F15
02-02-2000, 12:13 AM
ها أنا اعود اليكم بعد غيابٍ طويل .. لكنني متيقن أنكم لم تشعروا بذلك ((( إلا ))) شخصٌ عزيزٌ جداً على قلبي .. كلّفَ نفسه مشقة السؤال .. في وقتٍ ابتعدت فيه عنه بسبب ظروف السفر .. وها أنا أعود اليوم إلى الرياض وبالتحديد إلى غرفتي والانترنت .. وكنت متلهفاً لقرائه بريدي ولم أجد سوى رسالةٌ واحده من T_Zone الرجل الذي لم ينسى المحبه والصداقه .. لم ينسى الماضي .. في حين نسيه الآخرون .. فلكَ مني يا ايها الغالي ألف شكر .. ولساني يعجز عن الرد .. ولا اعرف كيف أرد عليك وماذا أقول .. وأتمنى ان تبقى صداقتنا ما حيينا ..
وأتمنى أن تعجبك هذه المشاركه .. وأن أسمع رأيك فيها بكل صراحه ::
أقبل الليل وهدأ الكون ، نامت العصافير وتوقفت عن التغريد ..
الصمت يلف المكان .. القمر المضيء والنجوم المتلألئة في السماء تضفي على الهدوء روعةً وجمالاً وسحراً ..
أما أنا فلم أأبه بهذا كله .. فقد حبست نفسي في غرفتي .. حاولت النوم ولم أستطع .. أخذت أتقلب في فراشي .. كان شباك غرفتي مفتوحاً …
تحرك منها هواءٌ حرّكَ مشاعري .. فكرت في النهوض لأرى الجو في الخارج فقمت من فراشي ولكني اكتفيت بالنظر من النافذة وأخذت أستنشق ذلك الهواء العليل ..
أشعر أني مكتئب وأن الهموم على صدري كالجبال .. تضغط على أنفاسي فتخرج حائرة لا تدري أترجع إلى النار التي بجوفي أم تترك صاحبها وتخونه كما فعل أصحابه من البشر ..
ذهبت وجلست على الأريكة .. تنهيدةٌ عميقة أطلقت من بعدها خيالي للعنان .. أخذت أقلب صفحات الماضي والذكريات ..
أغمضت عيناي فانسابت دمعةٌ ساخنة على خدي .. مع أنها تخفف ما في صدري من هموم ومتاعب إلا أني تضايقت منها ..
سألتها : لماذا نزلتِ أيتها الدمعة !؟ .. لماذا سمحت لي بإخراجك !؟ ..
قالت :: أنا أصدق من يعبر عن الحزن والفرح .. عن الألم والشوق .. عن البعد والحنين .. حتى أن البعض قالوا (( الإنسانية دمعة )) .. ومعنى ذلك أنني أرتبط ارتباطاً وثيقاً بمعنى الوجود والإحساس والرحمة وغيرها مما يدل على الإنسانية … ولاكن أنت قل لي ماذا بك !؟ عندها أُخبرك لماذا نزلت ؟؟ ..
أجبتُ وقد تمددتُ على الأريكة أكثر : تسأليني عن حالي !! .. أنا كلي هموم وآلام .. كم سهرت أشتكي لليل خيانة الأحباب .. وغدر الأصحاب .. أشتكي لليل علّه يسليني بعدما هجرني كل الأحباب ..
قالت :: كل هذا وتسألني عن سبب نزولي !! لقد خرجت لأخفف عن نفسك القهر والألم .. لأعبر عن مدى صدقك ووفائك لمن هم ليسوا أهلاً لهذه الثقة ..
قلت : ولكنني لا أريدك أن تخرجي من عيني ..
ردت مستفهمة :: ولماذا !؟؟؟ ..
قلت : لأنك تعصينني وتخونين رجولتي .. فأنا لا أستطيع حبسك وأحياناً تخرجين دون علم مني .. خصوصاُ عندما يكون سيلانكِ داخل قلبي بعيداً عن عيني ..
قالت :: هذا لا يهم .. المهم أنت لماذا تؤذي نفسك في هذا الزمن !؟ .. الكل خائن وغادر إلا من رحم الله ..
قلت مقاطعاً : لا .. أنا أرفض هذا الكلام وأنا وفيّ ومخلص وأمقت الغدر والخيانة .. لا أعلم لماذا لم يعد مفهوم الصداقة الحقيقية متداولاً بين الناس .. كل ما يعرفون ويفهمون صداقة المصالح الشخصية .. لا مجال لديهم للود والتفاهم .. أما الحب بينهم فمسكينٌ يرثى لحاله .. فهم يدعون أنهم يفهمون معناه الشريف الذي هو أبعد ما يكون عن مقاصدهم الدنيئة .. القاموس عندهم تبرأ من كلمتي الوفاء والإخلاص .. الطمع أعمى أعينهم فطغت عليهم الأنانية وحب الذات .. بعد هذا كله تريدينني أن أصبح مثلهم أو أسكت وأنسى ما يفعلون ؟؟؟؟؟؟؟؟ ..
قالت :: إن مشكلتك مشكلةٌ كبيرة " فأنت مثل إنسان صوته جميل ولكنه يعيش عند أناس لا يمتلكون حاسة السمع " ..
سكتُّ برهة ثم قلت : أما كنت تقولين أنك تخفين عني أن أراكِ تزيدين جرحي جروحاً !؟ ..
قالت :: لا .. ولاكني أحاول مساعدتك لحل مشكلتك .. لذا فأني أنصحك بالصبر .. ربما يغير الله من حالٍ إلى حال .. ويرجع الناس إلى ما كانوا عليه في سابق عهدهم ..
قلت لها بيأس : صبرت ولكن صبري طال لدرجة أن الصبر قد أصابهُ الملل مني ..
قالت :: كان بودي - يا صاحبي - أن يكون حواري معك طويلاً ولكنني سأذهب مجبرةً ولا حيلة لي في ذلك حيث سيصيبني الجفاف بعد قليل .. ولكن أعلم أنك إن بقيت على هذه الحال فستخرج من عينيك دمعةٌ أخرى وتسبب لك ضيقاً أكبر .. إنك تعيش في زمن ليس بزمنك ومن المستحيل أن تفعل شيئاً لوحدك .. فأستعن بالله ولا تفكر في ذلك كثيراً .. وحذارِ أن يموت ضميرك .. إبقَ شمعةً مضيئة علَّ وعسى أن يستنير بها الآخرون من حولك .. أما الآن فقد حان وقت الرحيل .
وذهبت وصوتها لا يزال يتردد في مسمعي .. (( حـــــذارِِ مـــــن مـــــوت الضـــــمـــــير )) ….
وأتمنى أن تعجبك هذه المشاركه .. وأن أسمع رأيك فيها بكل صراحه ::
أقبل الليل وهدأ الكون ، نامت العصافير وتوقفت عن التغريد ..
الصمت يلف المكان .. القمر المضيء والنجوم المتلألئة في السماء تضفي على الهدوء روعةً وجمالاً وسحراً ..
أما أنا فلم أأبه بهذا كله .. فقد حبست نفسي في غرفتي .. حاولت النوم ولم أستطع .. أخذت أتقلب في فراشي .. كان شباك غرفتي مفتوحاً …
تحرك منها هواءٌ حرّكَ مشاعري .. فكرت في النهوض لأرى الجو في الخارج فقمت من فراشي ولكني اكتفيت بالنظر من النافذة وأخذت أستنشق ذلك الهواء العليل ..
أشعر أني مكتئب وأن الهموم على صدري كالجبال .. تضغط على أنفاسي فتخرج حائرة لا تدري أترجع إلى النار التي بجوفي أم تترك صاحبها وتخونه كما فعل أصحابه من البشر ..
ذهبت وجلست على الأريكة .. تنهيدةٌ عميقة أطلقت من بعدها خيالي للعنان .. أخذت أقلب صفحات الماضي والذكريات ..
أغمضت عيناي فانسابت دمعةٌ ساخنة على خدي .. مع أنها تخفف ما في صدري من هموم ومتاعب إلا أني تضايقت منها ..
سألتها : لماذا نزلتِ أيتها الدمعة !؟ .. لماذا سمحت لي بإخراجك !؟ ..
قالت :: أنا أصدق من يعبر عن الحزن والفرح .. عن الألم والشوق .. عن البعد والحنين .. حتى أن البعض قالوا (( الإنسانية دمعة )) .. ومعنى ذلك أنني أرتبط ارتباطاً وثيقاً بمعنى الوجود والإحساس والرحمة وغيرها مما يدل على الإنسانية … ولاكن أنت قل لي ماذا بك !؟ عندها أُخبرك لماذا نزلت ؟؟ ..
أجبتُ وقد تمددتُ على الأريكة أكثر : تسأليني عن حالي !! .. أنا كلي هموم وآلام .. كم سهرت أشتكي لليل خيانة الأحباب .. وغدر الأصحاب .. أشتكي لليل علّه يسليني بعدما هجرني كل الأحباب ..
قالت :: كل هذا وتسألني عن سبب نزولي !! لقد خرجت لأخفف عن نفسك القهر والألم .. لأعبر عن مدى صدقك ووفائك لمن هم ليسوا أهلاً لهذه الثقة ..
قلت : ولكنني لا أريدك أن تخرجي من عيني ..
ردت مستفهمة :: ولماذا !؟؟؟ ..
قلت : لأنك تعصينني وتخونين رجولتي .. فأنا لا أستطيع حبسك وأحياناً تخرجين دون علم مني .. خصوصاُ عندما يكون سيلانكِ داخل قلبي بعيداً عن عيني ..
قالت :: هذا لا يهم .. المهم أنت لماذا تؤذي نفسك في هذا الزمن !؟ .. الكل خائن وغادر إلا من رحم الله ..
قلت مقاطعاً : لا .. أنا أرفض هذا الكلام وأنا وفيّ ومخلص وأمقت الغدر والخيانة .. لا أعلم لماذا لم يعد مفهوم الصداقة الحقيقية متداولاً بين الناس .. كل ما يعرفون ويفهمون صداقة المصالح الشخصية .. لا مجال لديهم للود والتفاهم .. أما الحب بينهم فمسكينٌ يرثى لحاله .. فهم يدعون أنهم يفهمون معناه الشريف الذي هو أبعد ما يكون عن مقاصدهم الدنيئة .. القاموس عندهم تبرأ من كلمتي الوفاء والإخلاص .. الطمع أعمى أعينهم فطغت عليهم الأنانية وحب الذات .. بعد هذا كله تريدينني أن أصبح مثلهم أو أسكت وأنسى ما يفعلون ؟؟؟؟؟؟؟؟ ..
قالت :: إن مشكلتك مشكلةٌ كبيرة " فأنت مثل إنسان صوته جميل ولكنه يعيش عند أناس لا يمتلكون حاسة السمع " ..
سكتُّ برهة ثم قلت : أما كنت تقولين أنك تخفين عني أن أراكِ تزيدين جرحي جروحاً !؟ ..
قالت :: لا .. ولاكني أحاول مساعدتك لحل مشكلتك .. لذا فأني أنصحك بالصبر .. ربما يغير الله من حالٍ إلى حال .. ويرجع الناس إلى ما كانوا عليه في سابق عهدهم ..
قلت لها بيأس : صبرت ولكن صبري طال لدرجة أن الصبر قد أصابهُ الملل مني ..
قالت :: كان بودي - يا صاحبي - أن يكون حواري معك طويلاً ولكنني سأذهب مجبرةً ولا حيلة لي في ذلك حيث سيصيبني الجفاف بعد قليل .. ولكن أعلم أنك إن بقيت على هذه الحال فستخرج من عينيك دمعةٌ أخرى وتسبب لك ضيقاً أكبر .. إنك تعيش في زمن ليس بزمنك ومن المستحيل أن تفعل شيئاً لوحدك .. فأستعن بالله ولا تفكر في ذلك كثيراً .. وحذارِ أن يموت ضميرك .. إبقَ شمعةً مضيئة علَّ وعسى أن يستنير بها الآخرون من حولك .. أما الآن فقد حان وقت الرحيل .
وذهبت وصوتها لا يزال يتردد في مسمعي .. (( حـــــذارِِ مـــــن مـــــوت الضـــــمـــــير )) ….