تسجيل الدخول

View Full Version : قصيدة الإمام أبي إسحاق الأبيري لابنه يحثه على طلب العلم


weld-dubai
03-12-2001, 01:36 AM
تفـُتُّ فؤادَكَ الأيامُ فتـَّـاً : وتنحِتُ جـِسمَكَ السَّاعاتُ نحتا

وتدعوك المَنونُ دُعاءَ صِدقٍ : ألا يا صاحِ أنتَ أريدُ أنتا

أراكَ تحِبُّ عِرساً ذات خِدر : أبت طلاقها الأكياسُ بتـَّا

تنامُ الدهرَ ويحك في غطيطٍ : بها، حتى إذا مُتَّ انتبَهتا

فكم ذا أنت مخدوع، وحتى : متى لا ترعوي عنها وحتى

أبا بكر دعوتك لو أجبتا : إلى ما فيه حظك لو عقلتا

إلى علمٍ تكونُ به إماماً : مطاعاً إن نهيتَ وإن أمرتا

ويجلو ما بعينِك من غِشاها : ويهديك السبيل إذا ضللتا

وتحملُ منه في ناديك تاجاً : ويكسوكَ الجمال إذا عَرَيْـتا

ينالك نفعُهُ ما دُمتَ حيَّا : ويبقى ذِكرُهُ لك إن ذهبتا

هو العَضبُ المُهنـَّدُ ليس ينبو : تصيبُ به مقاتِلَ من ضربتا

وكنزٌ لا تخافُ عليه لصاً : خفيفُ الحملِ يوجد حيث كنتا

يزيدُ بكثرة الإنفاقِ مِنهُ : وينقصُ إن بهِ كفـَّاً شددّتا

فلو قد ذقتَ من حلواهُ طعماً : لآثرتَ التعلـُّمَ واجتهدتا

ولم يشغـَلكَ عنه هوىً مُطاع : ولا دنيا بزُخرُفِها فـُتِنتا

ولا ألهاكَ عنهُ أنيقُ روضٍ : ولا خِدرٍ بزينتها كـَلِفتا

فقوتُ الرّوحِ أرواحُ المعاني : وليس بأن طـَعِمتَ ولا شربتا

فواضِبهُ وخُذ بالجـِدِّ فيه : فإن أعطاكه الله انتفعتا

وإن أوتيتَ فيهِ طويلَ باعٍ : وقال الناس إنك قد عَلِمتا

فلا تأمن سؤال الله عنه : بتوبيخٍ، عَلِمتَ فهل عملتا؟

فرأسُ العلم تقوى الله حقاً : وليس بأن يُقال لقد رأستا

وأحسنُ ثوبـِكَ الإحسان لا أن : ترى ثوب الإسادة قد لبستا

إذا ما لم يُفِدكَ العلمُ خيراً : فخيرٌ منه أن لو قد جَهـِلتا

وإن ألقاك فهمُكَ في مهاوٍ : فليتكَ ثم ليتكَ ما فـَهـِمتا

ستجني من ثمارِ العجزِ جهلاً : وتصغـُرُ في العيون إذا كبرتا

وتـُفقـَدُ إن جَهـِلتَ وأنتَ باقٍ : وتوجَدُ إن عَلِمتَ ولو فـُقِدتَ

وتذكرُ قولتي لك بَعدَ حين : إذا حقاً بها يوماً عَمِلتا

وإن أهملتها ونبذتَ نـُصحي : ومِلتَ إلى حُطامٍ قد جَمَعتا

لسوفّ تـَعَضُّ من ندمٍ عليها : وما تـُغني الندامة إن ندِمتا

إذا أبصرتَ صحبَك في سماءٍ : قد ارتفعوا عليك وقد سَفـُلتا

فراجـِعها ودع عنك الهُوينى : فما بالبُطءِ تـُدرِكُ ما طلبتا

ولا تختـلْ بمالِكَ والـْهَ عنه : فليس المالُ إلا ما عَلِمتا

وليس لجاهلٍ في الناس معنىً : ولو مُلكُ العِراقِ له تأتـَّى

سينطِقُ عنكَ عِلمُك في مَلاءٍ : ويُكتـَبُ عنكَ يوماً إن كتبتا

وما يُغنيك تشييد المباني : إذا بالجهلِ نفسك قد هَدَمتا

جعلت المال فوق العلم جهلاً : وربِّـكَ في القضيَّة ما عدلتا

وبينهما بـِنصِّ الوحيِ بَونٌ : ستعلـَمُهُ إذا "طه" قرأتا

لئن رَفعَ الغنيُّ لواءَ مالٍ : لأنتَ لواءَ علمِكَ قد رفعتا

وإن جلس الغنيُّ على الحشايا : لأنت على الكواكب قد جلستا

وإن رَكِبَ الجـِيادَ مُسَوَّماتٍ : لأنتَ مناهِجَ التقوى رَكِبتا

ومهما افتضَّ أبكارَ الغواني : فكم بـِكرٍ من الحِكـَمِ افتضضتا

وليس يَضُرُكَّ الإقتارُ شيئاً : إذا ما أنت رَبَّـكَ قد عَرَفتا

فماذا عِندَهُ لك من جَميلٍ : إذا بفناءِ طاعَتِهِ أنختا

فقابـِل بالقـَبولِ لِنـُصحِ قولي : فإن أعرضتَ عنه فقد خسِرتا

وإن راعيتهُ قولاً وفِعلاً : وتاجَرتَ الإلهَ بهِ رَبـِحتا

فليست هذه الدنيا بشيءٍ : تسوؤكَ حُقبَة وتسُرٌّ وقتا

وغايتـُها إذا فـَكـَّرتَ فيها : كـَفـَيئِكَ أو كَحُلمِكَ إذ حَلـُمتا

سُجـِنتَ بـِها وأنتَ لها مُحِبُّ : فكيف تحبُّ ما فيه سُجـِنتا

وتـُطعِمُكَ الطـَّعامَ وعن قريبٍ : سَتـَطعَمُ مِنكَ ما منها طـَعِمتا

وتعرى إن لبـِستَ لها ثِياباً : وتـُكسى إن ملابـِسَها خَلعتا

وتشهَدُ كلَّ يومٍ دَفنَ خِلٍّ : كأنكَ لا تـُراد بما شَهـِدتا

ولم تـُخلق لتـَعمُرها ولكن : لتـَعبُرها فـَجُدَّ لِما خـُلِقتا

وإن هُدِمَتْ فـَزِدْها أنتَ هَدماً : وحَصِّنْ أمرَ دِينِكَ ما استطعتا

ولا تحزَنْ على ما فاتَ منها : إذا ما أنتَ في أخراك فـُزتا

فليسَ بنافعٍ ما نِلتَ فيها : مِنَ الفاني إذا الباقي حُرِمتا

ولا تضحك مع السُّفـَهاءِ لهواً : فإنـَّك سوف تبكي إن ضَحِكتا

وكيفَ لك السُّرورُ وأنتَ رَهْنٌ : وما تدري أ تـُفدَى أم غـُلِلتا

وسَلْ من رَبِّكَ التوفيق فيها : وأخلِص في السُّؤالِ إذا سألتا

ونادِ إذا سجدتَ له اعترافاً : بما ناداهُ ذو النـُّونِ بنُ مَتـَّى

ولازِم بابَهُ قرعاً عساهُ : سيَفتـَحُ بابَهُ لك إن قرعتا

وأكثِر ذِكرَهُ في الأرضِ دأباً : لتـُذكـَرَ في السماء إذا ذَكـَرتا

ولا تـَقـُلِ الصِّبا فيه امتهالٌ : وفـَكـِّر كم صغيرٍ قد دفنتا

weld-dubai
03-12-2001, 01:38 AM
وقل لي: يا نـَصِيحُ لأنتَ أولى : بنـُصحِكَ لو لِفِعلِكَ قد نظرتا

تـُقطـِّعُني على التفريطِ لوماً : وبالتفريطِ دَهرَكَ قد قـَطـَعْـتا

وفي صِغـَري تـُخَوِّفـُني المَنايا : وما تجري بـِبَالِكَ حِينَ شُختا

وكـُنتَ مع الصِّبا أهدى سبيلاً : فما لـَكَ بعدَ شـَيبـِكَ قد نـَكستا

وها أنا لم أخُض بَحرَ الخطايا : كما قد خُضتـَهُ حتى غرقتا

ولم أشرَب حُمَـيَّا أمِّ دَفـْرٍ : وأنتَ شَرِبتها حتى سَكِرتا

ولم أحلـُل بـِوادٍ فيهِ ظـُلمٌ : وأنتَ حلـَلتَ فيهِ وانتهَكتا

ولم أنشأ بـِعَصرٍ فيهِ نـَفعٌ : وأنتَ نشأتَ فيه وما انتفعتا

وقد صاحَبْتَ أعلاماً كِباراً : ولم أرَكَ اقتديتَ بمن صَحِبتا

وناداكَ الكتابُ فلم تـُجـِبهُ : ونبَّهَكَ المَشيبُ فما انتبهتا

ليَقبُحْ بالفتى فِعلُ التصابي : وأقبحُ منه شيخٌ قد تـَفـَـتــَّى

فأنتَ أحقُّ بالتفنيدِ منـِّي : ولو سَكـَتَ المُسيءُ لما نطقتا

ونفسَكَ ذمَّ لا تذمُم سِواها : لعيبٍ فهي أجدَرُ من ذممتا

فلو بكتِ الدِّما عَيناكَ خوفاً : لذنبـِكَ لم أقـُل لك قد أمِنتا

ومن لك بالأمانِ وأنتَ عَبدٌ : أمِرتَ فما أئتمرتَ ولا أطعتا

ثـَقـُلتَ من الذنوبِ ولست تخشى : لِجَهلِكَ أن تـَخِفَّ إذا وُزِنتا

وتـُشفِقُ للمُصِرِّ على المعاصي : وترحَمُهُ ونفسَكَ ما رَحِمتا

رَجَعتَ القهقرى وخَبَطتَ عَشْوا : وربِّـكَ لو وَصلتَ لما رجعتا

ولو وافـَيتَ ربَّك دونَ ذنبٍ : ونـُوقِشتَ الحِسابَ إذاً هلكتا

ولم يَظلِمكَ في عملٍ ولكن : عسيرٌ أن تـقومَ بما حَمَلتا

ولو قد جـِئتَ يوم الحشرِ فرداً : وأبصرتَ المنازل فيه شتى

لأعظمتَ الندامة فيه لـَهَفاً : على ما في حياتِكَ قد أضعتا

تـَفِرُّ من الهجيرِ وتتـَّقيهِ : فهَلاَّ عن جهنـَّمَ قد فـَرَرتا

ولستَ تـَطيقُ أهونها عذاباً : ولو كـُنتَ الحديدَ بها لذبتا

فلا تنكر فإن الأمر جـِدٌّ : وليس كما احتسبت ولا ظننتا








أبا بكرٍ كشفتَ أقلَّ عيبي : وأكثـَرَهُ ومُعظمهُ سترتا

فقل ما شِئتَ فِيَّ من المَخازي : وضاعفها فإنك قد صدقتا

ومهما عِبتـَـنِي فـَلِفـَرطِ عِلمي : بباطنتي كأنك قد مدحتا

فلا ترضَ المَعايـِبَ فهي عارٌ : عظيمٌ يُورِثُ المَحبوبَ مقتا

وتهوي بالوَجـِيهِ من الثـُّريَّا : وتـُبدِلـُهُ مكانَ الفـَوقِ تحتا

كما الطاعات تـُنعِلـُكَ الدَّرارِي : وتجعلـُكَ القريبَ وإن بَعُدتا

وتنشُرُ عنكَ في الدُّنيا جميلاً : فتلفى البـِرَّ فيها حيثُ كـُنتا

وتمشي في مناكِبـِها كريماً : وتجني الحمدَ مما قد غَرَستا

وأنتَ الآنَ لم تـُعرَف بـِعيبٍ : ولا دَنـَّستَ ثوبك مُذ نشأتا

ولا سابَقتَ في ميدانِ زُورٍ : ولا أوضَعتَ فيه ولا خَبَبْتا

فإن لم تنأ عنه نـَشِبتَ فيه : ومن لك بالخَلاصِ إذا نـَشِبتا

ودَنـَّس ما تـَطهَّرَ مِنكَ حتى : كأنك قبلَ ذلك ما طهرتا

وصِرتَ أسيرَ ذنبـِكَ في وثاق : وكيفَ لك الفِكاكُ وقد أسِرتا

فخَفْ أبناءَ جنسكَ واخشَ منهم : كما تخشى الضراغم والسَّبنتى

وخالِطهُم وزايـِلهُم حِذاراً : وكـُنْ كالسامِرِيِّ إذا لـُمِستا

وإن جَهـِلوا عليكَ فقـُل سلاماً : لعلـَّك سوفَ تسلـَمُ إن فعلتا

ومن لك بالسَّلامَةِ في زمانٍ : يُنيلُ العِصْمَ إلا إن عُصِمتا

ولا تلبَث بـِحيِّ فيهِ ضَيمٌ : يُميتُ القلبَ إلا إن كـُبـِلتا

وغـَرِّبْ فالتـَّغرُّبُ فيه خيرٌ : وشَرِّقْ إن بـِريقِكَ قد شَرِقتا

فليس الزُّهدُ في الدنيا خمولاً : لأنت بها الأميرُ إذا زهدتا

ولو فوقَ الأميرِ تكونُ فيها : سُمُوَّاً وارتفاعاً كنتَ أنتا

وإن فارقتها وخرجتَ منها : إلى دارِ السَّلام فقد سَلِمتا

وإن أكرَمتها ونظرتَ فيها : بإجلالٍ فنفسك قد أهنتا

جمعتُ لك النصائِحَ فامتثلها : حياتـَكَ فهي أفضلُ ما امتثلتا

وطوَّلتُ العِتابَ وزِدتُ فيهِ : لأنـَّكَ في البَطالـَةِ قد أطلتا

فلا يَغرُركَ تقصيري وسهوي : وخذ بوصيتي لك إن رَشدتا

وقد أردفتـُها تِسعاً حِسَاناً : وكانت قبل ذا مِائة وسِتـَّا

وصَلِّ على تمام رُسلِ ربي : وعِترَتِهِ الكريمةِ ما ذكرتا





اللهم صلِّ وسلـِّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

weld-dubai
14-12-2001, 07:13 AM
للفائدة

فنيان
17-01-2006, 01:17 PM
من روائع الشعر العربي


منقول من أحد المنتديات


مع التنبيه لبعض الأخطاء التاريخية، وبعض التجاوزات في الألفاظ،، لعله يتيسر التنبيه عليها في وقت لاحق




قال حافظ إبراهيم رحمه الله تعالى رحمة واسعة:



عمر بن الخطاب
حسب القوافي و حسبي حين ألقيها **** أني إلى ساحة الفاروق أهديها

اللهم هب لي بيانا أستعين به **** على قضاء حقوق نام قاضـيها

قد نازعتني نفسي أن أوفيها **** و ليس في طوق مثلي أن يوفيها

فمر سري المعاني أن يواتيني **** فيها فإني ضعيف الحال واهيها






(مقتل عمر)


مولى المغيرة لا جادتك غادية **** من رحمة الله ما جادت غواديها

مزقت منه أديما حشوه همم **** في ذمة الله عاليها و ماضيها

طعنت خاصرة الفاروق منتقما **** من الحنيفة في أعلى مجاليها

فأصبحت دولة الإسلام حائرة **** تشكو الوجيعة لما مات آسيها

مضى و خلـّفها كالطود راسخة **** و زان بالعدل و التقوى مغانيها

تنبو المعاول عنها و هي قائمة **** و الهادمون كثير في نواحيها

حتى إذا ما تولاها مهدمها **** صاح الزوال بها فاندك عاليها

واها على دولة بالأمس قد ملأت **** جوانب الشرق رغدا في أياديها

كم ظللتها و حاطتها بأجنحة **** عن أعين الدهر قد كانت تواريها

من العناية قد ريشت قوادمها **** و من صميم التقى ريشت خوافيها

و الله ما غالها قدما و كاد لها **** و اجتـث دوحتها إلا مواليـها

لو أنها في صميم العرب ما بقيت **** لما نعاها على الأيام ناعيها

ياليتهم سمعوا ما قاله عمـر **** و الروح قد بلغت منه تراقيـها

لا تكثروا من مواليكم فإن لهم **** مطامع بَسَمَاتُ الضعف تخفيها






(إسلام عمر )


رأيت في الدين آراء موفقـة **** فأنـزل الله قرآنـا يزكيـها

و كنت أول من قرت بصحبته **** عين الحنيفة و اجتازت أمانيها

قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها **** بنعمة الله حصنا من أعاديها

خرجت تبغي أذاها في محمدها **** و للحنيـفة جبـار يواليـها

فلم تكد تسمع الايات بالغة **** حتى انكفأت تناوي من يناويـها

سمعت سورة طه من مرتلها **** فزلزلت نية قد كنت تنويـها

و قلت فيها مقالا لا يطاوله **** قول المحب الذي قد بات يطريها

و يوم أسلمت عز الحق و ارتفعت **** عن كاهل الدين أثقالا يعانيها

و صاح فيها بلال صيحة خشعت **** لها القلوب ولبت أمر باريها

فأنت في زمن المختار منجدها **** و أنت في زمن الصديق منجيها

كم استراك رسـول الله مغتبطا **** بحكمـة لـك عند الرأي يلفيـها






(عمر و بيعة أبي بكر )

و موقف لك بعد المصطفى افترقت **** فيه الصحابة لما غاب هاديها

بايعت فيـه أبا بكر فبايعـه **** على الخلافة قاصـيها و دانـيها

و أطفئت فتنة لولاك لاستعرت **** بين القبائل و انسابت أفاعيـها

بات النبي مسجا في حظـيرته **** و أنت مستعـر الاحشـاء دامـيها

تهيم بين عجيج الناس في دهش **** من نبأة قد سرى في الأرض ساريها

تصيح : من قال نفس المصطفى قبضت **** علوت هامته بالسيف أبريها

أنسـاك حبك طـه أنه بشـر **** يجري عليه شـؤون الكون مجـريها

و أنـه وارد لابـد موردهـا **** مـن المنـية لا يعفـيه ساقيـها

نسيت في حق طه آية نزلت **** و قد يذكـّـر بالايـات ناسـيها

ذهلت يوما فكانت فتنة عـمم **** وثاب رشدك فانجابت دياجيـها

فللسقيفـة يوم أنت صاحـبه **** فيه الخلافة قد شيدت أواسيـها

مدت لها الأوس كفا كي تناوله **** فمدت الخزرج الايدي تباريها

و ظـن كل فريـق أن صاحبهم **** أولى بها و أتى الشحناء آتيها

حتى انبريت لهم فارتد طامعهم **** عنها وآخى أبو بكر أواخيها






( عمر و علي )

