View Full Version : التاريخ الدموي للإمبراطورية الأمريكية
متأمل
13-08-2004, 03:37 AM
أكد (منير العكش) ـ الباحث في علوم الإنسانيات ـ في كتابه "أمريكا والإبادات الجماعية"، أن الإمبراطورية الأمريكية قامت على الدماء وبنيت على جماجم البشر.. فقد أبادت هذه الإمبراطورية الدموية 112 مليون إنسان (بينهم 18.5 مليون هندىّ أبيدوا ودمرت قراهم ومدنهم)، ينتمون إلى أكثر من 400 أمة وشعب.. ووصفت أمريكا هذه الإبادات بأنها أضرار هامشية لنشر الحضارة!!!
وخاضت أمريكا في إبادة كل هؤلاء البشر ـ وفق المعلوم والموثق ـ 93 حربا جرثومية شاملة.. وتفصيل هذه الحروب أورده الكاتب الأمريكي (هنرى دوبينز) في كتابه "أرقامهم التي هزلت" THE NEMBER BECAM THINNED: NATIVE AMERICAN POPULATION.. وقد ذكر في الجزء الخاص بأنواع الحروب الجرثومية: أنّ الهنود الحمر أبيدوا بـ 41 حربا بالجدري، و4 بالطاعون، 17 بالحصبة، و10 بالأنفلونزا، و25 بالسل والديفتريا والتيفوس والكوليرا.. وقد كان لهذه الحروب الجرثومية آثارا وبائية شاملة اجتاحت المنطقة من فلوريدا في الجنوب الشرقى إلى أرغون في الشمال الغربي.. بل إن جماعات وشعوبا وصلتها الأوبئة أبيدت بها قبل أن ترى وجه الإنسان الأمريكي الأبيض!!
عناصر هذا الملف:
· إبادة الهنود الحمر وحضارتهم:
· التدخلات العسكرية الأمريكية جزر هاواى:
· العدوان الأمريكي على كوريا:
· التدخلات العسكرية الأمريكية في الهندوراس:
· التدخلات العسكرية الأمريكية في اليابان:
· التدخلات العسكرية الأمريكية في بنما:
· التدخلات العسكرية الأمريكية في غواتيمالا:
· حرب فيتنام نموذج الدموية الأمريكية:
· التدخلات العسكرية الأمريكية في كوبا:
· التدخلات العسكرية الأمريكية في وبورتوريكو وجزيرة غوام:
· الفلبين والولايات المتحدة جرائم وحروب:
· تاريخ العلاقة بين الإدارات الأمريكية وعصابات المافيا:
· رؤساء أمريكا يعشقون الحروب:
تفاصيل الملفّ:
http://islamicnews.net/Document/Show05.asp?DocID=54977&TypeID=5&SubjectID=0&ParentID=0
bigheart_31
14-08-2004, 07:17 AM
الاخ العزيز.... بقدر ما اعجبت برسالتك و التي فعلا تحتوي علي معلومات تصنف علي انها خطيرة .... لما تحتويه من معلومات قيمة يجهلها الكثيرون حتي الامريكان انفسهم
الا ان أكثر ما أحزنني
هو أنني لم أري أي رد من الاخوة الموجودين في المنتدي
أسفي عليهم
و كل أحترامي لك
طارق
متأمل
15-08-2004, 05:21 AM
شكرا يا أخ طارق. وما أنا إلا ناقل عن ناقل..
تحياتي
إبادة الهنود الحمر وحضارتهم
بعض من يوميات الإبادة:
ونظراً لحاجة الأمريكان للأيدى العاملة بنظام السخرة لإستغلال الثروات التي ورثوها عن الهنود عدلوا عن جزء من إستراجيتهم في القتل ، بالإبادة عن طريق نظام السخرة للهنود .
ففي عام 1846 أحتلت جيوش الأمريكان كاليفورنيا وتقول الإحصائيات أنهم تمكنوا من إبادة 80 % من هنود كاليفورنيا بالسخرة حيث نشط بجانب ذلك التجارة بالأطفال والنساء .
وفي عام 1830 سن الكونجرس الأمريكي قانون ترحيل الهنود قصراً وأصبح من حق المستعمر الأمريكي أن يطرد الهندى من أرضه ويقتله إذا أراد ، ويومها حصدت قوات الجيش النظامى الأمريكي من لم يمت من 5 شعوب هندية كاملة (الشيروكى – والشوكتو – والشيسكومسو – والكريك – والسيميتول ) بعد تهجيرهم قصراً إلى مناطق موبؤة بالكوليرا .
وفي حملة 1776 على هنود الشيروكى تم إحراق المدت الهندية وأتلفت المحاصيل الزراعية ومن بقى من هنود الشيروكى إلى الغابات ليقتلوا ، ولم تمض ثلاث سنوات حتى أصدر جورج واشنطن أوامره للجنود بأن يحيلوا مساكن هنود الأوروكو إلى خراب ومحوها من على وجه الأرض ، ولذلك أطلق هنود السينيكا على أبى الجمهورية الأمريكية " جورج واشنطن " إسم " هدام المدن " فبموجب أوامره تم تدمير 28 مدينة من أصل 30 مدينة كاملة لهنود السينيكا وحدهم من البحيرات الكبرى شمالاً وحتى نهر الموهوك وفي فترة قياسية لا تزيد عن خمس سنوات ، وهذه ما تم أيضاً بمدن الموهوك ، والأنونداغا ، والكايوغا ، حتى أن أحد زعماء الأروكوا قال لجورج واشنطن ذات لقاء في عام 1792 ( عندما يذكر أسمك تلتفت نساؤنا وراءهن مذعورات وتشحب وجوههن ، أما أطفالنا فإنهم يتلببون بأعناق أمهاتهم من الخوف ) .
ومضى الأباء المؤسسون جميعاً على خطى جورج واشنطن فحتى توماس جفرسون الملقب برسول الحرية الأمريكية وكاتب وثيقة إستقلالها ، أمر وزير دفاعه بأن يواجه الهنود الذين يواجهون التةسع الأمريكي بالبلطة وأن لا يضع هذه البلطة حتى يفنيهم فقال له " نعم إنهم قد يقتلون أفراداً مناً ، ولكننا سنفنهم ونمحو آثارهم من الأرض " .
وعام 1633 كان هنود النارغنستس قد تعرضوا لحرب بالجدري حيث قدم إليهم الأمريكان هدايا مسمومة بجراثيم الجدري وعندما أقام الهنود محاكمة للكابتين جون أولدام بتهمة القتل الجماعى وأعدموه ، إنتقمت أمريكا بإبادة هنود النارغنستس عام 1637 بحرب الجراثيم .
ففي عام 1636 تظهر أول وثيقة تثبت إستخدام الأمريكان للسلاح الجرثومى عمداً ، وقد كتب القائد الإنجليزى العام اللورد " جفرى أمهرست " إلى هنرى بواكيه " يطلب من ه أن يجرى مفاوضات مع الهنود ويقدم لهم بطانيات مسمومة بالجدرى وأجاب بواكيه ( سأحاول جاهداً أن أسمهم بعض الأغطية الملوثة التي سأهديهم بها وسأخذ الإحطياطات اللازمة حتى لاأصاب بالمرض ) .
وببطاطين ومناديل تم تلويثها في مستشفى الجدرى إنتشر الوباء بين أربعة شعوب هندية ( الأوتاوا - ينيغو – والمايامى الينى وناييه ) وأتى على أكثر من مئة ألف طفل وشيخ و امرأة وشاب ، ولطالما وصفت وثيقة (أمهرست) بأنها " حجر رشيد" الحرب الجرثومية ، وهناط وثيقة تتحدث عن إهداء أغطية مسمومة بالجدرى لهنود " المندان" في فورك كلارك وقد نقلت هذه الأغطية إلى ضحاياها في 20 جزيران يونيو 1837 من حجر عسكرى لمرض الجدرى في سان لويس علة متن قارب إسمه " القديس بطرس " فحصدت كذلك في أقل من سنة واحدة مائة ألف طفل وشيخ وأمرأة وشاب (وهذه أقل التقديرات تواضعاً لعدد الضحايا راجع صــ16 SON OF MORNING STAR) ، وبعد حوالي 15 سنة كانت كل الولايات المتحدة تتساءل عن أفضل وسيلة للقضاء على هنود كالفورنيا ، فمع الإستيلاء على هذه الولاية الواسعة من المكسيك وجدت أمريكا نفسها أمام مهمة جديدة وصفتها إحدى صحف سان فرانسيسكوا كما يلى :
(إن الهنود هنا جاهزون للذبح ـ وللقتل بالبنادق أو بالجدري ... وهذا ما يتم الآن فعلاً ) "راجع صحيفة DAILY ALTA بتاريخ 6 أذار مارس 1853 وكتاب روبرت هيرز بعنوان THE DESTRACTION OF THE CALIFORNIAN INDIANS صـ251" وفي تلك الفترة كان تسميم الهنود بجراثيم الجدرى خطة منظمة تمارسها الدول وبعض الشركات التجارية المختصة ، ويتسلى بها المستوطنون في حفلات تسلية وصفتها مقالة إفتتاحية في san Francisco bulltien ( بأنها تستخدم الجراثيم من أجل الإبادة المطلقة لهذا الجنس اللعين ) " المقالة منشورة بتاريخ 10 تيموز يوليو 1860 ، وفي كتاب هيرز عن تدمير الهنود صــ253 ، 255.
وحشية الأمريكي الأبيض
الطبيب الأمريكي الأبيض ، أشهر أطباء عصره ، لاحظ في عام 1855 قائلاً " إن إبادة لهنود الحمر هو الحل الضروري للحيلولة دون تلوث العرق الأبيض وأن إصطيادهم إصطياد الوحوش في الغابات مهمة أخلاقية لازمة لكى يبقى الإنسان الأبيض فعلاً على صورة الله " .
ويجذب السياق نفسه " فرانسيس ياركين " أشهر مؤرخ أمريكي في عصره فيقول ( أن الهندى نفسه في الواقع هو المسئول عن الدمار الذى لحق به لأنه لم يتعلم الحضارة ولابد له من الزوال ... والأمر يستأهل ).
إبادة وطمس الحضارة الهندية
دأبت هوليود على هدم الحضارة الهندية وطمس معالمها عبر تصويرها بالوحشية والهمجية والدموية القائمة على التمثيل بالإنسان الأبيض الذى أتى يعلمهم الحضارة ، وكل هذه محض إفتراء على الحضارة الهندية التي إستقبلت الإنسان الأبيص وأنقذته من الموت المحدق وعلمته زراعة الأرض وعمارتها وكيفية إستغلال ثروات الطبيعة في البلاد الهندية .
التمثيل بحثث الهنود وسلخ فروة رأسهم
لقد إرتكب الإنسان الأمريكي والإنجليزى الأبيض جريمة سلخ فروة في كل حروبه ضد الهندى وذلك على النقيض مما تروج له هوليود والرسميون والإعلاميون وأكادميو التاريخ المنتصر ، فقد رصدت السلطات الإستعمارية مكافأة لمن يقتل هندي ويأتى برأسه ، ثم أكتفت بعد ذلك بسلخ بفروة الرأس ، إلا في بعص المناسبات التي تريد التأكد فيها من هوية الضحية ، ولعل أقدم مكافأة على فروة الرأس بدلاً من كل الجمجمة تعود إلى عام 1664 ، وفي 12 أيلول سبتمبر من ذلك العام ، حيث رصدت المحكمة العامة في مستعمرة ماسوسيتش مكافأة مختلفة لكا من يأتى بفروة رأس هندى مهما كان عمره أو جنسه وتختلف المكافأت بحسب مقام الصياد ، 50 جنيهاً أسترينياً للمستوطن العادى ، و20 جنيهاً لرجل الميليشا العادى ، و10 جنيهات للجندى ، ثم تغيرت التعريفة في عان 1704 فأصبحت مئة جنيه لكل فروة رأس ومن المفارقات أن المكافآت المتواضعة التي رصدت كانت لفروة رأس الفرنسي عام 1696 وهى 6 جنهيات ، حتى أن المغامر "لويس وتزل " يروى أن غنيمته من فرو رؤس الهنود لا تقل عن 40 فروة في الطلعة الواحدة ، ويعتبر وتزل من أبطال التاريخ الأمريكي وما يعرف بعمالقة الثغور .
