painter
11-01-2002, 02:23 AM
إسلام أون لاين.نت/ 9-1-2002م
انتقد مسؤولون سعوديون الضجَّة التي تثيرها تركيا حول إزالة قلعة "أجياد" العثمانية بمكة المكرمة، معتبرين أن هذا شأن يخص المملكة، وأكدوا أن هذه القلعة بُنيت منذ أكثر من 230 عامًا؛ لحماية الحرم المكي، ولم يَعُد لها اليوم أي دور.
وقالت صحيفة "عكاظ " في عددها الصادر الأربعاء 9-1-2002 نقلا عن مسؤول بوزارة الخارجية السعودية قوله: "إن قلعة أجياد ليست مقدسة، وإن ادعاءات تركيا بشأنها تشكل محاولة منها للتغلب على مشاكلها الداخلية". وأضاف مصدر مطلع في وكالة الآثار بوزارة المعارف السعودية للصحيفة أن "القلعة بُنيت بهدف حماية الحرم المكي الشريف من المعتدي، وأن دورها قد انتهى بعد استتباب الأمن في العهد السعودي".
دولة بلا هوية
وحملت "عكاظ " بشدة على تركيا، ووصفتها بأنها دولة لا هوية لها، والأوْلى بها أن تلتزم الصمت حينما يتم الحديث عن التاريخ والهوية؛ لأنها الدولة الإسلامية الوحيدة التي قررت إلغاء تاريخها وشطب هويتها بقرار عسكري".
أوضحت الصحيفة أن تركيا لم تتورع عن إلغاء كل تاريخها بقرار عسكري ومحو تراثها وهويتها باسم الثورة، حتى أصبحت دولة لا يتقبلها الشرق؛ لأنها تنكرت لهويتها المستمدة من تاريخه وثقافته، ولا يتقبلها الغرب لأنها ظلت عاجزة عن اللحاق بركبه". وقالت: "إن تركيا تنكرت لتاريخها وثقافتها وهويتها، واعتبرت أن ثورة مصطفى كمال أتاتورك هي بداية تاريخها، تاركة شعبها الإسلامي يتخبط بين هذا التاريخ الذي محتْه الثورة والهوية الإسلامية غير القابلة للمحو والإلغاء".
وأضافت أن "تركيا تنكرت للدولة العثمانية، وقضت على كل ما هو إنساني وديني وروحي في هذه الدولة العظيمة، ولم تجد ما تنادي بالحفاظ عليه من آثار هذه الدولة غير هذا المبنى الذي رأت المملكة استثمار مساحته ليكون وقفا على بيت الله الحرام".
وانتقدت "احتجاج تركيا على قرار إزالة القلعة، واستثمار موقعها بما يعود بالخير والفائدة على المسلمين، وجهل وتخبط وزارة الثقافة التركية لما تزعمه من قيمة للقلعة حين تشبهها بتمثالي بوذا اللذين هدمتهما طالبان".
ورأت أن تركيا بذلك "لم تراعِ أدنى حرمة لمكة المكرمة، ولا لمشاعر المسلمين حينما تشبه مبانيَ بجوار الكعبة بالتماثيل البوذية".
الوقف أنفع
واختتمت الصحيفة بالقول: "إن السعودية قررت إزالة هذه القلعة التي لا تمتلك أي مكانة في التاريخ الإسلامي العريق، إدراكا منها أن توفير وقف لبيت الله الحرام هو أكثر جدوى وعائدا من مجرد الهوس بالحفاظ على المباني لمجرد أن عمرها قرن أو قرنين".
ومن جهته.. أكد "فدا العادل" ممثل السعودية لدى منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم –اليونيسكو- أنه لا حق لتركيا في الاحتجاج؛ لأن القلعة ليست تاريخية، ولا أثرا مسجلا بالمنظمة.
وقال سفير السعودية في أنقرة "محمد بن عبد الرحمن البسام": "إن وزارة الخارجية التركية استدعت الأسبوع الماضي السكرتير الأول في السفارة "جميل ششتة" لتتحدث معه بشأن القلعة، وأكد أن السفارة لم تتلقَّ أي احتجاج من وزارتي الخارجية والثقافة التركية".
وكان خادم الحرمين الملك "فهد بن عبد العزيز" قد وافق في فبراير 2001 على وقف موقع قلعة "أجياد" والأراضي التابعة لها في مكة المكرمة على المسجد الحرام، واستثمار هذا الموقع الذي تتجاوز مساحته 23 ألف متر مربع. وعبرت تركيا الثلاثاء 8-1-2002 عن استنكارها تدمير قلعة أجياد العثمانية التي كانت تشرف على المسجد الحرام في مكة المكرمة غرب السعودية.
