PDA

View Full Version : رائد صلاح: اعتقلونا لفرض خريطة الطريق


عقلة بن عجلان
12-07-2003, 04:04 AM
غزة - ياسر البنا - إسلام أون لاين.نت/ 10-7-2003



الشيخ رائد صلاح

أكد الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في إسرائيل أن اعتقاله هو وأعضاء بالحركة يهدف إلى فرض خطة خريطة الطريق لتسوية القضية الفلسطينية على الفلسطينيين، والقضاء على جهود الحركة في الحفاظ على المسجد الأقصى، وأنشطتها الإسلامية في أراضي 48. فيما أكد محمد بركة النائب العربي في الكنيست أن الاعتقال يهدف إلى تشويه صورة عرب إسرائيل.

وأوضح صلاح من داخل معتقل "كيشون الجلمة" الإسرائيلي في حوار خاص لـ"إسلام أون لاين.نت" الخميس 10-6-2003 أن حملة الاعتقالات التي شنتها السلطات الإسرائيلية ضده وضد قيادات وكوادر بالحركة في 13-5-2003 سبق أن خططت لها الحكومة الإسرائيلية قبل اجتياح مخيم جنين في مارس 2002، إلا أن المجزرة التي حدثت في المخيم وقتها وأسفرت عن سقوط مئات الشهداء الفلسطينيين دفعت الحكومة لتأجيل الاعتقال.

وأكد زعيم الحركة الإسلامية أن لاعتقاله هو وأعضاء الحركة الإسلامية "أبعادا سياسية تتعلق بمحاولة الإدارة الأمريكية فرض مشروع خريطة الطريق على الشعب الفلسطيني"، وأضاف قائلا: "جاء اعتقالنا بهدف شلّ دور كل مؤسساتنا الإغاثية الإنسانية، وزيادة بتطبيق سياسة التجويع والحصار على شعبنا الفلسطيني كي ينصاع لهذا الإملاء الأمريكي نصا وروحا".

"رهائن" المسجد الأقصى

وأشار صلاح إلى أن الاعتقال هدف أيضا إلى وقف الدور الذي تلعبه الحركة في حماية المسجد الأقصى، مشيرا إلى أن "الحركة الإسلامية باشرت إعداد مسح هندسي مفصل للأوقاف والمقدسات، وتحاول الوقوف أمام ظاهرة تسرب بعض بيوت أهلنا في القدس الشريف إلى جهات مشبوهة".

وتابع يقول: "جاء هذا الاعتقال الظالم طمعا من المؤسسة الإسرائيلية في أن تنشغل الحركة الإسلامية بهذا الهمّ الداخلي؛ وبذلك تنصرف عن القيام بواجبها تجاه المسجد الأقصى المبارك والقدس الشريف".

وذكر بأن "اعتقالنا تزامن مع مبادرة المؤسسة الإسرائيلية إلى إدخال من تشاء إلى المسجد الأقصى من العناصر اليهودية بقوة السلاح، كمقدمة لخطوات قادمة تفوح منها رائحة الشر باتت تحوم حول المسجد الأقصى، وهذا ما دفعنا للقول: إننا رهائن المسجد الأقصى المبارك".

وحول الأنشطة الاجتماعية للحركة قال: "نقدم عشرات آلاف وجبات الإفطار للصائمين في المسجد الأقصى، وأقمنا مؤسسة حِراء لتحفيظ القرآن، وأحيينا فريضة الزكاة من خلال إقامتنا لجنة الزكاة القُطرية"، مشيرا إلى أن السلطات الإسرائيلية سألته عن كل تلك الأنشطة في التحقيقات التي تواصلت أكثر من أربعين يوما.

وأشار صلاح أيضا إلى تصريحات دوف فايسجلاس مستشار رئيس الحكومة الإسرائيلية إريل شارون الذي قال: "إن إسرائيل لم يكن بوسعها أن تقف مكتوفة الأيدي أمام الجهود التي بذلتها وتبذلها الحركة الإسلامية من أجل أسلمة المجتمع الفلسطيني، وإن أسلمة المجتمع الفلسطيني تمثل في الواقع أكبر خطر يتهدد الدولة العبرية من الداخل".

