ظفرة
12-03-2003, 02:39 AM
قبل أيام دعا الشيخ يوسف القرضاوي المسلمين في بريطانيا لاعتبار يومي 14 ـ 15 من شهر فبراير القادم يومي تضامن مع الشعب العراقي. جاء ذلك خلال زيارته للعاصمة لندن لإلقاء محاضرة في المركزي الثقافي الإسلامي، وقد حيا الشارع البريطاني وزعماء الكنائس على موقفهم المناهض للحرب والهيمنة الأمريكية. وفي ضوء هذه الدعوة، يعمل المسلمون في بريطانيا على حشد أكبر عدد منهم في هذين اليومين لكي يبرهنوا سخطهم على الولايات المتحدة.
ومن فتاوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ والذي لا يختلف أحد على علمه وفقهه بالشريعة الإسلامية ومواقفه الراسخة تجاه الكثير من القضايا المعاصرة.
عندما قام النظام العراقي بغزو الكويت، وجدت الدول العربية نفسها في مأزق بسبب تعنت هذا النظام في عدم خروجه وتهديد الدول الخليجية المجاورة للكويت، ونتيجة للقدرات القتالية المحدودة لدى الدول العربية، والتي لا تستطيع مواجهة القوات العراقية، تم طرح حل الاستعانة بدول العالم بما تملك من قدرات عسكرية لإخراج النظام العراقي من الكويت وحماية دول الخليج. فما كان من بعض علماء المسلمين إلا ان قاموا بالتحريض ضد القوات الأجنبية لمنعها من قتال العراق. فجاءت فتوى سماحة الشيخ بن باز ـ رحمه الله ـ والتي ذكر فيها:
«وأما ما حصل من الحكومة السعودية لأسباب هذه الحوادث المرتبة على الظلم الصادر من رئيس دولة العراق لدولة الكويت من استعانتها بجملة من الجيوش التي حصلت من جنسيات متعددة من المسلمين وغيرهم لصد العدوان وللدفاع عن البلاد ـ فذلك أمر جائز بل تحتمه وتوجبه الضرورة وان على المملكة أن تقوم بهذا الواجب. لأن الدفاع عن الإسلام والمسلمين وعن حرمة البلاد وأهلها أمر لازم بل متحتم فهي معذورة في ذلك ومشكورة على مبادرتها لهذا الاحتياط والحرص على حماية البلاد من الشر وأهله والدفاع عنها من عدوان متوقع قد يقوم به رئيس دولة العراق. لأنه لا يؤمن بسبب ما حدث منه مع دولة الكويت فخيانته متوقعة، فقد قال الله تعالى: (فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم) والمقصود ان الدولة في هذه الحالة قد اضطرت الى ان تستعين ببعض الدول غير المسلمة على هذا الظالم الغاشم. لأن خطره كبير، ولأن له أعوانا آخرين، لو انتصر لظهروا وعظم شرهم، فلهذا رأت حكومات دول الخليج أنه لا بد من دول قوية تقابل هذا العدو الملحد الظالم، وتعين على صده وكف شره وإزالة ظلمه».
وقد استدل رحمه الله بما قام به الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ باستعانته بغير المسلمين. فذكر قصة عودة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الطائف وخاف من أهل مكة بعد موت عمه أبي طالب، فاستجار بغيره فلم يستجيبوا له، فاستجار بالمطعم وهو من كبار الكفار، فحماه لما دعت الضرورة إلى ذلك وكان يعرض نفسه عليه الصلاة والسلام على المشركين في منازلهم في منى يطلب منهم أن يجيروه حتى يبلغ رسالة ربه عليه الصلاة والسلام على تنوع كفرهم. وفي هجرته من مكة إلى المدينة، استعان عليه الصلاة والسلام بعبد الله بن أريقط ـ وهو كافر ـ لما عرف أنه صالح لهذا الشيء، وان لا خطر منه وكان ذلك من أسباب هدايته لاحقا. وفي يوم الفتح استعان بدروع من صفوان بن أمية وكان علي مشركا فقال: أغصبا يا محمد فقال: لا ولكن عارية مضمونة. كما واستعان باليهود في خيبر لما شغل المسلمون عن الحرث بالجهاد وتعاقد معهم على نصف الثمار حتى يقوموا على نخيلها وزروعها وللمسلمين النصف. فاستعان بهم لذلك وأقرهم في خيبر حتى تفرغ المسلمون لأموالهم، واستمر ذلك حتى عهد عمر رضي الله عنه.
وعندما سئل الشيخ بن باز ـ رحمه الله ـ عن القتال تحت راية دول غير مسلمة أجاب: بأن الجيوش المسلمة ليست تحت راية الكفرة، بل كل جيش تحت قيادة قائده. فكل جيش يقاتل تحت راية دولته وبقيادة حاكمه، ولكن يكون بينهم اتفاق على التنظيم، ولا بد منه، ودلل على قول الله تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) فلا بد من التنظيم والتعاون بين الجميع حتى لا يحدث الفشل، وحتى لا يطمع العدو.
وقد شكك البعض بأن القتال ضد صدام ليس من الجهاد في سبيل الله، بل هو من أجل المصالح المادية والدنيوية من نفط وأرض، ولو أعلن المسلمون القتال على اليهود لما وقفت معهم دول التحالف، فجاء رده ـ رحمه الله ـ ليدحض الحجة بالحجة: «لا يجوز أن يكون تقصير المسلمين في الجهاد مع الفلسطينيين ضد اليهود مسوغا لخذلانهم في جهاد عدو الله صدام الذي هو أكفر من اليهود والنصارى، وأضل منهم، وقد اعتدى على شعب آمن ثم عزم على الاعتداء على بقية دول الخليج، ونواياه الخبيثة معلومة، وشر معلوم، وقتاله متعين، والمقاتل مع صدام متوعد بالنار. لأنه أعانه على الظلم والعدوان، ويخشى أن يكون كافرا إذا وافقه على بعثيته وإلحاده، أو استحل قتل المسلمين، فالمقصود أنه شريك له في الظلم والعدوان وفي كفره تفصيل، وهو متوعد بالنار حتى لو كان من المسلمين لقتاله مع الظالمين لإخوانه المسلمين وإخوانه المظلومين».
وفي صراحة متناهية أعلن الشيخ بن باز رأيه الواضح والصريح عندما سئل عن جواز لعن حاكم العراق وهو مسلم وينطق بالشهادتين؟ وهل يجوز بأن يقال عنه بأنه كافر؟ أجاب بصراحته المعهودة قائلا: «هو كافر وإن قال لا إله إلا الله، حتى ولو صلى وصام، ما دام لم يتبرأ من مبادىء البعثية الإلحادية، ويعلن أنه تاب إلى الله منها وما تدعو إليه، ذلك ان البعثية كفر وضلال، فما لم يعلن هذا فهو كافر. فالذين يقولون لا إله إلا الله من أصحاب المعتقدات الكفرية كالبعثيين والشيوعيين وغيرهم ويصلون لمقاصد دنيوية، فهذا ما يخلصهم من كفرهم».
هذا باختصار شديد موجز مختصر الفتاوى التي تركها لنا الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله وغفر له ولوالديه ونفعنا بعلمه والتي هي منشورة في موقعه على الإنترنت.(http://www.binbaz.org.sa).
( منقول )
ومن فتاوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ والذي لا يختلف أحد على علمه وفقهه بالشريعة الإسلامية ومواقفه الراسخة تجاه الكثير من القضايا المعاصرة.
عندما قام النظام العراقي بغزو الكويت، وجدت الدول العربية نفسها في مأزق بسبب تعنت هذا النظام في عدم خروجه وتهديد الدول الخليجية المجاورة للكويت، ونتيجة للقدرات القتالية المحدودة لدى الدول العربية، والتي لا تستطيع مواجهة القوات العراقية، تم طرح حل الاستعانة بدول العالم بما تملك من قدرات عسكرية لإخراج النظام العراقي من الكويت وحماية دول الخليج. فما كان من بعض علماء المسلمين إلا ان قاموا بالتحريض ضد القوات الأجنبية لمنعها من قتال العراق. فجاءت فتوى سماحة الشيخ بن باز ـ رحمه الله ـ والتي ذكر فيها:
«وأما ما حصل من الحكومة السعودية لأسباب هذه الحوادث المرتبة على الظلم الصادر من رئيس دولة العراق لدولة الكويت من استعانتها بجملة من الجيوش التي حصلت من جنسيات متعددة من المسلمين وغيرهم لصد العدوان وللدفاع عن البلاد ـ فذلك أمر جائز بل تحتمه وتوجبه الضرورة وان على المملكة أن تقوم بهذا الواجب. لأن الدفاع عن الإسلام والمسلمين وعن حرمة البلاد وأهلها أمر لازم بل متحتم فهي معذورة في ذلك ومشكورة على مبادرتها لهذا الاحتياط والحرص على حماية البلاد من الشر وأهله والدفاع عنها من عدوان متوقع قد يقوم به رئيس دولة العراق. لأنه لا يؤمن بسبب ما حدث منه مع دولة الكويت فخيانته متوقعة، فقد قال الله تعالى: (فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم) والمقصود ان الدولة في هذه الحالة قد اضطرت الى ان تستعين ببعض الدول غير المسلمة على هذا الظالم الغاشم. لأن خطره كبير، ولأن له أعوانا آخرين، لو انتصر لظهروا وعظم شرهم، فلهذا رأت حكومات دول الخليج أنه لا بد من دول قوية تقابل هذا العدو الملحد الظالم، وتعين على صده وكف شره وإزالة ظلمه».
