PDA

View Full Version : بوش رئيس يغوص في الوحل !


الفجر
05-08-2002, 09:28 PM
بوش رئيس يغوص في الوحل !

الإسلام اليوم – القاهرة 01/08/2002


عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر مباشرة ، بدا الرئيس الأمريكي جورج بوش وكأنه في ورطة، ولكن ما هي إلا أيام معدودات حتى قفزت شعبيته بعد حملته المسعورة ضد الإسلام والمسلمين، حيث أصبح بوش مستودعا للثقة ، ونموذجا للقيادة، لكن ومع كابوس الفساد الذي استيقظ عليه الأمريكيون – مذعورين – في الأيام الأخيرة ، وفقدت معه الأسواق الوعي ، والمستثمرون الثقة ، لم يعد بوش سوى رجل تحاصره الاتهامات ، وتحيط به الشبهات ، وبعبارة بسيطة " رئيس يغوص في الوحل " !

وهو ما أكده الكاتب الأمريكي (جون بالزار) بصحيفة واشنطن بوست الصادرة بتاريخ 20-7-2002 حيث قال: لم يعد الرئيس الأمريكي بوش يعي إلى أي مدى أصبحت إدارته محل مراجعة أخلاقية ، وإلى أي درجة أصبحت سُحُبُ الشكوك تكتنف ذمم مسؤوليها المالية، وفي مقدمتهم سيد البيت الأبيض - بوش نفسه - وهكذا تستمر المأساة ، بل وتزداد وطأة في ضوء حقيقة ماثلـة للأعين ، ألا وهي أن سيد البيت لا يبدو عازما على تطهيره !


هل يملك بوش شجاعة أخلاقية؟


ويضيف جون في تقريره الصحفي : (جميل أن يتحدث الرئيس في خطابه قبل أيام قليلة عن " المبادئ " و "الأخلاق" و " القيم " و " الشفافية " و " الدقة " و " النظافة " التي يتعين أن يُلزم بها مسؤولو الشركات وأجهزة الرقابة المالية والمحاسبات أنفسهم .. ولكن الأجمل ، أو الأحرى به أن يمتلك الشجاعة الأخلاقية ، ويقدم اعترافا علنيا بأنه نفسه لم يلتزم بمصطلحاته هذه وتعبيراته تلك ، حتى نصدق ما يقوله لنا الآن وفيما بعد ! فنحن كأمريكيين لدينا القانون ، ولدينا محتوى القانون ، ولكن يبدو لنا هذه الأيام وفي عهد الرئيس بوش أنه لا القانون ولا محتواه يحملان المغزى نفسه أو المضمون ، أو بمعنى آخر هل يطبق القانون أم يبقى مجرد " اسم " و " رقم " و " تاريخ " في قائمة القوانين التي صدرت في بلادنا؟).


صفقات بترولية مشبوهة


عندما خدم بوش في قطاع البترول " شركة أويل تكساس " كانت له تجاوزات كثيرة كما يؤكد الكثيرون ، وما لم يكشف لنا عن حقيقة هذه التجاوزات ، فليس من حقه مطالبة رؤساء الشركات الذين يشغلون نفس منصبه السابق بأن يكونوا أصحاب ضمير يقظ !
بينما يقول الرئيس إن تعاملاته في شركة هاركين للطاقة كانت معقدة ، وأنه كان مشغولا بالتخطيط المستقبلي للشركة .
وما حدث أن " هاركين " الشركة التي يديرها بوش الابن باعت على يديه لعائلته جزءًا من أصولها بمليون دولار، وما هي إلا مدة قصيرة جدا حتى حققت الصفقة 7,9 ملايين دولار كأرباح ، قدم بوش لم يقدم لعائلته معلومات أساسية مكنتها من الربـح والإثراء الفاحش بين طرفة عين وانتباهتها ؟!
وقد أضرت الصفقة بالمستثمرين الآخرين عندما تدهورت أسهم الشركة، فإذا كان قانون 1934 يلزم مسؤولي الشركات بتقديم " ضمانات معقولة " و" تفصيلات معقولة " حول أنشطة الشركة وإجراءات المحاسبة .
وهذا ما لم يفعله بوش الابن ، حيث ضربت عائلته ضربتها من وراء ظهر باقي المستثمرين ، ولكن رئيس الشركة أصبح رئيسا يرفض الاعتراف !