وبدأً من وتزل صار قطع رأس الهندى وسلح فروة رأسه من الرياضات المحببة في أمريكا ، بل إن كثيراً منهم يتباهى بأن ملابسه وأحذيته مصنوعة من جلود الهنود ، وكانت تنظم حفلات خاصة يدعى إليها علية القوم لمشاهدة هذا العمل المثير (سلخ فروة رأس الهندى) حتى أن الكولونيل جورج روجرز كلارك في حفلة أقامها لسلاخ فروة رأس 16 هندي طلب من الجزارين أن يتمهلوا في الأداء وأن يعطوا كل تفصيل تشريحي حقه لتستمتع الحامية بالمشاهد (راجع اليوميات في Michigan pioneer and historical colloction العدد 9 ، 1886م ، صـ501، 502) وما يزال كلارك إلى الآن رمزاً وطنياً أمريكياً وبطلاً تاريخاً وما يزال من ملهمى القوات الخاصة في الجيش الأمريكي .
ومع تأسيس الجيش الأمريكي أصبح السلخ والتمثيل بالجثث تقليداً مؤسساتياً رسمياً فعند إستعراض الجنود أمام وليم هاريسون (الرئيس الأمريكي فيما بعد ) بعد إنتصار 1811م على الهنود التمثيل بالضحايا ثم جاء الدور على الزعيم الهندى "تكوميسه" وهنا تزاحم صيادوا الهنود والتذكارات على إنتهاب ما يسطيعون سلخه من جلد هذه الزعيم الهندى أو فروة رأسة ، ويروى جون سغدن في كتابه عن "تيكوميسه" كيف شرط الجنود المنتشون سلخ جلد الزعيم الهندى ممن ظهره حتى فخذه .
وكان الرئيس أندره جاكسون الذى تزين صورته ورقة العشؤين دولار من عشاق التمثيل بالجثث وكان يأمر بحساب عدد قتلاه بإحصاء أنوفهم المجدوعة وآذانهم المصلومة ، وقد رعى بنفسه حفلة التمثيل بالجثث لـ 800 هندى يتقدمهم الزعيم "مسكوجى" ، وقام بهذ الم1بحة القائد الامريكي جون شفنغنتون وهو من أعظم أبطال التاريخ الامريكي وهناك الآن أكثر من مدينة وموقع تاريخي تخليداً لذكره ولشعاره الشهير (اقتلوا الهنود واسلخوا جلودهم ، لا تتركوا صغيراً أو كبيراً ، فالقمل لا يفقس إلا من بيوض القمل " .
بل إن الأمر وصل كما يقول الجندى الأمريكي " أشبري" ‘لى حد التمثيل بفروج النساء ويتباهى الرجل بكثرة فروج النساء التى تزين قبعته وكان البعض يعلقها على عيدان أمام منزله .
ثم أكتشف أحد صيادى الهنود أمكانية أستخدام الأعضاء الذكرية للهنود كأكياساً للتبغ ، ثم تتطورت الفكرة المثيرة من هواية فرديو للصيادين إلى صناعة رائجة وصار الناس يتهادونه في الأعياد والمناسبات ، ولم تدم هذه الصناعة طويلاً بسبب قلة عدد الهنود حيث وصلوا في عام 1900 إلى ربع مليون فقد (لمزيد من التفاصيل راجع stand hoigفي كتاب the sand creek massacars ) .
متأمل
16-08-2004, 04:27 PM
التدخلات العسكرية الأمريكية جزر هاواى
هذه الجزيرة تثير الشهية لأكثر من سبب كونها محطة عالمية في الطريق إلى الصين إضافة إلى أنها تتمتع بمياه غنية بالأسماك. وقد تعودت السفن الأمريكية أن ترسو في موانئها منذ عام 1820 وفي العام ذاته عين الرئيس مونرو ممثلاً دائماً لأمريكا في هونولولو. ولم تتأخر الإرساليات البروتستانتية بإقامة مراكز دعوة لها في كل مكان من الجزيرة، وعملت هذه الإرساليات بنشاط لدعوة السكان إلى الدين المسيحي مرفقة بحملة دعائية لصالح أمريكا على المدى الطويل. في الفترة ما بين 1820-1840 أكثر من 400 مركب صيد كانت تتردد سنوياً على مرافئ هاواي. وقامت تجارة ثلاثية الأطراف بين المرافئ الأمريكية على المحيط الهادي وهونولولو والصين وكان خشب الصندل لجزيرة هاواي مطلوب جداً، وكذلك منتجات الشرق الأقصى التي تصدرها الإمبراطورية الوسطى. ومنذ عدة سنوات كان المستوطنون الينكي قد اختاروا هذا الركن من العالم وسط الأمواج العالية حيث استولوا على مزارع قصب السكر وكان السوق الوحيد المفتوح أمامهم بالطبع هو سوق الوطن الأم. ومع مرور الزمن حيكت الأواصر الضرورية من أجل ضم الجزيرة مستقبلاً. فالإرساليات أبهرت العقول والمستوطنون أمنوا الإنتاج وتم توقيع معاهدة للتبادل التجاري بين الملك كالاكاوا والرئيس غرانت عام 1875. حسب نصوص هذه المعاهدة تسمح للمنتجات في هاواي أن تدخل بحرية إلى الولايات المتحدة كذلك تم تأمين استعمال مرفأ بيرل هاربر أمام سفن العم سام. مع بداية عام 1890 فقد حرضت القيادة الأمريكية مجموعة من زراع القصب الكبار وعدد من أصحاب الأموال وطائفة من القساوسة لكة يقوموا بإنقلاب على ملكة الجزيرة "ليلى أوكلانى " وبالفعل جرى الإنقلاب على الملكة أثناء وجود السفينة الحربية الأمريكية "بوسطن " وكان بحارتها قد نزلوا إلى الشاطئ لتعزيز الإنقلاب ، وهم الذين أخذوا العلم ورفعوه على القصر الملكى في هنولولو ثم كتب القنصل العام الأمريكي في هاواى إلى واشنطن يقول بالنص (المصدر :محمد حسنين هيكل الأمبراطورية على الطريقة الأمريكية / العدد الخمسون / مارس 2003 ) :
" لقد استوت ثمرة الكمثرى في هاواى وهذه ساعة قطفها " ثم كتب يقول بعد ذلك يقول " إن واجبات الشرف تحتم علينا أن تحتل هذه الجزر ملكاً خالصاً للولايات المتحدة وإذا لم نفعل ذلك فإن الحكومة البريطانية سوف تفعله " . وتم إعلان جمهورية هاواي وتشكيل حكومة لها نالت فوراً اعتراف واشنطن. وفي 7 تموز 1898 وتحت تأثير موجة انتصارهم على إسبانيا قام الأمريكيون بموافقة الحكومة المحلية بإنجاز عملية الإلحاق التي كانت مخططة منذ زمن طويل.
خالد الوليدي
16-08-2004, 04:43 PM
هذه هي امريكا التي تطلق على نفسها زعيمة العالم الحر
تاريخ لا يزيد عمره عن 600عام لكنه ملطخ بدماء ملايين الضحايا
الابرياء ، لكنها تفننت في تزييف وتشويه الحقائق عبر اكبر منظومة
اعلانية في العالم ، لهذا يجب علينا تحصين انفسنا ضد سيل الاكاذيب الامريكية
شكرا اخي متأمل على هذا الموضوع القيم
هجيرالصمت
16-08-2004, 05:18 PM
الاخ متأمل
لا اريد ان اخرج عن صلب الموضوع ولكن لي تساؤل؟
هل الاسلام في اسوأ حالاته وارهابه يساوي شيئا امام ارهاب الغرب وامريكا .....
فلو حصرنا كل من ماتو سواء كانو في سبيل هذا الدين او قتلهم المسلمين من الشعوب الظالمه او حتي من قتلهم المسلمون ظلما وغيرهم ولو اضفنا عليها ماقتله مايسمي بالارهاب من ضحايا المنسوب للمسلمين زورا والمنسوب لهم حقيقه..... لو جمعناهم جميعا
منذ الف واربعمائه سنه منذ بعث الرسول صلي الله عليه وسلم وحتى اليوم
فهل ستكون الحصيلة
21 مليون قتيل كما في الحرب العالمية الاولي
40 مليون كما في الحرب العالمية الثانية
اضافه الي الجرائم الشنيعه في حق الانسانيه التي قامت بها امريكا والتي تفضل الاخوه بطرحها هنا..
وكل هذه الجرائم لاناقة للعرب والمسلمين فيها ولا جمل
فكم كفه من الفئه الاولي ستكون كافية لتعادل الفئة الثانية ان اردنا الانصاف
اشكر الاخوه على طرح الموضوع
تحياتي
هجير الصمت
متأمل
18-08-2004, 05:33 PM
خالد الوليدي:
نعم.. هذه هي أمريكا.. ولكن من ينتزع أجيال ماكدونالد وبيبسي وهاي وباي والحرية والمساواة والديمقراطية والمهلبية من انبهارهم الزائف؟!
هجير الصمت:
كلامك في صلب الموضوع.. هم يرون سيف الصحابي الذين ينشر الغسلام، ورصاصة الفلسطيني الذي يدافع عن أرضه، وحد القصاص من الزاني والشاذ والسارق إرهابا.. بينما يرون الطيار الأمريكيّ الذي أباد الملايين من اليابانيين بإلقاء القنبلة الذرية، وأمثاله ممن يلقون القنايل العنقودية وأم القنابل على أطفال ونساء أفغانستان والعراق أبطالا!!!!!!!!!
ولكن الله أكبر... ولا حقّ يضيع عنده.
تحياتي
متأمل
18-08-2004, 05:37 PM
العدوان الأمريكي على كوريا
الحرب الكورية
لاح تقسيم كوريا، قبل الاتفاق السياسي عليه. وأذكاه التنافس الأمريكي السوفيتي، في ترسيخ النفوذ في المنطقة.في 23 سبتمبر 1945، بعد أسبوعَين من استسلام اليابانيين،
في 10 مايو 1948: أجريت الانتخابات العامة، طبقاً لقرار الأمم المتحدة؛ واقتصرت على كوريا الجنوبية. وأسفرت عن انتصار الحزب اليميني المتطرف، برئاسة سينجمان ري Syngman Rhee، بنسبة 92 بالمائة من أصوات المسجلين، ممن لهم حق التصويت. وكانت الأحزاب المعتدلة، وبعض الأحزاب اليمينية، قد قاطعت الانتخابات؛ كما قاطعتها الأحزاب اليسارية. وبذلك ولدت جمهورية كوريا، التي عرفت باسم كوريا الجنوبية. واتخذت مدينة "سيول Seoul" عاصمة لها. وأعلن السوفيت معارضتهم لإجراء الانتخابات، في كوريا الشمالية، وعدم السماح لمراقبي الأمم المتحدة بالدخول إليها. واقترحوا، بدلاً من ذلك، أن ينسحب جميع القوى الأجنبية من كوريا، في أوائل عام 1948.
أما في الشمال، فقد أعلن الشيوعيون، في 9 سبتمبر 1948، قيام "جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية". ووضعوا لها دستوراً مماثلاً لدستور بلغاريا، بعد إجراء انتخابات، تحت إشراف روسي. وصُدِّق على الدستور، ونُصِّب "كيم إيل سونج" رئيساً للجمهورية. وأعلنت روسيا، على الفور، في 12 أكتوبر 1948، اعترافها بحكومة كوريا الشمالية، حكومة شرعية لكوريا جميعها.
في 11 ديسمبر 1948: أعلنت هيئة الأمم المتحدة اعترافها بحكومة كوريا الجنوبية، حكومة شرعية لكوريا جميعها، متجاهلة حكومة كوريا الشمالية تماماً!
في أول يناير 1949: اعترفت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بحكومة كوريا الجنوبية، إلاّ أنها أبقت فيها من القوات الأمريكية، ما يزيد على 50 ألفاً.
العمليات العسكرية والتدخل الأمريكي
بُنيت إستراتيجية كوريا الشمالية، على تحين الظروف الأكثر ملاءمة؛ لإحراز انتصار عسكري ساحق، وتدمير قوات كوريا الجنوبية، وضم أراضيها، قبل وصول أي نجدة إليها من الخارج.
في 25 يونيه، أثناء سقوط أمطار غزيرة، على طول خط العرض 38ْ، انطلقت أول قذيفة، من جهة الغرب؛ لتبدأ، بعد ساعات، عمليات الاقتحام، التي شهدتها الجبهة الشرقية. تحركت قوات كوريا الشمالية، البالغة 89 ألف جندي، في سبع فِرق مشاة، وفوج مدرع، وفوج مشاة مستقل، وفوج راكبي الدراجات البخارية، ولواء شرطة حدود؛ تدعمها 150 دبابة ت ـ 34 المتوسطة، لتعبر خط العرض 38ْ، في ستة أنساق متراصة؛ بهدف إحداث مفاجأة تكتيكية.
