UAE_EYES
20-08-2004, 11:32 PM
لعل السؤال الأول الذي يتبادر للذهن عند سماع أنباء الاعتقالات في صفوف عناصر تنظيم “القاعدة” التي توصف بأنها من الوزن الثقيل ومرصودة لاعتقالها مكافآت بملايين الدولارات هو: من هم المستفيدون من هذه المكافآت؟ وعندما تتعذر الاجابة نظراً للسرية التي يحاط بها المخبر في مثل هذه الحالات الخطرة، فإن أجهزة الأمن تكون وحدها القادرة على استثمار الحدث لاظهار قدراتها الإبداعية في الاختراق وتفكيك بنية التنظيم الذي شنت الولايات المتحدة حرباً مفتوحة ضده، كما هو الحال في الاعتقالات الأخيرة في باكستان التي أدت الى تسليم الولايات المتحدة حوالي 600 ممن يشتبه بانتمائهم ل “القاعدة” منذ بداية “الحرب على الارهاب” قبل ثلاث سنوات.
لكن بعض الشواهد في هذه الاعتقالات تشير الى ان الجهود الاستخبارية لم تكن السبب في القبض على المطلوبين من العيار الثقيل مثل خالد شيخ محمد في مارس/ آذار ،2003 وأحمد خلفان الجيلاني في اغسطس/آب 2004 وغيرهما.
لقد فاجأت السلطات الباكستانية المراقبين في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي بكشفها القبض على العقل المدبر للهجمات التي تعرضت لها سفارتا الولايات المتحدة في شرق افريقيا (نيروبي ودار السلام) عام 1998. ولكن أحداً لم يعرف كيف وصل الجيلاني الى باكستان؟ وأين استقر ست سنوات من الملاحقة الواسعة التي تشارك فيها جميع أجهزة الاستخبارات الدولية الى جانب الأمريكيين والمتطوعين الحالمين بالملايين. لكن المسؤولين الأمنيين في باكستان سرعان ما أعلنوا انهم كانوا أبطال القبض على الجيلاني من خلال تتبعهم لحجم كمية مشتريات المأكولات في المنزل الذي كان يلوذ به في مدينة غوجرات في اقليم البنجاب، دون الافصاح عن المدة التي مكث فيها هناك.
وإلى هنا كانت الرواية مقبولة، في ظل صمت معهود من قبل “القاعدة” بما لا يسمح بسماع رواية غير الرسمية. وبعد أسابيع ظهرت الرواية الأخرى التي تتناقض تماماً مع رواية السلطات وهي ان الجيلاني لم يكن إلا ضحية عراك نسوي بين زوجته الأوزبكية وزوجة صاحب المنزل الذي استضافه. وانتهى العراك بقيام زوجة صاحب المنزل بالاتصال بالسلطات واخبارها بوجود عناصر أجنبية مطلوبة في بيتها. وبعد معركة استمرت 14 ساعة لم يكن أمام الجيلاني و4_ ممن كانوا معه بينهم نساء وأطفال سوى الاستسلام بعدما انتهت ذخيرتهم.
أما خبير الكمبيوتر محمد نعيم خان الذي وصف بأنه مسؤول الاتصالات في تنظيم “القاعدة” الذي اعتقل في مطار لاهور في 13 من يوليو/ تموز الماضي، فإن المؤشرات تشير الى أن والده هو الذي سلمه للسلطات الباكستانية، وكلفه بتسلم طرد بريدي من المطار حيث ألقي القبض عليه، ولم يكن مسافراً كما كانت السلطات التي قالت ان القبض عليه مكنها من الكشف عن مخططات “القاعدة” لضرب أهداف في أمريكا وبريطانيا لتعكير الانتخابات الأمريكية.
وذكر اعتقال الجيلاني باعتقال العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول قبله بحوالي عام ونصف العام سواء من حيث حجم الهدف أم طريقة الاعتقال. وكما ان الولايات المتحدة او باكستان لم تكشفا عن صاحب مكافأة الملايين ال ،25 فإن الرواية الباكستانية لعملية الاعتقال بقيت متضاربة ويشوبها الكثير من الغموض، بالقول انها اعتمدت على تتبع اتصالاته الهاتفية بمساعدة التكنولوجيا الأمريكية، الى ان اصطادته في مدينة راولبندي العسكرية المحاذية للعاصمة اسلام آباد، على بعد مئات الأمتار من مقر القيادة العسكرية العليا.
واستمرت الصورة على حالها بالاكتفاء بالتركيز على الحقيقة الأهم، وهي ان خالد الشيخ محمد الرجل الثالث في تنظيم أسامة بن لادن بات في قبضة الأمريكيين، لكن جدار الصمت خرقته معلومات تؤكد ان المستفيد من جائزة ال 25 مليون دولار كان أحد رجال الدين من منطقة خالد الشيخ محمد في بلوشستان الايرانية ويدعى الملا علي أكبر، الذي اتصل بخالد الشيخ عن طريق أحد أقربائه، بحجة انه يريد توصيل مساعدات له. ونظراً لحساسية الأمر، فإن الملا أصر على تسليم المساعدات شخصياً. ورغم معرفة خالد الشيخ بالملا علي أكبر فإنه لم يكن مطمئناً. وترك مقر اقامته في كراتشي وتوجه الى بيشاور في عملية تمويه، وأعطى الموعد في راولبندي التي وصلها متعباً جداً. وأصيب بالملاريا، ما أجبره على المكوث في المنزل الذي نزل فيه مدة أكثر من المدة المحددة. وكان من المقرر ان يتحرك خالد مباشرة بعد لقائه بالملا علي أكبر بعد العشاء، لكن الارهاق والتعب أثقلاه، واضطر للنوم في المنزل نفسه. أما علي أكبر الذي تم الحجز له في فندق متواضع في المدينة، فكانت الخطة ان يؤخذ مباشرة من المنزل وبسرعة الى ذلك الفندق. وعندما نزل من الشقة في الطابق الثاني في البلدة القديمة لراولبندي حاول تفحص المكان وأخذ اسم صيدلية تحت الشقة مباشرة، واتصل بالاستخبارات الأمريكية لاخبارهم بمكان وجوده، فطلبت الأخيرة من الأجهزة الأمنية الباكستانية التوجه للمكان مباشرة. ووصلت في الساعة الثالثة صباحاً، وأحاطت بالمكان ليقع خالد الشيخ في قبضة الاستخبارات الأمريكية، وسط ذهول عناصر الاستخبارات الباكستانية الذين خسروا المكافأة، فيما اختفى علي أكبر
منقول عن جريدة الخليج الاماراتية
لكن بعض الشواهد في هذه الاعتقالات تشير الى ان الجهود الاستخبارية لم تكن السبب في القبض على المطلوبين من العيار الثقيل مثل خالد شيخ محمد في مارس/ آذار ،2003 وأحمد خلفان الجيلاني في اغسطس/آب 2004 وغيرهما.
لقد فاجأت السلطات الباكستانية المراقبين في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي بكشفها القبض على العقل المدبر للهجمات التي تعرضت لها سفارتا الولايات المتحدة في شرق افريقيا (نيروبي ودار السلام) عام 1998. ولكن أحداً لم يعرف كيف وصل الجيلاني الى باكستان؟ وأين استقر ست سنوات من الملاحقة الواسعة التي تشارك فيها جميع أجهزة الاستخبارات الدولية الى جانب الأمريكيين والمتطوعين الحالمين بالملايين. لكن المسؤولين الأمنيين في باكستان سرعان ما أعلنوا انهم كانوا أبطال القبض على الجيلاني من خلال تتبعهم لحجم كمية مشتريات المأكولات في المنزل الذي كان يلوذ به في مدينة غوجرات في اقليم البنجاب، دون الافصاح عن المدة التي مكث فيها هناك.