عائلة بوش وإدمان السرقات!

ويضيف جون -في تقريره الصحفي بجريدة واشنطن بوست - قد تكون هناك ثغرة في هذا القانون، ولكن مضمونه ومحتواه يبقى واضحًا شفافًا كبلورات الكريستال، ويفترض أن يكون درعا واقيا لمصالح المستثمرين والموظفين والمجتمع لا أن يضرب به عرض الحائط لخدمة أهل القمة " عائلة بوش الابن رئيس الشركة مثلا " الذين أدمنوا اغتصاب أوراق البنكنوت بالملايين !

ولكن وبمنتهى الوقاحة يطلب منا الرئيس بوش الآن أن نصدق أن النظام المحاسبي السيئ السمعة في " هاركين " .. الشركة التي كان يديرها كان نموذجا للالتزام بالنظام أو القانون المعمول به في بلادنا .. لماذا ؟، لأن لجنة الرقابة على الأسواق المالية وفي " الظلام المعتم " تواطأت مع الشركة لإعادة " تستيف " حساباتها ، ثم يبلغنا بوش بأنه لا يوجد أحد فعلا متهم بارتكاب أي خطأ، وأن كل شيء يبقى قانونيًا وشرعيًا !
الشيء نفسه بالنسبة لعدم إبلاغ بوش عن بيعه لأسهمه قبل انقضاء الموعد القانوني لحماية المستثمرين من إساءة استخدام عمليات التبادل التجاري الداخلي، ولكن إدارة أبيه جورج بوش الأب – إبان وجوده في السلطة – وجدت أن الأمر لا يستحق إحالة الأمر للمحكمة أو حتى تحرير مخالفة أو شكوى ضد الابن !


بطانة بوش والفضائح المالية


ويشير تقرير واشنطن بوست الأمريكية إلى أن الشيء نفسه يفعله الرئيس بوش الابن مع نائبه (تشيني) المتورط حتى أذنيه في فضيحة شركة " أنرون " للطاقة ثم " هاليبرتون " للخدمات البترولية ( تلاعب في الحسابات لخداع المستثمرين والمساهمين ) وكان أيضا مديرا ، وبدلا من تقديم نائبه لمساءلة يغير بوش كعادته " الموضوع " بأنباء عن اختياره نائبا آخر له بدلا من تشيني في الانتخابات القادمة !
والآن .. يأمل الرئيس بوش في استعادة ثقة الأمة الأمريكية في رئيسها وفي إدارتها وفي شركاتها ، ويعول على أن الناخبين يصدقون شفافيته وطهارة يده ولكن الناس -رجالاً ونساء- في غرف اجتماعات مجالس إدارات الشركات الأمريكية لن يصدقوه ، حيث يتوصلون إلى نتائج أخرى .

ويختتم الكاتب تقريره في جريدة واشنطن بوست الأمريكية قائلاً: (إذا ما استمر بوش على تردد عباراته الأخلاقية والتي نقلناها عنه – آنفا – مع بقائه دون مساءلة قانونية أو اعتراف أخلاقي شجاع منه ، فسوف نرى كثيرين من مسؤولي الشركات وغيرها يسيرون على نهجه ، ويتبعون نموذجه، وهنا نتساءل : " ألا يقول هؤلاء لأنفسهم " إذا كان الرئيس نفسه يفلت بفعلته هذه فلماذا لا نقلده ونفلت بفعلتنا؟).