أتدري أين تذهب؟» قلت: الله ورسوله أعلم، قال:«فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها: ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى ((والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ))».

فما بال الإنسان بعد ذلك؟ ما باله يستنكف ويستكبر على خالقه؟ بل ما باله يتمرد على نظام الحياة أجمع؟ وماذا عساه يساوي في هذا الكون؟ وأين مكانه في هذا العالم الفسيح؟

حينها تساءلت: من الشاذ والغريب؟ ومن الذي يسبح ضد التيار؟ أهو المسلم القانت الساجد المسبح لله تبارك وتعالى فيتجاوب ذلك مع هذا الكون الخاضع لربه؟

أم هو الذي يتمرد على خالقه، ويستنكف عن طريق الهداية، فيستظل ويختبئ حين يواقع المعصية وراء حائط يسبح ويسجد لربه، والسيارة والهاتف والقلم… وسائر ما ييسر له طريق المعصية يخضع لمولاه ويسبح ويسجد له.

فشعرت بعد ذلك أنني حين أسلك طريق الهداية أسير وفق السنة التي يسير عليها الكون أجمع.

وشعرت أن الذين يتنكبون طريق الهداية يعيشون تناقضاً في حياتهم، ليس مع الكون الأرحب الواسع بل مع ذواتهم وأنفسهم، فأجسادهم وأعضاؤهم تخضع لله، ولذا ذكر تبارك وتعالى ضمن من يسجدون لله ((وَكَثِيرٌ مّنَ النّاسِ وَكَثِيرٌ حَقّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ)) (الحج:18).

قال ابن جرير في تفسير هذه الآية:«يقول تعالـى ذكره: وكثـير من بنـي آدم حق علـيه عذاب الله فوجب علـيه بكفره به، وهو مع ذلك يسجد لله ظله».

جرير
24-07-2001, 01:34 AM
^1

بارك الله فيك أخي معوال وأسأل الله أن يجزل لك الأجر والثواب بكل حرف كتبته ،،

معوال
24-07-2001, 01:39 AM
وفيك اخي جرير
اسال الله ان يجمعنا واياك في مستقر رحمته

بو عبدالرحمن
06-08-2001, 02:04 PM
-
الأخ العزيز / معوال
......... رعاك الله وحفظك

رائع ما كتبت ، وبديع ما سطرت
الفكرة تستحق الوقوف عندها ..
والأسلوب جميل ..
فجزاك الله خير الجزاء
وتقبل الله منا ومنك .. وغفر الله لنا ولك
أعطر التحيات .. وخالص الدعوات
- -

Huda76
06-08-2001, 10:52 PM
أخي الكريم معوال

هلا بك واللـه أخوي ..

تسلم وجزاك اللـه ألف خير على هذا الطرح الراااائع جدا ..

تحياتي لك

عبودي 1
07-08-2001, 01:35 AM
جزاك الله خير اخوي معوال وكثر الله من امثالك .
تحياتي

الخير
07-08-2001, 03:42 PM
أجزل الله لك المثوبة والأجر

كلالالالالالالالالالالام من ذهب.