كما أشار الشيخ رائد صلاح لأقوال آفي ديختر قائد جهاز الأمن العام "الشاباك" الذي صرح بأنه حتى أواخر السبعينيات كانت نسبة المتدينين في أواسط فلسطيني 48 لم تتجاوز 5%، لكن بفضل الحركة الإسلامية فإن هذه النسبة قد وصلت اليوم إلى أكثر من 60%.

الإسرائيليون سألوا عن القرضاوي

على صعيد آخر كشف زعيم الحركة الإسلامية أن علاقته بالشيخ يوسف القرضاوي كانت محل اهتمام المحققين الذين وجهوا له أسئلة عدة عن طبيعة تلك العلاقة، وأضاف قائلا: "بينت لهم أنه لا يوجد لي أي علاقة خاصة به، فأسمعوني مكالمة هاتفية مسجلة كانت قد جرت بيني وبين القرضاوي، وقدمت خلالها التهنئة بالعيد للشيخ"، مشيرا إلى أنه قال للمحققين: "إن المكالمة لم تتجاوز كونها تهنئة بمناسبة العيد، ولا أدري هل أصبحت تحية العيد جريمة في نظركم؟!".

وحول اتهامه من قبل إسرائيل بإقامة علاقة مع إيران، قال الشيخ صلاح: "هذه تهمة رخيصة تقوم على التزييف والكذب، لقد وجهوا هذه التهمة بهدف إضفاء إثارة إعلامية على قضية محاكمتنا، وبهدف الضغط نفسيا على القضاة الذين يتولون نظر القضية".

وأعرب رئيس الحركة الإسلامية عن اعتقاده أن محاكته سوف تطول كثيرا، موضحا أن طاقم المحامين الخاص به سيقومون باستعراض مائة ألف مكالمة هاتفية مسجلة خلال هذه المحكمة، وسيستدعون أكثر من 10 آلاف شاهد خلال مرافعات المحكمة.

وأضاف: "سيستعين طاقم المحامين بمئات شهادات المختصين حول قضايا دينية وسياسية واجتماعية وإنسانية تتعلق بمعنى الزكاة في الإسلام، وما هي أبواب صرفها، وتتعلق بالوقف الإسلامي، وما هو المسجد الأقصى، ومظاهر الظلم والاضطهاد الديني والتمييز التي ما زلنا نعاني منها، بالإضافة إلى عشرات آلاف الملفات والوثائق التي سيتم مراجعتها خلال مرافعات المحكمة".

ومن ناحية أخرى قام عضو الكنيست محمد بركة رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة الأربعاء 9-7-2003 بزيارة للشيخ رائد صلاح وللدكتور سليمان إغبارية رئيس بلدية أم الفحم المعتقلين.

وأوضح رائد صلاح لبركة أنه لم يعرف حتى الآن التهم الموجهة إليه هو وأعضاء الحركة المعتقلين، مشيرا إلى أنه في كل يوم تطرح تهم جديدة، وقال: إن التهم بدأت بالمخالفات الاقتصادية وتوزيع المساعدات على أبناء الشهداء، إلى أن وصلت إلى الاتصال بجهات معادية، منها إيران.

وأشار الشيخ رائد إلى أنه في التحقيق واجه اتهامات بتلقي مساعدات من جمعيات مؤيدة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ومن ضمن هذه المؤسسات مؤسسة الأقصى في ألمانيا، والإنتربال في بريطانيا، ولجنة ائتلاف الخير في فرنسا، بالإضافة إلى 33 مؤسسة أخرى لم يذكر أسماءها.

من ناحيته اعتبر محمد بركة أن "الهدف من كل مسرحية الاعتقالات والتحقيقات مع قيادة وناشطي الحركة الإسلامية هو تشويه صورة المجتمع العربي في إسرائيل"، وأضاف أن "ما سيبقى في ذاكرة المجتمع بعد انتهاء القضية هو أن هذه العمليات جاءت من أجل منع الخطر الذي يشكله العرب على أمن الدولة".