و قولـة لعلـي قالـهـا عـمر **** أكرم بسامعها أعظم بملقيـها

حرقتُ دارك لا أبقي عليك بها **** إن لم تبايع و بنت المصطفى فيها

ما كان غير أبى حفص يفوه بها**** أمام فارس عدنـان وحامـيها

كلاهما في سبيل الحق عزمته **** لا تـنثـني أو يكون الحق ثانيـها

فاذكرهما وترحم كلما ذكروا **** أعاظما ألِّهوا في الكون تأليـها





( عمر و جبله بن الايهم )

كم خفت في الله مضعوفا دعاك به **** و كم أخفت قويـا ينثنـي تيها

و في حديث فتى غسان موعظة **** لكــل ذي نعـرة يأبى تناسيـها

فما القوي قويا رغم عزته **** عند الخصومة و الفـاروق قاضـيها

وما الضعيف ضعيفا بعد حجته **** و إن تخاصم واليها و راعيها




( عمر و أبو سفيان )


و ما أقلت أبا سفيان حين طوى**** عنك الهدية معتزا بمهديها

لم يغن عنه و قد حاسبته حسب **** و لا معاوية بالشام يجبيها

قيدت منه جليلا شاب مفرقه **** في عزة ليس من عز يدانيها

قد نوهوا باسمه في جاهليته **** و زاده سيد الكونين تنويها

في فتح مكة كانت داره حرما **** قد أمّن الله بعد البيت غاشيها

و كل ذلك لم يشفع لدى عمر **** في هفوة لأبي سفيان يأتيها

تالله لو فعل الخطاب فعلته **** لما ترخص فيها أو يجازيها

فلا الحسابة في حق يجاملها **** و لا القرابة في بطل يحابيها

و تلك قوة نفس لو أراد بها **** شم الجبال لما قرت رواسيها





(عمر و خالد بن الوليد)