بعد ظهر الأول من يوليه، وصلت آخر الطائرات الأمريكية، حاملة القوات البرية، إلى مطار بوزان،
في 2 يوليه، حدثت مواجهة بحرية، بين قوات كوريا الشمالية والقوات الأمريكية ـ البريطانية. فقد كانت روسيا قد أعدت أربعة زوارق طوربيد ـ ألومنيوم، مدهونة باللون الأزرق، في "وونسان Wonsan"، لدعم قوات كوريا الشمالية، وذلك بمرافقة قافلة من عشر سفن، تحمل الإمدادات، من الطعام والذخيرة، متجهة إلى ميناء "تشومونجيم"، على الساحل الشرقي، عند خط العرض 38ْ مباشرة.
مماأسفرت عن القضاء على القوة البحرية، التي كانت في حوزة كوريا الشمالية؛ وأصبح بحر اليابان شرقاً، والبحر الأصفر غرباً، تحت سيطرة كاملة من قوات الأمريكية البريطانية ؛ وخاصة بعد تأكد عدم وجود غواصات لدى كوريا الشمالية. وكان على الأسطول الأمريكي، يعاونه أسطول الحلفاء، ضرورة خوض معارك حرب الألغام البحرية؛ والمساعدة على عمليات الاقتحام البرمائية؛ وإنزال الجنود لمباشرة العمليات البرية؛ وتنفيذ الحصار البحري؛ وتسهيل انطلاق الطائرات، من فوق أسطح الحاملات، بعد تأكد افتقار كوريا الشمالية إلى بطاريات مدافع ساحلية مؤثرة.
المذابح الأمريكية في كوريا
وما كادت الحرب الباردة تبدأ حتى شرعت القوات العسكرية الأمريكية تقترف جرائم الحرب، الواحدة تلو الأخرى، ولا سيما خلال أول مواجهة بين المعسكرين الشرقي والغربي، التي جرت على أرض كوريا. وكان الجنرالات الأمريكيون يتبجحون بما ارتكبته أيديهم، حتى أن الجنرال Curtis LeMay كان يفتخر بأنه دمر كل مدينة ليس في كوريا الشمالية العدوة لأمريكا فحسب، وإنما كذلك كل مدينة في كوريا الجنوبية حليفة أمريكا . (2) وقد اجتهد الأمريكيون في إقامة المذابح للمدنيين لمجرد الشبهة في التعاطف مع الشيوعيين، وكان أبرز هذه المذابح ما حصل في مجزرتي Nogun-ri و Daejon، والتي قتل فيها الآلاف ظلما بذريعة التمرد داخل أحد السجون (وهي ذاتها الذريعة التي تم ترويجها لقتل المسلمين داخل سجن القلعة الأفغاني). كما تم إلقاء آلاف الأطنان من القنابل التقليدية والكيماوية على المدن والمنشئات الصناعية والسدود في محاولة مجنونة لكسب الحرب عن طريق إيذاء المدنيين، في مخالفة صريحة ومتعمدة لاتفاقات جنيف التي تتدعي أمريكا زورا الالتزام بها.
وتمثل المحطة الكورية فصلا آخر من فصول توحش القوة الأمريكية في العالم، ويكفي فى هذا السياق أن نشير إلى وصف المفكر الأمريكي ناعوم تشومسكى للمجازر التي تمت على أيدي القوات الأمريكية في كوريا والعديد من دول أمريكا الجنوبية، حيث يقول: " … عندما دخلت قواتنا كوريا عام 1945 عزلت حكومة ذات شعبية معادية للفاشية وقاومت الاحتلال الياباني، وأشعلنا حربا ضروسا سقط خلالها مائة ألف قتيل.. وفى إقليم واحد صغير سقط 30000-40000 قتيل في أثناء ثورة الفلاحين،
خسائر الحرب الكورية
1. الخسائر البشرية
كانت خسائر الجانبين فادحة. وقد قدرت خسائر قوات الأمم المتحدة بـ 52 ألف رجل، أغلبهم من قوات كوريا الجنوبية، وخسائر القوات الشيوعية بـ 108 آلاف رجل.
وفي تقدير آخر، صادر من تقارير استخبارات الجيش الثامن الأمريكي، كانت الخسائر البشرية في العسكريين.
2. الخسائر المادية
أ.بلغ إجمالي نفقات الحرب الكورية من الموارد المالية للولايات المتحدة الأمريكية 67 بليون دولار
ب.دمرت كل أنحاء الكوريتين الشمالية والجنوبية.
ج.دمرت في كوريا الجنوبية ممتلكات قيمتها بليون من الدولارات.
د.قتل مليون مدني في كوريا الجنوبية. وتشريد نحو أربعة ملايين كوري جنوبي.
هـ.لا توجد إحصاءات عن خسائر كوريا الشمالية من المدنيين، ولا من الممتلكات، ولكنها فائقة .
الخسائر البشرية في العسكريين
أستراليا
265 قتيل
1387 جريح ومفقود
1652 المجموع
بلجيكا
97 قتيل
355 جريح ومفقود
452 المجموع
كندا
309 قتيل
1235 جريح ومفقود
1544 المجموع
كولومبيا
140 قتيل
517 جريح ومفقود
657 المجموع
إثيوبيا
120 قتيل
536 جريح مفقود
656 المجموع
فرنسا
288 قتيل
836 جريح ومفقود
1124 المجموع
اليونان
169 قتيل
545 جريح ومفقود
714 المجموع
هولندا
111 قتيل
593 جريح ومفقود
704 المجموع
نيوزيلندا
31 قتيل
78 جريح ومفقود
109 المجموع
الفيليبين
92 قتيل
356 جريح ومفقود
448 المجموع
جمهورية كوريا (الجنوبية)
415004 قتيل
428568 جريح ومفقود
843572 المجموع
جنوب أفريقيا (مدنيين وعسكريين)
20 قتيل
16 جريح ومفقود
36 المجموع
تايلاند
114 قتيل
799 جريح ومفقود
913 المجموع
تركيا
717 قتيل
2413 جريح ومفقود
3130 المجموع
الولايات المتحدة الأمريكية
29550 قتيل
106978 جريح ومفقود
136528 المجموع
المملكة المتحدة
670 قتيل
2692 جريح ومفقود
3362 المجموع
الإجمالي
447697 المجموع الكلي للقتلى (لقوات التحالف)
547904 المجموع الكلي للجرحى والمفقودون (لقوات التحالف)
995601 المجموع الكلى للقتلى والجرحى والمفقودون (لقوات التحالف)
قتلى وجرحى الصين 900000
قتلى وجرحى كوريا الشمالية 520000
الإجمالي الخسائر البشرية في العسكريين في حرب كوريا
1420000
هجيرالصمت
18-08-2004, 06:15 PM
ماشالله الشغل على قدم وساق
يعطيك العافية اخ متأمل
تحياتي
هجير الصمت
متأمل
20-08-2004, 01:39 AM
التدخلات العسكرية الأمريكية في الهندوراس
أتاحت حملة كوبا للأمريكيين إنجاز خطتهم التي استخدمت في باقي القارة الأمريكية اللاتينية، ومنذ القرن التاسع عشر كانت الولايات المتحدة موجودة في كل مكان وكانت تتدخل غالباً عن طريق الشركات المالية أو الصناعية مثل شركة الفواكه المتحدة United fruits co. المعروفة حالياً بـ United Brands) التي وضعت تحت يدها قطاع الموز بكامله فشركات الموز وخاصة UF Co. شركة الفواكه المتحدة) أصبحت "دولاً داخل الدولة" وأطراف فاعلة بشكل كامل في اللعبة السياسية عن طريق مساندتها للأحزاب التقليدية. ثم عن الدخول الكثيف لرؤوس الأموال مع وصول الأجانب الذين أشرفوا على جزء مهم من التجارة الخارجية ساهم كل ذلك باستمرار عملية تحديث البلاد مقابل الهيمنة الخارجية النامية. الهندوراس: إن حالة الهندوراس شكلت في هذا الصدد نموذجاً على ذلك. هندوراس التي حصلت على استقلالها منذ عام 1838 رأت أن هذا الاستقلال مهدد من قبل البريطانيين. في نهاية القرن التاسع عشر وتحت تأثير المنافسة بين طبقات الأقلية المحلية الحاكمة وقعت البلاد في قبضة الشركة المتحدة للفاكهة، التي استولت على مزارع الموز الكبيرة مما ساهم بوصول شخصية مخلصة للمصالح الأمريكية إلى السلطة هذا الرجل هو تبروسيوكاريس اندينو. كتب ديستكسهي يقول "لم تساهم سيطرة شركات الموز الكبرى فقط باختفاء المنتجين الوطنيين للموز ولكن الشركات الأمريكية أشرفت على كامل السكك الحديدية ومجمل الموانئ وعلى الأسطول التجاري وعلى أهم مصرف وعلى الهواتف وعلى الكهرباء" كان الخيار بشكل عام سهلاً فإما أن تنحاز الحكومة مع واشنطن مما يتيح لها الاستمرارية المريحة في الغالب أو أن تثور وتحاول جاهدة إصلاح الأخطاء الصارخة وتكون النتيجة هي حدوث انقلاب عليها بشكل أو بآخر. وينجم عن ذلك قيام حركة قمع الثوار مما يؤدي من جهة أخرى إلى نشوء الراديكالية. وتصبح الانتخابات عبارة عن سخرية مهمتها الوحيدة "إعطاء الوهم الديمقراطي وإضفاء الشرعية على الحكومة على المستوى الوطني والدولي وإتاحة الفرصة المثالية للاتصال بين السلطة والمحكومين الذين يصبح لديهم بهذا الشكل فرصة لتلبية مطالبهم ولكنها قبل كل شيء تؤمن مجال تنافسي محدود بين الجماعات التي تدور في فلك السلطة وتبعد الطبقات السياسية الخطيرة". ومصلحة الولايات المتحدة هي أبعد من أن تكون لها اقتصادية فقط لأنها أيضاً استراتيجية. فكونها تستطيع أن تحكم دون شريك مجمل أمريكا الوسطى فإن ذلك بدا لها منذ البداية قضية حيوية لسببين: أولاً بسبب قناة بنما حيث يمر الجزء الأكبر من صادراتها إلى اليابان والبرازيل كذلك يعبر منها أسطول الحرب الأمريكي عندما ينتقل من المحيط الهادي إلى المحيط الأطلسي وبالعكس. وثانياً بسبب منطقة الكاريبي - أمريكا الوسطى حيث يعبر منها 50% من الواردات البترولية و40% من التجارة الخارجية الأمريكية.وبالمقابل شكل هذا الشيء وضعاً كارثياًً لأمريكا الوسطى و"للبحر المتوسط الأمريكي" حول ذلك يعلق دستكسهي فيقول:"فقر وبؤس وتهميش اجتماعي وظلم وتبعية خارجية وقمع
متأمل
21-08-2004, 02:05 AM
التدخلات العسكرية الأمريكية في اليابان
اليابان وأمريكا
كانت الولايات المتحدة قبل الحرب العالمية الثانية قوة نامية لكنها لم تكن تتصدر القوى الموجودة على الساحة انذاك، فالامبراطورية البريطانية لم تكن الشمس قد غابت عن مستعمراتها بعد، وكذلك كانت المانيا بعد الحرب العالمية الاولى ترسخ اقدامها كأمبراطورية اوروبية لها مطامعها التي بلورها بعد ذلك هتلر، وكانت مقاصده ظاهرة من خلال الحرب العالمية الثانية، اما اليابان فكانت كذلك لها هيمنتها في شرق الدنيا كأمبراطورية قديمة.
وكما قضت الحرب العالمية الاولى على اكثر من امبراطورية، مثل الامبراطورية العثمانية والامبراطورية النمساوية، فقد قضت الحرب العالمية الثانية على اكثر من امبراطورية كذلك، منها الامبراطورية اليابانية والبريطانية والمشروع الالماني للهيمنة على العالم، وبرزت كذلك قوتان جديدتان هما الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي الذي انهار مع نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، لتبدأ الولايات المتحدة هيمنتها على العالم كقوة وحيدة لا منافس لها في الوقت الراهن على الاقل.
ومن يرجع الى تاريخ نشوء او انتهاء القوى العظمى يجد الحروب دائما تولد من بعدها قوى وتنتهي اخرى، ولعل الحربين العالميتين اللتين نشبتا خلال القرن الماضي كانتا خير مثال على ذلك، وقد استطاعت الولايات المتحدة التي لم تشارك في الحرب إلا في نهايتها ان تبني امبراطوريتها وقوتها من حيث انتهى الآخرون، فقد تركت القوى التي كانت منافسة لها آنذاك وهي بريطانيا والمانيا والاتحاد السوفييتي واليابان والقوى المتحالفة من كل طرف، تركت كل هذه القوى تبيد بعضها البعض على مدى سنوات الحرب، ولم تعلن الولايات المتحدة حربها ضد المانيا إلا بعد تدمير الاسطول الاميركي في بيرل هاربر حتى بريطانيا الحليفة القريبة للولايات المتحدة رفض الكونغرس آنذاك ان يقدم لها اي مساعدات إلا بثمن باهظ تمثل في الموافقة على استبدال خمسين مدمرة بريطانية بأخرى حديثة، مقابل استئجار قواعد بريطانية في نيوهامبشاير تمتد الى تسعة وتسعين عاما.
