PDA

View Full Version : عودة عن خطأ كبير - سنة العراق يشاركون في الإنتخابات القادمة-


المحرر الناقل
16-07-2005, 09:32 PM
صحيفة الشرق الأوسط - 16 يوليو 2005 م

خطوة كبيرة صحيحة اتخذها سنّة العراق في مؤتمرهم عبر الاعتراف بخطأ مقاطعة الانتخاب، بل واعتبارها خطيئة كبيرة أدت إلى عزلهم. وكلنا يتذكر نداءات كل المخلصين، والمحبين للعراق، للسنّة بعدم ارتكاب خطأ بحجم مقاطعة الانتخابات، والنتائج التي أدى إلى ذلك القرار وخاصة غياب التوازن الاجتماعي والطائفي لأحد مكونات المجتمع العراقي.

لقد كنا نشهد في الفترة التي اندفعت فيها قيادات سنية بارزة في العراق إلى مقاطعة الانتخابات، الدور الكبير الذي لعبته قلة قليلة من الناشطين السياسيين وبعض رجال الدين ممن ما زالوا يحنون للعصر البائد، ومن عاشوا على موائده لسنوات طويلة وعملوا في أجهزته الأمنية، وكانوا يرفعون شعارات محاربة الاحتلال، والمقاومة، ليس بهدف حماية العراق بل بهدف التخريب، وكانت خطب بعضهم في المساجد وتسللهم إلى المؤسسات الخيرية السنية تحريضا سافرا على العنف، ودعوة إلى التقسيم الطائفي.

لقد ركب الإرهاب الدولي المستورد في العراق موجة هذه القلة القليلة ومدَّها بالمساعدة المباشرة للاستمرار في تحريض الشباب، وأمدَّها بفتاوى مجرمة تجيز قتل الشيعة ومن اسماهم «المتعاونين» مع الحكومة الجديدة، وهدد الإرهاب الدولي السنة العرب بالقتل في حالة مشاركتهم بالعملية السياسية.

خطوة السنة العراقية في مؤتمرهم الأخير بالمشاركة في الانتخابات القادمة هي عين العقل، وهي حفظ للتوازن الاجتماعي والسياسي في العراق، وهي عزل لأطروحات العنف والقتل والفكر العدمي الذي يمارس القتل والإرهاب ضد المدنيين من دون رحمة.

تبقى مسألة هامة أخرى وهي ضرورة الانتباه إلى خطر الطرح الطائفي، أو اعتقاد بعض زعماء السنة، وأئمة المساجد، بأن أحدا قد نصَّبهم ممثلين للسنة، أو ناطقين باسمهم، فالعرب السنة مثل غيرهم من أطياف المجتمع العراقي يمثلون أطيافا واسعة للتمايز الفكري. وفي ظل نظام القائمة الانتخابية فان تصرف زعماء السنة كزعماء وطنيين وليس كزعماء طائفيين سيعطيهم مصداقية وربما ينجحون في إقامة تحالف واسع هو في النهاية لمصلحة العراق.. كل العراق.