زوبعة تركية
ومن ناحية أخرى.. وصف وزير الثقافة التركي "إستميح خان" هدم قلعة أثرية قديمة بالقرب من بيت الله الحرام في مكة المكرمة، بأنه أمر لا يختلف كثيرًا عن موقف حكومة طالبان الأفغانية (السابقة) من هدم تمثال بوذا، وطالب بالتعبير عن رفض مثل هذا الأمر وتقديم احتجاجات لهيئة اليونسكو.
وكانت بعض المحطات التلفزيونية التركية بدأت الجمعة 4-1-2002 في شن حملة ضد الحكومة السعودية، متهمة إياها بالعمل على محو وإزالة كل أثر يرجع للدولة العثمانية، وبثت خبرًا مصورًا لقلعة قديمة تطل على المسجد الحرام، مؤكدة أنها بُنيت خلال فترة الحكم العثماني بهدف الدفاع عن بيت الله الحرام .
وادعت وسائل الإعلام التركية أن القلعة التي تحمل اسم "أجياد" هُدمت من أجل بناء فندق سياحي كبير يقدم خدمات لزوار بيت الله الحرام، واعتبرت "تانسو تشيلر" رئيسة حزب الطريق القويم (DYP) التركي المعارض أن مسؤولية هدم تلك القلعة يرجع لتقصير الحكومة الائتلافية ولوزارة الخارجية التركية.
وفي مؤتمر صحفي عقده حزب العدالة والتنمية (AKP) المعارض الأحد 6-1-2002 شجب "صالح قابوسوز" العضو البرلماني بالحزب هدم القلعة، وأعرب "باردقجي" المهتم بالآثار القديمة في مقابلة تليفزيونية مع محطة القناة السابعة مساء الإثنين 7-1-2002 عن مخاوفه من قيام الحكومة السعودية بهدم الأروقة المحيطة بالمسجد الحرام، التي بناها الأتراك العثمانيون.
جدير بالذكر أن بلدية مدينة "باكو" العاصمة الأذربيجانية قامت في نهاية شهر أبريل عام 2000 بهدم وإزالة سبيل مياه تركي أنشأته هيئة شؤون الديانة التركية أمام الجامع التركي بحي "باقي سوفيتي"، واكتفت وزارة الخارجية التركية بتقديم مذكرة احتجاج للخارجية الأذربيجانية، كما التزمت وسائل الإعلام التركية الصمت أمام الحادث.
انتقد مسؤولون سعوديون الضجَّة التي تثيرها تركيا حول إزالة قلعة "أجياد" العثمانية بمكة المكرمة، معتبرين أن هذا شأن يخص المملكة، وأكدوا أن هذه القلعة بُنيت منذ أكثر من 230 عامًا؛ لحماية الحرم المكي، ولم يَعُد لها اليوم أي دور.
وقالت صحيفة "عكاظ " في عددها الصادر الأربعاء 9-1-2002 نقلا عن مسؤول بوزارة الخارجية السعودية قوله: "إن قلعة أجياد ليست مقدسة، وإن ادعاءات تركيا بشأنها تشكل محاولة منها للتغلب على مشاكلها الداخلية". وأضاف مصدر مطلع في وكالة الآثار بوزارة المعارف السعودية للصحيفة أن "القلعة بُنيت بهدف حماية الحرم المكي الشريف من المعتدي، وأن دورها قد انتهى بعد استتباب الأمن في العهد السعودي".
دولة بلا هوية
وحملت "عكاظ " بشدة على تركيا، ووصفتها بأنها دولة لا هوية لها، والأوْلى بها أن تلتزم الصمت حينما يتم الحديث عن التاريخ والهوية؛ لأنها الدولة الإسلامية الوحيدة التي قررت إلغاء تاريخها وشطب هويتها بقرار عسكري".
أوضحت الصحيفة أن تركيا لم تتورع عن إلغاء كل تاريخها بقرار عسكري ومحو تراثها وهويتها باسم الثورة، حتى أصبحت دولة لا يتقبلها الشرق؛ لأنها تنكرت لهويتها المستمدة من تاريخه وثقافته، ولا يتقبلها الغرب لأنها ظلت عاجزة عن اللحاق بركبه". وقالت: "إن تركيا تنكرت لتاريخها وثقافتها وهويتها، واعتبرت أن ثورة مصطفى كمال أتاتورك هي بداية تاريخها، تاركة شعبها الإسلامي يتخبط بين هذا التاريخ الذي محتْه الثورة والهوية الإسلامية غير القابلة للمحو والإلغاء".