وحين حطمت الحرب القوى الكبرى انذاك وانهتها عام 1945 بدأت الولايات المتحدة تجني الثمار في مرحلة جديدة على العالم ولم تدفع الولايات المتحدة طوال الفترة من العام 1945 وحتى الآن ثمناً كبيراً مقابل ما حققته من نفوذ وهيمنة، وكانت تخرج من كل مكان تشعر انها سوف تتورط فيه او تدفع فيه ثمناً كبيراً من القتلى والجرحى، فخرجت من فيتنام ومن لبنان ومن الصومال ومن كل مكان كان يمكن ان يؤدي بها الى ان تدفع فيه ثمناً باهظاً، فيما حققت نجاحات كبرى في حرب الخليج الثانية دون ثمن كبير.
ولعل الورطة الاميركية في
اليابنيون ينضمون لقائمة الشعوب المتوحشة
في أربعينات القرن العشرين دخلت اليابان أطلس الشعوب المتوحشة الامريكي ، ففي رسالة وزعتها القيادة الأمريكيى على المسئولين أكدت فيها " إن جمجمة الياباني متخلفة عن جمجمتنا – الأنكلوساكسون- أكثر من ألفى سنة " بينما قال العسكريون الأمريكان " إن البابانيين ليس فيهم طيارون مؤهلون وقادرون على التصويب في إتجاه الهدف لأن عيونهم مشوهة ومنحرفة" .
ويروى مراسل حربي في أميركر في مقالة له في atlantic monthly " لقد قتلنا الأيرى بدم بارد ، ومحونا المستشفيات من الوجود ، وأغرقنا مراكب الإنقاذ ، وقتلنا المدنيين وعذبناهم ، وأجهزنا على الجرحى وقدناهم إلى حفر جماعية ، وهناك في الهادى سلقنا لحم جماجم أعدائنا (بقصد اليابانيين) لنصنع منها عاديات تذكارية توضع على الطاولات وتهدى إلى الأحباب أو صنعنا من عظامهم سكاكين لفتح الرسائل " .
وقد لاقت هذه الرسائل ترحيباً كبيراً لدى الشعب الأمريكي حتى ان مجلة لايف نشرت في عام 1944 موضوعاً عن الحرب مزيناً بصفحة كاملة لصورة صبية شقراء مبتسمة وهو تقف إلى جانب جمجمة يابانية أرسها إليها خطيبها من الجبهة .
لم تظهر البشاعة الأمريكية خلال الحرب العالمية الأولى، وذلك لقصر المدة التي دخلت فيها أمريكا الحرب ضد ألمانيا وحلفائها والتي لم تتعد العام الواحد. لكن ما أن جاءت الحرب العالمية الثانية حتى اقترفت الجيوش الأمريكية العديد من جرائم الحرب وضد المدنيين العزل بشكل خاص. فقد شارك الأسطول الجوي الأمريكي عبر ما يسمى بالقصف السجادي، في تدمير العديد من المدن المكتظة بالسكان والتي لا تمثل أي قيمة عسكرية تذكر، وما تدمير مدينتي روتردام في هولندا ودرسدن في ألمانيا سوى نموذج للهمجية الأمريكية، والتي لا تعرف مكانا للقيم في منظوماتها العسكرية. وبلغت هذه الهمجية ذروتها حين تم ضرب مدينتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين - اللتين لا قيمة عسكرية لهما - بالقنبلة النووية، والتي خلفت دمارا شاملا لا يمكن وصفه في صفوف المدنيين العزل إضافة إلى المنشئات والبيئة الطبيعية. وهذا مما يخالف كل قوانين الحرب التي تدعي أمريكا بهتانا اتباعها.
أربعينيات القرن الماضي، وتحديدا مع بدء نشوب الحرب الأوروبية عام 1939، حيث تبنت القوة الجوية الملكية والقوة الجوية للجيش الأمريكي أسلوب القصف الاستراتيجي والتدمير الواسع للمدن باستعمال القنابل الحارقة، فأمر الجنرال جورج مارشال - رئيس الأركان الأمريكي آنذاك - مساعديه بتخطيط هجمات حارقة على المدن اليابانية الكثيفة السكان، ومن ثم انطلقت 334 طائرة أمريكية لتدمر ما مساحته 16 ميلا مربعا من طوكيو بواسطة إلقاء القنابل الحارقة، مما أدى إلى مقتل 100 ألف شخص وتشريد مليون نسمة، بينما وصلت درجة حرارة الماء في القنوات إلى درجة الغليان وذابت الهياكل المعدنية وتلاشت الأجساد في ألسنة من اللهب. ولم تكن طوكيو وحدها هي التي تعرضت لتلك الهجمات الأمريكية الوحشية، فقد تكرر هذا السيناريو في 64 مدينة يابانية أخرى.. فضلا عن دك هيروشيما وناجازاكي بقنبلتين ذريتين حصدتا عشرات الآلاف من الأرواح، وأهلكتا الزرع والضرع، رغم أن الحرب كانت قد وضعت أوزارها بالفعل !!
وقاومت الاحتلال الياباني، وأشعلنا حربا ضروسا سقط خلالها مائة ألف قتيل.. وفى إقليم واحد صغير سقط 30000-40000 قتيل في أثناء ثورة الفلاحين،
متأمل
22-08-2004, 07:39 PM
التدخلات العسكرية الأمريكية في غواتيمالا
برزت أيضاً الهيمنة على أمريكا الوسطى بواسطة الشركات المتعددة الجنسيات في أغلب الدول الأخرى. فمنذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى عام 1920 أخذت الشركة المتحدة للفاكهة UF Co. تحيك شباكها في غواتيمالا. ولكن كان علينا الانتظار حوالي نصف قرن لترى الولايات المتحدة مضطرة نفسها في هذا البلد حيث أن حكامه لم يفكروا بالإضرار بمصالحها. إلا أنه في عام 1951 وصل إلى السلطة العقيد أربنز Arbenz وهو من أصل سويسري فأطلق إصلاحاً زراعياً ضرورياً ولكنه أصاب مصالح المتحدة للفواكه ونزع منها أراضي بمساحة 160 ألف هكتار من أصل ممتلكاتها التي بلغت 220 ألف هكتار فقام في 17 حزيران 1954 انقلاب على أربنز بتدبير من الولايات المتحدة وغزت غواتيمالا فرقة عسكرية أتت من السلفادور بعد أن تسلحت وتدربت على أيدي السي.أي.آيه ووضعت حكومة على رأس البلاد فألغت هذه الحكومة كل فكرة للإصلاح وخضعت لرغبات واشنطن. وأمام الاستيلاء والبؤس اعتمدت سياسة القمع منذ عام 1979 ضد أحزاب الوسط واليسار وتعاظم القمع في عام 1982 ونتج عنه أكثر من 50 ألف ضحية. أما الإجراءات الخجولة والمتذبذبة للعدالة الاجتماعية التي اتخذها الرئيس فنيسو سرزو فقد أثارت كراهية منظمات أرباب العمل. فقامت عليه حركة انقلابية فاشلة عام 1988 بعد أن كادت أن تنجح. في الوقت الحالي دخلت غواتيمالا التي يرأسها الفارو أرزو Alvaro Arzu والذي انتخب عام 1996 في مرحلة من المفاوضات مع الثوار، مفاوضات أفشلتها التصرفات الرعناء الفالتة من القصاص لرجال الجيش، والشرطة المسؤولة وحدها عن ربع انتهاكات حقوق الإنسان في هذا البلد. بنما: لا يمكن أن يوجد نموذج صارخ لإطلاق يد الولايات المتحدة في السيادة على أمم أمريكا الوسطى أكثر من سيطرتها على بنما في 18 تشرين الثاني 1821 حيث تم إعلان أرض قناة المستقبل أرضاً حرة مستقلة، ثم ألحقت عمداً بجمهورية كولومبيا.
متأمل
24-08-2004, 12:13 AM
التدخلات العسكرية الأمريكية في بنما
تلا ذلك اكتشاف الذهب في كاليفورنيا مما أعطى هذه الأرض موقعها كممر. ومع مرور السنوات وتنامي أنانية بوغاتا التي بات الآخرون يشعرون بها، أصبحت الوصاية الكولومبية أمراً غير محتمل. أما فكرة حفر قناة في هذا المكان فهي فكرة قديمة. بين أعوام 1868 و1876 أخذ الأمريكيون يفكرون جدياً بذلك، ولم يتردد الرئيس غرانت Grant وتحت اسم المصير الحتمي أن يؤكد بأن هذا الإنجاز المستقبلي يجب أن يكون أمريكياً. وأدت المحاولات الفاشلة الفرنسية بالحفر بين 1875 إلى 1901 إلى اتفاقية هاي -بونسفوتHay - Pauncefote) التي أزالت الحظر الموجود في معاهدة كليتون-بولورClayton-Bulwer) عام 1850 بامتلاك أي جزء كان من القناة. في 22 كانون الثاني 1903 وطبقاً لمعاهدة هاي-هران Hay-Herran) حُملت كولومبيا على التخلّي عن كل الحقوق المتعلقة بالحفر إلى الأمريكيين لمدة مئة عام إلا أن الكونجرس الكولومبي رفض الموافقة على هذا الاتفاق. في 3 تشرين الثاني وفي لحظة وجود بارجات أمريكية في موانئ كولون وبنما طالبت طغمة عسكرية بالانفصال فحاولت السلطات الكولومبية إستعادة ملكيتها إلا أن الجيوش الأمريكية التي كانت على ما يظهر مستعدة لهذا الاحتمال طردت الخصم. وفي 6 تشرين الثاني اعترف البيت الأبيض بدولة بنما. في 18 من نفس الشهر جاءت معاهدة هاي-بينو-فاريللا) لتعمق عبودية الدولة الجديدة حيال الولايات المتحدة. فقد صاغ الموفد البنمي بينو-فاريللا الاتفاق الذي أملاه عليه وزير الخارجية الأمريكي هاي هذه المعاهدة التي وصفتها بنما بحق بالـ"الخزي القضائي" أعطت لواشنطن تنازلاً مؤبداً عن المنطقة المجاورة للقناة تتراوح بين 10 كيلومترات إلى 10 أميال. فكان للأمريكيين الحق أن يمارسوا السلطة الصحية والسلطة البوليسية، يضاف إلى ذلك حق التدخل في أي وقت وقد سمي هذا الحق بحذر "بضمانة الاستقلال"، وتحت تأثير إجراءات التخويف الأمريكي صادقت بنما على نص المعاهدة. استمرت أعمال الحفر من عام 1904 إلى عام 1914 في هذه الأثناء تمسك الأمريكيون بقوة بمنطقة مساحتها 1435 كم2 التي تقسم بحذق جمهورية بنما إلى قسمين، وأصبح حاكم منطقة القناة الذي يسميه البيت الأبيض رئيساً لشركة القناة التي ليس فيها إلا مساهم وحيد ألا وهو وزير الدفاع الأمريكي. في عام 1946 أنشأت الولايات المتحدة في بنما المدرسة الأمريكية المشؤومة ثم نقلت في عام 1984 إلى فورت بنينغ في جورجيا حيث كان يتم التدريب على الحرب وعلى العمليات البوليسية وقد تعلم فيها أكثر من 60 ألف عسكري وشرطي من أمريكا اللاتينية خلال سنوات عديدة فنون القهر والتعذيب والاغتيال وعمليات الكومندوس ومنهم كومندوس الموت ضد أطفال الشوارع. لم يتأخر البناميون في اكتشافهم أنً قسمة أرباح القناة غير العادلة في القناة، فإذا ربحت بنما سنوياً ما يقارب 2 مليون دولار بالمقابل أكثر من 55 مليون دولار تذهب إلى كيس النقود الأمريكي. الرأس المال المستثمر قد استرجع عدة مرات في الوقت الذي أصبحت فيه الأرض "فندقاً فخماً في محيط الفقر". في عام 1936 حمل الرئيس روزفلت على إعطاء أول تنازل بإجراء أول تعديل لمعاهدة التخلي. في عام 1955 أعطت معاهدة أيزنهاور-رمون تنازل آخر اغتيل الأخير بشكل غامض بالكاد قبل بضعة أيام من المصادقة على المعاهدة) واستمرت الاضطرابات والاعتراضات وقطع العلاقات الدبلوماسية وإعادتها طالما غابت المراجعة الحقيقية للاتفاقيات. في عام 1946 وعدت الولايات المتحدة بدراسة الموضوع، ولكن بدلاً من أن تنجز الوعد فضلت أن تضع في السلطة رجلاً تابعاً لها ألا وهو نورييفا الذي عملت صلاته مع السي.أي.آيه التي كان يديرها جورج بوش - كما يشير إلى ذلك فريدريك كمب - إلى دفعه إلى راس الدولة البنمية. وباعتباره رجل دون رادع وقد جمع ثروته عن طريق تجارة المخدرات فقد رهن أنه مساعد ممتاز لواشنطن، ولكنه يوم أراد إبراز عدم الانصياع أصبح شخصاً مزعجاً لأنه يعلم أموراً كثيرة وأخذ يهدد بإفشائها، كان لابد من أن يكون هدفاً لهجوم منظم للزمرة الأمريكية عام 1989. وبحجة الدفاع عن "قضية عادلة" أرسل الرئيس بوش 25 ألف جندي مما أدى - بسبب أخطاء تكتيكية لرئيس أركانها - إلى موت 3 آلاف بنمي معظمهم من المدنيين. فقد تم قصف حيين الأكثر فقراً في العاصمة، فاشتعلت النيران وحفرت القبور الجماعية وارتكبت المخالفات عشرات من المارينز قتلوا سهواً برصاص رفاقهم) ولم يتوقف كل ذلك إلا بوضع الرئيس إندارا Endara الذي عاد مع الجنود الأمريكيين على رأس بنما. في 31 كانون الأول 1999 وحسب بنود معاهدة كارتر - توريوس الموقعة في 7 أيلول 1977 والتي ألغت معاهدة 1903، سوف تعاد القناة إلى دولة بنما. وأمام ارتياحها لعودة هذه المنطقة إلى سيادتها بدأت بنما تشعر بهموم مادية، فرحيل العسكريين الأمريكيين سيفقدها حوالي 180 مليون دولار سنوياً، وبهدف تعويضهم أخذت الحكومة تبحث عن طريقة لجذب الاستثمارات الأجنبية وخاصة الآسيوية. وسبق لتايوان أن ردت إيجاباً على ذلك ومن المتوقع إقامة مجمعات صناعية تؤمن 7 آلاف فرصة عمل. وربما لم ينس الشعب الماضي القريب ويفضل الأمن المادي على الاستقلال، ألم يحصل في عام 1995 وخلال عملية الاستفتاء أن 70% من الشعب أعطى أصواته لصالح تمديد التواجد الأمريكي في البلاد ؟!!
متأمل
26-08-2004, 04:55 AM
التدخلات العسكرية الأمريكية في كوبا
كوبا مع فجر حركة التحرر الشاملة للمستعمرات الإسبانية وُجدت في كوبا طبقتان: المزارعون الذين حققوا ثروات طائلة على حساب صغار الملاك، ثم طبقة البؤساء. ومع مطلع القرن التاسع عشر تضمنت طموحات الولايات المتحدة في القارة كوبا، وهذا ما أكده جفرسون. واتبع جون كوينسي أدمز الذي كان وزيراً للخارجية ثم أصبح رئيساً للولايات المتحدة سياسة ما أسماه استراتيجية "الانتظار الصابر". في عام 1823 قال:"توجد قوانين جاذبية في السياسة كقوانين الجاذبية في الطبيعة، فكما أن التفاحة التي انفصلت عن الشجرة تحت تأثير قوة الريح فهي لا تستطيع أن لا تقع على الأرض حتى لو أرادت ذلك وكوبا التي قطعت الصلة التي تربطها بإسبانيا عليها بالضرورة أن تنجذب نحو اتحاد أمريكا الشمالية". والمخطط الذي طبق غالباً كان بسيطاً فهو يبدأ بإثارة السخط الاجتماعي ثم الانتفاضة وتتبعها بعد ذلك الثورة، وعندما تقوم الثورة تأتي فرصة التدخل تحت حجة ما للاستيلاء على الجزيرة. ترافقت استراتيجية "الانتظار الصابر" خلال السنوات العشر التي سبقت الغزو حالة صامتة للهيمنة على الاقتصاد الكوبي، فقد كانت الاستثمارات الأمريكية في معامل السكر تهدف إلى الحصول المكثف على السكر غير المكرر. وعندما تم هذا كان يكفي أن تنتظر الولايات المتحدة نتائج سياسة فرض الرسوم الجمركية المرتفعة على المنتجات الكوبية مع تلازمها تأثيرات المنافسة الأوروبية المريعة، ولم تتأخر أسعار السكر الكوبي عن الانهيار وكان باستطاعة الشركات الأمريكية الحصول مقابل حفنة من الخبز على المزارع بشكل غير محدود واستطاعت أيضاً أن تحتكر الشبكة المنتجة. فيما بعد واجه السيجار ثم القهوة المصير ذاته مما أدى تحت تأثير الانتكاسات الاجتماعية إلى إثارة الأزمة المنتظرة. بعد انتفاضة أولى بين أعوام 1868 و 1878 انتقلت البلاد إلى حرب التحرر. ومن 24 شباط 1895 إلى شهر تشرين الأول 1898 أودت المعارك بين الثوار الكوبيين وبين الجيش الإسباني بحياة الآلاف. فرأت الولايات المتحدة بذلك الفرصة التي تنتظرها. وعينت إسبانيا على رأس جيشها قائداً دون رحمة ولا رأفة وصعب المراس يدعى الجنرال وَيْلرِ Weler فقامت صحافة الولايات المتحدة بحملة ضده وراحت تدين وحشية أساليبه بعبارات حماسية. وبحجة واجبهم بحماية مصالح الصناعيين الأمريكيين والمستثمرين وكذلك حماية حياة مواطنيهم أرسل الأمريكيون في 25 كانون الثاني 1898 السفينة الحربية مان Maine) إلى مرفأ هافانا. في 15 شباط انفجرت الباخرة فوجدت الحجة بل الذريعة للتدخل وتحت تأثير اللوبي الإمبريالي المتعاظم والذي كان من أعضائه الرئيس المقبل تيودور روزفلت والدعاية التي قامت بها الصحافة أرسل الرئيس مكنلي جيشاً
"للتحرير" إلى الجزيرة، واستولى في طريقه على الفليبين(3)
yazeed6
26-08-2004, 08:05 AM
اهدي هذا الموضوع وبدون تحية الى كل عميل منافق همه ان تنسلخ الامة من ثوابتها لتلبس الثوب الامريكي القذر ....
تحية لمتأمل ولا شلت يمينك :)
هجيرالصمت
26-08-2004, 12:08 PM
رد مقتبس من yazeed6
اهدي هذا الموضوع وبدون تحية الى كل عميل منافق همه ان تنسلخ الامة من ثوابتها لتلبس الثوب الامريكي القذر ....
تحية لمتأمل ولا شلت يمينك :)
صدقت اخي يزيد وفعلا يستحق هذا الموضوع بجداره ان يكون من ضمن مواضيع المنتدي المميزه
تحياتي
هجير الصمت
متأمل
29-08-2004, 08:14 PM
حرب فيتنام نموذج الدموية الأمريكية
وجاءت حرب فيتنام لتكشف أكثر من أي وقت مضى قبح الطوية الأمريكية، فقد عرفت هذه الحرب حضورا قويا لوسائل الإعلام وخاصة الأمريكية منها. ورغم أن الحضور الإعلامي بقي مدجنا لوقت طويل، حيث كان يسير وفق مزاج القادة العسكريين، إلا أن هول الفضائع التي قام بها الجنود الأمريكيون، وكثرتها وتكرارها المتعمد جعل الكيل يطفح، فبدأت الأنباء تتسرب إلى العالم الخارجي بأن حرب فيتنام هي حرب إبادة ضد الشعب الفيتنامي الأعزل الذي كان يموت دون حتى أن يدري لماذا. وظلت القوات الأمريكية فيما بين 1965 و 1975 ترمي ملايين الأطنان من القنابل الكيماوية المسماة Agent Orange والتي لم تكتف بقتل مئات الآلاف من البشر بل وتسببت في قتل كل أشكال الطبيعة في العديد من المناطق الفيتنامية. ولجأ الطيران الأمريكي مرارا وتكرار إلى القصف السجادي الذي يعتبر ممنوعا في قوانين الحرب، لدرجة أن القصف الأمريكي ضد مدينتي هانوي وهايفونغ سنة 1972 يعتبر حالة دراسية لنموذج القصف السجادي الممنوع دوليا. كما أن مجزرة ماي لاي التي حصلت في 24 نوفمبر سنة 1969 والتي اعترفت بها القيادة الأميركية واعتقلت مرتكبها الملازم "كالي" على مضض ليتم إطلاق سراحه فيما بعد، أكدت للعالم أجمع ماهية "الحرب العادلة" الأمريكية وحقيقتها الشيطانية.
الفيتناميون نمل أبيض
وبعد أقل من عقدين مضيا على نشر صورة الحسناء الأمريكية والجمجمة اليابابنية التي أرسلها لها خطيبها الأمريكي من على الجبهة في مجلة ريف ، وصف الجنرال "وستمورلند" الشعب الفينتامي بالنمل الأبيض ، والنملة البيضاء أخطر حشرة يخشى الأمريكي أذاها ، وكان " هيوه مانكه " رئيس قسم المتطوعين الدولية في شهادة له أمام الكونجرس 1971 قد أكد على عزم القوات الأمريكية على إبادة فيتنامى الجبل فقال " إننا سنحل مشكلنهم كما فعلنا مع الهنود " بينما قال " ماكسويل تايلور " وهو يصف الفييتكونغ في شهادة له أمام الكونجرس " إن الفيتناميين ليسوا بأفضل من قمل يغزو جلد الكلب " .
وكانت قناة history التليفزيونية الأمريكية قد عرضت في 3 نموز 1996 شكلاً حيثاً من مشاهد السلخ في فيلم وثائقي بعنوان " قيام العنقاء " نرى فيه الجنود الأمريكانفي فيتنام وهم يقطعون رؤس الفييتكونغ ويعرضونها في مهمة أشرفت عليها وكالة الإستخبارات المركزية في أواخر عام 1967 وأطلقت عليها إسم " العنقاء " "operation phoenix" ، وقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية ان عدد ضحايا عملية العنقاء وحدها وصل إلى 26369 قتيل ، و33358 معتقل ، بينما يؤكد روي بروسترمن " أستاذ القانون في جامعة واشنطن أن عملية العنقاء شملت " فيتنام – والفلبين – والسلفادور " وبلغ عدد ضحايا فيتنام وحدها في الفترة بين 1968 ، 1971 ، ما يزيد عن 40 ألف قتيل وأكثر الضحايا كانوا من المدنيين والمعتقليين جزاء التعذيب .
ويروى "بارتون " أحد ضباط عملية العنقاء فس شهادته أمام الكونجرس عام 1973 " كنت أنظر في قضية مشتيه يقول أحد عملائي أنه متعاطف مع الفييتكونغ وكان التحقيق يجرى في مجمع بالتجسس المضاد لفرق المارينز وحين دخلت لمتابعة ما يجري كان الرجل قد فارق الحياة بعد ان دكوا في فتحة أذنه سيخاً حديدياً طوله 6 بوصات إخترق دماغه وقتله .. لقد طانت حرب إبادة منظمة " .
وتصف مجلة country spy في عددها ربيع/ صيف 1975 عملية العنقاء بأنها أكبر برنامج للقتل الجماعى المنظم يشهده العالم منذ معسكرات الموت النازية فتقول " في 16 آذار ، مارس 1968 دخلت مجموعة من الكتيبة 11 إلى قرية ( ماى لاى) فقتلت 347 عجوزاً وامرأة وطفلاً رضيعاً ، ثم أن المشاة أحرقوا البيوت والأكواخ بمن فيهم البشر وهنأ الجنرال "وستمولند" هذه المجموعة لعملها " الممتاز" ، وفي يوم المجزرة نفسه هاجمت مجموعة أخرى من الكتيبة قرية (ماى خه4 ) وفتحت نيرانها على طريقة الكابوى وفي هذه المجزرة تولت مجموعة من صغيرة من الجنود تكويم الجثث " .
وفي اليوم التالي زحفت هذه المجموعة عبر شيه جزيرة "باتنغن" جنوب بحر الصين وراحت تحرق كل قرية تعبرها وتقتل كل ما يدب فيه الروح من الجواميس والخنازير والبط والدجاج والبشر وتدمر المحاصيل ، وقال أحد جنود هذه المجزرة " ما فعلناه هنا ليس أستثناء ، لقد فعلناه في كل مكان " وقال اخر " لقد كنا نتسلى "
وعن مذبحة ( ماى لاى ) يروي سيمور هيرش الكاتب الأمريكي ( والكلام عن المذبحة مقتبس من كتابيه(my lai4 – cover up ) يروى أن الطيار هيو تومسون كان يحلق بطائرته الهليوكويتر الصغيرة صباح 16 آذار ، مارس 1968 فوق منطقة ماى لاى ، وما إن إقترب من قرية سونغ ماى حتى رأي الأرض مزروعة بالقتلى والجرحى من دون إشارة تدل على وجود على وجود قوة معادية ، (في المنطقة التي تقع داخل فيتنام الجنوبية الحليفة التي تستضيف الجيش الأمريكي والضحايا كلهم من مواطنيها ) ، وطن الطيار أن أفضل ما يستطيع فعله هو تحديد المكان بالدخان حتى يسرع الجنود على الأرض للنجدة والمساعدة ، وكان أول ما فعل أن حدد مكان فتاه مصابة بطلقات في بطنها ومبطوحة على حافة السياج فيما كان نصفها السفلى فوق حقل الأرز . ولدهشته فإن الجنود أسرعوا إلى الفتاة ليجزوا عليها لا ليسعفوها ، فقد أفرغوا في رأسها عدة طلقات " .
ويقول أحد مساعدى تومسون " إن الجثث كانت كالنمل ، كأن هناك من سمم مياه الشرب وكأن كل من في القرية شرب من هذه المياه المسمومة وسقط صريعاً ، لقد إستغر دفت القتلى أكثر من خمسة أيام "
وكان جوزيف ستريك قد أجرى لقاءات مطولة مع جنود هذه المذابح لتوثق لعام 1971 ، فقال " فردانو سمبسون : " كانوا يمثلون بالجثث وبكل شئ ، كانوا يشنقونها أو يسلخونها ، وكانوا يستمتعون بذلك ، يستمتعون بكل معنى الكلمة ـ وكانوا يتلذذون بقطع جناجرهم " .
وكانت "النيويورك تايمز" في أواخر نيسان 2001 قد كشفت عن مجزرة لم يكن أحد يذكرها لولا أن بطلها أصبح عضواً في مجلس الشيوخ ، وقد أرتكبها السيناتور " بوب كيري " في شباط فبراير 1969 ، عندما كان ضابطاً بحرياً متطوعاً في حرب فيتنام ونال جزاء بطولتها وسام النجم البرونزى ، ويروى " غيرهارد كلان " أحد اللذين شاركوا في هذه المجزرة كيف كان أن السناتور بوب كيرى الذى كان بعده الحزب الديمقراطى لخوض أتخابات الرئاسة المقبلة قادهم في تللك الليلة إلى قرية ثونه فونغ حيث جمعوا 13 امرأة وطفلاً وأطلقوا عليهم النار بدم بارد ، وكيف أنهم بعد سقوط القتلى سمعوا طفلاً يبكى بين الضحايا فعاجلوه بالرصاص الكثيف . وقال إنهم بينما كانوا في طريقهم إلى مكان المجزرة مروراً بكوخ فيه عجوزان وثلاثة أطفال فطعنوهم جميعاً بالسكاكين ثم قطعوا حناجرهم " .
في فيتنام مثلا يؤكد الراهب البوذي الفيتنامي ثيتش ثين هاو أن " حرب فيتنام تسببت بحلول منتصف عام 1963 في مقتل 160 ألف شخص، وتعذيب وتشويه 700 ألف شخص، واغتصاب 31 ألف امرأة، كما نزعت أحشاء 3000 شخص وهم أحياء، وأحرق 4000 حتى الموت، ودمر ألف معبد، وهوجمت 46 قرية بالمواد الكيماوية السامة ".
كما أدى القصف الأمريكي لهانوي وهايفونغ عام 1972 إلى إصابة أكثر من 30 ألف طفل بالصمم الدائم.. وبينما عانى الأمريكيون بعد الحرب من فقد 2497 جنديا ( بحسب أحد التقديرات )، كانت العائلات الفيتنامية تكافح للتكيف مع فقد 300 ألف فيتنامي، فضلا عن أن عدد القتلى في فيتنام بلغ 4 ملايين شخص، إلى جانب عدة ملايين آخرين من المعوقين والمصابين بالعمى والصدمات والتشوه، مما حول فيتنام إلى ساحة كبرى للقبور ومبتوري الأعضاء والأرض المسممة واليتامى والأطفال المشوهين.
ويصف المفكر الأمريكي ناعوم تشومسكى كما لم يثر انقلاب فاشي في كولومبيا إلا قليلا من احتجاج حكومة الولايات المتحدة، بينما لم تهتم بانقلاب عسكري في فنزويلا ولا بعودة السلطة للمعجب بالفاشية في بنما، ولكن نيران المرارة والعداوة التهبت في حكومتنا عندما صعدت للسلطة أول حكومة ديموقراطية في تاريخ جواتيمالا ".
ولم يخل السجل الأمريكي الحافل من التدخل في شئون الدول قاطبة، حيث عمدت السياسة الأمريكية - كما يقول تشومسكي - إلى " إعاقة الحكومات البرلمانية، بل وأسقطتها في إيران عام 1953 وفي جواتيمالا عام 1954 وفي شيلى عام 1972، ولم تكن الأساليب طبيعية جدا، فلم يكن عمل القوات التي حركناها في نيكاراجوا أو عمل وكلائنا الإرهابيين في السلفادور أو جواتيمالا هو القتل العادي، ولكن كان بصفة رئيسية القسوة والتعذيب السادي: تعليق النساء من أقدامهن بعد قطع أثدائهن وفض بكارتهن، وقطع رؤوس الناس وتعليقها على خوازيق، ورطم الأطفال بالحوائط…"
وبين عامي 1952 و 973 1 ذبحت الولايات المتحدة زهاء عشرة ملايين صيني وكوري وفيتنامي ولاووسي وكمبودي،
ويمتد السجل الأسود ليشمل التواطؤ الأمريكي الواضح في المجازر الإندونيسية والحروب ضد الفقراء في أمريكا الوسطى (نيكاراغوا والسلفادور وغواتيمالا وهندوراس )، والذي أسفر عن مقتل مئات الآلاف بواسطة الأسلحة الأمريكية وتسهيل وتوفير التدريب وتقديم المشورة الأمريكية في الاضطرابات المدنية، وهو نفس السيناريو الذي كررته السياسة الأمريكية الرعناء في أفريقيا حين سعت إلى تأجيج واستمرار الصراع الدامي في أنجولا وموزمبيق وناميبيا وغيرها من دول القارة السمراء.
كما امتدت التدخلات غير المشروعة للقوات الأمريكية إلى مساندة ودعم أعمال القمع التي ارتكبها الطغاة الذين دعمتهم أمريكا عبر العقود المختلفة ( سوموزا وبينوشيت وماركوس وموبوتو وباتيستا ودييم وكي وري ودوفاليه وسوهارتو وسافيمبي وغيرهم )، ويكفى في هذا السياق أن نشير إلى مثال واحد - من بين أمثلة عديدة - حيث قام الجنود الذين دربتهم الولايات المتحدة عام 1981 بذبح نحو 1000 فلاح أعزل و139 طفلا في جواتيمالا، كما قتل الجيش الأمريكي المدرب في جواتيمالا أكثر من 150 ألف فلاح خلال الفترة من عام 1966 إلى 1986.
ايــران وبعد أفول نجم الشيوعية وصعود حركات الإسلام السياسي لتحتل مقدمة المسرح السياسي ولتشكل أكبر تهديد للمصالح الأمريكية، تبنت إيران - في أعقاب قيام الثورة الإسلامية عام 1979 - سياسة مناوئة للولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن كانت تمثل في عهد الشاه حصناً لأمريكا في منطقة الشرق الأوسط، نظرا لاحتلالها موقعاً مركزياً وسط هلال النفط يتيح لها الوقوف في وجه المطامع التاريخية للاتحاد السوفييتي في الوصول إلى المياه الدافئة، وبالتالي فقد حرصت أمريكا خلال فترة حكم الشاه محمد رضا بهلوى على دعم حكمه وإمداده بالأسلحة الحديثة، إلى أن قامت الثورة الإسلامية فغيرت الموازين وأطاحت بالشاه خارج البلاد وأعلنت نهاية الزواج الكاثوليكي بين واشنطن وطهران.
وقد مثلت محاولة إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين الذين جرى احتجازهم في السفارة الأمريكية بطهران - ردا على الاستفزازات الأمريكية المتوالية - أول فصول المواجهة بين إيران وأمريكا، إذ توجهت ثماني طائرات هليكوبتر تابعة للبحرية الأمريكية وست طائرات نقل هيركيوليز مع قوة كوماندوز أمريكية وعدد من رجال المظلات التابعين للجيش الأمريكي إلى صحراء " طبس " الإيرانية، على أمل أن يقوم بعض عملاء الولايات المتحدة بإيران بتجهيز عدد من السيارات لنقل الكوماندوز من طائرات الهليكوبتر إلى السفارة الأمريكية، حتى يقوموا بمداهمة الحراس وتحرير الرهائن، إلا أن الخطة الأمريكية باءت بالفشل الذريع، وأطل الرئيس الأمريكي جيمي كارتر بوجه شاحب ليعلن أن المهمة قد فشلت.
ولم يتوقف السقوط الأمريكي في إيران عند حد الفشل في تحرير الرهائن، وإنما امتد ليشمل فاجعة أخرى، فبينما كانت إحدى الطائرات تناور ليتم تزويدها بالوقود تأهبا لرحلة العودة، اصطدمت مراوحها بجسم طائرة نقل أمريكية أخرى من طراز سي130، وشبت النيران في كلتا الطائرتين وانفجرت الذخيرة فيهما، ليلقى ثمانية جنود مصرعهم على الفور، بينما أصيب أربعة آخرون بحروق جسيمة.
ومن إيران إلى لبنان تتكرر المواجهات تحت عنوان " لا صوت يعلو فوق صوت المصالح الأمريكية والإسرائيلية "، فقد قامت أمريكا بغزو لبنان عام 82 بهدف سحق المقاومة الفلسطينية واللبنانية المتصاعدة آنذاك، وتم نشر قوات المارينز حول مطار بيروت.
ويسرد الجنرال الأمريكي كولن باول وزير الخارجية الأمريكي الحالي - والذي كان آنذاك يشغل منصب مساعد نائب وزير الدفاع الأمريكي - كيف أن " المدمرة الأمريكية نيوجرسي قامت بتوجيه مدافعها من عيار 16 بوصة إلى "القوات الشيعية" فسقط عدد من الضحايا لم يعرف عددهم!! "، إلا أن قوات المقاومة لم تلبث أن وجهت ردا موجعا إلى قوات المشاة الأمريكية، مما أدى إلى سقوط مئات الأمريكيين ما بين قتيل وجريح، وهو المشهد الذي وصفه باول بقوله " لم تغادر خيالي قط جثث جنود المارينز المبعثرة في مطار بيروت".
وفي عام 1983 منيت الغطرسة الأمريكية بفضيحة أخرى حين غزا الجيش الأمريكي بمساعدة القوات الخاصة جزيرة " جرينادا " لمعاقبة نظامها على اقترابه من نظام كوبا الشيوعي، إذ لقيت فرقة الكوماندوز الأولى التي تم إنزالها في البحر حتفها غرقا، في حين حاصر الجيش النظامي القوات الخاصة داخل مقر إقامة الحاكم، في الوقت الذي شنت فيه فرقة من المظليين الأمريكيين غارة جوية شعواء، لكنها أخطأت هدفها فقتلت 18 مريضا كانوا داخل مستشفى للطب النفسي.
ومن مستنقع إلى آخر، انتقلت ساحة المواجهة الأمريكية هذه المرة إلى ليبيا، بعد أن رفع القذافى راية التحدى للهيمنة الأمريكية في المنطقة لسنوات طويلة، ومن ثم لم يكن غريبا أن تقرر الولايات المتحدة بدءا من عام 1980 التخلص نهائيا من القذافى.. ففي صيف 1980وضعت أمريكا خطة لضرب طائرة القذافي في رحلته لأوروبا الشرقية، إلا أن الطائرات الأمريكية أسقطت طائرة إيطالية فوق مياه أوستيكا متوهمة أنها طائرة القذافي. وفي 19 أغسطس 1981 قامت ثماني طائرات أمريكية باعتراض طائرتين من طائرات السلاح الجوي الليبي كانتا تقومان باستطلاع في المياه الليبية وأسقطتهما.
