View Full Version : هام - ميثاق عمل حركة الجهاد الإسلامي الإرتري
الفجر
31-07-2002, 10:37 AM
مهم - ميثاق العمل لحركة الجهاد الإسلامي الأرتري
من أوراق المؤتمر العام الثالث
ميثاق العمل
مقدمة
الحمد لله الذي أخذ من بني أدم من ظهورهم العهد والميثاق وأشهدهم على أنفسهم أن الست بربكم ، نحمده تعالى القائم على كل نفس بما كسبت ، نحمده ظاهرا ونحمده باطنا على أن هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله . امتدح الذين يوفون بعهودهم ومواثيقهم فقال : ( الذين يوفون بعهد الله ولاينقضون الميثاق ) الرعد : 20 وأمر بالوفاء بالعهد فقال ( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا ) الاسراء :34 .
ونصلي ونسلم على خير البريات محمد بن عبد الله الذي أدى العهد وأقام العدل بين الناس ، فكان صلوات الله وسلامه عليه الأنموذج العملي للتطبيق الواقعي للدين الإسلامي سواءا كان على صعيد نفسه أو مجتمعه فدولته ، فساد فيهم الرخاء والعدل والأمن والأمان كيف لا وقد أخذ الله من النبيين الميثاق وخص منهم أفضلهم على الإطلاق اولي العزم والأ بصار فقال(واذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا )الأحزاب :7.
إنه ميثاق القيام بأمر دعوة الله في الأرض وأداء الرسالات بأفضل وأكمل وجه وعمارة الأرض بالتقوى والإيمان والصلاح والإصلاح ، فإذا كان عهد أولي العزم من الرسل غليظا فكيف بمن هم دونهم من البشر ؟ .
إن العهد والميثاق ليتضاعف ويتعاظم كلما ما أراد فرد أو جماعة ان تقوم بأمر الدعوة الى الله والخلافة في الأرض وتدعو الى الخير والإصلاح والتغيير فإن العهد والميثاق مغلظ ومضاعف عليها
( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ) النحل :91 .
كيف لايكون كذلك وهو قبل أن يكون تواثقا بين أفرادالجماعة المصلحة هو عهد مع الله فيجب الوفاء والالتزام به مهما كانت الظروف والعواقب طالما أن المرء ألزم نفسه به طوعا واختيارا
( ياأيها الذين أمنوا أوفوا بالعقود ) المائدة :1.
إن التعاهد والتواثق كما أنه سنة راتبة من سنن الأنبياء والمرسلين والمصلحين أايضاهوعادة درج عليها الناس جميعا فلكل قوم عهد وميثاق يتعاقدون به وفيه فالتجارة قائمة على التعاقد والتكاتب والنكاح قائم على العقد وهو من أوثق العقود والعهود الواجبة الأداء فضلا عن التعاهد والتواثق بين الدول والجماعات سواء في الحرب أوالسلم وقد أمر الله المؤمنين بأمضاء العقد حتى في حال الحروب فقال : ( إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين ) التوبة :7 .
وحركة الجهاد الإسلامي الإرتري وبما أنها حركة تغييرية راشدة تسير وفق منهج الله القائم على العهد والميثاق القائل واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به ) المائدة : 7 فكان حري بها أن يتوافق أفرادها فيما بينهم ويجددوا العهد والميثاق دوماً لأنه من معينات السير على طريق التغيير الطويل ، وان يخرجوا للناس ما
تواثقوا وتعاهدوا عليه حتى يستطيع من أراد الانتظام في هذا العقد الفريد أن يكون على بينة من أمره فكان هذا الميثاق المجاز في المؤتمر العام الثالث للحركة .
فميثاق الحركة ومعه المنهاج العقدي ثم النظام الأساسي هو بمثابة تجديد العهد والتواثق بين أفراد الجماعة ومن ثم يصدر ضمن سلسلة إصدارات الإعلام للناس ليكونوا شهداء على ذلك
وهذه الإصدارات الثلاثة تمثل عقيدة الحركة وفكرها السياسي والتنظيمي وهي المعبرة عنها ومن خلالها ينبغي أن يراها الآخرون ، فهي حركة تحكمها عقيدة صحيحة ومنهج منضبط ونظام أساسي مرن ودقيق ، وبذلك تجمع في حركتها التغييرية بين الأصالة والمعاصرة ،وتفرق في طرحها بين المقدور والمطلوب والمعسور والميسور ،وتمايز بين ما يسع الفرد والجماعة ثم الدولة في كل مرحلة تغييرية .
والحركة إذ تضع بين يدي القراء والمهتمين بالشأن الإرتري ميثاق عملها تعلم علم اليقين أنها تطرح نفسها للتغيير في إطار دولة إرتريا تلك الدولة المعقدة التركيب ، وتعلم أن المشكل الإرتري يحتاج إلى سبر أغواره ويحتاج إلى عمق في التحليل وأنه ليس بوسع أحد أن يحوطه سياسة ودراية على وجه الكمال والتمام ومع كل ذلك فقد حاولت الحركة أن تغوص في عمق هذا البحر اللجي ، وتستخرج ما أمكنها في هذا الطبق ومن ثم تقدمه لكل المهتمين بشأن إرتريا ليطلعوا عليه .
وليس هذا كل ما في جعبة الجماعة فإن هناك الكثير والكثير لأن معركة التغيير لا تتوقف بل تحتاج في كل يوم إلى دليل وحاد ونفير ،ولكن حسبنا من القلادة ما أحاط بالعنق ومن الجواب عنوانه ,
يتكون ميثاق العمل من ثلاثة مباحث رئيسة، فالأول يشتمل على مقدمات :
1/ منهجية التلقي
2/ منهجية الإصلاح والتغيير
3/ منهجية التعامل مع المجتمع
4/المنهجية السياسية عند الحركة
أما المبحث الثاني فهو خاص بموجهات السياسة الداخلية لحركة الجماعة وفيه :
1/ التربية
2/ العهد والميثاق
3/ بسط الشورى
4/ بذل الطاعة
5/ إشاعة النصيحة
6/ إسناد المسؤولية لذوي الكفاءة والأمانة
7/ الحوافز والجزاءات
8/ إقامة العدل
9/ التخطيط والبرمجة
10/ التأهيل والتدريب
11/ الأسرة والمجتمع
12/ التعليم
13/ الثقافة
14/ المال والتنمية
15/ السلم والحرب
وأخيرا المبحث الثالث ويتضمن موجهات السياسة الخارجية للجماعة , وفيه المدخل وثلاثة محاور هي :
أولا : المحور المحلي (الشعب الإرتري , التنظيمات الإرترية).
ثانيا : المحور الإقليمي .
ثالثا : المحور الدولي .
وبعد :
فهذه مقدمة لميثاق الحركة الذي يحوي مفرداتها السياسية والفكرية والتنظيمية , سواء كان على صعيد الجماعة أو المجتمع الإرنري , ومن ثم الرؤية على مستوى المنطقة , وأخيرا موجهات سياستها في التعامل مع المنظومة الدولية .
إن ما ورد في هذا الميثاق هو خلاصة ما يمثل الحركة في إطاره , وقد استلهمنا مفرداته من كتاب الله أولا وهدي نبيه ثانيا , ولم نغفل
الواقع على المستوى الذاتي أو الموضوعي , حالا أو مآلا , بل استصحب الميثاق كل ذلك في إشارات عابرة أو تلميحات موجهة أو تفصيل فيما اقتضاه المقام , ونحسب أنه إذا تمكنت الجماعة من
تطبيق موجهات هذا الميثاق في واقعها الداخلي على كافة الصعد والمستويات وتعاملت من خلاله مع مجتمعها الإرتري ومن ثم الإقليمي فالدولي ستصل إلى مبتغاها بإذن الله تعالى , فإن الله لايضيع أجر من أحسن عملا .
وختاما وقد أزلفنا من نهاية المقدمة فإننا نوصي كل من انتظم في سلك الحركة قيادات وكوادر على كافة المستويات بقراءة هذا الميثاق قراءة متأنية ومعه بقية إصدارات الأمانة من هذه السلسلة لأنها يكمل بعضها بعضاً , وذات الطلب ننقله إلى أبناء إرتريا جميعا لقراءة هذا الإصدار .
كما نتوجه الى كل المختصين والمهتمين لقضايا التأصيل الإسلامي أن يتفحصوا هذا الميثاق ويقفوا عليه وقفة متأنية ومن
ثم يبدوا أراءهم نصحا وتوجيها للجماعة حتى نستفيد من تصويباتهم ومقترحاتهم العلمية .
وأخيرا لا يفوتنا أن ننوه إلى أن هذا الميثاق طبع بعد المؤتمر العام الثاني وهو يحوي الجانب العقدي , وقد تم فصله في هذا المؤتمر ، وقد صدر في كتاب مستقل تحت مسمى ( منهاجنا العقدي) المجاز في المؤتمر العام الثالث , ويمثل ذلك الكتاب ثوابت المنهاج عند الحركة , وهذا يمثل الشق الآخر منه , وكلاهما لا غنى للقراء عنهما , فنرجو قراءتهما والوقوف عند كل مفردة منهما .
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
أبو عمرو
أمين أمانة الإعلام
جمادى الآخرة 1421هـ
سبتمبر 2000م
الفجر
31-07-2002, 10:38 AM
اولا : منهجية التلقي
تتلخص منهجية التلقي للحركة في الإعتصام بالكتاب والسنة فيما أفادته النصوص المحكمة قطعا ، أما النصوص المؤولة فنأخذ منها ما أداه إلينا الاجتهاد وفق القواعد المقررة عند أهل السنة والجماعة ، والنقل الصحيح لا يتعارض مع العقل الصريح، والعقل هو مناط التكليف وآلة الفهم والتدبر والتفكر والاعتبار ، والطريق إلى استخراج الحكم الشرعي هو جمع بين أطراف الأدلة وترتيبها ، والإلتزام بشمول الإسلام قولا وعملا ، وقبول الحق من المخالف ، والبدء بالأولويات فيما من شأنه تحقيق الألفة الإجتماعية وانتهاج طريق التدرج ، ومراعاة المقدرة البشرية في تطبيق أحكام الدين وبسطها وتنزيلها على الواقع والاعتقاد الجازم بأن التحليل والتحريم حق خالص لله رب العالمين .
ثانيا : منهجية الإصلاح والتغيير
قال تعالى : " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين " يوسف/108 ، لقد حدد ربعي بن عامر رضي الله عنه مفهوم الإصلاح الذي جاءت به هذه الأمة ، وهو الذي نسير عليه تبعا لسلفنا الصالح
، قال رضي الله عنه : ( الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، فأرسلنا الله بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه ، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه ، ومن أبى قاتلناه أبدا حتى نفضي إلى موعود الله ، قالوا : وما موعود الله؟ قال : الجنة لمن مات على قتال من أبى والظفر لمن بقي...).
ومفهومنا للإصلاح يتناول كل خير يتضمن صلاح العباد والتعاون على البر والتقوى ، وهذا يتم على أساس الحراسة الدائمة لما هو خير وصواب ، وإزالة وتغيير لما هو شر وفساد واستمرارية المدافعة بين الحق والباطل .
وللإصلاح مقومات يرتكز عليها : -
1/ العلم المؤدي إلى معرفة الله ومعرفة الطريق الموصلة إليه .
2/ الإيمان بالله سبحانه إيمانا ينقل صاحبه من عبادة غير الله إلى عبادة الله وحده .
3/ قيام أفراد الأمة بإصلاح أنفسهم " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " الرعد/11 ، وذلك من خلال معرفة مواطن الخلل وتصحيحها وتدارك الأخطاء وتصويبها .
4/ الأخذ بالأسباب الشرعية ، والرضا والتسليم عند وقوع قدر الله وسننه الكونية ، فإن سنن الله لا تتبدل ولا تتحول .
5/ الإهتمام بالعلوم التطبيقية ومراعاة حاجيات الأمة من التخصصات المتنوعة ، فإن لكل علم ثمرة ، كما أن الجمع بين العلم والعمل من أهم المقومات النافعة والفعالة ، هذه هي أهم مقومات الإصلاح .
أما أسس الإصلاح فإنها تقوم على الآتي :
أولا : المعتقد الصحيح الواضح المتميز .
ثانيا : القيادة الراشدة التي تسير بقاعدتها نحو تحقيق الأهداف وبلوغ الغايات بوعي وإدراك تنشر العدل وترفع الظلم وتمنع الحيف .
ثالثا : الأتباع الذين التزموا ذلك المعتقد الصحيح وعاهدوا تلك القيادة الراشدة وتواثقوا على المدافعة والمغالبة للباطل وأهله ، واسترخصوا دماءهم وبذلوا أموالهم من أجل دينهم يقومون بواجباتهم ويطالبون بحقوقهم .
إننا نرى إذا توفرت الأسس الثلاثة من وجود معتقد صحيح تتحد على ضوئه المقاصد والغايات ووجود قيادة حكيمة قوية قادرة على السيطرة على المواقف والتوجيه السليم وتجنب العثرات ما أمكن ، ووجود اتباع صادقين تعاهدوا للتضحية في سبيل نصرة معتقدهم نستطيع أن نقوم بوظيفتين أساسيتين هما :
الوظيفة الأولى :
وظيفة البناء العقدي والمنهجي وإحياء السنن وإماتة البدع ، وفتح باب الحوار والنقد على مصراعيه وفق الضوابط الشرعية ، وذلك عن طريق المنهج العلمي والتربوي الذي تقرره الجماعة
الوظيفة الثانية :
وظيفةالدفاع عن الإسلام ومواجهة الذين يريدون استئصال الإسلام والمسلمين ومحوهم من الوجود ، وذلك برد الإعتداء ورفع الظلم أيا كان مصدره ، وهذه الوظيفة تستوعب الأمة وتجيشها لتقود بها معركة الإسلام ضد الكفر .
وسائل الإصلاح :
من المعلوم أن الأهداف والمقاصد لا يمكن تحقيقها إلا إذا توفرت لها العناصر اللازمة والعوامل المساعدة ، ومن ذلك الوسائل التي تقوم على الضوابط الآتية :
* مشروعية الوسيلة ، فلا نستخدم في الإصلاح والتغيير وسائل غير مشروعة ينكرها الشرع وتمجها الأخلاق السوية وتعافها النفوس السليمة .
* ملاءمتها للواقع والإمكانات في المرحلة المعينة بأن تكون على قدر الهدف المراد والطاقة الممكنة .
* سلامة التطبيق للوسائل والخطط فقد تتحول الوسائل والخطط الجيدة إلى وسائل وخطط لا قيمة لها في يد من لا يحسن تطبيقها .
* اختيار الأكفاء في كل مجال بما يناسبه ، فالأهداف الكبيرة تحتاج إلى كبار النفوس ، وعظائم الأمور تحتاج عظماء الرجال .وإن وضع الرجل المناسب في غير مكانه هدر لطاقته وحرمان العمل العام من جهده ، ومن المهم اختيار الأقوياء الأمناء " إن خير من استأجرت القوي الأمين " .
ثالثا : منهجية التعامل مع المجتمع :
تنطلق منهجية التعامل مع المجتمع المسلم وإصلاحه تراعي قولـه تعالى : ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ) فاطر : 32 ، وفي السياسة التعاملية الإصلاحية لا بد من مراعاة هذه الفئات ، والحفاظ والتأكيد المستمر على الأخوة الإيمانية ، وسد منافذ الشر والشقاق في المجتمع ، والحرص على إشاعة العدل وتثبيت مبدأ الشورى ليكون محور التغيير ، والسمع والطاعة في المعروف ، وفتح باب التعاون والتكامل مع جميع مكونات المجتمع الجهوية والفئوية والسياسية.
* واعتبار الجميع مواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات ، مما يتطلب إيجاد صيغ التفاهم والتكامل بما يحقق الأمن والإستقرار للعيش في إطار عدالة الإسلام ، واعتبار المرأة شق آخر للمجتمع ، لذلك نرى ضرورة الإهتمام بأمرها وصيانة حقوقها وتوعيتها وتبصيرها بقضيتها ومساعدتها في تنمية مداركها وقدراتها العلمية والفنية ، وإتاحة فرصة المشاركة لها في إصلاح المجتمع وبنائه.
* أما غير المسلمين فهم كذلك مواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات ، ولهم حق الرعاية والحفاظ على أنفسهم وأموالهم ، ومد يد العون لهم برا وقسطا ما التزموا المسالمة والموادعة ، والسعي لإيجاد صيغ وكيفيات تساعد في التوافق الوطني والتعايش السلمي وتكفل لهم حقوقهم المشروعة ، والمنطلق والمرتكز في ذلك قول الله تعالى :
( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ) الممتحنة : 8 .
رابعا : المنهجية السياسية عند الحركة :
السياسة هي تدبير ورعاية الشئون داخليا وخارجيا لتحقيق الصلاح ودفع الفساد وسياستنا تقوم على أساس السياسة الشرعية فهى سياسة طاهرة تبتغى رفع شأن الإسلام والمسلمين وابلاغ رسالة رب العالمين واخراج الناس من الظلمات إلي النور .
والجانب السياسى ذو خطر وأهمية بالغة يقوم على معرفة مواقع التاثيرالسلبي والإيجابي داخليا وخارجيا وهذا يتعلق بمدى فهم وتصور مضمون الأحداث والعوامل المؤثرة في صناعتها وعلى أساس ذلك يتم تقدير العوامل السياسية المتغيرة وبالحكم الصحيح والتصنيف الدقيق والسليم للقوى تتبلور اطروحاتنا ومفاهيمنا ومواقفنا وادوارنا التاثيرية المنبثقة من عقيدتنا ومنهجنا الحق .
وهناك جوانب أساسية لابد من اعتبارها في العملية السياسية حتى لاتنحرف عن مسارها الصحيح وهى :
اولاً: المبدأ العقدي بان الاسلام هو الحق ولا بد أن يعلو ، قال الله تعالى : ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) الصف : 9 ، وأن المؤمنين هم المنصورون كوناً وشرعاً ، قال تعالى : [ إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ] غافر : 51 ، وأن لا تنازل ولا تفريط في الحق ، قال تعالى : [ ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ] آل عمران: 85 .
ثانياً : استقاء الاحكام من الشريعة،لأن الشريعة كاملة شاملة عادلة ،ولا تضارب ولا تضاد بين أحكامها ، وأنها مبنية على مصالح العباد .
ثالثاً : البصيرة بالواقع ، وتشمل معرفة العقائد والمناهج والسياسات التي تدور حول محور الحق أو الباطل ، والجماعات والأمم ، والوقائع والأحداث الجارية على كل المستويات .
رابعاً : مراعاة مصالح العباد باعتبار المآل .
خامساً : استصحاب فقه المطلوب الشرعي والمقدور الشرعي.
الفجر
31-07-2002, 10:40 AM
المبحث الثاني : موجهات السياسة الداخلية
إن قوة التنظيم تكمن بالدرجة الأساسية في بنائه الداخلي ، وإنه مهما انجز من تقدم في مجال السياسية الخارجية فلا يضمن الاستمرارية والعافية مالم يكن مؤسساً على التخطيط العلمي والعملي وعلى العدل والشورى والتربية والطاعة .
ونحن في حركة الجهاد الإسلامي الإرتري يجب أن نعطي كياننا الداخلي المقدمة في الاهتمام بالعمل والارتقاء بالعضوية إلى مستوى الرشد والوعي ، وإيجاد تنظيم قوي متراص بلا عوائق من داخله ولا اختراق من خارجه عبر إرساء العوالم التالية في جميع مستويات الحركة .
(1) التربية :
إن وجود منهج صحيح وتجمع تنظيمي لا يكفي لإقامة عمل إسلامي راشد ما لم تصاحبه التربية الصحيحة ، إذ التربية هي نقطة البداية الصحيحة في نجاح العمل ، وصمام الأمان من التطاحن الإداري والتنافس بين العاملين وتغير القلوب وظهور الأمراض ، وإلا فإن العمل بالتهاون فيها يؤول إلى السقوط والإضمحلال .
وعلى الحركة أن تعير التربية أهمية وأولوية قصوى ، وتضع لها منهجاً واضحاً ومحدداً وشاملاً وتسخر لها الإمكانات اللازمة ، وبقدر نجاحها في مجال التربية تنجح في مهمتها ، وتضمن
استمرارية عملها ووحدتها الداخلية ، وتوجه جميع طاقاتها وفعالياتها نحو هم واحد وهدف واحد ، فيجب على الحركة أن تربي أفرادها على :
* تربية عقدية فكرية : تقوم على نصوص الوحيين ، وتلتزم منهج أهل السنة والجماعة في فهمها ، تربية تجلي المفاهيم الاعتقادية وتتعهدها حتى تصبح يقينيات راسخة لا تتصدع لشبهة
* ولا تنحني لرغبة ولا لرهبة .
* تربية روحية وأخلاقية سوية : تقدر التبعات والتحديات ، قوامها الخشية وتقوى الله في السر والعلن .
* تربية جماعية : ترسخ مفهوم الوحدة وتجسدها بين أفرادها واقعاً باتزان واعتدال ، فلا تغرق الفرد في بحر الجماعة فيضمحل ويتلاشى ،ولا ترفعه عن موقعه الطبيعي ، بل تحفظ له مكانه وكيانه وتربطه بإخوانه برباط مصيري قوي .
* تربية متدرجة : تعطي كل أحد ما يصلحه ويلائمه ، وتعد لكل
مرحلة ما يناسبها ،وتوفر لها احتياجاتها ولا تنصب السقوف
وهي لم تحكم بعد بنيان القواعد والعمد .
تربية واعية : تجعل الأفراد على بصيرة من أمرهم
وتعرفهم بما يحيط بهم من المخاطر ، وما يدبر لهم من مكائد ومؤامرات ،وكيف ينبغي التصرف تجاهها ؟ .
تربية عالية : تعلق النفوس بمعالي الأمور وترفعها عن سفسافها وحظوظها ، فلا ترضى إلا لله ولا تغضب إلا له ، ولا توالي إلا فيه ،ولا تعادي إلا لأجله ،وتتعلق بالمبادئ لا بالأشخاص .
* تربية جهادية جريئة : تغرس في النفوس الإقدام والتضحية والاستبسال واسترخاصها في سبيل الله
* تربية وسطية : تجعل الفرد متزناً معتدلاً لا يميل إلى الإفراط أو التفريط ، وكل فساد إنما هو نتيجة الإخلال والخروج من حالة الاعتدال والتوسط .
(2) العهد والميثاق :
العهد اتفاق رضائي يهدف إلى التأكيد على ما اتفق عليه من التعاون علي البر والتقوى ، والتزام صاحبه بالتعاون مع فريق من الناس على ما انتصبوا للقيام به من الدعوة والجهاد ، وهو لا يجب
ابتداء على كل أحد ، ولا يلزم إلا من التزم به ،وفي الحدود التي يتم الاتفاق عليها .
وهذا (العهد ) مصدره العقد ،ونطاقه المهام التي عقد من اجلها ،ونفوذه في حق الذين ارتضوا به وتعاقدوا عليه ،ولهذا فان لهم أن يضعوا له من الشروط والقيود ما يشاءون ،شريطة أن لا يخالفوا في ذلك شرطاً في كتاب الله ،وإلا كان شرط الله أحق وقضاؤه أوثق .
(3) بسط الشورى :
الشورى مبدأ أساسي من مبادئ الإسلام في السياسية
والحكم ، وهدي نبوي ينبغي الإلتزام به في جميع مرافق حياتنا العامة والخاصة .
فبالشورى نتوصل إلى الصواب ، ونعطي الفرصة لكل فعاليات الحركة للإدلاء بآرائهم وأفكارهم ومقترحاتهم ، ونكسب أفراد الحركة الرشد في التعبئة والرؤى والعلم ، ونربيهم على المشاركة والتناصح والتناصر، ونحافظ على وحدة الحركة ونؤمنها من التخاصم والإنشقاق والتفرق والإنحراف .
والشورى تكون في الأمور التي لم يرد فيها نص عن الله ولا عن رسوله صلى الله عليه وسلم ، وتأخذ أشكالاً متعددة وصيغاً
متعددة مختلفة حسب المجالات التي تتطلب الشورى والمختصين فيها ، ففيما أشكل من أمور الدين تكون منوطة بعلماء الشريعة
وفيما يتعلق بالحرب مع قادة الجيش وفيما يتعلق بمصالح العمل وإدارته تكون مع المتخصصين في المجال الإداري ، وهكذا حسب المجال وأهل اختصاصه ، ويكون التشاور في الأمور والمسائل التي يحدث فيها اختلاف وجهات النظر .
ويجب أن تتوفر في عملية الشورى حتى تتحقق بصورتها الصحيحة الآتــي :
أ/ أن تسود المداولات الشورية الحرية التامة والأمانة والصدق لإدلاء أي عضو شوري برأيه دون مؤثرات خارجية .
ب/ يجب أن ينبع الرأي من منطلق أنه الحق ، ويكون مدعماً
بالأدلة والشواهد التي تؤيد صحته
جـ/ نبذ التعصب دون مبرر ، ووجوب التنازل عن الرأي إذا
تبين ضعفه وبطلانه عند إجراء المداولات الشورية.
د/ إجراء مشاورات أولية حول القضية لبلورتها وتحري الصواب، وإعطاء فسحة من الوقت .
هـ/ إعداد دراسة شاملة عن حيثيات المشكلة وجوانبها
الشرعية والواقعية واقتراح الرؤية المناسبة لها ، لإخضاعها للمناقشة الشورية .
ومن أهم الصفات التي يجب توافرها في أهل الشورى :
عقل كامل ، مع تجربة سالفة ، فإنه بكثرة التجارب تصح الرؤية
أن يكون ذا دين وتقى ، فإن ذلك عماد كل صلاح ، ومن غلب عليه الدين فهو مأمون السريرة موفق العزيمة .
أن يكون ناصحاً ودوداً ، فإن النصح والمودة يصدقان الفكرة ويمحصان الرأي .
أن يكون سليم الفكر من هم قاطع وغم شاغل .
وللقرارات التي يتوصل إليها أهل الشورى من خلال إعمالهم الشورى قوة إلزامية ينبغي التقيد والعمل بها .
وعموماً فمن خلال الممارسة الصحيحة للشورى مع الوعي الصحيح لها تستطيع الحركة أن ترتفع بأخلاقياتها وممارساتها إلي المراتب العليا على المستوى التنظيمي والوحدوي .
(4) بذل الطاعة :
معلوم أن لا جماعة إلا بالتعاون ، لأن مصالح العباد لا
تتم إلا بذلك ، ومن التعاون بذل الطاعة فالطاعة سبب رئيسي في جمع شمل الجماعة ، والحفاظ على وحدة العمل ، وتمكين المسئولين من أداء واجبهم وصولاً إلى الأهداف العليا، قال الرسول صلي الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل وأبي موسى الاشعري حيث بعثهما إلي اليمن : ( يسرا ولا تعسرا ، وبشرا ولا تنفرا ، وتطاوعا ولا تختلفا ...) رواه مسلم .
والناظر في محيط العمل الإسلامي يرى إفراطاً وتفريطاً في مسألة الطاعة ، فهنالك طاعة عمياء ولو في المواقف التي جاءت فيها النصوص صريحة بعدم الطاعة ،وهناك عدم الاستجابة
وبذل الطاعة حتى في الأمور التي يجب فيها التطاوع وكلا الحالتين مذمومتان ،والحق التوسط والاتزان بأن تكون الطاعة في المعروف ، وهو كل أمر معروف غير منكر أمر به الشرع أو عمل به في العرف مما لا يخالف روح الشريعة الإسلامية ،حيث لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، هذا هو حدود الطاعة ومعالمها في الشرع . وليكن معلوماً لدى المطيع والمطاع أن بذل الطاعة ليس
للذوات ، وإنما هو للحق والمعروف الذي يؤمر به ، فعلى المطيع أن يعتبر الطاعة عبادة ويسعى في أدائها على الوجه الذي أراده الشرع من غير إفراط ولا تفريط ،وعلى المطاع أن لا يستغل ذلك لأغراضه الشخصية ، وإنما يجب أن يوظفها لمصلحة العمل . كما أنه ينبغي التأكيد على أن المسائل الاجتهادية التي تختلف فيها وجهات النظر لا بد من حسم هذا الخلاف في الموقف العملي والسلوكي ، بأن يسود رأي واحد وعلى باقي الآراء أن تطيع عملياً مع احتفاظها بحقها في الخلاف النظري ، وتبقى إرادة الجماعةواحدة وصفها الحركي موحداً ، وإلا فستتعرض وحدة الجماعةلخطر يهدد سلامتها إذا ما تعددت وتباينت المواقف العملية والسلوكية .
الفجر
31-07-2002, 10:41 AM
( 5 ) إشاعة النصيحة :
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة ثلاثاً : قلنا لمن ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) متفق عليه .
فالنصيحة أدب إسلامي عظيم وبتحققه وإشاعته بين المسلمين في جميع مستوياتهم تتم مراجعة الأخطاء وتصحيحها ، وتتحقق المصالح الكبرى للإسلام والمسلمين ، ويسلم العمل وتتحقق عافيته من كثير من الأمراض والمشكلات.
ولهذا فإن على حركة الجهاد أن تنمي هذا الأدب في وسطها وتشيعه بينها في نفوس أفرادها فيما بينهم ، وبينهم وبين القيادة ، كما يجب أن يراعي القائمون بالنصيحة الآداب الإسلامية عند إسدائهم النصح وأن تمارس في إطارها بعيداً عن الأهواء والعواطف
حتى لا تؤدي إلي الفتنة والفوضى ، فالناصح عليه أن يخلص ويصدق في النصح ويتجنب التشهير. ويتخذ الحكمة في نصحه والمنصوح أيضا عليه أن يستجيب للنصيحة الصادقة وأن لا يرفضها
(6) إسناد المسئوليات لذوي الكفاءة والأمانة :
إن أمير الحركة هو المسؤول عن مصالحها ودرء الفساد عنها ، والأصل أن يقوم هو باختيار معاونيه في جميع المستويات ، ولكنه لما كان من الصعب عليه اختيار ذلك بنفسه وجب عليه أن يباشر
اختيار ذوي المسؤوليات العليا ، وان يحسن اختيارهم ويبحث لكل مسؤولية عن اصلح الناس للقيام بها ، لان نجاحه في اختيارهم
يترتب عليه نجاحه في سياسته ، وإخفاقه في اختيارهم يترتب عليه فشله في سياسته ، ويفوض معاونيه في اختيار ذوي المسئوليات الدنيا .
وإسناد المسئوليات أمانة يجب أن تؤدى لأهلها ، قال تعالى : ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) النساء : 58 ، وقال صلي الله عليه وسلم : ( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ، قال : كيف إضاعتها يا رسول الله : قال إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) رواه البخاري .
وقال أيضاً : ( من ولي من أمر المسلمين شيئا فولى رجلاً وهو يجد أصلح للمسلمين منه فقد خان الله ورسوله ) .
فيجب على كل من ولي أمراً من أمور الحركة أن يبذل جهده في اختيار العاملين الأكفاء الصالحين للمسؤوليات ، فإذا قام ولي الأمر
باختيار الأكفاء دون محاباة بل بإخلاص وتجرد ، وقام معاونوه بذلك في إسناد المسؤوليات إلى أهلها سدد الله خطاهم جميعاً وأعانهم على أعمالهم ونالت الرعية حقوقها بقدر صلاح من تولى عليها وسعدوا بالأمن والعدل .
وللكفاءة أسس ثلاثة تعتبر ضرورية لكل عامل تسند إليه مسؤولية كل بحسب رتبته وما أسند إليه من عمل هي :-
أ/ الأمانة : التي يؤدي صاحبها ما أنيط به من عمل بدون غش ولا خيانة ،وهي تؤهله لثقة الناس فيه ، قال تعالى : ( إنك اليوم لدينا مكين أمين ) يوسف 54 .
ب/ العلم والخبرة :وهي علمه بوظيفته ومراسه فيها بحيث تكون خطواته كلها سائرة عن علم ودراسة مؤدية إلي الهدف الذي وضعت له مهمته ، قال تعالى : (إني حفيظ عليم ) يوسف : 55.
جـ/ القوة :وهي التي تمكن صاحبها من تنفيذ عمله واجتياز المعوقات بصبر وجلد دائمين ، قال تعالى : ( إن خير من استأجرت القوى الأمين ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) رواه مسلم .
(7) الحوافز والجزاءات :
إن مقتضيات الحياة وضرورات استقرار العمل وتنظيم علاقات الأفراد على نحو واضح وضمان حقوقهم يدعو إلى العمل بسنة الثواب والعقاب ، ويجب أن لا تمضي مقررات الحركة وأداء أعضائها على نحو النصائح والإرشادات الخالية من الثواب والعقاب ، بل تمنح الثواب الحسن لمن التزم بالتوجيهات أو أدى خدمة ممتازة ، أو قام بأعمال وبحوث ومقترحات إيجابية تحقق للعمل إنجازات كبيرة ، وذلك تقديرا لجهودهم وتشجيعا وتحفيزا لبذل المزيد من العطاء والإبداع .
وفي مقابل ذلك توقع العقاب على من يرتكب مخالفة يحصل بها ضرر محقق على الفرد أو الجماعة ، أو يهمل أو يرفض الامتثال لأي توجيه أو يعيق أو يفشل في أداء واجبه ، وذلك حفاظا على العمل من الإهمال والتراخي ، ومنعا لظاهرة الفوضى ، وردعا لمن يريد الإساءة للعمل ، قال تعالى : ( .. قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا ، قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا ، وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا ) الكهف : 86 ـ 88 .
ولسير هذه العملية على نهج واضح وعدل تام تضع الحركة نظاما تتواضع على إجرائه وتطبيقه في ممارساتها الميدانية تحفيزا وجزاء بصورة عادلة.
إن إجراء الحركة نظام الحوافز والجزاءات الخاص بها لا يعني إعفاء الفرد من مسئوليته أمام الله ، بل السعي لنيل ثواب الله عز وجل والخوف من عقابه هو الأصل والأهم ، وهو الذي ينبغي أن يقصده الأفراد ــ دائما ــ في عملهم ، حيث إن عمل الحركة دين وعبادة يرمي إلى نيل رضى الله عز وجل.
الفجر
31-07-2002, 10:42 AM
( 8 ) إقامة العدل :
من القواعد التي يجب أن ترسو عليها السياسة الداخلية العدل فإن العدل يدعو إلى الألفة ويبعث على الطاعة ، وبه تعمر البلاد ويصلح العباد ، ويأمن السلطان ، وهو ميزان الله الذي وضعه للخلق ونصبه للحق ، فإذا كان العدل من إحدى قواعد الدنيا التي لا انتظام لها إلا به ولا صلاح فيها إلا معه ، وجب أن يبدأ بعدل الإنسان مع الله ثم في نفسه ثم بعدله في غيره. فأما عد له مع الله بأن يقوم بجميع حقوق الله تعالى وأعظمها توحيد الله وعدم الإشراك به ، وأما عدله في نفسه فيكون حملها على المصالح وكفها عن القبائح ثم بالوقوف في أحوالها على أعدل الأمرين : من تجاوز أو تقصير.
وأما عدله مع غيره فعلى ثلاثة أقسام :
الأول : عدل الإنسان فيمن دونه ، كالراعي في رعيته والرئيس مع أصحابه فعدله فيهم يكون بأربعة أشياء باتباع الميسور فانه أدوم وحذف المعسور فانه أسلم وترك التسلط بالقوة فانه اعطف على المحبة وابتغاء الحق في السّيرة فانه ابعث على النصرة .
الثاني : عدل الإنسان مع من فوقه كالرعية مع راعيها والأصحاب مع رئيسهم ويكون بثلاثة أشياء : بإخلاص الطاعة وهو أجمع للشمل وبذل النصرة وهو أدفع للوهن ، وصدق الولاء وهو أنفى لسوء الظن ( أطع من فوقك يطعك من دونك ).
الثالث : عدل الإنسان مع أكفائه ، ويكون بثلاثة أشياء : بترك الاستطالة فانه آلف ومجانبة الإدلال فإنه أعطف وكف الأذى فإنه أنصف ، وهذه الأمور إن لم تكن في الأكفاء أسرع فيهم تقاطع الأعداء ففسدوا وأفسدوا .
( 9) التخطيط والبرمجة الشاملة :
قال الله تعالى : ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ) يوسف /108 .
التخطيط : هو دراسة البدائل المختلفة لأداء عمل معين ثم الوصول إلى أفضل البدائل الممكنة والتي تحقق هدفاً معيناً في وقت معين وفي حدود الإمكانات المتاحة تحت ظل الظروف والملابسات القائمة ، وباختصار ( هو الاستشراف بما سيكون عليه المستقبل مع الاستعداد لهذا المستقبل ) .
فالتخطيط إذن وسيلة من وسائل بناء العمل على الدراسات والأبحاث العلمية، وتوظيف لمعطيات الماضي [ المدروس ] والحاضر [ الملموس ] ومسبباتها ، واستشراف لآفاق المستقبل غير المنظور لتحقيق نتائج محددة .
لذا فإن أي عمل لاينطلق من تخطيط ودراسة فسوف يبقى ذا أثر محدود الفاعلية زماناً ومكاناً ، ولايكفي أن يكون العمل ناجحاً في مرحلة ما من المراحل ، ولكن المهم أن نحافظ على ذلك النجاح وننميه بصورة مطردة . وإذا أردنا أن تنهض الحركة نهضة كبيرة وتقدم برامج أكثر فاعلية ونماءً وتأثيراً ، فلا بد من إيجاد جهاز مختص يستقطب أهل العلم والبصيرة ،والخبرة يتم من خلاله دراسة المستقبل وتغيراته ورسم الخطط المناسبة وتنظيمها ، ويجب أن تتوفر في التخطيط الشروط التالية :
أ/ الوحدة : ونعني بها وجود خطة واحدة للعمل تتفرع عنها خطط فرعية متكاملة وغير متعارضة
ب/ الاستمرار : بأن يكون التخطيط مستمرا
ج/ المرونة : بحيث تكون الخطة قابلة للتكيف مع التغيرات والظروف الخارجية .
د/ الدقة : وهي مدى مطابقة بيانات التنبؤ بواقع المستقبل
كما يجب أن يتبع الخطط البرامج العملية التفصيلية الشاملة التي تربط العمليات المختلفة من أجل تحقيق هدف محدد وتحديد الأشخاص المسؤولين عن تنفيذ مختلف العمليات ومواعيد الابتداء والانتهاء لكل عملية أو خطة تقرر تنفيذها والميزانيات التقديرية اللازمة . وأخيراً فإن من يعمل بدون تخطيط وبرمجة تقنعه أقل النتائج الحاصلة ، بخلاف من يخطط فإنه لا يرضى إلا بأكبر قدر من النجاح ، كما أنه بدون تخطيط لا توجد رقابة، لأنه ليس من الممكن التأكيد من أن ما تم مطابق أو غير مطابق لما أريد تنفيذه ، وما أريد تنفيذه غير معروف لعدم التخطيط والبرمجة .
قال تعالى : ( أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم ) تبارك : 22 .
(10) التأهيل والتدريب :
إن متطلبات العمل الجماعي تتجدد بتجدد النشاط وتطور الوسائل والأساليب المستخدمة في الأعمال ، وهذا ما يدعو الجماعة أن تهتم بعملية التأهيل والتدريب لأفرادها ، كل بحسب مستواه ، لتعمل في رفع مستواهم وتدريبهم على طرق العمل والأنظمة واللوائح التي تسير عليها الجماعة ، وتدريب المنفذين على ذلك وعلى كل ما يحتاجونه في عملهم .
وإن عملية التدريب والتأهيل الناجحة لأفراد العمل والكوادر الأساسية في كل المجالات التي يتحرك فيها العمل تساعد في إيجاد التصور المشترك لدى العاملين لما تريد الحركة أن تحققه ، وتساعد أيضا في تنمية العمل والأداء وتنفيذ البرامج وتنسيق المجهود بصورة جيدة ، وتدعم العمل بالكفاءات الإدارية المتعددة والمتنوعة .
ولأهمية التأهيل والتدريب في العمل وحوجته الدائمة له ينبغي تخصيص جهة تتولى تدريب المديرين وتوسيع آفاقهم بشكل يتناسب مع المسئوليات التي تقع على عاتقهم ، وتساعدهم في تطوير كفاءاتهم على جميع المستويات.
الفجر
31-07-2002, 10:43 AM
(11) الأسرة والمجتمع :
إن أساس العلاقات الاجتماعية في الأسرة والمجتمع المسلم هو الإسلام الذي يعرف المجتمع والفرد بمركزه في الحياة وعلاقته بالكون ، والغرض الذي خلق من أجله ، فلا يقيم بناء المجتمع على أساس الجنس أو القبيلة أو الإقليم كما تفعل المجتمعات الجاهلية .
ويعتبر الإسلام الناس أسرة واحدة أبوهم آدم ، وآدم من تراب ، لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى ، قال تعالى :" يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم " الحجرات : 13 ، وقال صلى الله عليه وسلم : " ليس لأحد على أحد فضل إلا بدين أو تقوى " رواه أحمد ، " ليس منا من دعا إلى عصبية ، وليس منا من قاتل على عصبية ، وليس منا من مات على عصبية " رواه أبو داوود.
فالرابطة الإيمانية هي أعظم الروابط بين المسلمين ، ولا يعني ذلك إضطهاد المسلمين غير المسلمين أو إيذائهم ، فإن الإسلام يقبل في عضوية المجتمع المسلم غير المسلم ويأمر بحمايته ، وإذا فات غير المسلم رابطة الإيمان وأخوة الدين فلن تفوته حماية المسلمين وعدل الإسلام وبر المجتمع الإسـلامي " ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقـوى " " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين " الممتحنة : 8 .
إن قيام المجتمع الصالح والأسرة الصالحة أمر تنشده الحركة ، وتسعى في إيجاده من خلال الحراك التالي:
أ/ صلاح الأسرة التي هي أساس كيان المجتمع ، وإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع ، وإذا فسدت فسد المجتمع.
ب/ الحرص على طهارة المجتمع ونظافته من القبائح والرذائل .
ج/ تعميق روح التوادد والتراحم والتعاون بين أفراد المجتمع
( وتعاونوا على البر والتقوى ، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) ( لا يرحم الله من لا يرحم الناس ) متفق عليه .
د/ تحميل الفرد مسئولية إصلاح المجتمع وإزالة الفساد على قدر طاقته ، والتعاون مع غيره لتحقيق ذلك قال الله تعالى فولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم ) هود : 116 ، وقال صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فقلبه وذلك أضعف الإيمان ) متفق عليه .
إن عملية بناء المجتمع الصالح هي عملية تكاملية تمازجية تسهم فيها كل طبقات وأجناس المجتمع بصورة متعاونة لا تبغي بعضها على بعض ، وكل واحد في المجتمع راع ومسئول عن رعيته : فالإمام راع ومسئول عن رعيته ، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها ، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته .
(12) التعليم :
التعليم هو عماد كل نهضة ، ورائد كل تغيير ، وباعث كل حضارة ومفجر كل طاقة ، وهو أساس نقل الخبرات وتمليك المعلومات ، والخبرات في كل شئ هي أساس التنمية ، وبالتنمية يتحقق الرخاء الإقتصادي ويتطور ولهذا فإن الحركة تعتبر التعليم والتربية وسيلة أساسية للتغيير والإصلاح والنهوض بالمجتمع الإرتري ، لذلك عملت منذ مولدها على الإهتمام بهذا الجانب فأنشأت ــ رغم إمكاناتها المتواضعة ــ بعض المؤسسات التعليمية من معاهد ومراكز لتحفيظ القرآن الكريم ، والمدارس لمرحلة الأساس والثانوية .
وبالنظر لواقع التعليم الحالي في الحركة نجده تعليما ناشئا يحتاج إلى العديد من المقومات والإمكانات سواء كانت بشرية أو مادية ، أو فنية أو إدارية ، ومع ذلك فإن ما قدمته الحركة من تعليم لأبناء المهاجرين الإرتريين يعد جهداً مقدراً لا يستهان به.
ولهذا ، ولأن إرتريا دولة حديثة التكوين والظهور في المجتمع الدولي ، ولها خصوصية جغرافية وسياسية ــ فإن التعليم المطلوب هو تعليم نوعي وكمي في آن واحد وينبغي أن يتميز بالآتي :
1/ أن يكون منطلقا من الدين ويعمل على غرس القيم النبيلة .
2/ إشاعة التعليم لكل أبناء إرتريا ، بحيث يكون إلزاميا في مراحله الأولى .
3/ أن يكون شاملا لكل جوانب الحياة الدينية والدنيوية .
4/ أن يراعي خصوصية المتعلم والفروق الفردية ، والميول والإتجاهات.
5/ أن يستخدم التقنيات التربوية الحديثة في التعليم وطرائقه .
6/ أن يكون مواكبا لحركة التطور والتفجر المعرفي الذي تشهده ساحة المعرفة الإنسانية.
وعليه فإن على الحركة أن تضاعف جهودها وتطور عمليتها التعليمية في كل جوانبها ، تضع السلم التعليمي في مراحل متدرجة ،
تراعي مكونات الشخصية المتعلمة من حيث النمو الجسمي والنفسي والعقلي ، ولا شك أن مطالب كل مرحلة عمرية للمتعلم تختلف عن الأخرى ، فينبغي أن يحسب لكل ذلك حسابه من قبل واضعي المنهج التعليمي ، وكذلك ينبغي أن تراعى عند التخطيط لمراحل التعليم المختلفة مطالب الحركة التغييرية الحالية منها والمستقبلية ، ، وتوضع لها اللبنات الصحيحة والصالحة من الوهلة الأولى .
إن الترتيب السليم للتعليم حسب متطلبات المرحلة واحتياجات العصر يعني الوصول إلى مخرجات تعليمية وأصول ثابتة يمكن الإعتماد عليها في بناء مجتمع العلم والإيمان مستقبلا ، وعلى الحركة أن تأخذ بجد العملية التعليمية ، وتعمد على صياغة الناشئة وفق الأهداف والمنطلقات التي تراها ، وعليها أيضا أن ترتب أولويات التعليم في كل مراحله حسب احتياجات الجماعة التغيرية حالا ومآلا ، بدءا بالتعليم في الكتاتيب وانتهاء بالتعليم التخصصي الدقيق الذي يخرج الخبراء في شتى المجالات العلمية ، وأن تؤمن له مصادر التمويل الكافية .
(13) الثقافــــــة :
هي مجموعة من العناصر والمؤثرات التي تطبع سلوك الفرد وتوجهه بطريقة لا شعورية ، ومن العناصر الأساسية التي تكون الثقافة : العقائد والأخلاق والفنون والصناعة والعادات والتقاليد والأفكار .
والثقافة توجه السلوك بطريقة غير مرئية أو محددة ، ومن ثم فإنها تشكل الدائرة الكبرى في النسق الاجتماعي ، وإن الأفكار التي لا يمكن تحويلها إلى سلوك أو لا يسمح لها بأن تصبح كذلك تظل قليلة النفع إن كانت أفكارا خيرة ، وقليلة الخطر إن كانت شريرة .
وإن مجتمعنا الإرتري ليتعرض اليوم لعملية التذويب الثقافي والتغيير الاجتماعي في مكوناته الثقافية (دين ، أفكار, أخلاق ، وقيم ,عادات ، تقاليد) ؛ الأمر الذي يفرض على الحركة الساعية للتغيير والإصلاح وتحسين واقع المجتمع إلى الأفضل ــ أن تهتم بالإصلاح الثقافي والتعرف على العقبات الثقافية للتخلص منها ، والتعرف على النقاط التي تحتاج إلى تقوية فتدعمها.
وما دامت الحركة تريد أن تجعل الإسلام بأحكامه وأخلاقه وآدابه ثقافة للمجتمع يتفاعلون معه ويمتثلون له على أنه جزء من كينونتهم ومزاجهم وهواجسهم وآمالهم ــ فإن عليها أن تدخل الإصلاحات المطلوبة على الثقافة العامة في إرتريا بحيث تصبح موافقة للهدي الرباني ، وذلك بإزالة كل أنواع الفساد الذي تراكم عليها ، إلى جانب تقوية الصالح منها ، ومحاصرة الأفكار الفاسدة والمنحرفة في أضيق نطاق ، وعدم إفساح المجال لها لتأخذ سبيلها إلى الحياة اليومية ، وضرورة إيجاد مثقفين يحملون ثقافة تمازجية تكاملية هدفها استشراف جميع المؤثرات والعناصر ذات الثقل في تكوين الوضع الحالي . وأن تتمحور جهود المثقفين والدعاة حول أهداف رئيسية معينة هي : العبادة وإقامة الحق والعدل وعمارة الأرض ، ويجب أن
تستبطن كل فكرة هذه المعاني ، وتستهدف هذه الأهداف ولو بصورة غير مباشرة .
إن إشاعة القيم الثقافية الخيرة ونشرها ليس محصورا على الدعاة والمثقفين أو المؤسسات التعليمية فحسب ، وإنما ذلك يحتاج إلى تضافر جهود كل أفراد المجتمع وتعاونهم لبلوغ الأهداف المرجوة .
الفجر
31-07-2002, 10:44 AM
(14) المال والتنمية :
المال دعامة الحياة ، ولا غنى عن القوة المادية في كل معركة من معارك الحياة سواء أكانت المعركة إقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو أخلاقية ، وهذا المال إنما هو عطاء الله ورزقه ، وملكية الإنسان له هي ملكية العارية المستردة ، أما الملك الحقيقي الأصيل فإنه لله الذي خلقه وخلق الكون الذي يعيش فيه ويستثمر طاقاته قال تعالى : ( وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ) النور : 33 .
وقد استخلف الله الإنسان على ذلك ليتصرف فيه تصرف المستخلف ، وحرية الإنسان في هذا الإستخلاف تكون بإعمال فكره ونظره لتطوير أساليب الإستثمار ووجوه الإنتفاع ، وطرائق الكسب في إطار ما شرع الله ، فالإنسان هو معدن الخير والشر ، وأداة الإصلاح والإفساد ، فهو الذي يصرف قوة المال .
والنظام المالي والإقتصادي في الإسلام يقوم على أساس العقيدة والإيمان بالله ، وعلى هذا الأساس يتوفر عنصر الرقابة الغيبية التي يستشعرها المرء في نشاطه الإقتصادى ، ولا يخفى ما يترتب على ذلك من استقامة ، ويقوم النظام الإقتصادي على فكرة الحلال والحرام التي هي تجسيد للقيم والمثل التي يدعو لها الإسلام ، لأن فكرة الحلال والحرام في الإسلام تمتد إلى جميع النشاطات الإنسانية وألوان السلوك ، كما أن النظام الإقتصادي يرتبط بمفاهيم الإسلام عن الحياة ومنهجه في تفسير الأشياء .
يعتبر الفرد اللبنة الطبيعية لبناء المجتمع السليم ، وفي نفس الوقت فإن المجتمع مسئول عن سعادة الأفراد الذين لهم الحرية الكاملة في النشاط الإقتصادي ، فلهم أن يجمعوا من المال ما يشاءون ، ولهم أن يستثمروه طالما كان ذلك عن طريق الحلال ، وعلى هذا نقر بالملكية الخاصة والعامة ، ونرى أن لكل منهما وظيفة إجتماعية يتحقق بها التوفيق والتوازن بينهما ، فالملكية الخاصة لها احترام ما دام مصدرها حلال ، وما دام الفرد يقوم باستثمارها وتنميتها بالطرق
المشروعة ويؤدي منها حق الله ، وإذا انحرف بها أوفيها عن مصلحة الجماعة بما يهدد كفاية المجتمع أو أمنه جرد من امتيازاتها التقليدية .
ومن الحقائق المؤكدة أن أنواع البشر يتفاوتون في الصفات الجسدية والنفسية والفكرية ، وبالتالي يتفاوتون في مواهبهم وإمكاناتهم ، وهذا يؤدي إلى التفاوت بين الأفراد في الثروة والمال ، ويجعل بعض الأفراد عاجزين عن الكسب أو مقلين ، فهؤلاء لا يتركون عالة أمام كوارث الحياة لترث نفوسهم الأحقاد على مجتمعهم ، بل يفرض لهم في أموال الأغنياء حقا معلوما كالزكاة والنفقات الواجبة ، وتوجد لهم أنماط أخرى للتكافل الإجتماعي ، ولهذا يجب أن لا تقام العلاقات الإقتصادية بين الناس على أسس مادية نفعية كما تفعل النظم الأخرى ، بل تقام على أسس إنسانية خلقية يتحقق بها التكافل والتعاون والتراحم والعدل والإحسان .
ويجب أن نسعى إلى إقرار العدالة الإجتماعية وتحقيق التوازن الإقتصادي ، وتجريد المال من وسائل الطغيان والسيطرة على شئون الحياة ، وضمان حياة كريمة للفقراء والمساكين وللطبقات الدنيا والكادحة من المجتمع ، وذلك بإنشاء وتنمية المؤسسات الإنسانية ذات الأهداف الإجتماعية وتدعيم الروابط الأسرية والإجتماعية عبر النفقات ونظام التكافل الإجتماعي ، وتحقيق الضمان الإجتماعي لكل مواطن ، والحد الأدنى من العيش الكريم ، ونحرص على أن تعمل طاقات الإنتاج في المجتمع بأقصى قدراتها الممكنة دون تعطيل أو إهمال .
إن تحقيق قيمة العدل كأساس لكافة المعاملات الإقتصادية والتصرفات المالية أمر ضروري ، وإن اكتساب المال وحفظه من الضياع ورواجه في الخير ونظامه في العمل وانفاقه بالقصد ــ من غير إسراف أو تقتير ــ وتوزيعه بالعدل هي الطريقة المثلى والسياسة الفضلى .
(15) السلم والحرب :
لا توجد في العلاقات الدولية المعاصرة حالة سلم دائم أو حالة حرب دائمة ، وإنما هي حالة صراع دائم لا يتوقف ، ولقد جاء الإسلام بشريعة شاملة تنظم أحوال الناس في كل مراحلها ، فشرع لحال السلم أحكاما وآدابا ، ولحال الحرب أحكاما أخرى وآدابا يلتزم بها المسلمون ، ودعا القرآن الكريم إلى السلم في ظروف وملابسات عادية توائمه ، قال تعالى : ( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم ) الأنفال : 61 ، وأمر بالقتال في ظروف وملابسات تحتمه فقال تعالى : ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين " البقرة : 190 .
والإسلام أول وأكمل تشريع خطا في سبيل إقرار السلم والسلام أوسع خطوات ورسم لاستقراره أدق الضمانات التي لو أخذت الأمم سبيلها، وسلك الحكام والزعماء نهجها لأراحوا واستراحوا . فالإسلام يعمق روح الإخاء بين الناس ، وجعل الناس شعوبا وقبائل ليتعارفوا وليتعاونوا على البر والتقوى وعلى ما فيه خير البشرية ، وذم التعصب الذي يدفع الإنسان إلى هضم حقوق الآخرين والاعتداء عليهم ، وأمر المسلمين بإقامة علاقاتهم مع غيرهم على التسامح الذي يتمثل في رعاية غير المسليمن وحماية أنفسهم وأموالهم وأعراضهم وجواز التعامل معهم ، وكانت دعوة الآخرين إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة ، قال تعالى : ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) النحل : 125 .
وإذا كان الإسلام يدعو إلى السلم فإنه في الوقت نفسه لا يقف أمام المعتدين موقف المستسلم الذليل ، بل يحث أتباعه لمقاومة أي اعتداء يقع عليهم قال تعالى : ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) البقرة : 194 .
وما دامت في الدنيا نفوس لها أهواء ونزوات ومطامع ، وما دام هناك في الدنيا خير وشر ، وحق وباطل ، وظالم ومظلوم ــ فلا بد من وقوع الحرب . فحين تكون الحرب لردع المعتدي ونصرة الحق ، والإنتصاف للمظلوم ــ فإنها تكون فضيلة من الفضائل تنتج الخير والبركة ، وحين تكون تحيزا وفسادا في الأرض واعتداء على الضعفاء وتحقيقا لمطامع ورغبات وأهواء ــ تكون رذيلة اجتماعية تنتج السوء والشر والفساد في الناس . ومن هنا جاء القرآن يبين أن الحرب ضرورة شرعية يلجأ إليها عند استنفاد الوسائل الأخرى ، قال تعالى ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ، ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ) الحج : 40 ، فأباح الله من قتل النفوس ما يحتاج إليه في صلاح الخلق .
وتختلف الحرب في أساليبها ودوافعها من عصر لآخر ومن أمة لأخرى ، ولكن الإسلام استبعد كل أنواع الحروب التي تدفعها وتثيرها العصبية العنصرية أو التي تثيرها المطامع والمنافع أو الإستحواذ على السلطة والثروات أو الثارات ، وجعل الحرب المشروعة هي القتال في سبيل الله ، قال تعالى : ( الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله ، والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت ) النساء : 76.
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل حمية ويقاتل رياء أي ذلك في سبيل الله ؟ قال : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، فهو في سبيل الله . رواه البخاري.
إذن الحرب في الإسلام حرب عادلة ومنصفة هي لرد العدوان الواقع على المسلمين أو يقع عليهم ، وتأمين لنشر الدعوة الإسلامية وإزالة العوائق والعراقيل التي يضعها أهل الشر والبغي صدا عنها ومنعا من مضيها ، قال تعالى : ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله ، فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين ) البقرة : 193 .
وهي أيضا من أجل حماية الوطن والمواطنين في عقيدتهم وأنفسهم وأعراضهم وأموالهم .
وحين يلجأ الإسلام إلى الحرب في تلك الظروف والملابسات والضرورات الاجتماعية فإنه لا يغفل الرفق والسماحة والإنسانية الفاضلة التي تلازمه دائما حتى أثناء المعركة ، خلافا للآخرين الذين يتحللون من كل القيود الخلقية والإنسانية ، فلا يتعدى المسلمون إلى من لا يناصبهم العداء من الأطفال والنساء والشيوخ والرهبان ، ولا ينهبون أموال المدنيين ، ولا يفسدون في الأرض ، ولا ينتهكون الأعراض . وهناك الكثير من الآداب والأحكام والتوجيهات التي أمر بها الإسلام أتباعه في تعاملهم مع أعدائهم في الحرب .
وتأسيسا على ذلك فإن حركة الجهاد تلتزم في سلمها وحربها بالنهج الإسلامي الذي رسمه الشرع لتنظيم حياة السلم والحرب دوافع وغايات ومبادئ وأخلاقا .
ولقد وقع على الشعب الإرتري ــ خاصة المسلم منه ــ ضيم كبير واعتداء غاشم من قبل نظام الجبهة الشعبية استهدف ضرورياته : الدين ، النفس ، النسل ، العرض، العقل ، والمال . فمنعت الدعوة الإسلامية من الممارسة ، وأغلقت المعاهد واعتقل المعلمون والدعاة وتعرضت العقيدة الإسلامية للتشويه والاستهداف ، وأصبح المجتمع المسلم يتعرض لسياسات وعمليات التذويب والمسخ والإبادة البشرية وانتشر الفساد والانحلال الخلقي ، وأفقر المجتمع من كل وسائل الحياة والمال والتعليم والعمل ، وإن كثيرا من الضعفاء والمساكين ، بل الشعب الإرتري كله يتمنى التخلص والانتقام من هذا النظام الذي دمر كل المكتسبات والخيرات والمقدرات في البلاد ، والذي لم يراع أي اعتبار للقيم والدين والإنسانية ، ليفعل كل شئ دون قيود أخلاقية ورحمة إنسانية في سبيل بقاء سلطته وتحكمه على مصائر البلاد.
وإن حركة الجهاد لتملي عليها عقيدتها الإسلامية وواقع مجتمعها الإرتري وأخلاقها النبيلة ومسئوليتها الإنسانية أن لا تسكت على هذا الواقع المرير ، إذ عليها أن ترفع لواء المقاومة والحرب ضد من يستهدف ضرورات الحياة . وإذا ما توفرت ظروف السلم المناسبة وضمانات تحقيق الأهداف والمصالح المرجوة ـ فإن حركة الجهاد ليست ضد إقرار السلام ، قال تعالى : ( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم ) الأنفال : 61 .
الفجر
31-07-2002, 10:45 AM
المبحث الثالث: موجهات السياسة الخارجية
--------------------------------------------------------------------------------
يموج الواقع السياسي علي المستويات الدولية والإقليمية والمحلية بتلاحق الأحداث والنوازل وتشابك وتضارب المصالح التي تعتمد علي لغة القوة ، والتي تحتم علي الحركة في أدوارها السياسية ومواقفها التميز والثبات الذي يقوم علي البصيرة والدراسة العميقة لمناهج الصراع السياسي بنظرة شمولية كلية مؤصلة ، لا تنطلق من ردات الفعل ودواماته القاتلة ، بل تستوعب الأحداث والطوارئ .
وهي تتميز بمواقفها ونظرتها وشعاراتها السياسية التي تلتف حولها الجماهير الإرترية ، فهي بهذا تتفاعل مع الواقع وترسخ مسلكها وخطها السياسي الذي يعمل علي: نشر الدعوة الإسلامية وتغيير المفاهيم والسياسات الباطلة من ناحية ومن ناحية تؤسس واقعاً وسلوكاً عملياً دعامته الثبات والتفاعل المنهجي .
والسياسة الخارجية للحركة تتحدد من خلال السياسة الشرعية ومقاصدها الهادفة إلى جلب المصالح ودرء المفاسد ، وتجتنب كل وسيلة أو كلمة أو موقف لا يخدم الأهداف العليا وذلك عملا بالقاعدة الذهبية التي قررها العز بن عبد السلام رحمه الله : (كل تصرف تقاعد عن تحصيل مقصوده فهو باطل ) ، وقد أبان القرافي رحمه الله هذه القاعدة بصيغة أخرى فقال : ( كل سبب لا يحصل مقصوده لا يشرع).
بناء على ذلك تسعى السياسة الخارجية في كل شأن يقدم العمل وتقف مع كل قضية عادلة مستخدمة منهج الاعتدال في المواقف والعدل في معالجة القضايا والتبصر في حلول المشاكل .
وعلاقة الحركة السياسية مع القوى والتكتلات الأخرى تقوم على المصلحة الشرعية للجماعة، وتختلف بحسب تلك القوى والتكتلات دعوة وولاء ، وقرباً وبعداً ، وعداء ومسالمة ، بحيث تنقسم إما إلى علاقة سياسية تصارعية أو علاقة سياسية تعاونية ، أو علاقة مسالمة ومهادنة .
وهنا تحديد لرؤى ومواقف الحركة السياسية على المحاور المحلية والإقليمية والدولية .
أولا : المحور المحلي
1- الشعب الإرتري :
يقوم تعاملنا مع المسلمين عموما وبمختلف مستوياتهم واتجاهاتهم على التعاون على البر والتقوى والسعي لكل ما فيه صلاح الأمة في حاضرها ومستقبلها وبسط صلة الأخوة الإيمانية واستشعار مكانتها العظيمة في ديننا الحنيف ، كما يقوم على الدعوة والنصح والتوجيه والإرشاد وبيان الحق بدليله والتدرج في الدعوة بالأساليب المنصوص عليها بقوله تعالى : ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي أحسن ) ، والسعي لدفع الشر والعدوان عن المسلمين جميعا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا ، ولا نقصد بذلك محاباة أحد منهم ولا رضاه ، وإنما نراه واجبا أملاه علينا المنهج الذي ارتضيناه لأنفسنا ، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله ولا يسلمه .
أما تعاملنا مع غير المسلمين فيقوم على الدعوة إلى الهدى وبيان الحق والمجادلة بالحسنى ، إنطلاقا من قوله تعالى : ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) ، ونعرف للمسلمين منهم حقهم المكفول لهم شرعا إنفاذا لعدل الله الشامل لكل البريات ، وامتثالا لقوله تعالى :
( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم ، إن الله يحب المقسطين ) الممتحنة/8 ، أما من طغى وتجبر واعتدى على الدين والأنفس والحرمات ، فلا بد من مدافعته ومجاهدته حتى ننسيه بالجهاد وساوس الشيطان وأطماع الهوى ، ونتمكن بإذن الله من رد الظلم ودفع العدوان وإقامة شرع الله في أرضه ليستظل العباد جميعا بظل عدل الباري جل ثناؤه وتقدست أسماؤه ، قال تعالى :
( إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ، ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون ) .
الفجر
31-07-2002, 10:46 AM
آخر حلقة من الميثاق
2- التنظيمات الإرترية
ونعني بها التنظيمات الإرترية المناوئة لنظام الجبهة الشعبية في إرتريا ، وهي وإن كانت تتفق جميعها على إسقاط حكومة الجبهة الشعبية إلا أنها تختلف في برامجها وتوجهاتها ، وفيما يلي سياسة الحركة تجاه تلك التنظيمات :
أ/ السعي لتوحيد الصف الإسلامي والتعاون مع كل جهد إسلامي على الخير ونصرة الحق وبذل النصيحة ودرء الشر ، إنطلاقا من قـول الله تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) المائدة : 2 .
ب/ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبذل النصح وبيان الحق لهم ودعوتهم إليه بالتي هي أحسن .
ج/ إعتماد مبدأ الحوار والجدال بالحسنى وتجنب كافة أشكال الإحتكاكات والمواجهات مع تلك التنظيمات .
د/ التنسيق والتعاون معها مجتمعة أو متفرقة فيما يحقق الأهداف المشتركة ولا يتعارض مع برنامج الحركة ومنهجها وعليه ينبغي أن يتضمن الخطاب السياسي للحركة ما يطمئن الشعب الإرتري بكافة فيئاته وفعالياته ما يحقق تطلعانه من العدل والأمن والاستقرار والرفاهية والحرية .
ثانيا : المحور الإقليمي
لم تشهد منطقة القرن الإفريقي استقرارا منذ عهد بعيد ، وقعت بينها حروب بسبب عوامل ذاتية ، وأخرى خارجية أوجدتها الأطماع السياسية في المنطقة ، وبالرغم من ذلك فإن ما يوجد من صلات وعلاقات بين شعوب المنطقة وتداخلهم عرقيا ودينيا تصلح أن تكون أرضية لبناء العلاقات الطيبة والتحرك بدور إيجابي من كل الأطراف المعنية في المنطقة لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني ، والنماء الإقتصادي ، وإيقاف الصراعات التي أعاقت ذلك . ويكون تحرك الحركة في هذا الاتجاه على النحو التالي :
1/ السعي لإيجاد ظروف مواتية لدعم جهادنا في الدول ذات القرب والتأثير .
2/ التحرك في دول المنطقة وكسبها سياسيا وتعرية ممارسات نظام الجبهة الشعبية في إرتريا وخطورته على أمن المنطقة واستقرارها .
3/ تكثيف النشاط في أوساط دول وشعوب المنطقة بالوسائل الممكنة ، وتبصيرها بعدالة قضيتنا .
4/ السعي لإيجاد فهم مشترك بين شعوب المنطقة على التعاون فيما يحقق مصلحة المنطقة ، ويدفع عنها المخاطر التي تتهدها أمنيا وسياسيا .
ثالثا :المحور الــدولي
إن عالم اليوم في ظل النظام العالمي الجديد يشهد ميلاداً جديداً تبدلت فيه القوى العالمية بتبدل التقدم التكنولوجي والإقتصادي والمعلوماتي ، مما جعل العالم محدوداً في مساحته وقدراته .
وفي ظل تطورات النظام العالمي الجديد والصراع الدولي المختلف والمتداخل ، فإن على حركة الجهاد الإسلامي الإرتري أن تتعامل بحكمة مع الدول والتكتلات والتوجهات المختلفة ، وتتجنب أي نوع من أشكال الصراع والمواجهة ، وأن تبحث عن أوجه التعاون الذي يخدم أهداف الحركة ويحقق مصالحها وفق دراسات شرعية وواقعية . فالعمل في هذا المجال يحتاج إلى التكيف مع المحيط ومرونة تقي صدمات الطريق ، استصحابا لخصوصية الموقع وكل ما يتطلبه من حسن سياسة ولباقة في التعامل مع المحيط الإقليمي والعالمي ، وتشابك المصالح والقضايا الإقليمية والعالمية وتصادمها ؛ لذلك يجب أن يتسم خطابنا السياسي بعدة سمات :
1/ الإبتعاد عن أساليب الاستعداء والمواجهة الشاملة .
2/ تجنب مواطن الإثارة في الأقوال والأفعال والمواقف .
3/ إقناع المحيط الإقليمي والعالمي بالظلم الواقع على الشعب الإرتري وعدالة قضيته وشرعية جهاده .
4/ إعتماد الخطاب السياسي على المعلومات الصحيحة والإحصائيات الدقيقة والموثقة .
5/ الابتعاد عن الطرح الانفعالي ، والتراشق الإعلامي .
6/ وحدة الخطاب السياسي وعدم تضاربه ، واستلهام الخطاب لمفردات المنهج .
هذا وبالله التوفيق والسداد
إنتهى ....
ولزيادة المعلومات إليكم موقع ( حركة الجهاد الإسلامي الأرتري )
www.eijm.org