وإلى هنا كانت الرواية مقبولة، في ظل صمت معهود من قبل “القاعدة” بما لا يسمح بسماع رواية غير الرسمية. وبعد أسابيع ظهرت الرواية الأخرى التي تتناقض تماماً مع رواية السلطات وهي ان الجيلاني لم يكن إلا ضحية عراك نسوي بين زوجته الأوزبكية وزوجة صاحب المنزل الذي استضافه. وانتهى العراك بقيام زوجة صاحب المنزل بالاتصال بالسلطات واخبارها بوجود عناصر أجنبية مطلوبة في بيتها. وبعد معركة استمرت 14 ساعة لم يكن أمام الجيلاني و4_ ممن كانوا معه بينهم نساء وأطفال سوى الاستسلام بعدما انتهت ذخيرتهم.
أما خبير الكمبيوتر محمد نعيم خان الذي وصف بأنه مسؤول الاتصالات في تنظيم “القاعدة” الذي اعتقل في مطار لاهور في 13 من يوليو/ تموز الماضي، فإن المؤشرات تشير الى أن والده هو الذي سلمه للسلطات الباكستانية، وكلفه بتسلم طرد بريدي من المطار حيث ألقي القبض عليه، ولم يكن مسافراً كما كانت السلطات التي قالت ان القبض عليه مكنها من الكشف عن مخططات “القاعدة” لضرب أهداف في أمريكا وبريطانيا لتعكير الانتخابات الأمريكية.
وذكر اعتقال الجيلاني باعتقال العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول قبله بحوالي عام ونصف العام سواء من حيث حجم الهدف أم طريقة الاعتقال. وكما ان الولايات المتحدة او باكستان لم تكشفا عن صاحب مكافأة الملايين ال ،25 فإن الرواية الباكستانية لعملية الاعتقال بقيت متضاربة ويشوبها الكثير من الغموض، بالقول انها اعتمدت على تتبع اتصالاته الهاتفية بمساعدة التكنولوجيا الأمريكية، الى ان اصطادته في مدينة راولبندي العسكرية المحاذية للعاصمة اسلام آباد، على بعد مئات الأمتار من مقر القيادة العسكرية العليا.
واستمرت الصورة على حالها بالاكتفاء بالتركيز على الحقيقة الأهم، وهي ان خالد الشيخ محمد الرجل الثالث في تنظيم أسامة بن لادن بات في قبضة الأمريكيين، لكن جدار الصمت خرقته معلومات تؤكد ان المستفيد من جائزة ال 25 مليون دولار كان أحد رجال الدين من منطقة خالد الشيخ محمد في بلوشستان الايرانية ويدعى الملا علي أكبر، الذي اتصل بخالد الشيخ عن طريق أحد أقربائه، بحجة انه يريد توصيل مساعدات له. ونظراً لحساسية الأمر، فإن الملا أصر على تسليم المساعدات شخصياً. ورغم معرفة خالد الشيخ بالملا علي أكبر فإنه لم يكن مطمئناً. وترك مقر اقامته في كراتشي وتوجه الى بيشاور في عملية تمويه، وأعطى الموعد في راولبندي التي وصلها متعباً جداً. وأصيب بالملاريا، ما أجبره على المكوث في المنزل الذي نزل فيه مدة أكثر من المدة المحددة. وكان من المقرر ان يتحرك خالد مباشرة بعد لقائه بالملا علي أكبر بعد العشاء، لكن الارهاق والتعب أثقلاه، واضطر للنوم في المنزل نفسه. أما علي أكبر الذي تم الحجز له في فندق متواضع في المدينة، فكانت الخطة ان يؤخذ مباشرة من المنزل وبسرعة الى ذلك الفندق. وعندما نزل من الشقة في الطابق الثاني في البلدة القديمة لراولبندي حاول تفحص المكان وأخذ اسم صيدلية تحت الشقة مباشرة، واتصل بالاستخبارات الأمريكية لاخبارهم بمكان وجوده، فطلبت الأخيرة من الأجهزة الأمنية الباكستانية التوجه للمكان مباشرة. ووصلت في الساعة الثالثة صباحاً، وأحاطت بالمكان ليقع خالد الشيخ في قبضة الاستخبارات الأمريكية، وسط ذهول عناصر الاستخبارات الباكستانية الذين خسروا المكافأة، فيما اختفى علي أكبر
منقول عن جريدة الخليج الاماراتية