العالم
25-03-2002, 02:02 PM
تدرك بورشه Porsche أكثر من سواها، وهي من الشركات القليلة القادرة على حماية إستقلاليتها وريادتها التقنية معاً، ثمن التقدم الى جانب ديناصورات تنتج سنوياً كميات تحتاج سلاسل تجميع بورشه الى ربع قرن لهضمها.
وتدرك بورشه ايضاً مخاطر شيوع منطق "الوجبات السريعة"، على أتباع مدرسة الجودة المعدة بتأنٍ وإعتزاز، ومخاطر الأفكار الصناعية المهووسة بالبورصة والربح السريع والتخطيط القصير الأمد حيناً، والخاضع لمزاجية الهبات الإعلامية أحياناً، على مؤسسات صناعية لا تقل عن غيرها رغبة في الربح، لكن بتخطيط يرى أبعد من عتبات البيانات الفصلية.
لذلك أيضاً، تدرك الماركة التي لا تزال تفتخر بالتعريف عن نفسها بـ:"دكتور إنجينير فردينان بورشه"، وبنهوض حصان شعارها بنفسه، من دون "إتكائه" على مجموعات ضخمة تسنده كما هي الحال مع حصان مارانيلو أو ثور سانتا إغاتا الذي روضته حبال فولفسبرغ (معقل فولكسفاغن، مالكة لامبورغيني)، بأن الوقت أكثر من حان للخروج من دورها التقليدي كصانع سيارات رياضية بحتة، الى آفاق رياضية جديدة لا تحصر بصرها بالكوبيه والكابريوليه والرودستر.
ومنذ دفنت بورشه فكرة مشروع موديل السيدان الذي سيّل بعض الحبر أواخر الثمانينات، قبل إقالة أرنو بون Arno Bohn من رئاسة بورشه خريف 1992 وحلول فندلين فيدكينغ Wendelin Wiedeking محله، بنى الأخير إستراتيجيته على تركيز إختصاص الماركة الرياضية الوحيدة في إستقلالها اليوم، على السيارات الرياضية، من دون الدخول في متاهات لا تضيعها فحسب، بل تدخلها خصوصاً في منافسة عمالقة لا تمكن منافستهم بما ينتجونه بالذات.
هذا لا يعني عدم إكتراث بورشه بأرقام الربحية... بل العكس هو الصحيح تماماً، لأن ربحيتها لا تزال في مستويات يتمنى أي صانع سيارات مجاراتها فيها. أليس السر في إقتناع الزبون بقيمة ما يشتريه، نفيساً كان أو سريع الإستهلاك؟ فبيت القصيد يبقى في إقتناع الزبون بأن سيارات بورشه (أو خصوصية إقتنائها) تستحق فارق ثمنها عن موديلات رياضية أخرى شعبية أرخص منها.
من تلك الزاوية يتضح دور موديل كايين Porsche Cayenne الترفيهي الرياضي SUV الذي كشفت بورشه صوره الرسمية في معرض جنيف الدولي للسيارات، والمقام في المدينة السويسرية من 7 الى 17 آذار (مارس) الجاري
لم تكتشف بورشه اليوم وجود السيارات الترفيهية الرياضية أو نمو مبيعاتها، ولا هي تقترح موديلاً ترفيهياً "آخر" سينضم في الخريف المقبل الى قائمة تلك الموديلات المتوافرة لدى مرسيدس-بنز وبي إم ف وليكزس وإنفينيتي ولينكولن ولاند روفر وغيرها. فكيف يمكن لكايين أن يكون منافساً لتلك الموديلات، ومحركه ذو الأسطوانات الثماني V8 المتسعة لـ 4.5 ليتر، يوصله الى سرعة لم يعرفها أي موديل ترفيهي رياضي حتى اليوم، إذ ستصل حتى 266 كلم/ساعة في فئة كايين توربو Cayenne Turbo (قوتها 450 حصاناً) مع تخطي المئة كلم/ساعة في 5.6 ثانية، أو 242 كلم/ساعة و7.2 ثانية مع فئة كايين إس Cayenne S (قوة 340 حصاناً)؟ أين هو الموديل الترفيهي الرياضي الذي سينافس كايين؟
هذا لا يعني أن الرياضية ستفرض تضحيات من ناحية المساحة والحجم، كما في مؤخر كوبيه أو كابريوليه مثلاً. فمقياس قاعدة عجلات كايين لا يقل عن 2.855 متر، في هيكل طوله 4.782 متر وعرضه 1.928 متر. وعلى سبيل المقارنة، هنا مقاييس قاعدة العجلات والطول والعرض في أبرز الموديلات الترفيهية الرياضية الفخمة التوجه:
- رانج روفر Range Rover الجديد، قاعدة عجلاته 2.88 متر وطوله و4.95 وعرضه 1.956 متر،
- بي إم ف إكس BMW X5 2.82 و4.665 و1.87 متر،
- ليكزس جي إكس Lexus GX470 الذي سيطلق في العام المقبل 2.789 و4.78 و1.879 متر،
- ليكزس إل إكس Lexus LX 470، شقيق تويوتا لاند كروزر Toyota Land Cruiser، 2.85 و4.89 و1.94 متر،
- مرسيدس-بنز إم كلاس Mercedes-Benz M Class 2.82 و4.585 و1.83 متر.
