PDA

View Full Version : كوكتيل سياسة × سياسة


الغرضون
06-09-2003, 04:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الغرضون
06-09-2003, 04:56 PM
اختلف المراقبون لأحداث 11 سبتمبر على كافة مستوياتهم العلمية عن هذه الاحداث ومن يقف وراءها الى فريقين اثنين.

فريق يؤكد قيام مجموعات بن لادن بالعملية ولديه أدلة على ذلك منها :

1- وجود قرائن وشواهد قامت بإخراجها السلطات الأمريكية بين حين وآخر من وصيه مزعومة لمحمد عطا او كتب طيران او غيرها .

2- اعتراف بن لادن الصريح لعدة مرات بذلك وتحديده لشخصيات من قام بها .

3- اعترافات الذين قاموا بالعملية كذلك على الشاشات وشرح ذلك .

والثاني والثالث كافيان لإثبات الفاعل بشكل لا جدال فيه .

والفريق الآخر يؤكد أن العملية مدبرة من قبل المخابرات الأمريكية وأن مثل هذه الأحداث مطلوب توفرها لتمكن الإدارة الأمريكية من فرض سيطرتها على أجزاء العالم بكل حرية .

ومن ابرز أدلتهم على ذلك :

1 - أن عملية ضرب الأبراج عملية ليست بالسهلة أبداً..خاصة البرج الثاني فكيف يقوم بها طلاب مبتدؤن تعلموا بدراسات أكاديمية بسيطة اضافة كتيبات طيران .

2- ان مبنى البنتاجون خالي من أي طائرة وصور المكان تبين ذلك بجلاء .

3- شهادات متابعين ورجال إطفاء وبناء ومحللين ان في العملية خداع ومؤامرة يحرص المسئولين الأمريكيين على إخفاءه وهي شهادات موثقة وموجودة .

وحقيقة ان لكل فريق من الفريقين ادلة وحجج قوية ويبدوان متعارضين بشكل واضح .

لــكــن موضوعنا هنا يثبت صحة كلام الفريقين ..!!

هنا تحليل منطقي لما سبق يستعين بالوقائع الحالية للبحث عن حقيقة الحادثة .

وهو أن العملية كانت بتخطيط وتدبير ودفع ابن لادن بلا شك أبداً ..

لكن العملية في تنفيذها حملت بصمات C.I.A ( وكالة المخابرات الامريكية ) .. وللتوضيح اكثر ان العملية مدبرة ومجند لها من قبل بن لادن وقد بذل اسبابها من تدريب وجمع خرائط وسند مالي حتى انتقلت هذه الخلايا الى الوسط الامريكي لتنفيذ ما اتفق عليه بالتحديد .

ومن ثم كشفت هذه الخلايا قبل التنفيذ بفتره سمحت للمخابرات الامريكية بتنفيذ ما تراه مناسب منها، ومن ثم تحصد ما تحب من الاحداث .

ومما يسهل عملية الكشف عنهم الاتي :

1- ان افراد الخلايا بحوزتهم مخطط تفجير هائل معقد يحتاج لخلفية مظلمة عن الاعين لترتيب بقية المخطط وتهيئة ظروفه الصعبة .

2- وصولهم المبكر الى الاراضي الامريكية وطول المكث فيها بل والتحرك ايضا كل ذلك مدعى لكشف C.I.A ادنى خيط للعملية تقودها الى صميمها ، فضلا عن مراقبة المخابرات لافراد القاعدة اينما حلوا من الدول بالتعاون مع السلطات الاخرى .

3- الخاطفون صغار السن نسبيا وبعضهم لم يمضى في الجهاد أي سنة وذلك يولد لدى بعضهم قلت خبرة في التعامل مع ظروف الوقت والزمن في دولة العدو لصالحة .

مع ان اختيارهم صغار السن ويجيدون لغة العدو وليس لهم ماضي في الجهاد قرائن تسهل عملية دخول امريكا والتحرك فيها .. لكن كما قلت لها سلبياتها .

4- ان المخطط يستحق تنسيق قوي لاحقا – قبل العملية - قد لا يكون بين 19 شخص بل بين قائدي السرايا وذلك مثار انتباه ايضا لانها تدور بين مجموعات متفرقة وبعيدة نييورك – واشنطن .

5- عمل الجواسيس والمنافقين داخل صفوف بن لادن او المحتكين بـ 19 وان أي معلومة يحصلون عليها تكون مثار اهتمام الامريكان ولا نستبعد خطرهم في كشف المخطط ..

خاصة وانه يحصل عملية مقايضة وشراء ذمم مقابل خطط ولا ننس عملية اغتيال القائد خطاب رحمه الله برسالة مسمومة وصلت ليده بيد احد من يعرفهم ولا يخفى على احد ان الساحة الافغانية مليئة بالخيانات والمنافقين .

6- قرائن وبصمات الـ C.I.A في الاحداث والتفجير تثبت تورطها فيها بشكل واضح و قوي .

هنا رأت المخابرات الامريكيه استغلال المخطط .. وانها فرصة نادرة قد لا تتكرر ويجب استغلالها - مع الحذر من اخطارها - ورأت فيها ( عملية الغابات الشمالية !! ) الشهيرة تطل برأسها من جديد .

ومن لا يعلم عن مصطلح ( الغابات الشمالية ) واهميته لدى وزارة الدفاع الامريكية وشغفها عليه – حين لم يتحقق - امل ان يقرأها هنا حتى لا نكثر من الاستطراد – في اخر البحث - .

<http://www.suhuf.net.sa/2002jaz/sep/1/fe1.htm>



ملاحظة هامه :

لايستلزم علم الـ C.I.A بشيء من التهديد او حتى الرد عليها علم وزراء الحكومة او الكونجرس او مجلس الشيوخ بل حتى علم كامل جهاز المخابرات بها !!

بل لـ C.I.A سلطة وحرية تصرف اشبه ما يكون مجلس حرب اعلى يتميز بغايات لا تعرف للانسانية او النبل أي طريق .

هنا رأت C.I.A مخطط ( الغابات الشمالية ) في عهد كنيدي امامها بشكل افضل فأخذت ما تراه مناسبا وتركت غيره ..

المناسب منه ضرب البرجين ومبنى البنتاجون فقط اما إصابة البيت الأبيض فالأمر هنا ( قوية شوي ) ومن باب عدم اكتمال مخطط الأعداء الاكتفاء بنجاح ثلاث أهداف .



اما لماذا تقوم المخابرات بالمساعدة في ضرب الأهداف فللأسباب التالية :

1- انه قد لا يجيد الخاطفون ضرب الأهداف بل حتى القيادة بالشكل المطلوب حيث لم يسبق لهم التدرب على مثلها .

2- ان عملية ضرب الابراج تحتاج لمهارة حاذقة جدا يتصورها من راى عملية التفاف الطائرة الثانية للارتطام بالبرج الثاني قد لا يحسنها الطيار الأساسي نفسه وهنا يتحتم الاستعانة بالمساندة الأرضية لقيادة الطائرتين بالشكل المطلوب !!

3- القيام بنسف البرجين والادعاء بان الارتطام هو السبب لامور منها ايقاع ضحايا مدنيين اكثر في العملية وكون انهيار المبنى تصويريا اكثر تاثيرا في النفوس للانتقام بشكل اوسع من الارهابيين واكثر تخليدا لهذه الحادثة اما قضية بيع الابراج ومتعلقاتها قبل الحادث لن نستطرد معها الان .

4- وبالنسبة للبنتاجون اختيار تفجير ذاتي للمبنى وعدم استخدام طائرة واقعيا .. كون صعوبة تحقيق المطلوب منها من غير تأثير على كامل أجزاء المبنى الحيوي والعاملين فيه لان الخاطف لن يقوم بضرب جدار السور الخارجي للمبنى - كما حدث - بل سيختار هجوم قوي لإحداث ضرر اكبر في المصالح وهو منطقيا وسط مبنى البنتاجون .فتم الزعم بارتطام طائرة بالدور السفلي من مبنى البنتاجون في احد اجزاءه والذي كان يخضع لعملية ترميم مصادفتا !!



لكن كما يقول المثل ( ليس هناك جريمة كامله ) !!



حتى ولو أتت بها امريكا فمن ادلة ضلوع الـ C.I.A ما يلي :

1- ان ضرب الابراج تحتاج لمهارة حاذقة كما قلنا ويتصورها من راى عملية التفاف الطائرة الثانية للارتطام بالبرج الثاني وقد لا يحسنها الطيار نفسه وهنا يتحتم الاستعانة بالمساندة الأرضية لقيادة الطائرتين بالشكل المطلوب !!

يقول تيري ميسان ( .. فقبل الاصطدام بلحظات التقطت بعض أجهزة الراديو البسيطة ذبذبات صادرة عن جهاز تحكم عن بعد من داخل أحد برجي مركز التجارة العالمي.. وقد تمكنت أجهزة الراديو تلك من التقاط الذبذبات بسبب تداخلها مع الموجات الصادرة عن هوائيات التلفاز والفيديو المثبتة في قمة المبنى.. فهل استخدم منفذو العملية جهاز تحكم وضعوه في البرج وجعلوه كالفخ الذي توجهت إليه الطائرة التي كانت تسير بشكل آلي؟ وللعلم فإن تنصيب الطائرة على وضعية الطيران الآلي لا تتطلب وجود منفذي العملية على الطائرة حيث إنه بفضل تقنية (الجلوبال هوك) التي اجازتها وزارة الدفاع الأمريكية فإنه يمكن التحكم بطائرة بوينغ دون الحاجة لوجود أحد على متنها!!.. )

<http://www.suhuf.net.sa/2002jaz/sep/1/fe1.htm>

2- ان عملية ارتطام الطائرة الثانية بالمبنى غير كافي لسقوطه فضلا عن سقوط المبنى الاول بتأكيد من خبراء المباني أنفسهم وخرج التقرير الأولي للحادث ليشير إلى أن الحرارة الشديدة الناجمة عن احتراق وقود الطائرتين أذابت الأساسات الحديدية للمبنيين مما أدى إلى انهيارهما وكانهما من الكرتون .. وخبراء الاطفاء رفضوا تماماً قبول هذه النظرية وأكدوا أن الحسابات الهندسية للمبنيين توضح أن الأساسات يمكنها تحمل درجات حرارة مرتفعة جداً ولوقت طويل..
( كذلك أكد العديد من رجال الاطفاء أنهم سمعوا أصوات انفجارات عديدة في قاعدة البرجين.. ويؤكد خبير التعدين والتكنولوجيا فان روميرو أن المتفجرات (ضغط + حرارة وليس حرارة فقط كما في حالة الحريق) هي الوحيدة القادرة على تدمير مبنيين بهذا الحجم... )



ومن خبراء البناء ايضا الذين يهمنا رايهم هنا هو (اسامة بن لادن ) نفسه ؟؟

والذي يذكر منكم الفيلم المسجل له مع الحربي وابو غيث والذي عرض في رمضان الماضي حينما قال فيها اسامة ( لم اتصور ان يسقط المبنى باكمله بل حسب خبرتي سيتاثر 4 ادوار او 5 فقط ؟؟ )

أي ان دور الطائرة محدود فقط . لكن كيف سقط باكمله.. ؟؟؟ ذلك من خلال نسف الابراج بقنابل مزروعة كما اكد اخرون سماع اصوات انفجارات اسفل المبنى وحريق في الدور 9 و 10 ؟؟

3- مبنى البنتاجون لم يتعرض لطائرة والدليل صور التفجير ذاتها حين تخلو من جرم للطائرة المزعومة

( صورة مبنى البنتاجون بعد الحادث )....


ايضا المكان يخلو من أي جزء للطائرة المخطوفة .. لا اجزاء معدنية لا ذيل للطائرة – كونه الجزء السالم غالبا من الطائرات المصابة – ايضا لا ... ضحايا ؟؟

ايضا في حال تطبيق صورة المبنى المنهار بحجم الطائرة يتضح انها غير متراكبه ؟؟

فاين اثر الاجنة في المبنى فضلا عن اجزاء الاجنحة نفسها

كذلك ارتطام الطائرة المزعومة بالدور الاسفل حيث يتضح سلامة الادوار العليا من المبنى .

( صورتين للبنتاغون بعد الحادث )

( الرئيس الامريكي )

هل يعلم الرئيس الامريكي بالمخطط من قبل الـ C.I.A ودورها فيه ؟!



اعتقد شخصيا انه يعلم ، فمن ادلة ذلك شطحات لسانه – جراء غبائه المشهور – من انه راى ارتطام الطائرة اولى في التلفاز قبل الثانية ؟؟


ايضا استغلاله في خطبتة بعد الحادثة هجوم عنيف ضد قوى الارهاب في الخارج .. وكأن الفاعل اتي من هناك ؟؟

شنه حملة ضد الاسلام والمسلمين اجمالا – حتى يشمل الغضب اكبر قدر من العدو – اي ( حربا صليبية ) فيتعدى الخطر في اسامة ليتوهم في كل مسلم حتى يمكن الاستفادة من الحادث باكبر قدر من الاعداء!!

اتهامه بن لادن مباشرة بعد الحادث ؟؟

قيامه بسلسلة إجراءات وخطب وتنقلات لم تكن معهوده !! وكأنها معده من قبل .. اما من يقول بان الحادث قد اجبر السلطات على تلك الإجراءات وانها من قبيل الخطط الاحتياطية للازمات المفاجأة .. اقول اين السلطات وقت الضربات وأين إجراءاتها الاحتياطية العسكرية الامنية لواحدة من اكثر اماكنها حساسية امنيا ( البنتاجون ) او المالية ( الابراج ) ؟؟؟

مع العلم ان ( نظام الأمن الذي يتولى حماية مبنى البنتاجون متطور لأقصى درجة وهو نظام مضاد للطيران وخاضع للمراقبة دوماً بواسطة سلطات قاعدة سانت اندرو الرئاسية.. وهذا النظام مزود بوحدتين حربيتين جويتين... وكلتا الوحدتين مزودتان بأحدث طائرات (ف16) و(ف18) فأين كان هذا النظام طوال فترة اقتراب طائرة البوينغ من مبنى البنتاجون؟ هل يشبع فضولنا تصريح المتحدث باسم البنتاجون المقدم فيك فارزينسكي الذي قال: «لم ندرك أن الطائرة كانت متوجهة نحونا ولم نكن نتوقع ذلك أصلا!!»؟؟ )




اتهم المسؤلون الامريكيون 19 رجلا عربيا بالحادث ( بشكل رسمي ) عقب ثلاثة ايام فقط ؟؟

نسال انفسنا كيف حصل الاتهام .. وبناء على ماذا خاصة وان حادثا مثل هذا تتاخر فيه توجيه التهم بشكل ( رسمي ) لا اقول كطائرة لوكيربي – بقيت سنين عديدة – بل الطائرة المصرية التي سقطت في المحيط بقيت اشهر حتى اتهم الطيار البطوطي بشكل رسمي بالانتحار ؟؟ اما هنا فالتهمه صدرت خلال اقل من اسبوع ؟؟

اذن الـ C.I.A ارسل صور الاشخاص المعنيين الى الاعلام حتى لا يطول الموقف ويتاخر الانتقام ويفتر الحماس الشعبي لها ويتضاعف الدعم الدولي والشعبي من الانتقام من الاعداء وفعلا .. قصفت افغانستان بعد شهر وقليل من الاحداث !!

( مصير الـ 19

من الواضح انهم بذلوا في التحضير للحادث في الاراضي الامريكية ما يستطيعون وقاموا قبل ذلك بتسجيل اعترافات مسبقة تثيت قيامهم بهذا العمل الجرئ .. لكن اين مصيرهم الان ؟؟

هناك احتمالات :

1- انهم اكملوا خطتهم بدون شعور انهم مكشوفيين من قبل السلطات فركبوا الطائرات المعنية – مع تسهيل عملية تفتيشهم حتى لا تكتشف السكاكين معهم – فكانوا فعلا من ضحايا الطائرتين التي ضربت البرجين .. اما الطائرتين الباقيتين فهي مجهولة المصير .

2- انه تم اعتقالهم او احد منهم قبل الشروع المباشر في الحادث وجرى التحفظ عليهم لسبب او لاخر .

3- انه تم القضاء عليهم باي اسلوب.



( ابن لادن )

هل يعني ما سبق تعاون بين اسامة بن لادن مع C.I.A ؟

لا ، ابدا .

اسامة له تاريخ يدحض مثل هذه المزاعم . ولا يخفى على احد انه ابدى عداوته لامريكا اكثر من غيره في مناسبات عديدة .

وما حصل هو كشف مخططه ليس اكثر وهذا يحصل كثيرا وخاصة في ارض الجهاد نفسه مع قربهم للعدو وسرعة تنفيذ العمليات وهذا ليس عائدا لفشله او ضعف حنكته حيث قام اسامة بما يستطيع داخل حدوده في افغانستان من ترتيب واعداد وتوفير ما يناسب العملية اما في الأراضي الامريكية فلا يتحمل هو مسؤلية الحفاظ عليها بل هي موكله الى اشخاص السرايا او المتعاطفين معهم خاصة اذا علمنا انه شخصيا لم يعلم عن موعد العملية الا قبل اقل من اسبوع !!



( نجاح خطة الـ C.I.A )

هل نجحت امريكا في ما أرادت ؟

أقول في جوانب معينة نعم – وهي المعنية بشكل كبيير لـ C.I.A مثل جانب حرية قصف البلدان وإنزال الجنود وحصر الأرصدة ومتابعتها وحصار الشعوب والتدخل في خصوصية الفرد وخلق جو دولي مشحون لا يمكن التنباء فيه بتصرفات الضحية الأمريكية باعداءها الكثر حسب تصنيفها لهم – اما من ناحية المصداقية فلا حيث يتبين كل يوم لنا وللاخرين ثغرات هذه القضية وتبدو معها الشره الامريكي للدماء البريئة والشعوب البسيطة !!



( نظرية المؤامرة )

هل هذا التحليل من آثار عقدة المؤامرة ؟

ما ذكرته هو تحليل منطقي عقلي يوافق الواقع كما ارى بشكل كبير ويجيب على أسئلة عديدة عن القضية قد لا تجيب عنها غيرها وجرب بنفسك ، وليست العملية تأصيل لعقدة المؤامرة بل استعانة بالواقع وما حدث لتحليل ازمة شديدة وقعنا فيها بيننا قبل الآخرين .

واعتقد اني شخصيا قد اتعرض لنقد شديد عليها .. حيث انها خرجت كرأي ثالث مستقل عن الفريقين – كما قلت في اول سطر من موضوعي هذا – فقد يصب الفريقان غضبهما علي ، لكني اقول .. لاي شخص الحق ان ينظر للقضية كما انظر .. وله ايضا ان يرد عليها ولكن اتمنى لو كانت بحجج عقلية من سرد الوقائع تراها ونراها واضحة وليحكم الجميع عقولهم فيما حولهم ولينظروا .. ثم ليخبرونا .

شاكرا لكم حسن المتابعة ..

ما في الخاطر

نص الحديث عن مصطلح ( الغابات الشمالية ) :

في السابع عشر من مارس 1960 أصدر الرئيس الأمريكي (ايزنهاور) مرسوما يقضي بضرورة التخلص من نظام كاسترو... وكان الهدف الأول والأخير لهذا القرار هو تغيير نظام كاسترو إلى نظام آخر أكثر ملاءمة للمصالح الأمريكية الكبيرة في الجزيرة الكوبية. بعد تولي جون كينيدي لمقاليد الرئاسة في أمريكا بفترة قصيرة قامت سلطات الاستخبارات الأمريكية بتجنيد مجموعة من المنفيين والمرتزقة الكوبيين من أجل القيام بانقلاب ضد كاسترو... في السابع عشر من ابريل 1961 قامت هذه المجموعة بعملية انزال في خليج الخنازير ولكن المحاولة باءت بالفشل... الأمر الذي فاجأ السلطات الأمريكية فعلاً كان رفض جون كينيدي ان تقوم القوات الجوية الأمريكية بدعم المرتزقة الكوبيين خلال عملية الانزال وقيامه بعزل مدير ال (سي.أي.إيه) الان داليس ومساعده تشارلز كابل واصداره لأوامر باجراء تحقيق داخلي لتحديد المسؤولين عن العملية ومن بينهم هيئة الأركان المشتركة وقائدها الجنرال لايمان لمنيتزر، اتهمت السلطات السياسية والعسكرية العليا في أمريكا الرئيس الأمريكي جون كينيدي بالجبن لرفضه توفير الدعم للمرتزقة الكوبيين...

بعد تفكير عميق توصل مجموعة من القادة المتطرفين والذين يشغلون مناصب عليا في القطاعين السياسي والعسكري إلى فكرة مخيفة... أساس هذه الفكرة هو تقديم حجة سياسية وعسكرية أو عذر سياسي وعسكري إلى الرئيس كينيدي من أجل ان يوافق على عملية تدخل عسكري شاملة للجزيرة الكوبية.. تولى مهمة التخطيط لهذه الحجة العميد ويليام كريغ والجنرال ليمنيتزر رئيس هيئة الأركان المشتركة... وفي الثالث عشر من مارس 1962 قام ليمنيتزر بعرض المخطط أو الحجة التي أطلق عليها اسم (الغابات الشمالية) على من يهمه الأمر من المسؤولين وذلك خلال اجتماع عقد في مكتب وزير الدفاع روبرت ماكنمارا في البنتاجون. لم تكن نهاية الاجتماع سعيدة بالنسبة لأصحاب المخطط فقد رفض وزير الدفاع ماكنمارا المخطط بأكمله وتم إبعاد الجنرال ليمنيتزر عن البلاد وتعيينه قائدا للقوات الأمريكية في أوروبا... ورغم ان ليمنيتزر أمر بتدمير كل نسخ المخطط قبل رحيله إلى أوروبا إلا ان وزير الدفاع ماكنمارا احتفظ بنسخة منه.

إذاً رفض الرئيس الأمريكي جون كينيدي ان تتورط بلاده في حرب ضد كوبا... ويجمع معظم المؤرخين ان هذا هو السبب الرئيسي لاغتياله عام 1962.

وايضا : هدف عملية (الغابات الشمالية) اقناع المجتمع الدولي بأن فيدل كاسترو يشكل خطرا على العالم بأفكاره الثورية لذلك يجب التخلص منه.. ولتحقيق هذا الهدف ولإعطاء الولايات المتحدة حجة للتدخل العسكري في كوبا كان لابد من القيام بتمثيلية كبرى بحيث يتم إلحاق أضرار كبيرة بمصالح أمريكية وإلصاق التهمة بكوبا. تضمنت عملية (الغابات الشمالية) العديد من المقترحات اذكر منها قيام مجموعة من المرتزقة الكوبيين المتخفين بملابس قوات فيدل كاسترو بالهجوم على القاعدة الأمريكية في كوبا «جوانتامو» وإحداث قدر كبير من التخريب والتفجيرات والتسبب بخسائر مادية وبشرية كبيرة.

- تفجير واغراق سفينة أمريكية في المياه الاقليمية لكوبا على أن تكون السفينة في حقيقة الأمر خالية ومتحكم بها عن بعد.. ويكون الانفجار من الشدة بحيث يشاهد في العاصمة هافانا وذلك للحصول على شهود عيان.. وتكون هناك عمليات انقاذ موسعة ولائحة بأسماء الضحايا ومراسم جنائزية وذلك لإثارة الرأي العام العالمي.. وتجري العملية في الوقت الذي تتواجد فيه سفن وطائرات كوبية في المنطقة حتى يتسنى نسب المسؤولية إليها.

ملاحظة: في عام 1898 كانت كوبا مستعمرة اسبانية وتم في ذلك الوقت تدمير السفينة الأمريكية مما أدى إلى مقتل 276 شخصاً فاستخدمت أمريكا هذا العذر لاحتلال اسبانيا.

- ممارسة الارهاب ضد المنفيين الكوبيين في الولايات المتحدة من خلال استخدام العبوات الناسفة والسيارات الملغومة.. وبعد ذلك يتم القاء القبض على عملاء وجواسيس كوبيين مزيفين للحصول على اعترافات.. يتم توثيق هذه الاعترافات وتوزيعها على وسائل الإعلام المختلفة.

- إيهام الدول المجاورة لكوبا بخطر نظام فيدل كاسترو الثوري ذي الأهداف التوسعية.. وتقوم طائرة كوبية مزيفة بقصف ليلي لجمهورية الدومينيكان المجاورة مع الأخذ في الاعتبار أن تكون الصواريخ المستخدمة سوفييتية الصنع (كان الاتحاد السوفيتي هو مصدر السلاح الأول لنظام فيدل كاسترو).

- اثارة الرأي العام العالمي وذلك عن طريق تفجير((( طائرة مدنية أمريكية))).. ولإحداث أكبر قدر ممكن من التأثير يؤخذ في الاعتبار أن يكون على متن الطائرة شخصية أمريكية مؤثرة ومشهورة مثل جون غلين أول أمريكي يدور حول الأرض.. ويكون تنفيذ هذه العملية كما يلي: يقوم مجموعة من المتواطئين «طلاب مثلاً» باستئجار طائرة تابعة لاحدى الشركات.. في الجو تلتقي هذه الطائرة مع طائرة أخرى شبيهة بها تماماً ولكنها خالية من الركاب ومتحكم بها من بعد بينما يعود المتواطئون بطائرتهم للهبوط في احدى قواعد ال«سي. أي. أيه».. تكمل الطائرة الأخرى مسارها وتصدر نداءات استغاثة واشارات تدل على قرصنة جوية بواسطة مختطفين كوبيين ثم تنفجر في الجو.

كما يتضح من بنود عملية فإن انجاز هذا المخطط يتطلب مقتل العديد من المواطنين الأبرياء سواء مدنيين أو عسكريين.. ولكن في نظر من خطط ل«الغابات الشمالية».. فإن مقابل موت هؤلاء ستحصل أمريكا على أدوات سيطرة مطلقة وفعّالة على العالم وهذا هو الهدف الأسمى.)

الغرضون
06-09-2003, 04:58 PM
قال لي ذات مرة شاه مسعود: كنت جالسا فدخل علي شاب غربي وبدأ يسئل عن كل شيء ويسجل، قال: مسكته، قلت: أنت أي شيء (CIA) أو من تتبع استخبارات غربية قال له أنا ابن وزير الدفاع السويسري، أرسلني والدي لأدرس تجربتكم في مقاومة الروس، لأن بلادنا مثل بلادكم حتى إذا تعرضت بلادنا لغزو كيف نستعمل التجربة التي استعملتموها.

الغرضون
06-09-2003, 05:00 PM
إنّ موقع مفكرة الإسلام Islammemo هو موقع إخباري لمع نجمه وبرق شهابه عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول من عام 2001م، فقد قدّم الموقع تغطية جيدة ومتميزة لأحداث غزو أفغانستان وأسرى جوانتامو، وظل الموقع – طبقا لما نشر على صفحاته- طريدا شريدا ينتقل من Server لآخر، ومن مستضيف لآخر، وهذا يهاجمه وذاك يشكك فيه..
وموقع مفكرة الإسلام يخاطب شريحة بعينها، يغازلها ويلبي رغباتها، وهي شريحة من وفقهم الـله لتجنب اقتناء التلفاز أو الدش، وبالتالي فهي مضطرة للجوء للانترنت كمصدر للمعلومات والأخبار..
وأظن أن بزوغ الموقع والتلميع الإعلامي له كان بغرض تكريس قدر من الثقة بحيث عندما تحين المعركة الفاصلة – أعني بها العراق- يكون كل القراء والزوار مهيئين لقبول المادة الإعلامية التي تقدم لهم على صفحات الموقع على أساس أن الموقع كان متميزا في تغطيته لغزو أفغانستان..
وقد نشرت مفكرة الإسلام بحثا أو كتابا عن حياة صدام حسين يقدم تحليلا وسردا لأهم ملامح حياته السياسية، مع التركيز على العقد الأخير ومفهوم ما يسمى التوجه الديني أو التوبة النصوح – زعموا-..
وبداية أقول أنه ليسعد كل إنسان أن يتوب مجرم مثل صدام، لكن أن نُكره على تقبل أنه تاب وأناب، فهذا أمر لا يقبله أي منصف، بل إن صحيفة مصرية مستقلة [صوت الأمة إن لم تخنّي الذاكرة] طالعتنا بمقال ينصح فيه كاتبه صدام حسين بأن يوقف تقريب علماء الدين العراقيين له وتساءل الكاتب في ختام مقاله عما إذا كان صدام سيلقى نفس مصير السادات رحمه الـله الذي قرب "الإسلاميين" فكانوا أول من أطاح برأسه..

على كل، فلنا ملاحظات عامة تتعلق بالتقرير وبـثغرات ثابتة في حياة صدام لم تقدم [المفكرة] إجابةً شافية عنها:

1- "وتربة الأخيرة –أي كربلاء- أعظم من تربة الكعبة" فهذه جملة غريبة مريبة حقا! فمنذ متى وللكعبة تربة؛ مقدسةً كانت أو غير مقدسة؟؟ هل استجد أمر جديد في الكعبة والمسلمون لا يدرون؟؟
إنّ الباحثين أوسعوا المسجد الحرام والكعبة المشرفة بحثا لكن على حد علمنا جميعا فإنّ أحدا منهم لم يورد ذكرا لشيء اسمه تربة الكعبة!
إنّ [المفكرة] تبذل جهدها لإيهام القارئ بأنه موقع يقوم عليه منتمون لإحدى الدول الخليجية الكبيرة، لكنّ هذا النص المتعلق بـ(تربة الكعبة) يدحض هذا المحاولات اليائسة، فليس من المعقول أن يزلّ قلم أحد مواطني تلك الدولة ويقول بأن للكعبة تربة! وهذا يطرح تساؤلا آخر – ليس هذا محله- عن من يقف وراء [مفكرة الإسلام].

2-في الحوار ما بين العربي والعراقي – وهو حوار عاطفي يريد أن يكره ويجبر القارئ العادي على تقبل ما ورد في تقرير مفكرة الإسلام- عندما سأل العربيُّ العراقيَّ عن صدام لم لم يشهر توبته أمام الملأ؟ فرد العراقي بما مفاده أنّ هذا الأمر بدعة لا تجوز!
وفي الواقع فإنّ هذه النقطة بالذات لم يستطع أن يجيبَ عنها كل المدافعين عن صدام، فـنحن لم نره على شاشة تلفاز بلده يقول إنه تاب وأناب، تصوروا معي شخصا اقترف جرائم كالتي ارتكبها صدام، أليس من المنطقي والمنطقي جدا أن تكون إنابته –كما يشاع- بحجم جرائمه؟؟ على الأقل ليكسب التعاطف، أو حتى ليقطع الشك باليقين، للأسف هذا لم يحصل، فجرائم صدام كلنا علمناها ورأيناها رأي العين، بينما كل ما يقال عن توبة مزعومة لصدام إنما هو محض تقارير غير موثقة من هنا وهناك.

3-بعد فرض الحصار على العراق عقب حرب الخليج الثانية (غزو الكويت)، قام عدد من الممثلين والممثلات بعمل زيارات للعراق، وبغداد تحديدا وذلك بغرض كسر الحصار وإظهار "الإرادة العربية الحرة الأبيّة"، وقد استقبلهم صدام في قصره، فمنهم الممثل المسرحي المصري الكوميدي محمد صبحي والممثلة المصرية نجمة الإغراء رغدة- والأخيرة أفلامها القبيحة التافهة المليئة بالإسفاف والعهر يعلمها كل من له قليل اطلاع بعالم الفن والتمثيل- وهذه الزيارات ليست سرا، فقد نشرت صور مقابلة محمد صبحي ورغدة مع صدام حسين في الصحف المصرية – كصحيفة الأخبار القومية مثلا-، ناهيك عن زيارات لفنانات من عدة دول عربية كسوريا مثلا، ترى هل حقا لو كان صدام قد تاب وأناب فهل كان الممثلون والممثلات هم طلائع الرحلات المكوكية نحو بغداد الرشيد، ونحو قصر صدام تحديدا؟؟ وكانت رحلة الممثل محمد صبحي على نفقة رجل أعمال مصري يسمى (عماد الجلدة) وهو عضو بمجلس الشعب المصري.

4-بذلت [المفكرة] جهدها لتصوير طارق حنا عزيز ومحمد الصحاف في أبشع صورة، وتغافلت عن أمر هام جدا، هو أنه إن صدق ما قيل عن صدام وتوبته وتوجهه إلى المنحى الديني وتقريبه للعلماء، فكيف يسوغ له الإبقاء على طارق حنا عزيز في منصبه الحساس؟ أو كيف يبقي الصحاف كوزير إعلام [وهي إحدى وزارات السيادة كما هو معلوم] في ظروف الحرب رغم أن صدام – المتدين المحب للعلماء كما يقول تقرير [المفكرة]- كان يخوض حربا يفترض به أن يبذل جهده لتجنيب بلاده ويلاتها، وفي اعتقادي فإن أولى خطوات الطريق الصحيح المفترض أن يتخذها أبسط رجل مسلم هي أن يقصي النصارى والروافض من مراكزهم الحساسة في نظام الدولة، فكيف بـصدام الذي يروج التقرير بأنه تاب وأناب وقرب العلماء واحترم شعائر الدين؟؟؟!! أين كان العلماء المزعومون من طارق عزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وأحد أبرز المقربين من صدام؟؟؟!! وأينهم من محمد سعيد الصحاف وزير الإعلام؟؟!!

5-جيش القدس، وما أدراك ما جيش القدس.. جيش لم يتحرك شبرا نحو القدس ولا حتى نحو العدس!
أبواق ضخمة، وتقارير إعلامية تضخم من قدرة جيش القدس، والمحصلة لا شئ، حتى عندما دخل الأمريكيون العراق ودنسوا ترابها الطاهر لم نر لهذا الجيش أثرا، فكان أثرا بعد عين، ولهم الـله كل البسطاء الذين كانوا يعيشون على حلم أن يحرك جيش القدس ساكنا.

6-مسألة الشعارات الرنانة، و(الـله أكبر) و(ليخسأ الكافرون) وغيرها من ألفاظ صدام ((الإسلامية)) فهي ليست دليلا معتبرا لتأكيد توبة وإنابة صدام، ويكفي أن نعلم أن نابليون بونابرت حين قدم إلى مصر قاصدا احتلالها ادعى أنه مسلم وتسمى بـ(محمد)، وأرسل رسالة لقادة المصريين يؤكد لهم احترامه للإسلام وأنه لفرط إعجابه به أسلم!

الغرضون
06-09-2003, 05:03 PM
1-مطالبة حكومة مصر -رعاها الـله- بفتح حدودها مع إسرائيل:
كثر الحديث عن مطالبة دول الطوق وعلى رأسها مصر .. بأن تفتح حدودها ..
ومعظم هؤلاء المطالبين هم من الشباب المصري خصوصا وشبيبة العرب كلهم عموما ..
إخواني ..
هنالك حقائق يجب أن نوردها هنا لتوضيح الرؤية وفض الاشتباك ..

1)معظم الدول العربية لا تفرض التجنيد الإجباري على الذكور من شبابها [وكل واحد عارف نفسه] .. وبالتالي فإن هذا الشباب لا يملك القدرة على مجرد إمساك مسدس .. فكيف بالدخول في حرب شرسة؟؟؟ والله مرة كنت أتحدث مع أحد مواطني تلك الدول .. وإذا به يقول لي: أنا من أشد المؤيدين لفرض التجنيد الإجباري في بلدي .. فقلت له: ولم؟؟ قال: الآن لو انفجرت علبة عصير في قاعة عامة أو مكان عام فلسوف يفر ويهرع كل من في القاعة خارجها هلعا وفزعا.

2) هنالك دول عربية تفرض التجنيد الإجباري .. ومنها (جمهورية مصر العربية).
*نظام التجنيد في مصر: يتم تقسيم الشباب إلى شرائح حسب المستوى التعليمي ..:
1-فهنالك حاملو المؤهلات العليا (جامعيون) .. وهؤلاء مدة تجنيدهم سنة كاملة بإحدى ثكنات الجيش المصري .. ويكون هذا التجنيد عقب انتهاء الشاب من دراسته الجامعية.
2-حاملو المؤهلات المتوسطة: يقضون سنتين تقريبا في الجيش المصري.
3-حاملو المؤهلات دون المتوسطة والأميون: ما يقرب من أربع سنوات يقضونها في الجيش المصري.

وهنالك استثناءات نص عليها القانون للإعفاء من أداء الخدمة العسكرية .. وأبرز من يستحق هذه الإعفاءات كل من:
1- الشاب الذي يعيل أسرته بعد وفاة والده.
2- وحيد أبويه .. (الشاب الذي لم ينجب أبواه سواه).
3- المصاب بعيب خلقي أو صحي يعيقه من الانتظام في التدريبات (ضيق في التنفس .. ضعف نظر ...).
ملاحظة: يخضع الشاب المتقدم للتجنيد لكشف طبي يحدد قابليته للتجنيد من عدمه.
وكل من يتخلف عن التجنيد يعاقب طبقا للقانون ويتعرض للسجن .. ناهيك عن عدم تمكنه من التوظف في أية شركة مسجلة بوزارة التجارة (فضلا عن العمل بالحكومة).
لننظر الآن إلى الشباب المصري الذي يحين عليه الدور في التجنيد .. معظمهم يبحثون عن واسطة للإعفاء .. وهنالك من أولياء الأمور من يلجؤون والعياذ بالله لرشوة الطبيب الذي يقوم بالكشف الطبي على الشاب لكي يصدر الطبيب تقريره بأن الشاب مصاب بمرض كذا أو أن بعينيه حولا أو اختلاق اي عذر يعفي من التجنيد.
ورغم أن شيخ الأزهر وكل علماء مصر جرموا التهرب من التجنيد .. إلا أنه لا حياة لمن تنادي.

===

2-مطالبة حكومة مصر -رعاها الـله- بطرد سفير إسرائيل لديها:
طالب الكثيرون مصر بطرد سفير إسرائيل من على أراضيها..
وهو تصرف يعتبر في العرف الديبلوماسي بداية وتمهيد لإعلان الحرب..
وتناسى هؤلاء المطالبون أن باكستان والهند عندما توترت العلاقات بينهما قبيل بضعة أشهر .. وحصلت مناوشات عسكرية على حدود البلدين .. لم يطرد أيا منهما سفير الدولة الأخرى من بلده.
بل حتى روسيا وأمريكا .. وفي ظل أحلك الظروف والمواقف .. لم تطرد أي منهما سفير الدولة الأخرى.
إن طرد السفير إجراء متهور .. لا يلائم تطورات الوضع الحالي.
التطور الملائم هو أن تسحب الدولة سفيرها .. وقد فعلت مصر وسحبت سفيرها من إسرائيل منذ أكثر من سنة كاملة..
ثم لننظر لسفير إسرائيل في مصر ..
ها هو كالكلب منبوذا ..
لقد ٌقام بتسفير أسرته لتل أبيب خوفا عليهم من التعرض لأي أذى من الشعب المصري الغاضب.
ومن الطريف أن وزارة الخارجية .. تكلف سكرتيرا ثالثا بها بأن يستدعي السفير الإسرائيلي كل أسبوع .. ليتم إبلاغه بتطورات الوضع وقلق مصر مما يجري .. مع كلمتين قاسيتين ليذهب إلى مخبئه .. أقصد سفارته.

الغرضون
06-09-2003, 05:05 PM
صبيحة يوم أمس .. قلبت قنوات الدش اللعين .. وإذا بي أجد مجموعة من الوجوه البشوشة الطيبة .. نظرت إلى القناة فإذا هي القناة الفضائية المصرية .. دققت النظر .. فإذا نقل مباشر لمؤتمر (هذا هو الإسلام) الذي تنظمه مشيخة الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية معا .. والمؤتمر يعقد حاليا بالقاهرة.
المؤتمر - على أية حال- يعقد برعاية الرئيس مبارك حفظه الله .. ويحظى بحضور كوكبة من علماء الأمة الإسلامية .. ومنهم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر والدكتور عبد الله التركي أمين رابطة العالم الإسلامي ومفتي الديار المصرية والدكتور يوسف القرضاوي وعدد من العلماء من مختلف الدول الإسلامية وجمع غفير من علماء الأزهر الشريف الذين ازدانت بهم قاعة المؤتمر.
ولسوء حظي؛ لم أتمكن من متابعة المؤتمر من أوله .. فقط تمكنت من متابعة كلمة معالي المستشار السياسي للسيد رئيس الجمهورية .. ولقد لخص معاليه الشبهات التي تثار حول الإسلام في عشر نقاط .. دعا العلماء والمحققين لأن تتمحور بحوثهم ودفاعاتهم حولها.
تبعت هذه الكلمة كلمة الرئيس مأمون عبد القيوم .. رئيس جزر المالديف .. إحدى الدول السياحية الجميلة المشهورة بطبيعتها الفاتنة .. المهم؛ أن مقدم حفل الافتتاح (وهو وزير إعلام سابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية) .. قال وهو يعرف بالرئيس مأمون عبد القيوم (الذي تخرج من جامعة الأزهر) : إن مأمون عبد القيوم رئيس حمل الأمانتين:أمانة العلم والحكم .. وبالفعل؛ وجدت أنه - أي الوزير السابق - خاطب رئيس جزر المالديف بـ (صاحب الفضيلة الرئيس مأمون عبد القيوم).
ولقد ارتجل فضيلة رئيس جزر المالديف كلمته في فصاحة متناهية .. وبدون تلكؤ.
والله كادت الدموع تفر من عيني وأنا أرى ذلك العالم الجليل يحكم دولة كاملة .. وقد منّ الله عليه بالعبئين: عبء العلم وعبء الإمارة.
نظرت إلى بلدي الحبيب .. مصر .. وإلى الدول المجاوة لها .. فوجدت كل حكامها لا يملكون من مؤهلات حكم البلاد إلا كونهم ينتسبون لأسر حاكمة .. أو أنهم ينتمون للمؤسسة العسكرية .. بالله عليكم؛ أيهما أفضل .. أن يحكم الدولة عالم جليل عارف بأحكام الشريعة وبما حرم الله وبما أحل الله ؛ أم رجل عسكري متعجرف لا يعرف إلا لغة السلاح والقوة؟؟؟؟

الغرضون
06-09-2003, 05:06 PM
أصحاب الجلالة الملوك العرب
أصحاب الفخامة الرؤساء العرب
أصحاب السمو العرب
السلام عليكم ورحمة الـله وبركاته
نعلم جميعا ما يمثله البروتوكول من اعتبارات ذات شأن وأهمية .. إذ البروتوكول من الأمور التي تراعيها الدول في المناسبات والاحتفالات .. و هذه البروتوكولات (حقيقة لست أعلم من كتبها أو وضعها) فيها ما يلائم ديننا الحنيف وفيها ما يتعارض معه وفيها ما هو في عرف الشرع مباح..
لمعت في راسي لمبة .. أي واتتني فكرة .. أتمنى أن يبلغكموها أتباعكم .. والمسؤولون في دولكم .. ورعايا عطفكم .. وهي أنه في الزيارات الرسمية فإن البروتوكول يحتم –كما هو معلوم- اصطفاف ضباط شرف (لا اعتراض) وإطلاق 21طلقة مدفعية (لا اعتراض) .. وعزف السلام الوطني لكلا البلدين (وهنا بيت القصيد) .. أنا كمواطن بسيط أقترح أن تستبدل مراسم العزف (والتي تتسمرون فيها من طول العزف الموسيقي لبعض الدول [ خصوصا الأفريقية ].. خصوصا وأن البعض منكم قد جاوزت أعمارهم خريف العمر بمراحل [ ارتدوا إلى مرحلة الطفولة! ]) بـقراءة سورة الفاتحة .. أم القرآن .. والسبع المثانـي .. فـيحصل لكم أجر القراءة .. ونحصل نحن على أجر الإنصات إلى القرآن العزيز .. ونعلي راية الإسلام خفاقة في بقاع الأرض .. وتكون الرسائل العظيمة والمعاني الكريمة التي تتضمنها سورة الفاتحة هي رسالة كل حاكم عربي إلى أقطار الأرض.
أرجو ولا أقول أتمنى أن تجد أفكاري صدى لديكم .. والـله من وراء القصد؛

الغرضون
06-09-2003, 05:08 PM
أحدث المنضمّين إلى إدارة بوش دانيال بايبس الذي رشحه الرئيس الأمريكي جورج بوش لعضوية مديري المعهد الأمريكي للسلام، وهو مؤسسة حكومية تهدف إلى ترويج حلول سلمية للمنازعات الدولية.
بايبس صاحب مواقف معلنة ومتكررة من العداء للمسلمين في أمريكا وخارجَها، فقد كتب في جريدة فيلادلفيا نيوز دايلي أنّ 10 – 15% من المسلمين هم قتلة محتملون!
وقال في خطاب له أمام منظمة الكونجرس الأمريكي اليهودي: "أنا قلق جدا من أنّ وجود وارتفاع مكانة وتأثير المسلمين وانتشارهم سوف يمثّل خطرا حقيقيا على اليهود الأمريكيين"!
ودعا بايبس "إلى مراقبة موظفي الحكومة المسلمين العاملين في سلطات تنفيذ القانون والجيش والسلك الديبلوماسي بخصوص روابطهم بالإرهاب، وكذلك الأئمة المسلمين في السجون والقوات المسلحة، كما تحتاج المساجد لمراقبة أكثر من تلك المفروضة على الكنائس والمعابد اليهودية والمعابد الأخرى، وتحتاج المدارس الإسلامية لمراقبة متزايدة للتأكد مما يدرّس بها"!
كما أنشأ بايبس موقعا الكترونيا بتمويل من أحد المستوطنين الإسرائيليين لمراقبة المؤسسات الأكاديمية والباحثين الذين ينتقدون إسرائيل ويتعاطفون مع الإسلام والمسلمين في الجامعات الأمريكية ودعا الطلاب إلى تزويد الموقع بمعلومات عن أساتذتهم وآرائهم السياسية.
جدير بالذّكر أنّ مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (CAIR) قد احتج رسميا على ترشيح بايبس وطالب الرئيس الأمريكي بالعدول عن ذلك في بيان أصدره بهذا الشأن.

