بوخالد
05-07-2004, 01:54 PM
http://www.akhbarelyom.org.eg/sayarat/issues/75/images/car_20.jpg
المقاهي أصبحت هوجة في مصر كلها.. اعدادها تضاعفت في السنوات الاخيرة.. بشكل ملحوظ ربما لتلبي حاجة جيوش العاطلين من شباب الخريجين.. لكن الغريب ان المنافسة بين هذا الكم الهائل من المقاهي لم يعد محصورا في مجال رفع جودة ماتقدمه من مشروبات!، وفي تخفيض الاسعار وإنما اشتعلت المنافسة في ابتكار أشياء غير تقليدية لتقديم خدماتها.. واخر تلك التقاليع ماقامت به بعض المقاهي في الأحياء الراقية من تقديم الشيشة والمشروبات للزبائن وهم يستقلون سياراتهم علي طريقة الاطعمة (تيك أواي)...
أخبار السيارات رصدت هذه الظاهرة الغريبة!.
المشهد كان غريبا.. للوهلة الأولي لم أصدق عيني.. السيارة تقف أمام أحد المقاهي.. سائقها علي مقعد القيادة.. يتدلي من يده خرطوم الشيشة.. ينفث دخانها في استمتاع، بينما كان المرافقون له في السيارة يتناول كل منهم شيشة خاصة من شباك السيارة..
تعجبت.. اقتربت من المقهي لأتعرف أكثر علي هذه الظاهرة المثيرة.. ظاهرة مقاهي الاوتو.. والشيشة ال 'تيك أواي'!
شباب علي راحته!
في البداية سألت صاحب المقهي الذي طلب عدم نشر اسمة عن سبب لجوئه الي هذه التقليعة الغريبة؟ فرد قائلا:
أولا: هذه ليست تقليعة، إنما هي اسلوب جديد لجذب الزبائن، وكما ان هناك سينما للسيارات ومطاعم تيك اواي تقدم الاطعمة للزبائن وهم في سياراتهم، فلماذا لا يكون لدينا مقاه للسيارات.. ولماذا لانقدم الطلبات التي يحتاجها العميل بشكل مختلف ومبتكر ومريح له في الوقت ذاته.
وهل لقيت التجربة قبولا لدي رواد المقهي؟
0 أولا: نحن لم نبتدع هذه الطريقة انما كانت مطلبا لدي الشباب، فمعظم رواد المقهي من سكان المنطقة والمناطق المجاورة من الأحياء الراقية يمتلكون سيارة، وعندما كانوا يأتون الي هنا كانوا يضطرون للبحث كثيرا عن مكان لانتظار السيارة ثم ينزل الي المقهي ويجلس ويطلب المشروبات التي يريدها واحيانا يكون يرفقته مجموعة من اصدقائه ولا يأخذون راحتهم في الضحك والتهريج علي المقهي، ومن هنا جاءت فكرة ان نذهب نحن الي الزبائن لا أن يأتوا هم إلينا.. في البداية كانت الفكرة غريبة، لكن بمرور الوقت اصبحت مقبولة، بل ان بعض الزبائن، لايتعاملون معنا الا من خلال هذه الطريقة، خاصة من الفتيات اللاتي يرغبن في تناول الشيشة او أية مشروبات خاصة من المقهي، لكنهن لايستطعن الجلوس بين زبائن المقهي إما حرجا، أو خوفا من ان يكتشف الاهل أنهن يتعاطين ، الشيشة، ولذلك كان تناول الشيشة في السيارة هو الحل الوسط والمثالي للجميع، فالفتاة لا تنزل من السيارة وتجلس علي راحتها.. وتطلب ماتريد، وعندما تنتهي تدفع حسابها وتنطلق بسيارتها دون ان تضايق أحدا او يضايقها أحد.
