PDA

View Full Version : حائط المبكى


عقاب
24-08-2002, 11:44 AM
تنفرد الدول العربية، ومعها طبعاً الدول الاسلامية، بميزة ديبلوماسية دولية تربطها خاصة بالامم المتحدة... فالمجموعة العربية والاسلامية لم يسبق لها، ومنذ قامت وتأسست المنظمة الدولية، وذلك في العام 1945، ان رفضت قراراً واحداً اتخذته الامم المتحدة بخوض تأديب المجموعتين... وأصبح جلياً، منذ كانت المنظمة تعتمد على دعم المجموعتين لكل قرار سلبي أو ايجابي تتخذه.

وتعمل على تنفيذها، وبالمقابل اصبحت كل دولة غير عربية او اسلامية تركز على دعم هاتين المجموعتين... الى درجة ان المنظمة الدولية نفسها تصدر قرارات مضمونة التنفيذ وهي الضامنة سلفاً لذلك.

ولكن المؤسف ان طاعتنا العمياء بالموافقة ـ والتي تحولت الى عملية بصم ـ بدأت تستغل وتضر بقضايانا وبما يتخذ بها من قرارات ايجابية في المنظمة العالمية... وتصطدم دائماً بممانعة اسرائيلية او أميركية... لا فرق... خاصة وان واشنطن تشهر في وجهنا الفيتو الذي تحول الى سلاح فعال استكانت له الامم المتحدة بعد أن أعتمدته أميركا لمحاربة العرب والمسلمين وتفشيل كل قرار تجد فيه ما يخدم مصلحة الدول الآسيوية وليس فيه فائدة لاسرائيل... قبل اميركا.

ان معاركنا اليوم ليست مع الممانعة الاسرائيلية لكل قرار يتخذ للصالحين العربي والاسلامي، بل هي مع حق النقض الذي تلجأ اليه الولايات المتحدة وتعرقل كل شيء... وبهذا الحق احتمت اسرائيل وضربت كل ما يتخذ من قرارات ضدها بعرض الحائط... ويكفي ان تلّوح بهذا السلاح... حتى تتراجع الامم المتحدة عن كل قرار صادر عنها... حتى ولو حظي بموافقة كل الدول الاعضاء في المنظمة الدولية وغابت عنه الموافقة الاميركية، والى جانب سلاح الفيتو اياه تستعمل اسرائيل سلاحاً ادهى هو الممانعة... أو الرفض فاسرائيل لم توافق على قرار واحد فيه مصلحة عربية وان تضمن جزءاً لا بأس به لصالح اسرائيل نفسها... وآخر مثال على ذلك مقررات مؤتمر قمة بيروت العربية الذي ضمن الامن لاسرائيل مقابل انسحابها من الاراضي العربية المحتلة... فأجهضت اسرائيل على المقررات وبدعم اميركي طبعاً... وهنا صمتت المنظمة وعجزت عن تخطي هذين العائقين... كما صمتت في أوقات اخرى وأمام نفس العوائق... وان كانت الامم المتحدة هي اول من ساعد الى خلق هذا الولد العاق... قبل ان تتبناه الولايات المتحدة وتتولى تربيته وفقاً للاساليب الجهنمية والعنصرية التي برع فيها.

والمضحك المبكي في آن هو اننا لم ندرك بعد ان الاحتكام الى الامم المتحدة ما هو الا اضاعة وقت... ودفن نهائي لكل قضايانا التي كان يفترض ان نعمل على حلها بأنفسنا قبل ارسالها الى مقبرة العالم لتستريح فيها الى الابد.

اسرائيل تمانع... ونحن نوافق ونتقبل بطيبة خاطر واهتمام متزايدين بقرارات حتى وان كانت ضدنا... قبلنا تقسيم فلسطين ورفضته اسرائيل التي تسعى لابتلاع العالم العربي وليس جزءاً منه فقط... القرارات التي تتعلق بنا تنام في ادراج المنظمة وما يخص اسرائيل منها يأخذ طريقه الى التنفيذ فوراً... نحن نمعن في الموافقة واسرائيل تمعن في الممانعة... لقد تحولت الامم المتحدة الى حائط مبكى ينتحب عندها العالم... والمؤسف ان نكون اول المنتحبين.

أحمد الأسعد

بويك ون
29-08-2002, 02:31 AM
فعلا حائط المبكى

ولا حول ولا قوة إلا بالله

تقبل تحياتي