الغرضون
06-09-2003, 05:10 PM
يا إخواننا ويا أبناء ديننا لا تزيدوا علينا البلاء بترداد أقوال أعداءنا، تحققوا مما تقوله وكالات الأنباء الغربية ويضربون مثالا للمذابح والحرب الأهلية، تكتب صحفنا العربية مذبحة تخار وأنا كنت في داخل أفغانستان عندما حصلت هذه الحادثة، كنت مع حكمتيار في جاريكار مركز بروان جالسين مع قادة حكمتيار نرتب للقاء مع مسعود القائد الأكبر لرباني حتى ينسق بينهم في احتلال بكرام، وفي سد طريق سالنج حيرتان ونحن تحت الشجرة، قال لي حكمتيار لقد أذاعت ال (بي بي سي) عن حدوث كمين من سيد جمال أحد قادتنا لقادة مسعود، وقالت الإذاعة أن (38) قائدا في قبضة سيد جمال أو قتلهم ولا ندري ماذا حصل حكمتيار مباشرة رأيته اسود وجهه وتغير، وليس بالرجل الذي كنت أعهد، كتب رسالة استنكار لمكتبه في بيشاور من خلال اللاسلكي ليوزعوها على الصحفيين وعلى وكالات الأنباء ضد هذا الحادث، قلت له أنا ذاهب إلى مسعود لأرى ما هو الحدث، وذهبت إلى مسعود مباشرة وكان في فرخار، ذهبت إليه وجلست معه أياما ، وخلاصة الحادث أن من قام بالحادث رجل شبه أحمق اسمه سيد ميرزا أخو سيد جمال الأكبر، والقائد العسكري له، قتل (5) غدرا وغيلة لمسعود، مسعود حاصر منطقة سيد جمال وأرسل رسائل أنا لا أريد أن أقاتلك، أريد أن ألقي القبض على القاتل، تفرق الناس وبقي سيد جمال وسيد ميرزا وكل آغا أحد قادتهم واثنان آخران، واختبئوا في داخل البيت، أحاط بهم رجالات مسعود، قال سيد جمال أنا لا أسلم نفسي إلا لمسعود، ومسعود كان في ورسج قرب فرخار، جاء مسعود من ورسج واستلم سيد جمال والخمسة وقدمهم للمحكمة التي شكلتها حكومة المجاهدين، وكنت أحد أعضاء هذه المحكمة، هذه خلاصة الحادث.
ماذا قالت الصحف الغربية، قالت الصحف الغربية قتل (38) قائدا لمسعود ولرباني بترتيب بيد حكمتيار أو بيد سيد جمال بأمر من حكمتيار، ثانيا : قتل مسعود (300) من جماعة سيد جمال، هرب سيد جمال واختبأ، ألقت الدولة الشيوعية قبضتها عليه وسلمته لمسعود لأنه عميل للدولة الشيوعية (والله يشهد إن المنافقين لكاذبون).
انظروا كيف فخمت وضخمت، ثلاثة أشهر والإعلام الغربي يعزف على هذا اللحن لحن فرخار الذي يعكس مآسي الحرب الأهلية التي قلنا لكم عنها منذ ستة أشهر ونيف.

الغرضون
06-09-2003, 05:11 PM
سؤال:عنده أمراض في جسده هل يمنعه من الجهاد؟
ج/ يا إخوان أنا لاحظت ملاحظة عجيبة أن الأمراض المزمنة هنا لا تشفى، هناك سبحان الـلـه، كثير من الناس أعياهم الطب والدواء قسم منهم مصاب بالربو الدائم لايستطيع أن يتحرك من هنا إلى هناك .. يدخل أفغانستان يمشي أربعمائة كيلو متر يشفى!!
هذا سعيد الجزائري قال لي في المدينة المنورة:- هو كان في المدينة المنورة- طيلة الشتاء القسم الخلفي من دماغي، كأنك تفرك عليه الفلفل من شدة الآلام، دخل في الشتاء إلى الشمال إلى تخار ومكث ستة أشهر -الثلج يبقي ستة أشهر- وهو في داخل الثلج قال: والـلـه ما أحسست بشيء، قسم فيه وجع بركبته لا يقدر أن يمشي من بيته مئتي متر، هناك يمشي مئتي كيلو متر، واحد عنده روماتيزم - والروماتيزم يزيد في البرد- يشفي في الثلج، عجائب والـلـه.
هذا خالد الكردي في المدينة المنورة -رحمه الـلـه- شاب بسيط جدا ثاني ثانوي ما خلص الثاني الثانوي قطع من النصف انفجر لغم تحت قدميه، طارت رجله لساقه انبعج بطنه، اندلقت أمعاءه، جاء الدكتور صالح وبدأ يجمعها، وجرحت يده، مكث ساعتين يهدأ إخوانه، يقول يا إخوان مالكم أنتم حزينين هي جروح بسيطة في يدي، لا يدري ان رجله طارت وبطنه بقر، ولقي الـلـه ولا يعلم أن رجله قطعت وبطنه مفتوح، لايعلم!!
لايجد الشهيد إلا كمس القرح..نعم.
سؤال: أرجوا إفادتنا عما يمكن إصطحابه لمن يرغب الذهاب إلى أفغانستان من أشياء تلزمه هناك.
ج/إذا كان عندك ملابس شتوية هنا خذها معك لأن هناك البرد والآن أشد شيء، خذ لك بوت قوي مفرز من تحت، لأجل الجري والبس، وخذ قلب صافي وعزيمة صادقة، خلاص إنتهى.
سؤال:ما هي أفضل طريقة لإيصال المال إلى المجاهدين؟
أنا وجدت أفضل طريقة وأقصر طريقة أنك تجمع المال بنفسك وتأتي وتسلمها بيدك هناك، هذه أفضل طريقة حتى تتعرف على أحوال المجاهدين والأيتام والجرحي واشتري تذكرة منها. والتذكرة بسيطة كما قال الأخ: هناك تخفيضات .. فإن لم تستطع، هناك مدير الهلال السعودي في بيشاور، من الشباب الذين يحبهم قلبك رجل ثقة وصادق -وائل جليدان- هذا كل درهم يصل إلى يده يوصل إلى داخل الجبهات، ونحن حريصون أن نرسله إلى داخل الجبهات، فإن لم يكن فلجنة الإغاثة السعودية كل مالها مضبوط -إن شاء الـلـه- يصل هناك وهناك لجنة مكونة من ثلاث يشرفون على توزيعها وحوالي ستين إلى سبعين في المائة منها للجهاد في أفغانستان وحوالي ثلاثين إلى أربعين في المائة منها للمهاجرين والمؤسسات في بيشاور فأنت مخيّر، والحقيقة كل الأموال التي تدفع في هذا البلد اطمئنوا أنها تصل إن شاء الـلـه، إن شاء الـلـه.
إذا تحبوا أرسلوها لوائل إلى مدير الهلال وبالإمكان أن ترسلوه إلى عنوان مجلة الجهاد، وإذا أردت أن ترسل لك طريقان: إما أن تحول بالتلكس تحويل وله رقم حساب في بيشاور، بيشاور حبيب بنك (أكاونت برانج) رقم الحساب واحد وخمسين .. تكتب هذا وترسله في التلكس وترسل له صورة التحويل لوائل الجليدان بيشاور، حبيب بنك أكاونت برانج، وائل الجليدان (أكاونت) يعني; حساب واحد وخمسين وتخط خطين على الشيك وتكتب (بي أكاونت أونلي) إذا كتبت هذا على الشيك وتضع الرسالة مسجلة وترسلها على عنوان الجهاد أو على عنوان الهلال الأحمر السعودي.
نعم، إذا ترسلوا لـلـهلال، صندوق البريد 743 صندوق البريد بيشاور، معظم المؤسسات التي في بيشاور والحمد لـلـه القائم عليها أمناء والأموال الحمد لـلـه الآن تصل إلى أيدي أمينة، كل الناس الذين في بشاور، رؤساء المنظمات الإسلامية سواء كان الهلال الأحمر السعودي أو كان العون الإسلامي أولجنة الدعوة (والهيومن كنسيرن) أو غيرها هم أمناء نعرفهم، رجال أفاضل إذا أردت أن تحول بالتلكس شرط أن ترسل صورة التحويل للرجل الذي حولت له وإلا قد يتلاعبون (أي أصحاب البنوك) بالأموال .. وأفضل شيء أن تجمعها وتخرج فيها شيك، واحد ذاهب تقول له أعطه لفلان، هذا أفضل، والناس ذاهبون آيبون كثيرون، بالإمكان أن تدفع للرابطة هنا مكتب الرابطة.
كذلك الدكتور عبد الـلـه نصيف يأتي كل فترة ويحمل من المال الذي بين يديه ويسلمها للمجاهدين .. كل الأموال التي تدفع في هذه البلد أنا مطمئن بإذن الـلـه، يعني حسب إطلاعي، أنها تصل إن شاء الـلـه إلى المهاجرين والمجاهدين الأفغان.
سؤال:سائل يطلب أن تحدثنا عن الشهيد أبو دجانة رحمه الـلـه تعالى.
ج/قصة كبيرة، لكن أبودجانة كما كتبت عنه الطود الذي غاب، عجيب هذا، من حفظة القرآن، متبع للسنة، كان يحكم واديا طوله سبعون كيلومتر، لم يترك واحدا معه حرز -الذي هو تميمة- كل الوادي لم يبق فيها حرز واحد لم يترك واحد معه يدخن، لم يترك واحد يستعمل الشمة (النسوار) نظف المنطقة كلها، تدخل على الأفغان تسأل عن أبي دجانة: أبو دجانة أين؟ يقول لك قبل كل شيء (نسوارني) يعني (ما في دخان مافي نسوار) يهابونه مع محبة، يمسك الأفغاني حليق اللحية يقول له تعال اجمع يجمعوا حوله، دعاء، دعاء الـلـهم أنبتها نباتا مباركا إلى آخره، آمين آمين ويمسح، خلاص إذا دعا عند الأفغاني معناه ليس معقول أن يحلق لحيته بعدها. يفتشهم يلقى صندوق دخان، ثم يمسكه، دعاء، دعاء فماذا في الدعاء اجمع بسم الـلـه الرحمن الرحيم الـلـهم اهده الـلـهم عافه، خلاص معني ذلك عهد، مش معقول يرجع للدخان، ما شاء الـلـه، كان داعية، كان محبوبا ؛نرجو الـلـه أن يلحقنا به في الصالحين، لم يستفيدوا من علمه الذي هو الهندسة، يستفيد من عمله، يستفيد من قرآنه، يستفيد من فقهه، يستفيد من أنه عربي.
سؤال: إني ارغب في الجهاد ولكن والداي لايريداني أن أذهب الا في الصيف فقط.
ج/أنا قلت: الوالدان ليس لهم إذن، الوالدان ليس لهم حق الإستئذان إلا إذا كان وحيد أبويه.
أب جاء يلاحق ابنه، والعجيب يا ريت يلحقوهم على بانكوك، مارأيت واحد يلحق ابنه على بانكوك ويرجعه مع أن الموت هناك أضعاف أضعاف، بل عشرات الأضعاف الذين يستشهدون، كم أستشهد من هذه البلد خمسة عشر، جزاهم الـلـه خيرا، اكثر بلد أستشهد منها هذه البلد جزاهم الـلـه خيرا وأكثر بلد قدمت، هذا البلد مالا ورجالا ، فما يستشهد منهم عشر معشار مايموت في أماكن المعاصي، فواحد جاءني قال لي: إبني، قلت: ابنك ماله؟ قال: والـلـه مدرسته، جامعته، ما إلى ذلك، أنا أحب الجهاد وأحب أن يجاهد لكن المدرسة يعني; المهم يخاف المدرسة أن تهرب فقلت له أنا أعتبر الجهاد فرض عين وحرام عليّ أن أقول له ارجع، لكن أنا أريد أن أسألك سؤالا: كم ولد لك قال: سبعة قلت له: حرام تقدم واحد لرب العالمين، أعطاك سبعة تبخل عليه بواحد قال: والـلـه لو عندي مائة ما اعطيت واحدا ، هذا يستأذن؟! لايستاذن.
سؤال: حدثنا عن الشهيد عبد الـلـه كيف أستشهد بارك الـلـه فيكم؟
ج/ استشهد في المعركة المشرفه في بكتيا مع الكوماندوز الروسي، يوم عيد الفطر، عجيب والـلـه هو صغير، لكن كبير في نفسه، وكان يدرس في كلية الهندسة، وصل سنة ثالثة أوسنة رابعة، وصغير!! نحن ظننا أن واحد من هؤلاء الكوماندوز وضعه على ظهره ومشى، نعم، وإذا به قد أستشهد ووجدناه بعد شهر كما قلت بعد شهر ويوم وجدناه يتثنى كالنائم إسمه (سيد مرسل) وقصته عجيبة، أمه عمياء ليس له إلا أخوات عند أمه، مدين وكان قد كتب رسالة لأخيه أنه لي دين في مكة حوالي ألف ريال أو ألفين ريال تأخذونها وترسلونها إلى أمي، وشباب!! خرجوا عن إنسانيتهم طاروا في الهواء، طاروا!! نعم.
سؤال:كان لي رؤيا رأها بعض الإخوة أنه رآى بعد رجوعه في الصيف الماضي من أفغانستان بأنه جالس مع رسول الـلـه صلى الـلـه عليه وسلم في مسجد صدى ودخل عليه أحد الرجال يستأذنه في الرجوع إلى بلده فرأى الغضب في وجه رسول الـلـه صلى الـلـه عليه وسلم وهو ساكت، ويقول الرجل فإستأذنت منه في الرد عليه فأبي وهو غاضب.
ج/سمعتم شاب كان عندنا في الصيف هذا معسكر صدى، معسكر نربي فيه الشباب نعلمهم صيام الإثنين والخميس، قيام الليل، ونعلمهم على السلاح وعلى التفكيك كيف يواجهوا روسيا ونعلمهم كيف هي عادات الشعب الأفغاني، المذهب الحنفي، أنه لانعارضهم في مذهبهم، حتى لاتنفر قلوبهم منا لأن الأفغاني عمره ما رأى آمين، مايعرفوا، لأنه الآن الصفوة الاولى من أبناء الدعوة من الذين فجروا الجهاد، العلماء كلهم إستشهدوا، الجيل الثاني فتح عينيه وأفغانستان غارقة في بحر من الدماء ، لا أب، لا أم .. لامسجد، لا مدرسة، فهو لايحمل عن الإسلام إلا تلك الصور التي حملها وهو صغير، ولذلك تدخل الجبهات تجدهم يصلون، لكن تسألهم لماذا لاتصلون جماعة قالوا: لا يوجد واحد منا يعرف الإمامة. يموت الميت لايوجد أحد يصلي عليه الجنازة، يأتون بواحد من جبهة ثانية حتى يصلي عليه الجنازة. أليس حراما علينا أن نسد الثغور هنا أي ثغور هذه التي نسدها. ثغور الكبسات والمناسف، أي ثغور! أي ثغور! فهذا المعسكر نعلمهم فيه أنه انتبهوا يا إخوان.. هؤلاء الأفغان لايعرفون إلا المذهب الحنفي ما رأوا في حياتهم واحد يقول هكذا -أي يرفع يديه- في الصلا ة، نعم، إذا رأوا واحد يفكروه يلعب فنقول لهم أتركوا هذا قليلا ، سنن لكنها تتعارض مع فرض، فرض الجهاد، الجمع بين الجهاد وبين هذه السنن لايمكن، فإما تترك السنة أو تترك الجهاد، ترك المستحبات لمعارض راجح -كمايقول ابن تيمية- أفضل وأحسن بل الواجب احيانا ، لأن هذا ينفر القلوب، يقول إبن تيمية: وحدة القلوب أهم من هذه المستحبات ألم تعلم أن رسول الـلـه صلى الـلـه عليه وسلم قد ترك هدم الكعبة وتركها ناقصة وقال: (يا عائشة لولا أن قومك حديثوا عهد بجاهلية لهدمت الكعبة وأعدتها على أسس إسماعيل وجعلت لها بابين بابا يدخل الناس منه وبابا يخرج الناس منه) وبوب البخاري -هذا كلام إبن تيمية - وبوب البخاري بابا باب ترك الإمام الأفضل المختار، حتى لاتنفر القلوب، ثم يقول إبن تيمية: ألم تعلم أن الإمام أحمد قد نصح الذي يزور المدينة أن يجهر بالبسملة لأن أهلها كانوا يجهرون بالبسملة. فالمهم أقول لهم هذا، إذا إختلفتم إبن تيمية بيننا وبينكم في الفتاوى ارجع إلى الصفحة الفلانية في الفتاوى.
شباب متحمس، متحمس مندفع إلى الـلـه عز وجلّ يقول لك: كيف أترك السنة (لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق) مارآى أفغاني في حياته واحد يضع يده هكذا -على صدره- ولارآى واحد هكذا، ولا واحد يجهر بآمين مثل هذا، والاذاعات صوت أمريكا وبريطانيا تحذر من العرب تقول للأفغاني انتبه العرب وهابية جاءوا يهدمون مذهبكم، الوهابية يكرهون الرسول صلى الـلـه عليه وسلم هكذا!! فهو يراقب لما يراه يقول هكذا وواضع يديه هكذا أويقول آمين يقول نعم هذا وهابي يصدق مايقال.
مرة أممت بكتيبة ثلاثمائة واحد يوم الجمعة صباحا ، قرأت في الركعة الأولى سورة السجدة وسجدت، خمس وسبعين واحد إنسحبوا من الصلاة وصاروا يضحكوا علينا (نماز فجر سه ركعت) صلاة الصبح ثلاث ركعات!! عمرنا ما رأينا هذا، قالوا: صحيح إنهم وهابيه، وجاءوا بدين جديد!!
واحد قبل ليلتين (ابن عتيبي) هو مجاهد معهم، قال: ياشيخ عبد الـلـه يا أستاذ أنت لا تستغرب من الأفغاني، استغرب منا نحن في جماعتنا، واحد يصلي بجنب واحد، صار يحرك إصبعه، جاء مسك إصبعه، بعد ذلك تركه، رجع حرك إصبعه، مسكه، ثم عاد حرك إصبعه، قال له: بعدين معك مسك يده وعضه، عض اصبعه، لاتلوم الأفغان، نحن في الجزيرة وجنبنا علماء وتلفزيون وإذاعة وصحف تتكلم كل يوم عن الإسلام وهكذا، قال والـلـه واحد شاب من الشباب يمد ظهره طويلا هكذا، يفتح يديه عند السجود يخرج حسب السنة، بجنبه واحد اطلع عليه ماد ظهره ومفرج يديه، هذا ما رأى واحد بهذا الشكل، صار يتأخر عنه حتى يرى كيف يمد يظهره، هناك عصا في الجامع اخذ العصا وعلى ظهره -ضربه- قال له: جئت تسبح في الجامع! في الجزيرة العربية!! لا تلوموهم لا تلوموهم يا إخوان فإذا هم يراقبوك شهر، ويحبون المذهب الحنفي كما أنتم تحبون المذهب الحنبلي، ويقبلون بآراء أبي حنيفة كما أنتم لا تقبلون إلا برأي ابن تيمية وأحمد بن حنبل، إذا قلنا شيخ الإسلام، خلاص ولا واحد يناقش، لا أحد يناقش، رأي شيخ الإسلام، هم كذلك لا احد يناقش رأي أبو حنيفة، يحبون الحنفية، ويحبون المذهب الحنفي وتربوا عليه.
أحد الأطباء إسمه محمد عمر -عراقي- سأله شيخ من شيوخ الأفغان قال له إيش مذهبك قال أبي شافعي لكن أمي حنفية، قال له: لما ترجع إلى بلادك تسلم على أمك لأنها حنفية، قال: سلم على أمك لما تروح على بلادكم!!
سؤال: إذا خرجنا كلنا الى الجهاد فمن يصلح الناس من يقوم بدعوة المفسدين من يصلح هذه البلاد إذا خرج كل صالح من هذه البلاد، من يبقى في البلاد من يدير أجهزة الدولة ومرافقها أليست الدعوة فرض عين في هذه الحالة؟
ج/ هل تظن أن البلاد ستفقد الرجل يذهب إلى الجهاد؟
إن الذي يذهب الى الجهاد يجلب إلى الإسلام عشرات من منطقـته التي خرج منها، يعيدهم إلى الـلـه، هو سيبقى في أفغانستان سنة... سنتان... ثلاث، ويرجع إلى بلاده بعد أن نضجت شخصيته، وصفت روحه، وسمت نفسه، وأخذ تجربة ضخمة لا يمكن أن يجمعها في جيل كامل. ماذا على بلد مثل هذا البلد، لو أرسلت عشرة آلاف يقتل منهم عشرة في المائة (ألف)، يبقي تسعة آلاف، كل واحد أسد، والـلـه يحمون البلاد من أعتى قوة في الأرض، تتحول البلاد كلها، يتغير واقع الأرض، لو ذهب ألف منهم، يقتل مائة ويبقى تسعمائة، كل واحد يتحول إلى داعية، قائد مجاهد، فقيه، عالم، لأن الـلـه يعلمه بسبب عمله..(واتقوا الـلـه ويعلمكم الـلـه)، (البقرة: 282)
هل تظنون أن خروج هؤلاء الدعاة سيفرغ مكانهم... كيف هم كم الدعاة والـلـه وماذا يفعل الدعاة وماذا يفعل العلماء وماذا يفعل الناس كل شهرين حتى يلقي كلمة في مسجد، أيوجد غيرذلك كل وقته... كل حياته لأولاده وزوجته، يظل يشتغل من أول شهر إلى آخره، آخر الشهر راتبه عشرة آلاف ريال، لأم أحمد ولأحمد ولعائشة ولفاطمة، يا بابا غير لنا السيارة، يا بابا أريد حذاء... لباس الصيف... نعمل حفلة... نخرج إلى شاطيء البحر... نزور عمتي ولدت... خالتي زوجت ابنها وما الى ذلك... هذه الحياة، حياة مملة قاتلة، لا يفكر الإنسان إلا في طعامه ولباسه.
كل يوم يغير الثوب، كل يوم يكويه، كل يوم يستحم مرتين، قلت لواحد: لماذا قال: والـلـه أنا ضروري أن استحم كل يوم مرتين، قلت: الـلـه يعين - إن شاء الـلـه - والثوب قال: كل يوم يجب أن ألبس ثوبا مكويا جديد، وغيره الطعام... لازم الظهر طعام والمغرب طعام وأنواع الطعام، ما هذه الحياة بئست الحياة إن كانت ليس لها هدف عظيم، حياة أكل وشرب، ماذا طبخنا الظهر وماذا طبخنا المغرب ألا يزيد الحديث عن هذا إذا تحسن الحديث... الشيخ الفلاني يريد أن يلقي محاضرة يوم كذا تعالوا احضروها، أيوجد غير هذا هذه أحسن الأحوال، هذا إن لم يكن مشغولا بالكرة وغيرها، هذا إن لم يسؤ حاله فيذهب الى بانكوك وبريطانيا وأمريكا.
ولذلك.. إذا كنت هنا تسد جزءا صغيرا، قال لي أحدهم: هم يتركون ثغرة، قلت له: وهناك يسد ثغرات، ويقف على ثغور، ثم أنتم ماذا تريدون الفلسفة، هذه فلسفة الذين يريدون البقاء، ماذا تريدون تريدون أن تقيموا مجتمعا إسلاميا أولا واجب عليكم أن تنصروهم..(وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر)(الأنفال: 72)
أيها الدعاة اسمعوا وعوا:أليس فرضا علينا أن ننصر المسلم فالذين يريدون أن يقيموا مجتمعا إسلاميا ودولة إسلامية؟
كنا نسمع ؛نريد شبرا نقيم عليه حكما إسلاميا ومجتمعا إسلاميا«، هذا ليس شبرا واحدا ؛ خمسمائة ألف كيلومترا مربعا تنتظرك، كنا نقول: نريد اثني عشر ألفا أوخمسمائة يحملون السلاح ؛ وراءك شعب بكامله يحمل السلاح، كلهم ينتظرون توجيهاتك، أكثر عملك في بلدك ماذا أن تمشي مع شاب لمدة سنة حتى تقنعه أن يصلي أو يترك المخدرات أو يترك البنات..
الآن مائتا ألف ينتظرون القيادة، ينتظرون التوجيه، وينتظرون التعليم... فاتقوا الـلـه في اخوانكم، واتقوا الـلـه في الجهاد، ولا تبرروا قعودكم بأعذار أقبح من الذنوب، كما قال صلى الـلـه عليه وسلم: قال لبعض النساء، أمرهن أن يتقدمن ليأكلن مع واحدة من أزواجه قلن: يا رسول الـلـه نحن لسنا جائعات، قال: "لا تجمعن بين جوع وكذب"، ونحن لا نجمع بين القعود وبين تعليل كاذب..
(ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة)(التوبة: 46)
ونرجو الـلـه أن لا يكون.. (كره الـلـه انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين)(التوبة: 46)
سؤال:النساء إذا أردن الذهاب إلى أفغانستان هل تستطيع المرأة المسلمة أن تفعل شيئا داخل أفغانستان؟
ج/لا.. المرأة لا تستطيع أن تفعل شيئا في داخل أفغانستان، تستطيع أن تفعل شيئا في بيشاور، في بيشاور تستطيع أن تعلم اليتيمات، تستطيع أن تعلم بنات الأفغان، تستطيع أن تتجول بين مخيمات المهاجرين فتحييهم وترفع معنوياتهم وتمسح على آلامهم، قبل أسبوعين تقريبا أهلي تقول: اليوم زرنا بيت (خيمة أفغانية) وإذا ببنت إيطالية بالقميص والبنطلون قاعدة فقلت لها: ماذا تصنعين قالت: أنا أقوم بخدمة الإنسانية، قالت لها: أنت تقومين بمهمة التبشير، قالت: لا.. أنا جئت لأخدم الإنسانية، بنت إيطالية تركت إيطاليا وتعيش على التراب مع الأفغان، تسليهم، تغسل رؤوس الأولاد الصغار، تغسل أرجلهم، تعمل لهم الطبيخ... إيطالية! هذه تريد جنة... وعجبا والـلـه من حرص هؤلاء علي باطلهم وتفرقنا عن حقنا، قالت: مازلت أتكلم معها وقلت لها: أنت عدوة لهذا الشعب، قلت لها: يا حجة يا أم محمد هذه تستحق الإحترام أكثر من ملايين المسلمات القاعدات، هذه تحترم مبدأها فنحن نحترمها، أتركيها.. هذه البنت تركت كل الدنيا من أجل أن تخدم الصليب وتنشر النصرانية، قالت: تركناها، بكت حوالي ثلاث ساعات - أي النصرانية الإيطالية - قالت: أنا أول مرة أسمع مثل هذا الكلام: أني عدوة للإنسانية وأن عملي هذا يضر هؤلاء.. قالت: ثلاث ساعات وهي تبكي!!.
تجد البنت الفرنسية ماشية فوق ذرى الهندوكوش، والـلـه، الرجال يرتعدون من هذه المناظر، تمشي ثمانية عشر شهرا متواصلة على أقدامها وحدها، وهي معروفة بدم غريب، شكلها غريب، لغتها غريبة، دينها غريب، تخاطر بنفسها، تخاطر بنفسها من أجل أن تشبع هواية في نفسها، إما للصليب، أو الجاسوسية، أو التمرد، أو الإنسانية، أو غير ذلك.. هذه الجبال التي تخترقها، الجبال التي تخترقها، صدقوا: إن البغال تنتحر فيها، عندما تمشي البغال فيها يومين.. ثلاثة فوق رؤوس الجبال يصل فيها الإرهاق والتعب الى حد أن يقف البغل على حافة الجبل ويرمي بنفسه في الوادي حتى يخلص من التعب... البغال تنتحر!.
أحمد شاه مسعود - كما قلت لكم - يفتح بيشغور، يأتي جنرال أمريكي يقطع هذه الجبال - جبال نورستان السبعة المعروفة - ويصل إليه في الليل، يقول لأحمد شاه: هل يمكن أن تعطيني الخطة التي فتحت بها بيشغور الأمريكان يطورون معلوماتهم العسكرية من خطط أحمد شاه مسعود! جنرالات الأمريكان يأخذ أحدهم الخطة ويرجع الى أمريكا في اليوم الثاني، أسبوعين قادم وأسبوعين راجع بين الثلوج.
أرسلنا خمسة وعشرين شابا قبل فترة، في الطريق نزل الثلج، سد الطريق، واحد من الشباب ثقيل الجثة ما استطاع أن يواصل، قال: أتركوني أموت بين الثلوج، ولا يستيطع واحد منهم أن يحمل عنه ورقة، لأن كل واحد يتمني أن يتخلص من جلده الذي عليه، قال الشاب:- (علي من العراق) اتركوني أموت بين الثلوج، فبدأت أنتظر الموت بين الثلوج، لا طائر يطير ولا وحش يسير، قال: في اليوم الثاني في الليل وأنا وحدي على الثلوج سمعت هاتفا يقول لي: إصبر إن الـلـه معك، قال: والـلـه نزلت السكينة علي قلبي، فنمت نوما عميقا كأني أنام على الحرير، وساق الـلـه إليه قافلة راجعة من أفغانستان وحملته وأوصلوه إلي شترال، كانت الغرغرينة بدأت تبدأ تسري برجله، ووصل بيشاور عندما وصل بيشاور قرروا قطع قدمه فقال: لا تقطعوا، قالوا: الغرغرينة تمشي، وللعجب العجاب: أن الغرغرينة بدل أن تمشي بدأت تشفى! سألت واحدا من المستشارين هنا قلت: هل يمكن تشفى الغرغرينة قال: لا يمكن، قلت له: إلا في أفغانستان.
والـلـه أحد الأطباء العرب -مدير مستشفى باره شنار - اسمه دكتور عمر، جراح مصري، قال لي الدكتور عمر: قضايا أفغانستان كس رت كل قواعد الطب التي أخذناها في الكلية، قال: كل شيء أخذناه في الكلية، كلها توقفت في أفغانستان، واحد من الإخوة العرب ضرب في رجله، كسرت ساقه في تخار، على بعد ثمانمائة كيلومتر من بيشاور، مشى ثمانمائة كيلو متر ورجله مكسورة، وصل لمستشفى الهلال الكويتي، قال: أصور رجلي لأرى ما بها، فصوره دكتور العظام قال: إجلس إجلس إجلس.. قر ب له الكرسي حتى لا تتأثر رجلك، هو يفكر (الدكتور) أن السيارة أنزلته على باب المستشفى، قال الجريح: مشيت ثمانمائة كيلو متر على رجلي!!.
الأخ هذا الذي رد علي في الجريدة - الـلـه يغفر له - الرجل الفاضل الذي كذب الكرامات والجن وغير الجن يقول: كيف الرصاصة تأتي من تحت عينه وتطلع من مؤخرة رأسه ويظل حيا! قلت: ليته يأتي لأمسكه بيده، وآخذه إلى مستشفى الرياض العسكري لأريه عامر العوفي، دخلت الرصاصة من تحت عينه وخرجت من رأسه - هكذا من خلف رأسه - أخذت جزءا من الدماغ معها وهي خارجة، كان الدكتور الذي يرقع له رأسه يمسك دماغه بثلاثة أصابع وليس بأصبع واحد، وصل الى مستشفى الرياض ميتا، مشلولا، لا يتحرك، مغمى عليه، الآن عامر العوفي في المدينة المنورة عند أهله معافى سليما.
سؤال: النور الذي يخرج من قبور الشهداء قربه لنا، جزاك الـلـه خيرا.
ج/ أقربه لعقولكم، كيف تعالوا هناك تروه أما أن أريكم إياه، أحضره لكم هنا، ليس معقولا، لا ينزل النور ما دامت هذه النجفة بهذا القدر فوق رؤوسكم، كيف يأتي النور؟
سؤال: هل من كلمة عن زيارة الشيخ يونس خالص لأمريكا؟
ج/ الآن يونس خالص يعتبر رئيس دولة، والناطق الرسمي باسم الإتحاد الإسلامي لمجاهدي أفغانستان، اختاروه السبعة، سبعة قادة اتفقوا عليه، ثم ذهب إلى أمريكا، ليس لريجان، ذهب للأمم المتحدة، قبل أن يذهب قال: قد يطلب ريجان مقابلتنا أنقابله قالوا: أنت تقدر الظروف وبعد ذلك تقابله أو لا تقابله، تبني بناء على الظروف المحيطة، فيبدو عندما ذهب إلى أمريكا أن ريجان طلب مقابلته، فذهب هو وأربعة آخرون ؛ لكن ممثل الشيخ سياف وممثل حكمتيار رفضوا، أن يحضروا المقابلة، فهذا رئيس دولة له أن يقابل أي واحد في الدنيا ؛ لكن ماذا جرى في داخل الغرفة، هذا الذي يحدد أنّ المقابلة سيئة أو طيبة.
حكمتيار ؛ طلب ريجان أن يقابله فرفض، فقال له السفير - هذا الذي أرسله ريجان - قال له: أنت مجنون والـلـه، كاد يطير عقله، لا يفكر أن واحدا في الأرض ،وأنتم تعرفون أن العرب يحب الواحد منهم أن يتقرب أو يقابل ولو واحدا يشتغل كناسا في السفارة الأمريكية، كناس! نعم، يقول لك: أنا أعرف واحدا يشتغل في السفارة الأمريكية، فكيف إذا رفض أن يقابل ليس السفير، رفض أن يقابل ريجان! فهو يستغرب، قال له: أنت مجنون ستون رئيسا على قائمة ريجان ويرفض مقابلتهم، ويطلب هو بنفسه مقابلتك، قال: لا أقابله، وإن أصررتم أنا أغادر أمريكا الآن.
وعقد مؤتمرا صحفيا في أمريكا، وسأله صحفيون: ماذا قدمت لكم أمريكا ؟ فقال: لم تقدم لنا شيئا.
الشيخ رباني قابل ريجان، فسأله ريجان قال له: الأسلحة التي أرسلناها وصلت، فأجاب الأستاذ رباني بإجابة لاذعة، قال له: نحن نحمل أسلحتنا على الحمير والبغال، وتبقى البغال شهرا إلى شهر ونصف حتى تصل حدود نهر جيحون فيبدو أن البغال الأمريكية التي تحمل السلاح ما وصلت بعد.
سؤال: هل هناك أهمية لدراسة الفارسية؟
ج/ ممتاز... والـلـه، من تعلم الفارسية جيد، هو على كل حال، أي واحد يأتي هناك شهرين إذا اختلط بهم شهرين يتقن لغتهم، الآن إخواننا الذين دخلوا في الشمال يخطبون بالفارسية، ويحاضرون بالفارسية، ويعلمون الحديث والتفسير باللغة الفارسية.
سؤال عن الدّيْن: إنسان متزوج، ويعيل ثلاثة أطفال، ليس له من حطام الدنيا إلا راتبه، إلى جانب أن عليه دين مطلوب تسديده، ماذا يكون له الأولوية الجهاد أم أبناؤه الذين لا يجدون من يعيلهم غيره أم الدين؟
ج/ الدين، معروف أنه يخرج المدين دون إذن دائنه، سألوا ابن تيمية ؛في الإختيارات العلمية / المجلد الرابع / الفتاوى الكبرى (قالوا له: رجل مدين، واستنفر ويريد أن يخرج، ماذا يفعل يسد الدين ويمشي! أو لا يسده قال: له حالتان:
الحالة الأولى: أن يكون معه فلوس يسد بها.
الحالة الثانية: أن لا يكون معه فلوس.
أما إذا لم يكن معه فلوس يسد يعني نقود يسد بها، فليخرج دون إذن دائنه، يخرج إلى الجهاد، أما إذا كان معه نقود ؛ فإن كان عنده وقت يسد به الدائن، ي نظر إلى الدائن، فإن كان الدائن سيستعمل المال للجهاد يسده، وإلا يخرج مع ماله للجهاد ويبقى مدينا) هذا كلام ابن تيمية ؛ فالمدين يخرج بالفلوس التي يريد أن يسددها لهذا الذي يشتري مرسيدس، خمسمائة بدل المائتين وثمانين، يخرج وإثمه برقبة ابن تيمية وبرقبتي؛ لأنه سينقذ بهالأموال مئات الأرواح، أما إذا كان يعلم أن التاجر الذي يأخذها منه سينفقها في الجهاد فليسدها للتاجر ؛ لأنه يجمع بين الحسنيين، يجمع بين سداد الدين، ويجمع بين دعم الجهاد.
أما الذي يقتل شهيدا وهو مدين، فالدين الذي لا يغفر له هو الدين الذي يستطيع سداده وكلمة واحدة في سداده، أما الذي يموت مدينا وهو لا يستطيع أن يسد، فالـلـه يسد عنه ومن أخذ أموال الناس يريد سدادها سد الـلـه عنه ويوم القيامة يرضي الـلـه غرماءه يقول: أنظروا خلفكم، فينظرون فيرون قصورا، فيقولون: لمن هذه القصور يا رب يقول: لكم إن عفوتم عن أخيكم، يقولون: عفونا.
سؤال: ما حكم من عزم على مواصلة التعليم في كلية الطب على أن يتخرج منها ويعمل طبيبا في الجهاد الأفغاني، ما حكم تخلفه وجزاكم الـلـه خيرا.
ج/ في أي سنة إذا في السنة الأخيرة يستمر، أما إذا سنة أولى، سبع سنوات وسنة امتياز ثمان سنوات يكون (كل واد شارب سيله) كما قال لي أحدهم: أنا في السنة الأولى بكلية الطب ما رأيك أكمل أم ماذا قلت: والـلـه، أنا فتشت القرآن والسنة كلها ما وجدت آية ولا حديثا يقول: ليس على الطبيب حرج، هل تفكرون أن دراستكم للطب تعذركم أمام الـلـه عز وجل أو دراستك في الهندسة والـلـه لو كان الأمر بيدي لأغلقت الجامعات والمدارس كلها وأخرجت الأمة كلها للجهاد.
ماذا يحدث للأمة لو أغلقت كل مدارسها وجامعاتها سنة واحدة ويكسبون النصر ويحققون العزة في واقع الأرض.
بالـلـه آلاف الأطباء، وآلاف المهندسين، وآلاف رؤساء الشركات، وملايين وبلايين رؤوس الأموال، هل تحمي هذه بلادكم تحميها! الطبيب هل يحمي الجيوش المتقدمة هل يمنعها لا يمنعها... هذا سيغلق عليه عيادته وينتظر قذيفة تهدم عيادته فوق رأسه، لن يخرج، لن يخرج، أما الأمة كلها تنفر نعم الأمة كلها تنفر، عندما يصل العدد، تكتفي فيه فلسطين أو أفغانستان لدفع اليهود أو دفع الشيوعيين - خلاص - يتحول الجهاد من فرض عين الى فرض كفاية، أما الآن... فرض عين على كل مسلم، والأمة كلها آثمة ما لم يتوفر عدد لإخراج الروس، وما دام الروس في داخل أفغانستان، وما دام اليهود في داخل فلسطين ؛ فإن الأمة كلها آثمة حتى يخرج كل معتد من أراضي المسلمين، ويبقى الجهاد فرض عين ؛ ليس في أفغانستان فقط، الجهاد فرض عين الآن في كل الأرض، حتى نطهر كل بقعة كانت تحكم بلا إله إلا الـلـه واحتلها الكفار. يعني: خلصنا أفغانستان، لابد أن نخلص فلسطين، خلصنا فلسطين، نخلص بخارى، نخلص قفقاسيا، نخلص طاشقند، نخلص الأندلس، حتى نخلص كل بقعة كانت تحكم بلا إله إلا الـلـه. ويبقى الجهاد فرض عين على المسلم حتى يموت... حتى يموت، لا يسقط.
الجهاد كالصلاة لا يسقط إلا بالموت. هل يجوز لك أن تقول: أنا صمت السنة - خلاص - السنة القادمة أستريح لا.. كذلك الجهاد لا يجوز أن تقول: جاهدت السنة والسنة القادمة أستريح، الجهاد عبادة الحياة.
سؤال: كيف استشهد أحمد الزهراني رحمه الـلـه ؟
ج/ رحمه الـلـه ؛ كانت المعركة معظمها من العرب، كل الذين اشتركوا فيها تقريبا عرب، هجموا فيها على قواعد الكفار ؛ فأحمد كان يضرب على مدفع 28 يسمونه (هشتاد دو)، عمر أحمد حوالي عشرين سنة، كان داخلا في العشرين، يا شيخ فالمهم... أحمد جاءته قذيفة، شظايا أصابته واستشهد، شهد لي بعض الإخوة، هو وصل في الليل ونحن كنا موجودين في المأسدة، أو وصل الصباح، كنت قد تحركت من المأسدة وشهد لي بعض الإخوة: أنهم شموا رائحة دمه كالمسك... نعم.
سؤال: أنا متزوج ولي بنت وامرأتي حامل، فهل يجوز لي الجهاد رغم أن أخي يمكنه إعالتهم.
ج/ يجب... نعم إذا كان يستطيع إعالتهم، من كان له أخ، من كان له أب، من كان له قريب يستطيع إعالة أهله، فيجب عليه أن يخرج، وأهله يخيرهم ؛ إما أن يخرجوا معه ويذهبوا معه إلى بيشاور، أو يبقيهم هنا ويأتيهم كل ستة أشهر، إلا إذا كانت زوجته قد سمحت له أن يغيب أكثر من هذا فله ذلك، في هذا البلد أرى أن لا يغيب أكثر من ستة أشهر أو خمسة أشهر، يعني: يأتي كل أربعة أشهر يبقى شهرين هنا ويرجع. أما إذا زوجته رفضت تأتي معه الي بيشاور ورفضت، قالت: أنا والـلـه لا أبقى وراءك، ولا أقبل... لا تذهب للجهاد، لا أقبل أن أذهب معك، فهو يتركها ويترك لها نفقتها، ليس لها إلا النفقة، وخليها تطلع روحها، أتركها ولو طلعت روحها، فقط يترك لها نفقتها، فإذا أصرت وشاغبت وأرادت أن تعطله عن الجهاد، (إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم)(التغابن: 14) .. فيخيرها، أتحبين أن تبقي على ذمتي أو تحبين الذهاب إلى بيت أبيك فلك ذلك، طبعا، المسألة صعبة، لكن الجنة ليست ببلاش، الجنة ليس معقولا أن يدخلها أحد إلا بالجهاد والصبر، (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الـلـه الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين)(آل عمران: 142)
سؤال : هذا الأخ يطلب منكم الدعاء لنا أن نكون من المجاهدين في سبيل الـلـه.
ج/ اطلبوا من الشباب الصغار، نحن مساكين والـلـه، هؤلاء والـلـه: يستصغر الإنسان نفسه أمامهم بإخلاصهم - يا سلام! - والـلـه، نرجو الـلـه أن يرزقنا الإخلاص والإستقامة، يعني: عندما أتذكر سعد الرشود أو عبد الوهاب الغامدي ؛ والـلـه علمونا الإخلاص، شباب علمونا الإخلاص، هذا سعد الرشود كان في قوات الجو، أخذ إجازة ودخل أفغاستان، ستة عشر شهرا وهو يبحث عن الموت، يبتغي الموت مظانة، لا يسمع عن مكان فيه سخونة حرب إلا ويدخل لعله يستشهد، وصل إلى حدود روسيا، إلى جوزجان، لوجر، كنر، ننجرهار، قبل أن يستشهد بشهر علمت أنه متزوج، قلت له: يا سعد - هو كان اسمه عندنا سعود - ما رأيك أن نحضر زوجتك قال: دعهم يشاركونا الجهاد بالصبر على فراقنا! قلت له: طيب، تعطيهم شيئا من المال بلغة قال: تركت ما يكفيهم ولا أحب أن يتوسعوا في الحياة، تركت لهم، قال لي: يا شيخ عبد الـلـه: والـلـه لقد نسيت صور بناتي الثلاثة، وأنا أتعمد ذلك، قال ذات ليلة: رأيت في المنام إحدى بناتي تداعبني وتدغدغني بلثغتها الحبيبة، مال إليها قلبي، فهببت من نومي مذعورا، وبصقت وتفلت على يساري ثلاثا، قلت: هذه البنت تريد أن تعيدني الى حياة الـلـهو والدنيا، واستعذت بالـلـه عز وجل ونمت مرة أخرى.
استشهد سعود مع عبد الوهاب الغامدي، هذان الشخصان يعني: تركا في نفسي آثارا عميقة ؛ أنا الآن أتعلم الإسلام من هؤلاء عمليا، أحيي نفسي بقصصهم العملية، استشهد سعد الرشود وعبد الوهاب مع بعض، وكانا صديقين على الطريق.
يقسم لي عبد المتين هذا القائد الأفغاني قال : إننا جئنا بجثت- هم بعد ثمانية عشرة ساعة، بدأنا نقرأ القرآن، فبدأ سعد الرشود ينتفض عندما سمع القرآن الكريم، بعد ثمانية عشرة ساعة من استشهاده، ودفنا معا، وبدأ النور يخرج من قبريهما ليلة الإثنين وليلة الخميس، وبدأ الأفغان يتناقلون: النور يخرج، ولم يصدق العرب، وذهب أبو داود وقال: رأيت في الحادية عشرة إلا الربع ليلة الإثنين النور يخرج من قبريهما، ويعود إلى السماء، ثم يعود إلى قبريهما في شكل قوس، قلت: يا أبا داود مثل هذا السراج قال: لا.. مثل النيون.
وصلى الـلـه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،اللهم انصر المجاهدين في أفغانستان وفي فلسطين وفي الفلبين وفي لبنان وفي كل مكان.
قبل أن أنهي الدعاء أريد أن أنبه إلى نقطة واحدة لأنه بعض إخواننا الفلسطينيين دائما يعترضون علينا، أنتم تاجرتم بأفغانستان ونسيتم فلسطين. لا.. نحن في أفغانستان نعيش في أفغانستان وقلوبنا في فلسطين، وإن شاء الـلـه سنعيد الجهاد في فلسطين، أرواحنا فوق المسجد الأقصى، والأفغان يقولون - اللهم حرر أفغانستان على أيدينا ولاتمتنا الا في بيت المقدس.
وسياف دائما يقول قضيتنا الأولى فلسطين ونرجو الـلـه أن يعيننا على طرد هذا العدو من بلادنا والذهاب إلى بيت المقدس. وأنا فلسطيني وقلبي معلق في بيت المقدس لكن قاتلنا في فلسطين حتى طعن العرب ظهورنا، صرنا إذا أطلقنا طلقة على إسرائيل يطلقون عشر طلقات على ظهورنا، عندها ذهبنا إلى أفغانستان نواصل الشعلة الجهادية التي في قلوبنا حتى لا تنطفئ ونورالقتال الذي ينير صدورنا، ونهيء أنفسنا وندربها حتى يفتح الـلـه لنا وإن شاء الـلـه تجدوننا في بيت المقدس.

