FUTURE
28-02-2003, 07:55 PM
إذا ودعت شمس اليوم الأخير من أيام شهر ذي الحجة، وأصبحت في آخر ليالي هذا العام، فارتقب وقوع حدث كوني هام، واحشد طاقتك لاستقباله! انصت بأذن قلبك قليلا، فلعلها ساعات أو دقائق وتسمع صرير بوابة العام الهجري الجديد وهي تفتح.. ياله من حدث لو استشعرناه حقا وصدقا!! حدث يحتاج منا إلى وقفة تأمل قبل وقوعه، ووقفة أخرى بعد وقوعه. ألق نظرة متأملة إلى الخلف..إلى هذا العام المنصرم الذي ستغادر بوابته بعد قليل..ماذا فعلت فيه؟ كم منعطف من منعطفاته استهواك فانزلقت قدماك فيه؟ كم محطة من محطات الوقود فيه فاتتك فلم تتزود منها؟ لو نطق هذا العام أتراه سيكون شاهدًا لك أم عليك؟
انظر إلى السجاد الطويل الممتد الذي ظللت تسير عليه مسيرة ثلاثمائة وخمسة وستين يوما!! إنه يطوى الآن طيًا.. يطوى ويطوى معه كل ما طبعت عليه من آثار وخطوات..وكل ما سطرت عليه من أحرف وكلمات.. هناك مساحات مضيئة تشهد لك بذكر وطاعة وفعل معروف.. وبين الطيات أجزاء سود ملطخة بأوحال الذنوب وأدران المعاصي.. والسجاد يطوى ويطوى.. ولم يبقى منه سوى الجزء الذي تقف عليه الآن، وبعد قليل سيطوى هو أيضًا.. ليصبح لك سجلّ كونيّ يشهد غدًا بما عملت فيه.. سجل اسمه(العام1424)!!! ترى ما هو الأثر الأخير الذي تود طباعته على سجاد هذا العام قبل أن تخطي آخر خطوة وتتركيه؟!
كن عاليا الهمة وانهض وافعل شيئًا تفتخر بحفظه في سجل هذا العام..حاول أن تسجل هدفا في الوقت الضائع كما يقولون..إذا داهمك الوقت وشعرت أن السجاد يكاد يُسحب من تحت قدميك فلا أقل من أن تقول ثلاثا وبقلب حاضر "استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه" فإنها تغفر الذنوب وإن كانت مثل زبد البحر..وإنك إن فعلت ذلك تكوني قد غسلت سجادك في لحظة من كل آثار الأوحال والأقذار، واحتفظت بسجل نقي طاهر لا رجس فيه ولا دنس..
والآن..انظر للأمام..تقدم نحو البوابة المفتوحة أمامك..نحو السجاد الأبيض الجديد المفروش بين يديك..حذار أن تلوثه من الخطوة الأولى..قف قليلا قبل أن تطأه قدماك واسأل الله أن يلهمك في عامك الجديد الهدى والسداد..ثم اضمر النية على أن تفعل في هذا العام من القرب والتزود ونصرة المسلمين ما لم تفعله من قبل..انوي فعل الخير ولن تخسر شيئًا فإنك إن لم تستطيع فعل كل ما نويت فلن تعدم أجر النية..احرص على أن يكون عامك المقبل أفضل من المنصرم حتى يكون خط سيرك إلى الله في صعود لا هبوط.. ذا ميل موجب لا سالب..تحلل من جوادب الأرض ما استطعت إن كنت تريد الارتقاء.. تعرّف إلى الله بكل وسيلة تزداد حبًا له، وشوقًا إليه، وقربًا منه .
بهذه المعاني انطلقوا في عامكم الجديد..وكل عام وأنتم إلى الله أقرب وعلى طاعته أدوم .
....
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات
انظر إلى السجاد الطويل الممتد الذي ظللت تسير عليه مسيرة ثلاثمائة وخمسة وستين يوما!! إنه يطوى الآن طيًا.. يطوى ويطوى معه كل ما طبعت عليه من آثار وخطوات..وكل ما سطرت عليه من أحرف وكلمات.. هناك مساحات مضيئة تشهد لك بذكر وطاعة وفعل معروف.. وبين الطيات أجزاء سود ملطخة بأوحال الذنوب وأدران المعاصي.. والسجاد يطوى ويطوى.. ولم يبقى منه سوى الجزء الذي تقف عليه الآن، وبعد قليل سيطوى هو أيضًا.. ليصبح لك سجلّ كونيّ يشهد غدًا بما عملت فيه.. سجل اسمه(العام1424)!!! ترى ما هو الأثر الأخير الذي تود طباعته على سجاد هذا العام قبل أن تخطي آخر خطوة وتتركيه؟!
كن عاليا الهمة وانهض وافعل شيئًا تفتخر بحفظه في سجل هذا العام..حاول أن تسجل هدفا في الوقت الضائع كما يقولون..إذا داهمك الوقت وشعرت أن السجاد يكاد يُسحب من تحت قدميك فلا أقل من أن تقول ثلاثا وبقلب حاضر "استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه" فإنها تغفر الذنوب وإن كانت مثل زبد البحر..وإنك إن فعلت ذلك تكوني قد غسلت سجادك في لحظة من كل آثار الأوحال والأقذار، واحتفظت بسجل نقي طاهر لا رجس فيه ولا دنس..
والآن..انظر للأمام..تقدم نحو البوابة المفتوحة أمامك..نحو السجاد الأبيض الجديد المفروش بين يديك..حذار أن تلوثه من الخطوة الأولى..قف قليلا قبل أن تطأه قدماك واسأل الله أن يلهمك في عامك الجديد الهدى والسداد..ثم اضمر النية على أن تفعل في هذا العام من القرب والتزود ونصرة المسلمين ما لم تفعله من قبل..انوي فعل الخير ولن تخسر شيئًا فإنك إن لم تستطيع فعل كل ما نويت فلن تعدم أجر النية..احرص على أن يكون عامك المقبل أفضل من المنصرم حتى يكون خط سيرك إلى الله في صعود لا هبوط.. ذا ميل موجب لا سالب..تحلل من جوادب الأرض ما استطعت إن كنت تريد الارتقاء.. تعرّف إلى الله بكل وسيلة تزداد حبًا له، وشوقًا إليه، وقربًا منه .
بهذه المعاني انطلقوا في عامكم الجديد..وكل عام وأنتم إلى الله أقرب وعلى طاعته أدوم .
....
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات