PDA

View Full Version : أبتااااااااااااه


زمردة
27-01-2005, 05:51 AM
http://www.anashed.net/anashed_others/abtah.ram

أبتاه ماذا قد يخط بناني و الحبل و الجلاد ينتظران

هذا كتاب إليك من زنزانة مقرورة صخرية الجدران

لم تبق إلا ليلة أحيا بها وأحس أن ظلامها أكفاني

ستمر يا أبتاه لست اشك في هذا وتحمل بعدها جثماني

الليل من حولي هدوء قاتل والذكريات تمور في وجداني

ويهدنى ألمي فانشد راحتي في بضع آيات من القران

والنفس بين جوانحي شفافة دب الخشوع بها فهز كياني

قد عشت أومن بالإله ولم أذق إلا أخيرا لذة الإيمان

شكرا لهم أنا لا أريد طعامهم فليرفعوه فلست بالجوعان

هذا الطعام المر ما صنعته لي أمي ولا وضعوه فوق خوان

كلا ولم يشهده يا أبتي معي إخوان لي جاءاه يستبقان

مدوا إلي به يدا مصبوغة بدمى وهذه غاية الإحسان

والصمت يقطعه رنين سلاسل عبثت بهن أصابع السجان

ما بين آونة تمر وأختها يرنو الي بمقلتي شيـــطان

من كوة بالباب يرقب صيده ويعود في امن إلى الدوران

أنا لا أحس بأي حقد نحوه ماذا جناه فتمسه أضغاني

هو طيب الأخلاق مثلك يا أبى لم يبد في ظمأ إلى العدوان

لكن إن نام عنى لحظة ذاق العيال مــرارة الحرمان

فلربما وهو المروع سحنة لو كان مثلي شاعرا لرثاني

أو عاد من يدرى إلى أولاده وذُكّرَ صورتي لبكاني

وعلى الجدار الصلب نافذة بها معنى الحياة غليظة القضبان

قد طالما شارفتها متأملا في السائرين على الأسى اليقظان

فأرى وجوما كالضباب مصورا ما في قلوب الناس من غليان

نفس الشعور لدى الجميع وإنما كتموا وكان الموت في إعلاني

ويدور همس في الجوانح ما الذي في الثورة الحمقاء قد أغران

أو لم يكن خيرا لنفسي إن أرى مثل الجموع أسير في إذعان

ما ضرني لو قد سكت وكلما غلب الأسى بالغت في الكتمان

هذا دمى سيسيل مطفئا ما ثار في جنْبَيَّ من نيران

وفؤادي الموار في نبضاته سيكف من غده عن الخفقان

والظلم باق لن يحطم قيده موتى ولن يودى به قربان

ويسير ركب البغي ليس يضيره شاة إذا اجتثت من القطعان

هذا حديث النفس حين تشف عن بشريتي وتمور بعد ثوان

وتقول لي إن الحياة لغاية أسمى من التصفيق للطغيان

أنفاسك الحيرى وان هي أخمدت ستظل تغمر أفقهم بدخان

وقروم جسمك وهو تحت سياطهم قسمات صبح يتقيه الجاني

دمع السجين هناك في أغلاله ودم الشهيد هنا سيلتقيان

حتى إذا ما أفعمت بهما الربا لم يبق غير تمرد الفيضان

ومن العواصف ما يكون هبوبها بعد الهدوء وراحة الرباني

إن احتدام النار في وجهه أمر يثير حفيظة البركان

وتتابع القطرات ينزل بعده سيل يليه تدفق الطوفان

فيموج يقتلع الطغاة مزمجرا أقوى من الجبروت والسلطان

أنا لست أدري هل ستذكر قصتي أم سوف يعدوها رحى النسيان

أو أنني سأكون في تاريخنا متآمرا أم هادم الأوثان

كل الذي أدريه أن تجرعي كأس المذلة ليس في إمكاني

لو لم أكن في ثورتي متطلبا غير الضياء لا متى لكفاني

أهوى الحياة كريمة لا قيد لا إرهاب لا استخفاف بالإنسان

فإذا سقطُت أحمل عزتي يغلى دم الأحرار في شرياني

أبتاه إن طلع الصباح وأضاء نور الشمس كل مكان

واستقبل العصفور بين غصونه يوما جديدا مشرق الألوان

وسمعت أنغام التفاؤل ثرة تجرى على فم بائع الألبان

واتى يدق- كما تعود- بابنا سيدق باب السجن جلادان

وأكون بعد هنيهة متأرجحا في الحبل مشدودا إلى العيدان

ليكن عزاؤك إن هذا الحبل ما صنعته في هذى الربوع يدان

نسجوه في بلد يشع حضارة وتضاء منه مشاعل العرفان

أو هكذا زعموا وجيء به إلى بلدي الجريح على يد الأعوان

أنا لا أريدك أن تعيش محطما في زحمة الآلام والأشجان

إن ابنك المصفود في أغلاله قد سيق نحو الموت غير مدان