وقد استدل رحمه الله بما قام به الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ باستعانته بغير المسلمين. فذكر قصة عودة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الطائف وخاف من أهل مكة بعد موت عمه أبي طالب، فاستجار بغيره فلم يستجيبوا له، فاستجار بالمطعم وهو من كبار الكفار، فحماه لما دعت الضرورة إلى ذلك وكان يعرض نفسه عليه الصلاة والسلام على المشركين في منازلهم في منى يطلب منهم أن يجيروه حتى يبلغ رسالة ربه عليه الصلاة والسلام على تنوع كفرهم. وفي هجرته من مكة إلى المدينة، استعان عليه الصلاة والسلام بعبد الله بن أريقط ـ وهو كافر ـ لما عرف أنه صالح لهذا الشيء، وان لا خطر منه وكان ذلك من أسباب هدايته لاحقا. وفي يوم الفتح استعان بدروع من صفوان بن أمية وكان علي مشركا فقال: أغصبا يا محمد فقال: لا ولكن عارية مضمونة. كما واستعان باليهود في خيبر لما شغل المسلمون عن الحرث بالجهاد وتعاقد معهم على نصف الثمار حتى يقوموا على نخيلها وزروعها وللمسلمين النصف. فاستعان بهم لذلك وأقرهم في خيبر حتى تفرغ المسلمون لأموالهم، واستمر ذلك حتى عهد عمر رضي الله عنه.
وعندما سئل الشيخ بن باز ـ رحمه الله ـ عن القتال تحت راية دول غير مسلمة أجاب: بأن الجيوش المسلمة ليست تحت راية الكفرة، بل كل جيش تحت قيادة قائده. فكل جيش يقاتل تحت راية دولته وبقيادة حاكمه، ولكن يكون بينهم اتفاق على التنظيم، ولا بد منه، ودلل على قول الله تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) فلا بد من التنظيم والتعاون بين الجميع حتى لا يحدث الفشل، وحتى لا يطمع العدو.
وقد شكك البعض بأن القتال ضد صدام ليس من الجهاد في سبيل الله، بل هو من أجل المصالح المادية والدنيوية من نفط وأرض، ولو أعلن المسلمون القتال على اليهود لما وقفت معهم دول التحالف، فجاء رده ـ رحمه الله ـ ليدحض الحجة بالحجة: «لا يجوز أن يكون تقصير المسلمين في الجهاد مع الفلسطينيين ضد اليهود مسوغا لخذلانهم في جهاد عدو الله صدام الذي هو أكفر من اليهود والنصارى، وأضل منهم، وقد اعتدى على شعب آمن ثم عزم على الاعتداء على بقية دول الخليج، ونواياه الخبيثة معلومة، وشر معلوم، وقتاله متعين، والمقاتل مع صدام متوعد بالنار. لأنه أعانه على الظلم والعدوان، ويخشى أن يكون كافرا إذا وافقه على بعثيته وإلحاده، أو استحل قتل المسلمين، فالمقصود أنه شريك له في الظلم والعدوان وفي كفره تفصيل، وهو متوعد بالنار حتى لو كان من المسلمين لقتاله مع الظالمين لإخوانه المسلمين وإخوانه المظلومين».
وفي صراحة متناهية أعلن الشيخ بن باز رأيه الواضح والصريح عندما سئل عن جواز لعن حاكم العراق وهو مسلم وينطق بالشهادتين؟ وهل يجوز بأن يقال عنه بأنه كافر؟ أجاب بصراحته المعهودة قائلا: «هو كافر وإن قال لا إله إلا الله، حتى ولو صلى وصام، ما دام لم يتبرأ من مبادىء البعثية الإلحادية، ويعلن أنه تاب إلى الله منها وما تدعو إليه، ذلك ان البعثية كفر وضلال، فما لم يعلن هذا فهو كافر. فالذين يقولون لا إله إلا الله من أصحاب المعتقدات الكفرية كالبعثيين والشيوعيين وغيرهم ويصلون لمقاصد دنيوية، فهذا ما يخلصهم من كفرهم».
هذا باختصار شديد موجز مختصر الفتاوى التي تركها لنا الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله وغفر له ولوالديه ونفعنا بعلمه والتي هي منشورة في موقعه على الإنترنت.(http://www.binbaz.org.sa).
( منقول )