ولا، لن يتسع كايين لأكثر من خمسة أشخاص، لأن السيارات الرياضية البحتة تختلف عن توجهات المينيفان والجيبات العادية، مع الإعتراف طبعاً بجدوى تلك السيارات في مهماتها المتباينة، بما فيها الفخمة التي يتسع بعضها لأكثر من خمسة أشخاص. لكن كايين سيارة رياضية لا يهمها نقل أكبر عدد ممكن من الركاب، ولا حسابات تقسيم الثمن على عدد الركاب الممكن نقلهم لإستخراج معادلة الدولارات/بالراكب الواحد. طبعاً، لا يصعب تصوّر الرحابة التي يفترض توافرها لركاب كايين في تلك المساحة كلها.
لكنه لا بد أيضاً من التذكر بأن رحابة تلك المساحة لا تعود فقط الى رغبة بورشه في تدليع ركاب موديلها الجديد، فالسيارة مصممة أيضاً للتسويق، ولو في صيغ مختلفة تماماً، لدى شريكتها في المشروع، مجموعة فولكسفاغن Volkswagen التي ستسوّق الموديل الشقيق تحت تسمية طوارق Tuareg، ولدى ماركة فولكسفاغن الشعبية بالذات (على الرغم من توقها الى دخول عالم النخبوية مع موديل مثل فايتون).
لذلك، وعلى الرغم من سرعته الإستثنائية كسيارة ترفيهية رياضية، لا يخلو مشروع كايين من التحديات.
قد يقتنع الزبون تماماً بعمق إختلاف كايين عن طوارق، الشقيق البنيوي في نهاية المطاف، مثلما قد يقتنع تماماً أيضاً بتغليب بورشه الشق الثاني من عبارة "ترفيهية رياضية"، أي الرياضية، الى أبعد الحدود الممكن بلوغها في سيارة من هذا النوع.
وستتعرّف العين بسرعة ايضاً على "وجه" كايين القريب من بوكستر و911، ثم على مقصورة ولوحة قيادة تحترمان خصوصيات تصميم بورشه، وقد تتقبل العين شدة إختلاف المؤخر، بحكم إختلاف الموديل الترفيهي الرياضي، جذرياً، عن رقة مؤخر كوبيه وكابريوليه 911 ورودستر بوكستر.
لكن علامة الإستفهام الكبرى ستبقى في الوقت الذي قد تحتاج إليه عين الناظر الى كايين، زبوناً كان أو حشرياً، للتعود على رؤية البابين الخلفيين! بورشه بأربعة أبواب!
ليست الإمتحانات بجديدة على بورشه. ألم يكن موديل بوكستر Boxter إمتحاناً أيضاً لقدرتها على الإحتفاظ بنخبويتها العالية، على الرغم من توسيع قطر تسويقها بإطلاق رودستر أرخص ثمناً من 911؟
وثمة ما يدعو الى توقع تجاوز بورشه الإمتحان المزدوج، هذه المرة أيضاً، بخروجها عن قطاعات سيارات الكوبيه والكابريوليه والرودستر الى قطاع "الجيبات" من جهة، ومن جهة أخرى، بقاعدة تقنية مشتركة مع صانع سيارات عمومي التوجه مثل فولكسفاغن. وما يبرر التفاؤل هي هوية بورشه التي لم تبع سياراتها فقط لتصميمها وحده، بل لمجموعة من المواصفات الخاصة بها، تبدأ من عدم توافر أسعارها أصلاً لغير نخبة مالية محدودة جداً، ثم لخصائص الشكل الخارجي والمقصورة ولوحة القيادة، وهوية الأداء الرياضي بنغمة المحرك المسطح الأسطوانات (وكيف ستعوّض بورشه نغمة الأسطوانات المسطحة بمحرك V8 الترتيب؟) وسلوك نظام التعليق في السرعات العالية. فخلافاً لسيارات أخرى نفيسة وكثيرة يقودها سائق موظف، لا يشتري زبون بورشه سيارته إلا ليقودها بنفسه في نهاية المطاف، وهو يعرف ما يريده منها تماماً.
