PDA

View Full Version : أساليب الدعاية الإسرائيلية في غسل مخ العقل الأمريكي


عقلة بن عجلان
24-05-2003, 01:20 PM
أصدقاء شارون المقربون جدا في الولايات المتحدة يحظون بدعمه للكفاح الذي يخوضه ضد "مؤامرة إعطاء جائزة للعنف الفلسطيني" من خلال بنود اتفاق "خريطة الطريق" كما يزعم وخاصة منها تفكيك المواقع الاستيطانية غير القانونية. لذا، فإن رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي لم يوجه توبيخا لبيني ألون، وزير السياحة في حكومته، بعد أن قام بتحريض أعضاء الكونغرس علي معارضة خريطة الطريق. ولتعزيز حملة شارون ضد "خطة الطريق"، جندت الدعاية الاسرائيلية خدمات ثلاثة خبراء أمريكيين بارزين في مجال الدعاية والإعلام، وهم : المستشار الجمهوري فرانك لونتس، المستشار الديمقراطي ستانلي غرينبرغ (الذي قدم خدماته لحملة ايهود باراك سابقا)، والمستشارة السياسية جنيفر لسلو مزراحي.
وقد التقى لونتس خلال الأسبوع الماضي في القدس مع قادة الدعاية الإعلامية الإسرائيلية ومن بينهم نائب مدير عام وزارة الخارجية للإعلام والمعلومات، جدعون مئير، ومستشار رئيس الحكومة للشؤون الإعلامية، رعنان غيسين. المستشار عرض عليهم مجموعة من نتائج الاستطلاعات والدراسات التي نظمتها شركته في شيكاغو ولوس انجلوس خلال الأيام العشرة الأولى من الحرب على العراق. ومئير يقول إن توصياته الذكية هو ورفاقه مهدت الطريق أمام جهاز الدعاية الإسرائيلي واليهودي في الولايات المتحدة (حيث حصدوا على أكثر من مليون دولار، كلها من أموال المتبرعين اليهود).
لونتس فصل توصياته في مذكرة طويلة وهدفها: مساعدة مؤيدي اسرائيل في إيصال رسالتهم حول الطريقة الأفضل للحل المطلوب للصراع الاسرائيلي - الفلسطيني من قبل أن تتوجه أنظار العالم إلى خريطة الطريق. لا شك كتب لونتس أنه سيكون هناك اشخاص، خاصة في اليسار، سيعارضون كل صيغة ستستخدمونها، ولكن العبارات التالية ستساعدكم في الحصول علي دعم قسم كبير من الأمريكيين:
"الأنباء الجيدة هي أن الشعب الامريكي يعتقد أن على الفلسطينيين أن يتصرفوا وفق خريطة الطريق التي طرحها الرئيس إذا كانوا يريدون إبداء التزامهم الصادق بالسلام. أما الأنباء السيئة فهي كثيرة، فهم يتوقعون من اسرائيل نفس الشيء وعلى الفور، كل المشاركين في الاستطلاع تقريبا وبغض النظر عن انتمائهم الحزبي السياسي عبروا عن موافقتهم على ما قاله بوش لسببين اثنين: التوجه المتوازن والمسؤولية المشتركة. تذكروا هذين المفهومين واستخدموهما في كل وقت وحين.. أنتم بحاجة إلى معلومات أكثر حول أبو مازن قبل أن تتمكنوا من القول للشعب الامريكي أنكم تشكون في التزامه بالسلام. عليكم أن تواصلوا التعامل مع عملية السلام بايجاب ومع أبو مازن بلامبالاة وعدم اكتراث... الأمن هو السياق الذي يتوجب عليكم أن توضحوا في إطاره الحاجة الاسرائيلية للضمانات والمساعدة العسكرية وسبب عدم قدرة اسرائيل على التنازل عن مناطق".
لونتس يوصي الاسرائيليين بالربط بين "تحرير" العراق وبين ضائقة الشعب الفلسطيني المقلقة التي يتسبب فيها قادته على حد زعمه، كما ينصح بإبراز النموذج "الديمقراطي" الاسرائيلي وأهميته في المنطقة باعتباره "الديمقراطية" الوحيدة. ومثلما ترغب أمريكا بحكومة عراقية ديمقراطية تكون شريكة في السلام، فاسرائيل تريد حكومة فلسطينية منتخبة تكون شريكة لها في السلام. لونتس ينصح الإسرائيليين بأن يعبروا عن تأييدهم لأمريكا من خلال مطابقة مواقفهم مع مواقفها، ومن خلال التعبير عن دعمهم للولايات المتحدة وليس لبوش باعتباره كلمة مرادفة لأمريكا. كما يوصي باستخدام الأطفال في الرسالة الدعائية والقول أن اليوم الذي سيلعب فيه الأطفال الفلسطينيون إلى جانب الاطفال الاسرائيليين ليس ببعيد!.
ومن أجل تسهيل المهمة على الاعلامي الاسرائيلي قام لونتس بتقديم مجموعة من الإدعاءات المطبوخة والمجترة للوصول إلى عقل مشاهد التلفزيون الأمريكي العادي، "في حرب الخليج قام العراق بمهاجمة اسرائيل 39 مرة، وقد صمدت اسرائيل في ذلك الوضع من دون أن تعرف إذا كان الصاروخ القادم كيماويا أم بيولوجيا. هذه كانت طريقتها لدعم حليفتها أمريكا حيث وضعت هذا الدعم علي رأس سلم أولوياتها. ولكن الآن عندما يحدق الخطر بأمننا الوطني نجد أنفسنا بحاجة إلى دعم أمريكا الإقتصادي.. نحن لا نريد التوقيع على اتفاق لا معني له ولا يساوي قيمة الورق الذي طبع عليه... من المحظور ان يُجبر العالم اسرائيل على التنازل لأولئك الذين يرفضون حقنا في الوجود أو الذين يدعون إلى إبادتنا..و مثلما تلتزم الحكومة الأمريكية بالدفاع عن حقكم في الحياة والحرية والسعادة، فان حكومة اسرائيل ملتزمة بضمان بقائنا أحرارا وآمنين.."!!!.

http://www.alasr.ws/index.cfm?fuseaction=content&contentid=4062&categoryID=16