وهل زاد الإقبال علي المقهي بعد تطبيق هذه الفكرة؟
_ بالفعل زاد خاصة من فئة الشباب الذين تعجبهم الافكار الجديدة، ويريدون انه يكونوا علي راحتهم وهم مع أصدقائهم، كما أنهم يستطيعون تناول الشيشة مع سماع الاغاني التي يريدونها في كاسيت السيارة، وهو مايحقق لهم الخصوصية.
العمل ليلا
المثير في هذه الظاهرة انها بالفعل بدأت تنتشر بشكل لافت للنظر في بعض الاحياء الراقية وفي مقدمتها الدقي والمهندسين والاكثر اثارة انها لاتعمل الا بعد منتصف الليل، وهو ما يطرح سؤالا.. لماذا العمل ليلا فقط.. لذلك سألت مدير احد مقاهي السيارات في شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين فأجاب: العمل بعد منتصف الليل لايعني ان نشاط المقهي غير مشروع او غير ذلك.. ولكن العمل ليلا مطلوب لسببين اساسيين الاول، يتعلق بطبيعة الزبائن التي تأتي الي المقهي وتطلب الشيشة في السيارة فهذه النوعية من الشباب تعشق السهر ولاتحب، الجلوس علي المقهي الا بعد منتصف الليل، والسبب الثاني يتعلق بطبيعة الشارع نفسه، فمن المعروف أن شارع جامعة الدول العربية من أكثر الشوارع ازدحاما في العاصمة، وبالتالي من الصعب ان تجد فيه (خرم ابرة) لتركن فيه سيارتك بالنهار، فما بالنا اذا كنت تريد ان تركن السيارة امام المقهي وتأخذ راحتك في الانتظار لتناول الشيشة او المشروبات.. ولذلك فان العمل بهذه الطريقة لايبدأ الا بعد منتصف الليل.
ولماذا لايكون العمل ليلا محاولة للهروب من اعين الرقابة؟
_ اولا: نشاط المقهي نشاط معروف ونحن لانقدم ليلا اشياء تختلف عما يقدم نهارا..
_ ثانيا : اذا اراد احد ان يرتكب شيئا ممنوعا فهل يرتكبه في الشارع، صحيح انه داخل السيارة لكنه في النهاية موجود بالشارع .
وماذا عن اعين سلطات الحي، الا يعد تقديم الشيشة في السيارات إشغالا للطريق؟
_ أحيانا تحدث بعض المضايقات، لكن في الغالب لاتوجد مشاكل كبيرة بيننا وبين سلطات الحي، فنحن لا نعطل المرور بالشارع ولانتسبب في اشغال الطريق، ولكن نستنفيد من مساحات الانتظار المواجهة للمقهي.
روشنة جديدة
والسؤال الآن.. لماذا يقبل الشباب علي هذا النوع من التقاليع.؟ وهل حقا فكرة تناول الشيشة في السيارة فكرة مفيدة؟.. هذه الاسئلة وجهتها الي تامر محمود طالب باحدي الجامعات الخاصة ومن رواد مقهي السيارات فقال: الفكرة فعلا جديدة (وروشتة) ووفرت علينا كثيرا في الذهاب الي المقهي ومقابلة اصدقائي، فأنا مثلا واصدقائي نحب الاستماع الي الموسيقي ونحن نجلس علي المقهي، لكن هذا عادة لايتوافر بسبب الكثير من الزبائن الذين يجلسون بجوارنا في المقهي وفي حالة اذاعة المباريات او الافلام يزداد الأمر سوءا وبالتالي كانت مسألة تناول الشيشة والمشروبات في السيارة حلا جيدا ومفيدا لي ولاصدقائي للإلتقاء امام القهي والجلوس براحتنا داخل سياراتنا.
ويلتقط صديقه محمد مسعد طالب بالجامعة الامريكية طرف الحديث ويقول: بالفعل هذه الفكرة أجدها مفيدة جدا لأنها توفر الخصوصية التي نفتقدها ونحن جالسون علي المقهي، كما انها تفيد جدا اذا كان الشخص مستعجلا (ويريد ان يشرب حجرين في السريع!) او اذا كان معنا بعض زملائنا من الفتيات وقد يتحرجن او يتعرضن لبعض المضايقات اذا جلسن علي المقهي، لكن في السيارة نجلس بحريتنا دون خجل او خوف من التعرض للمضايقات.