وفي النظر الى الشرائح التسعيرية التي تقع فيها سيارات بورشه، لا يستبعد أيضاً إضافة بعض زبائنها، الى جانب بوكستر أو 911 قد يملكونه لبعده الرياضي في عالم الرودستر أو الكوبيه أو الكابريوليه، موديل كايين ايضاً لبعده الرياضي الترفيهي، بنظام دفع رباعي بإستمرار مع مجموعة نسب طويلة عادية High وأخرى قصيرة low range للمسالك الشديدة الوعورة أو الإنزلاقية، وقدرة سحب حتى 3500 كلغ (لسحب مركب صغير أو عربة تخييم).
وبما أن ضخامة الإنتاج لا تعني في حسابات بورشه ما يمكن أن تعنيه لدى فولكسفاغن أو فورد أو جنرال موتورز أو تويوتا، تبقى حسابات الأولى أكثر من واقية في توقعها بيع نحو 25 ألف وحدة كايين سنوياً، لزيادة إنتاجها فعلياً نحو خمسين في المئة، من خمسين ألف وحدة حالياً من موديلَي بوكستر و911 في فئاتهما المختلفة، الى نحو 75 ألفاً مع كايين.
يبقى السؤال عن مدى "مطاطية" فكرة بورشه الجديدة في موضوع الرياضية، وإمكان بلوغها يوماً المفهوم الأميركي الذي يصل الى حدود البيك آب الترفيهي الرياضي. فمن كان يحلم قبل سنوات قليلة برؤية بيك آب مشتق عن موديل ترفيهي رياضي، ويحمل إسم كاديلاك أفالانش إي إكس تي، أو لينكولن بلاكوود. أليست الولايات المتحدة أهم أسواق بورشه في نهاية المطاف؟
http://www.ultimatecarpage.com
اخوكم العالم.
وتدرك بورشه ايضاً مخاطر شيوع منطق "الوجبات السريعة"، على أتباع مدرسة الجودة المعدة بتأنٍ وإعتزاز، ومخاطر الأفكار الصناعية المهووسة بالبورصة والربح السريع والتخطيط القصير الأمد حيناً، والخاضع لمزاجية الهبات الإعلامية أحياناً، على مؤسسات صناعية لا تقل عن غيرها رغبة في الربح، لكن بتخطيط يرى أبعد من عتبات البيانات الفصلية.
لذلك أيضاً، تدرك الماركة التي لا تزال تفتخر بالتعريف عن نفسها بـ:"دكتور إنجينير فردينان بورشه"، وبنهوض حصان شعارها بنفسه، من دون "إتكائه" على مجموعات ضخمة تسنده كما هي الحال مع حصان مارانيلو أو ثور سانتا إغاتا الذي روضته حبال فولفسبرغ (معقل فولكسفاغن، مالكة لامبورغيني)، بأن الوقت أكثر من حان للخروج من دورها التقليدي كصانع سيارات رياضية بحتة، الى آفاق رياضية جديدة لا تحصر بصرها بالكوبيه والكابريوليه والرودستر.
ومنذ دفنت بورشه فكرة مشروع موديل السيدان الذي سيّل بعض الحبر أواخر الثمانينات، قبل إقالة أرنو بون Arno Bohn من رئاسة بورشه خريف 1992 وحلول فندلين فيدكينغ Wendelin Wiedeking محله، بنى الأخير إستراتيجيته على تركيز إختصاص الماركة الرياضية الوحيدة في إستقلالها اليوم، على السيارات الرياضية، من دون الدخول في متاهات لا تضيعها فحسب، بل تدخلها خصوصاً في منافسة عمالقة لا تمكن منافستهم بما ينتجونه بالذات.