سل قاهر الفرس و الرومان هل شفعت **** له الفتوح و هل أغنى تواليها

غزى فأبلى و خيل الله قد عقدت **** باليمن و النصر و البشرى نواصيها

يرمي الأعادي بآراء مسـددة **** و بالفـوارس قد سالت مذاكيـها

ما واقع الروم إلا فر قارحها **** و لا رمى الفرس إلا طاش راميها

و لم يجز بلدة إلا سمعت بـها **** الله أكبـر تـدْوي في نواحـيها

عشرون موقعة مرت محجلة **** من بعد عشر بنان الفتح تحصيها

و خالد في سبيل الله موقـدها **** و خالـد في سبيل الله صـاليها

أتاه أمر أبي حفـص فقبله **** كمــا يقـبل آي الله تاليهــا

و استقبل العزل في إبان سطوته **** و مجده مستريح النفس هاديها

فاعجب لسيد مخزوم وفارسها **** يوم النزال إذا نادى مناديـها

يقوده حبشي في عمامته **** ولا تحـرك مخزوم عواليـها

ألقى القياد إلى الجراح ممتثلا **** و عزة النفس لم تجرح حواشيها

و انضم للجند يمشي تحت رايته **** و بالحياة إذا مالت يفديها

و ما عرته شكوك في خليفته **** ولا ارتضى إمرة الجراح تمويها

فخالد كان يدري أن صاحبه **** قد وجه النفس نحو الله توجيها

فما يعالج من قول و لا عـمل **** إلا أراد به للنـاس ترفيـها

لذاك أوصى بأولاد له عمرا **** لما دعاه إلى الفردوس داعيـها

و ما نهى عمر في يوم مصرعه **** نساء مخزوم أن تبـكي بواكيـها

و قيل فارقت يا فاروق صاحبنا **** فيه و قد كان أعطى القوس باريها

فقال خفت افتتان المسلمين به **** و فتنة النفس أعيت من يداويها

هبوه أخطأ في تأويل مقصده **** و أنها سقطة في عين ناعيها

فلن تعيب حصيف الرأي زلته **** حتى يعيب سيوف الهند نابيها

تالله لم يتَّبع في ابن الوليد هوى **** و لا شفى غلة في الصدر يطويها

لكنه قد رأى رأيا فأتبعه **** عزيمـة منه لـم تثـلم مواضـيها

لم يرع في طاعة المولى خؤولته **** و لا رعى غيرها فيما ينافيها

و ما أصاب ابنه و السوط يأخذه **** لديه من رأفة في الحد يبديها

إن الذي برأ الفاروق نزهه **** عن النقائص و الأغراض تنزيها

فذاك خلق من الفردوس طينته **** الله أودع فيــها ما ينقيـها

لاالكبر يسكنها لا الظلم يصحبها **** لا الحقد يعرفها لا الحرص يغويها





(عمر و عمرو بن العاص)

شاطرت داهية السواس ثروته **** و لم تخفه بمصر و هو واليها

و أنت تعرف عمرا في حواضرها **** و لست تجهل عمرا في بواديها

لم تنبت الأرض كابن العاص داهية **** يرمي الخطوب برأي ليس يخطيها

فلم يرغ حيلة فيما أمرت به **** و قام عمرو إلى الأجمال يزجيـها

و لم تقل عاملا منها و قد كثرت **** أمواله وفشا في الأرض فاشيها

فنيان
17-01-2006, 10:52 PM
قصيدة شمس الدين بن القيم رحمه الله


منقول من مقال د. إسلام المازني

قال ابن القيم رحمة الله وأجزل له المثوبة:



أعباد المسيح لنا سؤال *** نريد جوابه ممن وعاه



إذا مات الإله لصنع قوم *** أماتوه، فما هذا الإله!

وهل أرضاه ما نالوه منه؟ *** فبشراهم إذا نالوا رضاه

وإن سخط الذى فعلوه فيه *** فقُوّتهم إذن أوهت قواه!

وهل بقى الوجود بلا إله *** سميع يستجيب لمن دعاه!

وهل خلت الطباق السبع لما *** ثوى تحت التراب وقد علاه!

وهل خلت العوالم من إله *** يدبرها وقد سمرت يداه!

وكيف تخلت الأملاك عنه *** بنصرهم وقد سمعوا بكاه!

وكيف أطاقت الخشبات حمل *** الإله الحق شد على قفاه!

وكيف دنى الحديد حتى *** يخالطه ويلحقه أذاه!

وكيف تمكنت أيدى عداه *** وطالت حيث قد صفعوا قفاه!






وهل عاد المسيح إلى حياة *** أم المحي له رب سواه ؟

ويا عجب لقبر ضم ربا *** وأعجب منه بطن قد حواه!

أقام هناك تسعاً من شهور *** لدى الظلمات من حيض غذاه!

وشق الفرج مولودا صغيرا *** ضعيفا فاتحا للثدى فاه!

ويأكل ثم يشرب ثم يأتى *** بلازم ذاك ..هل هذا إله!






تعالى الله عن إفك النصارى *** سيسأل كلهم عما افتراه

أعباد الصليب لأي معنى *** يُعظم أو يقبح من رماه؟

وهل تقضى العقول بغير كسر *** وإحراق له ولمن براه

إذا ركب الإله عليه كرها *** وقد شدت لتسمير يداه

فذاك المركب الملعون حقا *** فَدُسه ولا تَبُسه إذا تراه

يهان عليه رب الخلق طرا *** وتعبده! فإنك من عداه

فإن عظمته من أجل أن قد *** حوى رب العباد وقد علاه

وقد فقد الصليب فإن رأينا *** له شكلا تذكرنا ثناه

فهلا للقبور سجدت طرا *** لضم القبر ربك فى حشاه!

فيا عبد المسيح أفق فهذا *** بدايته وهذا منتهاه