خطر محتمل
وإذا كانت الأراء السابقة قد ركزت علي الجوانب الايجابية للموضوع، فإن هناك وبلاشك جوانب سلبية اخري، ولكن يغفلها الشباب لانهم يبحثون عن المتعة وحدها، لكن أولياء الامور والسكان بالمنازل المجاورة لتلك المقاهي يعرفون السلبيات ويعانون منها بشدة.
فيقول عمر عبدالحفيظ احد سكان شارع جامعة الدول العربية في نفس العمارة التي يقع بها مقهي السيارات.. لقد انقلبت حياتنا رأسا علي عقب بعد ان دخلت فكرة الشيشة بالسيارات الي المقهي المجاور، فبعدما كانت الزبائن في مكان واحد وداخل المقهي، أصبحت الزبائن في كل مكان وينتشرون بطول الشارع وعرضه، وتوضع الشيشة علي الرصيف او في الطريق بجوار السيارة!
وتتصاعد من السيارات أصوات الكاسيت بشكل صاخب وصارخ، وهذا الوضع يستمر حتي الفجر، لدرجة اننا لم نعد نجد مكانا نركن فيه سياراتنا اذا جئنا في وقت متأخر ليلا، ولا نستطيع حتي المرور بسلام وسط (الشيش) المتراصة علي الرصيف والسيارات التي تحتل كل مكان.
سواء بسبب نار الفحم التي تندفع من الشيشة وتهدد بحرق الملابس والاجساد او بسبب معاكسات الشباب ومضايقتهم كل من يمرون في الشارع.. ونحن لانعرف من قام بالتصريح لتلك المقاهي بأن تعمل بهذا الاسلوب، وأين سلطات الحي مما يحدث؟!
كله في السر
أما د . عبدالعزيز صدقي أحد الاطباء الذين تقع عيادتهم بجوار مقهي للسيارات فيلفت الانتباه الي بعد خطير متعلق بهذه الظاهرة الجديدة ويقول: ان فكرة تناول الشيشة في السيارة قد تبدو جذابة للشباب لكنني أعتقد أنها تحمل خطرا بالغا في المستقبل، فهي بالاضافة الي شغلها للطريق، والمضايقات التي يتعرض لها المارة بجوار تلك السيارات التي عادة ما يستقلها شباب مستهتر لايهمه شيء سوي متعته الخاصة، وإلا لما أقبل علي هذه الطريقة الغريبة، لكن هناك مخاطر اكبر تتمثل في ان هذا الاسلوب يحقق السرية والخفاء للشباب ليفعلوا مايريدون داخل سياراتهم دون ان يراهم احد، فالجالسون علي المقهي يرون بعضهم البعض، وبالتالي يصعب أن يتخفي أحدهم اذا كان يرتكب شيئا ممنوعا،
أما داخل السيارة فهو حر يفعل مايشاء بعيدا عن أعين الآخرين، وهذا الاسلوب قد يفتح الباب للعديد من المخالفات والجرائم، فيمكن لهؤلاء الشباب تعاطي المخدرات او سجائر البانجو التي أصبحت منتشرة مثل الاسبرين، او حتي ارتكاب مخالفات اخلاقية كثيرة داخل السيارة بين الشباب والفتيات لاسيما وأننا اصبحنا نري الكثير من السيارات حاليا مزودة بزجاج داكن لايكشف عما بداخلها.
وبالتالي يسهل ارتكاب اي شيء.. كما أنها تشجع الشباب علي تناول الشيشة بكثافة رغم اضرارها العديدة.
ولذلك فأنا أحذر من انتشار هذا الاسلوب، فاذا كان الآن مجرد فكرة طريفة يتداولها الشباب، فإنها قد تصبح في المستقبل بابا من ابواب الجحيم الذي لانستطيع إغلاقه.