ولم تلبث مجلة نيوزويك أن نشرت آنذاك مقالا بعنوان (الحرب غير المعلنة) كشفت فيه أن " المعركة الجوية فوق المتوسط لن توقف الحرب غير المعلنة، وأن أمريكا مقتنعة بأن القذافي يشكل تهديدا للأنظمة المؤيدة للغرب بالمنطقة، ولهذا السبب تحاول إدارة ريجان القبض عليه !! ". وفى 16 فبراير 1983 اصطدمت طائرة ليبية بطائرات أمريكية في المجال الجوي الليبي قرب مدينة بنغازي، وذلك بعدما اخترقت الطائرات الأمريكية المجال الجوي الليبي قرب بنغازي بـ 80 كم. و في 24 مارس 1986 قامت أمريكا بعدوان بحري جوي على خليج سرت شاركت فيه ثلاث حاملات للطائرات، ثم في اليوم التالي مباشرة أسقطت الطائرات الأمريكية قنابلها على زورق دورية قبالة خليج سرت كان يقوم بمهمة روتينية. بيد أن العنجهة الأمريكية بلغت مداها فى10 أبريل 1986 بالغارة على مدينتي طرابلس وبنغازي وبيت القذافي في محاولة لإسقاط النظام، وهو ما كشفته جريدة الديلي ميل البريطانية عقب الغارة مباشرة، حين نقلت عن مصادر أمريكية أن الرئيس الأمريكي السابق ريجان دبر عملية سرية ترمي إلى الإطاحة بالنظام في ليبيا عن طريق الاتصال بعدد من الضباط الليبيين الموجودين في الخارج ممن جندتهم المخابرات الأمريكية.. كما أكد طيارون أمريكيون اشتركوا في الغارة أن الهدف الأول لتلك الغارة كان اغتيال القذافي.
وفي عام 1990 ارتكبت القوات الخاصة الأمريكية مجزرة بشعة في بنما راح ضحيتها ما بين 500 و 1000 قتيل لكي تتمكن من القبض على شخص واحد بتهمة " الاتجار في المخدرات " و هو الرئيس نورييجا نفسه، بينما فقدت 23 من مقاتليها.!!
وفي هذا الإطار تمثل عمليات الإبادة الجماعية التي تنظمها واشنطن ضد العراق منذ عشرة سنوات كاملة جزءا أصيلا من السياسات الأمريكية الممتدة على مدار القرن، وحسبنا هنا أن ننقل ما أوردته جريدة التايمز البريطانية على لسان صحفي بريطانى في وصف ما حدث: " كانت الحرب نووية بكل معنى الكلمة، وجرى تزويد جنود البحرية والأسطول الأمريكي بأسلحة نووية تكتيكية، والأسلحة المطورة أحدثت دمارا يشبه الدمار النووي، حيث استخدمت أمريكا متفجرات وقود الهواء المسماة Blu-82، وهو سلاح زنته 15000 رطل وقادر على إحداث انفجارات ذات دمار نووى حارق لكل شيء في مساحة تبلغ مئات الياردات ".
كما استخدمت قنابل اليورانيوم المستنفد لأول مرة للتخلص من نفايات المفاعلات والمحطات النووية، حيث أطلقت الدبابات الأمريكية ستة آلاف قذيفة يورانيوم، بينما أطلقت الطائرات عشرات الآلاف من هذه القنابل، لدرجة أن تقريرا سريا لهيئة الطاقة الذرية البريطانية قدر ما خلفته قوات التحالف على أرض العراق بما لا يقل عن أربعين طنا من اليورانيوم المنضب.
كما أكدت مصادر غربية أن هناك 800 طن من غبار وذرات اليورانيوم المنضب سوف تستمر في الهبوب على شبه الجزيرة العربية لمدى طويل جدا، حيث تم تلويث الهواء والتربة والأنهار بكميات مفزعة من الإشعاع المسبب للسرطان، مما دفع مكتب السكان الأمريكي نفسه لوصف العواقب الوخيمة لذلك على العراقيين بأنه تسبب في انخفاض عمر الرجال العراقيين بمعدل 20 سنة وانخفاض عمر العراقيات بمعدل 11 سنة، فضلا عن نصف مليون حالة وفاة بالقتل الإشعاعي في العاجل والآجل.
وبحلول عام 1993 كانت القوات الأمريكية على موعد آخر مع الفشل الذريع في الصومال، حين حاولت قوات " رانجرز " و " دلتا فورس" القبض على محمد فارح عيديد زعيم أكبر الفصائل الصومالية. و رغم تحديد مكان تواجد عديد إلا أن قوات الكوماندوز فشلت في القبض عليه أو قتله، مما أشعل جذوة الغضب في نفوس الصوماليين، فخاضوا حرباً ضارية ضد الأمريكان نجحوا خلالها في تكبيدهم 18 قتيلا و 80 جريحا خلال معارك استمرت 13 ساعة، ليخرج الأمريكيون بعدها يجرون أذيال الخيبة من الصومال.
ولم تسلم السودان من التحرشات الأمريكية، حيث أغارت الطائرات الأمريكية على مصنع للأدوية بالسودان عام 1998، بدعوى أن بن لادن يمتلكه وأنه يستخدم فى تصنيع أسلحة كيماوية، وهي الضربة التى حولت المصنع إلى كومة من التراب وخلفت وراءها بركانا من الغضب والكراهية في نفس كل شعوب العالم الثالث تجاه أمريكا.
وأخيرا.. فإن قصة وزيرة خارجية أمريكا أولبرايت مع الرئيس الأندونيسى السابق سوهارتو لم تسقط من الذاكرة بعد، فعندما تصاعدت حدة الاحتجاجات الجماهيرية للإطاحة بسوهارتو وخشيت واشنطن أن تصل إلى السلطة قوى معادية لمصالحها، عقدت أولبرايت وزيرة خارجية أمريكا آنذاك اجتماعا عاجلا مع الرئيس الأندونيسى السابق - الذى طالما سكتت واشنطن على جرائمه ضد شعبه من أجل مصالحها البترولية فى تيمور الشرقية - لتبلغه رسالة قصيرة مفادها: " هذا هو اليوم الأخير لك رئيسا لإندونيسيا..غداً تترك هذا القصر ".. وقد كان.
متأمل
31-08-2004, 02:32 AM
التدخلات العسكرية الأمريكية في وبورتوريكو وجزيرة غوام
بعد عدة أسابيع من إحتلال الفلبين تذكر ضتبط الأسطول الأمريكي أنهم في لهفتهم على عملية غزو الفلبين نسوا جزيرة جوام فقصدتها المدمرة الأمريكية "شارلستون " وتوجهت المدافع إلى الجزيرة وتقدم الجنود إليها وطالبوا الأسبان بالإستسلام وبحاكم المدينة أن يوقع عقد تسليم وتسلم مع الأمريكيان ( محمد حسنين هيكل المصدر السابق) .
وحدثت سلسلة من ضربات القوة الأمريكية وأدت دون معارضة ذات قيمة من الأمم الأوروبية إلى توقيع معاهدة باريس عام 1898(4) . ما كادت فرق الجيش الأمريكي أن تحط في الجزيرة من أجل "حماية المصالح الأمريكية" حتى تم مصادرة مكاسب الثورة الكوبية. في 20 نيسان 1898 صدر قرار أمريكي فرمان) يقضي بأنه للكوبيين الحق بتقرير المصير، إلا أن الحكومة الأمريكية ستُبقي سيطرتها على الجزيرة طالما لم تنته بعد "عملية السلام(5) " في الجزيرة. أما مدة هذه العملية وطبيعتها فهما خاضعتان للتقدير التعسّفي لجيش الاحتلال، ولذا وضعت كوبا تحت قيادة الجنرال وود Wood كما انه لم يتم الاعتراف بالحكومة التي نتجت عن الثورة، وتم رفع العلم الذي يحمل النجوم على الساريات الرسمية. وعندما أعلنت أخيراً الجمهورية في عام 1901 كانت قد اتخذت جميع الاحتياطات، فقد تبنى الكونجرس في الثاني من آذار عام 1901 قراراً بتعديل أعده السيناتور هيتشكوك بلات يقضي بإعطاء حق التدخل للحكومة الأمريكية في أي وقت تتعرض فيه مصالح وحياة المواطنين الأمريكيين وكذلك استقلال كوبا للخطر. عند دراسة طبيعة العلاقات التي فرضتها الولايات المتحدة على كوبا منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى قيام ثورة فيدل كاسترو نستطيع أن نفهم بشكل أفضل كيف سارت ديناميكية الهيمنة الأمريكية التي تقوم على دفع الحدود القومية المرنة بشكل دائم إلى الأمام بهدف التوسع. لقد كانت التدخلات العسكرية أحد الوسائل المستخدمة لهذا الغرض ولكن كان هناك وسائل أخرى ذات فعالية أيضاً وأقل ظهوراً. الهيمنة على الاقتصاد هو المثال على ذلك: استطاعت الولايات المتحدة بواسطة المجموعات الاقتصادية والمالية القوية وعن طريق المعاهدات التي أعطت الحصة الكبرى للرأس المال الأمريكي الشمالي الحصول على السيطرة الكاملة على الدائرة الاقتصادية القومية والإقليمية. في هذا الإطار يؤكد جان لامور بأن معاهدة التعامل بالمثل في 17 كانون الأول 1903 تنص على"أن عدداً من الأصناف الكوبية المسجلة على قائمة خاصة) تستفيد من التخفيض عن السعر العادي بنسبة 20%، في حين تستطيع المنتجات الأمريكية المسجلة على القائمة) أن تدخل كوبا بتعرفة مفضلة تقل بنسبة 25-40% من التعرفة العادية". فشيدت الولايات المتحدة على هذه الأسس التي هي لصالحها نظاماً من السيطرة والاحتكار كان محركه نمو الاستثمارات التي انتشرت في كل القطاعات الاقتصادية الكوبية. فمنذ عام 1899 قامت شركة السكر الكوبية - الأمريكية التي أصبحت بعد أحد عشر عاماً شركة عظمى حقيقية وأصدرت اثني عشر مليون سهم وفي عام 1902. اشترت شركة التبغ الأمريكية عدة أصناف ومصانع للتبغ، أما في قطاع المناجم فقد اشترت شركة بيت لحم للأعمال في بنسلفانيا عدة مناجم عام 1889. وعملت الميزة التوسعية لزراعة قصب السكر على إقامة علاقة وطيدة بين استثمارات السكر المباشرة وتوظيف الأموال بهدف تطوير السكك الحديدية من أجل خدمة صناعة السكر. فتم تأسيس الشركة الكوبية المركزية للسكك الحديدية المحدودة عام 1899 والشركة الكوبية الشرقية للسكك الحديدية عام 1908. أما البنوك فقد حققت تدخلاً ومشاركة أكثر حذراً. لذا انتظرت المجموعة الأمريكية الشمالية حتى عام 1920 كي تنشط تحت اسم مصرف كوبا الوطني Banco national، أما مصرف الشركة الجديدة Nova Scotia فقد نشط في عام 1906 ولكن التوسع الحاسم لم يتم فعلاً قبل عام 1915 واستمر حتى سنوات الجمود الاقتصادي بين الأعوام 1920-1930. استغلال ظاهرة مسبقة: في هذه السنة 1898 تمت السيطرة على كوبا عن طريق المجموعات الكبرى الشركات الكبرى والتكتلات) أمام لامبالاة المجتمع الدولي وتبع ذلك ضم هاواي التي شكلت للأمريكيين نجاحاً أساسياً خارج دائرتهم الأولى وهذا ما شجع على المعاودة. ولم تتأخر الولايات المتحدة عن ذلك فدفعت بورتوريكو الثمن في نفس العام ثم الفليبين في عام 1899. وقد شهدت السنوات التالية اتساع الإمبراطورية الأمريكية بالقضم المنظم. بورتوريكو: في غمرة السيطرة على كوبا التي فوجئت بها هذه الجزيرة الأخرى من جزر الكاريبي التي حصلت مؤخراً 1897) من إسبانيا على حق إنشاء مجلسين للشعب تحت إشراف حاكم عام فقامت الولايات المتحدة بغزوها. حصل هذا الغزو أيضاً بموافقة معاهدة باريس. نصبت الولايات المتحدة في الجزيرة حكومة عسكرية ثم عزلتها مرسوم فوراكر) ووضعت مكانها في أيار 1900 حكومة مدنية تحت سيطرة الرئيس الأمريكي. في 15 تموز 1909 أوجد مرسوم أولمستد) إدارة تنفيذية مكلفة بتسيير شؤون الجزيرة. بعد ثماني سنوات نص مرسوم جونيس) على أن بورتوريكو هي من الآن فصاعداً أرض "منظمة وليست مضمومة"، إلا أن سكانها هم من مواطني الولايات المتحدة مرتبطون بالحاكم وبالسلطات التنفيذية التي كانت تحت تصرف الرئيس في البيت الأبيض. ورغم التنازلات الشكلية التي حصلت فيما بعد فقد عين هنري ترومان عام 1946 مواطناً من بورتوريكو حاكماً، وفي عام 1947 تم تعديل مرسوم جونيس) من أجل السماح للشعب بانتخاب الحاكم، أما خضوع الجزيرة للولايات المتحدة وحتى بعد التصويت على الدستور 1952) كان أمراً لا يمكن الرجوع عنه. وكانت السيطرة وخاصة الاقتصادية أمراً جلياً للعيان. فقد استولت الشركات الأمريكية الكبرى على المرافق الاقتصادية الأساسية في الجزيرة. والتنوع الذي كان يميز بورتوريكو قبل بداية القرن وخاصة في الصناعة الغذائية المزدهرة تتخلى عن مكانها للقهوة وخاصة للسكر تحت تأثير الاستثمارات الكثيفة والسوق الأمريكية المفتوحة لهذه التجارة التي تعود بالأرباح العملاقة للشركات المتعددة الجنسية. بالمقابل وجد سكان الجزيرة أنفسهم مجبرين على استيراد الغذاء من الولايات المتحدة بنسبة 50% وكذلك استيراد عدد كبير من المنتجات المصنعة يدوياً وكان حكمهم الذاتي النسبي مرتبط بأسعار السكر التي كانت تصعد أو تهبط بقدر انصياعهم لقرارات واشنطن ولمزاجها. أما الميزان التجاري فكان يميل بشكل واضح لصالح الولايات المتحدة ونتج عن عدم التوازن هذا اضطرابات اجتماعية. وبدءاً من أعوام التسعينات نمت وتزايدت تجارة المخدرات وأعمال العنف والخطف بشكل لم يكن له أي مثيل في السابق.
متأمل
04-09-2004, 02:12 AM
الفلبين والولايات المتحدة جرائم وحروب
انتهزت أمريكا سنة 1898 فرصة صراعها مع إسبانيا حول كوبا جارة أمريكا، لتطرد إسبانيا من كوبا ومن الفلبين. الأمريكية زحفت الولايات المتحدة حتى وصلت إلى تخوم بحر الصين. في الأول من أيار عام 1898 ترك الأميرال دواي هونغ كونغ واتجه إلى خليج مانيلا حيث دمر الأسطول الإسباني. وتعهد للثائر "اغينالدو" أن يساعده على استقلال الفليبين مقابل مساعدته ضد المستعمر الإسباني. وبهدف المكافأة منع الوفد الذي كان برئاسة اغينالدو من الاشتراك في مؤتمر باريس. ونتيجة ذلك كانت المفاجأة المزعجة للأمر الواقع: تخلت إسبانيا المهزومة عن الفليبين للولايات المتحدة وفي 10 كانون الأول ومقابل تعويض قدره 20 مليون دولار اعترفت إسبانيا بملكية المنتصر للأرخبيل. في كانون الثاني 1899 أعلن اغينالدو رغم ذلك استقلال بلاده كردة فعل مباشرة على ذلك وبعد حملة استمرت حوالي ثلاث سنوات كان عليه أن يستسلم ويخضع للعبودية. تميزت سنوات 1920-1930 بصعود النضال الوطني وبشكل موازي وبسبب الخوف من منافسة المنتجات الفليبينية وتدفق اليد العاملة المتطلبة قليلاً على صعيد الأجور وظروف العمل طالب الفلاحون والنقابات الأمريكية بالتخلي عن الأرخبيل. في عام 1934 منح الرئيس روزفلت مهلة عشر سنوات انتقالية قبل الاستقلال قانون تيدنيكز- ماك دوفي) ونتيجة لذلك خضعت البضائع الفليبينية المستوردة إلى الولايات المتحدة للرسوم المعتادة، في غداة الحرب العالمية الثانية بعد الاستيلاء من جديد على الأرخبيل على حساب اليابانيين تحقق الاستقلال. إلا أن الطابع الأمريكي لم يكن بالإمكان إزالته، واختيار تاريخ الرابع من تموز كيوم لإعلان استقلال جمهورية الفيليبين في عام 1946 لم يكن وليد الصدفة. الدستور هو أيضاً يحمل بصمة المحتل القديم فالرئيس ينتخب لمدة أربعة سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة حديثاً تم تعديل المدة إلى ست سنوات غير قابلة للتجديد) والكونجرس ثنائي التمثيل مجلسان تشريعيان) إضافة إلى وجود المحكمة العليا. كما أن اللغة الإسبانية استبدلت باللغة الإنكليزية و النظام التعليمي نسخ عن النظام المعمول به في الولايات المتحدة مما دعم قيام جمهورية ذات طابع أمريكي عميق. كذلك الفشل الاجتماعي والسياسي كان فاضحاً. فلم تتصور الطبقة البرجوازية التي نشأت في القرن التاسع عشر والتي تمتلك الثروة الأساسية أي نوع من الإصلاح وظهرت أنها حليف مميز لواشنطن واستمرت بإدارة البلاد. وأول رئيس منتخب كان مرشح الولايات المتحدة التي استطاعت فيما بعد أيضاً تأمين انتخاب رئيس من المقربين المخلصين لها. وقد اعترف مرسوم بيل ترد) بأن للمواطنين الأمريكيين في الأراضي الفليبينية نفس الحقوق التي يتمتع بها أبناء البلد. من جهة أخرى استقر العسكر الأمريكيون في ثلاث وعشرين قاعدة. وبقي ذلك سارياً حتى عام 1992 عندما تم إزالة أخر قاعدة عسكرية أمريكية تحت ضغوط الأوساط الوطنية والمظاهرات الشعبية
يورد الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل في مقال له بعنوان الأمبراطورية على الطريقة الأمريكية في مجلة وجهات نظر ، قصة إحتلال الفلبين " في سبتمبر 1898 استقبل الرئيس الأمريكي " ماكينلى" وفداً من قساوسة جمعية الكنائس التبشيرية الذين فوجئوا به بعد أن إنتهت جلسته يقول لهم " عودوا إلى مقاعدكم أيها السادة لانى أريد أن اقص عليكم نبأ وحى سماوى ألهمنى ، أريد ان أقول لكم أننى منذ أيام لم أنم الليل بسبب التفكير فيما عسى أن نصنعه يتلك الجزرة البعيدة (الفليبن) ولم تكن لدى أدنى فكرة عما يصح عمله ورحت أزرع غرفة نومى ذهابة وجيئة أدعو الله أن يلهمنى الصواب ثم وجدت اليقين يحل في قلبي ووالضوء يسطع على طريقي ، إن الجزرة جاءتنا من السماء فنحن لم نطلبها ولكنها وصلت إلى أيدينا منة من خالقنا ، ولا يصح أن نردها وحتى إذا حتولنا ردها فلن نعرف لمن ؟ - ولا كيف؟
وقد بدا لى أولاً أنه من زيادة الجبن وقلة الشرف والتخلى على الواجب أن نعيدها إلى أسبانبا ، ومن ناحية ثانية وجدت من سوء التصرف والتبديد أن نعهد بها إلى قوة أوروبية متنافسة على المستعمرات في آسيا مثل فرنسا وألمانيا ، ومن ناحية ثالثة أحسست أنه من غير الملائم أت تنرك هذه الجرزة لحماقة مجهل سكان محليين لا يصلحون لتولى المسؤلية ، وكذلك فإن الخيارات المقتوحة أمامنا تركزت في حل واحد هو في الواقع لمصلحة الفلبين قبل أى طرف آخر ، وهذا الحل هو ضم الجزر إلى أملاكنا ، بحث نستطيع تعليم سكانها ورفع مستواهم وترقية عقائدهم المسيحية ليكونوا حيث تريد لهم مشيئة الرب أخوة لنا فدتهم تضحية المسيح كم فدتنا! " .
وتاريخيًّا وكما هو مشهور فإن الفليبين قد بيعت بشعبها بعشرين مليون دولار من قبل الأسبان للأمريكان، ومع أن واشنطن قد دخلت بجيوشها إلى فيتنام ودول الهند الصينية فإنها لم تستمر في بقائها كما حصل في الفليبين منذ 10/12/ 1898م إلى نهاية القرن العشرين، ومع أن أسبانيا لم تستطع إخضاع المسلمين جميعًا فإنها دفعتهم جغرافيًّا إلى الجنوب، ومع أن الولايات المتحدة وقعت اتفاقيات سلمية مع بعض السلاطين المسلمين فيما عرف باتفاقية باريس في 2/8/1899م، فقد ألغتها من جانب واحد بعد أعوام على يد الرئيس الأمريكي فرانكلين روزلفت الذي لم يَفِ بعهده.
واستمرت الولايات المتحدة في غرس النصارى في مؤسسات البلاد التي جمعت في كومنولث في عام 1935م وبعد الحرب العالمية الثانية، وتحديدًا في عام 1946م، عادت واشنطن لتمنح نصارى جزر الشمال الاستقلال وتسلمهم حكم الجنوب، وبقيام الولايات المتحدة بهذه الخطوة أسست أول دولة كاثوليكية في جنوب شرق آسيا، وهي حتى الآن الوحيدة التي تُعَدُّ الثانية بهذه الصفة، ومنذ عام 1951م والولايات المتحدة
ويوم 30 ابريل 1898 نزل الأمريكان إلى خليج "كوريجيدور " ثم نزل البحارة إلى خليج العصمة مانيلا (بداعى إنقاذها من أزمة داخلية ) وإحتلتها .
المخابرات الأمريكية في الفليبين
عملت المخابرات المركزية الأمريكية على الاعتماد على مانيلا كقاعدة إقليمية في منطقة جنوب شرق آسيا التي تجمعها رابطة آسيان منذ السنوات الأولى لتأسيس دولة الفليبين وحتى عام 1992م على الأقل، وكانت منذ وقت مبكر تتبع تفاصيل تحركات الحكومة الفليبينة
فالمخابرات الأمريكية لاتعمل في جمع المعلومات فحسب، ولكنها تقوم بعلميات تخريب وتدخل في سيادة الفليبين وقراراتها وسياساتها القومية، وقد أكد وكلاء المخابرات السابقين استغلال القسم السياسي في السفارة الأمريكية والغطاء الدبلوماسي في تسيير أعمالها، كما تستغل المخابرات الأمريكية مؤسسات أمريكية أخرى في الفليبين لأعمالها الإقليمية،
أمريكا و"الحرب القذرة" لجنوب الفليبين
ولما كانت المقاومة الفلبينية مستعـرة - ولا سيما مقاومة المسلمين هناك - خاصة بعدما رفض الأهالي استبدال استعمار بآخر أكثر دموية. حينها لجأت القوات الأمريكية إلى وحشية منقطعة النظير حيث لم تفرق بين مسن وامرأة ورضيع حسب الشهادات المتواترة الكثيرة، والتي انتهت بعد ثلاث سنوات إلى إبادة مئات الآلاف من المدنيين العزل .
تقوم قوات أمريكية خاصة حاليا بتأسيس معسكر للتدريب في جزيرة "بازيلان" بأقصى الجنوب الفليبيني. وهذه القوات من نفس الوحدات العسكرية التي أدارت "الحرب القذرة" في فيتنام وعدد من دول أمريكا اللاتينية. يأتي ذلك في إطار التحالف الأمريكي الفليبيني لمكافحة ما يسمى بالإرهاب.
ويخضع المعسكر لإشراف وحدة القوات الخاصة الخامسة الأمريكية (البيريه الخضراء) القادمة من شمال كارولونيا".
فـ "بوب رونالد" العسكري الفليبيني المتقاعد والمشارك سابقا في حرب فيتنام إلى جانب القوات الأمريكية أكد أن فكرة المستشارين ما هي إلا ستار للتغطية على عمليات سرية أخرى؛ فوجود 40 فردا من الجيش الأمريكي يؤكد أن بعضهم سيشارك في ساحة القتال".
وتشتهرت الوحدات الخامسة للقوات الأمريكية الخاصة (البيريه الخضراء) بعملياتها السرية والمعلنة في فيتنام بين عامي 1968 و1969 بتفويض من الرئيس الأمريكي السابق "جون كيندي" ثم في أمريكا الوسطى لاحقا، وسميت عملياتها في فيتنام بـ"مشروع فوينكس"، وفيه كانت تقوم بالكثير من الأعمال العسكرية "القذرة" – على حد وصف بعض مؤرخي الحرب الأمريكية- ومن بينها اغتيال زعماء القرى وحتى بعض الجنود الأمريكيين لضمان تأييد الكونجرس لاستمرار الحرب، وهو المشروع الذي وصفه المحرر العسكري المعروف "باول شيهان" بأنه "كذبة ناصعة"! .