هذا لا يعني عدم إكتراث بورشه بأرقام الربحية... بل العكس هو الصحيح تماماً، لأن ربحيتها لا تزال في مستويات يتمنى أي صانع سيارات مجاراتها فيها. أليس السر في إقتناع الزبون بقيمة ما يشتريه، نفيساً كان أو سريع الإستهلاك؟ فبيت القصيد يبقى في إقتناع الزبون بأن سيارات بورشه (أو خصوصية إقتنائها) تستحق فارق ثمنها عن موديلات رياضية أخرى شعبية أرخص منها.
من تلك الزاوية يتضح دور موديل كايين Porsche Cayenne الترفيهي الرياضي SUV الذي كشفت بورشه صوره الرسمية في معرض جنيف الدولي للسيارات، والمقام في المدينة السويسرية من 7 الى 17 آذار (مارس) الجاري
لم تكتشف بورشه اليوم وجود السيارات الترفيهية الرياضية أو نمو مبيعاتها، ولا هي تقترح موديلاً ترفيهياً "آخر" سينضم في الخريف المقبل الى قائمة تلك الموديلات المتوافرة لدى مرسيدس-بنز وبي إم ف وليكزس وإنفينيتي ولينكولن ولاند روفر وغيرها. فكيف يمكن لكايين أن يكون منافساً لتلك الموديلات، ومحركه ذو الأسطوانات الثماني V8 المتسعة لـ 4.5 ليتر، يوصله الى سرعة لم يعرفها أي موديل ترفيهي رياضي حتى اليوم، إذ ستصل حتى 266 كلم/ساعة في فئة كايين توربو Cayenne Turbo (قوتها 450 حصاناً) مع تخطي المئة كلم/ساعة في 5.6 ثانية، أو 242 كلم/ساعة و7.2 ثانية مع فئة كايين إس Cayenne S (قوة 340 حصاناً)؟ أين هو الموديل الترفيهي الرياضي الذي سينافس كايين؟
هذا لا يعني أن الرياضية ستفرض تضحيات من ناحية المساحة والحجم، كما في مؤخر كوبيه أو كابريوليه مثلاً. فمقياس قاعدة عجلات كايين لا يقل عن 2.855 متر، في هيكل طوله 4.782 متر وعرضه 1.928 متر. وعلى سبيل المقارنة، هنا مقاييس قاعدة العجلات والطول والعرض في أبرز الموديلات الترفيهية الرياضية الفخمة التوجه:
- رانج روفر Range Rover الجديد، قاعدة عجلاته 2.88 متر وطوله و4.95 وعرضه 1.956 متر،
- بي إم ف إكس BMW X5 2.82 و4.665 و1.87 متر،
- ليكزس جي إكس Lexus GX470 الذي سيطلق في العام المقبل 2.789 و4.78 و1.879 متر،
- ليكزس إل إكس Lexus LX 470، شقيق تويوتا لاند كروزر Toyota Land Cruiser، 2.85 و4.89 و1.94 متر،
- مرسيدس-بنز إم كلاس Mercedes-Benz M Class 2.82 و4.585 و1.83 متر.
ولا، لن يتسع كايين لأكثر من خمسة أشخاص، لأن السيارات الرياضية البحتة تختلف عن توجهات المينيفان والجيبات العادية، مع الإعتراف طبعاً بجدوى تلك السيارات في مهماتها المتباينة، بما فيها الفخمة التي يتسع بعضها لأكثر من خمسة أشخاص. لكن كايين سيارة رياضية لا يهمها نقل أكبر عدد ممكن من الركاب، ولا حسابات تقسيم الثمن على عدد الركاب الممكن نقلهم لإستخراج معادلة الدولارات/بالراكب الواحد. طبعاً، لا يصعب تصوّر الرحابة التي يفترض توافرها لركاب كايين في تلك المساحة كلها.
لكنه لا بد أيضاً من التذكر بأن رحابة تلك المساحة لا تعود فقط الى رغبة بورشه في تدليع ركاب موديلها الجديد، فالسيارة مصممة أيضاً للتسويق، ولو في صيغ مختلفة تماماً، لدى شريكتها في المشروع، مجموعة فولكسفاغن Volkswagen التي ستسوّق الموديل الشقيق تحت تسمية طوارق Tuareg، ولدى ماركة فولكسفاغن الشعبية بالذات (على الرغم من توقها الى دخول عالم النخبوية مع موديل مثل فايتون).
لذلك، وعلى الرغم من سرعته الإستثنائية كسيارة ترفيهية رياضية، لا يخلو مشروع كايين من التحديات.