منقول والسموووحه :blink: :blink:
المقاهي أصبحت هوجة في مصر كلها.. اعدادها تضاعفت في السنوات الاخيرة.. بشكل ملحوظ ربما لتلبي حاجة جيوش العاطلين من شباب الخريجين.. لكن الغريب ان المنافسة بين هذا الكم الهائل من المقاهي لم يعد محصورا في مجال رفع جودة ماتقدمه من مشروبات!، وفي تخفيض الاسعار وإنما اشتعلت المنافسة في ابتكار أشياء غير تقليدية لتقديم خدماتها.. واخر تلك التقاليع ماقامت به بعض المقاهي في الأحياء الراقية من تقديم الشيشة والمشروبات للزبائن وهم يستقلون سياراتهم علي طريقة الاطعمة (تيك أواي)...
أخبار السيارات رصدت هذه الظاهرة الغريبة!.
المشهد كان غريبا.. للوهلة الأولي لم أصدق عيني.. السيارة تقف أمام أحد المقاهي.. سائقها علي مقعد القيادة.. يتدلي من يده خرطوم الشيشة.. ينفث دخانها في استمتاع، بينما كان المرافقون له في السيارة يتناول كل منهم شيشة خاصة من شباك السيارة..
تعجبت.. اقتربت من المقهي لأتعرف أكثر علي هذه الظاهرة المثيرة.. ظاهرة مقاهي الاوتو.. والشيشة ال 'تيك أواي'!
شباب علي راحته!
في البداية سألت صاحب المقهي الذي طلب عدم نشر اسمة عن سبب لجوئه الي هذه التقليعة الغريبة؟ فرد قائلا:
أولا: هذه ليست تقليعة، إنما هي اسلوب جديد لجذب الزبائن، وكما ان هناك سينما للسيارات ومطاعم تيك اواي تقدم الاطعمة للزبائن وهم في سياراتهم، فلماذا لا يكون لدينا مقاه للسيارات.. ولماذا لانقدم الطلبات التي يحتاجها العميل بشكل مختلف ومبتكر ومريح له في الوقت ذاته.
وهل لقيت التجربة قبولا لدي رواد المقهي؟
0 أولا: نحن لم نبتدع هذه الطريقة انما كانت مطلبا لدي الشباب، فمعظم رواد المقهي من سكان المنطقة والمناطق المجاورة من الأحياء الراقية يمتلكون سيارة، وعندما كانوا يأتون الي هنا كانوا يضطرون للبحث كثيرا عن مكان لانتظار السيارة ثم ينزل الي المقهي ويجلس ويطلب المشروبات التي يريدها واحيانا يكون يرفقته مجموعة من اصدقائه ولا يأخذون راحتهم في الضحك والتهريج علي المقهي، ومن هنا جاءت فكرة ان نذهب نحن الي الزبائن لا أن يأتوا هم إلينا.. في البداية كانت الفكرة غريبة، لكن بمرور الوقت اصبحت مقبولة، بل ان بعض الزبائن، لايتعاملون معنا الا من خلال هذه الطريقة، خاصة من الفتيات اللاتي يرغبن في تناول الشيشة او أية مشروبات خاصة من المقهي، لكنهن لايستطعن الجلوس بين زبائن المقهي إما حرجا، أو خوفا من ان يكتشف الاهل أنهن يتعاطين ، الشيشة، ولذلك كان تناول الشيشة في السيارة هو الحل الوسط والمثالي للجميع، فالفتاة لا تنزل من السيارة وتجلس علي راحتها.. وتطلب ماتريد، وعندما تنتهي تدفع حسابها وتنطلق بسيارتها دون ان تضايق أحدا او يضايقها أحد.
وهل زاد الإقبال علي المقهي بعد تطبيق هذه الفكرة؟
_ بالفعل زاد خاصة من فئة الشباب الذين تعجبهم الافكار الجديدة، ويريدون انه يكونوا علي راحتهم وهم مع أصدقائهم، كما أنهم يستطيعون تناول الشيشة مع سماع الاغاني التي يريدونها في كاسيت السيارة، وهو مايحقق لهم الخصوصية.