الغرضون
06-09-2003, 05:16 PM
1-لقد استلم الملك محمد ظاهر شاه الحكم سنة (1933م) وكان في التاسعة عشرة من عمره وكان في بداية أمره محبوبا من الشعب ولا بأس به.
ثم زينت له أمريكا في بداية الخمسينات عمل ثورة ثقافية -أي ثورة على الإسلام- فعقد الملك مؤتمرا شعبيا وحمل حجاب امرأة مسلمة ووضعه تحت قدمه وقال: انتهى عهد الظلام إلى الأبد!!
2-سلم الملك ابن عمه محمد داوود رئاسة الوزراء سنة (1953) وجمع محمد داوود إلى رئاسة الوزراء وزارة الدفاع والخارجية وداوود يميل إلى الشيوعية وقد تربى في بيته كبار قادة الشيوعيين أمثال تراقي وحفيظ الله أمين وبابرك كارمل.
واستمر داوود في رئاسة الوزراء عشر سنوات متواصلة انحسر فيها التيار الإسلامي ونما خلالها في هذا الفراغ تيار شيوعي أنفقت عليه روسيا ثلاثة ملايين روبل على شكل مشاريع وقروض للدولة.
3- في سنة (1959) أصبح البريفيسور غلام محمد نيازي أستاذا في كلية الشريعة في جامعة كابل ثم عميدا لكلية الشريعة سنة (1968م) وهو خريج مصر ومتأثر بالحركة الإسلامية وقد فكر أن يربي جيلا يبصره بخطورة الوضع وليقف أمام الشيوعية الداهمة.
4-من بين الذين اتصل بهم غلام محمد نيازي الطالب برهان الدين رباني وعبد رب الرسول سياف وكذلك بعض الأساتذة حوله وأصبح برهان وسياف فيما بعد أستاذين في كلية الشريعة ونما هذا التيار ببطء شديد حتى سنة (1968م) ففكر الأساتذة نقل العمل إلى ميدان الطلبة في الجامعة وتوسيع مجاله وكان أول اجتماع بالطلبة في سرايا غزني سنة (1968م) حضره أربعة عشر طالبا منهم (عبد الرحيم نيازي رباني عطيش مولوي حبيب الرحمن....) وكان يدير الإجتماع سياف ورباني ثم شكل الطلاب جمعية إسلامية باسم (جوانان مسلمان) أي الشباب المسلم عام (1969م) وعلى رأس هذه الجمعية من الطلاب عبد الرحيم نيازي وكان حكمتيار من بين الطلاب المتحمسين للإسلام ويقود المظاهرات وصارت احتكاكات بين الشيوعيين والمسلمين وقتل أحد الطلبة الشيوعيين وسجن حكمتيار على أثرها سنة ونصف وكان هذا سنة (1972م) وبعدها غي ر أبناء الحركة الإسلامية اسم الجمعية من (جوانان مسلمان) الشباب المسلم إلى اسم (الجمعية الإسلامية).
واختاروا برهان الدين رباني رئيسا للجمعية إبعادا للبروفيسور غلام محمد نيازي عن الظهور على مسرح الأحداث حتى يبقى يدير الأمور من وراء ستار.
وكان سياف مساعدا لرباني واختاروا حكمتيار مسؤولا في القيادة -وكان في السجن آنذاك- واختاروا المهندس حبيب الرحمن أمينا عاما وحكمتيار مسؤولا عن الجناح العسكري.
5- وفي عام (1973م) جرت انتخابات لإتحاد الطلبة في جامعة كابل وفاز الإتحاد الإسلامي بمعظم المقاعد وفزع الشيوعيون للنتيجة وحملوها للسفير السوفياتي الذي علق عليها بقوله: إن مستقبل هذا البلد في يد الإخوان المسلمين.
6-في تموز عام (1973م) أطاحت روسيا بالملك وجاء محمد داوود ليضرب الحركة الإسلامية وبعد نصف سنة من مجيء محمد داوود خرج حكمتيار من السجن وبدأ يتصل بضباط الحركة الإسلامية في الجيش وكان مع الحركة الإسلامية قوة الدبابات وقوة الطيران يقول حكمتيار: كانت قوتنا أكبر من القوة الموالية لداوود ورتب حكمتيار عدة إنقلابات ضد داوود ولم يكتب لها النجاح إذ كان أحد الضباط مندسا من قبل الدولة ففر حكمتيار ورباني إلى بيشاور مع مجموعات من أبناء الحركة الإسلامية واعتقل سياف وغلام محمد نيازي.
7-عندما وصل شباب الحركة الإسلامية إلى بيشاور أعادوا تنظيم أنفسهم وكونوا مجلس شورى وكان يرأسه رباني وتشاوروا فيما بينهم ماذا يصنعون لمقاومة حكم داوود.
وكان رأي رباني المقاومة السياسية والإعلامية وبعض الإغتيالات والتريث بالمقاومة العسكرية وكان رأي حكمتيار المقاومة المسلحة وفاز رأي حكمتيار لأن جمهور الشباب متحمسون للجهاد.
8- نزلت المجموعة الأولى من الشباب المسلم إلى أفغانستان واحتلت بنجشير إلا أن الحكومة استعادتها واعتقلت قسما من الشباب واستشهد بعضهم منهم الدكتور محمد عمر وسيف الدين ومولوي حبيب الرحمن.
9- واجتمع مجلس الشورى في بيشاور ليقوم العملية وحمل رباني حكمتيار وزر دماء هؤلاء الأخوة واقترح رباني مرة أخرى إيقاف القتال وأصر حكمتيار على استمرار القتال واجتمع مجلس الشورى عدة اجتماعات واختار الشباب حكمتيار رئيسا وغيروا اسم الجمعية الإسلامية إلى الحزب الإسلامي في اجتماع حضره جلال الدين حقاني ونصر الله منصور وبعد فترة وجيزة اختير القاضي محمد أمين رئيسا للحزب الإسلامي وبقي رئيسا مدة ثلاث سنوات وكان رباني وحكمتيار تحت إمرة محمد أمين.
10- واصل حكمتيار مع الشباب عمليات الإغتيال ضد الحكومة حتى اغتالوا (مير أكبر خيبر) -أستاذ شيوعي كبير في كلية الشرطة- فبدأت روسيا تعد للإطاحة بداوود خاصة ولأن داوود لم يستطع القضاء على الحركة الإسلامية ولأنه بدأ يفكر في التخلص من الشيوعيين الذي يطمعون في حكمه.
11- استمر نظام داوود من تموز سنة (1973م) حتى (27) إبريل سنة (1978م) وقد قتل داوود إبان حكمه حوالي ستمائة شاب مسلم على رأسهم حبيب الرحمن المهندس ولم يكن هذا العدد كافيا في نظر روسيا التي ترى أنه لا بد من سحق مجموعات كبيرة من الناس حتى يثبت الحكم الشيوعي ولذا رتبت روسيا مع الحزب الشيوعي -بشقيه العسكري والسياسي- انقلابا ضد داوود خاصة بعد أن رأت أن داوود لم يستطيع القضاء على الحركة الإسلامية بل خطرها المسلح يستفحل ويشتد يوما بعد يوم وكذلك فإن بعض الدول في العالم الإسلامي حاولت أن تؤثر على داوود واكتشف داوود هذا الإنقلاب المرتب فسحق السياسيين الشيوعيين وعفى عن الشيوعيين العسكريين وكانت هذه هي الغلطة التي قتلت صاحبها وكذلك انتقد موقف روسيا في الأوجادين (الصومال).
12- في إبريل سنة (1978م) قام تراقي -مستشار داوود- بانقلاب عليه وقتله مع أسرته جميعا وأبقى دمه على سجادة القصر ليرى الشعب دمه وقتل في الأيام الأولى من حكمه خمسة عشر ألف مسلم وأصدر تراقي عدة قوانين مخالفة للإسلام -خاصة فيما يتعلق بالمرأة- وصادر بعض الممتلكات وأمر بتوقيف البرامج الإسلامية في الإذاعة وحذف المواد الدينية من المدارس والجامعات واستبدلها بالأراء الشيوعية والإشتراكية وفرض على الفلاحين والعمال والنساء دورات تربوية في الثقافة الإشتراكية.
بعد هذه الإجراءات أصدر العلماء فتوى بتكفيره ووجوب الجهاد لإسقاطه ولفتوى العلماء وزن ثقيل في ميزان الشعب الأفغاني ولها أعمق الأثر في إثارته وتحريكه فهبت بعض القبائل على أثر الفتوى وهجمت على هرات واحتلتها ورفعت فوقها راية التوحيد وتجمع أكثر من مائة ألف في مؤتمر شعبي في هرات احتفالا بالنصر وتصميما على مواصلة الزحف على مؤسسات الدولة وعندها وجه تراقي قواته الجوية والبرية وسحقت بالصواريخ والمدفعية حوالي ثلاثين ألف مسلم -على أقل التقديرات- في يوم واحد وكانت حادثة هرات مسمارا في نعش تراقي إذ انفجرت المقاومة في أنحاء كثيرة في أفغانستان وانضمت كتائب من الجيش للحزب الإسلامي -الذي كان وحده في أرض الميدان- أمثال كتائب زابل وأسمار ونهرين فأخذ تراقي يتصرف بصراعات جنونية فكان يحرق القرى بكاملها ويكفي مثالا على هذا قرية (كرهالة) التي جمع كل شبابها البالغين (1116) شابا وقتلهم جميعا.
13- كانت المقاومة تزداد يوما بعد يوم ضد تراقي وهبت القبائل بفطرتها الإسلامية تتصدى لنظام تراقي وهو لا يدع وسيلة بربرية أو وحشية إلا استعملها ضد الشعب حتى وصل عدد الشهداء في زمانه حوالي مائتي ألف شهيد.
14- لقد كان حفيظ الله أمين أقوى رجل في حكومة تراقي فلقد أشرف حفيظ الله أمين على التنظيم العسكري في الجيش منذ بداية السبعينات وكان هو الذي رتب الإنقلاب على داوود ونفذه الضباط الشيوعيون وعلى رأسهم عبد القادر ومحمد أسلم وطنجار وهو الذي أقصى بابرك كارمل من المكتب السياسي للحزب وكان كارمل رئيس جناح برشم (الراية في الحزب الشيوعي) وأرسل كارمل إلى براغ وأخيرا استقال كارمل ولجأ إلى موسكو وفي آذار سنة (1979م) أصبح أمين رئيسا للوزراء وفي أوائل أيلول سنة (1979م) انعقد مؤتمر عدم الانحياز في هافانا ومر تراقي بموسكو وطلب برجنيف من تراقي أخذ كارمل معه فاعتذر بأن أمين لا يقبله فطلب الروس قتل أمين ودبروا مؤامرة لقتل أمين فأخبره أحد الضباط المرافقين لتراقي وهو (داوود ثارون) وكان المخطط قتل حفيظ الله في المطار لدى استقباله لتراقي في المطار أثناء عودته فأوكل أمين لمدير الأمن العامة (علي شاه بيمان) ضبط المطار أثناء الإستقبال وجاء تراقي ونجا أمين ثم اجتمع السفير الروسي وتراقي في كابل وأرسلوا وراء أمين ليقتلوه وجاء أمين وأطلقوا عليه النار ونجا وهنا اعتقل أمين تراقي في (15/9/1979م) وقتله.
وقد طالبت القبائل حفيظ الله أمين أن يبين أسماء الذين قتلتهم العصابة الشيوعية الحمراء فنشر فقط أسماء اثني عشر ألفا وأنحى باللائمة على حكم تراقي ووعد بإيقاف المجازر وكان من بين القتلى الذين علقت أسماءهم اسم عبد رب الرسول سياف وكان رقم اسمه في القائمة السادس والثلاثين إذ كانوا يظنون أن سيافا كان من القتلى في مذبحة سجن (بل رخي) ولكن الله نجاه بأعجوبة إذ كان معزولا عن إخوانه في سجن آخر لأن له تأثيرا كبيرا عليهم فكان يقوم بإمامتهم وتعليمهم وفي ليلة تنفيذ الإعدام بـ (117) شابا من صفوة أبناء الحركة الإسلامية قامت معركة بين هؤلاء الصفوة وبين الشرطة الشيوعية فسقط كل الشباب شهداء وجرح الشرطة الحاضرين ونقلوا إلى المستشفى وعندما جاء المدقق رأى الجثث المتناثرة فأمضى أنه نفذ حكم الإعدام بالجميع بينما كان سياف في سجن آخر فبقي سياف حيا في عالم الواقع وميتا على أوراق الدولة.
15- استمرت الحرب مشتعلة أيام حفيظ الله أمين الذي حكم ثلاثة أشهر فقط فبدأت روسيا تستعد لاقتحام أفغانستان وحشدت قواتها على الحدود استعدادا للدخول وعلم أمين بنية روسيا للإطاحة به وحكم أفغانستان بجنودها الحمر مباشرة فاتصل بباكستان ليقابل رئيسها قبل دخولهم بإسبوع وهو يرى المقصلة تنتظره على يد من نصبه حاكما على عرشه إلا أن القدر لم يمهله واقتحمت أساطيل روسيا أرض أفغانستان حيث احتلتها في نصف يوم وقتلت أمين ونصبت عميلا جديدا اسمه بابرك كارمل جاءت به من روسيا بعد يومين على طائرة هليكوبتر (GUN SHIP) وأذاع بيانه الأول من محطة موسكو واشكندو وكابل.
وكارمل هو زعيم الجناح الآخر للشيوعيين اسمه (برشم) بينما كان تراقي وأمين من جناح (خلق).
16- كان دخول روسيا في (27) ديسمبر عام (1979م) وأعلنت أنها جاءت بدعوى من الحكومة الشرعية لمنع التدخل الباكستاني الإيراني في أفغانستان ففتحت أبواب السجون ليخرج الشيوعيون من حزب برشم أتباع كارمل الذين سجنهم حفيظ الله أمين وخرج الناس من السجون.
وكان من بين الخارجين عبد رب الرسول سياف الذي ظنوه أنه قد قتل منذ زمن لقد كانت نجاة سياف آية من آيات الله ليفعل الله به ما يشاء من قيادته للجهاد ونقله القضية الأفغانية إلى واقع دولي يحسب لها الأعداء ألف حساب حتى أن بابرك كارمل يدفع في الأيام الأخيرة خمسة عشر مليون روبية أفغانية لمن يأتي بسياف حيا أو ميتا .
كانت نجاته مصداقا للآية الكريمة (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجا ). (آل عمران: 145)
والحديث النبوي: واعلم على أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف.
وبعد أيام علمت روسيا أن سيافا لا يزال حيا فاقتحمت بيته باثنتي عشرة دبابة إلا أنه كان قد غادر بيته..
ولقد حقق الجهاد الأفغاني من الإنتصارات ما أوصل الروس إلى الإعتقاد أن الأفغانيين لا يموتون وأوصل الأفغانيين إلى الإعتقاد أن أسلحة روسيا لا تضرهم ولا تهزمهم ولقد سمعت من أفواه المجاهدين الكرامات والبشائر الكثيرة التي تشبه الأساطير يحسبها الإنسان ضربا من الأوهام والخرافات والأحلام لا يمكن أن تتحقق في عالم الواقع ولكنها حقائق ترى يوميا ووقائع يشهدها الذين يبصرون ممن يعيشون الجهاد ويخطون التاريخ الإسلامي بدمائهم ويبنون صرحه بجماجمهم.
17- لقد وجدت روسيا أن بقاءها في أفغانستان ضرب من المحال وأن استقرارها أبعد من الخيال بعد أن دفعت الضرائب غالية من الرجال -بل أشباه الرجال ولا رجال- ومن الطائرات والدبابات والمعدات والناقلات ومما لا يصدقه المراقبون السياسيون ولا يمكن أن يتوقعوه لولا أنهم رأوه حقائق مجسدة فوق أرض أفغانستان وكما علق أحد الصحفيين الكنديين (شوستز): إنها حقائق ولكني لا أستطيع تفسيرها إن روسيا تخسر يوميا أربعين إلى ستين مليون دولارا.
18- بعد أن يئست روسيا من البقاء وافقت مع أمريكا أن تبحث عن البديل بعد الإنسحاب فحاولت أمريكا أولا أن ترجع الملك لأن روسيا اشترطت أن لا يكون البديل (إسلاميا ) يجب أن يبعد سياف وحكمتيار عن الطريق ولا مانع عند روسيا أن يكون البديل هو (الإسلام الأمريكي) فليكن الملك هو البديل.
19- أرسلت أمريكا بعض ربائب الحكم الملكي ليفاوض الملك محمد ظاهر شاه الذي يقبع في إيطاليا وكان من بين هؤلاء صبغة الله مجددي فعقد الملك مؤتمرا صحفيا وقال: أن المجاهدين دعونني لاستلام أفغانستان فرد سياف وكان آنذاك رئيسا للإتحاد الأول -الإتحاد الإسلامي لتحرير أفغانستان- بأن أصدر منشورا (نرحب بالملك لنقتله في المطار).
20- أوكلت أمريكا إلى السادات قبل موته في شهر أكتوبر أو نوفمبر سنة (1980م) بشراء الجهاد الأفغاني لحسابها فأرسل وراء قادة الجهاد فذهب بعض القادة منهم مجددي وسيد أحمد جيلاني ومحمد نبي محمدي ويونس خالص وأرسل رباني مندوبا عنه فوعدهم السادات بعمل حكومة لهم في المنفى ويمدهم بالسلاح والمال بشرط أن يبعدوا سيافا وحكمتيار عن طريق الجهاد فرجعوا وأصدروا منشورا ضد سياف قالوا فيه: إن سياف خائن ومستبد وظالم ووقعه الأربعة جيلاني وخالص ومجددي ومحمد نبي ونشرته لندن وأمريكا وموسكو وتمزق الإتحاد الأفغاني للجهاد ووصل التمزيق إلى الداخل مما أدى إلى سفك دماء بعض المجاهدين بيد الآخرين.
ومن المعلوم أن يونس خالص كان إماما في مسجد بارا (بيشاور) ثم عرض عليه حكمتيار الجهاد فاعتذر أن أقاربه في داخل أفغانستان قد يقتلهم تراقي وبعد محاولات قبل أن ينضم إلى حكمتيار (الحزب الإسلامي) وقربه حكمتيار ورفع شأنه -بإذن الله- وبعد فترة انشق يونس خالص عن الحزب الإسلامي وأخذ الإسم ومعه ثلاثون ألف مجاهد.
21- بقي المجاهدون ممزقين حتى عادوا وكونوا الإتحاد الإسلامي لمجاهدي أفغانستان وذلك بسعي بعض الصادقين من العالم الإسلامي وعلى رأس هؤلاء الأستاذ كمال السنانيري الذي مكث فترة متفرغا في بيشاور يحاول أن يرأب الصدع ويلم الشعث ولعل هذا كان سببا في قتله داخل سجون مصر!!
وكان هذا في نهاية عام (1981م) وكان مجددي وجيلاني ومحمد نبي أول من وقعوا منشور الإتحاد.
22-قام الإتحاد الحقيقي وترأسه سياف يساعده حكمتيار وهذا الذي جعل الدوائر السياسية الغربية تهلع وترتجف وانعكس الأثر على النائمين في المجال المغناطيسي الأمريكي وهم دائما يتحركون كإبرة البوصلة مع المغناطيس الأمريكي ليس لهم من الأمر شيء ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا.

الغرضون
06-09-2003, 05:18 PM
الغرب فرح كثيرا ، الأمريكان، الإنجليز، الألمان، خاصة الأمريكان فرحوا كثيرا بالجهاد الأفغاني، عادوا يفركون أيديهم فرحا .. انتقاما لأيام فيتنام، وتنفيسا لأحقادهم، ووجدوا أنهم لن يجدوا فرصة أفضل من هذه الفرصة تحطم فيها روسيا على يد هذا الشعب الصلب، المكافح، البطل، وقالت:والـلـه نحن لا ندفع من جيوبنا شيئا ، شعب مسلم صلب يتحطم، وشعب عدو تقليدي لنا (روسيا) يتحطم، فنحن الرابحون على الطرفين، لكن دخل في المعركة عامل آخر غيّر الموازين: أن الجهاد الأفغاني تحول إلى مدرسة تربوية إيمانية يتربى عليها العالم الإسلامي، عادت الأسر في القاهرة، في عمان، في الجزائر، تتبع أخبار الجهاد، بل كلما وجدت صورة من صور المجاهدين أو صحيفة من صحفهم تقرأها على الطفل قبل المرأة، إذا بدأت، أو عادت الروح الجهاديه، عادت... عادت الحياة إلى عروق الأمة الإسلامية، عاد الدم يضخ في الشرايين التى جفت، فبدأت تراجع حساباتها، بدأت تراجع الحسابات، نحن أنفقنا ثلاثة قرون متتالية حتى نـنسي الناس الجهاد في سبيل الـلـه، أخرجنا أديان جديدة، وطوائف جديدة من أجل أن نقـنع الناس أنه لا يوجد جهاد: القاديانية، البهائية، البابيه كلها جاءت لنسخ الجهاد ، أعلن ميرزا غلام أحمد علي أن الجهاد قد انتهى، وعلى أن الذي يقول أن هنالك الآن جهاد بالسيف كافر خارج من ملته (ملة الميرزا غلام أحمد القادياني الذي ادّعى النبوة).
وظفنا لحسابنا جيوشا من المنتفعين بهذا الدين لتأويل آيات الجهاد ; أنها عبارة عن كلمات تكتب في مجلة، أو خطبة تنمق فوق منبر، قروشها أكثر من كلماتها، هذا هو الجهاد.
ثم أخرجنا طبقات من الشعوب تقول: رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، ما هو الجهاد الأكبر جهاد النفس، وقلنا: أنه حديث، نشروا بين الأمة أن هذا حديث، وهو حديث موضوع لا أصل له، وهو قول من أقوال بعض التابعين اسمه إبراهيم بن عبلة، وهو مردود يخالف نص الكتاب والسنة.
الآن عندما جاء غوربتشوف أعلن بصلف: سأنهي مهزلة أفغانستان وهكذا كلما جاء رئيس من رؤساء الإتحاد السوفيتي- الآن صاروا أربعة، ثلاثة فطسوا بالجلطة الأفغانية: برجنيف، أندروبوف شيرننكو، وهذا (غورباتشوف) على الطريق إن شاء الـلـه- أعلن هذا: على أنه سينهي مهزلة أفغانستان، ثلاث سنوات متواصلة الآن مرت عليه يحاول سد الحدود، لم يستطع أن يسد منفذا واحدا.
في هذا العام غورباتشوف مع الغرب، الغرب قلنا: لما دخل هذا العامل في الميدان، وبدأ الشباب يستيقظون على الجهاد، وبدأ الناس يفدون الى أفغانستان، وبدأت سفوح الهندوكش وشواطيء كنر والهلمند وجيحون يتروى ماؤها وشواطئها بدماء غريبة، ولكنها زكية إسلامية، من هذا الذي قتل في بلخ هذا أبو حامد، من أين هذا من سوريا، ومن هذا الذي قتل في أندراب أبو عاصم من العراق، ومن الذي قتل في نهرين أبو دجانة من مصر، ومن الذي قتل في بكتيا هذا محمد منير العتيبي من السعودية، وهذا في ننجرهار عبد الوهاب الغامدي وسعد الرشود من السعودية.
بدخول روسيا كل الشعب وقف مع المجاهدين وازدادت المعركة طبعا، العالم كله ينظر الى الجهاد الأفغاني، لكن لم يتحرك أحد، لأن المجاهدين الأفغان ما كان أحد يظن أنهم سيقفون في وجه روسيا!.
قال لي أحد الوزراء : - هو رجل فاضل - أخشى أن تصبح أفغانستان مثل بخارى ولاية من الولايات الجنوبية للإتحاد السوفياتي، والـلـه عز وجل بارك، كانت روسيا قد وضعت في ذهنها أنه إذا كانت يوغسلافيا قد احتملتنا ثمان ساعات فلتحتملنا أفغانستان ثمانية أيام، لأنهم دخلوا عندما تمردت تشيكسلوفاكيا على روسيا كانت الطائرة تنزل تحمل دبابتين، تضع الدبابتين في الشارع ثم تهدف المطار
في ثمان ساعات كان البوليس الروسي ينظم السير في داخل شوارع براغ، استتب الأمن في ثمان ساعات، قالوا : ثمانية ساعات فليكن ثمانية أيام، مرت ثمانية أيام، ثمانية أسابيع، ثمانية أشهر، ثمانية سنوات وروسيا تتكبد الخسارة تلو الخسارة والهزيمة تلو الهزيمة.
الصحفيون الغربيون ما صدقوا أن روسيا مهزومة أمام الشعب الأفغاني، ليسوا مصدقين، لأن الرعب بعبع روسيا الذعر، الصواريخ العابرة للقارات... روسيا... حلف وارسو!! هؤلاء الأروبيون والأمريكان يرتجفون من روسيا، الـلـه عز وجل ساق هذا الشعب حتى يذل روسيا على يديه، وحتي يحرر الغرب من عقدة الخوف من روسيا.
الحقيقة ما حصل طبعا كرامات، جاء الصحفيون الغربيون ؛ واحد صحفي كاثوليكي ايطالي شيوعي جاء لينقل أخبار المعركة في بداية المعركة بعد دخول روسيا، ورجع وعلى التلفيزيون الايطالي أعلن إسلامه قال : أنا رأيت الطيور تدافع عن المجاهدين، قال له مدير التلفيزيون : أنت مجنون أم عاقل، قال : أنا عاقل أنا رأيت بعيني، قال : تصدق هذه الخرافات قال : نعم، قال : بقيت الطائرات تقصف مركزا من المراكز ؛ ظننا أن المجاهدين كلهم انتهوا، كانت الطيور تحت الطائرات بيضاء كنا نراها، بعد المعركة ذهبنا لم نجد شهداء في داخل المعسكر ؛ فأدركنا أن هذه الطيور تدافع عنهم، قال : أنت مستعد أن تعلن هذا وتنشره في الصحف قال : نعم.
جريدة (اكسبرس) الايطالية أكبر جريدة إيطالية ونشرها بعض الشباب في إيطاليا في روما، قال لي : هذا الصحفي الكاثوليكي الشيوعي الايطالي :- يعني جامع الشر من كل الجهات - يصلي معنا الجمعة في المركز الإسلامي في روما.
طبيب وطبيبة من فرنسا ؛ طبيبة أسلمت على يدي، طبيب فرنسي وتعرف أن الشباب الفرنسيين سمعوا بالجهاد في أفغانستان جاءوا دخلوا وجد أن أشياء غريبة في داخل أفغانستان أسلم وبعد ذلك أقنع حبيبته هذه فأسلمت هذه الطبيبة ودخلت الإسلام.
أحد اليهود قدم تقريرا -من كبارهم- عنوانه (What We Have Done) ما الذي عملنا(We Have Awaken The Agint) نحن أيقظنا العملاق، الأمريكان بالذات والغربيون أحبوا أن تشتعل الحرب بين روسيا وبين الشعب الأفغاني، الخسائر من الشعب الأفغاني عدوهم الأصلي ومن روسيا عدوهم التقليدي، وكانوا يريدون قضية أفغانستان كورقة ضاغطة على روسيا، بحيث تكون مقايضة، مقايضة ومبادلة، أخرجوا من نيكاراجوا، نقول لباكستان أن تغلق حدودها أمام الجهاد الأفغاني، وكانوا يريدون أن تبقى الخيوط كلها بأيدي الغرب وكانوا سياستهم متمثلة بثلاث خطوط:
الخط الأول: أن يكون الجهاد فقط إشغالا لروسيا.
ثانيا : أن تبقى الخطوط كلها خطوط بيد الأمريكان.
والخط الثالث: أن لا يصل المجاهدون إلى ثمرة جهادهم.
لكن فلت الأمر من أيديهم، لأسباب كثيرة، منها يقظة المسلمين، منها الأموال الإسلامية التي جاءت إلى الساحة، وأفلتت الخيوط من يد الغربيين، عوامل كثيرة منها وجود ضياء الحق في الساحة، وضياء الحق الرجل المظلوم الذي لم يظهر في هذا العصر رجل مثله في عالم السياسة، فلت من أيادي الأمريكان ضياء الحق. وكنا نقول للمسلمين هنا، في باكستان: يا مسلمون قفوا مع هذا الرجل، أنتم ماذا تريدون أعظم قضية، أخطر قضية في الأرض هو واقف بخيله ورجله وأعصابه ودمه وقلبه معها، فإذا انتصر الإسلام في أفغانستان كان انتصارا لكم في باكستان، وإذا هزم الإسلام في أفغانستان، أنتم أول من يذبح في باكستان.
الشيوعيون ما خضدت شوكتهم ولا أخمدت أنفاسهم ولا أطفأت نيرانهم في داخل باكستان إلا بسبب الجهاد الإسلامي في أفغانستان، فإذا هزم المجاهدون، لا سمح الله، قادة الشيوعية ستقيم لكم انقلابا شيوعيا عندكم، وأول من يذبح هم المسلمون في باكستان.
لكن كذلك المسلمون لم يستفيدوا من وجود ضياء الحق، وللأسف يريدون دعاية، يريدون شعبية، أما عمق القضية الحقيقية وأصالتها التي تعملون من أجلها أن تنخرطوا بها، يعني خائفين من بعيد أن الناس يتهموهم، يتهموهم بالعمالة لضياء الحق وما إلى ذلك.
وكان ضياء الحق في الأشهر الأخيرة، يدرك كما كان يقول يسر لبعض خلانه المقربين، لقد أمضيت أوراق قتلي من الأمريكان، أنا سمعتها من أحد السياسيين الذين سمعوها من فم ضياء الحق إلى آذانهم، قال: خرج الأمر بقتلي ولعل هذا هو السبب الذي كان من أجله ضياء الحق يصر على اصطحاب السفير الأمريكي معه في كل مكان حتى يموت معه، نعم، كأنه يقول لهم: تحبون أن تضحوا برجلكم! أنا ميت ميت وليمت أحد منكم معي؛ وما قتل ضياء الحق إلا من أجل الجهاد الأفغاني. لعل أمريكا تستطيع أن تضع يدها مرة أخرى على الخيوط، بأن تضع رجلا ضعيفا سياسيا مثل جونيجو أو امرأة لعوبة، ضائعة، مستهترة، مثل خنازير وتدير -هي اسمها بي نظير يعني لا نظير لها في قلة الحياء، بي: يعني لا- لعلهم يعيدون قبضتهم على الجهاد الأفغاني مرة أخرى.
موقف مشرف:
الآن، أين وصل الجهاد الإسلامي في أفغانستان بعد معاهدة جنيف، بعد معاهدة جنيف كنا متخوفين أن يخنق الجهاد الأفغاني، وفعلا هؤلاء السياسيون الباكستانيون مساكين.
(يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم)
(المنافقون: 4)
نعم، يظنون كلما نظر إليهم الأمريكان، قضية أفغانستان نريد أن تحل كما نريد. يقولون: خلاص، كما هي بنود اتفاقية جنيف، يقول جونيجو: نعم. ضياء الحق لا يقبل، لا مساومة على أنضج ثمرة أثمرت بغراس، أو شارك ضياء الحق في غراس شجرتها وهي شجرة الجهاد الأفغاني، وأكبر إنجاز عمله ضياء الحق والفئة العسكرية الذين حوله أنهم وقفوا الوقفة المشرفة بجانب الجهاد الأفغاني، ارفع هذا من تاريخ ضياء الحق ماذا يبقى له، لا يبقى له شيئا ، محاولات في داخل باكستان مع البلوش، ومع السند، مع البنجاب، ومع عبد الولي خان، مع البشتون، يحرث في بحر، ويزرع في الهواء. نعم أكبر عمل وفقه الله له أن يعمله أن يعمل بعمل مثمر أن يقف بجانب المجاهدين الأفغان.
ويبدو والله أعلم -بنيته- كما يظهر لنا، أن الرجل كان مخلصا وصادقا وكان يقف وقفة المسلم تجاه الجهاد الإسلامي، هو رابح من وقوفه بجانب الجهاد، رابح كثيرا لكن أنا سمعته عدة مرات، يتكلم في ندوات وفي جلسات، كنت تحس أن الرجل عندما يتكلم ليس رئيس دولة إنما يتكلم كخطيب منبر، داعية من الدعاة، يتكلم من قلبه ليست مكتوبة الكلمة له بورقة. ولذلك إن بعض الخطب التي ألقاها ضياء الحق والتلفاز يبث على العالم، لا يستطيع كبار الدعاة أن يخطبوا مثلها وهم في أجواء ضيقة. قبل أن يمسك الحكم مرة أخرى بيده بقليل(2) [يعني قبل عزل جونيجو وإسقاط حكومته].، كان هنالك في كراتشي مؤتمر إسلامي، وأحد الدعاة المحسوبين على الدعوات الإسلامية وقف وبدأ يمدح غورباتشوف وقال: يجب أن نشكر غورباتشوف لأنه رجل محب للسلام، وقد قرر جادا أن ينسحب من أفغانستان، فوقف ضياء الحق بعده قال: لماذا نشكر غورباتشوف غورباتشوف كلص دخل بيتا فأحرق متاعه وقتل أهله وخرج، هل يستحق الشكر أم يستحق اللعنة هذا كلام رئيس جمهورية! هذا ليس كلام رئيس جمهورية! هذا كلام خطيب.
والحقيقة يبدو أنه في الفترة الأخيرة، الرجل كان أصفى أيام حياته، يبدو في آخر ثلاث أشهر عاشها. ونرجو الله أن يكون قد تقبله شهيدا -إن شاء الله- ما قتل إلا من أجل الجهاد الأفغاني، والذي قتله هم الأمريكان، أما الروس والهند وما إلى ذلك ليس لهم دخل والله أعلم. أكثر من خمس وتسعين في المائة من التقريرات السياسية تشير أن الأمريكان هم الذين خربوا طائرته، بحيث تحطمت بمجرد أن أقلعت، كيف؟ عن طريق الشيعة، عن طريق الإسماعيلية، عن طريق البهائية، عن طريق القاديانية، لا ندري، حتى الآن لا نعلم لكن خربت طائرته بإشارة (سي آي إي).
وأما أنه ضحوا برجلهم، لأن ضياء الحق ممسك به -بالسفير الأمريكي- ثم السفير الأمريكي الأخير هذا الذي قتل معه، اسمه روفائيل هذا يهودي، يهودي باسم نصراني، خدم في تركيا وخدم في إيران، وخدم في باكستان، وحرقت أوراقه، وانتهت مهمته، فلا بأس أن يضحى به، من أجل الإطاحة بضياء الحق وقتله.
والأمريكان الآن يريدون أن يشوهوا الجهاد، والإنجليز كذلك يعرضون على التلفزيون البريطاني فيلما عن الجهاد الأفغاني، فلان من قندهار يجمع حوله مجموعة ويشربون الحشيش، وبعدما يشربون الحشيش يرقصون وبعد أن يرقصوا يهجموا على القاعدة التي تقابلهم، كأنّ الجهاد الافغاني مجموعة حشاشين! يعرض هذا على التلفزيون البريطاني.
هذا فرنسي اسمه لويس كذا يكتب عن شعب أفغانستان، وصور الشعب الافغاني التي على الغلاف لا تدري أهم آدميون أم قرود، ناس مثل قرون العنزة شعرهم -هكذا- واقف قصير مجدّل واقف مثل القرون، ما تدري هؤلاء عفاريت أو أنس أو جن، هذه أحسن صورة للشعب الافغاني، ما رسَم العمامة التي ترمز إلى وقار الأفغان .. لا، وآلات اللهو والموسيقى على جلد الكتاب، ناقمون هم منذ زمن ناقمون على هذا الشعب!
قالوا: أخضعنا العالم كله لثقافتنا، ودخلوا تحت سيطرتنا إلا التيس الجبلي في جبال الهندوكوش -يعني الافغاني- الافغان يسموهم تيس جبلي، وإلا الأعرابي في صحراء الجزيرة، هؤلاء ما استطعنا أن نخضعهم.
ولذا عندما قيل للشافعي: أيهما أولى للمرء أيمكن له أم يبتلى. قال: لن يمكن له حتى يبتلى.
الـلـه أكبر!! إذا القضية نحن ما حسبنا الحساب، نحن حسبنا أن القضية ستبقى تأكل التروس، والدوامة تسحق الأفغان وتسحق الروس، ما حسبنا أنهم سيوقظون أمة من هاوية العذاب، بدأوا يعيدون الحسابات، قالوا لنيكسون: إذهب يا نيكسون وانظر لنا القضية، جاء نيكسون إلى بيشاور- رئيس الولايات المتحدة الأمريكيه السابق- ذهب إلى مخيم ناصر باغ، أذهل نيكسون هذا الشعب، شعب يأكل الفقر ويقتات المسغبة، صدقوا يا إخوة، أدخل خيامهم فلا أصدق أن هذه الخيام فيها بشر، وتجد في الخيمة بضعة عشر شخصا ، ليس فيها فراش ولا طعام ولا صحن ولا شيء، تراب والـلـه.
المهم... رأى نيكسون شعبا، شعبا رافع الرأس، الطفل، الأرملة، اليتيم، الكهل، يرددون، هم يرددون أنشودة بالعربية بلغتهم الأفغانية: سبيلنا الجهاد.. سبيلنا الجهاد، ذهل.. ذهل، فجاء – أي نيكسون - يسلم على واحد، رجل كبير قد لحب الجنبان واحدودب الظهر، مد يده، فقبض الرجل الكبير يده، قالوا: سلم، هؤلاء الدبلوماسيون الذين يحيطون به، هذا رئيس الولايات المتحدة السابق، قال: أعلم ولكني لا أصافح كافرا، تقدم إلى رجل عجوز آخر كبير، قال له: لماذا أعطيتم فلسطين لليهود ذهل أكثر، هذا أذهله أكثر، هؤلاء صلتهم بالشعب الفلسطيني بهذا العمق لا تدوخهم آلامهم، وتشغلهم عن أنفسهم حتى يتذكروا إخوانهم الفلسطينيين، وأننا أصحاب جريمة يوم أن ساعدنا اليهود ضد أهل فلسطين على بعد آلاف الأميال.
وصل الحدود، الأرض كأسراب النمل، كل واحد راكب على حصانه، أو حماره، أو بغله، يحمل سلاحه، وينشدون على طول الطريق، القوافل تحمل الأمتعة، تحمل السلاح، تحمل الذخيرة، بل آلاف، يدخل يوميا إلى داخل أفغانستان من هذه الجمال والبغال، وتصل من حدود باكستان إلى حدود روسيا، لا يقف في وجهها واقف.
رجع إلى أمريكا، عقد مؤتمرا صحفيا بثه التلفاز، وكتبت الصحف الباكستانية بعض مقاطع للمؤتمر، سأله الصحفيون: ماذا أعددتم للمشكلة الفلانية المشكلة الأفغانية وهو يقول : (It is easy) يعني أمر سهل، فأخيرا قال له الصحفيون: إذا (What is the problem) ما هي المشكلة قال:
(The problem is Islam ) المشكلة هي الإسلام، لقد آن الأوان لأمريكا أن تتناسى خلافاتها مع روسيا لإيقاف الزحف الإسلامي المتقدم، يجب أن توقف الجهاد الأفغاني، قالوا: لابد من تقرير آخر، أرسلوا كارتر، وصل بيشاور، قال: أريد أن أقف على الحدود الأفغانية، حملوه بطائرة الهيلوكبتر، أرسلوه إلى آخر مدينة باكستانية (لندي كوتل)، قال أريد أن أصل إلى الحدود الأفغانية، مشى كارتر حتى وصل الحدود الأفغانية، ورأى ضخامة المعركة وثقلها، وأن القضية جد، وأن هذا الشعب قد ينتصر، وقادته من المتطرفين، لأن هؤلاء (سياف وحكمتيار ورباني) يسمونهم (Fundimintalist) يعني الأصوليين، يعني المتزمتين.
نحن لا مانع عندنا أن ينتهي الجهاد الأفغاني، هذه نظرة الغرب، لكن بشرط واحد، كل العالم الآن متفق على أن روسيا لابد أن تنسحب وعلى شيء آخر: على أنه لا يجوز أن يكون الإسلام هو الوريث، قالت لهم روسيا، إبحثوا عن رجل إسلامه أوروبي (على الطريقة الأوروبية)، إسلام أمريكاني، مرن، يعني دين مطاط، يمط حسب الأهواء، منفتح، يعني كل أبوابه مفتحة على الشياطين، هم يسمون الإنسان قليل الدين منفتح، منفتح أي يعني ليس عنده باب ولا نافذة مسكرة، كلها مفتوحة للشياطين، والإنسان الملتزم يسمونه منغلق، لأنه أغلق الأبواب كلها، لا يدخل منها إبليس، ولا من شياطين الإنس والجن أحد، ابحثوا، فتشوا في حقائبكم واحد في خزائنكم، في صفحاتكم، ابحثوا، ارجعوا إلى الصحف القديمة، الدفاتر العتيقة، لأن الذي يفلس يرجع الى الدفاتر العتيقة، قالوا: نرجع هذا الرجل الذي نصفه في القبر ونصفه طالع من القبر، الذي زرع الشيوعية في داخل أفغانستان، محمد ظاهر شاه، أرجعوه، فقالوا للمجاهدين مارأيكم- الغرب الناصح الأمين- ما رأيكم نجبر روسيا على الخروج، هي (روسيا) لا تقبل أن تكونوا أنتم البديل، نرجع لكم ظاهر شاه رجل معتدل، طيب... نعم، قال سياف: لا بأس أن يرجع ظاهر شاه بشرط أن نقتله في المطار، ليس هناك رجل آخر، لأنه لو كان فيه ذرة حياء، أو عرق يجري فيه الدماء، لجاء ودافع عن أعراض النساء، أما رجل يعيش في أوروبا، في ألمانيا، في إيطاليا، في الجزر، في جنوا، في البندقية، هل يعيش بين النسيم العليل وبين الصحاف التي ترفع صحفة وتوضع صحفة، ثم تأتون به أخيرا وتعطونه ثمار بحور الدماء وجبال الأشلاء، بأي عرف وبأي قانون وبأي شرع هذا؟ هل اشترطتم على الفيتناميين عندما خرجتم أن يكون البديل طرفا ثالثا!!
فحينئذ الغرب قالوا: إذا لابد من تشويه الجهاد، كيف نشوه الجهاد عقيدة التوكل على الـلـه عز وجلّ،والثقة بالـلـه التي بناها الجهاد الأفغاني في نفوس الأمة، وعلى أنه لا يوجد قوة عظمى أعظم من قوة رب العالمين، وأن الـلـه عز وجلّ أكبر من كل شيء، وأنه بيده ملكوت كل شيء، وإليه يرجع الأمر كله..
{وما كان الـلـه ليعجزه من شيء في الأرض ولا في السماء}(فاطر:44 )
هذه العقيدة التي رجعت خلال السنوات الثماني من خلال الدماء، ومن خلال هذه المواقف الصلبة... نريد أن نهزها في قلوب المسلمين، نزعزعها، كيف نظهر الجهاد الأفغاني على أساس أنه صنيعة أمريكية... كيف نحن نعلن، نحن أصحاب الصحف في العالم، ثلثا الإعلام في العالم لنا، والذين في العالم الإسلامي معظمهم ربائب ربيناهم عندنا في مواخيرنا، ووراء كواليسنا، نحن نحركهم، كلما قدمنا صاروخ أستنجر يكتب ألف مقال عن صاروخ استنجر.وأصبح الجهاد الأفغاني صاروخ استنجر، أعظم الجبهات وأقواها الآن جبهات أحمد شاه مسعود في داخل أفغانستان، حتى الآن ما وصله صاروخ استينجر، المنطقة الواسعة التي هي أكبر من منطقة جدة ومكة والطائف وما إلى ذلك تجدون صاروخين ستينجر اثنين، أربعة صواريخ.
إذن... لماذا هذه الضجة العالمية المفتعلة، لماذا لماذا؟
رجل اسمه فقير أحمد حامل مجموعة صواريخ، وذاهب إلى فراه في المنطقة الغربية، لا بد أن يمر من خلال إيران، منعته إيران من الدخول، دخل سرا عن طريق بعض الإيرانيين، نصبوا له كمينا فتحوا عليه الرشاشات، استولوا على بضعة صواريخ استنجر، وإذا بالصحف العالمية شهر كامل وهي تقول: صواريخ استنجر ..! وإيران ..! وباعها المجاهدون، تريد أمريكا أن توقفها!!!
ككافلة الإيتام من كسب فرجها *** لك الويل لا تزني ولا تتصدقي
(قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى )(البقرة: 263)
أنتم يا أمريكان قدمتم (صواريخ) عن روح ريغان، كل صاروخ تأخذون ثمنه سبعين ألف دولار من أموال المسلمين.
رصاصة واحدة ما قدمتم، وأنتم تعلمون أن بناء مستشفيات في داخل أفغانستان لمعالجه الجرحى الذين يموتون نزفا، والـلـه، يحدثنا المجاهدون على أنهم يقطعون الأرجل، يأتون بالحلاق الذي يعمل العملية بموسه، ومرة لايجدون حلاقا ولا مثل حلاق ولا موسى، ينشرون الأرجل بالمنشار (منشار الخشب).
ومن جانب آخر أعلنت مصادر مطلعة في بداية شباط -فبراير- سنة (1982م) أن العلماء الأمريكان الذين كانوا يعملون في باكستان عكفوا على إنتاج أنواع خاصة من البعوض المسبب للملاريا لنشر الفيروسات التي تسبب أمراضا جلدية وبائية داخل أفغانستان وفي أوساط اللاجئين في باكستان ومع أن السلطات الباكستانية أنكرت هذه المزاعم إلا أنها بادرت بطرد أحد العلماء الأمريكيين الذين يعملون في مختبر أبحاث الملاريا الذي تموله أمريكا في باكستان.
فشل البعثات الأمريكية
جاءت بعثتان أمريكيتان تحمل ستين مليون دولار للتعليم، ومائة مليون دولار للصحة، وجاءوا للأمراء الأربعة: سياف، وحكمتيار، ورباني، وخالص، قالوا لهم: اسمحوا لنا أن ندخل في داخل أفغانستان حتى نبني لكم مستشفيات، قالوا: لا يمكن، أولادكم يموتون!! الجرحى!! فعلا لا يصل من داخل أفغانستان جريح إلى بيشاور اذا كانت الإصابة داخلية، كل الذين يصلون هم المصابون بأيديهم وأرجلهم، أما الذين يصابون بإصابات داخلية يموتون نزفا ، يموتون، الناس يضعونه على البغل، يبقى البغل شهرا كاملا وهو حامله، حتى إذا وصل إلى بيشاور، تكون رجله قد بدأ فيها الغرغرينة، وإذا كانت الإصابات باطنية يموت على الطريق.
قالوا لهم: نعمل لكم مستشفيات، قالوا: لا يمكن، بحثوا مع المؤسسات الإسلامية، محاولات... يا جماعة، دعونا ننفذ من خلالكم مشاريع، أنتم مسلمون ويقبلكم الأفغان، والأفغان لا يقبلون أصحاب العيون الزرق والأسنان الفرق والشعر الأشقر، فأنتم نفذوا المشاريع، نحن ننفذ المشاريع من خلالكم، ونحن نتكفل بالأموال، مئة مليون دولار، قالوا: لا يمكن، أخيرا عندما أفلسوا (الأمريكان) دخلوا من خلال مرضى النفوس، من خلال بعض الناس الذين يتاجرون بالجهاد، عملوا بعض المراكز... تعليمية وصحية.
أما فى وسط الجبهات ذات الثقل في داخل أفغانستان، هؤلاء الأربعه لهم حوالي 85 في المئه من الجهاد في داخل أفغانستان، ما أستطاعوا، طيب .. التعليم عرضوا عليهم، قالوا: لا يمكن أن نسمح لكم، بحثوا عن رؤساء المنظمات الإسلامية في العالم، توسطوا عند هؤلاء ذوي العقول الخشبية حتى يقتنعوا، أولادهم ضائعون في الشوارع، قال: أنا لا أتوسط، لكن أيضا دخلوا وعملوا بعض المدارس، وأبشركم حيثما يوجد عربي في داخل أفغانستان ينتهي عمل الغرب والأمريكان، عملوا بعض المدارس في منطقة كنر، عددها سبع مدارس إبتدائية، ثالث ابتدائي، بعضها خامس إبتدائي، كلفتها مائه وعشرين ألف ريال، سبع مدارس بمجرد ما ابتدأت المدارس التي يشرف عليها الإخوة العرب، هرب الطلاب من مدارس الأمريكان والسويدين وانضموا إلى مدارس العرب، وأغلق الأمريكان مدارسهم ورجعوا سالمين، أو غير سالمين الـلـه أعلم.
في مزار شريف- في بلخ- يعني وصل الإخوة العرب قبل ثلاث سنوات، فعندما وصلوا وجدوا طاقما من فرنسا مكون من تسعة فرنسيين، أنشأوا مستشفى حديثا، ومضى عليه أربع سنوات وهم في الجبهات.
أنا في الحقيقة أقف مذهولا أمام صبر هؤلاء على ضلالهم وكفرهم، وأقف مذهولا عندما أقارن بصفحة المسلمين التي تدمي القلب وهم يريدون أن يدخلوا الجنة، ولا طبيب عربي حتى ذلك الوقت دخل أفغانستان، وحتى الآن ما استطعنا في خلال ثلاث سنوات أن نـدخل إلى أفغانستان أكثر من أربعة أطباء، قال لهم الشباب العرب: أنتم كيف تسمحون للفرنسيات والفرنسيين أن يعيشوا بينكم ويفسدوا أخلاقكم، قالوا: أرسلوا لنا طبيبا عربيا وهؤلاء نطردهم، أما أنتم، لا تنفعون ولا تسمحون لأحد أن ينفعنا!! التبشير!! فاهمين تبشير!! تنصير!! فاهمين تنصير!! لكن، أين أنتم، هؤلاء كفار، وأربع سنوات مضى عليهم.. أين العرب أين أحفاد رسول الـلـه صلى الـلـه عليه وسلم نعم هم يسمون العرب أحفاد رسول الـلـه صلى الـلـه عليه وسلم، فعلا رجع الإخوة قالوا نريد طبيبا عربيا، أرسلنا لهم طبيا عربيا من ليبيا، اسمه الدكتور صالح طبيبا عاما جزاه الـلـه خيرا، وصل بلخ، بمجرد أن وصل بلخ، أمر القائد العام الطاقم الفرنسي أن يغادر بلخ، قالوا له نأخذ كل أدوات المستشفى، قال خذوها، وبدأ الدكتور صالح بقصة، الـلـه عز وجلّ أكرمه بها، كان أحد المجاهدين قد أصيب بعموده الفقري بشظية، وشلّ شللا نصفيا، جاءوا بالفرنسيين وعرضوا عليهم هذا المجاهد، فقالوا:- أستغفر الـلـه.. أستغفر الـلـه - لو جاء رب العالمين... كذا.
فعندما وصل الدكتور صالح عرضوا عليه هذا، أحد الأطباء قال لي، هذا مستحيل أن يشفى طبيا من الناحية العقلية، لا يمكن أن يشفى، فقال لهم: بسيطة إن شاء الـلـه ربنا يعافيه، قال: حتى أرفع همته، لا يتحرك، شلل نصفي، قال: وبدأ الدكتور صالح يعالجه، خلال شهر عافاه الـلـه، عاد إلى الجبهة وانتشر في المنطقة كلها: رجل يعالج ما لا يمكن أن يعالج، وصل عربي، هذا ولي من أولياء الـلـه الصالحين، من أراد أن يشفي ابنه فليرسله إليه، بإذن الـلـه، وفعلا الدكتور صالح حلّ محل الطاقم، وقام به داعية، مربيا، وطبيبا، قوّاما، وصواما، فتعلق أهل المنطقة به، حتى الأفغان عيب كبير عندهم أن يزوجوا في مثل هذه الظروف رجلا عربيا، حتى لا يعيروهم أنهم باعوا بناتهم للأغنياء في أيام الفقر إلا الدكتور صالح عرضوا عليه بناتهم ليزوجوه.
المهم... الضجة الإعلامية هذه التي تريد أن تزلزل عقيدة الإيمان بالـلـه والتوكل عليه التي بناها الجهاد الأفغان من خلال هذه الآلام والعذاب، من خلال التضحيات، من خلال الجماجم والأشلاء، يريدون أن يهزوها، عز عليهم أن الشباب تعود إليهم الثقة بالـلـه عز وجلّ، عز عليهم أن تسقط الهالة الكبرى من حول روسيا، لأنها إن سقطت من حول روسيا، ستسقط من حول أمريكا، لأن معظم الأفغان تقول لهم: روسيا العظمى، سيبتسم الواحد منهم، أين روسيا العظمى المهزومة أمامنا في الميدان، روسيا الآن قزمة أمامنا.

الغرضون
06-09-2003, 05:19 PM
أمان الـله خان:
أمان الـلـه خان حكم من 1919 - 1928، وأمان الـلـه خان بعد أن انتصر الجيش الأفغاني على الانجليز جاء على أساس أنه حاكم منتصر قومي، واضطرت بريطانيا أن تعلن استقلال أفغانستان سنة 1919م وذلك عقب أن اخترق الجيش الإسلامي الأفغاني الحدود الهندية ووصل إلى تل، وخشي الإنجليز أن يصل إلى دلهي مرة أخرى.
تأثر أمان الـله بالحضارة الغربية، وتأثر بمصطفى كمال أتاتورك وتأثر بالشيوعية ؛ فنواة الشيوعية في أفغانستان إنما بدأت من أيام أمان الـلـه خان فظهرت صورة زوجته في الصحف الغربية سافرة، ونادى بخروج المرأة، بدأ يمس مقام العلماء في أفغانستان، ظهر في عدة مظاهر غير لائقة، وأراد أن يتخذ قانونا من القوانين الأوربية وأن ينبذ الشريعة الإسلامية، قامت القبائل ضده، استمرت ضده مظاهرات ومعارك وغيرها بدءا من 1924م وحتى خلعه الشعب سنة 1928.

الملك ظاهر شاه:
بعد أمان الـلـه خان استلم رجل من حول كابل اسمه ب هء سقاو (ابن السقا) كان إنسانا عاديا يعني:بلطجي بلغتنا، واستطاع أن يمسك كابل عدة أشهر، وبعده جيء بنادر شاه، وكان سفيرا لأفغانستان في فرنسا ودخل عن طريق القبائل، دخل من (تري منجل) بكتيا وكابل وتو ج ملكا على كابل.
حكم (نادر شاه) هذا قليلا ثم قُـتل بعد ذلك ليأتي في مكانه ابنه (محمد ظاهر شاه) وكان في التاسعة عشرة وكان في بداية أمره محبوبا من الشعب ولا بأس به.
وقد حكم ظاهر هذا البلاد أربعين سنة من سنة 1933-1973م ، نصف هذه الفترة لا بأس بها والنصف الآخر بدأ يفسد فيها حيث زينت له أمريكا عمل ثورة ثقافية ، أي ثورة على القيم والأخلاق وإخراج المرأة من دينها.
وقالوا له: أنت لا تستطيع أن تعيش في جزيرة في وسط بحر متلاطم من أمواج الحضارة، حولك ايران (محمد رضا شاه بهلوي) طورها كثيرا، والمرأة أخذت حقوقها وبدأت تشتغل، صارت المهندسة وسائقة الطائرة والطبيبة وما الى ذلك.
عندك هنا الهند ؛ المرأة تطورت كثيرا، عندك روسيا من الشمال عندك باكستان من الجنوب، لم تبق إلا هذه القوقعة في داخل الجزيرة : إما أن تكسر القوقعة بنفسك أو تكسر بغيرك .. قال : كيف أعمل... ما هو الانقلاب الذي تريدونه... قالوا : اعمل انقلابا على البلد، اعمل انقلابا ثقافيا، ثورة ثقافية، ابدأ بتطوير البلد، ادخل لها وسائل الاعلام الغربي، اعط المرأة حقوقها، حررها من هذا الشادور(1) [يقصد لباس المرأة الأفغانية المسلمة الذي تلبسه]. وظاهر شاه صدق، وجمع الناس في مؤتمر عام، وحمل حجاب امرأة مسلمة ووضعه تحت قدمه وقال : انتهى عهد الظلام الى الأبد، وبدأت وسائل الإعلام تز ين للمرأة تمردها على دين الإسلام، وتحررها من ملابسها ومن قيمها ومن دينها ومن عقائدها، ومن طاعة زوجها ومن احترام أسرتها وقبيلتها.
والحقيقة فقد بدأ الملك بنفسه ؛ أن عمل حفلا عاما رسميا ؛ وبدأ بتقليد بأن رقص الملك مع زوجة أقدم سفير في كابل، وزوجته رقصت مع أحد السفراء، وبدأ الناس يستغربون من الملك هذه التصرفات.
فمحمد ظاهر شاه هذا زين له الغرب والشرق أنه لابد لك أن تجري في الحياة انقلابا ثقافيا ، ثورة ثقافـية، والثورة الثقافية تعني في عرف الغرب: ثورة على القيم والأخلاق، ثورة على الالتزام بالمبادىء والمثل، ثورة إخراج المرأة من حيائها ووفائها والتزامها، ثورة على الحجاب إذ يمزق، ثورة على هذا الدين إذ ي حر ق ثورة على نبتة الشريعة ; محاولة لاجتثاثها من أعماقها من الأرض، قالوا لمحمد ظاهر شاه-الغرب-: أنت أمامك طريقان: إما أن تجري ثورة ثقافية، (إنقلابا ثقافيا ) أو ي جرى عليك انقلاب، كيف أجريه إن أقصر طريق ; تحطيم أخلاق المرأة، سيحطم المجتمع، ويغرق الجيل بالرذيلة، ويغرق أبناء الأمة بالمستنقع الجنسي، فينشغلون بإشباع نزواتهم، وبإرواء شهواتهم، وعندها تبقى مرتاحا، فلا يلتفت إليك أحد، ولا يرنوا إلى عرشك إنسان.
حمل ظاهر شاه حجاب المرأة المسلمة في مؤتمر عام ووضعه تحت قدمه، وقال: انتهى عهد الظلام إلى الأبد، وأصدر قانونا بمنع النقاب والحجاب- يسمونه شادري لباس المرأة الأفغانية- وبوجوب اتباع الأمم المتحضرة في سلوكها وأخلاقها... في لباسها.
وعندما أبى أهل قندهار أن ينزعوا النقاب عن وجوه نسائهم وجه إليهم جيشا ، ودارت معركة سقط فيها لا أقل عن ألف شهيد، وهو يحاول أن ينزع المرأة من حياءها وخلقها والتزامها ومثلها، وعين ظاهر شاه ابن عمه وزوج أخته محمد داود الرجل العسكري، الرجل القوي لينفذ هذه الثورة واقعا عمليا ، وليشرف على استمرارها بالصولجان وبالهيلمان والسلطان، وعلى موائد محمد داود رئيس وزراء ظاهر شاه تربى رؤساء الحزب الشيوعي، لقد نمت لحومهم من فتات موائدهم، وبنيت عظامهم من إدامه وطعامه: تراقي، حفيظ الـلـه أمين، ببراك كارمل، وسمح لهم تحت ستار المشاريع الروسية أن يبنوا الحزب الشيوعي، وأنفقت روسيا ثلاثة بلايين، ثلاثة آلاف مليون روبل على شكل مشاريع، ومن خلال المستشارين بدأ نمو الحزب الشيوعي.
وفي عشرين تموز سنة 1973 يخرج الملك ظاهر شاه إلى أوروبا ويقيم ابن عمه وزوج أخته عليه انقلابا.
الآن ظاهر شاه في إيطاليا يحرس حراسة الملوك، حراسة عليه أكثر من الحراسة في كابل، يمنع أي أفغاني الآن أن يدخل إيطاليا حماية للملك، يمنع أي إنسان على جوازه تأشيرة باكستان أن يدخل إيطاليا حماية للملك.

محمد داود:
فعلى موائد محمد داود رئيس وزراء ظاهر شاه تربى رؤساء الحزب الشيوعي، لقد نمت لحومهم من فتات موائدهم، وبنيت عظامهم من إدامه وطعامه؛ تراقي، حفيظ الـلـه أمين، ببراك كارمل، وسمح لهم تحت ستار المشاريع الروسية أن يبنوا الحزب الشيوعي، وأنفقت روسيا ثلاثة بلايين، ثلاثة آلاف مليون روبل على شكل مشاريع، ومن خلال المستشارين بدأ نمو الحزب الشيوعي، في هذا الجو المكفهر المدلهم المظلم، انتبه أستاذ في كلية الشريعة لهذا الزحف الأحمر الذي يريد أن يمسح الإسلام عن وجه البلد، وبدأ يتصل بتلاميذه بطلبة كلية الشريعة، أستاذ في كلية الشريعة إسمه غلام محمد نيازي، وكان من بين تلاميذه النابهين: الأستاذ برهان الدين رباني، وعبد رب الرسول سياف، وبص رهم بالأحداث التي تزحف لتجتاح المنطقة بأسرها، وبدأ يربيهم على الإسلام، وينمي وعلى بطء، وببركة الـلـه عز وجلّ هذا التيار المبارك الذي ينمو برعاية الرحمن، حوصر هذا الشباب في داخل جامعة كابل، حوربوا، شنت عليهم الإشاعات من كل جانب، من علماء السوء الذين فتاواهم جاهزة، والفتاوى بطناجر على جنوبهم، كلما طلب منهم السيد فتوى مدوا أيديهم إلى هذه الطنجرة فأخرجوها سندويشة مطبوخة حتى يضللوا الجماهير (إشتروا بآيات الـلـه ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون).
وفي سنة 1973م خاض طلاب الإتجاه الإسلامي معركة إنتخابية لاتحادات الطلبة في داخل جامعة كابل، وإذا بالتيار الإسلامي يحوز بمعظم مقاعد الجامعة، ويرتعد التيار الشيوعي بفرائصه، وترتجف كل أطرافه، يأخذون نتيجة الإنتخابات ويعرضونها على السفير الروسي قال: إن الزمن ليس بصالحنا، لابد من الإطاحة بظاهر شاه والإتيان بمحمد داود، وأخذ العهد على داود أننا نريد أن نسلمك السلطان، ونوليك الصولجان، مقابل مسح التيار الإسلامي من البلد، وأخذ على عاتقه هذا، ، ليعلمه ويعلم غيره أن الإستعانه بأعداء الـلـه، وبالتيارات اليساريه في البلاد لضرب التيار الإسلامي، إنما ثماره قريبه، ولكن مغبته وخيمة، والنهاية أنه مأكول من قبل الذين رباهم على يديه، ذهب ظاهر شاه وجاء محمد داود، محمد داود كان أول قرار اتخذه: إقصاء محمد غلام نيازي عن عمادة كلية الشريعة، ثم سجن سياف وغلام محمد نيازي، وحاول حكمتيار ورباني، حاول حكمتيار أن يتصل بالطيبين ممن يمسكون بزمام القوة في داخل الجيش، يبص رهم بأن مستقبل البلد واقع في يد اليسار الأحمر، وأننا منتهون إن لم نتدارك أنفسنا، وحاولوا محاولة واثنتين وثلاث، ولكن الـلـه عز وجلّ قضى أن لا تنجح هذه المحاولات، ليأتي هذا الجهاد المبارك، الذي أحيا الـلـه به أمة الإسلام من جديد.
كنت أود في بداية الأمر، لو استطاعت هذه الحفنة التي كان يتصل حكمتيار ورباني أن تأخذ بزمام الأمور، وتنهي داود، وتستريح البلد، ويقوم المجتمع الإسلامي، ولكن يأبى الـلـه إلا أن يتم نوره، يأبى الـلـه إلا أن يحو ل بلدا منغلقا لا يعلم الناس أين مكانه، من الذي كان يعلم أين مكان أفغانستان من الخارطه قبل هذا الجهاد المشرف لا يتصل ببحر، لا يتصل بالعالم، أبى الـلـه إلا أن يحول هذا الشعب المنغلق أساتذة للعالم الإسلامي، ومعلمين للأنام.
يقول سياف: قبل أن أسجن، اجتمعت مع أربعة عشر شابا من أبناء الحركة الإسلامية، نتدارس ماذا نصنع إزاء داود، فقررنا المقاومة المسلحة، وكنا أربعة عشر شابا ، ولكننا قررنا المقاومة المسلحة، واشترطوا علي شرطا واحد: أن أدب ر لهم مسدسا واحدا . قرروا المقاومة المسلحة، قبل أن يكون بيدهم مسدس واحدا ، ثم سجن سياف، وهاجر رباني وحكمتيار إلى بيشاور، واجتمع حولهم حوالي ثلاثون شابا ، وقرروا المقاومة المسلحة.
كانت صفوة- كما يحدثون عنهم-: إنجنير حبيب الرحمن، مولوي حبيب الرحمن، دكتور محمد عمر، سيف الدين نصرتيار... أبناء الحركه الأوائل، كان الأمين العام للحركه الإسلامية شاب في الهندسه إسمه إنجنير (يعني مهندس) حبيب الرحمن، يحدثني سياف قال: هذا إنجنير حبيب جاء ذات مرة يشكو قسوة قلبه في الجامعة، قالوا: كيف قسى قلبك قال: صرت لا أسمع شيئا ... ماذا كنت تسمع قال: والـلـه كنت أسمع تسبيح الشجر والحجر، ففقدت هذا في داخل جامعة كابل لرؤية البنات، صفوة...!! أنقى من ماء السماء...!!.
بدأوا مقاومة داود ببعض المسدسات التى تصنع على الحدود، وبعض القنابل، يشترون مسدسين وقنبلة ويهجمون على المراكز، والحق أن الناظر الآن في موقف أولئك الشباب يظنه ضربا من الإنتحار.
وفعلا كان الوقوف في وجه داود من قبل هذه الحفنة البسيطة، داود الجبار الذي تعرفه، وتهتز له كل أفغانستان، بهذا العدد القليل، وبهذه العدة القليلة، كان يعتبر ضربا من الإنتحار، ولكن الـلـه عز وجل- وهو أعلم- علم صدق النيات وإخلاص الطويات، فبارك بهذه القطرات الطيبة، ففجر ينابيع الخير في أعماق هذا الشعب المسلم، وإذا بالشعب المسلم كله يلتف حول هؤلاء الشباب، ويخوضها... يخوض غمارها حربا ضروسا ، تستمر بضعة عشر عاما، ولا زالت حتى الأن أشرف وأنصع صفحة في التاريخ الإسلامي الحديث.
وبدأت المقاومة الإسلامية تنفذ عمليات ارتجالية ضد أعيان الحزب الشيوعي وضد القوات الموالية لمحمد دواد .. ظلت الأمور هكذا حتى 17 إبريل سنة 1978 حيث اغتيل فيلسوف الحزب الشيوعي في كابل واسمه (مير أكبر خيبر)، اغتاله شباب من الحركة الإسلامية ؛ وعندما أغتيل (مير أكبر خيبر) كان بين الشيوعيين وبين داود بعض الجفاء لأن داود من آخر سنة انتبه أن الشيوعيين يريدون أن يأكلوه ، وأدرك أنهم اتخذوه جسرا ليعبروا عليه ; فعندما اشتد ساعدهم، وقوي بأسهم أرادوا أن يبتلعوه، فاتصل بباكستان وذهب إلى السعودية وأدّى العمرة والتقى بالملك خالد، قال له الملك خالد: اترك الشيوعية ونحن نكفل ميزانيتك، فاتفق معهم على أن يترك الشيوعية ويضرب الشيوعيين، وكان في المحادثات بين داود وبين الملك خالد - رحمه الـلـه - وزير التجارة (جلالر) وهو شاب شيوعي، ونقل المحادثات التي جرت بين داود وبين الملك خالد الى روسيا، وقال لهم : إن داود قد تحول ويريد أن يضرب الحزب الشيوعي، فجاءت الأوامر للحزب الشيوعي على أساس أن يطيحوا بداود، فانتظروا حتى جاءت القشة التي قسمت ظهر البعير وهي اغتيال فيلسوف الحزب الشيوعي (مير أكبر خيبر)، وقامت المظاهرات في كابل واستمرت عشرة أيام وانتهت بقيام الانقلاب على (داود) وذبح (داود) فوق سجاد القصر هو وعائلته جميعا، وبقيبت دماؤهم على سجاد القصر وجثثهم، وجاءوا بالشعب ليروا نتيجة كل عدو للشعب.

تراقي:
ذهب داود غير مأسوف عليه، وجاء محمد نور تراقي، زعيم الحزب الشيوعي ومؤسسه، معروف لدى شعب أفغانستان على أساس أنه ملحد وشيوعي، بمجرد أن جاء بدأ يعد أفغانستان للشيوعية الحمراء، فبدأ يجمع السلاح من القبائل، يلغى بعض الملكيات، يسوي بين الرجل والمرأة، قلل : حصص الثقافة الإسلامية أو التوجيه الإسلامي من داخل التلفيزيون والإذاعة الى آخره.
وبمجرد أن استلم تراقي الحكم بدأت القرارات الشيوعية: مساواة المرأه بالرجل، والتأمينات الإشتراكية، محاربة التيار الإسلامي، محاربة الحصص الإسلامية في المدارس، نشر الرذيلة.
إجتمع بعض العلماء وقرروا: أن هذا الرجل كافر يجب مقاومته، والعلماء لهم مكانة في قلوب الشعب الأفغاني، فبدأ الجهاد ضد تراقي، فتقوم هذه القبيلة وتحمل السلاح ضد تراقي، فتنظر في الساحه فلا تجد أمامها إلا حكمتيار ورباني، وتنحاز وراءهما، وبدأ التيار الإسلامي يقوى يوما بعد يوم، وكانت حادثة هرات في الخامس عشر من آذار سنة 1979 مسمارا في نعش تراقي والشيوعية، إذ قامت حامية الجيش التابعة للدولة، وانضمت للمجاهدين، وطهرت المكاتب كلها (مكاتب هرات) من الشيوعيين، وأعلنوا الدولة الإسلامية في داخل مدينة هرات، وعندها ما انتظرت روسيا، خرجت الطائرات من داخل روسيا مع الدبابات وضربت هذا الشعب المجتمع ليعبر عن فرحته، وقتلت في ثلاثة أيام أربعة وعشرين ألفا من البشر، وانتفض معظم الشعب...
أول ما بدأ الجهاد في نورستان، بعد مجيء تراقي بعشرة أيام، بدأ الجهاد الشعبي في نورستان ثم في كنر، ثم في جوزجان ثم في هرات .. بدأ حكمتيار جهاده في أفغانستان شكل الحزب الإسلامي، ثم جاء بعده الجمعية الإسلامية التي يرأسها الاستاذ رباني، نمت يعني : الأحزاب الجهادية ولم يكن في الساحة إلا هذان الحزبان الجهاديان ؛ فتراقي وقف حائرا أمام المقاومة التي تمتد يوما بعد يوم.
والشعب الأفغاني بدأ كما بدأ الشعب الفلسطيني الآن، بدأ بالعصي والحجارة وكانت بطولات رائعة جدا جدا جدا، يعني : كان الناس بالعصي والحجارة يهجمون على الدبابات والرشاشات ترشهم ويبقون يزحفون حتى يعلو واحد منهم فوق الدبابة ويقتل الذين في داخلها ويستولون علىها ويحرقونها، وكانت كرامات عجيبة لأن الـلـه عز وجل نظر اليهم، عز ل من كل شيء ليس معهم سلاح، ليس معهم مضادات للدبابات، بعضهم معهم بنادق انجليزية، هذه التي حضرت الحرب العالمية، فكانت كرامات عجيبة.
الآن معظم الشعب في المعركة وراء علماؤهم، العلماء معظمهم لم يبق لهم عذر إلا أن يدخلوا المعركة، وكان حماسا عجيبا، حماسا منقطع النظير، والـلـه عز وجل أيدهم بروح منه وبكرامات عجيبة.
كان بعض العلماء قد هاجر مع رباني ومع حكمتيار من سنة 1975 يعني : مثلا جلال الدين حقاني ونصر الـلـه منصور ؛ هؤلاء هاجروا من 1975 واشتركوا في القتال منذ أول يوم وكانوا معهم في القرارات في بيشاور مع الثلاثين شاب، هؤلاء الذين بدأوا المسيرة.
فلما تفاقم الخطر على الدولة الشيوعية، تراقي كان يريد أن يمسح الإسلام من داخل أفغانستان، لا يريد أن يترك صوفيا ولا حركيا ولا واحدا يصلي، فجاء بابراهيم المجددي زعيم الصوفية في داخل أفغانستان وقتله، وقتل أولاده وقتل عائلته جميعا، نظر الى الحركة الإسلامية فوجد أن صفوة أبناء الحركة الإسلامية في السجن، كان منهم 117 نفرا من المسئوولين في داخل السجن، في قرار واحد في شهر تموز سنة 1979 قال : هؤلاء جميعا يبادون، كانت القرارات جماعية، المذابح جماعية؛ تأتي الجرافة وتحفر الخندق ويأتون بالمائة وبالرشاش من وراءهم يطلقون عليهم النار فينكفئون في داخل الخندق، ثم تأتي الجرافة مرة أخرى ثم تدفنهم ؛ فجاء دور تصفية قادة الحركة الإسلامية في داخل السجن.
وفي أوائل تموز 1979 قرروا ذبح أو اعدام كل قادة الحركة الإسلامية، كانوا 117 نفرا في عنبرين في داخل سجن (بل تشرخي) ؛ فسياف كان معزولا عن أبناء الحركة الإسلامية، لأنه كان يؤثر عليهم ويعطيهم دروسا في داخل السجن، كان هو وواحد اخر من الإخوة معزول في سجن آخر اسمه دهمزنك 117 في داخل (بل تشرخي)، جاءوا إليهم - العنبر الأول - معزولان أخرجوهم، وبدأوا يوثقون أيديهم ويضعونهم في داخل السيارات، أحسوا أنهم ذاهبون للإعدام قالوا : مادمنا ذاهبين للإعدام إذن نعمل معركة مع الشرطة -أفغاني هذا حتي آخر لحظة - فهجم واحد منهم علي الشرطة وأخذ بندقيته وفتح الأقسام حتى يقتله ؛ فوجدها فارغة ودارت معركة بالعصي والحجارة وبأكعاب البنادق وما إلي ذلك.
أمر مدير السجن الشرطة الذين في داخل السجن أن يفتحوا رشاشاتهم على الشباب، فرفضوا لأنهم يعرفونهم متدينين، قائمين، صائمين، ولو كانوا محسوبين على الشيوعيين، رفضوا .. عندها أمرت الدبابات التي على أبواب المراقبة أن تفتح الرشاشات على السيارة التي فيها الإخوة، ففتحت الرشاشات، وطحنت عظامهم ولحومهم والتصقت بحديد السيارة.
انتقلوا للعنبر الثاني، العنبر الثاني، دخل الشرطي الرشاش حتى يرشهم، كسروا يد الشرطي، الشباب الذين في العنبر سدوا باب العنبر، وأخرجوا الرشاش ؛ طبعا باب العنبر حديد لا يخترقه الرصاص فصاروا يلقون عليهم القنابل من نوافذ العنبر وظلوا يطلقون عليهم القنابل حتى الساعة الرابعة صباحا ؛ سقط آخر شهيد منهم.
في الصباح جاء مندوب وزارة الداخلية ومعه 117 اسم، ومنهم الشيخ سياف، والذي معه، فرآى الجثث المتناثرة والعظام المطحونة واللحوم المسحوقة، كتب نفذ حكم الإعدام بالجميع، وسلمه لوزارة الداخلية، فالدولة ظنت أن سياف قد قتل مع هؤلاء، مع أنه بقي حيا في عالم الواقع وعلى الورق أعدم الشيخ سياف.
الشرطة - هؤلاء الإثنين - الذين أطلقوا النار على الإخوة جنوا وبعدها ماتوا، ووضعوا الباصين على باب السجن، الحراس في الليل يسمعون تكبيرا يخرج من الباصات المخترقة هذه المحرقة تكبير... تهليل... ما كان يحصل كانوا يسمعونه في الليل، اضطروا أن يأخذوا الباصات بعيدا عن السجن ويدفنوها، بقي الشيخ سياف.
كان هذا الكلام في شهر تموز سنة 1979 في آخر الشهر هذا بدأ الخلاف بين حفيظ الـلـه أمين رئيس الوزراء ووزير الدفاع وبين تراقي رئيس الجمهورية، حفيظ الـلـه أمين شيوعي وذاك شيوعي طبعا، الشيوعيون يتهمون حفيظ الـلـه أمين أنه عميل أمريكي لأنه درس في أمريكا.
المهم ؛ صارت الخلافات بين حفيظ الـلـه أمين وبين تراقي، واستطاع حفيظ الـلـه أمين بعد أن يتغلب على تراقي ويأسره ويسجنه ثم يقتله، ووضع الوسادة على وجهه - رجالات أمين - لأن أمين هو وزير الدفاع، وهو الذي كون التنظيم العسكري للحزب الشيوعي، فرجالات الحزب الشيوعي بيده.
هكذا قتل تراقي ومات الى جهنم وبئس المصير، فاستلم البلد حفيظ الـلـه أمين.

حفيظ الـله أمين:
حفيظ الـلـه أمين حكم فترة ثلاثة أشهر فقط ، وكان بعد أسبوع اكتشف أن سياف حي، فأرسل لمدير الأمن العام،إما سياف يهاجم الأشرار يعني : (المجاهدين) في التلفزيون وإما خذوه الي المقصلة ؛ فكان مدير الأمن العام اسمه (محمد علي بيمان) - كان اليوم يوم الأربعاء - قال لسياف : معك من اليوم الى يوم السبت ؛ إما أن تهاجم المجاهدين وإما الى المقصلة، فأرسل رسالة لإخوانه المجاهدين، ورسالة لأمه، قال لهم : مطلوب مني كذا... ماذا أفعل إخوانه المجاهدون قالوا : هاجمنا حتى تبقى حيا، أمه قالت : لا تهاجمهم ولو قتلوك، فهو أخذ بنصيحة أمه، الـلـه عز وجل أشغلهم، هذا الكلام في عشرين ديسمبر 1979م.
في اليوم الثاني الخميس جرح ابن أخت حفيظ الـلـه أمين، وفي اليوم الثالث الجمعة أغتيل واحد من وزرائه، السبت ازدادت المشاكل، الأثنين أمروه بتغيير قصره، الروس بدأوا يحشدون على الحدود، وأمر حفيظ الـلـه أمين أن ينقل قصره من دار الأمان الى مكان آخر، نقل من دار الأمان.
المهم ؛ يوم الخميس دخلت القوات الروسية، فعندما دخلت القوات الروسية جاءوا ببرك كارمل وذهبوا إلى حفيظ الـلـه أمين وبدأت الرشاشات ترش، حفيظ الـلـه أمين لما بدأت الرشاشات ترش على قصره قال لحراسه : الأشرار وصلوا لأن المجاهدين قد وصلوا الى حدود كابل، لم يبق إلا أن يدخلوها، وصلوا الأشرار!! طلع الحرس قالوا له : أصحابك وصلوا!! الروس، قال له : قل لهم : ماذا تريدون... أوقع لكم أنا جاهز... بقي الروس يزحفون، يطلقون النار، أصيب حفيظ الـلـه أمين، جرح نقل مثل الكلب - أجلكم الـلـه - برجله تحت منضدة في المطبخ وضعوه دخل جنود الروس دافع عنه ابنه، قتلوه، دخلوا تحت الطربيزة وأزهقوا الروح الخبيثة في الجسد الخبيث الى رب غضبان.
{فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين} (الدخان: 92)
كان (حفيظ الـلـه أمين) في الطابق الثاني وسحبوه من رجله كالكلب على الدرج الي أن وصلوا الشارع، ثم ربطوه برجليه في دبابة من الدبابات وطافت به في كابل.
حفيظ الـلـه أمين بعد أن خدم الشيوعية طيلة عمره، في الأيام الأخيرة أدرك أن روسيا تريد أن تأكله كما أكلت غيره، وأن تقتله كما قتلت غيره، اتصل في الأيام الأخيره بضياء الحق أن أنقذني... ولما أمزقي، ولكن هيهات... هيهات، ولّت ساعه مندم!! دخلت روسيا، وكان أول عمل عملته: أن قتلت عميلها حفيظ الـلـه أمين، ووضعت بدله ببراك كارمل، وتظنها رحله مريحه، وأن القصه ستختم مسرحياتها بفصول بسيطة، وبعدة صفحات تنتهي المسرحية، وطالت الصفحات، واستمرت الكتابة بالنجيع الأحمر، ولما ينتهي الفصل الأول، إنتفض الشعب كله في هذه المرة أمام روسيا.

الغرضون
06-09-2003, 05:21 PM
قرار الجهاد:
اجتمعوا في بيشاور، ماذا نصنع إزاء حكم داود .. ؟!
حكمتيار شاب متحمس وعمره في ذلك الوقت بين 25 إلى 26عاما ، والأستاذ رباني كان أستاذا في كلية الشريعة يعني : ليس متحمسا حماس الشباب الذي عند حكمتيار، قال حكمتيار : لابد من المقاومة المسلحة، قال الأستاذ رباني : لا... نحن نرى أن نتريث قليلا ونستعمل بعض الإغتيالات السياسية، فقالوا : - الشباب طبعا متحمسون للقتال، هم حوالي 30 شاب نقاتل أو لا نقاتل، معظمهم مال لرأي حكمتيار - لابد من القتال، فأرسلوا الأستاذ رباني الى السعودية حتى يتصل بالشباب الأفغان الذين يدرسون في السعودية، وفي السعودية طلب مقابلة الملك فيصل، وقابل الملك فيصل رحمه الـلـه وقدم له تقريرا، قال له : أفغانستان الآن مقبلة على الشيوعية، وإذا احتل الروس أفغانستان - إذا أخذت الشيوعية أفغانستان - سقط الخليج ودول الجزيرة بيد الشيوعية ؛ لأن روسيا تحلم بالمياه الدافئة منذ زمن وبالبترول، ولأن البترول بدأ يقل وبعد عدة سنوات تضطر روسيا الى أن تستورد بعض البترول لأن بترولها يصبح لا يكفي لها.
الملك فيصل قرأ التقرير وحوله للسفير في كابل، السفير في كابل كتب عليه : هذا التقرير مخالف للحقيقة، إن داود رجل وطني وليس شيوعيا وليس عميلا للشيوعية، ووضع التقرير في ملف النسيان، وطلب رباني قال له : لابد أن تقفوا معنا وإلا فالشيوعية قادمة إليكم، فوضع الملف ووضع التقرير في ملف النسيان وعلاه الغبار، وجاءت الأيام لتصدق الأبعاد التي حذر منها رباني والمصير الذي وصلت إليه.
في السعودية أرسل داود واحدا يتصل برباني قال له : ارجعوا إلينا حتى نتفاهم ونحن لا نريد أن نضربكم والذين في السجن نخرجهم ؛ فالشيخ رباني اتصل بهم قال لهم : داود يقول كذا وكذا... مارأيكم قالوا له : تعال هنا نتفاهم، الشباب لما وصل قالوا له : نحن نريد أن نقاتل - إنتهى - لا مفاهمة مع داود، فصاروا يقسمونهم مجموعات ويدخلونهم الى داخل أفغانستان، كانت الحقيقة في البداية ينظر اليها الرجل العاقل الكبير، أو العسكري المجرب ؛ أنها تجارب بسيطة يعني : لا يمكن أن يعملها إنسان ناضج، أو بعيد النظر، أو ما الى ذلك، كيف ثلاثة أربعة يهجمون على معسكر لداود بقنبلتين أو بمسدس! إلا أن الـلـه عز وجل بارك بهذه التجارب البسيطة ؛ ففجر هذا الخير وهذا البر في أعماق هذا الشعب المسلم كله.
الدكتور محمد عمر رحمه الـلـه اشترى من (دره) قنبلتين ومسدس وذهب الى بدخشان ليهجم على معسكر من معسكرات داود، أحمد شاه مسعود أرسل الى بنجشير واحتل بنجشير وظل ثلاثة أيام مسيطرا علي بنجشير مع مجموعة من الشباب، وبعده جاءت الدبابات واكتسحتهم.
لغمان مولوي حبيب الرحمن خريج من كلية الشريعة أيضا بهذا مسدسين ولا قنبلتين ولا ثلاثة قنابل يشتروها : Made In Dara ويمشوا على أفغانستان ويعملوا عملية في أفغانستان، سيف الدين نصرتيار ذهب الى هرات.
الحقيقة الدولة بسرعة استطاعت أن تجمع هؤلاء الشباب، وهؤلاء الشباب هم صفوة أبناء الحركة الإسلامية، ألقوا في السجن، لكن ظلت عمليات الإغتيالات مستمرة.
بدأت من 1975 المجموعات تنطلق من بيشاور حتى 1978، ثلاثة سنوات وكانت بسيطة لكن الـلـه عز وجل بارك فيها. يبدوا أن الناس - والـلـه أعلم - كانوا صادقين، والصدق يفجر الخير في أعماق النفس البشرية ويبارك الـلـه في الصدق.
كرامة في بداية الجهاد:
فأقصى ما استطعنا أن نعده الحجارة والعصي، ثم دارت الأحداث، قال: والـلـه، ما كان معنا مضاد واحد للدبابات. ذات مرة قلت لخيال محمد- صهر الشيخ جلال الدين وهو قائد من القادة- قلت: يا خيال محمد، ما أغرب قصة حصلت معك فتمنع أن يجيب، قال حتى لا يحبط الأجر، وحتى لا ينزع الـلـه مني الكرامة، أكرمنا مرة قد يكرمنا مرة أخرى، فإذا تباهينا قد يحرمنا الـلـه، قلت له: حتى نكتب للأجيال، قال: لم يكن عندنا مضاد واحد للدبابات، وغزانا تراقي بثمانين دبابة، وكنا أربعين شخصا... كل شخص يقابله دبابتان أو آليتان، وتقدمت الدبابات لتمسكنا أحياء، قال: فاستعبرت، فبكيت وبكى الجميع... الـلـهم لا تجعل للكافرين علينا سبيلا، قال: فصلينا الظهر والدبابات تتقدم، ودعونا الـلـه عز وجلّ أن ينجينا منهم، أو يقتلونا لا يمسكونا أحياء، قال: بعد الدعاء أخذت حفنة من الحصى، وقرأت عليها كما قرأ رسول الـلـه صلى الـلـه عليه وسلم: (شاهت الوجوه، شاهت الوجوه، شاهت الوجوه) ثلاث مرات..وقرأت:( فلم تقتلوهم ولكن الـلـه قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الـلـه رمى) الأنفال 17 .. ورميتها -أي حفنة الحصى- نحو الدبابات، لو رأى واحد من الذين يفهمون من العلمانيين في هذه البلاد، إذا بكل الذين في الدبابات والآليات يرفعون أيدهم مستسلمين، ولم تنته القصة بعد، قال: لقد فتشناها وغنمنا غنائم كثيرة، لكن الذي أذهلنا: أن حمولة إحدى الدبابات خمس وثلاثون (R.P.G.7 ) مضاد للدبابات، مع ألف قذيفة ضد الدبابات، طيب... نحن معنا دبابات! لا دبابات ولا سيارات ولا بسكليتات (دراجات)، فلماذا جاءوا بهذا هدية ساقها الـلـه من السماء إلينا.
طبعا هذا ليس كما يقول بعض الناس: إن هذا يؤدي إلى التواكل، هذا حصل مرة أو مرتين مع واحد، أو هذا واحد خلال ثماني سنوات، وهذه كرامة لمجاهد ثماني سنوات، وهو غارق بالعرق والدم إلى عنقه، يصنعون الأحداث بأعصابهم ولحومهم.
والـلـه يا إخوة: لو مسكت أفغاني، يعني الواحد يكاد يظن أننا لو عصرنا أفغانيا في عصارة لا ينزل منه إلا الحزن والألم والحسرة، كل واحد عنده من القصص ما تستطيع أن تعمل منه مجلدا عن مرثاة حزينة أسيفة أليمة،إن الكرامات تنزل عندما تبلغ القلوب الحناجر، كثير على رب العالمين أن ينزل كرامة على عبد من عباده!... وضع روحه على كفه عشر سنوات متواصلة، مزق أهله، شتت أسرته، هدم بيته، غابت أمه تحت الركام، أسر إخوانه هل كثير على رب العالمين أن ينجيه مرة واحدة من موقف شدة بكرامة!، قولوا بالـلـه عليكم!! قالوا يؤدي إلى التواكل والسلبية، ويفرح الأمريكان والروس إذا سمعوا هذه القصص، إذا حتى لا يفرح الأمريكان والروس، وحتى لا ينتقدوننا نحذف عالم الغيب من ديننا، فديننا غيب وشهادة، نصفه غيب ونصفه شهادة، هم لا يؤمنون بعالم الغيب كله، لا يؤمنون بالـلـه الذي نؤمن به، ولا بالملائكة، ولا بالنبيين، ولا بالرسل، ولا بالوحي، ولا بالجن، نحذف هذا من ديننا من أجل أن نرضيهم! نحذفه كله! لن يرضوا عنا حتى نترك ديننا..
ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)(البقرة: 120)
أنت تريد أن ترضيهم بإنكار الكرامات، هم سيقولون لك: الشياطين ليسوا موجودين، إبليس ليس موجودا.. الجن ليس موجودا.
طيب... استمرت المعركة، وطالت، والروس يتكبدون الخسائر، ويدفعون الضرائب، ضرائب ما تصوروها، كنت مرة في ندوة حضرتها، قال ضياء الحق: اجتمعت مع السفير الروسي، فقلت للسفير: أنتم وصلتم القمر، وطفتم حول الأرض، والأقمار الصناعية هذه التي تطلقونها، في عالم الطب حققتم خوارق، لكن يبدو أنكم ما درستم التاريخ، قال له السفير الروسي: كيف ما درسنا التاريخ! قال: لو درستم التاريخ ما غلطتم أبدا ، فكيف غلطتم هذه الغلطة!، ما جاءت وقعتكم السوداء إلا مع التيس الجبلي! مع هؤلاء الذين لا يفهمون عربي ولا انجليزي، فعلا كل واحد منهم أسد... سبحان الـلـه!!
إذا يساور قـرنا لا يحـل له
أن يترك القرن إلا وهو مجدول
جياع!! ولكن المعركة مستمرة، قال سياف ذات مرة: يا شيخ عبد الـلـه أنا مرات أجلس أريد أن أنظم كيف نوصل الخبز إلى الجبهات كيف نؤمن الخبز فقط، قال: فأقف أمام معضلة مستحيلة الحل، فأترك التفكير، وأقول له: هو الجهاد لك، فدبر كما تشاء، فعلا أنا محتار، كيف إستمر الجهاد! وحيرتي أكثر كيف صبر القوم! كيف صبروا! آلام لا يمكن أن توصف ولا يحتملها بشر، واحد منهم قائد... يوجد قائد اسمه أغا وليد سيد جمال والطائرة تغير على بيته، تمسح بيته من الوجود، من أشهر قادة الشمال.
صبر الأفغان وتحمّلهم الشدائد ومحافظتهم على الدين والعرض:
أخ عربي حدثني، قال: كنا في خورد كابل في معركة، وضـربت عجوز قطعت يدها من شظيه، وبقيت يدها معلقة بجلدها، حملها المجاهدون، وهي تردد: (لا الـلـه إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)(الأنبياء: 87)
ثم رأت رجلين غريبين قالت: ممن هذان الرجلان قيل لها: هؤلاء من العرب، وكان المجاهدون قد أنسحبوا أمام الدبابات، وإذا بالمرأة تنسى جرحها ، وتخلع خمارها وترميه على القائد، وتقول له: إلبس خمارنا وارم عمامتك لأنك لست من الرجال، كيف تنسحب بأحفاد رسول الـلـه صلى الـلـه عليه وسلم من المعركة!
قال: كانت النساء كلهن في المسجد مع الأطفال- قرية صغيرة خمس وسبعين إمرأة وطفل- وأغارت الطائرات، وأحالت البشر إلى-بولبيف- [قطع صغيرة من اللحم]. لم يبق إنسان حي إلا طفلة تصرخ في داخل هذه القطع المتناثرة من اللحوم والجماجم، فحملوها وإذا بها قد جنت للمنظر، قال: اغرورقت عيناي- هذا عادل العربي من عتيبة- قال: اغرورقت عنياي، فجاء القائد كمستان، قال: ما بالك يا عادل قلت: لمثل هذا فلتبكي البواكي...!!
ولمثل هذا يذوب القلب من حزن
إن كان في القلب إسلام وإيمان
قال: كفكف دموعك، الطريق طويلة، والضرائب فادحة، ولن ينتصر هذا الدين بدون هذا، ونحن على الطريق .. غدا سأقتل مثل هؤلاء، يا عادل: إن هنالك شيئا أشد على نفوسنا من هذا، هذا نحتمله، إن اتهام جهادنا، واتهامنا أننا لسنا مسلمين، أو أننا مشركون، أو جهادنا ليس إسلاميا أشد على قلوبنا من رؤية هذه المناظر.
حقيقة، الناس كلهم في المعركة، الأثمان غالية جدا ، والأفغاني أعزّ مالديه عرضه، والمرأة الأفغانية بأصالتها عجيبة، ما رأيت امرأة في العالم الإسلامي أصالتها كأصالة المرأة الأفغانية، تتسلق الجبال، وتقطع الوهاد التلال، والرمال، وبيدها أولادها، وباليد الأخرى تمسك نقابها رغم العرق، وتجرع المرارة والغصص، حتى لا يسقط النقاب عن وجهها أثناء مسيرة العذاب والآلام.
امرأة عجوز تسمع ابنها يسب رسول الـلـه صلى الـلـه عليه وسلم، فغضبت، وذهبت للمجاهدين، وقالت: ابني منافق- هم لا يسمون عملاء الدولة عملاء، مصطلحات إسلامية سبحان الـلـه!! يسمون عملاء الدولة منافقين- قالوا لهم: أنتم ثوار قالوا: لا ؛ نحن مجاهدون، وفرضوا اسم كلمة مجاهدين على صحف العالم كله، كل صحف العالم تقريبا تكتب (المجاهدون)، إلا صحف الكويت رافضة الاعتراف أنهم مجاهدين لا زالت تكتب ثوار، شكرا لصحف الكويت التي لا زالت تصر على أنّهم ثوار، ترفض أن تكتب كلمة (جهاد) أو (مجاهدون)، وتحاول أن تشوه هذا الجهاد بكل ما أوتيت من قوة.
في معركة قندهار التى هي صفحة مشرقة في رابعة النهار، أسر فيها المجاهدون ألفين وستمائة، وقتلوا الجنرال الكبير الذي يقود الحملة، وأسقطوا اثنتين وعشرين طائرة، تكتب صحف الكويت: قتل الثوار زعيم المصالحة الوطنية، المهم... ربنا يغفر لهم ويتوب عليهم.
لاخيل عندك تهديها ولا مال
فليسعد النطق إن لم يسعد الحال
أناس جراحهم تنزوا دما، فنفوسهم تتفجر آلاما أشحة عليكم حتى بكلمة خير... كلمة الخير معدومة!!
مصطلحات إسلامية:
الأفغان فرضوا المصطلحات الإسلامية: غنائم، إمارة، جهاد، قيل لهم: أنتم لاجئون قالوا: نحن لسنا لاجئين نحن مهاجرون، والمهاجرون مصطلح إسلامي: (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الـلـه ورضوانا) (الحشر: 8)
ولذلك، والـلـه كتبت هذا دون قصد ودون أن أدري أو أنتبه: وفر حكمتيار ورباني من الدولة الى بيشاور، فغضب حكمتيار غضبا شديدا ، قال: كيف تكتب فر قلت: ماذا أكتب قال: يجب أن تكتب هاجر، نحن مهاجرون نحن لسنا فارين، كلمات يحاسبون على الألفاظ والمصطلحات الإسلامية.
فالمرأة قالت: ابني مع المنافقين، منافق في مكان كذا، إذهبوا وألقوا القبض عليه، ثم جاءوا به، قالوا لأمه: ماذا نصنع به قالت قيدوه، وأتوني بسكين حاد، جاءوا لها بسكين حاد تقدمت إليه: أتذكر يوم أن شتمت نبيي لقد آن أن أنتقم له، وذبحت ابنها بيدها.
قوم يعيش الدين عنده طبع وليس تطبعا ، السلوك الإسلامي سليقة وليس تصنعا ، القيم الإسلامية معدن وليست دهان ولا طلاء، فهم... سبحان الـلـه!! أميون، ولكن الحكمة تنطق على السنتهم.
الثبات رغم المتغيرات:
قال لي سياف ذات مرة تعال أريك، ماذا تريني قال: سأريك مئات الأطفال، كل واحد الآن ينتظر بصحنة بقايا طعام الناس التي تسكب على المزبلة، ويتسارعون يرجون الرجل الذي يسكب بقية مرقه على المزبلة أن يضعه في صحنه، ليعود الى أمه التي تنتظره.
سيد نور الـلـه عماد، مساعد الأستاذ رباني، من القادة الكبار في الجمعية الاسلامية ،تقريبا من أكبر الأحزاب المجاهدة على الإطلاق تقريبا، هي والحزب الإسلامي تقريبا متوازيان .. يقول سيد نور الـلـه عماد: ذهبت لزيارة أهل هرات وفراه على الحدود الإيرانية في الغرب، قال: أنا ما صدقت أن العشب لونه يظهر على بشرة البشر إلا هناك، عندما رأيت وجوههم خضراء بلون العشب الذي يأكلونه، شفاههم كشفاه الغنم لكثرة ما أكلوا من العشب، قلت لهم: لماذا تسكنون في هذا المكان، وهناك العين بعيدة عنكم ألا ترحلون وتستقرون حول الماء بدل أن تكلفوا أنفسكم هذا العناء في نقل الماء قالوا: صحيح، ولكن ليس حول العين عشب كالعشب الذي نأكله.
محاولات روسية يائسة:
نعم، غورباتشوف في أول هذا الصيف جمع الجنرلات الروس، قال لهم: أريد أن أنسحب من أفغانستان إذا قبلوا على شروط، قال الجنرالات الروس: إن أخرجتنا من أفغانستان بهذه الطريقة المهينة الذليلة لن نعود بيدك تلك العصا السحرية التي تهزها في وجه حلف الأطلسي، وفي وجه الغرب، اتركنا حتى ننهي الجهاد الأفغاني، قال: كم تريدون فرصة قالوا: خمسة أشهر، من شهر مايو إلى شهر أكتوبر، نغلق لك الحدود، نخنق الجهاد الأفغاني، قال: لكم ذلك، أطلق أيديهم، سلطة ومالا وعدة، هجموا.. هجموا دفعة واحدة على قندهار، ننجرهار، بكتيا بأعداد وبثقل لا نظير له، كنت أحد شهود معركة بكتيا، ابتدأت المعركة في ست وعشرين من رمضان، صدقوا يا إخوة، أهوالها تذكر بأهوال يوم القيامة، ثلاث فرق كل فرقة ثلاثة ألوية، كل لواء ثلاث كتائب، تقدمت فرقة غزني، فرقة جرديز، فرقة كابل، هذا من الشيوعيين الأفغان، خمس كتائب روسية، بالإضافة إليها كتيبة خاصة إسمها (سبت ناز) تباهي بها روسيا الساز البريطاني والمارينز الأمريكي.
كان من خطتهم ابتداء : أن يحتلوا قاعدة فيها العرب، فيها أربعة وعشرون شابا عربيا، اسمها مأسدة الأنصار، نحن سميناها مأسدة الأنصار، ونحن نردد وراء حسان رضي الـلـه عنه:
مـن سره ضربـا يمعمع بعضـه *** بعضـا كمعمعـة الإبـاء المحـرق
فليأت مأسدة تسـن سيـوفها *** بين المـزد وبيـن جرح الخنـدق
فهي مأسدة (أي محل الأسود)، ونحن أنصار لهذا الشعب المجاهد، فهي مأسدة الأنصار.
أربعة وعشرون شابا، تقدم الكوماندوز الروسي، من عادة روسيا عندما تهجم على أي منطقة، أولا: تضرب بالطائرات، ثانيا: تضرب بصواريخ أرض أرض، راجمات الصواريخ، ثالثا تتقدم الدبابات، أولا: يتقدم المشاة أمام الدبابات يحلون الألغام، يفكون الألغام، ثم تتقدم الدبابات، تتقدم الدبابات التي تحمل الأفغان، حتى يراق الدم الأفغاني الذي لا قيمة له، أمام الدم الأزرق النبيل الشريف، دم الأشراف الروس، في هذه المعركة تغيرت الخطة، أول ما تقدم الكماندوز الروسي لينهوا المأسدة، ثم بعد ذلك يخترقون صفوف المجاهدين، ويصلون إلى الحدود ويغلقوها.
الـلـه عز وجلّ قدر في ذلك الوقت أن الشيخ سياف موجود في أرض المعركة، فكان الشيخ سياف يقود المعركة، وعندما اشتدت الأحداث، أرسلت رسالة لحكمتيار ولرباني، قلت لهم: لابد أن تحضروا إلى أرض المعركة فجاء رباني وحكمتيار، ورجع الشيخ رباني كان عنده أشغال، وبقي حكمتيار إلى نهاية المعركة، تقدم الكماندوز الروسي، الكماندوز الروسي هذا يحمل على كتفه الواحد منهم ; يحمل حقيبة اسمها حقيبة الإقامة الدائمة ستون كيلو غراما، فيها كل شيء، يحملها كأنه يحمل كأس ماء في يده (جسم البغال.. وأحلام العصافير) والواحد منهم يتسلق الجبال ولا شيء، فتقدموا مستهترين واضعين أسلحتهم على أكتافهم، وإذا بسبعة من الشباب يواجهونهم، سبعة صغار، عمر الواحد منهم عشرون سنة واثنان وعشرون سنة، ما تخرجوا من أي كلية، أي كلية عسكرية، أي أكاديمية، كان يتدرب الواحد منهم أسبوعين كيف يفك السلاح، وكيف يركبه، وكيف يطلق النار، واجهوهم، قتلوا بعضهم، هرب الباقي، رجع الكماندوز مرة أخرى، وتقدموا للمأسدة، في هذه المرة الشباب العرب عملوا كوماندوز على الكوماندوز، صاعقة على الصاعقة، التفوا وراء الروس، ونزلوا بهم، كان بينهم في المعركة ثلاثة أمتار... ثلاث أمتار هكذا، والطلقة للباديء، كل واحد مختبيء وراء شجرة، أي واحد يطل برأسه يقتل، واحد سعودي من المنطقة الشرقية حامل ستكة (دكتريوف) ستكة يعني يطلق مائة طلقة، خزان يسع مائة طلقة، ضغط... وكان الأمر ألا يضرب، لكن عندما فوجيء أمامه- دون أن يدري- ضغط على الدكتريوف، وأخرج الدكتريوف ستا وتسعين طلقة دفعة واحدة، هذا أتوماتيك، وإذا بستة من الكماندوز الروسي يسقطون، نحن عجبنا كيف يتم هذا لأن الكماندوز الروسي يحمل كل واحد منهم درعا على صدره لا يخترق بالرصاص، كيف قتلوا بضغطة عشوائية دفعة واحدة!! هذا تفسير: { فلم تقتلوهم ولكن الـلـه قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الـلـه رمى} (الأنفال: 17)
هرب الروس وتركوا وراءهم قتلاهم، هجم الشباب العرب وصاروا يجمّعون الغنائم، الغنائم هي كلاكوف (كلاكوف سلاح الضباط الروس)، والذي يحمل كلاكوفا كأنه ليس ماشيا على الأرض!! نعم كلاكوف، وهذا الكلاكوف غنيمة.
الروس ما يئسوا، تقدموا مرة ثالثة قوبلوا، مرة رابعة قوبلوا، المرة الخامسة قدموا واحدا من كبار المليشيا أمام المليشيا الأفغان، تصدى له واحد من اليمن وزنه حوالي خمسين كيلوغراما... طلقتين... ثلاثة في صدره، أسقطه، هرب الروس، عندما هزموا خمس مرات كسرت شوكتهم، والشباب أرجو الـلـه أن يحفظهم .. أرجو الـلـه أن يبارك فيهم {إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالـلـه الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا} (الأحزاب: 10-11)
يعني شباب الواحد منهم عمره عشرون سنة، وتسعة عشر عاما، ولكن الإنسان يصغر أمامهم، عمالقة، والـلـه الجبال تهتز وتميد تحت أقدامنا.
قصص ووقائع لا تنسى:
حقا كان أثقل شيء على النفس أن يخرج الإنسان لقضاء حاجته، كنت أنا والشيخ سياف والشيخ تميم في النفق، كان الشيخ سياف يدير المعركة، كان أثقل شيء علينا أن يخرج أحدنا لقضاء الحاجة، ليس لأنه يموت أو يستشهد، بل لأنه سيلقى شهادته في قضاء الحاجة، يعني: الواحد يستحي أن يذكر على نفسه هذا، فكنا ندعو الـلـه أن لا نلقاه على هذا الحال، ومائة مرة الواحد يخرج لقضاء الحاجة إلا وهو يظن أنه لن يعود مرة أخرى. يحدث الواحد جاره: كيف حالك لا يستطيع جاره أن يرد عليه لأن القذيفة تفصل الكلام، ست وعشرون راجمة صواريخ... هكذا بضغطة واحدة ينطلق واحد وأربعون صاروخا من راجمة صواريخ، تصور عندما تطلق ست وعشرون راجمة، وكل راجمة تطلق دفعة واحدة، واحدا وأربعين صاروخ.
أطلقوا علينا أكثر من خمسة وسبعين ألف صاروخ أرض أرض، الدنيا كلها حمم تلقى من السماء، براكين تتفجر من الأرض، فاستمرت المعركة بهذا الشكل.
موقف هزني كثيرا ، أسامة بن محمد بن لادن - أرجو الـلـه أن يبارك في هذا الشاب وأن يحفظه - ضغطه منخفض، مريض، لا يأكل، يحمل في جيبه هذا ملحا، وفي جيبه الثاني يحمل تنكة ماء (مطرة ميه)، يذوب الملح ويشرب ليرفع ضغطه، حتى يستطيع أن يظل واقفا.
الشيخ تميم وزنه مائة وثلاثين كيلو غرام، مائه وثلاثين كيلو غرام!! قاعد تحت الشجرة يقرأ القرآن، في الثلاثين من رمضان، القذائف تتناثر حوله، من هنا الشظية، ومن هنا الرصاصة، من أمام أنفه، من جانب أذنه، الشجرة تتحطم وتنزل عليه، يا شيخ تميم: إتق الـلـه واختبيء!! أريد الشهادة في الثلاثين من رمضان، آخر يوم من رمضان أريد الشهادة فيه، قرأ الجزء الأول، الجزء الثاني، الجزء الثالث من القرآن، القذائف... قذائف الطائرات تنزل، والناس يصرخون: يا شيخ تميم اتق الـلـه اختبيء!!، أريد الشهادة في الثلاثين من رمضان، قرأ سبعة أجزاء، أربع ساعات وهو يقرأ على هذه الحالة، ساق الشجرة تقشرت كلها، الشجرة تتقشر، أغصانها نزلت، ولم يصب بأذى، وهو يبحث عن الشهادة ولكن: (وما كان لنفس أن تموت إلا باذن الـلـه كتابا مؤجلا) (آل عمران: 145)
أحد الإخوة خاف على الشباب،قال: ننسحب قليلا إلى الوراء حتى لا تبيدنا الطائرات، ارجع يا شيخ تميم!! وإذا بالشيخ تميم يصيح ويبكي ويشد بشعره، ظن الإخوة أنه جنّ، لن أنسحب وأترك المأسدة، فذكروه بالـلـه، وبأمر الأمير فانسحب، ليلة عيد الفطر.
الإخوة - ما اظن واحد منهم نام أو استراح - يبكون، كيف نترك مواقعنا! أربع وعشرون شابا يمكن أن يبادوا... بالقذائف، بالطائرات، بالهاون، يبكون، ظلوا يضغطون علينا طيلة الليل، حتى سمحنا لهم أن يرجعوا في الصباح إلى المأسدة، والـلـه حفظهم، وحفظ بهم هذا المكان.
وسياف - جزاه الـلـه خيرا - في هذه الواقعة يعني وقف موقف الرجال، وثبت ثبات الجبال، قال: يا شيخ عبد الـلـه هذه الدبابات التى أمامنا والأساطيل البرية والجوية، نحن نقابلها بأسطول، وأسطولنا أربع سيارات (بيك آب تويوتا)، وإذا أرسلنا سيارة للخبز لا نجد سيارة لنقل الجرحى، وإذا أرسلنا سيارة فيها قذائف لا نجد سيارة لنقل الماء، طبعا ، والناس يتبادر لذهنهم تلك السيارات التي تتحطم فى التفحيطات، أو على أثر المباريات، فالمهم استمرت المعركة إلى السابع عشر من شوال، إنهزم الروس، وجاءت الأقمار الصناعية الأمريكية بالأرقام، أرسلت للسفير الأمريكي فى إسلام آباد، وأعلن للصحفيين عن تدمير مائه واثنين وعشرين دبابة وآلية للروس، وإسقاط تسع طائرات، وقتل ألف وخمسمائة، وأما الجرحى فخذ عنهم صورة، أنه وصل مستشفى كابل (علي آباد) في يوم واحد من المعركة مائة وسبعون جريحا مقابل خمسة وخمسين شهيدا، تقريبا ثلاثة عشر منهم من العرب، هؤلاء العرب سبعة منهم دماؤهم كالمسك، تنفح مسكا ، نور الحق المغربي، أبو خالد الجزائري، سبع الليل اليمني، حتى الآن يخرج من قبر أحمد الخزامي من المنطقة الشرقية النور، قبر بشير المصري يخرج منه النور حتى الآن.
فقدنا عبد الـلـه المصري فى الأول من شوال - استشهد فى الأول من شوال - وفقدنا جثته أثناء المعركة التى احتدمت بين الكوماندوز وبين الإخوة، وجدنا جثته فى الثاني من ذي القعدة، لا زال دمه لزجا ، ولازال يتثنى كالنائم، لم يتغير منه شيء إلا كما قال جابر: ؛فوجدته كيوم دفنته إلا هنية في طرف أنفه وأطراف فمه قد تغيرت، بينما الشيوعيون تنتفخ جثثهم خلال ساعات، وفى اليوم التالى يسيل الصديد والقيح من أنوفهم وأفواههم، وبعد يومين ينتفخون كثيرا وينفجرون، والدود يخرج من كل مكان ؛ شهر كامل، شهر ويوم كما هو، ويتثنى كالنائم.
أبو حفص الأردني ؛ عندما سقط هجم عليه شاكر الزنداني وأبو معاذ اليمني، شاكر أخو الشيخ عبد المجيد هجم عليه، قال: عندما هجمت عليه وجدت ترابا أبيضا على وجهه كالبودرة، فجئت أمسحه واذا بوجهه قد استنار كالبدر، ليس على وجهه أي تراب أبيض، لا زال الأفغان يشهدون على أن النور يخرج من المكان الذي استشهد فيه أبو حفص.
قبل شهر استشهد هشام بن الدكتور عبد الوهاب الديلمي أستاذ في جامعة صنعاء، وزكريا أبو هنود (فلسطيني)، دفناهما في مكان في المأسدة اسمه اليرموك، قبل أربعة عشر يوما تقريبا يشهد أربعة من الإخوة العرب ؛ أننا أثناء الحراسة وجدنا النور يخرج من قبورهم إلى السماء، ثم يعود اليها ..شباب!! طبعا هناك بعض الناس يناقشون فى هذه القضايا، لا نقف عندهم، أقل من أن نرد عليهم، والـلـه يعني لا نقف، أنا لا ألومهم لأنهم بعيدون عن هذه القضايا، إن أي شاب عربي حضر عندنا - هذا يهز رأسه لأنه كان عندنا - وكثيرا من الإخوة الحاضرين هنا، وممن كان عندنا هذه القضايا أصبحت مسلمات لايشك فيها ولا يجادل فيها.
المهم... في قندهار - خلصنا معركة بكتيا - ألقت الطائرات قنابل الغاز السام، ظن الروس أن المجاهدين قد تخدروا أو ماتوا، فتقدم جنودهم ظانين أنهم سيأخذونهم أسرى أو يجدونهم ميتين، الـلـه عز وجل نزل المطر مباشرة بعد نزول الغاز، ولا يزيل أثر الغاز السام الا المطر، والمطر نزل في الصيف، في صحراء قندهار فغسل الآثار، عندما تقدم الشيوعيون ؛ نهض إليهم المجاهدون ووثبوا عليهم وأخذوا دفعة واحدة ألفين وستمائه أسرى، وأخذوا ألبستهم ولبسوها، وحلقوا لحاهم، وتقدموا للروس المتأخرين، وظن الروس أن جنودهم قد طهروا مواقع المجاهدين وعادوا، فدخل المجاهدون بردا وسلاما، وقتلوا قسما من الروس وهزم الباقون، استمرت المعركة في قندهار خمسين يوما، سقط فيها اثنتان وعشرون طائرة، وأما الدبابات وعدد القتلى لا أملك حصرهم الآن.
ننجرهار ؛ احتلوا قواعد المجاهدين، وتراجع المجاهدون، ثم بنى الروس ثماني قواعد جديدة، وكر عليهم المجاهدون، وافتتحوا القديمة والجديدة، وغنموا ما فيهما.
بعد هذه المعارك التي على الحدود كسرت شوكة الروس، وبدأت الضغوطات السياسية مرة أخرى، وعرف الجنرلات أنهم لن يستطيعوا إغلاق الحدود، وأنهم يواجهون قوة لا يستطيعون حيالها نزالا، وأنهم يواجهون بشرا لكنهم ليسوا كالبشر، يعني والـلـه حتى أن بعضهم كان يظن أن الأفغان لا يموتون، نعم... حدثني أرسلان قال: ضربوا مرة موقعا من مواقعنا بالطائرات، وبعد أن ضربوه وسحقوه اتصلوا بالمركز القريب الشيوعي، قالوا: تقدموا واستلموا مركز المجاهدين، قالوا لهم: ماذا قالوا: لقد دفناهم في التراب، ماتوا كلهم، قالوا: لا... هؤلاء الأفغان لا يموتون، شياطين نزلوا تحت الأرض، قالوا لهم: تقدموا نحن أزلنا قواعدهم، قالوا: سترون، تقدمت الدبابات، يقول أرسلان: فقمنا لهم وضربنا بعض الدبابات وأحرقناها، وهرب الباقون، رجعت الدبابات وقالت للطائرات: ما قلنا لكم الأفغان شياطين يختبأون تحت الأرض، لا تصيبونهم.!
غوربتشوف ؛ ركز على الضغوط السياسية في الفترة الأخيرة، وكان يريد طرفا ثالثا، يا جماعه ابحثوا لنا عن طرف ثالث، رفض المجاهدون، حركوا الشيوعيين في داخل باكستان وحزب الشعب - حزب بوتو، بنت بوتو، جاءوا بها هذه، بنظير، يعني: لا نظير لها، لا في الفجور ولا في الفسق، بنظير يعني: لا نظير - وهذه بنت ضائعة ضياعا عجيبا، صاحبها يهودي في لندن، وتعطي محاضرات في الجنس، في معهد للجنس في لندن.
المهم... المصيبة ليست هنا ؛ هي بنت ضائعة، لكن المصيبة تجد العلماء في باكستان معها، تجد أحزابا إسلامية - إسمها إسلامية نعم - لا يقف ضد بنظير داخل باكستان علنا إلا الجماعة الإسلامية ؛ جماعة الأستاذ المودودي رحمه الـلـه، والبقية كثير منهم واقفون معها، رئيس جمعية علماء إسلام، رئيس جمعية علماء باكستان، نعم... نعم، وتجد الغرب يحركونها ويلوحون لضياء الحق، يا ضياء الحق إما أن تحلها سياسيا أو نرجع هذه البنت وتهزمك مرة ثانية بدلا من أبيها، مائة صحفي يطوفون العالم، ويأتون إلى باكستان، وما في حائط ولا باب إلا عليه صورة بنظير. مئات... آلاف السيارات تخرج لاستقبالها - هذه البنت الضائعة - يخرج الشعب الباكستاني يصفق وراءها، لا حول ولا قوة إلا بالـلـه.
وللأسف والـلـه، أن كثيرا - نتكلم بهذا به بمرارة - أن كثيرا من الشعب الباكستاني لا يدري عن القضية الأفغانية، لا يدري.
والـلـه مرة... كنت جالسا أنا وسياف، وواحد من هذه البلد، وإذا بشيخ من المشايخ من رجالات الحديث، فجاء وسلم علينا وجلس معنا، فسأل سياف قال:ما اسمك -لا يعرف سيافا، وهو يعيش في بيشاور، وهذا الرجل تاجر بجانب بيشاور - باراجينار، قال لسياف: ما اسمك فسياف قال: اسمي سياف -لو انتهى الأمر إلى هذا الحد بسيطة - قال ما شغلك فالأخ الذي من البلد قال: قل له أنا سواق تكسي، أشتغل سواق لسياف، يعني كأنهم في واد والقضيه الأفغانية في واد آخر.
كثير منهم... نعم بعض الشباب الذين خرجوا من باكستان أقل بكثير من الشباب العرب الذين وفدوا إلى أفغانستان، مائه مليون ما نفر منهم مائة، من كل مليون ما نفر واحد، قلت: لماذا تعيشون القفزة القادمة على رؤوسكم!! الشيوعية قادمة، في بلوشستان الحزب الشيوعي وهو منظمة الشيوعية الطلابية (B.S.O) يعني المنظمة البلوشية الطلابية، في ذكريات دخول روسيا أو الإنقلاب الشيوعي لتراقي، ينزلون علم الباكستان عن مؤسسات الدولة، ويرفعون أعلامهم الحمراء الروسية، أيام يحتفلون بذكريات دخول روسيا إلى أفغانستان.
وتكتب الصحف ؛ يا باكستان إفتحي الطريق أمام الروس حتى يصلوا إلى المياه الدافئة، هذه منطقة بلوشستان، وهي المنطقة الوحيدة التى تفصل بين قندهار والخليج، يومان، والدبابات تكون في الخليج... الدبابات الروسية، يومان تكون في الخليج يومان فقط!!، فإذا لم ننتبه القفزة الأخرى على رؤوسنا، لا يوجد شيء، منطقة بلوشستان مفتوحة، باقي سد أخير أمام روسيا وهو السد الأفغاني الذي بنى بالجماجم والدماء.
انتبهوا ولذلك... دافعوا عن أعراضكم أنتم، إذا دافعتم عن أفغانستان لا تدافعون عن أفغانستان، دافعوا عن أنفسكم، دافعوا عن بلادكم، دافعوا عن أعراضكم حتي لا تفتحوا عيونكم واذا بالجنود الحمر يجثمون على صدوركم، انتبهوا... القضية خطيرة جدا .
الروس عندما دخلوا كان معظم أتباع ببرك كارمل في السجن (برشم)، وببرك كارمل جاء من أجل أن يحكم ؛ فلابد من إخراج جماعة (برشم)، قالوا : إخرجوا المساجين إلا بعض الخطيرين حتى يعلم الناس أننا جئنا نحرر هذا الشعب من الأسر ومن السجون ونطلق له حريته.
طافت لجنة على السجون وسجلت الأسماء، كان الشيخ سياف -منذ تموز حتى الآن - كلما جاءت لجنة الى السجون يدخل الحمام ويبقى في الحمام حتى تذهب اللجنة ؛ لأن المكان الوحيد الذي لا يمكن أن يدخلوه هو الحمام ؛ فعندما جاءت هذه اللجنة دخل الحمام، عندما ذهبت خرج قال لمدير السجن : - مدير السجن كان من تلاميذه - ماذا... قال : اللجنة أخذت أسماء المساجين، قال : أعطيتهم إسمي قال : لا... قال : أعطهم إما أن يقتلوني وإما يطلقوا سراحي حتى أرتاح، فلحقهم مدير السجن - لحق اللجنة - وجد اللجنة قد غادرت أخذوا الأسماء وعرضوها على اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وضعوا علامات حمراء على الخطيرين على 80 واحد، وقالوا : البقية أخرجوهم ولو كان اسم الشيخ سياف مكتوب بقي، فهم ما قالوا : فلان وفلان يخرج، قالوا : فلان وفلان يبقى (80 واحد) وكان حوالي أربعة آلاف فنقلوا وجم عوا جميعا في (بل تشرخي)، وكان مدير الأمن العام واقفا أمام السجن، والطائرات طبعا تصور، طائرات الهيلوكوبتر بالتلفيزيون، وهذا مدير الأمن العام مشغول ينظر على الطائرات حتى تخرج صورته جيدة طيبة.
فالمهم... لما أرادوا أن ينقلوهم من سجن دهمزنك الى بل تشرخي قالوا : أنت محكوم عليك بالإعدام يا شيخ، نرسلك، قال : طيب يا الـلـه إذهب الـلـه يعينك.
وصل بل تشرخي، الآن لابد أن يخرج من... طبعا ؛ أعلنت أسماء الباقي فلان، فلان... ليس معهم الشيخ سياف، الشيخ سياف كانت لحيته الى سرته تقريبا، معروف عند كل العالم، ومدير الأمن العام، ببرك كارمل حفيظ الـلـه أمين يعرفونه من كثرة المناقشات والخصومات في داخل الجامعة وغيرها، سيعرفه إذا مر من أمامهم فلف لحيته بالبتو، وهذا مدير الأمن العام مشغول بالتصوير، ومعه الناس، معه أربعة آلاف خرجوا، كان حوالي مائة ألف مسجونيين، وجاءت مئات الألوف من أهاليهم تستقبل خروجهم وتظنهم أحياء فوجدوا أنهم قد قتلوا جميعا، لم يبق من المائة ألف إلا أربعة آلاف.
بعد ما وصل (الشيخ سياف) قريته (اشاو خيل) في بغمان، وكانت الثلوج مغطية كابل ومغطية بغمان، مغطية المنطقة كلها. أهل قريته عندما رأوه كأن صاعقة نزلت عليهم من السماء، هذا المصيبة مازال حيا، الروس سيحرثون هذه البلدة، وطبعا هم لم يمهلوه ذهبوا الى الدولة قالوا لهم : الشيخ سياف لا زال حيا تفضلوا، وصل سياف لا زال حيا! نعم... تحركت اثنتا عشرة دبابة على بيته، كان الشيخ قد غادر بيته، الطريق الى بيته ترابية وضيقة، الـلـه عز وجل أوقف الدبابة الأولى خربها، حاولوا تشغيلها قريبا من البيت، كانوا يريدون أن يحرثوا البيت على من فيه، فما استطاعوا أن يشغلوها وهم يحاولون تشغيلها... والأصوات، خرج إخوانه على ظهر البيت وجدوا الدبابات متجهة الى بيتهم هربوا، لم تبق إلا أمه.
دخل الجنود... أين سياف في التخت في السرير، تحت السرير الى آخره يفتحون هنا، قالت لهم : سياف ليس موجودا، أوقفوها على الثلج مدة ساعتين حتى فتشوا الدار ثم ذهبوا.
الآن من الذي يستطيع أن يؤوي سياف لا يستطيع أحد، أعمامه ينظرون اليه كأفعى يريد أن يلدغهم ولا أحد يستطيع أن يدخله بيته.
والروس دخلوا بالطائرات والدبابات والناس مذهولون، كان واحد من أقاربه سائق سيارة اسمه (دوست محمد) أو (دوست أحمد) مسؤول الآن عن الحركة عنده (دوست أحمد) هذا مسؤول عن الحركة والأمنيات، الآن موجود في بابي، رجل عنده شهامة قال له : تعال وضعه في السيارة ومن كابل الى بيشاور، وصل بيشاور بمجرد أن وصل بيشاور كان موجود ستة أحزاب وما استطاعوا أن يصلوا الى أي أتفاق، بمجرد ما وصل الشيخ سياف ذهبوا اليه قالوا : تعال ربنا جاء بك لعلنا نلتقي عليك، قال لهم: اتركوني أنا مريض الآن اذا أردتم أن تشغلوني شيئا فأعطوني جبهة كابل حتى أكون مسؤولا عن جبهة كابل، قالوا: لا.
الشيخ سياف رئيسا للاتحاد:
أخذوه على الاتحاد، أعلنوا الاتحاد الإسلامي لتحرير أفغانستان، صار الاتحاد، هذا 1980، كان السادات لا زال على قيد الحياة ، السفارة في إسلام آباد كانت تحاول أن تحتوي الجهاد وتسلمه لأمريكا - شيك سياحي - فالسادات قال : ادعوا لي قادة الجهاد، فأرسلوا رسائل، فسياف وحكمتيار قالوا للسفير المصري : لماذا يدعونا السادات فقال :يريد أن يساعدكم لأنكم مسلمون ويسلحكم، تعرفون عندنا سلاح روسي وموجود في المخازن، قالوا : عجبا للسادات يضرب المسلمين في بلده ويريد أن يساعد الإسلام في خارج بلده! إذا عامل المسلمين في داخل بلده معاملة طيبة نحن نأتي إن شاء الـلـه.
المهم... ذهبوا، ذهب أربعة من القادة وقال لهم السادات باختصار : الأمريكان لن يقبلوا أن يقود الجهاد أناس متعصبون فأزيحوا عن القيادة هؤلاء المتعصبين وخذوا ما شئتم من المساعدات، سلاح موجود، مالا نعطيكم فقط أتركونا من هؤلاء المتعصبين المتطرفين، قالوا له : من تعني بالمتطرفين قال : سياف وحكمتيار، ؛ هؤلاء لا نريدهم أبدا، قالوا : طيب رجعوا وأعلنوا حل الاتحاد من إسلام آباد وحل الاتحاد وتفرق الناس، بعدها بسنة صارت محاولات من بعض المسلمين في الدول العربية يعني : شخصيات إسلامية من السعودية من الكويت من الإمارات، من الأردن ومن مصر، التقوا وحاولوا، حتى خرجوا بهذه الصيغة، مجموعة العلماء في أفغانستان، حوالي 300 عالم، قالوا : أي قائد منكم في بيشاور يرفض الانضمام لهذا الاتحاد سنعلن أنه خارج وأنه لا يجوز طاعته وأنه ..؛ المهم... عملوا الاتحاد الاسلامي لمجاهدي أفغانستان هذا سنة 1982، وصاروا يختاروا كل شهر رئيسا للإتحاد، ودخلت الأحزاب السبعة كلها فيه، ولكن بعضهم يعني خرج بعد أيام بعد أن بايعوا في مسجد من مساجد بيشاور، بعضهم حلف على المصحف وبعضهم ..؛ المهم .. أعلن ثلاثة منهم الانسحاب من الاتحاد فانسحبوا ودخلوا في إتحاد جديد، المهم بقي الاتحاد ثلاثة سنوات حتى سنة 1985، وحل الاتحاد.
خاتمة:
الحقيقة... أنا لما رأيت واقع الجهاد الأفغاني ما صدقت والـلـه .. شعب مسلم منتصر... ومنتصر على أعظم دولة في الدنيا فطفت في الدنيا أبشر الناس أن هناك قضية وقضية جهاد حية ورابحة، وانتبهوا يا مسلمون، تعالوا ووجدت أن الناس كل اقليم فيه إسلام، الإسلام تحول الى إسلام إقليمي، وأبناء الإقليم الواحد لا يتعدون بتفكيرهم للإسلام رأس الجبل الذي ينتهي فيه الإقليم أو الوادي أو آخر الوادي الذي يحد هذا الإقليم ؛ فالأردني مشغول بمشاكل الأردن، والسوري مشغول بمشاكل سوريا، والكويتي يريد أن يقيم الإسلام في داخل مدينة الكويت، دولة الإسلام العالمية ، كل إسلام عبارة عن تفكير إقليمي مدهون من الخارج بدهان اسمه دهان الإسلام.

الغرضون
06-09-2003, 05:23 PM
وكان الإتحاد في البداية مكونا من الجمعية الإسلامية (رباني) والحزب الإسلامي (يونس خالص) وجبهة الإنقلاب الإسلامي (محمد نبي محمدي) وجبهة نجاة ملي (صبغة الله مجددي) أما جيلاني فلم يدخل بعد أن وقع دستور الإتحاد ومن المعلوم أن جيلاني ومجددي ليس لهما أية قوة تذكر ثم دخل حكمتيار بثقله العسكري وحزبه يشكل قوة ضخمة بالإضافة لانضباطه والتفافه حول قائده -حكمتيار- وهو إلى جانب كبير من الإلتزام الإسلامي والوضوح العقيدي ورؤية الهدف الذي لا لبس فيه ولا غموض (القتال لتكون كلمة الله هي العليا) وبمجرد دخول حكمتيار الإتحاد ذهب مجددي إلى أمريكا ومن أمريكا اتصل مجددي هاتفيا وأعلن انسحابه من الإتحاد.
وسافر محمد نبي إلى دول أوروبية منها ألمانيا ثم أعلن انسحابه لأن ألمانيا هي مستقر وزراء ظاهر شاه انسحب الثلاثة بعد أن أقسموا على المصحف في مسجد الأشرفية في بيشاور أن يحافظوا على الإتحاد.
تجمع الثلاثة (نبي وجيلاني ومجددي) وكونوا إتحادا آخر بنفس الإسم (الإتحاد الإسلامي لمجاهدي أفغانستان) ولكن والحمد لله خرج عن كل واحد منهم قوة كبيرة والتزمت بالإتحاد الحقيقي.
انسحب محمد مير (عالم كبير) من جبهة مجددي وانضم إلى الإتحاد وانسحب نصر الله منصور ورفيع الله مؤذن (وهما من علماء أفغانستان المعروفين) وانضما إلى الإتحاد الحقيقي فأصبح يضم أحزابا سبعة.
1- الشيخ سياف مع حزبه (الإتحاد الإسلامي لتحرير أفغانستان).
2- حكمتيار (الحزب الإسلامي).
3- برهان الدين رباني (الجمعية الإسلامية).
4- يونس خالص (الحزب الإسلامي).
5- نصر الله منصور (جبهة الإنقلاب الإسلامي).
6-رفيع الله مؤذن (جبهة الإنقلاب الإسلامي).
7-محمد مير (جبهة نجاة ملي) أي -الخلاص الوطني- انفصل عن مجددي.
حاولت الدول الغربية أولا أن تضعف الإتحاد بإنشاء إتحاد آخر بأعمدته الثلاثة (مجددي وجيلاتي ومحمد نبي) ولكن هذا الإتحاد كشف واحترق لدى الشعوب الإسلامية العربية التي تتعاطف مع الجهاد الأفغاني ببعض الأموال.
دستور الاتحاد
المادة الأولى:
الاسم: الإتحاد الإسلامي لمجاهدي أفغانستان.
المادة الثانية:
الهدف: هو إعلاء كلمة الله وتحرير أفغانستان من سيطرة الكفر والشيوعية وقيام الحكم الإسلامي في أفغانستان ومنع الفتنة والفساد ومنع النشاطات الغير إسلامية.
المادة الثالثة:
أساس هذا الحكم ينطلق من معنى الآية الكريمة:
(إن الحكم إلا لله) (يوسف: 40)
أي أن لله الحاكمية المطلقة في جميع الأمور.
والآن: الجهاد ماض والإنتصارات متوالية وروسيا تتمنى أن تخرج من ورطتها التي قد تكون مسمارا كبيرا في نعش الإمبراطورية الروسية كما يقول (شاليزي) منتج الأفلام في مدينة بيشاور: إن أفغانستان ستكون الخطوة الأولى في سقوط الإمبراطورية الروسية وليس هذا ببعيد إذ كانت أفغانستان سببا في بداية الأفول في الخط البياني للإمبراطورية البريطانية ومن أعماق القرون الضاربة القدم كانت أفغانستان هي الصخرة التي تحطمت عليها كبرياء الإسكندر المكدوني !!
لقد وصل الروس إلى حد من الإرتباك والإضطراب مما لا تملك معه أعصابها وتبدوا تصرفاتها إزاء الجهاد والمجاهدين مضحكة مبكية.
يقول (سافيك شوستز) الصحفي الكندي المشهور: بالنسبة للتكنولوجيا فالسوفيات لديهم كل شيء ولكن مستواهم في تنظيم الحرب صفر(1).
حدثني أبو عبيدة قال: دخلنا على الشيوعيين في أورغن (ORGON) واحتللنا ثلاث معسكرات بدبابة واحدة (من الغنائم) بينما كان عند الشيوعيين مائة وعشرون مدفعا مضادا (P7) وستون مدفعا مضادا للدبابات كنا نأخذ الشيوعي من داخل الخندق نجده يبكي وبندقيته ملقاة بجانبه مليئة بالرصاص.
إن التكالب الآن على أشده بين الذئاب التي تتربص بأفغانستان بعد انسحاب الروس وبعض المساكين داخلون في المصيدة العالمية وأصبحوا أو كادوا يصبحون دمى في اللعبة الدولية وإذا قدر الله لأرائهم أن تنتصر فإنهم سيضيعون ويضيعون بلدهم وثمرة جهادهم إنهم العتبة الأولى التي سيطؤها الأمريكان للوصول إلى أهدافهم.
نحن بشر والله هو الذي يعلم السر وأخفى بيده القدر يجريه كيف يشاء نحن كبشر نأمل بالله أملا عظيما ثم نأمل بانتصار الجهاد الصادق وندعو الله أن ينتصر دينه ويعلي شريعته ويعز جنده.
لقد قرب حسم المعركة -والله أعلم- والذئاب تتربص لتتناوش الأسلاب وكم من عين ترصد هذه التضحيات التي دنا جناها فنرجو الله أن يجعل الثمار لغارسي الأشجار ويحرمها اللصوص والأشرار.
إن الجهاد بحاجة ماسة للمساعدة بالمال من كل المسلمين في الأرض وعلى المسلمين أن يستيقظوا قبل فوات الأوان.
(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) (العنكبوت: 69)
ونحن الآن في سنة (1984م):
1- عدد المجاهدين (350-400) ألف مسلحا .
2- عدد الروس حوالي (250) ألف.
3-عدد السجناء من المدنيين والمجاهدين حوالي مائة ألف في أفغانستان منهم ستون ألفا في سجن (بولي رخي) في كابل.
4-عدد المهاجرين يزداد يوما بعد يوم بسبب اتباع روسيا (سياسة الأرض المحروقة) فقد وصل عدد المهاجرين في باكستان ثلاثة ملايين وفي إيران أكثر من مليون مهاجر حالتهم بائسة أليمة وفقرهم شديد.
5-هنالك محاولات جنونية من الدوائر الدبلوماسية الغربية والمتمسلمة (المنسوبة للإسلام) لتمزيق الإتحاد بمحاولة تأثيرها على بعض القادة داخل الإتحاد ولكن باءت بالفشل ولله الحمد والمنة.
لقد نشط الملك ظاهر شاه ووزراؤه المقيمون في ألمانيا في الفترة الأخيرة ولقد أرسل الملك صهره (همايون) إلى بيشاور ومكث فترة يعمل قانونا لأفغانستان التي يحلم أن يعود إليها وبدأت.
6-لقد كانت خسائر روسيا في أشهر حزيران وتموز وآب سنة (1984م) أكثر من خسائرها في السنوات الخمس منذ دخولها أفغانستان.
الصحف الغربية التي تصدر في أوروبا تصرح بأن الأحزاب الثمانية راضية أن يرجع الملك ولكن المعارضين الوحيدين هما (سياف وحكمتيار) إن الدوائر الغربية وعملاءها يريدون نفخ الروح في الملك الميت.
7-بقدر السلبيات التي قد ينقبض منها الصدر في بيشاور مثل النواحي الإيجابية الكثيرة في داخل أفغانستان فنرى الإنتصارات المتلاحقة ونرى الإئتلاف في كثير من الجبهات بين المجاهدين مثل جبهات بكتيا وبكتيكا ترى المجاهدين صفا واحدا .
حدثني أبو سيد وأبو حفص (شابان عربيان) في المعركة: كنا عند قائد اسمه فيض محمد في بكتيا جبهته ألفان وخمسمائة كلهم يصلون جماعة كلهم ملتحون (عدا واحد) (ولم نسمع الموسيقى طيلة وجودنا).
8-إن موقف ضياء الحق من الجهاد -حتى الآن- طيب ويسجل له ولا ندري ماذا عن المستقبل.
9-أن أمريكا تريد استمرار القتال ولكنها لا تريد للجهاد النصر الآن ريثما تبحث عن البديل لأن القادة الآن ليسوا مرنين ولا متجاوبين معها حتى إذا عثرت على رجلها المنشود عندها تحاول أن تحسم المعركة إن استطاعت (قل إن الأمر كله لله) (آل عمران: 154) وإليه يرجع الأمر كله ولا يملك البشر لأنفسهم ضرا ولا نفعا .
10-رغم الضيق الشديد الذي يواجهه المجاهدون إلا أنهم في ذروة الأمل حتى عاد الأطفال يقولون للطائرات المارة عبارة بالفارسية (قعة معت آست) أي كلام فارغ اعملوا ما شئتم لن نترك لكم موطئ قدم.
فالنساء يشتركن أحيانا وقصة (فاطمة نور بي بي) التي قتل الروس أهلها -من الرجال- في بيتها فقتلت بعددهم من الروس.

حتى لا نعض أصابع الندم
فهذا هو العام الثامن قد أذن بالإنصرام منذ أن بدأت الصفوة الأولى من الشباب معركتهم الأولى ضد حكم داوود الشيوعي في أفغانستان.
وخلال هذه الفترة قدم الشعب الأفغاني من التضحيات في سبيل عقيدته ودينه ما يصلح للسائرين على طريق هذا الدين لعدة قرون قادمة ولقد قدم لنا هذا الشعب البسيط المؤمن من خلال تجربته التي خاضها بدمه وأرواح أبنائه الكثير الكثير:
1- فلقد أثبت للدنيا بأسرها أن قوة العقيدة لا تقهر وأن عزيمة الإيمان لا تهزم.
2- لقد هز الأرض من تحت أقدام روسيا وزلزل الأرض بها حتى باتت روسيا تشعر بضآلتها أمام هذا الشعب الفقير ولقد وصل الأمر بجنود الروس أن يكتبوا للمسؤولين في روسيا أن الأفغانيين لا يموتون فمن العبث محاولاتنا في أفغانستان.
3- لقد ارتفعت معنويات هذا الشعب فأصبحوا يظنون أن أسلحة الروس لا تضرهم ولا تهزمهم.
4- لقد أدخلوا الإسلام في حلبة الصراع الدولي فأصبح العالم يحسب له ألف حساب حتى أنه قدم على التلفاز الأمريكي تصريحات لمراقب يتوقع بأن الإسلام سينتصر وأنه سيدخل روسيا وتسقط روسيا ثم يجتاح أوروبا وبعدها تتحالف أمريكا وأوروبا وروسيا وتهزم الإسلام!!
5- إن الفرصة الآن ذهبية وسانحة لإقامة دولة إسلامية في أفغانستان بعد انتصار المجاهدين الذين يعدون المليون وهدفهم واحد لا يتلعثمون فيه لتكون كلمة الله هي العليا ولإقامة حكم الله في الأرض لقد سألت الكثيرين من الصبيان الجرحى -الذين هم في سن الثانية عشرة والحادية عشرة إلى الشيخ الكبير الذي يستلقي على سريره في المستشفى والذي قد بلغ المائة وأربع سنوات من عمره- فإجابتهم واحدة واضحة في أذهانهم -دون لبس أو غموض- لهدف جهادهم.
ولكني أعود أقول وأكرر: إنها الفرصة الذهبية السانحة الآن في الأرض كلها لإقامة حكم الله في الأرض.
والذين لهم دراية بأمور الجهاد في العالم يعلمون جيدا صعوبة تجميع الناس على القتال ويدركون أكثر من غيرهم كيف يربون الإنسان نظريا على حب الجهاد والإستشهاد حتى إذا اشتد الوطيس واحمر الحدق يتلفتون حولهم فلا يجدون إلا القليل القليل من هؤلاء الذين تربوا منذ نعومة إظفارهم على هذه المعاني السامية الرفيعة وقضية العدد الكبير مسألة صعبة في دنيا القتال حتى أن الله عزوجل يقول عن صفوة الخلق بعد الرسل صلوات الله وسلامه عليهم.
(ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب). (النساء: 77)
(يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون) (الأنفال: 6)
فعالم النظريات غير عالم الواقع ودنيا الكلام غير دنيا التطبيق أين تجد الآن في العالم شعبا زاهد بطبيعته محاربا بفطرته متقشفا وعزيزا بسليقته كالشعب الأفغاني قل لي بربك أين تجد مليونا من الشباب الذي يتوقد حماسا يستعد للموت... يأكل الشوق للجهاد قلبه إلا في أفغانستان.
أين تجد جيشا كاملا من المتطوعين للقتال لا يأخذون روبية واحدة في الشهر وأحسنهم حظا من يجد لقمة العيش من قائده إن استطاع تقديمها.
أين تجد حدودا تمتد أكثر من (3000 كم) مفتوحة على مصراعيها لمن أراد أن يدخل أو يخرج يحمل القذائف على كتفه إلا حدود أفغانستان
أين تجد مناطق في العالم يباع فيها السلاح والذخيرة والقذائف ومضادات الدبابات وألغامها والرشاشات -بأنواعها- كما يباع الكوسى والباذنجان والبندورة في بلادنا إلا على حدود أفغانستان
إن الذين يبحثون عن مخرج عليهم أن يستيقظوا من سباتهم قبل فوات الأوان.
إن الفرصة لا زالت سانحة وإن شاء الله بقليل من الجهد يمكن كسب الوقت حتى لا يجني أعداؤنا ثمار هذه الدماء ويأخذوا حصاد هذه التضحيات.
كنت أقرأ عن زهد عمر رضي الله عنه فكأني أسمع ضربا من الخيال ولكني رأيت بيت الشيخ سياف الذي يسكنه طينا وأرضه ترابية ومضافته لاستقبال الضيوف خيمة ونفقته ريال ونصف.
كنت أحتار أن أجد تفسيرا في الجيوش الإسلامية التي كانت تجوب الأرض أيام أبي بكر وعمر رضي الله عنهما -دون رواتب من الدولة- فوجدت مليون أفغاني مجاهد لا يستلم الواحد منهم روبية واحدة.
كنت أسمع عن قصص السابقين في البذل والتضحية فوجدت الأفغاني يبيع عنزه أو شاته ليشتري طلقة واحدة (كان ثمن الطلقة في بداية الجهاد ثلاثة دولارات) ويبيع ستمائة رأس من الغنم ليشتري سلاحه الفردي لأن قطعة السلاح كان ثمنها ستمائة دينار كويتي في السوق السوداء.
لقد شعرت بصغر نفسي وقزامتها أمام سائق سيارة لأحد القادة وهو يعيش بستمائة روبية منها أجرة بيته وطعام أسرته ودوائهم (15) دينارا كويتيا بينما يملك هذا السائق ناقلتين كبيرتين قد سخرهما لخدمة المجاهدين ولأغراض الجهاد وقد دفع له ثمن إحدى السيارتين مليونين وثلاثمائة ألف روبية أفغانية فأبى أن يبيعها.
يحدثني شاب من شباب الدول البترولية متعجبين بأن الكلاب في باكستان تأكل الخبز قالوا لي: إن الكلاب في بلادنا لا تأكل الخبز ولا الرز لأنها اعتادت أن تأكل اللحم فقط وإنك لتذهل إذا رأيت أكوام الرز واللحم التي تدفن مساء كل خميس في رمال الصحراء فقلت لهم: إن البشر لا يجدون الخبز وإن المجاهدين في أفغانستان أحيانا لا يجدون إلا ما تنبته الأرض وما يجدونه على الأشجار في الجبال من ثمار حتى بقيت فرقة -عدادها ثمانية آلاف مجاهد- شهرين كاملين تعيش على هذه الثمار وعندما انتهت الثمار في المنطقة اضطروا لتركها.
ولكننا نضع أمام المسلمين الحقائق التالية (ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة).(الأنفال: 42):
1- لا يوجد في ساحة الجهاد طبيب مسلم واحد إلا مجموعة من الأطباء حوالي العشرة من الأفغانيين -والجبهات حوالي ألف جبهة- بينما تعج الساحة بمبعوثي التبشير وبعض المستشفيات المتنقلة من أمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والسويد.
2- لا يوجد في ساحة القتال صحفي مسلم واحد ولا مراسل إذاعي واحد من المسلمين بينما تجد الكثيرين من الغربيين ومراسلي وكالات الأنباء.
3- لا يوجد في أرض المعركة مصور مسلم واحد ولم تقم محاولة واحدة جادة لعمل فيلم عن الجهاد الأفغاني -اللهم إلا شاب مسلم من بريطانيا وقد جرح أثناء عملية التصوير- يقول سياف: (يحدث يوميا مائة معركة أحيانا تذكرنا ببدر وبأحد لا تجد قلما صادقا يكتبها ولا فما مخلصا يبثها).
4- إن كثيرا من المجاهدين يتناوبون الأحذية فالذي يذهب إلى المعركة ينتعل حذاء والذي يبقى في القاعدة يبقى حافيا.
5- لقد مضى على أربعة آلاف مجاهد في معسكر ورسك قرابة ثلاثة أشهر من الشتاء لا يجد الواحد منهم بطانية ولا خيمة حتى رآهم الشيخ ناصر الرشيد -المراقب المالي للهلال الأحمر السعودي- فاشترى لهم على حسابه الخاص -جزاه الله ألف خير- ألف خيمة مع البطانيات ومضى معظم فصل الشتاء قرابة ألفين وخمسمائة من المجاهدين في معسكر أبي بكر الصديق بدون خيام وبدون غطاء ولو بطانية واحدة حتى بادر الشيخ ناصر الرشيد واشتراها على حسابه الخاص.
6- إن كثيرا من المجاهدين تقطع أصابعهم من الثلج والجليد لأن أحذيتهم سيئة وخفيفة ولا تقي المجاهد مغبة الثلج لأن ثمن الحذاء يساوي مائة روبية باكستانية -على الأقل- وهم مليون مجاهد فيحتاج المجاهدون لأكثر من مائة مليون روبية لأحذيتهم فقط وأن الحذاء لا يكفي سوى لغزوة واحدة.
7- يحدثني (محمد صديق) قائد في منطقة كابل قائلا : بأنه رأى امرأة تترك أحد أبنائها في الثلج لأنها لا تستطيع حمله وليس معها أجرة دابة تركب أولادها عليها.
8- لم يدخل ساحة القتال من غير الأفغانيين سوى النزر اليسير الذي لا يذكر وأما الذين استمروا معهم من المسلمين في المعركة فهم دون أصابع اليدين بينما نجد بجانب الشيوعيين من كوبا وألمانيا الشرقية ومن اليمن الجنوبية الشعبية والهند الكثيرين ؛على المسلمين أن يستيقظوا قبل فوات الأوان فروسيا الآن تريد أن تنسحب بطريقة تحفظ لها ماء وجهها أمام دول العالم وبخاصة الدول التي تدور في الفلك الإشتراكي والمبهورة بالوطن الأم (روسيا) فأوكلت إلى أمريكا البحث عن البديل المناسب لأنها لن ترضى أن يكون البديل هو الإسلام.
لقد وصل التسابق للإتصال بقادة المجاهدين من قبل الدوائر السياسية الغربية إلى حد الإبتذال حتى أن السفراء والقناصل الغربيون يصلون إلى أبواب قادة الجهاد في بيشاور فيردوهم الصادقون ويتلقاهم الساقطون.
إن الجهاد يمر الآن في مرحلة دقيقة جدا فلم يبق في يد الروس إلا بعض مراكز المحافظات التي يعيشوا فيها كالفئران في المصيدة حتى أنهم لم يعودوا يجرؤا أن يسيروا بقوافل الدبابات على الطرقات وأصبح تزويدهم بالطعام والدواء والسلاح بواسطة طائرات الهليوكوبتر.
هذه المراكز تحتاج إلى أسلحة ثقيلة لفتحها وإلى ذخائر كثيرة لتحطيم شوكتها وشراء الذخائر يحتاج إلى أموال.
هل يفطن المسلمون إلى مسؤوليتهم فيؤدوا النزر اليسير مما ينفقونه على شهواتهم وكمالياتهم؟
إن الصيف المقبل ابتداء من هذا الشهر سيشهد معارك ساخنة على كل الجبهات -إن شاء الله- وقد تكون المعركة الحاسمة بإذن الله قريبة.
(ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) (الحج: 40)
يقسم لي (محمد صديق كري) قائد إحدى الجبهات في كابل -وهو خريج الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة- أنه يحكم من أرض كابل نفسها (العاصمة) أكثر من بابرك كارمل ويطبق عليها الإسلام يا لله والله أكبر.
وختاما أقدم اقتراحات محددة:
1- أن تقيم كل جامعة ومعهد ومؤسسة علمية أسبوعا باسم إسبوع نصرة الجهاد في أفغانستان وجمع الأموال وإرسالها مع شخص أو مجموعة إلى بيشاور نفسها وتسليمها لرئيس الإتحاد الشيخ سياف.
2- أن تهتم الصحف الإسلامية بفتح باب خاص في كل عدد للجهاد الأفغاني.
3- أن تخصص كل أسرة مسلمة مصروف يوم واحد في الشهر للجهاد الأفغاني.
4- تنظيم رحلات علمية إلى بيشاور لرؤية الجهاد الأفغاني حتى ترتفع الهمم وتحيا النفوس برؤية الأحياء.
5- على الأطباء أن يخصصوا في السنة شهرا واحدا للحياة بين المجاهدين.
6- على الصحف الإسلامية أن ترسل مراسلا واحدا على الأقل إلى داخل الجبهات وعلى الذين يتقنون فن الإعلام والتصوير السينمائي أن يأتوا ليعدوا أفلاما عن الجهاد لا نظير له في عالم الواقع.
7- على الدول الإسلامية أن تسمح بفتح مكاتب للمجاهدين الأفغان ليعرفوا بقضيتهم ويجمعوا التبرعات لجهادهم.
8- من أراد أن يحول أي مبلغ فليحوله إلى بيت التمويل الكويتي وليكتب على الشيك (الجهاد الأفغاني) ورقم الحسب (1920) أو عن طريق بنك دبي الإسلامي برقم حساب (1335).
إن المسألة يسيرة على من يسرها الله عليه إنها دراهم معدودة فيا دعاة الإسلام انتبهوا ويا مسلمي العالم استيقظوا قبل فوات الأوان وحتى لا نعض إصبع الندم ولات ساعة مندم.
(إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) (ق: 37)
ألا هل بلغت.... اللهم فاشهد.

يا مسلمي العالم استيقظوا
وبعد... فلم يعد خافيا على المسلمين في الأرض الضربات المتلاحقة التي توجه إليهم في كل مكان تسحق علماءهم وتشتت جمعهم وتدوس ق ي مهم فحيثما ظهرت للمسلمين قوة حركية أو عسكرية تحرك الكفر وتداعت المعسكرات المعادية للمسلمين تحذر وتنذر ثم توعد وتهدد ثم ترغي وتزبد ثم تسحق وتبدد.
وما حصل للحركة الإسلامية في البلدان العربية بالذات خير مثال لها نقول وما نراه من حرب الفلسطينيين وملاحقتهم من بلد إلى آخر حتى كانت النهاية المؤسفة الأليمة التي شهدتها أرض لبنان ولا زالت بقية فصولها تقدم للنصارى جماجم وأشلاء ولحوما وأعضاء وأرواحا ودماء وحسبك صبرا وشاتيلا مثلا .
لقد آن للمسلمين أن يركزوا جهودهم بعد أن رأوا المذابح والمجازر تعمل فيهم ولقد كانت ملحمة حماة -التي تعتبر من مآسي العصر- أوضح صورة تدل على أنه يستحيل اللقاء بين الإسلام والجاهلية فوق أي أرض.
(ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) (البقرة: 217)
لقد آن لنا أن نفكر في أرض تكون قاعدة صلبة تنطلق منها الدعوة وحصنا حصينا يأوي إليها الدعاة من جحيم الجاهلية المستعر ألم يأن لنا أن نفكر في إيجاد دار للإسلام يتمثل فوق أرضها دين الله سلوكا وأنظمة وأحكاما .
إن هذه الدار الإسلامية وهذا المجتمع المسلم ضروري ضرورة الماء والهواء إذ ثبت عمليا أنه تستحيل الحياة الإسلامية إلا في ظلال هذا المجتمع المسلم وأنا أرى أن أفغانستان أفضل أرض لهذه الدار بعد أن وصل الجهاد الأفغاني إلى مستوى أشبه بالأساطير وأبعد من الخيال فيما حققه في دنيا الواقع من انتصارات.

فالجهاد الأفغاني الآن وصل إلى:
1- أنه تحرر أكثر من (80%) من أرض أفغانستان وكما قال (شارلز دونبا) القائم بأعمال السفارة الأمريكية في كابل بعد أن أنهى أعماله عمل مقابلة صحفية مع (US NEWS AND WORLD REPORT) في تموز سنة (1983م): أن الحكومة الأفغانية لا تقوم سوى بالأعمال الإدارية في كابل وقليل من المدن الأخرى ويتضاءل وجودها في الريف ولا أظن أن حكومة كابل تبقى حتى نهاية الخريف القادم.
ويضيف عن استقرار المقاومة الجهادية في بعض المناطق فيقول: لقد أنشأت المقاومة المدارس في بعض المناطق الواقعة تحت سيطرتها كما أقامت نظاما شاملا للإدارة.
ويصف حال المجاهدين من حيث القوة قائلا : لا يساورني أدنى شك في أن المقاومة تتحسن وتحسن تسليحها فرجال المقاومة يستولون على كثير من السلاح من القوات الحكومية والجيش الأفغاني كالغربال (المنخل) فالنظام يصب الناس والسلاح من الجزء الأعلى ليتسربوا من أسفل إلى أىدي المقاومة والمقاومة في داخل كابل على بعد خمس كيلو مترات من السفارة الأمريكية.
2- يقول (شاليزي) -يصنع فيلما عن الجهاد الأفغاني في بيشاور-: ستكون أفغانستان الخطوة الأولى لسقوط الإمبراطورية الروسية.
3- ويقول ميتران (الحاكم الفرنسي): إن أفغانستان كالسرطان في جسد الإتحاد السوفياتي كلما طال الزمن كلما أكل السرطان الجسم.
4- إن خسائر روسيا يوميا في أفغانستان (40-60) مليون دولار.
5- لقد شاهد بعض الشباب العرب خلال أشهر رمضان وشوال عام (1403هـ) المعارك في وسط كابل فقال لي أحدهم معبرا عن شعوره (رأيت أن الله هو الذي يقاتل في أفغانستان).
ثم قال: لقد اشتركت في معركة قصفنا فيها معسكر (يخدر) في وسط كابل وكنا مائة وعشرين مجاهدا هاجمتنا طائرات الهليوكوبتر وصبت علينا وابلا من الرصاص والقذائف وأخذنا ننطق بالشهادتين لأننا أيقنا أن الموت يدركنا لا محالة وكانت نتيجة المعركة تدمير (3) دبابات وقتل (18) جنديا وضابطا روسيا وقتل (13) شيوعيا أفغانيا وجرح عشرين منهم ولم يجرح منا واحد.
6- كانت نتائج المعارك التي جرت بين المجاهدين من جهة والشيوعيين من جهة أخرى -خلال سنة واحدة من تشرين الثاني (أكتوبر) عام (1981م) حتى (أكتوبر) عام (1982م)- لصالح المجاهدين وكانت نتائج الأرباح بالأرقام التالية:
غزى المجاهدون (824) غزوة كان قتلى المجاهدون (الشهداء) (1856) شهيدا وجرحى المجاهدين (391) جريحا .
الدبابات المدمرة (2048) دبابة السيارات المدمرة (1128) سيارة الجرحى من الكفار (1272) الطائرات الساقطة (61) طائرة.
هجم الشيوعيون (149) مرة قتلى الكفار (33129) الأسلحة المدمرة (772) قطعة سلاح.
الغنائم: (3697) قطعة سلاح (18) دبابة صالحة (58) سيارة صالحة (2289) أسيرا أسلم منهم (85) أسيرا من تقرير اللجنة الثقافية للإتحاد الإسلامي لمجاهدين أفغانستان.
7- عدد المجاهدين مليون مجاهدا وأما عدد الذين يحملون السلاح منهم (ومعظم السلاح من الغنائم) فقد بلغ (350-400) ألفا كما صرح سياف في هذا الشهر.
8- إن حكومة كابل تتضرع إلى قادة الجبهات أن يوقفوا القصف -خاصة على كابل- وعلى سبيل المثال:
9- أرسل وزراء حكومة كابل رسالة إلى (محمد صديق كري) يرجونه أن يوقف الحملات على وسط كابل ويدفعون له ما أراد من مال وغيره فرد عليهم: (وأنا أعطيكم ما شئتم بشرط أن تنسلخوا من إلحادكم وشيوعيتكم وتدخلوا الإسلام).
وفي الشهر الماضي (شوال) عام (1403هـ) أرسل مجلس الوزراء الأفغاني إلى الحاج (محمد عمر) قائد جبهة بغمان -ثماني كيلو مترات من كابل- يقول فيها: نناشدك الله أن نجتمع حقنا لدماء المسلمين يا لله!! الشيوعيون يناشدونه بالله إنه الرعب والفزع.
فرد الحاج (محمد عمر): إن العهد الذي أعطيناه لأمير المجاهدين (سياف) أن لا نضع السلاح حتى تقوم الدولة الإسلامية أما قبل الدولة الإسلامية فلا مفاوضات ولا لقاء.
وبعد هذا الجواب بيومين هجم الشيوعيون بأساطيلهم الجوية والبرية ودارت معركة بينهم وبين المجاهدين كانت نتيجتها:
تدمير أربعين دبابة وإسقاط ثلاث طائرات وقتل خمسمائة شيوعي وسقط مقابل ذلك إثنان وعشرون شهيدا .
10- لقد قصف مطار كابل مرتين خلال شهري شعبان ورمضان سنة (1403هـ) وكانت نتيجة الهجوم الثاني تدمير (4) طائرات ودمرت كذلك ثلاث عمارات مساكن للضباط الروس بل إن المجاهدين قاموا بقصف قصر بابرك كارمل نفسه في شوال سنة (1403هـ) ومقابل هذا الصمود المشرف ماذا تفعل روسيا إنها تنتقم من سكان القرى والمدن من المدنيين إنها تتبع سياسة الأرض المحروقة لقد دمرت مدينة قندهار تسع مرات إنها تحرق الزروع والأحياء وتهدم المنازل.
ولذا فهجرة الأفغانيين تزداد يوما بعد يوم إلى باكستان ولكن والحمد لله عدد المجاهدين يزداد يوما بعد يوم.
وهنالك الأزمة الخانقة بالنسبة للمواد الغذائية في أفغانستان مما جعل قادة الجهاد في بيشاور يفكرون في إرسال الطحين إلى المجاهدين ولكن هل تعلم بأن أجرة الجمل الواحد الذي يحمل الطحين من بيشاور إلى كابل (220 كم) تساوي ألف ومائتي ريال وهذا المبلغ يكفي للإنفاق على عشرين أسرة أفغانية مدة شهر كامل.
فهم يفتقدون كل متاع الدنيا وضرورياتها وحاجياتها يفتقدون كل شيء ويعوزهم كل شيء إلا أنهم يملكون شيئا واحدا وهو أثمن من كل شيء وهو الإيمان بالله والرضا بالقضاء والصبر على البلاء.
والجهاد بحاجة إلى أصحاب الكفاءات والطاقة الفنية إنهم بحاجة إلى الصحفي المسلم والطبيب المسلم والمهندس المسلم في الكهرباء والكيمياء والإلكترونيات والعالم الذي يقيم بينهم فيعلمهم أمور دينهم إذ أن طلائع الموجهين للبعث الإسلامي قد سقط معظمهم وقودا لمعركة الإسلام من أجل رفع رايته.
يقول سياف: كان عدد الصفوة الأولى ممن يمسكون زمام التوجيه والتربية في العمل الإسلامي مائتين وسبعين مربيا لم يبق منهم سوى ثمانية.
سألني بعض الأخوة هل الجهاد الأفغاني بحاجة إلى رجال فأجبتهم إجابة قريبة من إجابة سياف: الجهاد الأفغاني بحاجة إلى المال والرجال بحاجة إلى الجهاد.
إن الذي فطر النفوس البشرية سبحانه جعلها تتأثر بالواقع والأفعال أكثر من الكلمات والأقوال فجو التضحية ودفع ضرائب العزة هو أفضل جو تعيش فيه النفوس وتتربى وتصقل الأرواح وتسمو لذا فرؤية النماذج الحية أحسن بكثير من الحياة بين الكتب سنوات.
والذين يقضون إجازاتهم السنوية في أوروبا وتركيا وقبرص عليهم أن ينتبهوا أن (سياحة أمتي الجهاد).
لقد ودعني أحد أساتذة الشريعة قائلا : سأسافر إلى تركيا نزور عاصمة الخلافة!! فقلت: ولماذا لا تزور بيشاور وترى الناس الذين يحاولون إعادة الخلافة ولكن هيهات هيهات إنهم لا يعيشون قضية الإسلام ولا يحسون بالحرقة التي تؤرقهم على حال المسلمين وكم يحز بالنفس والقلب أن ترى أهم قضية حية في الأرض مهملة في أذهان المسلمين -بل بعض الدعاة- ومتروكة في زوايا النسيان.
سألت بعض الأخوة في باكستان كم أستاذ شريعة من العالم العربي يصل بيشاور في زيارة للتدليل -ولو مرة واحدة- على الإهتمام بأمر المسلمين فكان الجواب مما تنقبض منه النفس.
لقد خاطبت الأساتذة المؤتمرين في (المؤتمر العالمي الثاني للإقتصاد الإسلامي) -إسلام أباد- أوتريدون زيارة بيشاور فاعتذر بعضهم بضيق الوقت فقلت لهم: إني أعتبر أن رجوعكم من إسلام أباد دون زيارة بيشاور موبقة شرعية -أي من الكبائر- لأن هذا يعني أنه لم يعد في قلوبكم ذرة من حرقة على أهم قضايا المسلمين في الأرض.
قال بعضهم: لقد رتبوا لنا زيارة إلى (سد تربيلا) فقلت: كان الأولى بهم أن يرتبوا لكم زيارة -ليس لسد من التراب والحجارة- ولكن زيارة (للسد البشري الأفغاني) الذي يقف أمام الدب الروسي والسرطان الأحمر بحيث لو انهار هذا السد لوقعت عشرات الملايين تحت أقدام هذا الحيوان الأهوج الشرس كيف يغيب عن أساتذة الشريعة وعلماء الإقتصاد الإسلامي قوله صلى الـله عليه وسلم: لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها (1) كي تعلموا الجيل وترددوا عليهم: رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل (2) وكما مضى معنا الجنة تحت ظلال السيوف (3).
إن زيارة واحدة لأرض الجهاد كفيلة بعون الله أن تحيل الإنسان إلى كتلة من حماس فيذكر الشهادة والجهاد في نومه ويقظه وفي الحديث: من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه (4) .
فليتنبه أساتذة الجيل وليحذروا مغبة القعود.
(إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير) (التوبة: 39)
وينتظرون النكال في الدنيا قبل الآخرة من لم يغزوا أو يجهز غازيا أو يخلف غازيا في أهله بخير أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة (5)
ليت شعري هل يستفيق المسلمون وهل ينتبهون
(أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون) (التوبة: 126)
وليعلم ذووا الكفاءة والطاقة التي يحتاج إليها الجهاد أن الجهاد بالنفس في حقهم فرض عين فإما المشاركة وإما العذاب وعلى كل مسلم أن يدلي بدلوه في هذا الميدان وأن يشارك في الجهاد كل على قدر طاقته و (لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها).

فتوى للشيخ عبد العزيز بن باز
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فيقول الله تبارك وتعالى:
(مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء).
(البقرة: 261)
ويقول رسول الـله صلى الـله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ويقول صلى الـله عليه وسلم: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه ويقول صلى الـله عليه وسلم: من جهز غازيا فقد غزا ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا فمساعدة المجاهدين والمهاجرين الأفغان من أفضل القربات ومن أعظم الأعمال الصالحات من الزكاة وغيرها ومن حكمة الزكاة في الإسلام والصدقات أن يشعر المسلم برابطة تجذبه نحو أخيه لأنه يشعر بما يؤلمه ويحس بما يقع عليه من كوارث ومصائب فيرق له قلبه ويعطف عليه ليدفع مما آتاه الله بنفس راضية وقلب مطمئن بالإيمان.
والمجاهدون الأفغان والمهاجرون منهم -وفقهم الله- جميعا يعانون مشكلات في حياتهم فرغم أن عدوهم وعدو الدين الإسلامي يضربهم بقوته وأسلحته وبكل ما يستطيع فإنهم بحمد الله صامدون ومصرون على مواصلة الجهاد في سبيل الله -كما تتحدث عنهم الأخبار والصحف- لم يضعفوا ولم تلن شكيمتهم إلا أن مشكلتهم نتجت من الدمار الذي حل بديارهم والتخريب الذي أحدثته أسلحة الروس وطائراتهم والفاقة التي حلت بأهليهم مما تسبب في هجرة جماعية إلى باكستان فقد ذكرت الأنباء الأخيرة بأن عدد اللاجئين الأفغان قد وصل إلى ثلاثة ملايين كلهم هربوا من ديارهم وأماكن رزقهم وأصبحوا بدون مأوى ولا مصدر رزق إلا ما يسره الله ممن أفاء الله عليه بنعمة ليجود بما يستطيع.
وإنها لدعوة أوجهها لإخواننا المسلمين في كل مكان في هذا الشهر الكريم المبارك -الذي تضاعف فيه الحسنات وتلغى فيه السيئات وتقال فيه العثرات وتفتح فيه أبواب الجنة- بأن يقدموا لإخوانهم الأفغان مما آتاهم الله من رزق ومال بالصدقات التي لا يراد بها إلا وجه الله ومنها الزكاة التي فرضها الله في أموالهم حقا لمن حددهم الله عزوجل في سورة التوبة -وهم ثمانية- ويدخل إخواننا المجاهدون والمهاجرون الأفغان في ضمنهم.
والله تبارك وتعالى عندما فرض الحق في مال الغني لأخيه المسلم في آيات كثيرة من كتابه الكريم كقوله تعالى:
(والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) (المعارج: 24-25)
وقوله سبحانه:
(آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير). (الحديد: 7)
فإنه يثيب المسلم على ما يقدم لإخوانه ثوابا أخرويا يجد جزاءه عنده في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم كما ويدفع عنه في الدنيا بعض المصائب التي لولا الله سبحانه ثم الصدقات والإحسان لحلت به أو بماله أو بولده فدفع الله بلاءها بصدقته الطيبة وعمله الصالح.
يقول الرسول صلى الـله عليه وسلم: ما نقص مال من صدقة ويقول صلوات الله وسلامه عليه: (إن الصدقة تطفى الخطيئة كما يطفئ الماء النار) ويقول صلى الـله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (اتقوا النار ولو بشق تمرة).
وإخوانكم الأفغان أيها المسلمون يقاسون آلام الجوع والغربة والحرب الضروس فهم في أشد الحاجة إلى الكساء والطعام وفي حاجة إلى الدواء كما أن المجاهدين منهم في أشد الضرورة إلى هذه الأشياء وإلى السلاح الذي يقاتلون به أعداء الله وأعداءهم فجودوا عليهم أيها المسلمون مما أعطاكم الله وأعطفوا عليهم يبارك الله لكم تأسوا برسول الـله صلى الـله عليه وسلم في اهتمامه بمن في مثل حالة المهاجرين الأفغان الذين طردوا من ديارهم وبيوتهم كما جاء في الحديث الصحيح عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: كنا في صدر النهار عند رسول الـله صلى الـله عليه وسلم فجاء قوم مجتابوا النمار أو العباء متقلدوا السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فتمعر وجه رسول الـله صلى الـله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر بلال فأذن وأقام فصلى ثم خطب فقال:
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) (النساء: 1)
والآية التي في الحشر:
(واتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد) (الحشر: 18)
تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره حتى قال ولو بشق تمرة قال: فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت تعجز عنها بل عجزت قال: ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الـله صلى الـله عليه وسلم تهلل كأنه مدهنة فقال رسول الـله صلى الـله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء) رواه مسلم في صحيحه ثم هذه النفقة تؤجرون عليها وتخلف عليكم كما قال سبحانه وتعالى:
(وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين) (سبأ: 39)
وقال النبي صلى الـله عليه وسلم: يقول الله عزوجل يا ابن آدم أنفق ينفق عليك .
فنسأل الله عزوجل أن يضاعف أجركم ويتقبل منكم ما تجودون وأن يعين المجاهدين الأفغان ويثبت أقدامهم في جهادهم وأن ينصرهم على عدو الإسلام وعدوهم إنه سميع مجيب وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
عبد العزيز بن عبد الله بن باز

استخدام الأسلحة الكيماوية في أفغانستان(1)(1)
[هذا البحث ليس من كلام الشيخ وإنما هو تقرير صحفي نقل عن بعض الجرائد].
في الخامس من هذا الشهر وصل نداء عاجل من بعض قيادات المجاهدين في وادي بنجشير يطلبون فيه تزويدهم بأقنعة واقية من الغازات السامة مما يشير إلى استعمال واسع لهذه الأسلحة الكيماوية في هذا الإقليم.
وكانت هذه التقارير حسب مصادر المجاهدين الأفغان تشير إلى ذلك ففي (27شاط -فبراير- نشرت وكالة الأنباء الأفغانية خبرا مفاده أن القوات السوفياتية استخدمت الغازات السامة في هجومها على المجاهدين وقد استعملت الأسلحة الكيماوية لفك الحصار الذي فرضه المجاهدون على الطريق الرئيسي الذي يربط كابل العاصمة بجلال أباد وكان المجاهدون يسيطرون على هذا الطريق الحيوي ويعرقلون حركة القوات السوفياتية وبعد فشل هذه القوات فك الحصار عن طريق القصف المدفعي وإرسال القوات المهاجمة لجأت القوات الغازية إلى إرسال الطائرات العمودية لقصف مواقع المجاهدين.
واستنادا إلى شهود عيان في تلك المنطقة فإن القنابل كانت تتفجر ويخرج منها غاز أصفر (يعتقد أنه ذلك هو ما يسمى بالمطر الأصفر) ونتيجة لذلك فقد عدد من المجاهدين المتواجدين في المنطقة قابليتهم على الإحساس وعندما استعادوا وعيهم بعد عدة ساعات كان قسم منهم يعاني من الصمم والآخر من آلام جلدية وتحرق في العين وهي الأعراض الناجمة من تعرض الجسم للغازات الكيماوية.
واستنادا إلى مصادر المجاهدين فإن القوات السوفياتية قامت في (21 ذار -مارس- الماضي بجلب فرقة مدربة على الحرب الكيماوية والبيولوجية ضمن تشكيلات قواتها في أفغانستان.
وقد لاحظ المراقبون أن هناك أدلة متزايدة تشير إلى استخدام الإتحاد السوفياتي الأسلحة الكيماوية والبيولوجية في أفغانستان وهو تجاوز لبرتوكول جنيف الموقع في سنة (1952م) كما ذكرت مصادر الأنباء تقارير نشرت في (30) ديسمبر عام (1981م) أن أحد الجنود السوفيات في أفغانستان قتل عند تعرضه إلى الغازات السامة ربما نتيجة قيامه باختبار أنواع من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية المزمع استعمالها في أفغانستان -وقد حدث ذلك في مقاطعة بغمان-.
وكما ذكرت بعض المصادر فيما بعد أنه استنادا إلى معلومات مؤكدة فإن (3040) فردا قتلوا في (47) حادثة منفصلة بواسطة الأسلحة الكيماوية في أفغانستان بين منتصف سنة (1979م) إلى منتصف سنة (1981م).
ويعتقد أن المجموع الكلي لضحايا الأسلحة الكيماوية في أفغانستان ولاوس وكمبوديا بلغ (10527) شخصا كما استعمل الإتحاد السوفياتي أنواعا عديدة من المواد الكيماوية القاتلة في أفغانستان واستنادا إلى أقوال بعض العسكريين الأفغان الذين سلموا أنفسهم إلى قوات المجاهدين فإن السوفيات استعملوا نوعين خطيرين من الأسلحة الكيماوية وهي (التابون والفوسجين أوكسايم) في أفغانستان بالإضافة إلى الأنواع الإعتيادية من الأسلحة الكيماوية.
هجوم واسع على وادي بنجشير:
وتأتي المحاولات السوفياتية هذه ضمن الخطط السوفياتية لاحتلال وادي بنجشير الذي تتمركز فيه قوات من المجاهدين الأفغان.
وفي العشرين من نيسان (إبريل) كانت هناك (200) قاذفة قنابل سوفياتية من نوع (تي يو 16) تغادر المطارات السوفياتية في آسيا الوسطى إلى وادي بنجشير الضيق الخالي من السكان واستمر القصف الجوي للقوات الإسلامية الأفغانية في الوادي لمدة ثلاثة أيام ويعزو بعض المراقبين أن القصف السوفياتي المركز يعود إلى أن وادي بنجشير يشكل تهديدا مستمرا لخطوط التموين السوفياتية إلى الأراضي الأفغانية التي تقع على بعد (80 كم) شمال مدينة كابل وتعتبر الحملة السوفياتية الأخيرة ضد المجاهدين في وادي بنجشير من كبرى الحملات العسكرية السوفياتية في الوادي حيث اشتركت في الهجوم قوات متنوعة سوفياتية وأفغانية شيوعية حكومية وكانت القوات المهاجمة مكونة مما يقارب (20) ألف جندي مسنودين بأعداد كبيرة من الدبابات والمدرعات تتراوح بين (500-800) دبابة مدرعة.
واستنادا إلى التقارير الواردة من البنتاغون فإن التقدم السوفياتي باتجاه الوادي كان يبدو بطيئا بصورة واضحة حيث لم تتمكن هذه القوات من التقدم سوى عشرة كيلو مترات في اليوم.
وكانت الخطة العسكرية للمجاهدين تتمثل في الإنسحاب من الوادي واللجوء إلى قمم الجبال والكهوف لإغراء القوات المهاجمة بالدخول إلى الوادي كي تتمكن قوات المجاهدين من ضربها بصورة مؤثرة.
وقد نفذت هذه الخطة في الحملة الأخيرة مثل ما حدث في الهجمات السوفياتية السابقة.
ويقال أن المجاهدين عند انسحابهم من وادي بنجشير قاموا بزرع الوادي بالألغام والمتفجرات الأخرى كما قامت مجموعات أخرى بإلقاء الصخور من أعالي الجبال على القوات المهاجمة.
ويحاط وادي بنجشير بالجبال من جهة وبالأنهار من جهة أخرى مما يجعل تحرك السوفيات بطيئا ومحفوفا بالمخاطر كما يجعل من السهل على المجاهدين مهاجمة القوات السوفياتية وإصابتها بأضرار بالغة دون خسائر تذكر وفي الحملة الأخيرة استعمل السوفيات قواتهم المحمولة جوا للسيطرة على بعض النقاط الإستراتيجية في الوادي إلا أن هذه الإستراتيجية لم تنجح كما كان السوفيات يأملون بسبب صمود المجاهدين في الوادي.
تقدر قوات المجاهدين المتمركزة في وادي بنجشير بين خمسة إلى عشرة آلاف مقاتل.
والمعروف أن زعيمهم أحمد شاه مسعود قد دخل في مفاوضات مثيرة للجدل مع الحكومة الأفغانية المدعومة بالقوات السوفياتية المحتلة في العام الماضي واستمرت المحادثات التي تخللها إيقاف لإطلاق النار ما يقارب السنة.
استفاد منها المجاهدون في تقوية مواقعهم والتوسع إلى مناطق خارج وادي بنجشير ويظهر أن حكومة كارمل الشيوعية حاولت الإستفادة من الحملة السوفياتية الكبيرة على وادي بنجشير للتأثير على المجاهدين المنتشرين في كل أنحاء أفغانستان ففي اليوم الأول للهجوم أعلنت إذاعة كابل أن الحملة حققت أغراضها وأن الوادي سقط في أيدي السوفييت.
وتكررت الرواية التي مفادها أن قائد المجاهدين هناك إما أن يكون قد قتل أو ألقي القبض عليه.
إلا أن ما توقعته السلطات كان معكوسا فقد هبت جميع فصائل المجاهدين لتصعيد الجهاد ضد الروس في كل مكان.

استخدام الأسلحة الكيماوية لم يتوقف:
والملفت للنظر أن القوات السوفياتية في أفغانستان كثيرا ما تلجأ لاستخدام أسلحة فتاكة ضد المجاهدين وضرب سكان القرى والمدن بالأسلحة الكيماوية أو الجرثومية ويقال أن السكان البسطاء يقللون من شر الغازات السامة بحرق الأخشاب أو إطارات السيارات حيث يتمكنون من التخلص من بعض رياح القتل التي ترميها عليهم الطائرات السوفياتية.
وقصة استعمال الأسلحة الكيماوية والبيولوجية في أفغانستان ليست جديدة فالتقارير المتعددة تشير إلى أن السوفيات استعملوا أنواعا متعددة من المواد الكيماوية الخطرة واستنادا إلى رواية أحد الأسرى الروس الذين وقعوا في أيدي المجاهدين فإن السوفيات استعملوا تسعة أنواع من الأسلحة الكيماوية.
هذا وإن خمسة خبراء في الأسلحة الكيماوية -على الأقل- كانوا ضمن كل وحدة من الجيش السوفياتي الذي أرسل مؤخرا إلى أفغانستان.
وتتمركز الوحدات الكيماوية السوفياتية في (بجرام وكابل وشندند) والقاعدة الجوية في (قندز) ولم تعرف الأسباب التي دعت السوفيات اتخاذ هذه الإحتياطات الأمنية الكبيرة.
وقد قامت القوات المحتلة في الرابع والعشرين من مارس بإلقاء قنابل الغازات السامة في (بانجاواي) التابعة لمقاطعة (قندهار) مما أدى إلى إصابة أهالي (بانجاواي وشيبروان) بإصابات جلدية مع تقرح وآلام مبرحة في العيون ويقال أن عمليات القصف الكيماوي في مقاطعة (قندهار) تتم بإشراف الخبراء السوفيات المتمركزين في قاعدة (شندند) الجوية.
كما تعرضت مقاطعة (بغلان) في السادس والعشرين من مارس لقصف بالقنابل الكيماوية ألقتها الطائرات السوفياتية مما أدى إلى إصابة الآلاف من الأفغانيين بأمراض الجلد والعيون وقبلها كانت أجزاء من مدينة بغلان قد تعرضت للقنابل الكيماوية في الثامن والتاسع من آذار (مارس) الماضي.
وقد أكدت بعض التقارير الصادرة في (19) تشرين الثاني -نوفمبر- عام (1982م) أن عمليات ضرب أفغانستان بالأسلحة الكيماوية استمرت حتى أكتوبر سنة (1982م) وأشارت إحدى التقارير الآنفة الذكر أن الخبراء الأمريكان استطاعوا الحصول على عينات (للمايكوتوكسين) الذي استعمل في معدات تستخدم في الحرب الكيماوية ضمن مخلفات قوات الإحتلال.
ومهما كانت حقيقة الأمر فإن الضغط العسكري والسياسي على المجاهدين يزداد يوما بعد يوم خاصة وأن القضية الأفغانية أصبحت قضية للمساومة بين القوتين الكبيرتين غير أن المجاهدين الأفغان يستطيعون الخروج بقضيتهم عن دائرة نفوذ هاتين الدولتين وتوجيه الضربات المتلاحقة للقوات السوفياتية المحتلة إذا اتبعوا سياسة الإستقلال الكامل والإعتماد على النفس والتضحية.

الغرضون
06-09-2003, 05:25 PM
أبرز المخاوف والأخطار المحدقة:
1-التكالب العالمي لحل القضية سلميا:
إذ أن الغرب لا يرضى أبدا أن تقوم دولة إسلامية إثر هذا الجهاد المشرف وأن بقاء روسيا قرنا من الزمان أهون عند أمريكا والغرب من قيام دولة إسلامية لمدة سنة ولذا فقد اتفقت أمريكا مع روسيا على الانسحاب ولكن العائق هو من البديل إن البديل الذي اتفقت عليه الدول الكبرى هو الملك محمد ظاهر شاه ولكن هنالك عوائق كثيرة الآن أمام رجوع الملك وعلى رأسها معارضة سياف وحكمتيار ومجلس الشورى للاتحاد (60 عضوا ) لهذا معارضة شديدة لا تقبل المجادلة ولا النقاش وهما يقودان قوة لا يستهان بها ولذا فإن أعداء الله يمكن أن يفكروا بأية وسيلة يستطيعونها الآن وإن كان الأمر الآن خارجا عن أيديهم إذ أن أفغانستان حتى الآن في يد المجاهدين و (90%) من أرضها يسيطرون عليها ولكن أعداء الله يتربصون بالصادقين ريب المنون ريثما يمكنهم تربية قائد جديد على أعينهم أو يعيدوا الملك الذي يعيش على حافة قبره.
وهنالك حلول مطروحة من روسيا أن تأتي قوات للفصل بين روسيا والمجاهدين وتقترح روسيا دولة تدور في فلكها لتقدم قوات الفصل وسوريا على رأس الدول المرشحة لتقوم بهذه المهمة.
ولقد استفتت لجنة موثوق بها من (مجلس الشورى للإتحاد الإسلامي لمجاهدي أفغانستان) حول قضايا منها: رجوع الملك ورأيت ورقات الإستفتاء فلم أجد واحدا موافقا على رجوع الملك.
وأما الملك فإنه لا زال يحلم بالعودة إلى أفغانستان ولا زال وزراءه القابعون في ألمانيا يتحركون بنشاط عجيب، علهم يرون الحياة تدب في العظام الرميمة ولا زال صهره (همايون) يتحرك بين أوروبا وباكستان وهو يضع دستورا للدولة القادمة التي رآها في منامه.
ولكن الذي يعطي الأمر جديته أن الإتحاد الثلاثي (جيلاني -مجددي- محمد نبي) قد بايعوا الملك وظهرت صورتهم على التلفاز الباكستاني.
لقد عاتب بعض الطيبين محمد نبي على صلته بالملك وبيعته له- فقال محمد نبي: لقد رأينا أن الدول الغربيه وعلى رأسهم أمريكا مجمعة على الملك؛ فقلنا نبادر نحن بأنفسها إلى هذا فقمنا بمبايعته ثم ذهبنا إلى الخارجية الفرنسية ففرحت كثيرا ثم إلى الخارجية البريطانية فشرحنا صدورهم ثم إلى الخارجية الأمريكية فسروا سرورا عظيما.
وهنالك محاولات لتخطي قادة الجهاد الصادقين لاستفتاء مشيخة القبائل والناس الذين في المخيمات محاولين إبراز رغبات هؤلاء الذين يشترون (بثمن العنز) حتى تبدوا أهواءهم وشهواتهم أنها التعبير الصادق الحقيقي للشعب الأفغاني الطيب.
وهناك الأهواء والشهوات التي تتطاحن في بيشاور على الزعامة هؤلاء الذين أسميهم (تجار الدماء) وصدق رسول الـله صلى الـله عليه وسلم فيهم إذ يقول في الحديث الذي يرويه مسلم عن سعد رضى الله عنه: (سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها)(1)[رواه مسلم واحمد/ صحيح الجامع الصغير للألباني3587].
لقد بايع بعض هؤلاء في داخل الكعبة المشرفة على الحفاظ على الإتحاد وظلوا في داخل الكعبة حوالي ساعة في مشهد روحاني شفافي مشرق وارتفع البكاء وعلا النشيج وبدأ الحراس وحملة المفاتيح يبكون ثم انتقل البكاء إلى الطائفين حول البيت العتيق ولعل الناس لم يشهدوا في حياتهم مثل هذا المنظر وغاب الناس ونسوا أنفسهم وسقط محمد مير لفرط البكاء.
ثم شهدت بيعة سياف في مجلس الشورى، بعد انتخاب مشرف نال فيه اثنين وأربعين صوتا من سبعة وخمسين صوتا أعضاء مجلس الشورى الحاضرين وكان أول المسرعين إلى البيعة رجل ممن بايع في داخل الكعبة ثم ماذا لم يف الرجل ببيعته شهرا .. وهو الآن مسلط لسانه وسيفه على الإتحاد وعلى رئيسه ويتصل بالجرائد والمجلات والإذاعات التي تناصب الإسلام العداء على رؤوس الأشهاد ويصرح كل يوم تصريحا جديدا باتهام جديد لرئيس الإتحاد من سرقة الأموال واستغلال الإتحاد وقتل الجهاد.. ويرسل شقيق مساعده واسمه (عبد الحق) إلى لندن ليبث من إذاعة الكفر كل ليلة من (BBC) اتهامات ضد الإتحاد ورئيس الإتحاد.
2-سياسة المذابح الجماعية والإبادة الكاملة:
وتتبعها روسيا -خاصة بعد مجىء (شيرنينكو)- حيال القرى التي تدخلها الدبابات الروسية بأعداد ضخمة قد تصل الألف دبابة وناقلة ومصفحة؛ ولقد هجمت روسيا في هذا الشتاء بقوات هائلة على المناطق التالية: كوهي ستان سمنغان بلخ قندهار غزني جكردرا أستالف اشكمش فلول خان آباد كوهي بست ميدان أورغون أوزبين تكاب نجراب هرات باغيس.
ولكنها ارتدت -في كثير من المعارك- على أدبارها خاسرة ومنيت بخسائر فادحة ومع ذلك فقد دخلت بعض القرى فأقامت المجازر الجماعة ولقد أدخلت روسيا الآن قوات جديدة وعلى أغلب الظن يصبح عددهم في أفغانستان (200-250) ألفا .
أبرز الآمال العريضة والمبشرات العديدة:
1- طبيعة الشعب الأفغاني الفريدة ومراسه الصعب وعزته وحبه للجهاد يقول لي (عمر حنيف): نحن شعب جهادنا ضرورة لنا كالماء بالنسبة للسمك.
ويحدثني الدكتور (عبد القدير): لقد شهدت محاورة حادة وشجارا عنيفا بين مجاهد وبين الطبيب الذي قطع رجل ذلك المجاهد بسبب تجمدها بالثلج إن المجاهد يقول للطبيب: أرجعها كما كانت لأنك حرمتني بعد اليوم أن أجاهد في أ فغانستان ثم ينقل لي عن طبيب آخر قصة مثيلة وفي نفس اليوم.
ولا أنسى ذلك الشيخ الذي طعن في السن وهو يقول (ان السكن في بيشاور إثم).
2- الانتصارات الواقعية وأرقام الفتوح الربانية على الشعب الصابر التي ترتقع يوما بعد يوم ويقول المراقبون: إن الإنتصارات وأشد المعارك ضراوة قد سجلت رقما قياسيا سنة (1983م) وزادت (1984م) كثيرا .
3-وهناك التأييدات الإلهية والبراهين الربانية التي رويت منها الكثير مما سمعته من أفواه الثقات: حدثني الشيخ جلال الدين حقاني (منذ سبعة أشهر تقريبا من شوال سنة (1403هـ) إلى جمادى الأولى سنة (1404هـ) والطائرات تقصفنا كل يوم مرتين إلى خمس مرات ووالله ما استشهد من جبهتي ولا جبهة مولوي أرسلان واحد من المجاهدين وذلك لأننا ندعو الـله قائلين: (اللهم إنا نشكو إليك قوتنا وقلة حيلتنا تجاه الطائرات) فيحمينا الله.
يقول مولوي (حليم) قائد ميدان: ما هجمت الطائرات علينا مرة إلا ورأيت الطيور تحتها فأقول للمجاهدين جاء نصر الله ولقد توقف ذات مرة مضاد الطائرات (ZK1) فدعوت الله فساق الله علينا الغمام تغطينا من الطائرات ويقول: لقد هجمت علينا ستمائة دبابة وناقلة وكنا مجموعة من المجاهدين ليس معنا سوى (14) بندقية مع العصى والسيوف وهزمهم الله.
4- وهناك الهلع الروسي الذي يعيشه الجنود:
إن الهول المذهل المزلزل يقطع نياط قلوبهم وإن الخوف المروع والفزع الرهيب يمزق كيانهم يحدثني شاب عربي اسمه أبو عبيدة فيقول: لقد كنا نأتيهم في خنادقهم فنجدهم يبكون مرتجفين وبجانبهم سلاحهم مليء بالرصاص فنقودهم إلى الأسر.
كم من الأعداد فروا عندما سمعوا كلمة (الله أكبر) يحدثني (محمد داوود غيرت) قائد في وردك قائلا : أحاطت بنا الدبابات من كل جانب وغطت سماءنا الطائرات وكنا مجموعة كبيرة وأعداد العدو أكثر من عشرة آلاف مع مئات الدبابات ففر معظمنا وبقيت بين عشرين مجاهدا صممنا على الموت فاستشهد منا أحد عشر وبقينا تسعة مثخنين بجراحنا بعد جوع يومين في رمضان وتقدمت إلينا الدبابات لتمسكنا أحياء فصرخنا بصوت واحد: الله أكبر فكأن مدينة بكاملها تكبر وهزمت الدبابات من صيحة ( الله اكبر)!!.
5-طبيعة التضاريس الأفغانية:لقد حبا الله أفغانستان طبيعة تساعد على الجهاد من وعورة مسالكها وصعوبة تسلقها ومشقة ارتيادها.
6-الحدود المفتوحة: إذ حول أفغانستان من جهة باكستان مناطق القبائل الحرة التي لا تخضع لدولة وطول الحدود يمتد إلى (2252 كم) ومع إيران ما يزيد على (ألف كم).
7-سيطرة المجاهدين على زمام الأمور:إن قبضة المجاهدين محكمة على كثر من المناطق التي تقع تحت أيديهم فهم ينشئون المدارس والمحاكم الشرعية التي تفصل في الدماء والأموال والأنفس ففي منطقة ميدان ثمانية آلاف طالب في المدارس التي يشرف عليها المجاهدون وكذلك في كل منطقة تجد المدارس والمحاكم بل إن روسيا تعترف في الداخل بالمجاهدين لقد حدثني أربعة من علماء قندهار (سراج الدين ومحمد غريب وعبد العلي وعبيد الله ) قالوا: إن روسيا ترسل شحنات الأغذية مع سائقي السيارات العامة فيلقاه المجاهدون فيأخذون الشحنة ويعطيه القائد إيصالا بأخذها فيضطر الروس دفع أجرة السيارة للسائق بعد التأكد من رؤية الإيصال.
هذه بعض الآمال والمخاوف في الجهاد الأفغاني والأقدار بيد الله يجريها بمشئته لا راد لأمره ولا معقب لحكمه بيده ملكوت كل شيء وإليه يرجع الأمر كله.
(ولله غيب السموات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون) (هود: 123)
فهل تتحق آمال المسلمين في انتصار الجهاد الأفغاني ،وإقامة المجتمع المسلم؟؟؟
إنه غيب مستور في يد العزيز الغفور؛ لقد بقيت موسكو تحت سيطرة التتار المسلمين من (645-885هـ) والروس كما وصفهم المسعودي وابن بطوطة (أمة همجية شقر الشعور زرق العيون قباح الوجوه أهل غدر) ثم احتل الروس مناطق تركستان بالتتابع ابتداءا من (إيفان الرابع الرهيب) سنة (960هـ) (1552م) وسقطت تركستان كلها (4 مليون كم مربع) ثم سقطت سيبريا الغربية على يد إيفان وبمساعدة البابا واستمرت معاملة المسلمين بالإبادة والقهر وهدم المساجد منذ عهد إيفان الرابع وفي أسرة (رومانوف) التي حكمت من سنة (1613-1917م) ثم ازدادت الوحشية بعد الثورة الحمراء حتى يومنا هذا وما يجري في أفغانستان الآن صورة عن هذا الماضي الوحشي الرهيب وصادرت حكومة القياصرة خلال القرنين السابقين للثورة الشيوعية أكثر من مائة مليون فدان(2).
[انظر المسلمون في الاتحاد السوفياتي للدكتور محمد علي البارس 10-12 نقلا عن كتاب المسلمون المنسيون في الاتحاد السوفياتي وكتاب (الاتحاد السوفياتي والعالم الاسلامي)].
فهل يدور الزمان دورته ويستدير مرة أخرى كهيئته يوم أن كانت موسكو تدفع الجزية للمسلمين إنهم يرونه بعيدا وما ذلك على الله بعزيز.
إن الشيوعيين قد قسموا تركستان الغربية إلى خمس جمهوريات:
1- قازاقستان. 2- تركمانستان. 3- طاجكستان. 4- أوزبكستان. 5- قرغيزيا.
وثلاثة منها ملاصقة لأفغانستان بالحدود (طاجكستان أوزبكستان تركمانستان) واثنتان قريبتان جدا .
ولذا فالروس يخشون أن تدب روح الجهاد في نفوس أبناء ذراري المسلمين في هذه المناطق وقد سمعت أن بعض أبناء هذه المناطق في بداية الغزو الروسي لأفغانستان قد بدلوا المصاحف بأسلحتهم للأفغانيين.

الغرضون
06-09-2003, 05:26 PM
كل عربي في داخل أفغانستان يعتبر قائدا ، والعرب الذين جاءوا معظمهم لا يحمل الثانوية العامة، وصنع الـلـه بهم في داخل أفغانستان من الآثار ما لا يصنعه أحد غيرهم.
الأفغان ينظرون إلينا ؛ على أساس أننا أحفاد رسول الـلـه صلى الـلـه عليه وسلم، يسمع الشيخ الكبير الذي قد نيف على الثمانين يسمع أن عربيا قد وصل القرية على بعد يوم أو يومين، فيمسك بيده طفله، وعكازه في اليد الاخرى، يمشي على الثلج يومين كاملين ليقرأ العربي القرآن على رأس ابنه أو على قلبه، ينظرون إلينا أننا أحفاد رسول الـلـه صلى الـلـه عليه وسلم، شاب عربي هنا في بلده، في بيته، ليس له أي قيمة، ولا أي وزن، ولا أي رأي، يذهب هناك بعد شهر أو شهرين تصبح الجبهة كلها لا تعمل عملا إلا إذا استشارت العربي، يصبح قائدا حقيقيا .
أرسلنا شابا عراقيا اسمه أبو عاصم - معه توجيهي ثانوية عامة - من حفظة كتاب الـلـه، صوته ندي، تسمع منه القرآن كأنما يتنزل الساعة من السماء، ذهب عند أبرز قائد في أفغانستان (أحمد شاه مسعود)، قال: يا أحمد شاه، قال: نعم .. قال: أعطني ثلاثين قائدا من قادتك أربيهم على القرآن الكريم! اخـتـار لـــه قـــادة، روسيا تهتز عندما تذكر أسماؤهم، والـلـه هذا واحــد اسمه جادا، وواحـد اسمه بانا، وواحد اسمه مسلم، وواحد اسمه سيد يحيى، هذا (بانا) قبل تسعة أشهر يرسل له نجيب (رئيس الجمهورية) رسالة ؛ يا بانا: خفف عنا الضربات ونحن نعطيك ما تشاء، لأنه دمر هو وفئته حوالي خمسمائة دبابة في ممر سالنج، فمكث معهم أبو عاصم حوالي سنة (من رمضان إلى رمضان)، في رمضان 1406هـ خططوا لمعركة في (أندرآب)، استأذن أبو عاصم من أحمد شاه أن يشترك فأذن له قال: إئذن لي أن أنسف باب القلعة التي نهاجمها، قال: لك ذلك، سجل الأسماء صفي الـلـه أحد قادة أحمد شاه، سجل الأسماء، كل واحد وبلده فلان، بدخشان، وفلان بغلان، فلان قندوز، أبو عاصم العربي، كتب بجانب أبا عاصم بلده شهيد، فجاء عبد الـلـه أنس (عربي ثان) قال: يا صفي الـلـه قال: نعم، قال: أنت مستعجل على واحد منا، نحن اثنين تريد أن تأخذ واحدا مستعجل عليه قال: والـلـه ليقتلن هذا اليوم، قال له: أنت تتألى على الـلـه أتعلم الغيب قال: لا أعلم الغيب، لكن والـلـه لن يرجع، والـلـه لن يرجع، والـلـه لن يرجع إلا شهيدا، أنا لا أعلم الغيب، لكن أنت أعمى ألا ترى نور الشهادة بين عينيه وتحركت السرية، مائة وسبعة عشر منهم أبو عاصم وشاه قلندر، الإثنان صائمان، والبقية أمرهم أحمد شاه أن يفطروا لأن الفطر أقوى لهم، ونسف أبو عاصم باب القلعة، وانهارت القلعة، وانهار جزء من الجدار، وانهارت معنويات الكفار، ودخلوا، وجاءت الرصاصة التي نقلت أبا عاصم إلى ربه، الشهيدان الوحيدان هما الصائمان: شاه قلندر وأبو عاصم، وعندما رجع أبو عاصم الى القاعدة شهيدا، ما كاد قادة أحمد شاه مسعود يطيقون رؤية أبي عاصم شهيدا، ما كادت نفوسهم ولا خيالهم أن يحتمل أن يروا معلمهم شهيدا، حفر أحمد شاه قبره بيده ودفنه، وبدأت الذكريات تثير الأشجان، يجلسون بعد صلاة الصبح الى جلسة القرآن كما علمهم أبوعاصم، وينظرون فيجدون مكان (قاري سيب) خاليا فيبكون ويقومون.
قاري سيب يعني: قاري محترم، يجلسون للطعام، هذا صحن القاري سيب - أبو عاصم -، فأين أبو عاصم! ينامون... هذا سرير أبي عاصم خاليا، يقض عليهم مضاجعهم، يؤرق أجفانهم، خاف أحمد شاه أن تجن القاعدة كلها عندما قتل أبو عاصم، اضطر أن ينقلهم على بعد ثلاثين كيلو متر حتى ينسيهم ذكريات أبي عاصم، كم عمر أبي عاصم؟ اثنتان وعشرون سنة.
أقول لأحدهم من أركان أحمد شاه مسعود اسمه قاضي مظلوم: يا قاضي مظلوم كيف كان أبو عاصم فيكم قال: ما رأيت رجلا أكثر منه مهابة أبدا، والـلـه ما كان أحدنا يجرؤ أن يمزح أو يهزل أو يبتسم أو يضحك أو يمد يده أو رجله أو يعبث بلحيته أمامه أبدا، من هؤلاء من هؤلاء الذين هزوا روسيا حتى الآن كلما دخلوا معركة... الـلـهم ألحقنا بأبي عاصم!!
وأرسلنا مكانه شابا جزائريا خريج الجامعة الأسلامية بالمدينة المنورة، من حفظة القرآن، صوته ندي، وبدأ يحدث ويعلمهم القرآن، وقال لأحمد شاه: سلمـني مجموعة من قادتك حتي أربيهم على القرآن، سلمه تسعين قائدا ، مكث معهم ثلاثة أشهر، بين الثلوج، يبدأ يومه بصلاة الفجر وينتهي بصلاة العشاء، القرآن، التفسير، الحديث، متن الجوزية.
يقول لي سعيد الجزائري: علمتهم القرآن، فعلموني أدب القرآن، ما كان أحد يسبقني لا في مشي ولا في أكل ولا في جلوس، كنا نبيت على أسر ة من طابقين، كنا غنمناها من الروس، فكنت أنام على الطابق العلوي والأفغاني ينام على الطابق السفلي، فذات ليلة كنت أشعر بالبرد، فجلست في الطابق السفلي بجانب المدفئة، وأخذني النوم العميق، فما فتحت عيني إلا بعد منتصف الليل، وإذا بالأفغاني واقف فوق رأسي هكذا، قلت له: ما الذي يوقفك بعد منتصف الليل، في هذا البرد الشديد قال: أريد النوم، قلت له: لماذا لم تنم مكاني المكان فارغ، وإذا به يقول: معاذ الـلـه أن أنام فوق القرآن الذي في صدرك!!
إحترامهم عجيب للعرب والـلـه، شباب بسطاء ، كما قلت لكم ليس لهم أي قيمة في بلادهم، وإذا بهم مع إخلاصهم يحقق الـلـه على أيديهم العجائب، يذهب الواحد منهم عدة أشهر في منطقة، يحرك المنطقة بكاملها، بعض الشباب لا يعرفون شيئا، لا حديث ولا قرآن، وجاء من بلدان علمانية وثورية، ثورية يعني: نسبة إلى ثور... قرونهم طويلة!!
عربي جاء للخطبة يجتمعون، والـلـه يجتمعون، عبد الـلـه أنس ليس معه توجيهي، يجمعون له من عدة قرى في مسجد معرّض للقصف، ويضعون الرشاشات مضادات الطائرات فوق المسجد، ويبقى من الظهر إلـى العصر ويخطب لهم وهم يبكون، بعضهم لا يعرف يخطب فيقول: بسم الـلـه الرحمن الرحيم، الحمد لـلـه رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ؛ (إنفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الـلـه) (التوبة:14) صدق الـلـه العظيم .. أنتم أبطال، أنتم شجعان والسلام عليكم ورحمة الـلـه، فتجد كل المنطقة تردد: هل سمعت خطبة العربي (بسيار خوب خطبة)، يعني: خطبة ممتازة جدا، وهو ماذا قال بسم الـلـه الرحمن الرحيم، الحمد لـلـه رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
بل الشيوعيون الأفغان يحترمون العرب، والـلـه، أحد إخواننا معه توجيهي، أرسلناه إلى منطقة، وطاف حوالي خمسمائة قرية يعد المجاهدين واحدا واحدا ،ويعطي كل واحد مساعدات مما بين يديه، لأننا نحن أخذنا على أنفسنا ؛ أن هؤلاء الشباب الذين يدخلون إلى أفغانستان سنضع في أيديهم شيئا مما يقع في أيدينا من التبرعات، لن ندفع قرشا واحدا للمهاجرين، لأن حاجات المهاجرين لا يمكن أن تسد، نحن نريد أن نوصل الخبز إلى خنادق القتال.
فالمهم... الروس يلاحقونه من قرية إلى قرية، يقصفون القرية، العربي في القرية الفلانية، يقصف القرية الشيوعيون.
الروس قالوا لزعيم المليشيا: سلمنا العربي حيا أو ميتا ولك ما شئت، زعيم المليشيا عنده خمسة آلاف مسلح، أرسلوا وراء أخينا هذا (العربي) اسمه طاهر، أرسل وراءه أريد أن أقابلك، فقال: أنا أريد أن أقابل زعيم المليشيا، مليشيا معنى ذلك ؛ عميل مع الدولة، ويقاتل معها، مع الشيوعيين، قال له قادة الجهاد: سيسلمك الى روسيا، قال: ليسلمني، أريد أن أقابله، قالوا: أكتب لنا ورقة للمشايخ الذين أرسلوك في بيشاور حتى يكون لنا عذر أمامهم، أنك ذهبت رغم أنوفنا، أكتب لنا للشيخ عبد الـلـه عزام ورقة ؛ أنك ذهبت رغم إرادتنا، فكتب: أعترف أنني ذهبت رغم إرادة القادة وخالفت أمرهم، ذهب وقابل زعيم المليشيا في مقره الذي معه خمسة آلاف مسلح، وبدأ يتكلم معه، قال: أين رجولة الأفغاني التي سمعنا عنها أليس عار عليك وعلى أمثالك أن نأتي من بلاد العرب ندافع عن أعراضكم، وأنتم تسلمون أعراضكم للروس بدأ زعيم المليشيا يبكي، ثلاث ساعات وهو يسمعه من هذا الكلام، في الأخير قال له: قف، أنا رهن إشارتك، زعيم المليشيا في المنطقة!... خمس آلاف مسلح حوله... أنا رهن إشارتك إن أردت أن أنضم للمجاهدين أعلن انضمامي للمجاهدين مع الخمسة آلاف مسلح، قال: لا.. ابق كما أنت، تعين المجاهدين بأموال الدولة ؛ لكن نحن الآن ليس عندنا قذائف هاون، أرسل لنا قذائف هاون، أرسل ثلاثمائة قذيفة هاون للمجاهدين، ثم قال له أخيرا : - زعيم المليشيا! - ليس عندي أثمن من هذه الساعة - بيده ساعة رادو -، هي تذكار مني إليك، إذا كان الشيوعيون يتأثرون بالعرب، فكيف المسلمين الأفغان أحد إخواننا، عربي لم يكن له في مجتمعه الأهمية، شاب أخذ توجيهي جديد اسمه ؛ عبد الرحيم بن رشيد العرجاء، ذهب إلى بلخ، وقضى الـلـه عز وجل أن يأسره الروس، علم قائد على بعد يومين أن عربيا قد أسر، قال: أي عار سيسجل علينا في التاريخ ؛ أن العربي يؤسر بيننا ونحن أحياء! استنفر الكل، جمع المسلحين وهجم على القلعة التي ظن أن العربي قد سجن فيها، افتتح القلعة لكن لم يجد العربي..
المهم؛ حُمل العربي إلى كابل - هذا عبد الرحيم بن رشيد العرجاء من فلسطين - وحاكمه الروس، قالوا: ما الذي جاء بك هنا قال: بل أنا أسألكم ما الذي جاء بكم أنتم أنا مسلم، أنا جئت أجاهد، وأنتم ما الذي جاء بكم إلى هذه البلاد قالوا له: سنطلقك، إذا أطلقناك ماذا تفعل؟ قال: سأحمل بندقيتي وأعود لقتالكم! حكموا عليه بالاعدام، في فترة حكم الإعدام صار يقوم ويصوم وما الى ذلك، حدثني الأفغاني الذي معه، قالوا: عندما كان يقوم الليل، كل واحد منهم يتمنى أن يسمع صوته وهو قائم لليل، قلت له: هل تحب أن تكون مكانه - كان معه في الزنزانة - قال: والـلـه ود كل واحد في السجن أن يفتديه بنفسه وروحه، ولا ندري يجوز أنه عند ربه الآن ونفذ فيه حكم الأعدام، أو بقي حيا.
ثم حدث أن قائد المنطقة محمد علم قائد عنده ستة عشر ألفا، أسر ضابطا من الضباط الكبار فطلبه الروس قال: أعطيكم إياه مقابل ياسر، نحن نسميه ياسر وهو اسمه عبد الرحيم، مقابل عبد الرحيم، قالوا: خذ عشرة من قادة الجهاد مقابل هذا، ولكن لا نعطيك عبد الرحيم، قال لهم: أنا أريد عبد الرحيم ولا أريد عشرة من قادة الجهاد، قالوا له: لقد قتلناه، لقد نفذنا به حكم الإعدام.
أنتم لا تتصورون إيش قيمة العربي في داخل أفغانستان، لا يستطيع أحد أن يحل بعض المشاكل المستعصية من الخلافات إلا العرب، وكم وحّد الـلـه على أيديهم من الجبهات، أحيانا هنا جبهة وهنا جبهة ؛ جبهة مثلا للحزب وهنا جبهة للجمعية، الحكومة أنفقت كثير ا من أموالها للعملاء المنافقين، فترسل خمسة إلى هنا وخمسة إلى هنا، وظيفتهم إنشاء الفساد في هذه الجبهة ضد هذه الجبهة، وهذه الجبهة ضد هذه الجبهة، يمر واحد من الحزب، فيتصدى واحد من الذين مع الجمعية من العملاء لا يعلمونه يقتله، تقوم قيامة الحزب ؛ نريد أن ننتقم لاخينا .. لو تمالأ أهل صنعاء على قتل رجل لقتلتهم به جميعا .
يا إخوة هذا فساد في الارض، كيف؛ هذا مسلم ودمه يجب أن يثأر له.
فماذا يحصل يصير الحزب إذا أراد أن يذهب لفتح قاعدة من قواعد الروس، لا يستطيع أن يمر بجانب الجمعية. والجمعية أذا أرادت أن تفتح قاعدة من قواعد الروس، لا تستطيع أن تمر بجانب الحزب، العرب هم فقط (الترفك) الوحيدون الذين يستطيعون أن يدخلوهم ويخرجوهم. والـلـه مشاكل كبرى، لو لا الـلـه ثم وجود العرب كادت الدماء تسيل لا تتوقف سنوات، فيأتي شاب عربي هو المسموح له أن بجمع كبارالقادة، يتجول بينهم بنفسه يحضر أحمد شاه مسعود يحددوا مكانا للعرب، أنهم لجنة للصلح، المكان هذا يحددونه لاجتماع القادة، يحرسه العرب، ممنوع أي أفغاني يحمل السلاح، ولا رصاصة، يأتي، يفتش العرب أحمد شاه مسعود، بجيبه رصاصة، بجنبه مسدس، يأخذونه منه، أقعد هنا، تعال يا سيد جمال، تعال يا فلان، يجمعونهم مدة ساعة، يخرجون مصطلحين إخوانا متحابين، لا يستطيع أحد أن يقوم بهذا الدور غير العرب.
ولذلك والـلـه يكون العرب ماشيين في شوارع اشكمش في تخار، وغيرها ؛ والنساء يدعون لهم ويبكين، وكل واحد يتمني... عربي! تعال عندي تغدى، تعال عندي تعشى، بل أكثر من ذلك، الآن العربي إذا دخل أي بلد يقول: يا فلان - من القرى - يا فلان نحن عشاؤنا الليلة عندك، يذهب فرحا إلى أهله، سيأتي العرب ينامون عندي، ويأكلون عندي، سيسألنا الـلـه عن هذه المحبة التي يحبوننا بها! فكيف لو جاء الدعاة كيف لو جاء العلماء كيف لو جاء أبناء الدعوات الإسلامية كيف لو جاء المثقفون ثقافة إسلامية البارزون في بلادهم ماذا يصنعون! أليس حرام علينا أن نترك واحدا مثل انجنير بشير، شاب عمره خمس وعشرون سنة، حاكم لأربع ولايات، أربع ولايات قدر الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين، يواجه مشاكل تشيب النواصي، مفروض منه أن يدبر كيف يواجه الروس، مطلوب منه أن يحل مشاكل التعليم، مطلوب منه أن يحل مشاكل الفقر، مطلوب منه أن يحل المشاكل الإجتماعية، مطلوب منه أن يحل المشاكل القبلية، مطلوب منه أن يحل كل هذا.
شاب عمره خمس وعشرين سنة! لو كان هؤلاء الاساتذة الذين في الجامعات - ما شاء الـلـه - أحدهم بجانب بشير أو اثنان من الدعاة أو من العلماء، يكون بشير تلميذا بسيطا أمام هذا الأستاذ.
ولذلك، روسيا الآن تخشى، نعم.. الإذاعة، إذاعة الروس الشيوعيين تبث ضد عبد الـلـه أنس في الشمال، انتبهوا!... يقررون، يجتمع الحزب الشيوعي... يجب أن نقتل عبد الـلـه أنس ؛ لأنه عطل علينا كثيرا من خططنا في افساد المجاهدين وتفريقهم. عبد الـلـه أنس معه الثاني الثانوي ما أنهى التوجيهي.

الغرضون
06-09-2003, 05:28 PM
في زمن تتلاطم فيه الأمواج .. وتتضارب فيه الأهواء .. وتتصارع في الدول والثقافات؛ كان لا بدّ للغة الحوار والديبلوماسية أن تسود .. وكان من الضروري أن تطفو على السطح ظاهرة (التحالفات) سواء كانت دينية أم إقليمية أم دولية ..
ومن يرجع إلى التاريخ متدبرا ومتمعّنا ويستطلع أحوال الأمم وتطورات الحياة .. من يفعل هذا سيجد أنه ربما تحالف عدوان لدودان ضد عدو مشترك أو خطر يهددهما معا ..
ألا وإنه قد غلبت على التحالفات المعاصرة صبغة الشر والخبث والهدم والتخريب..
وإنني قبل أن أشرع في سرد نموذجين لتحالفات شريرة أودّ أن أذكّر القارئ الكريم بحديث نبوي شريف .. حيث ورد عن نبينا محمد صلى الـله عليه وسلم أنه قال: تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها .. فقال الصحابة: أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الـله؟ فقال عليه الصلاة والسلام: لا .. أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل.
ومبرر إيرادي لهذا الحديث الشريف هو قطع تعجب القراء حينما يكتشفون أن معظم التحالفات الشريرة إنما تكون ضد الدين الإسلامي الحنيف .. والـله المستعان ..
ولقد اخترت أفغانستان لتكون هي بؤرة اهتمامي .. ودائرة كلامي ..
لأنها شهدت في العقدين الأخيرين أحداثا ضخاما .. تشيب لها الولدان ..
بدءا بالشيوعية فالاحتلال السوفيتي وانتهاء بجرائم التحالف الشمالي وحليفه التحالف الدولي ضد ما يسمى بالإرهاب ..
عناصر البحث
1-نبذة عن أفغانستان وشعبها.
2-التحالف الشمالي الأفغاني.
3- التحالف الدولي ضد الإرهاب.
أولا : الشعب الأفغاني:-
لست أدري من أين أبدأ ..
ولا ماذا أكتب عن هذا الشعب المسلم البطل ..
شعب أفغانستان التي هي بلاد (قطز) قاهر التتار (ومحمود الغزنوي) فاتح الهند وهي بلاد الفخر الرازي وابن قتيبة وإمام الحرمين (الجويني) والبيروني والبدخشي والفارابي وابن سينا والجوزجاني ..
إنّ أرضا أنجبت هالعظماء يجب أن يكون شعبها عظيما ..
وبالفعل ..
فإن للشعب الأفغاني خصائص مميّزة .. وصفات فائقة ..
أنقلها بتصرف وإيجاز عن بعض مذكرات الشيخ المجاهد عبد اللـه عزام رحمه الـلـه:
1-يمتاز هذا الشعب بأن 99% من السكان مسلمون من أهل السنة .. وظلّ التشريع الإسلامي هو المصدر الوحيد للتشريع منذ أن فتحها عاصم بن عمرو التميمي زمن الفاروق عمر رضي الـله عنه وحتى انقلاب الشيوعي الهالك محمد داود سنة 1973م ..
2-التفاف الشعب حول العلماء .. وتجلّى هذا في خلع الشعب لملكين من ملوكه حادا عن الصراط القويم..
3-أنّ (60%) من الشعب الأفغاني من عرق (البوشتن)[البشتون]: وهو خليط من العرق التركي والإيراني ويطلق عليه البعض (الباتان) وهو عرق يمتاز بطول قامته وبشرته السمراء وشعره الأسود المموج وهذا شعب صلب المراس محارب بطبيعته يأنف الذل ولا يستطيع الإقامة على الضيم فلقد قهر الإسكندر المقدوني وأذل بريطانيا التي حاولت كثيرا أن تغرس راياتـها فوق هضباته فلم تستطع إذ تعرف بريطانيا كيف خسرت جيشا بكامله سنة (1942م) عداده اثنا عشر ألفا لم ينج منه سوى واحد هو الذي كتب عن الملحمة التاريخية واسمه الدكتور برايدون (Pridon)! ..
4-شعب أبـيّ صلب فقير لم تتمكن الدنيا من التغرير بـه .. يعيش على الفطرة السوية التي لم تشوه طهارتـها عاديات الزمن؛ وهو فوق هذا كله شعب شهم يهب أفراده لنجدة الملهوف وإغاثة الولـهان..
ويكفي أن الغرب يسمي الأفغان التيس الجبلي .. حيث قالوا: لقد أخضعنا العالم كله لثقافتنا سوى اثنين: التيس الجبلي في الهندوكوش بأفغانستان والأعرابـي في صحراء الجزيرة!!
ثانيا : التحالف الشمالي الأفغاني:-
إثر اندحار العدوان السوفيتي عن أرض أفغانستان المسلمة؛ تصارع الفرقاء الأفغان على السلطة وذلك نتيجة حزازات قبلية وعرقية أذكت نارها القوى الرافضية .. وأجهزة المخابرات الغربية.. مما أدى إلى وقوع صراعات مسلحة ومعارك دموية رافقها دمار للقرى وتخريب للممتلكات وخسائر في الأرواح والأموال ..
هذا الصراع المرير على حطام الدنيا؛ والذي تفرغت لتضخيمه وتهويله الأبواق الإعلامية الغربية .. هالصراع دفع ثلة من طلبة العلم الشرعي إلى التحرك واتخاذ خطوة فعالة للسيطرة على زمام الأمور ومنع المزيد من الآلام والمحن ..
وكانت البداية لهؤلاء الطلبة من مدينة قندهار الحصينة .. حيث توفر لهم دعم الحكومة الباكستانية .. والأهم من ذلك الدعم الشعبي الأفغاني الذي ملّ الصراعات والحروب الداخلية .. كل هذه العوامل إلى جانب عامل الإخلاص مكّنت (حركة طالبان) من السيطرة على أكثر 95% من الأراضي الأفغانية في بضعة عشر شهرا لتعلن نفسها حاكمة شرعية رسمية للبلاد .. واعترفت بحكومة طالبان -بعد باكستان- كل من: الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ..
ومع البروز المتصاعد لنجم الحركة - خصوصا مع نجاحها في توفير الأمن وتحجيم تجارة المخدرات وترسيخ أسس العقيدة الصحيحة - ثارت غيرة مناوئيها الداخليين الذين اتحدوا على اختلافهم ضد عدوهم المشترك: طالبان ..
وهكذا تكوّن (التحالف الشمالي) من مجموعة مختلطة تشمل الروافض والأوزبك والطاجيك والشيوعيين فضلا عن عدد من البشتون المعادين لطالبان [معظم أفراد حركة طالبان ينتمون إلى العرقية البشتونية السنّية المحافظة] ..
ولا يفوتني أن أشير إلى أن أشير إلى أنّ طالبان لم تتعرض لأية عرقية بأي أذى ..
كما يهمني أن أوضح أنّ طالبان عانت من محدودية الدخل المالي .. نتيجة القرار الشجاع الذي اتخذه الملا محمد عمر زعيم الحركة بتحريم زراعة الحشيش (وهو مصدر أساسي للدخل الأفغاني .. ومن أشهر المتاجرين فيه رئيس الحكومة الانتقالية الحالية حامد كرازاي الذي يحمل الجنسية الأميركية) .. وكان من آثار ضآلة الموارد المالية أن حصرت الدولة التعليم على الفتيان .. وأشدّد هنا على أنها لم تمنع أو تجرّم تعليم الفتيات .. وإنما اقتصر التعليم الإلزامي في مدارس الدولة على الفتيان .. وذلك لحاجة الدولة إلى الرجال الأشداء القادرين على بناء ما هدمته سنين الحرب الأهلية .. وقد هوّل الإعلام الغربي هذا الأمر وصوروا طالبان في شكل رعاة لا يهتمون بالمرأة ولا يقدرون حق قدرها .. وللأسف الشديد .. فقد انزلق عدد ليس بالقليل من الكتاب العرب وراء هالمزاعم وروجوا لها في الصحف المحلية وإلى الـله المشتكى..
نعود للتحالف الشمالي ..
الذي ظلّ لأكثر من خمس سنوات يتهاوش مع حكومة طالبان .. ورغم أن الغلبة كانت في معظم الجولات لصالح طالبان إلا أنّ هذه المهاوشات سببت مضايقات لحكومة طالبان واستنزفت مواردها المالية وطاقاتها البشرية ..
ومن جملة الأسباب التي ساعدت التحالف الشمالي في أداء مهمته القذرة في مضايقة (طالبان) واستهلاك قواها البشرية ما يلي:
1-تعاون أجهزة المخابرات المختلفة معه:
فقد ثبت أن هنالك تعاونا وثيقا بين التحالف الشمالي وبين المخابرات الهندية .. ومصلحة الهند في ذلك هي ضرب استقرار أفغانستان وبالتالي تعيش باكستان في حالة قلق دائم .. إذ من المعروف أن أمن باكستان من أمن أفغانستان.
2-الدعم العسكري الروسي:
من المعروف أن (طالبان) تضم في صفوفها عددا من المجاهدين الذين شاركوا في الجهاد ضد السوفيت .. وهؤلاء المجاهدون -الذين أتوا من مختلف أنحاء العالم- أذاقوا روسيا وجنرالاتها الحنظل ؛لذا فإن روسيا ترغب في الانتقام ممن نكّلوا بها ..
ورغم أن معظم المدد العسكري الروسي ما هو إلا معدات وأسلحة استعملت أثناء الغزو السوفيتي؛ إلا أنها كانت داعما قويا للتحالف الشمالي ضد طالبان.
3-الدعم الديني الإيراني:
كان لملالي لإيران دور بارز في دعم التحالف الشمالي .. ولا غرو؛ فمعظم قادة التحالف هم من الروافض.
4-الدعم الإعلامي الأمريكي-البريطاني:
وهو أخطر أنواع الدعم ..
حيث سخّرت أمريكا وبريطانيا بوقهما الإعلامي الضخم لتشويه حركة (طالبان) والتهجم على اللحى وهيئات الحسبة والحجاب (الذي لا تزال الأفغانيات متمسكات به رغم سقوط طالبان)..
وأبرز مثال على ذلك هو ما كانت تقوم به محطتا CNN الأمريكية و BCC البريطانية من ترويج لأفلام تصور طالبان في هيئة الرعاة المتخلفين الذين يعشقون سفك الدماء وكبت الحريات..
بل إن BBC (هيئة الإذاعة البريطانية) كان لها دور في تضليل وخداع البسطاء من الأفغان .. مستخدمة إذاعة خاصة تبث باللغة الدارجة في أفغانستان معلومات تثبط ولا تنشط .. وتهدم ولا تبني .. وتروج لشائعات مغرضة خبيثة .. وذلك عقب احتلال الجيش الأمريكي لأرض أفغانستان ..
ولعل ما حصل عقب عزم طالبان على هدم تمثالَيْ بوذا خير شاهد على خطورة وسخاء الدعم الإعلامي الصليبي ..
وللأسف فقد انطلى التعتيم الإعلامي الأوروبي الصليبي على عدد من الإعلاميين العرب..
وعلى كلّ فأود أن أؤكّد أنّ الدعم الإعلامي الأمريكي-البريطاني سهل كثيرا مهمة قوات التحالف الشمالي ..
فرغم انتهاكات التحالف المتكررة لحقوق الإنسان واضطهاده للبسطاء .. إلا أن منظمات الأمم المتحدة وهيئات حقوق الإنسان تغض الطرف طالما أنّ الأمور تسير في طريق القضاء على حكومة مسلمة وليدة.
5-الدعم المالي:
في حين كانت طالبان تتمتع بدعم مالي سعودي؛ كان التحالف الشمالي يواصل نشر زراعة المخدرات في الأراضي التي يسيطر عليها .. وذلك نظرا لما تدره زراعة المخدرات من دخل وفير حيث تصدّر إلى أباطرة الفساد في أوروبا تحت أعين الأمريكان والسوفيت..
كما حظي التحالف الشمالي بدعم مالي أمريكي وإيراني وروسي..
على أية حال؛ فسيسجل التاريخ أنّ هذا التحالف الشمالي قد سهّل كثيرا مهمة (التحالف الدولي ضد الإرهاب) ؛فما أن حلّت أمريكا الغاصبة وقواتها الحاقدة على أرض أفغانستان حتى وجدت في انتظارها حشدا من الروافض والأوزبك والطاجيك: يرحبون بها ويذللون لها العقبات ويكيلون المديح لها .. وهدفهم هو نيل رضا الولايات المتحدة وحلفاءها النصارى من الدول الأوروبية ..
إنها الدنيا الفانية عزيزي القارئ .. عندما يتملك القلبَ حبُّـها؛ يرى المرء الأعاجيب من الأقوال والأفعال ..
إنّ تاريخ أفغانستان لن ينسى أبدا أن هذا التحالف الشمالي قد تسبب في مصرع الآلاف من الشعب الأفغاني ..
إنّ تاريخ أفغانستان لن ينسى أبدا أن هذا التحالف الشمالي قد تسبب في تدمير الآلاف من القرى الأفغانية ..
إنّ تاريخ أفغانستان لن ينسى أبدا أن هذا التحالف الشمالي قد تسبب في تدنيس عشرات المدن الأفغانية بالقواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية الكافرة ..
لن ينسى العالم الإسلامي أنّ التحالف الشمالي قد ساعد الولايات المتحدة في اعتقال مئات المجاهدين .. وتعذيبهم .. ثم نقلهم مخدّرين مكبلين إلى آخر المعمورة؛ هناك في جوانتامو .. إنهم أسرانا في تلك القاعدة العسكرية الأمريكية النائية ذات الجو الحار .. لهم الـله .. وليكن لهم نصيب من دعواتـنا .. فوالـله إننا للأسرى وهم الطلقاء..
لن تنسى الحضارة الإنسانية أن التحالف الشمالي يتسبب -عبر زراعته للمخدرات- في هلاك الأنفس وتغييب العقول وإتلاف الأموال..
ثالثا : التحالف الدولي ضد الإرهاب:-
هو تحالف بغيض .. وشر وبيل .. وخطر مستطير ..
رأسا هذا التحالف هما الولايات المتحدة الأمريكية وذراعها اليمنى (بريطانيا) ..
وأول ضحايا هذا التحالف هو الشعب الأفغاني المسلم الذي ما أن اطمئن تحت ظلال حركة طالبان وخططها الإصلاحية حتى فُجع في قيادته وفوجئ بالقوات الصليبية تنزو على أرضه نزو القردة ..
وسبب إنشاء هذا التحالف (وهو بالمناسبة تحالف لا يقننه إلا قول الرئيس الأمريكي جورج بوش: "على كل الدول أن تحدد موقفها: إما معنا وإما مع الإرهاب") هو ما تعرضت له الولايات المتحدة من ضربات قاصمة صبيحة يوم الثلاثاء 11 سبتمبر 2001م ..
حيث ارتطمت عمدا طائرة بوينج بأحد برجي مركز التجارة العالمي ..
وعقب ربع ساعة ارتطمت طائرة ركاب أخرى من نفس الطراز بالبرج الآخر للمركز ..
وهكذا وخلال بضع ساعات انهار البرجان تماما وكأن لم يكونا موجودين ..
ثم فوجئ الجميع بارتطام طائرة ركاب أخرى (من طراز بوينج كذلك) بمبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) لتشتعل النيران في أحد أجزائه ..
فهذه الحادثة هي التي جعلت أمريكا تصرخ وتؤلب شعبها وتعقد التحالفات وتجيّش الجيوش للقضاء على المدعو (أسامة بن لادن) - زعيم تنظيم القاعدة - وعلى (الملا محمد عمر) زعيم حركة طالبان التي نَـعِــم الأفغان خلال فترة حكمها بالأمن بعد سنوات من الاحتلال السوفيتي البغيض تلته سنوات من التمرد الرافضي-الأوزبكي-الشيوعي المشترك على الحكومة الشرعية التي انزلقت ودخلت حربا ضد الروافض وأحلافهم .. هالحرب استمرت حتى ظهور (طالبان) ..
وتؤكد أمريكا أن لديها أدلة على تورط تنظيم القاعدة في تدبير تفجيرات وهجمات 11 سبتمبر ..
ونظرا لأن تنظيم القاعدة يحظى باستضافة حركة طالبان؛ فإن الحكومة الأمريكية أعلنت شنّ الحرب على كلا الجهتين: القاعدة وطالبان ..
وبالفعل ..
فقد توجهت جيوش أمريكية ومن دول أخرى .. إلى أفغانستان (أرض أبي حنيفة والبيهقي والبلخي والهروي وابن حبان البستي) تدمر البلاد وتنتهك الأعراض وتقتل الرجال وتنشر الفساد والإلحاد ..
إن جموع المسلمين احتفلت بعيد الفطر سنة 1422هـ بينما كان مسلمو أفغانستان يرزحون تحت نير احتلال صليبي أمريكي .. هشّم البيوت - المتهالكة أصلا - .. ورمّل النساء الصابرات المحتسبات .. وأذاق الأطفال مرارة اليتم .. وقتل أو أسر الرجال والشباب وأهل العلم والصلاح ..
على أن هذا التحالف لا يستهدف أفغانستان وحسب؛ بل إنه ينوي أن يبسط يده العفنة على جهات أخرى .. فتارة نرى تلميحا بضرب العراق .. ومرات كثيرة نرى انحيازا إلى جانب إسرائيل .. ولم يقتصر التحالف على مجرد تدمير أفغانستان والتمهيد لتنصيب حكومة عميلة (وقد فعل) ؛ وإنما تخطاه إلى ما هو أدهى وأمرّ .. فالرئيس بوش الابن يقسم أنه سيخلع حجاب المسلمات وسيحلق لحى الرجال..
بل إن الوقاحة وصلت إلى حد أن يعقد الكونجرس جلسة خاصة لمناقشة أوضاع المرأة السعودية!
واطردت الوقاحة لتطالب أمريكا بتغيير مناهج التعليم في الدول الإسلامية!
وإنني إذ أتحدث عن التحالف الدولي ضد الإرهاب فينبغي لي أنّ أوضح ثلاثة أمور هامة:
*- الدول المشاركة والداعمة للتحالف.
*- موقف (التحالف الدولي ضد الإرهاب) من الاضطهادات التي يتعرض لها المسلمون في أنحاء متفرقة من العالم.
*- موقف المسلم من هذا التحالف ودوره المنتظر في إضعافه.

أولا:الدول الراعية للتحالف مع بيان دورها ما أمكن:
1-أمريكا وبريطانيا: سبق وأن أوردنا لقطات ومقتطفات عن دور هاتين الدولتين اللتين تعتبران رأس الصليبية في عالمنا المعاصر .. ورغم ذلك؛ فإن القلم يعجز عن وصف حجم الجرم الذي ارتكبته هاتان الدولتان في حق الشعب الأفغاني المسلم ..
فبعد أن دُمّرت البنية التحتية لمعظم القرى سارعت أمريكا وحلفاؤها إلى فرض رئيس أفغاني نشر اللهو المحرم وعلمن الدولة وحارب أحكام الشريعة ..
ناهيك عن الفظائع التي ارتكبتها قوات هاتين الدولتين بخاصة وقوات التحالف عامة ..
فقد كانت قوات أمريكا وبريطانيا تتقدمان كل كتيبة أو قوة عسكرية تحطم مبنى أو تدنّس مسجدا أو تعتقل مجاهدا أو تذبح شيخا أو تنتهك عرضا ..((راجع عدد الأهرام 8/7/2002م))
2-ألمانيا: وهي دولة تثبت يوما بعد يوم حقدها على الإسلام والمسلمين ..
فقد سارعت حكومة ألمانيا -وبموافقة برلمانها- إلى إرسال قواتها لأرض أفغانستان ..
على أن الدور الأكبر لألمانيا تمثل في استضافتها لمؤتمر (بون) الشهير والذي دارت فيه أقذر مؤامرة يمكن أن تكاد لشعب؛ فقد اختارت أوروبا ومن وراءها أمريكا وإيران .. اختار هؤلاء الكفرة ثلة من الروافض والأوزبك والطاجيك ومعهم مجموعة من البشتون المعادين لطالبان والموالين لأهوائهم الشخصية .. وجرت لعبة دنيئة ومسرحية هزلية .. جرى على إثرها اختيار حامد كرازاي رئيسا لأفغانستان .. ولقد شكّل هذا الرئيس المزعوم ائتلافا حكوميا هشا سارعت وسائل الإعلام الأمريكية إلــى إظهاره بصورة متماسكة ..
ومما يذكر أن ملك أفغانستان المخلوع ظاهر شاه (الذي أطاح به الشيوعيون السوفيت ونفوه إلى إيطاليا) كان يرغب في أن يعود لبلاده ملكا عقب إطاحة الجيوش الكافرة المتحالفة بحكومة طالبان .. وقد صادفت رغبة ظاهر شاه هذه هوى في نفس الولايات المتحدة .. مما أتاح له أن يرسل عددا من المؤيدين له إلى مؤتمر بون وقد نجح عدد منهم في الفوز بمناصب في الحكومة الأفغانية الجديدة ..
ولظاهر شاه هذا تاريخ قذر في خدمة أهداف الكفار والعلمانيين ..
اقرؤوا ما كتبه الراحل عبد الـله عزام (استشهد في الثمانينيات الميلادية) عن الملك ظاهر شاه - ولاحظوا كيف هي شهامة ونخوة وديانة أهل قندهار- .. كتب رحمه الـله تحت عنوان [[ظاهر شاه والثورة الثقافية]]:"قصة حاكم اسمه محمد ظاهر شاه زين له الغرب والشرق أنه لابد لك أن تجري في الحياة انقلابا ثقافيا ، ثورة ثقافـية، والثورة الثقافية تعني في عرف الغرب: ثورة على القيم والأخلاق، ثورة على الالتزام بالمبادىء والمثل، ثورة إخراج المرأة من حيائها ووفائها والتزامها، ثورة على الحجاب إذ يمزق، ثورة على هذا الدين إذ يحرق ثورة على نبتة الشريعة ; محاولة لاجتثاثها من أعماقها من الأرض، قالوا لمحمد ظاهر شاه-الغرب-: أنت أمامك طريقان: إما أن تجري ثورة ثقافية، (إنقلابا ثقافيا) أو يجري عليك انقلاب، كيف أجريه؟ فـقـيل له:إن أقصر طريق ; تحطيم أخلاق المرأة، سيحطم المجتمع، ويغرق الجيل بالرذيلة، ويغرق أبناء الأمة بالمستنقع الجنسي، فينشغلون بإشباع نزواتهم، وبإرواء شهواتهم، وعندها تبقى مرتاحا، فلا يلتفت إليك أحد، ولا يرنو إلى عرشك إنسان.
حمل ظاهر شاه حجاب المرأة المسلمة في مؤتمر عام ووضعه تحت قدمه، وقال: انتهى عهد الظلام إلى الأبد، وأصدر قانونا بمنع النقاب والحجاب- يسمونه شادري لباس المرأة الأفغانية- وبوجوب اتباع الأمم المتحضرة في سلوكها وأخلاقها... في لباسها.
وعندما أبى أهل قندهار أن ينزعوا النقاب عن وجوه نسائهم وجه إليهم جيشا ، ودارت معركة سقط فيها لا أقل عن ألف شهيد، وهو يحاول أن ينزع المرأة من حياءها وخلقها والتزامها ومثلها"ا.هـ.
نعود للحكومة التي شُكّلت في بون .. ونقول أنه وبعض بضعة أشهر من تشكيل الحكومة الائتلافية متعددة العرقيات حدث الآتي:
1-أقيل الطاجيكي يونس قانوني من منصبه كوزير داخلية .. وعين وزيرا للتربية والتعليم؛ ليحل بدلا منه وزير داخلية بشتوني .. هذا الأمر أثار حفيظة الطاجيك .. فما كان من حامد كرازاي إلا أن استحدث منصبا جديدا اسمه (مستشار الرئيس للشؤون الأمنية) وعين فيه قانوني.
2-حدثت عدة اقتتالات بين البشتون والطاجيك في أنحاء متفرقة من البلاد - ولا زالت- .
3-قتل وزير السياحة الأفغاني في مطار العاصمة كابول.. قتله حجاج غاضبون ثاروا عندما أراد وزير السياحة أن يقضي إجازته بالهند .. فطلب من السلطات أن يستقل الطائرة المخصصة لنقل الحجيج إلى السعودية على أن يسافروا هم عقب عودة الطائرة وتوصيلها لمعاليه .. فما كان من جموع الحجيج إلا أن ذبحته كالنعاج.
4-حدثت محاولة فاشلة لاغتيال نائب وزير الدفاع الأفغاني؛ اللواء الشيوعي عبد الرشيد دوستم.
5-اغتال مجهولون نائب الرئيس الأفغاني ووزير الشؤون العامة (واسمه حاجي عبد القادر) .. وحدثت عملية الاغتيال في وضح النهار وأمام مقر الوزارة .. حيث كان يستقل سيارته الخاصة.
6-عثر على سيارة مفخخة وقبض على سائقها الذي كان ينوي تفجيرها أثناء مرور موكب الرئيس الأفغاني .
إن هذه الخلافات العرقية القبلية والاضطرابات السياسية -وغيرها -ما كانت لتظهر في وجود حكومة قوية مثل طالبان ..
نعود إلى ألمانيا ..
وأود أن أؤكد هنا أنّ دعم ألمانيا للتحالف لم يكن قرارا شخصيا من المستشار الألماني .. وإنما جاء هذا الدعم بعد عرض الأمر على البرلمان الألماني الذي وافق بأغلبية ساحقة على سحق أفغانستان .. ووافق كذلك على مجاملة أمريكا على حساب المسلمين ..
ولا غرو؛ فألمانيا تربطها علاقة خاصة جدا بالكيان الصهيوني .. بل إنها الدولة الثانية التي تدعم إسرائيل بعد الولايات المتحدة.
3-حكومة باكستان: تعاونت حكومة باكستان (التي يرأسها الجنرال برويز مشرف الذي دبر انقلابا عسكريا سلميا أطاح برئيس الوزراء نواز شريف) مع الولايات المتحدة وقوات التحالف ..
وتم هذا التعاون في وضح النهار وبشكل مهين رغم المعارضة الشعبية الباكستانية ..
وهكذا انقلبت باكستان لتتحول من الداعم الأول لطالبان إلى الساعي الأول في إسقاطها!
لقد فتحت باكستان قواعدها للجيش الأمريكي ..
كما ساعدت التحالف الدولي ضد الإرهاب في البحث عن مخابئ تنظيم (القاعدة) .. ونشر الجيش قواته على الحدود الباكستانية الأفغانية ..
بل لقد وصلت درجة التخاذل ببرويز مشرف إلى أنّه سلم الولايات المتحدة عددا من الأفغان والعرب الذين لجئوا لبلاده ..
ومن أبرز من تعرضوا لهذه المهزلة .. وتعرضوا للغدر الباكستاني العسكري .. عبد السلام ضعيف سفير طالبان في باكستان الذي تسلمته القوات الأمريكية على طبق من ذهب لتستجوبه وتحقق معه على متن إحدى حاملات طائراتها ..
ومن الطريف والمؤلم في نفس الوقت أنّه بعد القضاء على حكومة طالبان وتعيين الحكومة العميلة في أفغانستان .. بمجرد انتهاء كل هذا جيشت الهند جنودها على حدودها مع باكستان؛ وحدثت مناوشات أسفرت عن صرعى .. هالمناوشات دفعت برويز مشرف إلى النظر في إعادة نشر قواته في القواعد العسكرية الباكستانية .. أتعرفون ما الطريف والمؤلم في هذا الأمر؟؟
الأمر وما فيه هو أنّ برويز مشرف قدّم طلبا لأمريكا يطلب منها أن تسحب قواتها من القواعد العسكرية الباكستانية!!!
أي أنّ مشرف لا يستطيع أن يتحكم في ترتيب ووضع قواته المسلحة بالقواعد العسكرية الموجودة في باكستان .. وذلك بسبب الوجود العسكري الأمريكي !!
بقي أن أشير إلى نقطتين ..
الأولى: تصريح صحفي لبرويز مشرف بعيد انقلابه وتسلمه السلطة .. حيث صرح برويز مشرف قائلا أنه يعتبر مصطفى كمال أتاتورك مثله الأعلى [ المصدر: مجلة الأسرة ].
الثانية:المساعدات التي تلقتها باكستان عقب وقفتها (المشرّفة) ومساندتها للولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب .. حيث أجل تاريخ سداد بعض الديون المستحقة لأمريكا على باكستان .. كما ألغي البعض الآخر .. وأعيدت جدولة بعض الديون العسكرية .. ناهيك عن أمطار المساعدات المالية والتقنية والعسكرية .. ومن أمثلة الأخيرة رفع الحظر عن استيراد الحكومة الباكستانية للأسلحة من أمريكا ..
وفي اعتقادي الشخصي؛ فقد نال برويز مشرف من الحبّ جانب كبير .. إذ تمكّن برويز من تلفيق استفتاء شعبي أتاح له البقاء في السلطة لخمس سنوات إضافـية!
4-سويسرا:تلك الدولة النصرانية الوديعة الهادئة .. والتي اشتهرت بحيادها التام حيال الأزمات الدولية .. هذه الدولة الغنية ذات الطبيعة الخلابة تنازلت فجأة عن حيادها وسارعت بنشر قوة من مشاة جيشها على أرض أفغانستان الحبيبة ..
ولم يقف الأمر عند هذا الحد؛ بل تجاوزه إلى قيام حكومة سويسرا باستضافة كتيبة من الجيش الألماني كي تتدرب على سفوح جبال الألب السويسرية ..
وقد تتساءل عزيزي القارئ: لماذا؟
فأجيب :إن هنالك تشابها كبيرا بين طبيعة الجبال في كل من أفغانستان وسويسرا ؛حيث تكسو الثلوج جبال الدولتين في فصل الشتاء .. لذا فإن القوات الألمانية تتدرب على أداء المهام في جبال سويسرا وبعد ذلك ترحل هالقوات إلى أفغانستان لتنفذ المهام الخاصة التي تدربت على تنفيذها في سويسرا!
إن حجم الجرم الذي ارتكبته هذه الدولة الصغيرة بحقّ شعب أفغانستان لا يستهان به ..
وللأسف؛ فعندما عنّ لسويسرا أن تتخلى عن حيدتها لم تتخلّ عنها إلا لتمارس قواتها المسلحة مهاما قذرة ضد الشعب الأفغاني المسلم..
((لا تشتروا الساعات السويسرية ))
5-روسيا:لا يخفى على كل ذي عقل أنّ من مصلحة روسيا أن تظل أفغانستان متناحرة ومدمّرة .. ناهيك عن الأطماع الروسية القديمة في أرض أفغانستان ..
وقد ساهمت روسيا بشكل فعّال في خدمة أهداف التحالف الدولي ضد الإرهاب خصوصا في المجال الاستخباراتي ومجال تبادل المعلومات مع أطراف التحالف نظرا لخبرة روسيا التي اكتسبتها عقب اجتياحها لأفغانستان ..
ورغم اندهاش الكثيرين من سرعة انضمام روسيا للتحالف .. إلا أن العروض الأمريكية المغرية كان لها دور مؤكد في جذب روسيا إلى التيار المضاد للإسلام .. عفوا؛ أقصد المضاد للإرهاب ..
ويرى البعض أن روسيا حاولت من خلال اشتراكها في التحالف أن تلعب دورا محوريا يثبت كفاءتها ويحيي ذكرى أمجادها التي تحطمت في غير مكان على يدي خطاب بالشيشان وعلى يدي المجاهدين المسلمين في أفغانستان في فترة الثمانينيات الميلادية؛ لكنّ أمريكا وإعلامها الهمام لم يعطيا اهتماما للدور الروسي ..
على أنّ روسيا يهمها جدا أن تدعم الشيوعيين الأفغان ضد المتأمركين وذوي التوجهات الغربية ..
وذلك كله يجري في ظل لعبة سياسية استراتيجية كبرى الـله وحده يعلم كم سيسقط جراءها من ضحايا أبرياء.
6-إيران:
دورها القذر في المساعدة على إسقاط طالبان معروف ومشهور ..
فقد كانت الحدود الإيرانية الأفغانية تشهد تدفّق مئات المرتزقة الشيعة نحو أفغانستان بهدف الالتحاق بقوات (التحالف الشمالي) ..
ولقد قرأت ذات يوم بأمّ عيني في صحيفة (الشرق الأوسط) وعلى صدر صفحتها الأولى تصريحا لرافسنجاني يفتخر فيه بقوله: "لولا إيران لما نجحت الولايات المتحدة والتحالف الدولي في القضاء على نظام طالبان" ..
إن الخبث الإيراني يتجلّى كل يوم أمام أعين العالم الذي لن ينسى أن إيران أغلقت حدودها أمام آلاف السنّة الفارين من نير الحرب الدائرة بين قوى التحالف الشريرة وبين حكومة طالبان المجاهدة.
7-كندا واستراليا وإيطاليا وفرنسا والصين واليابان وإيطاليا والنمسا والهند وإسبانيا والبرتغال والفلبين: تفاوتت الأدوار التي أنيطت بهذه الدول لمساعدة (التحالف الدولي ضد الإرهاب) على البطش بالشعب الأفغاني المسلم البرئ ..
ويلاحَظ أن نسبة كبيرة من هالدول ترتبط بمصالح استراتيجية مع الدول الإسلامية .. لكنّ هذا لم يمنعها من إشهار أسلحتها في وجه المسلمين ..
فقد أرسلت اليابان أسطولا بحريا خارج نطاق حدودها .. وهو ما حدث لأول مرة في التاريخ الياباني الحديث منذ الحرب العالمية الثانية ..
أما حكومة الفلبين فقد ساعدتها أمريكا لتذبح المسلمين المضطهدين في جنوب الفلبين بأسلحة متطورة ..
أما كندا واستراليا فإن دورهما له أهمية عظمى في دعم أمريكا ؛ فقد سارعتا في إرسال قواتهما الخاصة ترافقها فرق الصليب الأحمر ..
أما إيطاليا فقد عينت كتيبة لحراسة الرئيس الأفغاني حامد كرازاي ..

ثانيا:موقف (التحالف الدولي ضد الإرهاب) من الاضطهادات التي يتعرض لها المسلمون في أنحاء متفرقة من العالم:
وقف التحالف موقفا سلبيا حيال عدة تنظيمات ودول تطبق أسس الإجرام بحذافيرها ..
فالجيش الجمهوري الإيرلندي لم يتعرض له أحد بسوء ..
وتجار المخدرات الكولومبيون يلهون ويمرحون في قلب العاصمة الأمريكية وسط صمت أمريكي سببه أن هؤلاء التجار يوْدِعون أموالهم بنوك الولايات المتحدة!
أما الشعب الفلسطيني المسلم فلا يحل له أن ينعم بالأمان والحرية ..
وها هو جورج بوش الابن يصف شارون الجزار بأنه (رجل سلام) !!
إننا كمسلمين لا نطالب أمريكا بأن تحرر فلسطين نيابة عنّا ؛ ببساطة لأن عقيدتنا وقــرآننا يؤكدان أنّ أحدا من أهل ملة الكفر لن يفعل خيرا تجاه من يدين بدين محمد صلى الـله عليه وسلم ..
بل إنني أستنكر موقف بعض المفكرين العرب الذين يبدون استيائهم من الموقف الأوروبي والأمريكي بدعوى أن موقفيهما - وحده - كفيلان بتحرير أرض فلسطين ..
ليعلم الجميع أنه طالما لم يتحرك المسلمون أنفسهم ليدافعوا عن أرضهم وإخوانهم فإنّ غيرنا لن يفعل ذلك عوضا عنّا ..
أعود للتحالف الدولي ضد الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية .. فأقول إنه قد تجاوز كل الخطوط الحمراء ..
فطبقا للقانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة (التي سبق وأن أهدت فلسطين على طبق من ألماس إلى اليهود بقرار التقسيم الشهير) لا يحق لأية دولة أن تتصرف من تلقاء نفسها وترسل جيوشها للهجوم على شعب برئ لمجرد أنها تخمّن وتظن أن هنالك ضمن أفراد ذلك الشعب شخصا أو شخصين يشتبه في أنهما وراء مؤامرة دبّرت ضد هاتيك الدولة ..
للـه ما أقـذرها من أمم متحدة على ملة الإسلام ..
للـه ما أقـذرها من قوانين تطبق على المسلم دون اليهوديّ .. وعلى المؤمن دون المشرك.. وعلى الموحّد دون الهندوسيّ ..
إن التحالف الدولي ضد الإرهاب يساعد الفلبين ضد المجاهدين المسلمين بينما يقف صامتا أمام حرق المسلمين في الهند ..
ولعمري؛ فإنّ المراقب المنصف لا يملك إلا أن يقرّ ويعترف بالانحياز الكامل والسافر الذي يمارسه هذا التحالف ضد كل ما هو مسلم.

ثالثا:موقف المسلم من (التحالف الدولي ضد الإرهاب) والدور المنتظر من كل مسلم ومسلمة في سبيل إضعاف هذا التحالف:
وأختم بحثي هذا بالإشارة لسلاح فتاك فعال لم يشهره كثير من المسلمين ممن اكتفوا بالنوح والبكاء على أوضاع المسلمين المعاصرة ..
وهالسلاح هو الدعاء ..
وما أدراك ما الدعاء !!
إنه سهم نافذ .. وسلاح فاعل .. وأمر مندوب ..
ادع أيها المسلم لمسلمي أفغانستان ..
وأكثر من الإلحاح على الكريم المنّان .. فإن ربنا جل وعلا يحب العبد اللحوح ..
اسأل الـله أن يحفظ مسلمي أفغانستان من كيد الأشرار وأذى الفجّار ..
عزيزي القارئ ..
تخيّر الأوقات الفضلى في الدعاء ..
خصوصا في الثلث الأخير من الليل وفي الحرم المكي .. وفي السجود .. وعند الإفطار من صوم .. وفي يوم الجمعة وليلته ..
لقد ثبت أن للدعاء أثرا ظاهرا ومفعولا ناجعا خصوصا مع البكاء واستحضار عظمة الرب جل وعلا ..
فالـله الـله في الدعاء ..
والـله الـله في الإلحاح في الابتهال والتضرع إلى الـله ..
وختاما أوجّه كلامي للزوج المسلم .. والزوجة المسلمة .. قائلا:
ربّيا أبناءكما على الخير .. وعلى الإيمان .. وعلى الدعوة إلى الـله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..
ربيا أبناءكما على حفظ القرآن .. والاهتمام بالعلوم الشرعية وما يلزم لإقامة الصلاة وأداء الزكاة وتأدية الحقوق وما يتطلبه هذا من معرفة وتبصر بالأحكام الفقهية .. ولا بأس بعد ذلك من أن يتجه أبناءكما إلى أي من العلوم النافعة من طب وهندسة وغيرهما ..
ربّيا أبناءكما على الاهتمام بشؤون المسلمين .. وعلى احترام العلماء والصالحين .. على توقير الكبير والتلطف بالصغير ..
اغرسا فيهما القيم الفاضلة .. قبل أن تغرسا حب المال .. وحب الوظيفة ..
اسألا أولادكما الراشدين عن أداءهما الصلاة قبل أن تسألاهما عن أداء الواجبات المدرسية ..
علّماهم -أي الأبناء - سيرة النبي الكريم .. والصحابة الكرام .. قبل أن تعلماهما كيفية لعب الكرة ..
تالـله مـا أوصـل عـالمـنـا الإسـلامـي إلى حـالته المتردية هذه إلا ضعف التربية في البيوت .. وقلة اهتمام الأمـهـات برعاية البنين والبنات .. مع الانشغال بالمسلسلات والأخبار التافهة..
فاللـه الـله في أبناءكم يا أولياء الأمور ..
فكلّ راع وكل مسؤول عن رعيته ..
فليعد كل جوابا لربه إذا ما سأله عن رعيته ..
هذا والـله أعلم وصلى الـله على سيدنا محمد صلى الـله عليه وسلّم.

الغرضون
06-09-2003, 05:38 PM
British journalist Yvonne Ridley made international headlines last year when she entered Afghanistan and was held captive by the Taliban.

She was eventually released and went on to write about her experiences in a book entitled In the Hands of the Taliban published by Robson Books in the U.K.

She is again in the news after announcing that she plans to convert to Islam. In this revealing interview, conducted August 26th, 2002, with IslamOnline’s Mohammed Ayub Khan she talks about her religious background, her encounters with the Taliban and her decision to convert to Islam.

Interviewed by Mohammed Ayub Khan

* IslamOnline: First of all I would ask you to tell us a little about your religious background?

- Yvonne Ridley: I was brought up a protestant, in the Church of England. I sang in the church choir and was the Sunday school teacher in my village in the north of England.

* Did you have any knowledge about Islam before your encounter with the Taliban?

- Nothing more factual than would fill the back of a postage stamp. Of course I’d subscribed to all the myths about women being subjugated and how it was an evil and violent religion full of fanatics.

* Are you planning to convert to Islam or have you done so already?

- I am on the road to conversion. Reports that I have already converted are premature.

* What led to your conversion to Islam?

- I made a promise to a Taliban cleric that I would study Islam - if I was released. He had just asked me if I wanted to convert and I was terrified to say ‘yes’ or ‘no’ because either response could have drawn accusations that I was fickle or insulting and therefore be stoned!

* If there is one thing you find most attractive in Islam, what would that be?

- The real inspiration has been meeting and getting to know all the sisters. Without exception I have found them to be highly intelligent, opinionated, vocal, motivated, switched on to international and political affairs and be highly supportive. Of course this blows the myth that Muslim women are shy, retiring, timid creatures who are rarely seen and heard.

* Tell us a little about your days in Taliban captivity?

- I was terrified. Not only had I been captured by the most brutal, evil regime in the world [President Bush’s words, not mine] but they hated women as well! I never thought I would see the sun set that first day. There were several other times when I thought I would be flogged or executed. There was one occasion when I lost my temper and spat and swore at my captors while being held in Kabul Prison. I thought that might provoke a hostile reaction but they looked hurt and told me I was their “guest” and their “sister”!

After several days of interrogation at the Jalalabad Intelligence HQ, I was told that they believed I was an American spy and that was quite unnerving. They also gave me a wedding dress before a cleric asked me if I wanted to convert to Islam and that was scary. All I can say is that some man in Afghanistan has had a pretty lucky escape!

On the whole, they treated me with great courtesy and respect despite my adverse reaction to being locked up. I had entered their country illegally without a passport and visa so, yes, I was totally in the wrong and could easily have been charged and put on trial. My treatment by the most brutal, evil regime in the world, is a total contrast to the treatment of those men being held in Camp X-Ray.

* Were you able to meet any of their women?

- The only women I met while I was in captivity were six Christian charity workers, three female prison officers and two Afghan women who were locked up for trying to sell a carpet to strange men. Apart from the Christians, two Americans, three Germans and an Australian, none of the others spoke in English so I never really got a chance to communicate with any native women. However, the prison governor, a fearsome-looking man, used to refer to his wife as “the boss”.

* If you were to meet your Taliban captors again, what would you tell them?

- I have! I took my daughter Daisy, aged nine, on a holiday to Afghanistan in May and we traveled all over. We walked in to an eating place four hours drive from Kabul and there I saw some Taliban and al-Qaeda people. I recognized three of my captors and was horrified. However, one came over and talked to my translator and asked what I was doing returning to Afghanistan. He asked if I recognized anyone and I said only if they cared to be recognized, otherwise it was none of my business. We were all nervous as he walked away and then he returned some minutes later and said: “We liked what you said about us when you returned to London. Thank you for telling the truth.”

I nodded nervously and couldn’t wait to leave, but I was later told that my safety is assured if I happen to bump into them again. The person I would really like to sit down and talk to is Mullah Omar, the Taliban’s one-eyed spiritual leader who ordered my release on humanitarian grounds. I would want to know why they treated their women so badly.

* What are your views on women’s rights in Islam as compared to secular Western society?

- The first thing I scrutinized when I read the Qur’an was property and divorce laws. I was amazed. I thought it could have been written by a Hollywood divorce lawyer! In fact, that’s probably from where they got their inspiration. I was also pleased to see that women are equal with regards to education and spirituality, but the Qur’an does acknowledge we have the extra burdens of childbirth, breast-feeding and periods. I like to think we are the deluxe model of the human form since we have so many additional functions!

* How is your family coping with your conversion?

- Initially my family was shocked. You’d think I’d applied to become the grand wizard of the Ku Klux Klan.

* Any message you would like us to deliver to the Muslim World?

- September 11 was the best and worst thing that happened to Islam. I know that the confidence of many brothers and sisters has been shattered, but be proud of who you are and what you stand for. Do not be browbeaten into diluting your beliefs in the hope of ingratiating yourself with those in power. Beware of false prophets, especially those who hang round the gates of power pretending to espouse views on your behalf that they say are in your interest. The Christians have a good saying: “The nearer the pulpit, the bigger the sinner!” The wonderful thing about Islam is you have a direct link with God. You don’t need a conduit or a middle person. Peace and love to all.

Source:http://www.islamonline.net/English/Views/2002/08/article12.shtm