وأضافت أن "تركيا تنكرت للدولة العثمانية، وقضت على كل ما هو إنساني وديني وروحي في هذه الدولة العظيمة، ولم تجد ما تنادي بالحفاظ عليه من آثار هذه الدولة غير هذا المبنى الذي رأت المملكة استثمار مساحته ليكون وقفا على بيت الله الحرام".
وانتقدت "احتجاج تركيا على قرار إزالة القلعة، واستثمار موقعها بما يعود بالخير والفائدة على المسلمين، وجهل وتخبط وزارة الثقافة التركية لما تزعمه من قيمة للقلعة حين تشبهها بتمثالي بوذا اللذين هدمتهما طالبان".
ورأت أن تركيا بذلك "لم تراعِ أدنى حرمة لمكة المكرمة، ولا لمشاعر المسلمين حينما تشبه مبانيَ بجوار الكعبة بالتماثيل البوذية".
الوقف أنفع
واختتمت الصحيفة بالقول: "إن السعودية قررت إزالة هذه القلعة التي لا تمتلك أي مكانة في التاريخ الإسلامي العريق، إدراكا منها أن توفير وقف لبيت الله الحرام هو أكثر جدوى وعائدا من مجرد الهوس بالحفاظ على المباني لمجرد أن عمرها قرن أو قرنين".
ومن جهته.. أكد "فدا العادل" ممثل السعودية لدى منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم –اليونيسكو- أنه لا حق لتركيا في الاحتجاج؛ لأن القلعة ليست تاريخية، ولا أثرا مسجلا بالمنظمة.
وقال سفير السعودية في أنقرة "محمد بن عبد الرحمن البسام": "إن وزارة الخارجية التركية استدعت الأسبوع الماضي السكرتير الأول في السفارة "جميل ششتة" لتتحدث معه بشأن القلعة، وأكد أن السفارة لم تتلقَّ أي احتجاج من وزارتي الخارجية والثقافة التركية".
وكان خادم الحرمين الملك "فهد بن عبد العزيز" قد وافق في فبراير 2001 على وقف موقع قلعة "أجياد" والأراضي التابعة لها في مكة المكرمة على المسجد الحرام، واستثمار هذا الموقع الذي تتجاوز مساحته 23 ألف متر مربع. وعبرت تركيا الثلاثاء 8-1-2002 عن استنكارها تدمير قلعة أجياد العثمانية التي كانت تشرف على المسجد الحرام في مكة المكرمة غرب السعودية.
زوبعة تركية
ومن ناحية أخرى.. وصف وزير الثقافة التركي "إستميح خان" هدم قلعة أثرية قديمة بالقرب من بيت الله الحرام في مكة المكرمة، بأنه أمر لا يختلف كثيرًا عن موقف حكومة طالبان الأفغانية (السابقة) من هدم تمثال بوذا، وطالب بالتعبير عن رفض مثل هذا الأمر وتقديم احتجاجات لهيئة اليونسكو.
وكانت بعض المحطات التلفزيونية التركية بدأت الجمعة 4-1-2002 في شن حملة ضد الحكومة السعودية، متهمة إياها بالعمل على محو وإزالة كل أثر يرجع للدولة العثمانية، وبثت خبرًا مصورًا لقلعة قديمة تطل على المسجد الحرام، مؤكدة أنها بُنيت خلال فترة الحكم العثماني بهدف الدفاع عن بيت الله الحرام .
وادعت وسائل الإعلام التركية أن القلعة التي تحمل اسم "أجياد" هُدمت من أجل بناء فندق سياحي كبير يقدم خدمات لزوار بيت الله الحرام، واعتبرت "تانسو تشيلر" رئيسة حزب الطريق القويم (DYP) التركي المعارض أن مسؤولية هدم تلك القلعة يرجع لتقصير الحكومة الائتلافية ولوزارة الخارجية التركية.
وفي مؤتمر صحفي عقده حزب العدالة والتنمية (AKP) المعارض الأحد 6-1-2002 شجب "صالح قابوسوز" العضو البرلماني بالحزب هدم القلعة، وأعرب "باردقجي" المهتم بالآثار القديمة في مقابلة تليفزيونية مع محطة القناة السابعة مساء الإثنين 7-1-2002 عن مخاوفه من قيام الحكومة السعودية بهدم الأروقة المحيطة بالمسجد الحرام، التي بناها الأتراك العثمانيون.
جدير بالذكر أن بلدية مدينة "باكو" العاصمة الأذربيجانية قامت في نهاية شهر أبريل عام 2000 بهدم وإزالة سبيل مياه تركي أنشأته هيئة شؤون الديانة التركية أمام الجامع التركي بحي "باقي سوفيتي"، واكتفت وزارة الخارجية التركية بتقديم مذكرة احتجاج للخارجية الأذربيجانية، كما التزمت وسائل الإعلام التركية الصمت أمام الحادث.