درب العرب
11-04-2001, 02:45 AM
دعت الحكومة البريطانية العمالية الحالية للكشف عن تفاصيل برنامج اليمامة العسكري بين بريطانيا والسعودية، واصفة الصفقة البالغة قيمتها 15 مليار جنيه استرليني بأنها الأكبر وربما الأكثر فساداً في التاريخ البريطاني. وعللت الأوبزرفر موقفها هذا بقولها أن الشعب البريطاني لم يُبَلغ عن مبيعات الأسلحة إلى المملكة السعودية مشيرة إلى أن مكتب التحقيقات الوطنية المسؤول عن كشف التزوير قد حقق في الصفقة عام 92 لكنه رفض نشر تقرير يظهر النتائج التي تم التوصل إليها، ودعت الصحيفة في افتتاحيتها الصادرة ليوم الأحد، الحكومة البريطانية الحالية لإعادة فتح ملف اليمامة، مطالبة لجنة الحسابات البريطانية العامة، بفتح تقرير اليمامة ونشر نتائج تحقيقاته حول الموضوع، وقالت أن تغيير الحكومة يجب أن يمنحنا فرصة النظر مرة أخرى على الصفقة الأكثر إشكالية في سنوات حكم المحافظين، وأضافت أن ما يمكن أن يقال هو أن هذه الصفقة شملت دفع رشاوى أو بشكل أكثر لباقة عمولات على نطاق واسع وأنه وفق تقديرات حديثة فإن ثلاثمائة مليون جنيه استرليني كانت تنفق سنوياً، وقالت أن الاعتقاد السائد هو أن هذه الأموال كانت تتدفق باتجاه واحد من بريطانيا إلى أمراء العائلة السعودية المالكة الذين يتوجب على البريطانيين الحصول على إذنهم قبل الاتفاق على المبيعات، لكن كان يتوجب دفعها كي تتغلب الشركات البريطانية على منافسيها ولحماية وظائف العمال البريطانيين. لكنها أضافت أنه منذ منتصف الثمانينات والتساؤلات حول الفوائد التي جنتها بريطانيا تتكرر، وتابعت أنه عندما يفكر الناس بالطريقة التي أصبح فيها مارك ثاتشر نجل رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت ثاتشر مليونيراً، فإن اهتمامهم سينصب على دوره في صفقة اليمامة التي ساهمت والدته في المفاوضات بشأنها، كذلك أشارت إلى أن وزير مشتريات الدفاع السابق جوناثان ايتكينز حاول تغيير مسار العدالة والكذب بشأن الأخبار التي كشفت عن قيام أمير سعودي بدفع فاتورة إقامته في فندق الريتز في باريس، وقالت إن إحدى أسباب سقوطه كانت محاولته تجنب المناقشات بشأن العمولات. وزعمت الصحيفة في التقرير الذي شارك في إعداده كل من جوناثان كالفيرت وديفيد كونيت ولوسي جونستون، أن الشقة الفاخرة التي يسكنها السير ريتشارد ايفانز المدير التنفيذي لمؤسسة بريتيش ايروسبيس المسؤولة عن صفقة اليمامة مملوكة لشركة بنمية يديرها مكتب وفيق السعيد الوسيط السوري المليونير الذي تعامل مع السير ريتشارد بشأن مفاوضات صفقة اليمامة .ولم يمض أسبوع على هذا المقال حتى نشر مقال آخر في الغارديان يوم السبت 7/2 تحدث عن انهيار مفاوضات التسوية بين شركة رولز رويس وشركة مملوكة لأخوال عبدالعزيز في بنما واعتبر كاتب المقال هذا التطور سببا في كشف ممارسات غير قانونية من قبل شركة ايروسبيس وعمولات ضخمة لا تخدم الجانب البريطاني بغض النظر عن الجانب السعودي، وأكد المقال أن حوالي أربعين نائبا في البرلمان البريطاني وقعوا عريضة مطالبة بنشر التحقيق الذي أجراه مكتب التحقيقات الوطنية حول مشروع اليمامة سنة 2199 فإن ملف اليمامة سيبقى مصدر قلق وأرق لآل سعود ولمن تواطأ معهم من الانكليز الذين تنكشف اسماؤهم واحداً تلو الآخر.