PDA

View Full Version : ( أســيرُ .. أســيرُ ... ولكنني لا أصـــل ... )


بو عبدالرحمن
03-07-2001, 06:07 PM
- -
قال ونبرة مؤثرة على شفتيه ، ودمعة تترقرق في عينيه :
نعم .. أنا أسير ولكني لا أصل ..!
وأتعب تعبا كثيرا ، ولكني لا أجد لذة في تعبي ، كما يجدها الصادقون ..!
لقد تأكد لي أني أسير في طرق شائكة ، كثيرة التعاريج ، طويلة ، كثيرة الالتواء
مع أنني على يقين أن الطريق واضح وقصير ، ومعالمه بينة محددة لا تخفى على عين عاقل ..
سبحان الله ، كأن على عيني غشاوة ..! ..
أعرف جيدا .. غير أني كمن لا يرى ..!
أوقن ولكنه يقين أشبه بالشك ..!

لعل مصيبتي التي لم أعرف كيف أضع أصابعي عليها ..
أنني تكيفت مع ( الحيرة ) حتى صارت جزءاً من دمي ..
ومن ثم فلا أرغب في الخروج من دائرتها ، حتى لو رأيت أطواق النجاة تمتد إلي من هنا ومن هاهنا ..!

العجيب الغريب .. أنني أصيح بكل ما في حبالي الصوتية من قوة ...
أنادي في جزع : من ينقذني ..أين أهل النخوة والمروءة والنجدة ..!؟
فإذا لبى النداء أحد منهم .. وبادر في لهفة وحماس يمد يده في جهد جهيد لتصل إلى …
تجدني أحجم .. وأتخوف ..وأنكمش ..واسحب يدي التي كانت تشير قبل قليل !!
لا لكراهيتي لهذا الإنسان .. بل إني اشعر بأن قلبي يخفق بشكره ..
ولا لعدم رغبتي في النجاة .. فتلك غاية ما أرجو ..

ولكن شيئا ما يشدني بقوة إلى القاع ، لأبقى هناك مع الحيرة ..
حيرة تتلبسني ، وتتعب معها روحي ..
حيرة أجدها أجلى ما تكون إذا خلوت بنفسي ..
حيرة ربما يكون سببها عقلي الذي يهوى أن يحلل الأمور تحليلا عقليا .. ولا يقبل غير منطق التحليل هذا ..
حيرة تغرس أصابعها في عيني ، إذا استمعت إلى ما عند الآخرين مما يفيض به على قلوبهم من فيوضات السماء ..
يا صاحبي … يا صاحبي …
أرجوك .. هل عندك حل لمصيبتي .. ؟؟!

وطأطأ رأسه وهو يدعو بدعوات اهتز لها قلبي ..
كان يدعو الله أن ينقذه مما يعاني ، أو أن يأخذه فيرتاح من هذا البلاء كله ..
وكدت أن أبكي بين يديه .. ولم أملك إلا التأمين وراءه ، على شطر دعائه الأول ،
ثم مواساته على الشطر الثاني بما فتح الله على قلبي في تلك الساعة ..

السؤال ..
من يدلنا على مخرج من هذه المعضلة ،،
التي اكتشفت أن كثيرين من شبابنا _ من الجنسين _ يعانون منها ..؟
من يساهم معنا في طرح حلول لمثل هؤلاء الأحباب لعلهم يثبتون أقدامهم على الطريق ؟
لعلهم يخرجون من هذا النفق المعتم ، نفق الحيرة ، إلى وجه النهار ..!؟

بو عبدالرحمن
04-07-2001, 10:52 AM
-
تعمدت هذه المرة أن لا أطيل
مع أن الموضوع واضح انه لم يكتمل
لأني رغبت في قضية مثل هذه أن يشاركني الأخرون
فلعل ما قلته لذلك الصاحب لم يكن دقيقا ..
على كل حال ..
سأتريث قليلا ..منتظرا مشاركة الآخرين ..
ثم ساضطر أن اسوق ما قلته لصاحبي يومها..
وبالله التوفيق ..
- -

بو عبدالرحمن
05-07-2001, 07:01 AM
-
يبدو أن علي أن أسير وحدي .. واقطع الطريق بمفردي ..
لا بأس .. استعين بالله جل جلاله وأتوكل عليه ..
- - -
كان مما قلته لصاحبي ، بعد أن وجهت قلبي كله إلى السماء استمطارا لبركتها ..
ابتداءً ..
أحب أن أطمئنك أنك على خير .. وفي خير .. وإلى خير _ إن شاء الله _
ما دمت تسير .. وتصر على مواصلة الطريق .. فثق أنك ستصل بعون الله

السير في حد ذاته نعمة .. بل نعمة عظيمة
لن تعرف روعة هذه النعمة إلا حين ترى ثمراتها المدهشة ..
وأوضح ما تكون الثمرات : في الآخرة ..
يوم ستجد في ذلك اليوم العصيب حسنات كأمثال الجبال ..
ويكفي أن هذا السير والإصرار فيه سيكون سبب لدخولك الجنة برحمة الله ..

السير في حد ذاته __ مهما شق __ هو أروع كرامة يكرم الله بها عبد من عباده ..
فقد قرر علماؤنا الأفاضل : أن الاستقامة أعظم كرامة ..

تذكر أن كثيرين غيرك صُرفت قلوبهم إلى المستنقعات الآسنة
فهم يتمرغون فيها معرضين أنفسهم لسخط الله عليهم ..
في اللحظة التي تكون أنت مشدود القلب إلى السماء ..

نعم .. صحيح .. ولا ريب ..
أن لصحة السير .. وصدق المسير ..
ثمرات عاجلة .. رائعة.. بديعة .. مثيرة .. مبهجة ..
يجدها من وضع قدمه على الطريق ، وأصر على المضي ، وتحلى بجرعة صدق ، وحرارة إخلاص ..
لكن .. لكن أرجو أن تنتبه ..
أن عدم وجدان هذه الثمرات العاجلة لا يعني أنك منبوذ .. أو مطرود من رحمة الله ..
بل هذا يعني بوضوح ..
أنك تحتاج أن تجلس مع نفسك .. لتفتش زوايا قلبك وما فيه ..
وتقلّب ملفات سلوكياتك كلها ، وكيف هي ..
وتدقق في أمرك كله ، ما تأتي وما تدع ..
لتضع يدك على الخلل الذي يحول بينك وبين أن تذوق بقلبك الروائع التي يتحدث عنها من سار قبلك ، وصدق السير ..
فعرف .. واغترف .. وذاق . ورق . وراق .. !

لعلك تكتشف مثلا ..
أن العلة تكمن في قلبك من خلال مرض خفي ..
أو في طريقة تفكيرك .. وأنها تحتاج إلى تعديل ..
أو في الأجواء التي تنغمس فيها ..
أو في ظرف ما تمر به يشوش عليك كل التشويش ..
أو في الرغبة للوصول إلى مثل عالية راقية ، غير أنك تجد نفسك عاجزا عنها ...
وغير هذه الأمور ..
المهم الآن ايها الحبيب ..
أريد أن أؤكد لك كل التأكيد :
أن مجرد سيرك في هذا الطريق نعمة عظيمة أكرمك الله بها
فعليك أن تحمد الله عليها ..
الهج بحمد الله .. اشغل قلبك كله بالثناء عليه ..
أدم شكره ..بلسانك وقلبك وعملك ..
وتذكر بعض القواعد الربانية التي قررها الله في كتابه الكريم ..
ومنها :
( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) …….(إبراهيم:7)
وقوله تعالى :
)وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) … (العنكبوت:69)
وفي القرآن قواعد نورانية كثيرة مثل هذه ..
عد إلى كتاب الله تعالى متدبرا له ، وفتش عنها ..
- - -

كانت هذه هي النقطة الأولى في حديثي مع صاحبي الذي يشكر الحيرة
وسأكتفي بها اليوم ...
وأسأل الله أن يتقبل منا ومنك .. وأن يرضى عنا وعنكم ...
وأن يبارك فيما نقول ونفعل ..
وإلى لقاء ..
- - -

هايدي
06-07-2001, 08:17 AM
أخوي ... بو عبد الرحمن

جزاك الله خيراً على طرحك لهذا الموضوع المهم .... وفتح باب المناقشة فيها ...

نظراً لأهمية الموضوع ... ولأن الكثير ممن هم حولنا واقعون في هذه الحيرة ...
فأحببت أن أساهم معكم في فكها بوضع اقتراحات لطرق النجاة ...
أرجوا من الله التوفيق ...

أضع أولاً بين أيديكم هذا المثال ... ولنقُل ...

شخص سقط في بركة وحل متحرك ... ويستصرخ طلباً للنجاة .. قد يكون هناك من يستمع إليه ... ولكن ...
يأبى انقاذه خوفاً من السقوط معه والغرق .. ثم الموت ...
هذا الإنسان بطبعه أناني وضعيف ...
وبعد كثرة الصرخات .. جاء إليه رجل قوي شجاع ...
ومد إليه يده رغبة في انقاذ حياته ... ولكن ... لا فائدة
قوته الفردية لا تكفي وإنما يحتاج إلى قوة أكبر لشده وجذبه من الوحل .....
ثم اهتدى إلى فكرة ...
الحبل ( أهم أداة من أدوات النجاة ) ...
أحضر هذا الشجاع حبل قوي متين ... فألقى إليه طرف الحبل وأمسك بلأخرى .. وهمَّ بشده .. ارتفع قليلاً ... ولكن لم يصل إلى بر الأمان بعد ...
يحتاج إلى قوة أكبر ...
إذاً ما الحل ؟؟
رأى بطلنا شجرة قوية بقربه ربط فيه طرف الحبل اللذي معه .. وأخذ يشد بقوته مستعيناً بالحبل والشجرة وقبل ذلك بالله حتى خرج الرجل إلى بر الأمان ...
فأصبحوا إخوة بفضل هذا الموقف العصيب ....

المهم ... واللذي أريد أن أصل إيه هو ....
قياس هذا الموقف بالرجل الحائر في أمر دينه ...

فبركة الوحل هي ملذات الدنيا وشهواتها .. تجذبه إليها كلما حاول الخروج منها .. وإن استسلم لها مات قلبه ودينه ..

والرجل المنقذ ( القوي الشجاع ) رجل ذا تقوى وصلاح .. يدعو الناس إلى الخير ويخلِّصهم من الشر ....
بالطبع لا يستطيع أن يقول لفلان .. إفعل كذا وكذا ..( بصيغة الأمر ) فالنفس تأبى ذلك ..
وإنما بالتودد إليه ومد يدهُ له بكل خير حتى يهتدي بإذن الله .. فيفعل ما يريده أن يفعل بدون أمره .. وإنما رغبة من نفسه ..

والحبل .. هو حبل الإيمان ... كلما زاد إيمانه في قلبه زاد سُمك حبله فينقذ به من ينقذ ...

والشجرة ... هي الشجرة الطيبة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) كلمة التوحيد ...
نستمد منها القوة والخلص من أوحال الدنيا وشهواتها حتى نصل إلى بر الأمان ...

إذاً هذه هي أدوات النجاة .... تقوية صلة بالله واتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم يُولِّد الإيمان في القلب ... فتتحرك الجوارح إلى ما يرضي الله ... فيحصل النجاة في الآخرة .. وهنا بر الأمان ... وهنا الراحة والسعادة الأبدية ...

------

نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يمنَّ علينا بالهداية .. وأن يجعل من فوقنا نوراً ... ومن تحتنا نوراً ... ومن بين يدينا نوراً ... ومن خلفنا نوراً ...
حتى نسير في هذه الدنيا على بصيرة .. ونخرج منها يسلام ...
ونصبح حينها ممن أتى الله بقلب سليم ...
اللهم آمين ....

---
تحياتي للجميع ...
:) :) :)

بو عبدالرحمن
06-07-2001, 10:23 PM
-
الأخت الفاضلة الجليلة / هايدي
............... رعاك الله وحفظك ورفع قدرك

ما شاء الله لا قوة إلا بالله
رائع هذا التعقيب .. رائع جدا ..
جاء تعزيزا للفكرة ، يوضحها ويؤكد عليها
ويرسم الطريق بسلاسة للخروج من ضنك الحيرة

مثال في منتهى الجمال ..
وصياغة للمثال بديعة وجميلة
بارك الله فيك ..
ونفعنا الله بك وبدعواتك الطيبة ..
أرجو أن أرى مثل هذا التواصل لا ينقطع ..
اسأل الله أن يتقبل مني ومنك .. وأن يرضى عني وعنك
وأن يغفر لي ولك ..
- -

بو عبدالرحمن
08-07-2001, 02:23 PM
-
بعد الفراغ من النقطة الأولى وتقريرها في قلبي أخي الحبيب
والتأكيد عليها ، حتى لا تغيب عنه :
أعني :
أن يثق بأنه على خير ، وفي خير ، وإلى خير ..
ما دام يصر على المضي في هذا الطريق رغم وعورته ..
فالجنة حفت بالمكاره ...
أما طريق النار فإنه مزخرف بألوان من الشهوات التي يسيل لها اللعاب ..!
نسأل الله أن لا يخدعنا الحواة المهرة ، حتى يخيلوا لعيوننا ما لا حقيقة فيه ؟؟!!
- -
بعد بيان هذه النقطة وتجليتها والتأكيد عليها:
من خلال نصوص كثيرة من القرآن والأحاديث ، ومن خلال شواهد من السيرة ، ومن خلال أقوال العلماء رحمهم الله ..
- -
بعد تقرير هذه الحقيقة .. جاء الحديث عن النقطة الثانية :
حدثته _ بعون الله عز وجل _ :
عن معنى الحيرة من خلال ضرب مثال ..
وقد قيل : بالمثال يتضح المقال ..
- -
لو أن إنساناً وجد نفسه يسير في طريق لا يعرفه .. ويتجه إلى وجهة لا يدري أين هي بالضبط ؟؟

أو أنه يسير وراء دليل متمكن .. ولكن تفكير هذا المسكين فيه خلل ما
حيث لم يرض بسير الدليل ، ولم يرمِ ثقته على هذا الدليل الحريف ..
بل نراه يصر بعد كل شوط يسير فيه ، أن يعرض عليه الدليل خريطة الطريق التفصيلية ..!!!!
ثم إذا به يناقش الدليل في الخطوط المعروضة هنا .. وفي النقاط المتناثرة هناك .. وفي المعالم الموزعة في كل اتجاه..
ويحاول أن يناقش بعقله كل صغيرة وكبيرة يراها، ويصر أن يعرف حكمة كل شيء ، في كل جزئية ، وفي كل خط ..
لا بل هو يعترض على بعض الخطوط لماذا وضعت بهذه الكيفية ..!!!..

ومهما حاول الدليل إقناعه ،بأنه يكفيه أن يسير وراءه ليصل إلأى بر الأمان .. يبقى مصرا على موقفه ، فتأخذه الحيرة كل مأخذ ..!!

أو هو يسير مع بعض الأدلة ، غير أنه رأى في سلوكياتهم ما يثير الشبهة في نفسه ، أنهم يعرفون الطريق وتفاصيله ، فتولدت في نفسه حيرة قاتلة ، بسبب هذه الملاحظة ..!!
ونسي المسكين أمرا في غاية الأهمية ..
أن هؤلاء الأدلة أنفسهم إنما يقتبسون أضواء لمشاعلهم من نور الدليل الرئيسي الذي يقود القافلة كلها وهو يمشي في المقدمة يباهي بسيره نجوم السماء ..!!

فصاحبنا لأنه قصر نظره على هؤلاء الأدلة القريبين من أنفه ..
فرأى منهم ما رأى .. تولدت عنده الحيرة ..
مع أنه لا مكان لها في الحقيقة ..
فقط كان عليه أن يرفع رأسه ليتطلع إلى المقدمة ..
ومن يدري لعله يقفز إلى المقدمة رأسا .. !!

أو أن صاحبنا يرغب أن يقطع مراحل الطريق الطويلة بين عشية وضحاها !!!!!
- -
هذه الصور أحسبها __ والله أعلم __ تحصر أسباب الحيرة عند الإنسان ..
فإما حيرة بسبب عدم وضوح الطريق ..
وإما سببها عدم معرفة الهدف من الرحلة كلها ..
وإما سببها الإصرار على معرفة الحكمة في دقائق الأمور ..
وإما سببها خلل في التفكير حيث يدخل العقل مداخل يتجاوز فيها الخطوط الحمراء ..
وإما سببها ما يراه الإنسان من تناقض بين الدليل المرشد وبين سلوكياته ..
وإما سببها الرغبة في الوصول السريع إلى الكمالات ، ثم هو لا يستطيع ذلك ..
- - -
تفاصيل هذا المثال ، وتوضيح هذه النقاط هي محور حديثنا القادم بعون الله تعالى ..
- -

بو عبدالرحمن
09-07-2001, 03:49 PM
-
إن التذكير سبب من أسبب التنوير ..
فإذا استنار القلب ، فقد أبصر ..
وهل كانت مجالس رسول اله صلى الله عليه وسلم إلا مجالس تذكير
تذكير بالله سبحانه .. وتذكير باليوم الآخر .. وتذكير بالأعمال التي تقرب إلى الله ونحو هذا ..
من هنا فإننا نذكر بمثل هذه المعاني ..

سعودية
10-07-2001, 04:30 AM
الأخ الفاضل / أبو عبدالرحمن ..
حفظك الله ورعاك وحرس خطاك ..

أسأل الله عز وجل أن تكون موفور الصحة والعافية ..

في كلماتك يا أخي هذه وقفت عاجزة عن الرد ..
ولكن بعد تكرار القرأة ... شدتني جملة واستوفقت نظراتي المتبعثرة هنا وهناك .. بين تلك السطور ..

((( ولكن شيئا ما يشدني بقوة إلى القاع ، لأبقى هناك مع الحيرة .. )))

ثم التفسير المباشر من صاحب الجملة ..

((( ربما يكون سببها عقلي الذي يهوى أن يحلل الأمور تحليلا عقليا .. ولا يقبل غير منطق التحليل هذا .. )))

وتذكرت على الفور كلمات قرأتها لشخص كريم ساعدني بهاكانت ذات تحليل منطقي جميل ورائع ..
فأحببت أن أكتب هذه الكلمات لما كان لتلك المعاني من أثر جعلها تنصب على قلبي انصباب ضوء الفجر وهو يتولد على زهرة تهتز والندى يبللها ..

وكانت تتجلى تلك الكلمات عن ..
.. نظرة الإنسان للدنيـــــا ..

وأن الدنيا - كل الدنيا - أشبه ما تكون بالشيء المفقود في الكون المنظور ..

وهذه المسألة من عجائب ما يقرره العلم وتؤكده أقوال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ..

فإذا استقرت هذه الحقيقة في قلب إنسان ..
ينبني عليها قائمة طويلة من الأعمال والسلوكيات ..

فقد قال بعض العلماء ..
أن أول خطوة على الطريق السالك إلى الله ، الموصل إلى الفردوس قصد- بالطبع بعد معرفة الله معرفة يقينية - أن تكون لهذه الإنسان نظرتان واضحتان ..
لا تغيبان عن باله اينما كان ..

النظرة الأولى ..

أن يعرف حقيقة الدنيا - وأنها لا تساوي شيئاً البته - من كل وجه ومن ثم فلا يجزع عليها ولا يسقط نفسه من أجلها ..

ولا تذهب روحه حسرات ..
فإن أقبلت عليه فبها ونعمت حاله وعليه أن يسخرها لمن ساقها إليه ولن يفرح بها كما يفرح المسعرون ..

وإن أدبرت ولم تأت إليه كما يتمنى ويشتهي !!
فلن يجزع ولن يضطرب ، لأنه أيقن ملء قلبه أنها لا تساوي شيئا في الحقيقة ..


النظرة الثانية ..

أن يعرف يقينا- واليقين منزلة أعلى من مجرد الإيمان ..
يعرف الأخرة وما فيها من أهوال وأعاجيب تدير الرأس ، ثم جنة ونعيمها .. أو _ والعياذ بالله -!!

ويؤكد علماء التربية العارفون أن استقرار هاتين النظريتين في قلب الإنسان قد تقلب حياته قلبا كليا ..

لا سيما إذا انتصبتا في عينيه ولم ينسهما ، فإن امورا كثيرة لابد أن تتغير في هذا الإنسان ..

وإنتهت كلمات ذاك الإنسان الكريم ..

فإن تشربت روح رفيقك تلك المعاني التي تنساب إلى القلب ونجح في ذلك ..

فسيكون وضع قدمه بثبات في طريق الخلاص من كل ألوان الحيرة التي يشتكي منها ..

وسوف يســيرُ .. يســيرُ ... ولكننه سيصـــل بإذن الله تعالى ... )


تحياتي إليك اخي الكريم ..

بو عبدالرحمن
11-07-2001, 06:58 AM
-
الأخت الفاضلة الجليلة / سعودية
................... رعاك الله وحماك من شر كل ذي شر

ابتداء .. حياك وبياك وجعل الجنة مأواك
من غير سابقة عذاب .. ولا مناقشة حساب ..

سعدنا بعودتك الميمونة .. والتي أسأل الله أن تكون عودة محملة بغنائم كثيرة ينتفع بها القاصي والداني ، والجديد والقديم ، والصديق والخصم ( ان شاء الله لا يوجد خصوم )

ثالثا :
أما بالنسبة لتعقيبك الرائع ..
فقد طال تأملي له ، وإعجابي به ،
لقد حركت معانيه الرائعة أوتارا في قلبي، وجاشت مشاعر كثيرة
وأيقنت أنني أولى بهذه المعاني من صاحبي ( المحتار ) ..
ومع أن هذه الكلمات ، وما تحتويه من معاني ضخمة
قد مرت بي ، لكن كأنما أقرأها اليوم لأول مرة !!

أسأل الله العظيم الكريم أن يفيض على ذلك قلب الإنسان الذي ساقه الله في طريقك
لتنتفعي منه مثل هذه الفائدة العظيمة ..أن يفيض على قلبه من بركاته ورحماته ..
وإني لأحسب أن هذا غيض من فيض ..
ولذا فإني أنتظر تعقيباتك الأخرى لأنتفع بها ( بل لننتفع بها جميعا )
أرجو أن صاحبي _ المحتار _ يقرأ هذه الكلمات الطيبة المعطرة المضيئة فينفعه الله بها

بارك الله فيك
ونفعنا الله بك وبدعواتك ..
أسأل الله أن ينير قلبك ودربك وعقلك وقبرك ..
- -- -

بو عبدالرحمن
12-07-2001, 12:14 AM
أخي الحبيب / نور الصباح .. حفظه الله ورعاه .. ( من موقع الإمارات )
أتحفني بالتعقيب على هذا الموضوع الحساس بهذه الباقة المعطرة من الكلمات التي تحتاج إلى وقفة متأنية أمامها ..
- --

بو عبدالرحمن
بداية اهنئك على هذا الموضوع الرائع الذي ينضاف الى عقد رصعته بكلماتك ..
أسأل الله أن يرفعك بها درجات في الدنيا والآخرة

أخي الحبيب
ان هذه الدنيا بصفوها وكدرها قد الهت الانسان عن ان يتجه لربه ..
فما يفيق الا إذا أصابته فاجعة فيها ليثوب إلى مولاه مع ان المطلوب هو العكس تماما . .( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا )
أخي الحبيب
يقول المولى عز وجل : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين )

من ذا الذي لجأ إلى الله بصدق فخيبه ..؟‍
من الذي أمله فأهمله ..؟‍
ينقصنا التوجه الصادق الى الله .. الانطراح بين يديه .. الاعتراف بفضله وإحسانه .. سؤاله القرب منه..
وعندها أخي إذا أنست النفس بربها فلا تسل عن السعادة التي ترفرف على جوانبها

أخي الحبيب
نعم كثيرون هم وكثيرات من يرغبون ان يشقوا الطريق الى ربهم
وبقي عليهم المجاهدة..
وبقي أن نشد على ايديهم .. وان نزرع الايمان في قلوبهم.
وأن نقف بجوارهم .. وأن نمضي معا الى جنات النعيم ، اخوة متحابين

انه عمل شاق انها الدعوة الى الله عزوجل

وكل يدعي وصلا لليلى *** وليلى لاتقر لهم بذاك

ولكن :
( ومن أحسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا )
فلنضعها نصب أعيننا وعندها ستكون المهمة لذيذة رغم مشقتها..

تحيتي العميقة لك ولما تكتبه بارك الله في انفاسك ..

اخوك
نورالصباح

بو عبدالرحمن
13-07-2001, 11:44 AM
-
وأيضا .. . من موقع آخر ..
كان من بديع ما جاء من تعقيب على نفس الموضوع
هذا التعقيب للأخ الفاضل العزيز / بحر الإمارات
فإنه يصب لصالح الموضوع ، لعل الله ان ينفع به أخونا المحتار ..
- - -

جزاك الله خيرا .... يا أبا عبد الحمن .... وبارك الله
فيك .... لطرح موضوع مهم جدا

أخي في الله....
ومن الأمور التي تعين على التوبة والإستمرا عليها .........

1- إخلاص النية لله تعالى في التوبة وجميع الأعمال الأخرى ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من ترك شيئا لله عوضه خيرا منه)

2-أن يحاول التائب قدر ما يستطيع إن يعمل أعمالا صالحة تثبته على طريق الخير... قال الله تبارك وتعالى :
( إن الحسنات يذهبن السيئات )

3-أن يستشعر قبح وفداحة الذنوب التي ارتكبها وضررها عليه في الدنيا والآخرة..

4-أن يبتعد عن المكان الذي يمارس فيه المعصية ..

5-أن يجد لنفسه رفقة صالحة تعينه على الخير من الصالحين وأن لايجالس رفقاء السوء الذين كان يعمل المعاصي معهم ...

6-أن يداوم على قراءة الآيات المخوّفة للمذنبين في القرآن الكريم والسنة المطهرة ...

7-أن يتذكر أن العقوبة المعجلة قد تأتيه في أي وقت ....قال تعالى ::
( وأنيبوا إلى ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لاتنصرون)

8-أن يداوم على ذكر الله سبحانه وتعالى في جميع الأوقات ..
فذكر الله من أعظم الأسباب المعبنة على طرد الشيطان ..
ويحاول المحافظة على الأذكار خاصة في الصباح والمساء وعند النوم وغيرها الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم
- - -
وأضيف على هذه الباقة الرائعة :

9_ كثرة الإلحاح على الله بالدعاء والمناجاة والتضرع والبكاء

10_ ان لا يغفل على القرآن الكريم تلاوة وتدبرا وفهما ، ففيه شفاء لما في الصدور .. وفيه جوابا لكل سؤال ..
يعينه على ذلك التفهم :
الرجوع إلى كتب التفسير .. والحرص على حلقات العلم ، ومتابعة الأشرطة النافعة المؤثرة .. وسؤال الآخرين عما يشكل عليه ..

-- -
وبالله التوفيق ..
- - -

سعودية
14-07-2001, 06:35 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أخي الفاضل ..
رعاك الله وحفظك من كل مكروه ..

في السابق كنت أقرأ وأستمتع بكتاباتك وتعقيباتك على الردود التي تساهم معك في تلك الموضوعات الرائعة ..

وكنت أقف من بعيد متأملة ثم سرعان ما أهرب ..
ولكن ..
أخذتني الجرأة وكتبت بعض التعقيبات لأن نفسي لم تتمكن من الوقوف أمام هذا الكم من الكلمات الرائعة بدون أن تصفق بأعلى صوتها ..

ومنها هذا الموضوع الذي شدني وقرأته .. العديد من المرأت ..
لكني لم أجد ما أجيب عليه ..
وكيف أعقب ولا أستطيع أن أقول ..
كلمات بسيطة لا توفي حق هذا الموضوع ..

فما كان مني إلا أن وجدت ضالتي ..
نعم وجدت تلك الكلمات المنقذة ..

كانت كلماتك (( أبو عبدالرحمن )) ..

كان فيها تحليل منطقي قد كتب بقلم حبره الروعة ..
وأعجبتني وأحسست أنها مكملة لنفس الموضوع ..
فلا شك إذا كانت كلمات من نفس العقل والمنطق فإذا سوف تكون على نفس المستوى والترتيب المنطقي ..
وبنفس الروعة الأدبية ..

وأضفت ردي وكنت بذلك أبدي إمتناني لصاحب الموضوع وأبين له ..
أني في قمة العرفان له ..
لما لكلماته من أثر غير طبيعي على حياتي ..

ولكن ..

وليت لكن لم تكن ..

فقد أحسست بعدم الرضاء عن ما حدث ..
وبأني وجب علي أن أكتب أنها من كلماتك ..

فلا أريد أن تنسب لغير كاتبها ..
فلم أتعود على أن أنسب شيئا لشخص لي أو لغيري ..

فأنا أعتذر يا سيدي الكريم عن تلك الزلة وأطلب الصفح ..

وأعد أن أعود إلى مقعدي السابق ..
مجرد قارئه مستمتعة ..
ولن أسمح لتلك النفس أن تعقب مرة أخرى ..

فلك كل الأحترام وأتمنى قبول إعتذاري ..

وأرجو الرجاء الأخير أن لا تحرمني من دعائك ..

تحياتي لك..

بو عبدالرحمن
14-07-2001, 06:43 PM
-
الأخت الفاضلة / سعودية
......... رعاك الله وحفظك وأنار قلبك ودربك

شكر الله لك هذه المتابعة
وجزاك الله خير الجزاء على هذه الكلمات المعطرة الطيبة
مع أنه لم يكن أحد يلزمك بهذا الذي قلت ..
ولكن أبت عليك نفسك الطيبة إلا أن تعلنيها على الملأ ..
ذلك ما يؤكد لي قناعتي القديمة التي أحلمها عنك
من أنك متميزة .. ومعمورة القلب بالإيمان ..
بارك الله فيك .. ونفعنا بك وبدعواتك الطيبة ..
غير أني لا اقبل أن تبقي متابعة في صمت ..
أرغب أن أرى حضورك باستمرار ..
ويكفي أن تسوقي دعوات طيبة خالصة ،
سأرفع أكف الضراعة أن يستجيبها الله رب العالمين
اما البقاء في ركن قصي ومتابعة الموقف بلا تدخل ولو بكلمة
فإني لا أقبله من أخت فاضلة جليلة لها حضورها في كل مكان ..:)
على كل حال ..
جزاك الله خير الجزاء
وبارك الله فيك ..
- -