فاذكر حكايات بأيام الصبا قد قلتها لي عن هوى الأوطان

وإذا سمعت نشيج أمي في الدجى تبكى شبابا ضاع في الريعان

وتكتم الحسرات في أعماقها ألما تواريه عن الجيران

فاطلب إليها الصفح عنى إننى لا ابتغى منها سوى الغفران

مازال في سمعي رنين حديثها ومقالها في رحمة وحنان

أبنى إني قد غدوت عليلة لم يبق لي جلد على الأحزان

فأذق فؤادي فرحة بالبحث عن بنت الحلال ودعك من عصيان

كانت لها أمنية ريانة يا حسن أمال لها وأمان

غزلت خيوط السعد مخضلا ولم يكن انتفاض الغزل في الحسبان

والآن لا أدرى بأي جوانح ستبيت بعدى أم بأي جنان

هذا الذي سطرته ولك يا أبى بعض الذي يجرى بفكر عان

لكن إذا انتصر الضياء ومُزقت بيد الجموع شريعة القرصان

فلسوف يذكرني ويُكبر همتي من كان في بلدي حليف هوان

والى لقاء تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان


- هاشم الرفاعي -

أسأل الله أن يفرج أسر المأسورين من المسلمين ..

كبارزو
27-01-2005, 01:15 PM
نسأل الله ان يفرج اسرهم ..

شكرا اخت زمردة

قراقوش
27-01-2005, 07:05 PM
الأخت زمردة تحية طيبة و بعد

لك كل الشكر على أن جددت العهد بهذه القصيدة الجميلة التي عدها كثيرون من معلقات الشعر الإسلامي . و أحب أن أعرّف قليلا بالشاعر هاشم الرفاعي و هو الذي عاش في مصر بين عامي ( 1935 – 1959 م ) . و كما نلاحظ فإن الشاعر لم يعمر طويلا فقد اغتاله خصومه السياسيون ، و كأن هذه القصيدة التي كتبها على لسان شاب مناضل يقتله المستعمرون موجهة في الأساس لهؤلاء الخصوم الذين اغتالوه .

و بعد استئذانك أحب أن أتطفل على ( صفحتك ) فأنشر فيها قصيدة كتبتها عن ( موضوع مشابه ) و هو تلك القوة الباغية التي شرعت في الالتفاف حول بلاد المسلمين ، و أملي في أن تتصاعد القوى المجاهدة لدحر عدوانها .

إنْ تَــكُـنْ حَيفا فؤاداً .. في ظلامِ الأَسْــرِ يَسهرْ

أو غَـدَتْ دارُ الرشيدِ .. مَـلعبَ الحِلفِ الـمُـنَـصَّـرْ

إنْ تَــكنْ أقمارُ قومي .. في مواني الــمُـدْن تُـبصَر

فلنا يومٌ أغَــرٌ .. حِــينَ يزهو الثأرُ أحمرْ

و لنا عهدٌ وثيقٌٌ .. لن يكونَ العِـلْجُ أكبرْ

أيها الباغي رُوَيْـداً .. قد فَـتحتَ البابَ فاسهرْ

لا تَـظـنَّ الشمسَ تَـرسو .. دِينُُها أن تَـتغـيّـرْ

هاهمُ الفرسانُ فَــتْــحٌ .. مِن ضِياءِ الصبحِ أطهرْ

قد تنادَوا للجهادِ .. يَبذلونَ العمرَ أخضرْ

يا رماحَ الحقِّ ثوري .. و اهْــتـفي ( اللهُ أكبرْ )

دونكِ الموتَ نبيلاً .. زانهُ الحقُّ المجَــمَّــرْ

زلزلي الكونَ و صُـولي .. في حِمَى جانٍ تَـنَـمـَّــرْ

شــرُّهُ أمسى شِـراعاً .. اعتلى الدنيا و أَوْتَــرْ

لا نَهابُ الموتَ إنّا .. بِِـحبالِ اللهِ نُُـنـصَـر ْ


و لك مني أزكى تحية .

زمردة
01-02-2005, 12:11 AM
العفوووووووو ..

والشكر لك على الحضور والرد ..

زمردة
01-02-2005, 12:18 AM
وجزاك الله خيراً على ما سطرت من معلومات عن الشاعر المجاهد ..

نسأل الله أن يتقبله في الشهداء ..

وعلى قصيدتك المعبرة التي زودتنا بها ..

ليتك تضعها في موضوع جديد ليقرأها الجميع ويعلقوا عليها ..

وبانتظار جديدك دائماً ..

ريمى
03-02-2005, 09:42 PM
السلام عليكم :

بارك الله فيك اخيتى على هذا الاختيار

ولا نتمنى من الله سوى ان يفك اسر المكروبين ويحيى امة الملايين لمواجهة الغاشم الاثيم اعداء الله والدين من امريكا واسرائيل وكل معلن حرب على الارهاب .

جزيتى خيرا اخيه

زمردة
09-02-2005, 02:01 AM
اللهم آميـــــــــــــــن ..

وفيك .. بارك الله .. أختي ريمى ..

نسأل الله أن يفك أسر المأسورين من المسلمين ..

زمردة
12-02-2006, 04:35 PM
http://www.almubarak.net/poems-img/hashim-refa3i.gif