PDA

View Full Version : من زرع حصد....


خالد الوليدي
01-10-2001, 11:53 PM
أمريكا تشرب من الكأس الذي سقت منه الكثير من الشعوب

لا يختلف اثنان في ان معظم ضحايا الانفجارات الأخيرة في الولايات

الامريكية هم ضحايا ابرياء ، لكن هناك عدة تساؤلات تطرح نفسها

أولها ان الولايات المتحدة تتدعي انها دولة ديمقراطية وان

حكومتها تمثل الشعب الامريكي والسؤال هنا مادام هذا الشعب راضي

عن سياسات حكومته ويؤيدها فهو بالتالي مسئول عن نتائج

سياساتها غير العادلة في العديد من بقاع العالم ، لأن هذه

التفجيرات لم تأتي من فراغ لكنها نتائج طبيعية لسياسات

الغطرسة والهيمنة الامريكية التي تنتهجها حكومات ينتخبها

المواطن الامريكي ، ان مثل هذه العملية تبين للمواطن الامريكي

حجم الدمار الذي تحدثه الحروب التي تشنها حكومته على العديد

من الشعوب المظلومة – وهنا اتوقف عند ما يردده بعض الاعلاميين

او المحللين السياسيين العرب على شاشات الفضائيات من ان هذه

الحرب لن تطال سوى جماعة طالبان ومؤيديها وبعضهم يدلل على

كلامه بضربات امريكية سابقة ..العراق..يوغسلافيا .. وغيرها ،

لكن هذا الهراء لم يعد يمكن ان يصدقه حتى الاطفال لاننا اصبحنا

نعرف دقة الاسلحة الامريكية ودقة استخباراتها في تحديد اهدافها

من اليابان إلى كوريا إلى فيتنام إلى دول امريكا الجنوبية إلى

ليبيا وصولا إلى العراق ثم يوغسلافيا - ويخرج لنا احد الجنرالات

الذين ضنوا يوما ما انهم كبار ليكرر نفس الاكاذيب التي يكررها

قادته وساسته كلما ارادوا ضرب احد الشعوب ليقول ان العالم

يعرف ان الولايات المتحدة تعمل خلال حروبها على استهداف المواقع

العسكرية دون المس بالمدنيين ، يكذب ويعرف اننا نعرف انه يكذب

لان الكذب والخداع صار منهاج السياسة الامريكية ، إن هالة الوهم

التي صنعها الساسة والاعلام واحاطوا بها دولتهم اصابتهم بجنون

العظمة فصدقوا انهم دولة منيعة لا يمكن ضربها وتهديدها ، لكن

هذه الهالة تلاشت وتطايرت في الهواء كما تطايرت اجزاء برجي

التجارة ومبنى وزارة الدفاع لتقف امريكا عارية امام العالم

تستجدي اوروبا الوقوف معها ودعمها ، وتهدد الدول المغلوبة على

امرها بانها امام خيارين اما ان تشارك في حلف الشيطان وتدعمه

أو تعتبر دول معادية أو ((مارقة – هذه التسمية اصبحت تردد

كثيرا في وسائل الاعلام العربية )) ، وامريكا لازالت تكابر رغم

الصفعة الموجعة التي تلقتها لتوهم العالم بانها لازالت زعيمته .

نترك امريكا ونعود إلى السياسيين والإعلاميين العرب الذين

سارعوا إلى التباكي على اطلال برجي التجارة بل ان بعضهم لولا

الحياء لأعلن الحداد ولبس السواد وظهر على الشاشات وهو يصوت

ويولول ليس حزنا على ضحايا الانفجار بل خوفا من غول اسمه

امريكا ، الكل اعلن شجبه وتنديده وبعضهم اطلق وعيده واعلن انه

سيكون سيفا في يد امريكا لضرب الارهاب ومن يدعمه ومنهم من ظهر

على الشاشات وهو يتبرع بالدم وهو يعرف ان هذا الدم لو وصل إلى

الامريكان لرموه في المحيط لانهم لا يعتبرننا من البشر ، يتبرع

لامريكا وينسى اطفال فلسطين – لكن هؤلاء لهم الله وليسو في حاجة

له -.

وهنا اتذكر كلام احد المحللين العرب على احدى الفضائيات في اول

او ثاني يوم بعد الانفجار حيث اعطانا دروسا في كيفية التأثير

على الحكومة الامريكية والرأي العام الامريكي بأن نندد بهده

الهجمات ونقف في صف امريكا ضد الارهاب ونعلن ان الاسلام بريء من

الارهاب ، وفعلا لم يبقى حزب ولا جمعية ولا منظمة الا واعلن دعمه

لامريكا ، لكن رغم هذا التباكي نجد ان أول ما فعله الساسة

الامريكيين هو اتهام الإسلام كدين بانه وراء الارهاب بل وصل الامر

بالرئيس بوش بأن يعلن انها ستكون حربا صليبية ورغم انه اعلن

انه اخطأ في استخدام التعبير إلا انني اعتقد انه خطأ مقصود ،

وموقف الشعب لا يختلف عن رئيسه فالمسلمين يعيشون في رعب بعد

العديد من الهجمات عليهم وعلى ومحلاتهم بل وصل الاعتداء الى

المساجد ، وبعد كل هذا لازال البعض يمجد لنا حضارة الامريكي

وانسانيته ، وهذا يقودنا إلى الاستنتاج بان الرأي العام

الامريكي مضلل وشبه مغيب بسبب زيف وسائل اعلامه وخداعها فهو

يقدم الأحداث كما يريدها لا كما حدثت.

وخلاصة القول ان هذه الهجمات هي بداية الحصاد فأمريكا الان تحصد

ما زرعت.