PDA

View Full Version : قصة حب لجارية في زمن عبدالملك بن مروان


الملثم 2002
07-09-2001, 02:35 AM
ذكر محمد بن واسع الهيتي أن عبدالملك بن مروان بعث كتابا إلى الحجاج بن يوسف الثقفي فيه يقول :
بسم الله الرحمن الرحيم من عند عبدالملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف ، اما بعد :
إذا ورد عليك كتابي هذا وقرأته فسير لي ثلاث جوار مولدات أبكارا يكون إليهن في المنتهى
في الجمال ، واكتب لي بصفة كل جارية منهن ومبلغ ثمنها من المال فلما ورد الكتاب على الحجاج دعا بالنخاسين وامرهم
بما أمره به أمير المؤمنينوأمرهم أن يسيروا إلى أقصر البلاد حتى يقعوا بالغرض وأعطاهم المال وكتب لهم كتبا إلى كل الجهات فساروا يطلبون ما أراد أمير المؤمنين فلم يزالوا من بلد
الى بلد ومن اقليم الى اقليم حتى وقعوا بالغرض ورجعوا الى الجاج بثلاث جوار مولدات ليس لهن مثيل . قال : وكان الحجاج فصيحا فجعل ينظر إلى كل واحدة منهن ومبلغ ثمنها فوجدهن لا يقام لهن
بقيمة وان ثمنهن ثمن الواحدة منهن . ثم كتب كتابا الى عبدالملك بن مروان يقول فيه بعد الثناء الجميل وصلني كتاب امير المؤمنين
أمتعني الله تعالى ببقائه يذكر فيه أني أشتري له ثلاث جوار مولدات أبكارا وان اكتب له صفة كل واحدة منهن وثمنها فأما الجارية الأولى أطال الله تعالى بقاء أمير المؤمنين فإنها جارية عيطاء
السوالف عظيمة الروادف كحلاء العينين حمراء الوجنتين قد أنهدت نهداها والتفت فخذاها كأنها ذهب شيب بفضة وهي كما قيل :

بيضاء فيها إذا استقبلتها دعج *** كأنها فضة قد شابها ذهب

وثمنها يا أمير المؤمنين ثلاثون ألف درهم ، وأما الثانية فأنها جارية فائقة في الجمال معتدلة القدروالكمال تشفي السقيم بكلامها الرخيم وثمنها يا امير المؤمنين
ستون ألف درهم ، واما الثالثة ، فإنها جارية فاترة الطرف لطيفة الكف عميمة الردف شاكرة للقليل مساعدة للخليل بديعة الجمال كأنها خشف الغزال وثمنها يا أمير المؤمنين
ثمانون ألف ثم أطنب في الشكر والثناء على امير المؤمنين وطوى الكتاب وختمه ودعا النخاسين فقال لهم : تجهزوا للسفر بهؤلاء الجواري إلى أمير المؤمنين .
فقال احد النخاسين أيد الله الأمير إني رجل كبير ضعيف عن السفر ولي ولد ينوب عني افتأذن لي في ذلك ؟ قال : نعم ، فتجهزوا وخرجوا ففي بعض مسيرهم نزلوا يوما
ليستريحوا في بعض الاماكن فنامت الجواري ، فهبت الريح فانكشف بطن احداهن وهو الكوفية فبان نور ساطع وكان اسمها مكتوم فنظر اليها ابن النخاس وكان شابا جميلا ففتن بها لساعته فأتها على غفلة من أصحابه
وجعل يقول :
أمكتوم عيني لا تمل من البكا *** وقلبي باسهام الأسى يبرشق
أمكتوم كم منع اشق قتل الهوى *** وقلبي رهين كيف لا اتعشق

فأجابته تقول :
لو كان حقا ما تقول لزرتنا *** ليلا إذا هجعت عيون الحسد

قال : فلما جنى الليل اتضى الفتى ابن النخاس سيفه وأتى نحو الجارية فوجدها قائمة تنتظر قدومه
فأخذها وأراد ان يهرب بها ففطن به أصحابه فأخذوه وكتفوه وأوثقوه بالحديد ولم يزل مأسورا معهم الى ان قدموا على عبدالملك بن مروان
فما مثلوا بالجواري بين يديه أخذ الكتاب ففتحه وقراه فوجد الصفة وافقت اثنتين من الجواري ولم توفق الثالثة . ورأى في وجهها صفرة وهي الجارية الكوفية فقال للنخاسين : ما بال هذه الجارية لم توافق حليتها التي ذكرها الحجاج في كتابه وما هذا الاصفرار
الذي بها والانتحال فقالو يا

الملثم 2002
07-09-2001, 02:36 AM
فقال للنخاسين : ما بال هذه الجارية لم توافق حليتها التي ذكرها الحجاج في كتابه وما هذا الاصفرار
الذي بها والانتحال فقالو يا ..................

فقالوا يا امير المؤمنين نقول ولنا الامان ، قال : وان كذبتم هلكتم فخرج أحد النخاسين واتى بالفتى وهو مصفد بالحديد فلما قدموه بين يدي أمير المؤمنينبكى بكاء شيديدا
وايقن بالعذاب ثم أنشأ يقول :

أمير المؤمنين أتيت رقما *** وقد شدت الى عنقي يديا
مقرا بالقبيح وسوء فعلي *** ولست بما رميت به بريا
فان تقتل ففوق القتل ذنبي *** وان تعفو فمن جود عليا

فقال عبدالملك : يا فتى ما حملك على ما صنعت استخفاف بنا، ام هوى جارية ، قال : وحق راسك ياامير المؤمنينوعظم قدرك ما هو الا هوى جارية فقال :
فقال : هي لك بما اعددته لها فأخذها الغلام بكل ما أعده لها أمير المؤمنين من الحلي والحلل وسار بها فرحا مسرورا الى نحو أهله حتى إذا كانا ببعض الطريق نزلا بمرحلة من
ليلا فتعانقا وناما فلما اصبح الصباح واراد الناس السير نبهوهما فوجدوهما ميتين فبكوا عليهما دفنوهما بالطريق ووصل خبرهما
الى عبدالملك فبكى عليهما وتعجب من ذلك