قد يقتنع الزبون تماماً بعمق إختلاف كايين عن طوارق، الشقيق البنيوي في نهاية المطاف، مثلما قد يقتنع تماماً أيضاً بتغليب بورشه الشق الثاني من عبارة "ترفيهية رياضية"، أي الرياضية، الى أبعد الحدود الممكن بلوغها في سيارة من هذا النوع.
وستتعرّف العين بسرعة ايضاً على "وجه" كايين القريب من بوكستر و911، ثم على مقصورة ولوحة قيادة تحترمان خصوصيات تصميم بورشه، وقد تتقبل العين شدة إختلاف المؤخر، بحكم إختلاف الموديل الترفيهي الرياضي، جذرياً، عن رقة مؤخر كوبيه وكابريوليه 911 ورودستر بوكستر.
لكن علامة الإستفهام الكبرى ستبقى في الوقت الذي قد تحتاج إليه عين الناظر الى كايين، زبوناً كان أو حشرياً، للتعود على رؤية البابين الخلفيين! بورشه بأربعة أبواب!
ليست الإمتحانات بجديدة على بورشه. ألم يكن موديل بوكستر Boxter إمتحاناً أيضاً لقدرتها على الإحتفاظ بنخبويتها العالية، على الرغم من توسيع قطر تسويقها بإطلاق رودستر أرخص ثمناً من 911؟
وثمة ما يدعو الى توقع تجاوز بورشه الإمتحان المزدوج، هذه المرة أيضاً، بخروجها عن قطاعات سيارات الكوبيه والكابريوليه والرودستر الى قطاع "الجيبات" من جهة، ومن جهة أخرى، بقاعدة تقنية مشتركة مع صانع سيارات عمومي التوجه مثل فولكسفاغن. وما يبرر التفاؤل هي هوية بورشه التي لم تبع سياراتها فقط لتصميمها وحده، بل لمجموعة من المواصفات الخاصة بها، تبدأ من عدم توافر أسعارها أصلاً لغير نخبة مالية محدودة جداً، ثم لخصائص الشكل الخارجي والمقصورة ولوحة القيادة، وهوية الأداء الرياضي بنغمة المحرك المسطح الأسطوانات (وكيف ستعوّض بورشه نغمة الأسطوانات المسطحة بمحرك V8 الترتيب؟) وسلوك نظام التعليق في السرعات العالية. فخلافاً لسيارات أخرى نفيسة وكثيرة يقودها سائق موظف، لا يشتري زبون بورشه سيارته إلا ليقودها بنفسه في نهاية المطاف، وهو يعرف ما يريده منها تماماً.
وفي النظر الى الشرائح التسعيرية التي تقع فيها سيارات بورشه، لا يستبعد أيضاً إضافة بعض زبائنها، الى جانب بوكستر أو 911 قد يملكونه لبعده الرياضي في عالم الرودستر أو الكوبيه أو الكابريوليه، موديل كايين ايضاً لبعده الرياضي الترفيهي، بنظام دفع رباعي بإستمرار مع مجموعة نسب طويلة عادية High وأخرى قصيرة low range للمسالك الشديدة الوعورة أو الإنزلاقية، وقدرة سحب حتى 3500 كلغ (لسحب مركب صغير أو عربة تخييم).
وبما أن ضخامة الإنتاج لا تعني في حسابات بورشه ما يمكن أن تعنيه لدى فولكسفاغن أو فورد أو جنرال موتورز أو تويوتا، تبقى حسابات الأولى أكثر من واقية في توقعها بيع نحو 25 ألف وحدة كايين سنوياً، لزيادة إنتاجها فعلياً نحو خمسين في المئة، من خمسين ألف وحدة حالياً من موديلَي بوكستر و911 في فئاتهما المختلفة، الى نحو 75 ألفاً مع كايين.
يبقى السؤال عن مدى "مطاطية" فكرة بورشه الجديدة في موضوع الرياضية، وإمكان بلوغها يوماً المفهوم الأميركي الذي يصل الى حدود البيك آب الترفيهي الرياضي. فمن كان يحلم قبل سنوات قليلة برؤية بيك آب مشتق عن موديل ترفيهي رياضي، ويحمل إسم كاديلاك أفالانش إي إكس تي، أو لينكولن بلاكوود. أليست الولايات المتحدة أهم أسواق بورشه في نهاية المطاف؟
http://www.ultimatecarpage.com
اخوكم العالم.