العمل ليلا
المثير في هذه الظاهرة انها بالفعل بدأت تنتشر بشكل لافت للنظر في بعض الاحياء الراقية وفي مقدمتها الدقي والمهندسين والاكثر اثارة انها لاتعمل الا بعد منتصف الليل، وهو ما يطرح سؤالا.. لماذا العمل ليلا فقط.. لذلك سألت مدير احد مقاهي السيارات في شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين فأجاب: العمل بعد منتصف الليل لايعني ان نشاط المقهي غير مشروع او غير ذلك.. ولكن العمل ليلا مطلوب لسببين اساسيين الاول، يتعلق بطبيعة الزبائن التي تأتي الي المقهي وتطلب الشيشة في السيارة فهذه النوعية من الشباب تعشق السهر ولاتحب، الجلوس علي المقهي الا بعد منتصف الليل، والسبب الثاني يتعلق بطبيعة الشارع نفسه، فمن المعروف أن شارع جامعة الدول العربية من أكثر الشوارع ازدحاما في العاصمة، وبالتالي من الصعب ان تجد فيه (خرم ابرة) لتركن فيه سيارتك بالنهار، فما بالنا اذا كنت تريد ان تركن السيارة امام المقهي وتأخذ راحتك في الانتظار لتناول الشيشة او المشروبات.. ولذلك فان العمل بهذه الطريقة لايبدأ الا بعد منتصف الليل.
ولماذا لايكون العمل ليلا محاولة للهروب من اعين الرقابة؟
_ اولا: نشاط المقهي نشاط معروف ونحن لانقدم ليلا اشياء تختلف عما يقدم نهارا..
_ ثانيا : اذا اراد احد ان يرتكب شيئا ممنوعا فهل يرتكبه في الشارع، صحيح انه داخل السيارة لكنه في النهاية موجود بالشارع .
وماذا عن اعين سلطات الحي، الا يعد تقديم الشيشة في السيارات إشغالا للطريق؟
_ أحيانا تحدث بعض المضايقات، لكن في الغالب لاتوجد مشاكل كبيرة بيننا وبين سلطات الحي، فنحن لا نعطل المرور بالشارع ولانتسبب في اشغال الطريق، ولكن نستنفيد من مساحات الانتظار المواجهة للمقهي.
روشنة جديدة
والسؤال الآن.. لماذا يقبل الشباب علي هذا النوع من التقاليع.؟ وهل حقا فكرة تناول الشيشة في السيارة فكرة مفيدة؟.. هذه الاسئلة وجهتها الي تامر محمود طالب باحدي الجامعات الخاصة ومن رواد مقهي السيارات فقال: الفكرة فعلا جديدة (وروشتة) ووفرت علينا كثيرا في الذهاب الي المقهي ومقابلة اصدقائي، فأنا مثلا واصدقائي نحب الاستماع الي الموسيقي ونحن نجلس علي المقهي، لكن هذا عادة لايتوافر بسبب الكثير من الزبائن الذين يجلسون بجوارنا في المقهي وفي حالة اذاعة المباريات او الافلام يزداد الأمر سوءا وبالتالي كانت مسألة تناول الشيشة والمشروبات في السيارة حلا جيدا ومفيدا لي ولاصدقائي للإلتقاء امام القهي والجلوس براحتنا داخل سياراتنا.
ويلتقط صديقه محمد مسعد طالب بالجامعة الامريكية طرف الحديث ويقول: بالفعل هذه الفكرة أجدها مفيدة جدا لأنها توفر الخصوصية التي نفتقدها ونحن جالسون علي المقهي، كما انها تفيد جدا اذا كان الشخص مستعجلا (ويريد ان يشرب حجرين في السريع!) او اذا كان معنا بعض زملائنا من الفتيات وقد يتحرجن او يتعرضن لبعض المضايقات اذا جلسن علي المقهي، لكن في السيارة نجلس بحريتنا دون خجل او خوف من التعرض للمضايقات.
خطر محتمل
وإذا كانت الأراء السابقة قد ركزت علي الجوانب الايجابية للموضوع، فإن هناك وبلاشك جوانب سلبية اخري، ولكن يغفلها الشباب لانهم يبحثون عن المتعة وحدها، لكن أولياء الامور والسكان بالمنازل المجاورة لتلك المقاهي يعرفون السلبيات ويعانون منها بشدة.
فيقول عمر عبدالحفيظ احد سكان شارع جامعة الدول العربية في نفس العمارة التي يقع بها مقهي السيارات.. لقد انقلبت حياتنا رأسا علي عقب بعد ان دخلت فكرة الشيشة بالسيارات الي المقهي المجاور، فبعدما كانت الزبائن في مكان واحد وداخل المقهي، أصبحت الزبائن في كل مكان وينتشرون بطول الشارع وعرضه، وتوضع الشيشة علي الرصيف او في الطريق بجوار السيارة!
وتتصاعد من السيارات أصوات الكاسيت بشكل صاخب وصارخ، وهذا الوضع يستمر حتي الفجر، لدرجة اننا لم نعد نجد مكانا نركن فيه سياراتنا اذا جئنا في وقت متأخر ليلا، ولا نستطيع حتي المرور بسلام وسط (الشيش) المتراصة علي الرصيف والسيارات التي تحتل كل مكان.
سواء بسبب نار الفحم التي تندفع من الشيشة وتهدد بحرق الملابس والاجساد او بسبب معاكسات الشباب ومضايقتهم كل من يمرون في الشارع.. ونحن لانعرف من قام بالتصريح لتلك المقاهي بأن تعمل بهذا الاسلوب، وأين سلطات الحي مما يحدث؟!
كله في السر
أما د . عبدالعزيز صدقي أحد الاطباء الذين تقع عيادتهم بجوار مقهي للسيارات فيلفت الانتباه الي بعد خطير متعلق بهذه الظاهرة الجديدة ويقول: ان فكرة تناول الشيشة في السيارة قد تبدو جذابة للشباب لكنني أعتقد أنها تحمل خطرا بالغا في المستقبل، فهي بالاضافة الي شغلها للطريق، والمضايقات التي يتعرض لها المارة بجوار تلك السيارات التي عادة ما يستقلها شباب مستهتر لايهمه شيء سوي متعته الخاصة، وإلا لما أقبل علي هذه الطريقة الغريبة، لكن هناك مخاطر اكبر تتمثل في ان هذا الاسلوب يحقق السرية والخفاء للشباب ليفعلوا مايريدون داخل سياراتهم دون ان يراهم احد، فالجالسون علي المقهي يرون بعضهم البعض، وبالتالي يصعب أن يتخفي أحدهم اذا كان يرتكب شيئا ممنوعا،
أما داخل السيارة فهو حر يفعل مايشاء بعيدا عن أعين الآخرين، وهذا الاسلوب قد يفتح الباب للعديد من المخالفات والجرائم، فيمكن لهؤلاء الشباب تعاطي المخدرات او سجائر البانجو التي أصبحت منتشرة مثل الاسبرين، او حتي ارتكاب مخالفات اخلاقية كثيرة داخل السيارة بين الشباب والفتيات لاسيما وأننا اصبحنا نري الكثير من السيارات حاليا مزودة بزجاج داكن لايكشف عما بداخلها.
وبالتالي يسهل ارتكاب اي شيء.. كما أنها تشجع الشباب علي تناول الشيشة بكثافة رغم اضرارها العديدة.
ولذلك فأنا أحذر من انتشار هذا الاسلوب، فاذا كان الآن مجرد فكرة طريفة يتداولها الشباب، فإنها قد تصبح في المستقبل بابا من ابواب الجحيم الذي لانستطيع إغلاقه.
منقول والسموووحه :blink: :blink: